الفصل ١٤٥ : ‏Do Your Best to Regret

{ الأمنية الأخيرة للدوقة الكبرى السابقة المسجونة (2) }


" مهلاً، أين ساحر البلاط في هذه الساعة من الليل ؟ "

يبحثون عن الساحر !

اختبأت أوليڤيا خلف سياج الحديقة وهي تراقبهم بحذر .

" وكيف لي أن أعرف ؟ أسرع و أحضره ! إذا علم جلالة الإمبراطور بهذا الأمر بعد قليل، فحتمًا سيُعاقَب ! "

توقفت أوليڤيا فجأة، وهي تتفحص محيطها بقلق . ففي تلك اللحظة، تدفق من داخل قصر الإمبراطور الطاقة ذاتها التي شعرت بها لحظة ظهور الثغرة في سحر الحاجز، وفي الوقت نفسه، لاحت هالة من الضوء الأخضر .

ضوء متلألئ، تمامًا كما كان عندما رأت الدوق الأكبر السابق لأول مرة .

شعرت أوليڤيا بشيء متكثف يتشتت تدريجيًا و يتلألأ، فتوجهت ببصرها نحو بيثاني بشكل غريزي .

" … أظن أن هذا هو الشيء الذي شعرتُ به."

أضواء خافتة تسحب أوليڤيا نحوها، تمامًا كما حدث في المنجم، وفي وادي سينوا، وعند الدوق الأكبر السابق .

هل يمكن … أن تكون الدوقة الكبرى الراحلة أيضًا ؟

قطعت بيثاني هذا الأمل الواهن الذي كان ينمو في داخلها .

" الأميرة قد ماتت."

تمتمت بيثاني بصوت مبحوح. كانت الأميرة الراحلة مختلفة عن الدوق الأكبر السابق الذي عاد بعد أن لم يُعثَر على جثمانه حتى .

لكن من المؤكد أن شيئًا ما كان هناك. قوة نقية و نبيلة، بنفس القدر الذي شعرت به في وادي سينوا.

" هذه فكرة خطيرة وغير منطقية على الإطلاق … "

أشارت بيثاني بتردد إلى محيط قصر الإمبراطور . ابتلعت أوليڤيا شهقة وهي تنظر إلى طرف إصبعها .

" هذه الهالة الضوئية لا تدعونا لاتباعها، أليس كذلك ؟ "

" على الرغم من أنه أمر سخيف حقًا، إلا أنني أفكر بنفس الشيء يا بيثاني."

أومأت أوليڤيا برأسها وهي تمسك بيد بيثاني بقوة .

على الرغم من أن الخدم الذين كانوا يسرعون ذهابًا و إيابًا لم يروا شيئًا، إلا أن الآثار المتلألئة باللون الأخضر كانت مطبوعة على الأرض متجهة نحو الباب الجانبي لقصر الإمبراطور .

*

*

أمام الباب الجانبي لقصر الإمبراطور .

شعر الخادم بالفخر وهو ينظر إلى الباب الذي يقف لحراسته .

على الرغم من أن هذا الممر يستخدمه بشكل أساسي الخدم ذو الرتب المنخفضة، إلا أن صرامة قصر الإمبراطور كانت تُطبق بلا استثناء .

على الرغم من انشغال كبار الخدم اليوم بالبحث عن ساحر البلاط، إلا أن هذا الحارس الذي يقف عند الباب الجانبي كان يؤدي مسؤوليته كما جرت العادة .

ثم فجأة، أغمض عينيه وفتحهما ونظر حوله . كان الباب مغلقًا من جميع الجوانب، فمن أين هبت تلك الريح الباردة الآن ؟

" … هل لأنه سيحل الشتاء ؟ "

وفي النهاية، توصل إلى هذا الاستنتاج وهو يحك خده .

وعلى الرغم من مرور وصيفتين بشالين يحملان شعارًا مختلفًا عن شعار قصر الإمبراطور خلف ظهره، إلا أنه، ولا حتى بقية حاشية القصر، لم يشعروا بأي غرابة على الإطلاق .

*

*

مكتب الإمبراطور و قاعة الاجتماعات الكبرى .

لقد دخلت أوليڤيا هاتين المساحتين في قصر الإمبراطور المُحاط بالحراسة المشددة في الماضي، لكن المكان الذي يتلألأ فيه الضوء كان أعمق وأكثر حراسة من ذلك .

