" صاحب السمو ولي العهد قادم ! "
خرجت البارونة سوفرون مسرعة من غرفة النوم على صوت الخادمة المُلحّ، و تبعها الخدم في انسجام تام لإعداد الاستقبال لولي العهد.
اقترب صوت الخيول من خارج النافذة، و نهضت ماريا بخفة .
دون أن تتكلم، اقتربت الخادمة و ضبطت لها الوسادة بشكل مريح. بدا عليها التردد وكأنها تتحسس مزاج ماريا .
هذا هو المطلوب .
لوت ماريا شفتيها. هذا الشعور بالغلبة الذي يملأ الصدر .
لقد أثبتت كلمات والدها، بأن على المرء أن يكون قاسيًا بلا رحمة مع المرؤوسين غير المطيعين، نتائج مؤكدة بهذه الطريقة. لقد كانت حمقاء عندما اعتقدت أنهم أفرادها وعاملتهم بلطف .
" الخادمة التي بالخارج، اطلبي منها أن تتوارى عن الأنظار و تحتجز نفسها."
" حسنًا."
غادرت الخادمة المنحنية رأسها غرفة النوم. لم تعد الخادمة تناديني بـ "آنسة".
كل شيء سار على ما يرام. حتى البارونة سوفرون متصلبة الرقبة انحنت لي، وكذلك الخادمات اللاتي كن غير مهذبات .
وغرفة نوم "ولية العهد" هذه، التي كانت منطقة محرمة لا يمكن لأحد دخولها .
" هذا المكان، حتى الأميرة مادلين لم تستطع دخوله."
تذكرت فجأة اللحظة التي طلبت فيها هذه الغرفة قبل قليل. وفي نفس الوقت، تذكرت صوت الخادمة الذي كان مليئًا بالارتباك .
" … حسنًا، سأرشدكِ إلى هناك فورًا."
كان وجه البارونة سوفرون متصلبًا، ومع ذلك أرشدتني إلى غرفة النوم دون تذمر، رغم أنها لم تكن راغبة في ذلك.
الآن، بمجرد أن يعلم ليوبارد بهذا الموقف، ينتهي دوري .
سقطت أشعة الشمس المتدفقة من النافذة على أسطح قصر تياجي. كان مشهدًا جميلاً مثل شعري الأشقر اللامع .
في تلك اللحظة، فُتح باب غرفة النوم دون طرق .
لم يكن هناك سوى شخص واحد يمكن أن يفعل ذلك، حبيبي الذي أحبه و تتسارع نبضات قلبي بسببه .
" ليوبارد ! "
ارتسم على وجه ماريا الجميل مشاعر الفرح و الحزن و التذمر. تمنت أن يأتي ليوبارد و يهدئها بسرعة، لكن ماريا، التي التفتت نحوه، توقفت دون أن تدرك .
كان وجه ليوبارد غير طبيعي، هذه هي المرة الأولى التي ينظر إليّ بمثل هذا الوجه المخيف …
فكرت ماريا شاردة الذهن و قبضت على قبضتها وهي تشعر بالدوار .
لا، مرة واحدة .
لقد رأيته مرةً واحدة .
في غرفة استقبال هذا القصر، عندما سمع تقريرًا غير مؤكد عن حضور الدوق الأكبر و أوليڤيا في مأدبة الصيف …
بشكل لا يصدق، ليوبارد كان يعاملني ببرود خانق . خوف شاحب اجتاح وجهي الهش الذي بدا وكأنه سينكسر في أي لحظة، لكن ليوبارد، بدلاً من أن ينتبه لقلق حبيبته العزيزة، أخذ نفسًا خفيفًا .
كان الأمر مذهلاً، غرفة النوم هذه …
تفحصت عيون متغطرسة الغرفة ببطء. رفع ليوبارد يده وضغط على صدغيه . في صمت مطبق لدرجة أن أنفاسهم كانت تُسمع بوضوح، كانت الخادمات اللاتي يراقبن إيماءات ولي العهد متوترات للغاية .
إذا كانت الهالة التي تتقلب بعنف كعاصفة قبل هبوبها بسبب إصابة حبيبته، فإن اختفاء خادمة واحدة من قصر تياجي اليوم لن يكون بالأمر الصعب .
