" يا إلهي … "
لم يكن منظر الكدمة وهي تتلاشى لطيفًا .
كانت بيثاني عاجزة عن الكلام عندما رأت معصم أوليڤيا الأرجواني. وعندما بدأت عيناها بالاحمرار، سارعت أوليڤيا بتهدئتها .
" إنها مجرد كدمة، في الحقيقة لا تؤلمني على الإطلاق، أظن أنني سمعت من قبل أن كدماتي تستمر لفترة طويلة."
رفعت بيثاني رأسها و نظرت إلى أوليڤيا. كانت عيناها محتقنتين لدرجة أن لونهما الأزرق الفاتح لم يعد يظهر، و ارتفعت فيهما علامات الغضب .
" هل حدث لكِ مثل هذا من قبل ؟ "
على هذا السؤال المهتز، سكتت أوليڤيا.
' لقد أخطأتُ في الكلام '
وبينما كانت تحاول أن تبرر مرة أخرى، لمست بيثاني معصم أوليڤيا بيدها المرتعشة .
" يا إلهي … ذلك الرجل اللئيم، الوغد، عديم الأدب، الذي لا يعرف الفروسية ولا الأخلاق."
لم يجرؤ أحد في العالم على وصف ولي العهد بهذا الشكل. بدأت بيثاني بالهمس بالشتم بصوت خافت، ثم ارتفعت نبرتها تدريجيًا .
" كح، كح … "
سعل ديان الذي كان واقفًا بجانبها. في نفس الوقت، ابتسمت أوليڤيا قليلاً .
" أنا بخير حقًا، يا بيثاني، بالمناسبة، كيف أتيتِ إلى هنا ؟ "
" لقد فقدتُ صوابي، كنتُ سأخبركِ … لا، هذا ليس مهمًا الآن."
أخيرًا، عادت بيثاني إلى رشدها و مسحت عينيها على عجل، و أمسكت بمعصم أوليڤيا بلطف شديد، كما لو كانت تتعامل مع دمية من الخزف .
شعور غريب تسرب إلى جلد معصم أوليڤيا. إحساس غامض بالدفء. كان شعورًا مألوفًا، كما لو أنها شعرت به في مكان ما من قبل .
" الآن، أصبح أفضل قليلاً."
بينما كانت بيثاني تتنهد، نظرت أوليڤيا إلى معصمها مرة أخرى و رمشت بعينيها. لقد اختفت الكدمة التي اعتقدت أنها ستستمر طويلاً دون أن تترك أثرًا .
" كيف … ؟ "
" إنه سحر علاجي، على الرغم من أن قوتي السحرية قد ضعفت، إلا أنني لا أزال قادرة على فعل هذا."
هذا الإحساس المألوف و الغريب، هل هو سحر ؟
لمست أوليڤيا معصمها للحظة . في هذه الأثناء، نظرت بيثاني إلى الآنسة بتمعن . شعرها الفضي المشط بشكل أنيق، و وجهها الصغير الجميل، و عيناها الخضراوان اللتان كانتا تحدقان فيها .
" … أنتِ الآن تشبهين سيدتي عندما غادرت إلى العاصمة، لماذا فقدتِ وزنًا هكذا ؟ لقد أخبرتُ ذلك الوغد، سوبيل، إذا وجدتُ سر المنجم، سأذهب إلى العاصمة ولن أتركه وشأنه "
هذا الكلام، الذي اختلط بالبكاء، كان هو نفسه الذي قالته بيثاني عندما ودعت أوليڤيا في ڤيكاندر لتغادر إلى العاصمة . ابتسمت أوليڤيا ابتسامة عريضة و عانقت بيثاني .
تظاهر ديان بأنه مشغول، وكان يراقب التل من زاوية عينه . تحت الأشجار المورقة التي كانت خضراء و تتحول إلى اللون البني، كانت محادثة بيثاني و الآنسة بالكاد مسموعة .