إنه اتجاه غرفة نوم الإمبراطور، المكان الذي يُعاقب فيه الفرسان لمجرد الصعود و النزول من درجاته .

لم يستطع قلب أوليڤيا إلا أن يخفق بعنف وهي تمر بهذا المكان وكأنه لا شيء و بسهولة أيضًا .

ماذا ينتظرهما في نهاية هذا الضوء ؟ هل يمكن أن يكون شخصًا على قيد الحياة ؟

تجاوز الاثنان رئيس الخدم الشاحب و المتوتر بخفية، و دخلا غرفة نوم الإمبراطور، وهما في حيرة من أمرهما .

بعد لحظات، عندما فُتح باب الغرفة المؤدي إلى الأعماق، حيث اتجه الضوء .

عجزت أوليڤيا عن النطق بأي كلمة، و انقطع حتى أنفاس بيثاني المتوترة .

تحت الستارة الفخمة التي ترمز لإمبراطورية فرانز، كانت هناك صورة مُعلّقة .

إنها صورة لامرأة ذات وجه بارد يبعث على الرعب، تختلف عن الصورة التي رأتها في إقطاعية ڤيكاندر .

" … الأميرة."

كانت لوحة الدوقة الكبرى الراحلة الأميرة .

الأميرة …

بعد أن تفوهت بيثاني بالكلمة فجأة، أدركت أن المرأة في اللوحة هي الدوقة الكبرى الراحلة .

كان الوجه الذي اعتاد أن يبتسم بإشراق، لدرجة أنها كانت تتوسل إليها أن تحافظ على وقارها، متصلبًا بحدة .

وكانت عيناها الخضراوان اللتان كانتا تتلألآن بالسعادة جافتين و مُنهكتين .

من مشهد اللوحة هذا وحده، أدركت بيثاني مأساوية نهاية الدوقة الكبرى الراحلة التي ذهبت إلى القصر الإمبراطوري .

شعرت أن تلك النظرة الجافة لن تعود أبدًا حتى لو ذرفت كل دموع العالم. ابتلعت بيثاني أنفاسها وهي مغلوبة على أمرها من الحزن .

سكون خانق يلتهم المكان .

كسر هذا الصمت الصارخ صوت كعب حذاء .

تقدمت أوليڤيا نحو اللوحة و أمسكت بإطارها، وكأنها تحاول إعادة تعليقها على الحائط . سمعت بيثاني أنينها بسبب ثقل حجم اللوحة الذي يفوق قدرتها على حملها بمفردها، فهبت على الفور لمساعدة أوليڤيا مُتخلصة من عاطفتها الغامرة .

" يا إلهي، كان يجب أن أثبّتها أولاً."

انحنت زاوية عيناها المحمرتان، اللتان لم تتمكنا من البكاء، بابتسامة مصطنعة . نظرت أوليڤيا إلى بيثاني وهي تحدق في اللوحة بلا انقطاع .

" يا له من … أمر شنيع، هكذا لن تتمكن من أن تغمض عينيها بسلام أبدًا … "

ترددت تمتمات بيثاني في قلبها بألم. وبما أنه لا توجد كلمات يمكن أن تصف هذا الموقف، أغلقت أوليڤيا شفتيها و نظرت إلى الدوقة الكبرى الراحلة في اللوحة .

من المؤكد أن الدوقة الكبرى الراحلة التي رأتها في غرفة استقبال بيثاني كانت تبتسم بإشراق وكأنها تنير العالم .

وبينما كانت أوليڤيا تحدق في تلك العيون المتصلبة، ساورتها الشكوك للحظة .

تلألأت عينا اللوحة للحظة خاطفة، وعندما دققت النظر، كانت هالة خضراء تتسرب بصعوبة بالغة من خلال تدفق الطاقة المكبوتة .

حينها فقط، أدركت أوليڤيا أن سحر الحفظ الذي شعرت به في أزهار الكوبية الزرقاء كان يغلف اللوحة، ولو بشكل غير مكتمل .

مدت أوليڤيا يدها دون وعي نحو الهالة الخضراء المتجمعة كأنها كتلة، وقالت لبيثاني : " سحر الحفظ موجود في اللوحة أيضًا … "

لكن في اللحظة التي لمست فيها تلك الهالة الخضراء بلطف كأنها تواسيها، لم تتمكن أوليڤيا من إكمال كلامها .

