الفصل ١٧٠ : ‏Do Your Best to Regret

{ العهد الأبدي، الزواج }


كان المدعوون إلى احتفال مملكة ڤيكاندر المبهج محدودين : الأميرة ماديلين، القادمة من الإمبراطورية، و وفود الدول الحليفة، و لوردات أو وكلاء الأقاليم التي ضُمت حديثًا .

حضر كل منهم هذا الزفاف بأهداف مختلفة، لكن عندما دخلوا قاعة الاحتفالات، "القاعة الخضراء"، لم يتمكنوا من كبت تنهدات الإعجاب التي انطلقت منهم تلقائيًا .

فقد فاحت رائحة حلوة من المكان المليء بالزهور المتفتحة. كانت القاعة الخضراء هي المكان الذي يحلم به الجميع : ثريات جميلة، شمعدانات فضية متلألئة موضوعة على حوامل زهور فاخرة، وستائر حريرية رقيقة كخيوط العنكبوت تتمايل بخفة .

" شمس ڤيكاندر، جلالة الملك كارلوس ڤيكاندر يتفضل بالدخول ! "

عند الصوت الجهوري للخادم، وقف الحاضرون ثم جلسوا مجددًا بإذن من الملك. وسرعان ما بدأ الاحتفال .

مع انطلاق اللحن الأنيق في القاعة الخضراء، بدأت مأدبة من السحر. تفتحت براعم الزهور وطارت الفراشات، وكان المشهد مثيراً لدرجة جعلت الضيوف ينسون شعور الشتاء القارس، واضطروا إلى تهدئة أنفسهم لئلا يفقدوا وقارهم في ذهول .

" إذا أظهروا كل هذا الآن، فهل سيكون هناك المزيد من المفاجآت لاحقًا ؟ "

عندما انتهت جميع العروض، ابتلع الضيوف الذين كانوا ينظرون إلى المدخل بملامح هادئة قليلاً ريقهم ببطء .

تحت الزجاج الملون الذي يتدفق منه الضوء الباهر، ظهر العريس مرتديًا سترة سوداء. بمجرد وقوفه، سيطر الأمير على القاعة الخضراء بأكملها .

كشف وجهه، الذي رُفع فيه شعره الأسود كأجنحة الغراب، عن جماله الفائق والدقيق، وكانت نهاية عينيه الحادتين توحي بجو من الخطر .

أولئك الذين أُسروا بجمال وجهه لم يلحظوا إلا لاحقًا كم كان الأمير طويلاً، وكم كان جسده قويًا .

وفي تلك اللحظة … دخلت العروس !

على عكس العريس الأسود، ظهرت العروس ببطء مع صوت جهوري، وكانت مغطاة باللون الأبيض الناصع بالكامل .

كان فستان الزفاف المتلألئ، وكأنه مرشوش بمسحوق الألماس، مليئًا بالدانتيل الحريري الوفير لدرجة أنه لا يمكن رؤية حافته .

على عنقها الطويل والنحيل كالغزال، كانت هناك قلادة متعددة الألوان وقلادة من الكريستال الأبيض بحجم ظفر اليد، معلقتين ببعضهما. كانت تحمل باقة أزهار كبيرة بين يديها المرتديتين قفازات من الدانتيل .

انبثق ضوء غريب و مقدس من التاج الذي ثبت الحجاب، لكن ما كان يثير شغف الضيوف في هذه اللحظة هو وجه العروس الذي كان بالكاد يُرى خلف الحجاب المتلألئ .

في كل مرة كانت تظهر فيها شفتاها الحمراوان فوق خط فكها الأنيق، كان الضيوف يتخيلون وجه العروس المحجوب .

وفي غضون ذلك، بدأ الزوجين بالسير ببطء. كان العريس قد لانت حتى نظراته الحادة وأصبحت ناعمة، وكان يضبط خطوته على إيقاع خطى العروس .

في خضم هذا الموكب المهيب والمليء بالوقار، أومأ الضيوف برؤوسهم دون وعي .

لكن لا أحد من هؤلاء الضيوف كان يعلم أن : أوليڤيا كانت ترتجف بشدة من التوتر تحت الحجاب الرقيق .

إدوين فقط، الذي كان يسير بجوارها، هو من لاحظ اهتزاز يدها التي كانت قابضة على باقة الزهور مع كل خطوة تخطوها. وهذه الحقيقة أعجبت إدوين بشكل غريب ومبالغ فيه .

