في غرفة نوم الإمبراطور الأنيقة والراقية .
انتابه شعورٌ بالتوتر، فقد حدقت الإمبراطورة في الإمبراطور دون أن يرمش لها جفن .
" يا صاحب الجلالة، سمعت شائعة سخيفة، أن الدوق مادلين طلب محاكمة النبلاء، وأن المتهمين هم الدوق إلكين، وأنا، والأميرة … شائعات لا أساس لها من الصحة."
كان يجب أن يرفض قدومها بأي ثمن. في مواجهة سؤالها الملح، الذي لم يكن متوقعًا من الإمبراطورة، ابتلع الإمبراطور ريقه الجاف وأجاب : " … ارتدي ملابسكِ المناسبة كإمبراطورة عند مثولكِ أمام المحاكمة غدًا."
كان ذلك تأكيدًا على أن الشائعات ليست كاذبة. توقع الإمبراطور أن تبكي الإمبراطورة أو تغضب. وكان مستعدًا لتقبل ذلك، لكن الإمبراطورة أطلقت ضحكة مدوية. وبوجه سعيد، تضيّقت عيناها وكأنها كانت تتوقع ذلك .
وبخها الإمبراطور بشدة وقد أصابه الارتباك : " أيتها الإمبراطورة، ما هذا الموقف ؟! مهما كنتِ مصدومة …… ! "
لم تتوقف الإمبراطورة عن الضحك، بل نظرت إلى الإمبراطور ببطء. نظراتها الرفيعة كالأفعى تفحصت الإمبراطور من الأعلى إلى الأسفل .
" إمبراطور الإمبراطورية يكتفي بسماع كلام الدوق مادلين، ويتخلى عن الدوق إلكين المخلص، ويسمح بوضع ابنته الوحيدة، الأميرة، على ألسنة القيل والقال، وفوق كل ذلك، يتجاهل الإمبراطورة قمر هذه الإمبراطورية."
" …… "
" ما الذي قدمه الدوق مادلين لك يا صاحب الجلالة ؟ "
كان صوتها المليء بالضحك مخيفًا. خرج تنهد مكتوم من شفتيه المغلقتين، ثم تذكر محادثته مع الدوق مادلين .
" … هل تدرك الآن أيها الدوق أن ما تقوله هو إهانة للعائلة الإمبراطورية، وتحدٍ مباشر لسلطة الإمبراطور ؟ كيف تجرؤ على اتهام الأميرة و الإمبراطورة ! "
" إذاً، إلى أين تعتقد أن غضب النبلاء سيتجه يا صاحب الجلالة ؟ جميع الذين حضروا المفاوضات رأوا هزيمتك بوضوح."
لكنه لم يستطع نقل كلمات الدوق مادلين التي كانت تتردد في ذهنه. رفع الإمبراطور صوته بدلاً من ذلك : " هل قمتِ حقًا بقتل الجنين الإمبراطوري أيتها الإمبراطورة ؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فما هو سبب عدم قدرتك على المثول في المحاكمة بكرامة ! "
كان الأمر غريبًا. كلما رفع الإمبراطور صوته، لمعت عينا الإمبراطورة البنيتان. ابتسمت باستهزاء وكأنها تعرف ما يدور في ذهن الإمبراطور، فأدار الإمبراطور وجهه لا إراديًا .
" … على أي حال، بما أننا نتعامل مع قضية الدوق إلكين والأميرة، فمن الأفضل أن نزيل كل الشكوك، الوقت متأخر، وأنا متعب، اذهبي الآن."
من خلال النافذة الزجاجية الكبيرة، رأى الإمبراطور نفسه. شعره الأبيض الذي حاول صبغه باللون الذهبي … وإلى جانبه، الإمبراطورة التي تبتسم بوضوح وهي تنظر إليه .
" حسنًا، إذًا سنرى … "
سُمع صوتها الودود أكثر من المعتاد يتردد في أذنه، و شعور مخيف بالرعشة مرّ على عنق الإمبراطور واختفى .