" … فليغادر الجميع باستثناء الكونت "
خرجت الخادمات اللواتي اتبعن كلمات الأمير بسرعة. بعد أن تأكد ليوبارد من إغلاق الباب، اقترب بخطوات واسعة. خفضت ماريا عينيها بشكل تلقائي .
" أنـ، أنا أتألم، يا ليوبارد "
غطى الحزن وجهها الجميل. قال ليوبارد ببطء، متأثرًا بمظهرها الشجي الذي يجعل المرء يتألم من أجلها . ومع ذلك، فهي حبيبته .
" … هل أصبتِ بجروح بالغة ؟ "
عندما أصبح صوته أكثر ليونة، نظرت ماريا إلى ليوبارد مرة أخرى. شعرت ذراعها بقليل من الوخز. يبدو أنها شدّت ذراعها التي تمسك بالمنشفة المبللة دون أن تدرك .
" نعم، إنه حرق "
بدا الحاجبان اللذان كانا مرفوعين بحدة وكأنهما يسترخيان قليلاً. حاولت ماريا تهدئة قلبها الذي كان ينبض بقلق .
لا بد أنها قد أخطأت في الرؤية … رؤية تعابير الانزعاج على وجه ليوبارد وهو ينظر إليها !
نعم، لا بد أنه نظر هكذا لأنه قلق جدًا عليّ بسبب إصابتي .
ترددت الكلمات التي قالتها لنفسها كتعويذة . لم يكن هناك تفسير آخر. ماريا أحبت ليوبارد أكثر من أي شخص آخر، و ليوبارد كان يحبها كذلك.
اقترب ليوبارد و نظر بخفة إلى ذراع ماريا، لكنه لم يجد أي إصابة على الذراع الرقيق الذي وُضعت عليه المنشفة المبللة .
خشيت ماريا أن تختفي نظرة ليوبارد، فأزالت المنشفة المبللة بسرعة، ثم كشفت عن ذراعها الذي احمر بسبب برودة المنشفة .
كان هذا كافيًا لإثارة قلق ليوبارد ……
" … تبدين بخير "
رمشت ماريا بتفاجؤ، كان الأمر غريبًا، هذا الشخص أمامها كان باردًا إلى حد اللامبالاة .
ليوبارد، حبيبي، لم يكن هكذا …
الشخص الذي كان يقلق بشأن إصابتي بالزكام حتى لو أصابني قطرة مطر واحدة. الحبيب اللطيف الذي كان يعتبرني نصف قلبه و يقول إنه سيتألم مكاني إذا أصبت. لم يكن من الممكن أن يكون هكذا .
اتجهت اليد الصغيرة الجميلة وهي ترتعش نحو ليوبارد، لكنه، بدلاً من أن يلاحظ قلق حبيبته، أدار ظهره وقال : " سيجاري "
أحضر الكونت هاجيس السيجار بسرعة و أشعل عود الثقاب، ثم استنشق دخان السيجار، و زفر نفسًا متعبًا، كان مظهره هذا مبالغًا فيه بالانحلال بالنسبة لولي عهد الإمبراطورية .
للوهلة الأولى، بدا وكأنه يُهدئ عقله المُنهك، كان هذا المنظر شيئًا أراني إياه فقط .
كان هذا أيضًا أحد المظاهر التي تحبها ماريا أكثر من غيرها، لكن … أدارت ماريا رأسها، و ارتجفت كتفاها بشكل غير مستقر وهي تكتم سعالها .
رائحة خشب رطب محترق. رائحة السيجار التي ظنتها خفيفة، بدت قوية بشكل خاص اليوم .
هل هذا لأن الشرفة لم تكن مفتوحة ؟ لا، فقد كان ليوبارد يدخن السيجار أمامي عدة مرات عندما كنا في قصره، وكنا نغلق الباب كما لو كنا نستمتع بلقاء سري .
إذًا، هل هو بسبب حالتي الذهنية المضطربة ؟
كتمت ماريا السعال الذي كان يداعب حلقها بصعوبة، ثم نظرت إلى ليوبارد لكي تطلب منه أن يطفئ السيجار .
" ليو …… "
لكن قبل أن يصل طلبها الممزوج بالدلال، أطفأ ليوبارد السيجار بسرعة، و علامات ندم على وجهه.