ففي تلك اللحظة، وبالرغم من قصرها، تدفقت قوة غريبة في الغرفة لدرجة أن أوليڤيا شعرت بها بشدة. كان الأمر أشبه بشعور بتضخم مؤقت للقوة المكبوتة مع انشقاق ثغرة ما .

قوة مشابهة و مختلفة في الوقت ذاته عن القوة التي انبعثت من الحجر السحري عندما كانت تصلي من أجل الدوق الأكبر السابق .

" بينما تقتصر قدرات العائلة المالكة على قدرة معينة، فإن قدرات الكهنة لا حدود لها، ولكن بما أنهم ولدوا ليكونوا أحباء الحاكم، فلا يمكنهم تحقيق أمنيات إلا للآخرين وليس لأنفسهم."

فجأة، تذكرت أوليڤيا كلمات جيرون .

لقد ذكر بوضوح أن أفراد العائلة المالكة لا يمكنهم سوى إظهار قدرات محددة. ما هي القوة التي كانت تمتلكها الدوقة الكبرى الراحلة لدرجة أن قوتها ظلت باقية حتى بعد وفاتها ؟

سألت أوليڤيا على عجل : " بيثاني، هل تعرفين ما هي القدرة التي كانت تمتلكها الدوقة الكبرى الراحلة ؟ "

" لا، لا أعرف، لم تذكر الأميرة القوة على الإطلاق، و تحدثت فقط عن الحجر السحري."

هزت بيثاني رأسها وهي مرتبكة . قوة تتضخم مؤقتًا وتبقى بعد موت صاحبها. هذا شيء لا تستطيع حتى هي، بصفتها ساحرة، فهمه .

لكن أوليڤيا سألت مرة أخرى، وهي تهدئ ارتباك بيثاني : " لا بأس بأي شيء بسيط، لا بد أن بيثاني تعرف شيئًا يمكن أن يكون تلميحًا، لقد خدمتِ الدوقة الكبرى الراحلة عن قرب دائمًا."

على صوتها، بدأت بيثاني تقلّب ذكرياتها الثمينة بهدوء. ذكريات كانت الأسعد، ولذا فهي مؤلمة عند استذكارها . بين تلك الذكريات، كانت الأميرة تبتسم دائمًا بإشراق .

" … هذا سر، حسنًا ؟ "

تنهدت بيثاني بـ"آه". ذكرى قديمة جدًا مرت في ذهنها. كان سرًا من طفولتها دفنته بعد أن تعاهدا حتى بالأصابع الصغيرة، لكن كان عليها أن تقوله الآن .

" … في إحدى المرات، سقطت من مكان مرتفع، ولم أستطع تحريك ساقي، لكن الأميرة غنت لي، و أصبحت بخير مرة أخرى."

اعتقدت بيثاني أن ساقها كُسرت بالتأكيد، لكنها وثقت بكلمات الأميرة بأنها ستكون بخير، وعندما نهضت، كانت بالفعل بخير .

هزت بيثاني رأسها وهي تسترجع أحداث ذلك اليوم في الماضي : " لكن الأميرة لم تكن تمتلك قدرات علاجية، لو كانت تملك تلك القوة، فلماذا لم تحافظ على حياتها، و ماتت في ريعان شبابها … "

توقفت بيثاني فجأة وهي تتابع كلامها. عانقت أوليڤيا كتف بيثاني و نظرت إلى اللوحة .

السبب الذي جعل الدوقة الكبرى الراحلة، التي كانت تمتلك قوة الشفاء، لا تشفي نفسها حتى وفاتها المبكرة، قد يكون : أنها لم تعد ترغب في العيش في هذا القصر الإمبراطوري، أو ……

لأنها أرادت أن تصلي لأمنية أخرى حتى لو استنفدت كل قوتها .

في نهاية هذا الافتراض الذي لا يصدق، نظرت أوليڤيا إلى عيني الدوقة الكبرى الراحلة وكأنها تبحث عن إجابة . وفي لحظة واحدة، ضاقت عينا الدوقة الكبرى الراحلة في اللوحة .