" من هو الأكثر نفعًا في النهاية، هو، أم أنا كإمبراطورة."
غادرت الإمبراطورة قصر الإمبراطور بوجه مبتسم، لكن بمجرد دخولها قصر الإمبراطورة، تمتمت بخفوت : " … هل حقًا أظهرت ماريا إثيل تلك أي علامات للحمل من قبل ؟ "
" لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا يا صاحبة الجلالة، أنتِ تعلمين أيضًا، منذ أن نامت ماريا إثيل مع ولي العهد، وأنتِ تضعين دواء منع الحمل باستمرار في ولائم الآنسة إثيل."
كان كلامها صحيحًا. لقد منعت هي حمل الجنين الإمبراطوري، ولم تتخذ أي إجراء ضد جنين .
أومأت الإمبراطورة برأسها ببطء على كلام الماركيزة أوفريم، لكن القلق الذي غمر جسدها لم يهدأ بسهولة .
قتل جنين إمبراطوري … ! من المؤكد أن الدوق مادلين لم يكن ليذكر مثل هذا الاتهام دون استعداد .
ما الذي يمكن أن يكون ؟ هل من المحتمل أن ماريا إثيل تلك قد ذكرت شيئًا للدوق عندما جاءت إلى الإمبراطورية آخر مرة ؟
" يا صاحبة الجلالة، لم يكن من الممكن أن تكون قد حملت، وحتى لو حملت، فهو طفل غير شرعي وضيع، كيف يمكن تسمية طفل نشأ من علاقة غرامية بالوريث الإمبراطوري ؟ وهل سبق لتلك الإثيل أن حملت بطفل حتى ؟ "
في تلك اللحظة، لمست الماركيزة أوفريم ذات الصوت الهادئ يد الإمبراطورة. عندما وصلت إليها رائحة الزيوت العطرية الناعمة، شعرت بألم في راحة يدها .
وفي الوقت نفسه، استعادت وعيها : " صحيح، كلامك صحيح."
ابتسمت الإمبراطورة ابتسامة واسعة كاشفة عن أسنانها البيضاء .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
في قاعة المؤتمرات الكبرى .
" … حيث ثبتت الجريمة الكبرى للدوق إلكين الذي استخدم المخدر لإيقاع الدوق مادلين في ورطة، يمكن للماركيز إثيل، الشاهد، أن يغادر."
" يا صاحب الجلالة ! يا صاحب الجلالة ! اسمح لي بكلمة واحدة أخرى ! "
بعد صوت الإمبراطور، انتشر صوت الدوق إلكين المذعور، لكن الإمبراطور لم يسمح له بمزيد من الكلام. وغادر الماركيز إثيل، الذي كان يضحك بقهقهة وهو يرتدي ملابس رثة، قاعة المؤتمرات بعد أن أدى التحية للنبلاء بعينين محمرتين من الغضب .
في غضون ذلك، لم يستطع النبلاء النطق بكلمة واحدة، واكتفوا بالتبادل بين الإمبراطور، و الدوق إلكين الذي يُجرّ خارجًا، و الدوق مادلين الواقف ببرود .
على الرغم من كفاية الأدلة، كان الدوق إلكين زعيم فصيل النبلاء و رئيس عائلة إلكين التي أنجبت الإمبراطورة الحالية، ولكن أن تكون المحاكمة انفرادية بهذا الشكل، مع مصادرة نصف ممتلكاته …
لو كان الأمر قد توقف عند هذا الحد، لكان النبلاء شعروا بالذهول لكنهم اعتبروا ذلك أفضل ما يمكن للإمبراطور فعله لتعزيز سلطة العرش، لكن سيف الدوق مادلين التالي كان موجهًا نحو الأميرة .