" افتح النافذة "
هل نجحت ؟
نظرت ماريا إلى ليوبارد بوجه يملؤه الأمل. ربما سمع سعالها المتبقي الذي لم تستطع كتمانه . لم يكن ليوبارد يدخن السيجار كثيرًا، لكنه لم يطفئه في منتصف الطريق أبدًا .
بهذا القدر، كان ……
" تسك، لم أكن أريد أن أدخنه هنا "
في تلك اللحظة، شعرت ماريا وكأن شيئًا ما انهار في قلبها .
" لـ، لماذا ؟ لماذا لم ترغب في تدخينه هنا ؟ "
" لأن الرائحة تعلق "
جاء الرد دون أدنى تردد. في نفس الوقت، اهتزت عينا ماريا من الصدمة .
يدخن السيجار أمامي بلا مبالاة. وفقط، فقط لا يريد أن تعلق الرائحة في قصر ولية العهد هذا ؟
" على أي حال، ماريا "
" … نعم، ليوبارد "
ردت ماريا بصعوبة . يا إلهي، تمنت أن يدرك ليوبارد مدى تأثرها، لكنه اكتفى بهز كتفيه.
" … هذا ليس لطيفًا."
" ماذا ؟ "
ارتجف صوت ماريا وهي تكتم أنفاسها بشكل رهيب. هل هذا حلم ؟ لكن الصوت الخالي من أي مشاعر استمر .
" جاءت مربيتك باكية وقالت إن خادمات قصر تياجي يتعمدن السخرية منكِ و إهانتكِ "
" نعم، ليوبارد، هذا …… "
" لماذا يعتبر إعادة قصر تياجي إلى حالته الطبيعية إهانة لكِ ؟ "
كان صوته مليئًا بالجهل، فتشبثت ماريا بذراع ليوبارد. سقطت المنشفة التي كانت موضوعة على الحرق بلا قوة، لكنها لم تكن تهتم .
حتى بعد أن سمع ذلك، كيف يمكن لـليوبارد أن يقول لي هذا ؟ دون أن يعانقني مرة واحدة، دون أن يواسيني .
تنهدت ماريا بصوت حزين .
" الخادمات يفعلن ما يحلو لهن بالقصر الذي زيّنته من أجلك …… "
" إذن …… "
قاطعها صوت حاد .
" ماريا، لقد صحّحتُ محاولاتكِ المتهورة للعبث بهذا القصر "
" …… "
" فلماذا تحول هذا إلى إهانة لكِ ؟ "
لم تصدق ماريا، حبيبها اللطيف كأشعة الشمس …
" كيف تقولين مثل هذه الأشياء السخيفة ؟ "
كيف يمكن أن يكون صوته باردًا هكذا ؟
" ماريا خاصتي، طلبت منكِ أن تؤدي واجباتكِ كخطيبة بشكل صحيح لمدة عام، لماذا تحاولين التصرف بهذا الغباء ؟ "
… هل سيجعلني أسقط إلى القاع بلا حدود ؟
حاولت ماريا أن تتمسك بعقلها المتجمد بصعوبة. أصبح وجه ليوبارد الوسيم باهتًا تدريجيًا، وفي نفس الوقت، شعرت بألم في قلبها.
" ولكن …… "
كان عليها أن تستعيد وعيها. أطلقت ماريا صوتًا ضعيفًا كما لو كانت على وشك الموت. تركزت نظراتها اليائسة على ليوبارد وحده .
" … قلت لي أن قصر تياجي يشبهني تمامًا."
نعم، لطالما قال ليوبارد ذلك . تمنى لو أن تلك الحقيرة أوليڤيا لم تكن موجودة، و اعتذر عن عدم قدرته على وضعها في مكانة تليق بها، ثم قال : " عندما يغمره الغروب، يبدو لامعًا مثل شعرك الذهبي."
" صحيح، في يوم يغمره الغروب "
عندما استمر الصوت الهادئ، وكأنه يبتلع صوتها المرتعش . فتحت ماريا عينيها على وسعهما، وكأنها ضربت على رأسها فجأة .
غروب الشمس .
شمس الإمبراطورية الصغير .
ولي العهد الوقور الذي سيرتفع قريبًا ليصبح شمس الإمبراطورية نفسها .
تطابقت قطع اللغز تمامًا. لوّى ليوبارد شفتيه وهو ينظر إلى وجهها الذي بدأ يشحب .