في الوقت الذي رأت فيه عينيها تبتسمان وكأنها تقول إنها أصابت الإجابة، سمعت أوليڤيا صوت امرأة غريبة : " … لو كنت أعرف هذا، لكنت أخبرت إدوين بسر المنجم في وقت مبكر، من كان يعلم أنني لن أستطيع حمايته حتى يصبح بالغًا."

تنهيدة يتردد صداها بالأسف. أدركت أوليڤيا غريزيًا أن هذا هو صوت الدوقة الكبرى الراحلة .

" هل كان يجب أن أبحث عن سليل الكهنة في وقت مبكر ؟ لو تمكنت من فتح المنجم، لربما لم أُحمّل إدوين هذا العبء."

لكن الغموض سرعان ما اختفى من صوتها .

" لا، لا يمكنني إفساد احتفال بلوغ ابني لمجرد أنني مستعجلة، يجب أن يكتشف الأمر بنفسه، سليل لوڤيل و ڤيكاندر سيكون قادرًا على ذلك."

سرعان ما أظهر الصوت النقي فخرها بابنها، وكأن أملاً قويًا قد نما .

بعد ذلك، سمعت همهمة الدوقة الكبرى الراحلة النقية. كان صوتها تصلي بترنيمة مشابهة للتي كانت أوليڤيا تتلوها .

" … لذا، يا روينا، حتى لو ضحيت بكل قدراتي، أرجوكِ … "

ابْتَلَعَت أوليڤيا نَفَسَها وهي تُركِّز على الصوت، وعلى المشهد الذي ظهر أمام عينيها .

المنجم، قلادة الحجر السحري، و شخصان يمسكان بالقلادة معًا .

في تلك الأثناء، أصبح الصوت الذي بدأ بعاطفة أكثر قوة، و رنَّ في قلبها بقوة .

" … ابني، ولي العهد الشرعي للوڤيل و ڤيكاندر، اجعله قويًا بما يكفي لاستعادة و حماية كل شيء، و اجعله يعيش سعيدًا و محبوبًا مدى الحياة."

" … آنسة، يا آنستي."

فتحت أوليڤيا عينيها فجأة .

في حالة لا تستطيع فيها التمييز بين ما أظهرته القوة وما هو حقيقي، نظرت أوليڤيا إلى ظهر بيثاني التي كانت تحميها .

و أمامها، ظهر شخصان متشابهان بشكل مرعب : الإمبراطور و ولي العهد .

بمجرد أن نظرت إلى تلك العيون الزرقاء الشاحبة و المخيفة، أدركت أوليڤيا هذا الموقف بوضوح .

في اللوحة التي أطلّت عليها، لم تعد هناك أي هالة ضوئية تتدفق. وكأن تدفق القوة قد انقطع …

أو ربما ……

وكأنها تستعد للانفجار الأخير .

*

*

" سقطت مرة أخرى، ما هذا الهراء … ! "

أطلق الإمبراطور زئير غضب و دفع رئيس الخدم الذي كان مرتبكًا بشدة .

ظل رئيس الخدم منحنيًا حتى بعد أن ارتطم بالجدار، أما ليوبارد، فكان يراقب المشهد ببرود .

" أعتذر بشدة يا جلالة الإمبراطور، لقد استدعيت ساحر البلاط على الفور، وسيكون هنا قريبًا … "

" قل هذا بعد أن تُحضره ! "

كان ذلك بعد انتهاء الاجتماع في قاعة المؤتمرات الكبرى. الإمبراطور، الذي استدعى ولي العهد على انفراد ليسأله عما إذا كانت أوليڤيا قد أتت حقًا إلى القصر، سارع إلى غرفة النوم بعد سماعه أن اللوحة قد سقطت .

تبع ليوبارد الإمبراطور بخطوات متأنية. و تذكر أوليڤيا التي من المفترض أن تكون بانتظاره في قصر ولي العهد .

خطيبته الثمينة التي لا يمكن مقارنتها بلوحة حُفظت بالسحر. بل وهي المرأة الأثمن التي ستصبح إمبراطورته قريبًا .

أقسم ليوبارد أنه لن يقف متفرجًا على مجرد لوحة كما يفعل الإمبراطور. فها هو يقف عند الباب بذهول وكأنه مصدوم من سقوط اللوحة .

سخر ليوبارد من مظهر الإمبراطور الذي لا يليق بـ "شمس الإمبراطورية"، لكنه تجمد فورًا بمجرد إلقاء نظرة خاطفة على الغرفة التي توجد بها اللوحة .