" إذًا، سأسأل سمو الأميرة السؤال التالي، هل سبق لسموك أن حضرتِ مزادًا سريًا و محظورًا تحت الأرض ؟ "
" … المال الذي أُنفق هناك كان من ثروتي الخاصة، علاوة على ذلك، أليس معظم النبلاء يحضرون المزادات السرية بشكل غير رسمي ؟ أنا آسفة لعدم كوني مثالاً يحتذى به كأميرة، لكن هل هذا يستدعي أن يضعني الدوق في المحاكمة ؟ "
" المزادات السرية محظورة بشكل صارم، والأكثر من ذلك، كان حضور سمو الأميرة للمزاد السري في وقت كانت فيه إقطاعيتها ريتايل، التي كانت تحت ولايتها، تعاني من مجاعة في الربيع."
تجمدت شفتا الأميرة. يا لسوء الحظ، لماذا كان وقت محاولتها للحصول على القلادة هو نفسه وقت مجاعة الربيع ؟
ومع ذلك، ذكر الدوق مادلين تواريخ عديدة لحضور الأميرة للمزادات، بما في ذلك تلك التي كانت خلال مجاعة الربيع .
" شخص كان يجب أن يعتني بالناس الذين يعانون في مجاعة الربيع وتهتم بإقطاعيتها كسيدة، تحضر مزادًا سريًا بدلاً من أن تكون مثالاً يحتذى به."
في اللحظة التي استمر فيها الدوق مادلين في التحدث بصوت ثابت، نظرت الأميرة إلى النبلاء. العديد من النبلاء الذين أنقذتهم عندما تخلت عن ممتلكاتها كأميرة. أولئك الذين لم يكفوا عن الثناء عليها عندما سلمت ممتلكاتها لتلك الأوليڤيا، أصبحوا الآن يتهامسون بنظرات باردة .
شعرت الأميرة أنها ستنهار من العجز، لكنها استقامت في وقفتها. وتذكرت الباب الذي سُحب منه الدوق إلكين .
' لن أكون مثله أبدًا، إذا صمدت قليلاً، والدتي، والدتي … '
" حسنًا، لنفترض أن الأميرة حضرت مزادًا سريًا وفشلت في الوفاء بواجباتها كسيدة أثناء مجاعة الربيع."
في تلك اللحظة، رفعت الأميرة رأسها فجأة، و ارتسمت ابتسامة على شفتيها. لقد كانت والدتها، الإمبراطورة، سندها الوحيد .
" حتى لو كان الأمر كذلك، فما هي الجريمة الكبيرة التي ارتكبتها الأميرة ؟ كيف تجرؤ على وضع الأميرة، التي تحمل أنبل دم في هذه الإمبراطورية، في محاكمة النبلاء لمثل هذا الأمر البسيط … "
أومأت الإمبراطورة برأسها بخفة وابتسمت بلطف. على عكس ابتسامتها الناعمة، كانت نظراتها الموجهة إلى النبلاء باردة .
" يبدو أن الجميع قد نسوا فضل الأميرة التي سلمت الأقاليم لڤيكاندر من أجلكم، أليس كذلك ؟ "
" …… "
" وإذا كانت المشكلة هي حظر المزادات السرية، ألن يكون من الأفضل كشفها علنًا من خلال اجتماع ؟ "
كان تصريحًا جريئًا. على الرغم من أن النبلاء حضروا المزادات السرية بشكل غير رسمي، إلا أنها كانت محظورة بصرامة في الإمبراطورية. تفحصت الإمبراطورة وجوه النبلاء ببطء .
" … هناك عدد كبير من النبلاء رفيعي المستوى الذين يحضرون المزادات السرية، حتى لو أخفوا وجوههم بالأقنعة، ستجدون من يبتسمون إذا اقترحنا رفعها إلى العلن."
كانت كلمات الإمبراطورة صحيحة. من بين الوجوه المتجمدة، كان العديد من النبلاء يبتسمون علنًا ويؤيدون رأي الإمبراطورة.
في غضون ذلك، فتح أحدهم فمه بتردد : " يا صاحبة الجلالة، كيف يمكن لمزاد سري محظور …… "
" صندوق الإمبراطورية فارغ بشكل مخجل على أي حال، أعتقد أن الجميع هنا يعلمون قيمة البضائع التي تُباع في المزادات السرية، والأرقام الفلكية للمبالغ التي يتم تداولها فيها."