" ماريا خاصتي، ماريا حبيبتي، هل فهمتِ الآن أخيرًا ؟ "
كانت عيناه باردتين حتى وهو يقول "حبيبتي". مسح ليوبارد شعر ماريا الذهبي بخفة وقال بصوت منخفض :
" في ظل حمايتي و مودتي، ستظلين جميلة، أليس كذلك ؟ "
تساقطت الدموع من عيني ماريا المتجمدتين كالدمية. أثار مظهرها المؤلم هذا تعاطفًا لا بأس به. ابتسم ليوبارد ابتسامة عريضة و عانقها .
شعرت بصداع خفيف من الرائحة المنبعثة منه، لكنها قررت أن تتجاهل الأمر اليوم . انغمست ماريا التي كانت متجمدة بشدة في أحضان ليوبارد وكأنها تذوب .
مع أنفاسه الدافئة التي تلامس رقبتها، ذكّرها ليوبارد بلطفه، وكأنه يتكرم عليها .
" انظري، لقد أبعدت البارونة سوفرون و الخادمات."
" …… "
" لا أريد أن تشعر ماريا بالحرج بعد الآن، هذا ما أريده "
ابتعد صوت حبيبها الذي لطالما أحبته، وكأنه صوت شخص غريب، لكن ماريا أومأت برأسها غريزيًا، لأن يد ليوبارد التي تداعب شعرها كانت ترغب في ذلك .
كان هذا الدفء هو كل ما يمكن لماريا أن تتمسك به. ابتعد ليوبارد، ثم وقف وأمر : " أعيدي القصر كما كان من قبل، هذا هو ذوقي "
ذوقه ! لكن ذوق ليوبارد هو ذوقي !
أمام ماريا التي أنكرت الواقع وقالت إن هذا غير معقول، بدأ ليوبارد حديثه وكأن هناك شيئًا آخر .
" و أيضًا …… "
اتجهت عيناه الزرقاوان الباردتان اللتان تشبهان لون البحر نحو السرير. بينما ارتجفت ماريا من النظرة الحادة التي لم تعتد عليها أبدًا، تنهد ليوبارد .
" جهز غرفة لماريا لتستريح فيها، اتركوا هذه الغرفة فارغة كما هي "
انحنى الكونت هاجيس برأسه بثبات، ثم غادر ليوبارد. قبل أن تتمكن ماريا من الإمساك به.
رمشت ماريا على صوت الباب المغلق .
ماذا ؟ ما الذي حدث للتو ؟
لم تستطع ماريا تصديق أن هذا الوضع حقيقي. لم يكن من الممكن أن تكون صورتها المهجورة في الغرفة الهادئة حقيقية .
نظرت ماريا حولها بسرعة. نعم، غرفة النوم هذه، كانت هذه غرفة نوم ولية العهد، والمكان الذي تشغله الآن … !
عندما كانت ماريا تتفحص الغرفة بحثًا عن تأكيد، التقت عيناها بعيني الكونت هاجيس، وما ظهر في عينيه فجأة كان …
" … سأبلغ البارونة سوفرون فورًا بتجهيز غرفة أخرى "
… شفقة .
شعور غريب، لم تتخيل ماريا إثيل أبدًا أنه سيتجه نحوها .
هرع الكونت هاجيس خارج غرفة النوم بسرعة. ضحكت ماريا فجأة وهي تحدق في الباب.
" هاهاها "
سقطت الدموع على خد ماريا التي كانت تضحك بيأس، و غمرها شعورٌ بالبؤس .
" هل تريدين أن تصبحي عشيقة ؟ "
" لا ! "
بدا وكأنها تسمع ضحكةً عالية. صرخت ماريا رافضة و هزت ذراعيها بعشوائية .
تحطم شيء ما تحت يدها التي هزتها بعنف، و شعرت بحرقة كما لو كانت قد جُرحت في مكان ما، لكن ماريا لم تتمكن من استعادة وعيها .
لكن شيئًا واحدًا كان مؤكدًا ……
ليوبارد هو حبيبها، حبيبها المحب، الحبيب الذي يحبها كثيرًا، لذا …
" جهز غرفة لماريا لتستريح فيها، اتركوا هذه الغرفة فارغة كما هي "
يجب أن تكون هذه غرفتها، يجب أن يكون حبه موجهًا إليها وحدها .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" أمر ولي العهد بتغيير الغرفة التي ستستريح فيها الآنسة "
تذكرت البارونة سوفرون كلمات الكونت هاجيس، و طرقت على باب غرفة النوم عدة مرات، لكن عندما لم تسمع أي رد و سمعت صوتًا حادًا، دخلت البارونة سوفرون التي لم تستطع الصبر، وشهقت بذهول .