ظهر تخيله الخفي، بأن يظل هو الوحيد الذي يعرف كل شيء عن أوليڤيا، وفي اللحظة التي طلب فيها القس جيرون من العريس تقبيل العروس. أدرك إدوين، من خلال النظرات المتلهفة، أن الجميع في القاعة كانوا ينتظرون بشغف اللحظة التي سيُكشف فيها عن وجه العروس .

لذلك، بأكثر لمسة حذرة، رفع الطرحة ليراها هو فقط .

وكان ذلك اختيارًا رائعًا .

— الصورة التوضيحية : هـنـا .

في اللحظة التي التقت فيها العيون، شعرت أوليڤيا بالارتياح، وقد كانت جميلة بشكل ساحر وهي تسترخي .

حدق إدوين في جفونها المائلة بلطف، وتمالك نفسه .

وبعد أن قبّلها إدوين بسرعة، همس في أذنها : " أنتِ جميلة للغاية، يا أوليڤيا."

كان الصوت الذي انتشر في أذنها لطيفًا حقًا . لم تستطع أوليڤيا رفع رأسها، وكان شعورًا قويًا كقوة القبلة نفسها .

أنزل إدوين طرحة الزفاف مجددًا بلطف. نظر جيرون، الذي كان على وشك إعلان الزواج، إلى الأمير في حيرة للحظة، لكن إدوين ابتسم فحسب، ولم يرفع الحجاب مجددًا، لأنه كان هو العريس، وكان يجب أن يكون هو الوحيد القادر على رؤية تلك الخدين الجميلتين وهما تحمرّان كالتفاح .

افترض جيرون أن سوء تفاهم قد حدث بين الطرفين، وأنهى مباركته .

" وبهذا، أُعلن إتمام الزواج العظيم بين الأمير إدوين لوڤيل ڤيكاندر والأميرة أوليڤيا لوڤيل ڤيكاندر، بشكل علني أمام الجميع."

دوى تصفيقٌ مُدوّي . استدار الأمير والأميرة وشرعا في السير على السجادة الحمراء حيث عاهدا حبهما الأبدي .

لم يُشر أحدٌ إلى الحجاب المُنسدل على وجه الأميرة. لقد شعر الجميع ببساطة أن المشهد بأكمله جميل .

*

*

سار الزفاف كما هو مُخطط له .

خرج الأمير والأميرة في عربة جميلة وجابا العاصمة . كلما هبت الرياح، كان حجاب الأميرة يرتفع قليلاً، ويكشف عن وجهها الجميل والمبتسم بإشراق .

زواج الأمير الوسيم والقديسة الجميلة. أطلق الجمهور هتافات الإعجاب والثناء على اللقب المجيد الذي شعروا بالفخر به. كانت أمنياتهم أن يملأ طريق الزوجين بالبركات .

انهمرت الدموع مع اندفاع التصفيق . لم تكن إيسيلا و سالي الوحيدتين اللتين ذرفتا الدموع بغزارة. بخلاف بيثاني التي تورمت عيناها بالفعل، احمرت عيون فرسان ڤيكاندر الذين كانوا صلبين كالدروع.

اضطر ديان إلى مسح دموعه المتدفقة باستمرار، وحتى هوارد كان يتنحنح ليخفي غصة في حلقه .

انفجر وينستر ضاحكًا وهو يرى الجميع : " يا إلهي، في مثل هذا اليوم السعيد، يجب أن نضحك ! "

في كل مرة كانت فيها الدموع تتدفق، كان يقف حارسًا متيقظًا بتركيز أكبر. كان جميع الحاضرين في القصر معروفين، لكن لا أحد يعلم ما قد يحدث .

كان من قبيل المصادفة حقًا أن يرى وينستر وجهًا مألوفًا بنظراته الحادة .

إنه جايد مادلين … حتى لو كان غطاء رأسه مسدولاً للأسفل، فمن المستحيل أن ينسى ذلك الوجه .

أراد أن يذهب إليه على الفور … !

" دعه وشأنه."

توقف وينستر عن السير واستدار. كان الملك يبتسم بهدوء، وكأنه كان على علم بدخول جايد مادلين .

" لكن يا صاحب الجلالة … "

في تلك اللحظة، شعر وينستر برعشة في عموده الفقري عندما حاول الاعتراض. على الرغم من ابتسامة الملك الهادئة، إلا أن نظراته التي وجهها نحو جايد مادلين كانت قاسية كصقيع الشتاء .

" هذا بحد ذاته سيكون عقابًا له."

أن يكون قريبًا جدًا، ومع ذلك لا يجرؤ على الاقتراب .