" …… "
" إذا قمنا بزيادة الإيرادات الضريبية مقابل رفع قيمة البضائع التي تُباع بأعلى الأسعار إلى العلن …… "
انطلقت همهمات من مكان ما .
إنهم سريعو البديهة في الحسابات. ابتسمت الإمبراطورة ونظرت إلى النبلاء .
" هذه طريقة لتحويل الأزمة إلى فرصة، وكان يجب أن نشكر حكمة الأميرة بدلاً من اتهامها بالجريمة، يبدو أن جميع النبلاء يُساقون بلسان الدوق مادلين الماكر."
" يا صاحبة الجلالة الإمبراطورة، كوني أكثر اعتدالاً في كلامك …… "
" أيها الكونت، هل يجب أن أتجنب الكلام في هذا الموقف ؟ ألا تزال لا تفهم ؟ نية هذا الرجل في اتهام الأميرة وأنا، بعد زعيم فصيل النبلاء، الدوق إلكين ؟ "
كانت هذه هي فرصة الانقلاب. تذكرت الإمبراطورة النظرة الأخيرة للدوق إلكين وهو يُسحب خارجًا، ونظرت إلى الدوق مادلين .
التوت شفتاها الرقيقتان. لو اكتفى بإزالة الدوق إلكين، لكنتُ قد بقيت صامتة. كان الأمر مؤلمًا أن أضحي بمساندي، لكن عائلة إلكين كان يمكن أن تُرشح فردًا من فرع جانبي .
قامت الإمبراطورة بتثبيت تعابيرها و رفعت صوتها : " في هذه اللحظة التي تواجه فيها الإمبراطورية أزمة، هل تعتقدون حقًا أن تصرفات الدوق مادلين، المخلص للإمبراطور وعمود الإمبراطورية، وهو يهزّ الأعمدة الأخرى، هو فعل بريء بلا أي دوافع أخرى ؟ "
بدأ نبلاء فصيل النبلاء، الذين فقدوا مركزهم، يوافقونها الرأي على خطاب الإمبراطورة المليء بالوقار .
لاحظت الإمبراطورة تغير رد الفعل بذكاء، فوجهت خطابها المدوّي نحو الدوق مادلين : " كيف تجرؤ على توجيه سيفك نحو العائلة الإمبراطورية وأنت نبيل في الإمبراطورية ؟ ألا تشعر بالخجل ؟! "
" صحيح، كيف يرتكب عمود الإمبراطورية عملاً شنيعًا كهذا ضد صاحبة الجلالة الإمبراطورة ؟ "
بدأت أصوات فصيل النبلاء ترتفع. وفي الوقت نفسه، تبادل نبلاء فصيل الإمبراطور النظرات وقالوا بهدوء للدوق مادلين : " … حتى قبل هذا الاجتماع، بل حتى قبل أن تتحدث صاحبة الجلالة الإمبراطورة، كنا نتبع إرادة الدوق."
" لكن الوضع ليس كذلك الآن، هل تنوي حقًا تحدي سلطة الإمبراطور، أيها الدوق ؟ "
ارتفعت أصوات نبلاء فصيل الإمبراطور تجاه الدوق الصامت. مهما كان الأمر، كان الدوق مادلين هو مركز فصيل الإمبراطور، لكن ظهور الدوق مادلين وهو يتحدث لحماية ڤيكاندر أثناء عملية إلغاء خطبة ابنته و ولي العهد، واستقلال مملكة ڤيكاندر، قد زعزع ثقة حتى النبلاء الذين يدعمونه .
" هل تتخذ هذا الأمر ذريعة للجوء إلى ڤيكاندر ؟ "
لذلك، عندما انطلقت أصوات التشكيك في إخلاص الدوق، ساد التوتر بين النبلاء في قاعة المؤتمرات، لكن إجابة الدوق كانت غير متوقعة :
" … الشائعات بطيئة."
" ماذا ؟ "
" على ما يبدو أنكم لا تعلمون أن العائلة الإمبراطورية و عائلة الدوق مادلين ما زال محظورًا عليهما دخول عاصمة مملكة ڤيكاندر."
" إذًا، لأجل ماذا كل هذا … ؟ " تمتم أحدهم .
نظر الدوق مادلين ببطء نحو الإمبراطورة وقال : " وفقًا للكتب القديمة، إذا أقدم فرد من العائلة الإمبراطورية على قتل جنين إمبراطوري، فإنه يُجرّد من مؤهلاته كعضو في العائلة الإمبراطورية."
يُجرّد من مؤهلاته كعضو في العائلة الإمبراطورية … ؟
امتلأت قاعة المؤتمرات التي سادها الصمت وكأنما سُكب عليها الماء البارد، بالغضب فجأة .
" ما هذا الافتراء والاتهام السخيف الموجه إلى صاحبة الجلالة الإمبراطورة ! "
" حتى لو كنت دوقًا، فهذا إهانة صريحة لصاحبة الجلالة الإمبراطورة ! يا صاحب الجلالة، عاقب الدوق بشدة ! "
اندلعت موجة من المعارضة الحادة. وسط الضجيج الذي يشبه رفرفة أجنحة الطائر الطنان، لم تخفي الإمبراطورة شعورها بالإهانة.
وبينما احتج النبلاء بشدة على الدوق مادلين بسبب تعابير الإمبراطورة، نظرت هي إلى الإمبراطور. وعندما التقت عيناهما، رفعت طرف شفتيها ببطء .
' هل رأيت ؟ من هو الأكثر نفعًا ؟ '
هرب الإمبراطور من نظرتها التي حملت سؤالها الواضح. في اللحظة التي رأت فيها تصلب عضلات فك الإمبراطور، كادت الإمبراطورة أن تضحك، لكن الاحتفال بالانتصار يمكن أن ينتظر .
كان عليها أن تستغل هذا التحول في الأجواء وتثبت هيمنتها لئلا يجرؤ الدوق مادلين على التطاول عليها مرة أخرى .
لمعت عيناها مثل عيون حيوان مفترس، و صفقت الإمبراطورة بخفة .
— تصفيق !
صمت النبلاء ونظروا إلى الإمبراطورة كجِراء مطيعة. وهي تتقدم النبلاء المخلصين لها، ابتسمت بلطف للدوق مادلين .
" لا أعرف ماذا سمعت، أيها الدوق، ولكن إذا كنت تحاول تشويه سمعتي، فاثبت أولاً أن هناك جنين إمبراطوري قد حُمل به، من تقول إنه حمل بالجنين الإمبراطوري ؟ "
" الآنسة ماريا إثيل، والكونتيسة ماريا تيفيلس حاليًا."
" هل سبق لها أن أظهرت علامات حمل في الماضي ؟ "
بالطبع، لم تنفتح شفتا الدوق مادلين المغلقتان بإحكام، لذا سألت الإمبراطورة مرة أخرى : " بل هي من أضرت بسمعة الإمبراطورية عندما أعلنت عن حمل كاذب في المأدبة، عندما جاءت إلى الإمبراطورية آخر مرة، هل كانت بطنها منتفخة ؟ "
مرة أخرى، لم يجب الدوق مادلين. ابتسمت الإمبراطورة بتسامح. وطقطقت بأظافرها على مسند العرش .
" … يجب أن أتحقق أيضًا مما هو مكتوب في الكتب القديمة حول إهانة العائلة الإمبراطورية."
شعرت وكأن نبضًا يرتعش تحت أظافرها. شريان الحياة الذي يمكنها الاستيلاء عليه في أي وقت. انطلقت تنهدات الإعجاب بين النبلاء. و اجتاحتها موجة من البهجة الساحرة. في هذا الموقف، لو قالت كلمة واحدة أخرى، لكانت حياة الدوق مادلين السياسية قد انتهت .
لكن هجوم الدوق مادلين المضاد كان أسرع بقليل .
" لقد افترضت أن صاحبة الجلالة الإمبراطورة قد استخدمت دواءً."
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
****************************