" … آنسة، يا آنستي."

المرأة في منتصف العمر، التي شعر بوجودها و تُخبئ خلف ظهرها …

" … أوليڤيا."

كانت امرأته، التي لا ينبغي أن تكون موجودة هنا، ولا يجوز لها التواجد هنا .

في هذا الموقف الغامض، كان الإمبراطور هو أول من كسر الصمت .

" … تساءلتُ أين رأيتكِ من قبل، كنتِ إحدى وصيفات الأميرة، قلتِ إنكِ ستكرسين حياتكِ كلها من أجل الأميرة، لكنها كانت مجرد أقوال، يبدو أنكِ غيّرت سيدتك بسرعة."

" انتبه لكلماتك ! "

لم يكن الصراخ الحاد ليشكل أي تهديد للإمبراطور .

هز الإمبراطور رأسه و دخل غرفته. انبعثت منه السخرية وهو يرى الأميرة تقف خلف بيثاني وكأنها تحميها .

" عليكِ أنتِ أن تُحسني اختيار كلماتك، سمعت أن لديكِ بعض المهارات السحرية التافهة، لكن لا أظن أنكِ تجرؤين على دخول غرفة نوم الإمبراطور بذلك السحر الهزيل."

في تلك اللحظة، واجه الإمبراطور أوليڤيا بنظرة باردة. عيون خضراء لا تُعرف هل هي هادئة أم تُخفي شيئًا ما ……

هل يمكن ……؟!

" … هل تملكين أنتِ أيضًا تلك القوة ؟ "

" قوة ؟ ماذا تقصد يا جلالة الإمبراطور ؟ "

رفع ليوبارد أحد حاجبيه و تساءل موجهًا كلامه إلى الإمبراطور، لكن الإمبراطور ظل يُضيّق عينيه بحدة على أوليڤيا ولم يصدر منه أي جواب .

فغيّر ليوبارد سؤاله : " أوليڤيا، هل تخفين عني أي قوة ؟ هل هذا هو سبب مجيئكِ إلى هنا ؟ "

على الرغم من نبرته الودودة، لم تخفف أوليڤيا من حذرها. وشعر ليوبارد أن هذه النظرة محبوبة، و مكروهة في الوقت ذاته .

لا بأس أن تكون هذه نظرتها للجميع، لكن ليس له. بلع ليوبارد ريقه و ابتسم بشكل جذاب .

" ما الذي ستكسبينه بوجودكِ هنا ؟ آه، إذا كنتِ خائفة من أن يكون مستقبلكِ هكذا، فلا تقلقي."

اتجهت نظرته الزرقاء الحادة نحو اللوحة الموضوعة على الحائط، و تمتم بصوت خفيض كالتعويذة : " أميرة مملكة مهزومة، جاءت لتعويض الخسارة، و ظلت خاضعة للإمبراطور للأبد … "

فحصت عيناه المليئتان بالشهوة وجه أوليڤيا . وبما أنه لا يعلم متى سيعود الحب إلى عينيها الخاليتين من التعبير تجاهه، أقسم ليوبارد بصدق على حبه وهو يقترب من أوليڤيا :

" أنا لن أجعلكِ هكذا أبدًا، لقد أقسمت مئات المرات أنني سأرفعكِ إلى أثمن مكان … "

تعهده لم يكتمل ……

شيء ما أُلقي على وجه ليوبارد وكأنه صفعة .

كان منديلاً أبيض .

" ما هذا ……؟! "

" إن هذا مُقرف حقًا، لا يمكنني تحمله."

" … ماذا ؟ "

شك ليوبارد في سمعه بسبب الصوت البارد الذي رنّ في أذنيه، لكن سرعان ما اضطر للشك في عينيه أيضًا .

— الصورة التوضيحية : هـنـا .

" لا تقترب مني وأنت تحمل مثل هذه الأفكار البغيضة."

لأن عينيها الخضراوين اللتين كانتا تتبادلان معه النظرات كانتا ممتلئتين باشمئزاز صادق .

****************************

1 تعليقات

  1. غير معرف07 أكتوبر, 2025

    على هذا الحماس يراد فصول مو فصل واحد يلا نشبع 😭❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥

    ردحذف
إرسال تعليق
أحدث أقدم

اعلان