ابتسم الملك مجددًا بسماحة وقال لوينستر : " أليس هذا يوم فرحة ڤيكاندر ؟ يجب أن نطعمه على الأقل قبل أن ندعه يذهب."

فهم وينستر الأمر تمامًا : هذا أمر بطرده خارج المملكة فور انتهائه من الأكل، لكن للأسف، لم يحدث ما توقعه وينستر .

الرجل، الذي كان يكتفي بالنظر من بعيد طوال جولة عربة الأمير والأميرة في الإقطاعية، اختفى فجأة في لحظة ما بخطوات متعبة .

وفي غضون ذلك، استمرت الهتافات الموجهة للأمير والأميرة في الازدياد .

ارتفعت حرارة الحماس لدرجة أن الأمير والأميرة اضطرا إلى القيام بجولة إضافية في العاصمة .

*

*

" إذًا، ليلة سعيدة يا سمو الأميرة."

في الليلة التي بزغ فيها القمر، سارعت الوصيفات اللاتي ساعدن الأميرة في ملابس النوم إلى الخروج من الغرفة .

نظرت أوليڤيا إلى نفسها في المرآة .

ملابس نوم جميلة و روب أنيق. يفوح من شعرها الممشط بلطف رائحة حلوة، وتشع بشرتها اللامعة بفضل العناية المكثفة، لكن هناك شيء آخر جعل أوليڤيا أكثر حماسًا من كل هذا : أوليڤيا لوڤيل ڤيكاندر .

كان اللقب الجديد الممنوح لها رائعًا بشكل مذهل . لم تستطع التوقف عن الابتسام، وكادت تنسى طلب بيثاني .

" يا آنسة، لا، يا سمو الأميرة الآن، جهزي نفسك، وانظري إلى المرآة واستعدي، ثم ادخلي ببطء."

ذكّرت أوليڤيا نفسها بصوت بيثاني مرة أخرى، وقبضت على قبضتها بقوة. نسيت أوليڤيا وجود قلادة الحجر السحري و خلاخيل الخيط التي ارتدتها كعادة بعد خروج الوصيفات، وتنفست بعمق قبل أن تخرج من الحمام .

في الوقت نفسه، فتحت أوليڤيا عينيها بشكل واسع دون وعي، و قبضت يدها الصغيرة بشكل انعكاسي على مقدمة الروب .

ابتسم إدوين بهدوء وهو يرى وجهها المذهول كالقطة .

" ما الذي جعلكِ تنصدمين هكذا ؟ بين زوجين."

" … لم أنصدم كثيرًا، فقط قليلاً."

بين زوجين. تمتمت أوليڤيا بالكلمة في فمها. وكأن شعورها بالحماس انتقل بالكامل، تحولت خطواتها الأنيقة تدريجيًا إلى خطوات مبهجة .

نظر إدوين، الذي كان يراقب كل لحظة باهتمام، إلى أوليڤيا وهمس باسمها بخفوت في اللحظة التي جلست فيها على السرير .

" … أوليڤيا."

عندما جلست على السرير المرتفع، انحسر الروب الطويل والناعم وملابس النوم الجميلة فوق كاحلها.

ظهرت قدمها البيضاء الصغيرة، و انسدل خلاخيل الخيط على ظهر قدمها الرقيق. وبينما كانت نظرات إدوين تنخفض نحوها، ردت أوليڤيا بمرح وهي تكبت توترها : " ماذا ؟ "

" أنا غارق في مشاعري، ربما لا تعلمين كم كنت أتوق لرؤية خلاخيل الخيط هذه يا أوليڤيا."

خلاخيل الخيط. نظرت أوليڤيا إلى قدمها بهدوء. لقد فعل ذلك حتى في ذلك الوقت. إذا كان الرجل الذي لا يطمع في شيء يقول شيئًا كهذا، فهذا يعني ……

" أنا أعتز به … لكن سأهديك إياه إذا كنت ترغب به حقًا."

لقد كان قرارًا كبيرًا بالنسبة لأوليڤيا، لكن فجأة، انتشرت ضحكة منعشة. التفتت أوليڤيا التي عبست شفتاها في حيرة نحو إدوين، فارتعشت .

منذ متى ؟ كانت نظراته الكثيفة تستكشف أوليڤيا. ملأت الضحكة الرائعة مثل الشوكولاتة المفتتة الغرفة .

" لماذا ترتجفين فجأة ؟ "

" أعتقد أن السبب هو البـ … البرد."

" ليس من الممكن أن تشعري بالبرد."