" هل لديكِ ما تقولينه لي ؟ "
أصبحت غرفة نوم ولية العهد، التي اعتنت بها بشدة، في حالة فوضى عارمة. بينما كانت قطع الخزف المكسورة تملأ الأرض تحت قدميها، سمع صوت هادئ من السرير .
ابتلعت البارونة سوفرون هدفها الأولي المتمثل في الإطاحة بالآنسة إثيل، و رددت كلمات خادمة قصر الأميرة التي جاءت قبل قليل .
" … لقد قامت الأميرة بدعوتكِ إلى حفلة الشاي غدًا."
" اخبري سمو الأميرة باعتذاري، كما ترين، ذراعي هكذا."
سمعت تمتمات خالية من العواطف مثل دمية . رفعت ماريا رأسها ببطء. اتجه وجهها الشاحب الخالي من الدماء نحو البارونة سوفرون، و شعرت بقشعريرة باردة تسري في ظهرها .
" آه، كدت أنسى، أبلغيها ألا تقلق بشأن المأدبة "
" …… "
" لأنها ستكون مأدبة عظيمة جدًا."
ارتفعت خدودها المبللة بالدموع بشكل جميل، ثم تجمدت عيناها الزرقاوان المرتعشتان بشدة . ستكون أعظم مأدبة صيفية .
أمام تلك الحقيرة، و أمام الجميع .
سيعود حبيبها بلا شك إليها .
ابتسمت ماريا ابتسامة عريضة، بمظهرها الهش الذي بدا وكأنها على حافة الهاوية .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
وفي تلك اللحظة .
وصل المالك المنتظر إلى قصر الدوق الأكبر ڤيكاندر في العاصمة . توقفت أول عربة من موكب العربات المتواصل عند المدخل .
اصطف الخدم في المدخل و نظروا إلى العربة بوجوه مليئة بالفرح. بدا وكأن دقات قلوبهم قد اتحدت .
فُتح باب العربة، و مد الدوق الأكبر الوسيم يده بابتسامة رائعة نحو داخل العربة .
بينما كانوا ينظرون إلى السيدة التي نزلت ممسكة بيده، هتف الخدم بصوت واحد : " يسعدنا رؤيتك مرة أخرى "
ابتسمت أوليڤيا ابتسامة مشرقة .
" أنا أيضًا، يسعدني رؤية الجميع مرة أخرى."
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
****************************
حبيت أوضح أكثر للي ما فهم :
أدركت ماريا فجأة المغزى الحقيقي : كلمة "غروب الشمس" قادتها إلى التفكير في "الشمس الصغير" وهو لقب ولي العهد .
الشمس (ليوبارد) و القصر (ماريا): الفكرة هي أن القصر (الذي يمثل ماريا) لا يلمع و يبرز جماله إلا بوجود ضوء الشمس عليه، و هذا الضوء يأتي من "شمس الإمبراطورية الصغير"، أي ليوبارد نفسه .
لهذا أدركت ماريا أن مصيرها بيد ليوبارد، و عبارته: "في ظل حمايتي و مودتي، ستظلين جميلة، أليس كذلك ؟" ليست سؤالاً، بل تأكيدًا على سيطرته الكاملة. إذا زالت حمايته و مودته (كالشمس التي تغرب)، فإن جمالها و مكانتها سيختفيان .
لم يكن ليوبارد يمدحها أو يتغزل بجمالها، بل كان يقول لها ضمنيًا أن قيمتها و بريقها (مثل القصر الذي يلمع أثناء الغروب) مستمدان كليًا من وجوده و سلطته .
.
تسلم ايدك طشغل عالي و تسامي ع الشرح ف الاخر مكنتش فاهمها 😂♥️
ردحذفشكرا ❤️ ❤️ ❤️ ❤️
ردحذفياييي شكرا على شرحك في النهايه لاني ما كنت فاهمه
ردحذفشكرا علي شرحك مكنتش فاهمه خالصه المعني
ردحذف