الجميع، من الفرسان الكبار إلى المتدربين، كانوا يستمعون إلى محادثتهما .
" هذه مشكلة كبيرة، اعتقدت أن الأمور ستكون بخير حتى نعود إلى إقليم ڤيكاندر "
" هل رأيت هذا للتو ؟ اعتقدت أن الشرارات تخرج من عيني السيدة بيثاني."
"حسنًا، ليس أمامنا سوى الصلاة، بأن يتحمل السير سيزيلين المسؤولية كاملةً وحده "
" لكن ألم تسمع ما قالته للتو ؟ "
وبينما يرتجف الفارس المتدرب، بدا وكأنه يسمع صوت بيثاني.
" سوف آتي لرؤيتكم عندما نعود. "
بيثاني التي نظرت إلى الجميع بنظرة تجعل القلوب ترتجف. كانت تلك النظرة كافية لتجعل ديان يرتعش .
" لماذا لم ترى معصم الآنسة في القصر ؟ "
عندما خفض رأسه وهو يشعر بالاكتئاب، ربّت أحدهم على كتفه .
" كن قويًا "
" …… "
" على الرغم من أنني لا أستطيع الذهاب إلى الجحيم معك، سأودعك بحرارة على بواباته "
" ياا ! "
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" بيثاني، كيف أتيتِ إلى هنا حقًا ؟ "
" كيف أتيت ؟ بالطبع، أتيت بالعربة، لقد انطلقت على عجل بمجرد أن تلقيت البرقية التي تفيد بأنكِ قادمة، لو كنتُ أعلم ما سيحدث، لكنتُ أتيتُ أسرع من ذلك."
" لا، لم أقصد ذلك، سمعت أنكِ مشغولة جدًا في المنجم … "
إنها مشغولةٌ جدًا بالبحث عن السر لدرجة أنها لا تذهب إلى القلعة كثيرًا .
عند سماع هذا، نظرت بيثاني إلى أوليڤيا بهدوء وسألت بحذر : " … ألم تتفاجئي ؟ "
كان سؤالها اختصارًا لكل شيء. كان ارتباكها واضحًا وكأنها تنتظر ردة فعلها، لذا ضحكت أوليڤيا بخفة .
" سيكون كذبًا لو قلتُ أنني لم أتفاجأ، لأن … "
" …… "
" لأنني علمتُ بشأن الدوقة الكبرى السابقة، وعن لوڤيل، عن طريق ولي العهد، وليس عن طريق إدوين "
بمجرد أن ذُكر ولي العهد، عادت نظرة بيثاني إلى معصم أوليڤيا. هزّت أوليڤيا رأسها بمزاح .
" كل ما قلتِه صحيح يا بيثاني، إنه شخص سيئ جدًا ولا يُظهر لي أي مجاملة، لقد كدتُ أتأثر للحظة بكلامه الخبيث، لكن في النهاية، لم أتأثر."
" كلام خبيث ! ماذا قال لكِ ولي العهد ؟! "
كانت أوليڤيا على وشك تجاهل الأمر لأنه لم يكن كلامًا جيدًا، لكن بيثاني سألتها مجددًا و عيناها تلمعان غضبًا .
' كيف يجب أن أجيب على هذا ؟ '
ابتسمت أوليڤيا وهي تلمس قلادة الحجر السحري .
" آه … هذا، إنه كنز ثمين جدًا بحيث لا يمكن إعطاؤه لشخص بديل فقط عن المالك."
" يا آنستي، ماذا تقصدين … ! "
" آه حقًا، كان يجب أن أتفاخر به أمام ولي العهد، أنا آسفة لأنني أخفيتُه فقط لاحتمال وجود أي مشكلة "
تأخرت بيثاني في فهم كلمة "بديل" وقفزت من مكانها. بدا وجهها محمرًا جدًا وكأنها فهمت ما كان يقصده ولي العهد بـ "كلامه الخبيث".
" حقًا، عندما أذهب إلى العاصمة، سوف أعاقب ولي العهد قبل سوبيل، كيف له أن يقول شيئًا كهذا ! "
بينما كانت بيثاني ترتجف من الغضب، تذكرت أوليڤيا أول لقاء بينهما .
" يا إلهي، لقد كنتُ وقحة بالنظر إليكِ هكذا، أنا آسفة، يا آنستي، أنتِ جميلة جدًا."
تلك النظرة الحنونة التي كانت على وجهها عندما رأتها لأول مرة .
" تشرفت بلقائكِ يا آنستي، لابد أنكِ عانيتِ كثيرًا في هذه الرحلة الطويلة، أنا بيثاني، كبيرة الخدم في قلعة ڤيكاندر."
و صوتها الذي كان مفعمًا بالدفء . فقط بعد أن سمعت قصة الدوقة الكبرى السابقة، فهمت أوليڤيا تعابير وجه بيثاني في ذلك اليوم الأول .
الآن فقط، يمكنها أن تفهم مشاعرها عندما بكت وهي تنظر إلى وثيقة منجم الكريستال الأبيض. وفي نفس الوقت ……
" شكرًا لكِ."
توقفت بيثاني التي كانت غاضبة تمامًا، عند كلمات أوليڤيا الصادقة . ابتسمت أوليڤيا بسعادة و احتضنت ذراع بيثاني.
قبل أن تظهر وثيقة منجم الكريستال الأبيض أو بعد ذلك، كان اهتمام بيثاني بها لا حدود له . كانت تهتم بترتيب سريرها، و تصنع لها ملابس نوم جميلة و مريحة، وتأتي كل صباح بهدوء لتضع لها زهورًا جميلة في المزهرية .
الاهتمام أمر لطيف و جميل جدًا. وكان من الواضح أن هذا الاهتمام موجه لأوليڤيا نفسها، مما لم يترك مجالاً للشك .
" آه، آنستي … لا داعي للشكر."
تلاشت نظرات الغضب من عيني بيثاني، و أصبحت لامعة. ابتسمت أوليڤيا وأمسكت بذراعها و هزّتها بلطف .
" الآن، بعد أن نعود، أريد أن أساعدك في إكتشاف السر، لذلك، أخبريني الكثير عن لوڤيل أثناء الطريق."
" بالتأكيد، سأخبركِ بكل ما أعرفه، ستتفاجئين على الأرجح، كل القصص عن لوڤيل محاطة بالغموض، لكن الشيء الذي يثير فضولكِ أكثر، ربما هو عيناكِ الخضراوان الجميلتان، أليس كذلك ؟ "
تسارعت دقات قلب أوليڤيا، و هزّت رأسها ببطء. و بيثاني، التي كان أنفها أحمر، ابتسمت وأضافت .
" لكن، قبل أن ننطلق … "
" نعم ؟ "
" تناولي شطيرة أنثوني أولاً، يا آنستي، انظري إلى خديكِ، لقد نقص وزنهما."
قالت بيثاني بحماس، و رمشت أوليڤيا بعينيها .
" لقد انتهيتُ للتو من تناول وجبة الطعام."
لكن بيثاني تجاهلت نظرتها المليئة بالاحتجاج، و نظرت إلى الأفق البعيد وابتسمت .
" و … ربما سأعرض عليكِ رسالة ستصل لكِ أثناء تناول الطعام "
*
*
كانت بيثاني على حق. الفارس الذي جاء من اتجاه العاصمة كان فارس ڤيكاندر، و الرسالة التي قدمها كانت من إدوين .
— كيف تشعرين بعد أن قابلتِ بيثاني مرة أخرى ؟
على الرغم من أنها لن تحل محلي، آمل ألا تشعري بالوحدة في طريق عودتكِ .
لكن ما لفت انتباهها أكثر من محتوى الرسالة الدافئ كان شيئًا آخر . التوقيع في نهاية الخط الأنيق كان : إدوين ڤيكاندر .
خط اليد هذا بدا مألوفًا . رمشت أوليڤيا بعينيها. وفي نفس الوقت، شعرت وكأن صاعقة ضربت عقلها .
أوليڤيا متأكدة من أنها رأت خط اليد هذا من قبل . لم يكن في اليوم التالي للمأدبة الذي تلقّت فيه الرسالة الأولى من إدوين، ولا في اليوم الذي وقّعَت فيه على وثيقة الحجز السحرية لمنجم الكريستال الأبيض .
بل كان منذ فترة أطول بكثير … على سبيل المثال …
بينما كانت أوليڤيا تجمع أفكارها، لمعت عيناها بشدة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
في غرفة نوم ولي العهد .
" يا سمو ولي العهد، عليك أن تستحم و تخرج الآن، سأعود بعد قليل."
أخيرًا، هزّ الكونت هاجيس رأسه بعد أن حاول إقناعه لوقت طويل، ثم غادر غرفة النوم وسط دخان السيجار الكثيف .
على الرغم من أنه كان منتصف النهار، إلا أن غرفة النوم التي تغطيها الستائر كانت مظلمة تمامًا كأنها ليل دامس .
بقي ليوبارد مستلقيًا بمفرده في الغرفة، يزفر الدخان . بينما كان يحدّق في الدخان المتلاشي في الهواء، اختلطت الكلمات التي سمعها في الأيام القليلة الماضية في رأسه بشكل فوضوي .
" عليك أن تعيد الأميرة مادلين إلى منصب وليّة العهد بأي وسيلة، هذا هو واجبك كولي عهد إمبراطورية فرانز، لقد كانت عيناها خضراوين … نعم، كانتا خضراوين "
هل كان ذلك بالأمس ؟
" بما أن المفاوضات على وشك الانتهاء، و ولي العهد العزيز لم ينطق بكلمة، فمن المؤكد أن المفاوضات ترضيه، أليس كذلك ؟ "
لا، هل كان هذا بالأمس ؟
بالمناسبة، ما الذي حدث للمفاوضات ؟
حسنًا، مهما كان الأمر، سيتولى الدوق مادلين الأمر .
توقفت ضحكة ليوبارد فجأة، و أغمض عينيه الزرقاوين ببطء. في الهواء الضبابي المليء بدخان السجائر و الكحول القوي، استمر ليوبارد في تكرار نفس الأفكار، وكأنه عالق في مكانه .
في البداية، كان الأمر غريبًا، ثم مُرضيًا، والآن، أصبحت مؤلمة لأنه يريد رؤيتها بشدة .
كان الأمر يتعلق بأوليڤيا مادلين . شعرها الفضي الذي يشبه ضوء القمر البارد، وجهها الجميل، و عيناها الخضراوان اللتان كانتا تنظران إليه .
آه، كيف كانت تنظر إليّ ؟
بمجرد أن فكّر في ذلك، شعر بالاختناق، فأخذ نفخة أخرى من السيجار . وعندما زفر الدخان الذي ملأ رئتيه، انطلقت منه ضحكة لا إرادية .
لقد اعتقد أنه يمكنه أن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه … لا، كان عليه أن يعيدها الآن .
العالم الذي كان سهلاً دائمًا، وكل شيء كان ينظر إليه من الأسفل، أصبح الآن جدارًا عملاقًا يقف في طريقه .
لم يستطع أن يميز ما إذا كان الشعور الذي يرتفع في قلبه هو غضب، أم اشتياق، أم حب .
أطلق ليوبارد ضحكة أشبه بالتنهيدة . وكانت ضحكة السخرية الباردة موجهة إلى نفسه .
" … كان يجب أن أمسك بها، في ذلك الوقت، كان يجب أن أمسك بها "
تمتم ليوبارد بصوت خافت، و انتشر صوته، المليء بالرغبة، ببطء في غرفة النوم .
" ماذا عليّ أن أفعل الآن ؟ "
لقد مر وقت طويل لدرجة أنه لم يستطع تذكر كم يوم قضاه تحت تأثير الكحول . وفي نفس اللحظة التي خرجت فيها كلماته النادمة، فُتح الباب فجأة و اندفع صوت حاد .
" ليوبارد ! دعني أدخل، لم أرى ليوبارد منذ أيام، كيف تجرؤ على منعي، هل تعرف من أنا ؟ "
" لا يجب عليكِ فعل هذا، يا آنسة ! "
على الرغم من محاولات الخدم لمنعها، فتحت ماريا الباب و دخلت، وهي تسعل بلا توقف .
شعرت بلسعة في حلقها، و الغرفة المظلمة كانت مليئة بالدخان لدرجة أنها لم تستطع الرؤية بوضوح .
" ما هذا … ؟! "
سارت ماريا بتردد نحو السرير، و صوتها يرتجف . المربية، التي رأتها لفترة وجيزة قبل بضعة أيام، بعد أن اعطت للخادمة رشوة، تحدثت إليها بوجه شاحب .
" آه، يا آنستي، لا أصدق أنك محبوسة هنا، حتى الماركيز محتجز في القصر "
العائلة القوية التي كانت تحميها في كل المواقف لم تعد قادرة على ذلك. كان ليوبارد هو خلاصها الوحيد. حتى لو كانت نظراته باردة . كان على ماريا أن تتمسك حتى بأمل زائف . كان حبسها في قصر ولي العهد، كما لو كانت مسجونة، أمرًا شاقًا .
بعد أن فقدت اهتمام ولي العهد، أصبحت تصرفات الخادمات معها فظًا، وحتى كبير الخدم لم يظهر أمامها .
" ليوبارد، أرجوك، عد إلى رشدك، كح … "
كانت تشعر بأنها مريضة بشكل غريب. كانت دائمًا تشعر بالخمول، و مشاعرها كانت تضطرب بشكل لا يمكن السيطرة عليه. حتى الآن. عندما رأت وجهه الغاضب شعرت ماريا بالارتياح لا إراديًا .
" آه … "
عندما دخل الضوء من الباب، عبس ليوبارد. كان وجهه شاحبًا، و يبدو أنه فقد الكثير من الوزن .
بدأت عيناه تركز على ماريا. عندما ارتفعت زاوية فمه وكأنه تعرف عليها، نادت ماريا على اسمه دون وعي.
" ليو … "
" هل هذا بسببكِ ؟ "
" ماذا ؟ ماذا تعني … ؟ "
" هل غادرت أوليڤيا بسببكِ ؟ أم بسببي ؟ "
تراجعت ماريا خطوةً إلى الوراء بينما استمر صوته الخافت . في نهاية ضحكته الخافتة، شعرت أنه كان هناك سُم عقرب الصحراء .
كان ليوبارد يلومها، و بشدة .
في اللحظة التي أدركت فيها ذلك، تدفق العرق البارد من جسدها. بردت معدتها، و شعرت بأن جسدها كله يتصلب . مع ألم لم تشعر به من قبل، سقطت ماريا على الأرض وهي تصرخ .
" آه، آه، طبيب، أرجوكم، طبيب … "
تردد صوتها اليائس خارج غرفة النوم، لكن الخدم الذين كانوا يمرون لم ينظروا إليها حتى، وكذلك ليوبارد .
كانت في مكان بائس لا ينظر إليها أحد .
بدأت الأرض تحت قدميها بالانهيار، و انفجرت ماريا بالبكاء. وكانت الدموع التي تتساقط على خديها بائسة للغاية .
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
****************************
مشتاقين 🥹 ❤️🔥 نبي فصول وخاصه الفصول الجايه عن الدوق السابق 💔 ❤️
ردحذف