ضحك إدوين بهدوء وأشار بعينيه إلى منطقة رقبة أوليڤيا. تحسست أوليڤيا رقبتها كعادة. لمست يدها ملمسًا صلبًا، وانفرجت شفتاها ببطء.

هل من الممكن أن تكون قلادة الحجر السحري التي قدمها البارون ستون لمثل هذه اللحظة ؟

لكن إدوين حوّل 'شك أوليڤيا' إلى يقين .

" لا تنسي، أنا مستعد دائمًا لكل شيء من أجلك يا سيدتي."

ابتسم إدوين بمكر : " أنا رجل مستعد هكذا."

ركع إدوين الضاحك والمتفاخر ببطء أمام أوليڤيا. نظرت عيناه الجميلتان نحو أوليڤيا. كانت عيناه المائلتان ناعمتين للغاية، لكن عينيه الحمراوين كانتا تعكسان إغراءً واضحًا وساحرًا .

اهتز حلق إدوين ببطء، واقتربت أنفاسه الدافئة أكثر فأكثر .

في هذا التناقض المثير، كادت أوليڤيا أن تفقد توازنها. وبينما استلقت بشكل طبيعي على السرير، شعرت ببرودة اللحاف على ظهرها .

كان رأسها يدور، وبدت خدّاها وكأنها ترتفع فيهما حرارة غريبة، و أثارت رائحة حلوة و رائعة طرف أنفها .

" هل سيدتي مستعدة لتُعجب بي هكذا أيضًا ؟ "

كانت نظراته الكثيفة تتوق إلى أوليڤيا بشدة. وفي تلك اللحظة، شعرت أوليڤيا أنه الوقت المناسب لسحب ذراع إدوين .

" بالتأكيد."

بينما كان إدوين يُسحب إليها بلا مقاومة، وهو ينظر إليها ببعض الدهشة، قبلت أوليڤيا معصمه الداخلي، حيث كانت يده الكبيرة والقوية ممسوكة بيدها .

ابتسمت أوليڤيا ابتسامة رقيقة وهي تكبت النبض المتسارع في معصمه .

" زوج وسيم مثلك، كيف يمكنني أن أكتفي بالنظر إليه فقط ؟ "

آه، يبدو أن هذا سيكون مشكلة كبيرة .

ابتسم إدوين بخمول وهو يشعر برأسه يدور. كان معصمه الداخلي ساخنًا … لا، لقد أصبح جسده كله ساخنًا .

لقد تلاشى التاج الذي قيل إن البارون ستون عمل عليها بجهد كبير من ذاكرته .

كانت الهدايا التي أعدها كثيرة، لكن إدوين رفع كتفيه وأجلها جميعًا، ثم شبك أصابعه بين أصابعها النحيلة .

تلامست بشرتهما الرقيقة بين الأصابع بلا فجوات. ارتعشت أصابع أوليڤيا، لكن إدوين لم يترك يدها .

وبدلاً من ذلك، قبل شفتيها الجميلتين العاجزتين .

وكانت هذه بداية ليلة طويلة .

*

*

في أذنيها اللتين بدت مكتومتين وكأنها تحت الماء، سمعت صوتٌ ضاحكٌ .

ابتلعت أوليڤيا ريقها، فقد كان حلقها يؤلمها، ربما كان جسدها كله يؤلمها .

" …… "

في كل مرة كان فيها الصوت المبهج يصل إلى أذنيها، كانت القُبلات اللطيفة تتساقط على وجهها .

كانت نبرته الحنونة و الناعمة حذرة ومليئة بالمودة. أصغت أوليڤيا إلى الكلمات التي كانت تنتشر بخفوت .

لقد شعرت بالأسف لأن الصوت الحاني و المهموس كان يبدو مشوشًا وغير واضح، لكن في لحظة ما، شعرت أوليڤيا بالثقة في أنها تستطيع استنتاج ما يحاول هذا الصوت نقله إليها .

لم تكن الكلمات واضحة، لكن الجوهر الذي تحمله كان من نفس نوع الحلاوة التي غمرتها الليلة الماضية .

الشعور الجارف بالبهجة كما لو أن ضوء الشمس الناعم يدفئ جسدها بالكامل، والأحاسيس القوية التي تتدفق كالأمواج العاتية .

اللمسات اليائسة والمخدرة، و الحرارة التي بلغت ذروتها في لحظات من الألم والرعشة .

كل الإحساسات التي انتقلت عبر بشرتها كانت تقول : هذا بالتأكيد هو أعمق حب في العالم .

" … أحبك، أحبك يا ليڤ."

عندئذ فقط، سمعت صوته بوضوح .

فتحت أوليڤيا عينيها ببطء. في ظلمة الليل، كانت كلّ رمشة تُبرز ملامح وجهه بوضوح .

بعد أن رأت جمال إدوين الذي كان يضمها بالكامل، اكتشفت أوليڤيا أن عينيه كانتا موجهتين إليها وحدها .

شعرت أوليڤيا بحشرجة في حلقها وهي ترى عينيه اللتين كانتا تفيضان بها، وتظهران حبًا لا يوصف لها .

على الرغم من أن صوتها كان خافتًا بشكل فظيع، وعلى الرغم من أن عينيها كانت متورمتين من البكاء. كانت لديها قناعة بأن مظهرها هذا سيبدو جميلاً للغاية بالنسبة للرجل الذي أمامها .

" … أنا أيضًا، أحبك."

ابتسم إدوين ابتسامة مشرقة، وبدأت القبلات اللطيفة تتساقط عليها من جديد .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

زفاف القرن .

تسابق النبلاء الذين حضروا حفل زفاف أمير وأميرة ڤيكاندر لتبادل انطباعاتهم .

من القصص الرومانسية التي تشبه اتحاد أمير وقديسة من القصص الخيالية، مثل كم كانت العروس الصغيرة والجميلة محبوبة، وكم كان العسل يتساقط من عيني العريس الوسيم. إلى الأمور المادية :

" بالإضافة إلى الفستان المتلألئ كأنه مرشوش بمسحوق الألماس، ماذا عن الأحجار الكريمة المرصعة في التاج ؟ "

" لقد كان شيئًا عظيمًا، لقد جمعوا ثروة هائلة ! لقد انبهرت عيناي بمجرد دخولي تلك العاصمة، لا بد أن قصة الساحرة التي هدمت قصر الدوق الأكبر في لحظة واحدة صحيحة، كما أن فرسانهم أقوياء أيضًا."

الثروة الهائلة التي راكمتها مملكة ڤيكاندر وفرسانها الحادون، وأيضًا ……

" … لكن من عائلة الدوق مادلين لم تأتِ سوى الأميرة الصغرى، صحيح ؟ "

" يا إلهي، على أي حال، حتى لو كانت قديسة، فمن غير المتوقع أن تتقبل أبًا قاسيًا إلى هذا الحد."

وصلت الأحاديث إلى حد إدانة الدوق مادلين الذي حنى رأسه في توتر. كانت أخبار الأمير والأميرة في ڤيكاندر أشبه بالماء المسكوب على أرض جافة .

كانت القارة المفتقرة للمتعة متعطشة للمزيد من القصص، لكن لم تتقبل جميع الأماكن الماء كنعمة .

ففي بعض الأحيان، يمكن أن يخلق الماء الطين والأوساخ عندما لا يُمتص. كان متوقعًا أن تمتزج الغيرة والحسد تجاه الزوجين الجميلين كلوحة فنية في القصص التي تتناقلها الألسن .

نقل كونراد كل هذه الحقائق إلى الدوق مادلين، وأدرك الدوق مادلين أن الوقت قد حان.

نظر إلى مكتبه بعينين خاليتين من المشاعر. كانت أكوام الأوراق المتراكمة، هي سيف الدوق مادلين الحاد والمصقول بشدة .

*

*

" … لقد اختفيت لعدة أشهر، لكن ماذا قلت الآن، أيها الدوق ؟ محاكمة النبلاء ؟ "

شك الإمبراطور في أذنيه للحظة. فمهما صبغ شعره الأبيض، لم يستطع إعادة سمعه الضعيف إلى ما كان عليه، لكن الدوق مادلين كان يتحدث إلى الإمبراطور بصوت ثابت :

" هناك ثلاثة أشخاص سيُحاسبون عن جرائمهم، الدوق إلكين الذي أعطاني المخدر، والأميرة التي اشترت سلعًا من مزاد سري و محظور، و …… "

ليس الدوق إلكين فحسب، بل حتى الأميرة … !

رمش الإمبراطور الذي كاد أن يغضب فجأة. لقد قال ثلاثة .

هل يعقل أنه يريد اتهام الإمبراطور نفسه ؟

وبينما تسلل البرد إلى ظهر الإمبراطور، تمتم الدوق مادلين بعينين جافتين : " … والإمبراطورة التي قتلت الجنين الإمبراطوري دون تردد، لذا، افتح المحاكمة يا صاحب الجلالة."

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان