الفصل ١١٩ : ‏Do Your Best to Regret

{ الهروب السري للقديسة، خطيبة الدوق الأكبر }


كان فجر يوم جديد .

" تادا … ! "

رفعت بيثاني يدها عاليًا، كمن يعلن انتهاء عمله . وفي المرآة، ابتسمت أوليڤيا ابتسامة مشرقة، وهي تتلمس أطراف فستانها .

فستانها الفضي اللامع الذي بدا وكأن حبيبات من لؤلؤ قد نثرت عليه، و دبابيس الشعر المرصعة بحجر السبج و الياقوت التي زينت خصلات شعرها المموجة، و الأقراط البلاتينية المتدلية التي أبرزت خط فكها الأنيق، و العقد السحري الذي يتدلى من عنقها النحيل كعنق غزال .

غمرت بيثاني مشاعر الفخر، فقد أدركت الآن عودة آنستها، و بعيون دامعة، ألقت بيثاني مزحة خفيفة : " على أي حال، ما الذي جعل الآنسة تهتم بزينتها إلى هذا الحد ؟ "

" إنه يوم خاص، إنه يوم عودتي رسميًا."

" صحيح، لقد اقتربنا من مقاطعة ڤيكاندر "

ابتسمت أوليڤيا ابتسامة خجولة، مؤكدة كلام بيثاني. كانت مقاطعة ڤيكاندر على مرمى البصر، و مجرد التفكير فيها كان يملأ قلبها حماسًا.

في تلك الأثناء، قالت بيثاني ممازحة : " كما قالت الآنسة، سيتم إقامة مأدبة رسمية عند عودة سموه، آه، لا، مشكلتنا هي ما إذا كنا سنتمكن من دخول القلعة اليوم، بسبب حشود الترحيب التي تنتظرك ".

ارتفعت شفتا أوليڤيا في ابتسامة .

" ما أول شيء تريدين فعله عند وصولك إلى مقاطعة ڤيكاندر ؟ "

" عند عودتي إلى المقاطعة … حسنًا … "

كان هناك الكثير لتتحدث عنه مع أهل القلعة الكبيرة، وكانت تريد زيارة شارع يينيف، و مقابلة أصحاب العيون الخضراء، و مقارنة خط يد الفارس المجهول مع خط إدوين، لكن أول ما خطر ببالها كان شيئًا واحدًا .

" بيثاني … هل تعرفين شيئًا عن وادي سينوا ؟ "

كانت بيثاني ساحرة، لذا فكرت أنه سيكون من الرائع أن تذهب معها. ألقت أوليڤيا نظرة خاطفة على بيثاني، لكنها صمتت فجأة. فقد اختفى التعبير عن وجه بيثاني في غمضة عين، لكنه كان تعبيرًا غريبًا .

آه … لقد أخطأت، لكن عندما أدركت ذلك، كان الأوان قد فات .

قالت بيثاني بصوتها الودود المعتاد : " كيف تعرف الآنسة ذلك المكان ؟ "

" آه … "

"كيف تعرف الآنسة ذلك الوادي الخطير و الوعر ؟ لا، من أخبرك عنه ؟ "

تعمقت ابتسامة بيثاني، وكان لصوتها الهادئ، الذي بدا وكأنه يستميلها، قوة غريبة. كان عليها أن تتجاوز الموضوع بسرعة .

" فقط... في ذلك الوقت … في المأدبة الماضية … "

ولحسن الحظ، خطرت لها ذريعة جيدة : " فجأة تذكرت أن الفرسان الذين عادوا من الحملة قالوا إنه مكان خطير."

" حقًا ؟ على أي حال، ما قاله الفرسان صحيح، على عكس منطقة المناجم، تلك المنطقة شديدة الانحدار و تشبه الجرف، لقد تفاجأت حقًا ".

أمالت بيثاني رأسها و ضحكت. شعرت أوليڤيا بوخز في ضميرها لأن بيثاني صدقتها تمامًا، لكنها أومأت برأسها بهدوء .

تم إلغاء خطتها لإشراك بيثاني تمامًا. مع أنها تأسف لبيثاني، إلا أن الذهاب إلى وادي سينوا كان سرًا لن تفصح عنه أبدًا .

لم تدرك بيثاني أفكار أوليڤيا على الإطلاق، فصفقت بيديها بحيوية و اتجهت نحو الباب .

" حسنًا، هل نذهب ؟ على أي حال، كان من المفترض أن يأتي ديان عندما يكون الطعام جاهزًا، أين هو ذلك الصبي …؟ "

ابتسمت بيثاني وهي تفتح الباب : " يا له من توقيت جيد، ديان، أنت … ما هذا ؟ ما خطب وجهك ؟ هل حدث شيء ؟ "

صُدمت أوليڤيا هي الأخرى عندما نظرت إليه . كان وجه ديان الواقف عند الباب شاحبًا بشكل خاص. كان يتعرق بغزارة، وكأنه قد أصيب بصدمة كبيرة .

اقتربت أوليڤيا من الباب على عجل وسألته : " سير سيزيلين، هل حدث شيء ما ؟ "

" آه … هل … هل الآنسة كانت قديسة ؟ "

قديسة ؟ ماذا يعني …؟

بعد أن استوعبت أوليڤيا صوت ديان المتلعثم، رمشت عينيها. ' هل اكتشف أنني ليڤ جرين ؟ '

إذا كان ديان هو الذي كان يمطر ليڤ جرين بالثناء في كل مرة يتناول فيها الديك الرومي، فمن المحتمل أن يصف ليڤ جرين بأنها قديسة .

من المؤسف أن تكشف هذا السر الذي لا يعرفه حتى إدوين بعد …

" لقد نُشر في الجريدة."

" الجريدة ؟ "

لا يوجد سبب لنشر قصة ليڤ جرين في الجريدة. في صوتها المتسائل، أخرج ديان يده التي كان يخفيها خلف ظهره .

مدّت أوليڤيا يدها ببطء نحو الجريدة .

في اللحظة القصيرة التي تسلمت فيها الجريدة، كان هناك عنوان رئيسي كبير على الورقة المتمايلة، و كان يحمل اسم أوليڤيا.

خفق قلبها بسرعة لا يمكن السيطرة عليه، بينما كانت أوليڤيا تقرأ الجريدة بسرعة، تمتم ديان بصوت خشن وكأنه يخدش حنجرته : " هل … هل الآنسة هي من أنقذت مقاطعة ريتايل من المجاعة العام الماضي ؟ "

" حقًا ؟ "

شعرت بنظرة بيثاني المصدومة، لكنها لم تهتم بذلك، و قبضت على الجريدة بقوة .

' كيف انكشف هذا ؟ '

مكتوب أن الأميرة كشفت ذلك بنفسها في المأدبة، لكن أوليڤيا كانت تعرف أفضل من أي شخص آخر أن أي شيء يحدث في القصر الإمبراطوري يتم تنقيته قبل نشره في الصحف .

' هل هذا أيضًا من فعل إدوين …؟ '

" كنت أنتِ من نظمت المأدبة الصيفية، وأنتِ من جلبتِ الخير لمخازن حبوب تريستان، وأنتِ من اقترحتِ مشروع الإغاثة."

" ولكن لماذا أنت حزين ؟ إنه أمر جيد أن تنكشف الأعمال التي قامت بها الآنسة ! "

رفعت أوليڤيا رأسها عند سماع كلمات بيثاني، فقد كان صوت ديان يرتجف، وكانت عيناه محمرتين حقًا .

" يا آنستي …… "

وبينما كانت أوليڤيا مندهشة من صوته الخافت، الذي كان بالكاد يكبح دموعه، أضاف ديان على عجل : " ما قلته في السابق، لم يكن من قلبي، في الحقيقة، كنت أؤمن دائمًا أنكِ شخص جيد، وقبل أن أقسم بالولاء لكِ، كنت أمزق كل مقال يحتوي على الأكاذيب … "

رمشت بيثاني عينيها بسبب هذا الاعتذار المتضارب، لكن ديان لم يتوقف عن الكلام، رغم نظراتها التي تقول 'ماذا تفعل الآن ؟'.

الجريدة التي رآها في نزهته الصباحية جعلته يرغب في خياطة فمه من السابق. كان عليه أن يصمت لو كان يجهل الحقيقة .

تذكر اللحظات الماضية عندما كان يحتقر الآنسة التي قامت بأعمال عظيمة كهذه، الآنسة التي تشبه القديسة، فقط بسبب ما قرأه في الجريدة، و شعر بالدوار .

" لماذا طمعتِ في ممتلكات الآخرين و تصرفتِ بوقاحة في حفلة الشاي ؟ لماذا ... ! "

في الوقت نفسه، تذكرت أوليڤيا صوت ديان الغاضب و تمتمت : " آه، هل تقصد ذلك الوقت، عندما قلت لي لماذا أطمع في ممتلكات الآخرين ؟ "

" ماذا ؟ هل قال ديان ذلك ؟ "

نظرت بيثاني إلى ديان بوجه مصدوم، ثم هزت رأسها. وبينما كان ديان يعبس كطفل يحبس دموعه، أدار رأسه في النهاية .

في تلك اللحظة، اختفى الارتباك المفاجئ من تحول وضعها فجأة إلى قديسة، ولم تستطع أوليڤيا تمالك نفسها، فانفجرت بالضحك .

— الصورة التوضيحية : هـنـا .

*

*

لقد شرعت العربة في رحلتها، و استسلمت أوليڤيا لقلق صغير .

" هل من الممكن أن تكون الشائعات قد وصلت أيضًا إلى مقاطعة ڤيكاندر ؟ أنا … هذا … "

" آه، تقصدين أنكِ قديسة ؟ "

احمرّت وجنتا أوليڤيا على الفور، فنظرت إلى بيثاني وهي تتنحنح. ابتسمت بيثاني وهي تنظر إليها .

" ما الذي يقلقكِ ؟ لا شيء سيتغير."

" ماذا ؟ "

" سواء كنتِ من أنقذتِ مقاطعة ريتايل من المجاعة أم لا، أو ما قمتِ به في مخازن تريستان، أو أي شيء آخر، على أي حال، سواء قمتِ بالعديد من الأعمال الصالحة أم لا … "

كانت عيناها بلون السماء الزرقاء اللطيفة مليئتان بالود : " حتى قبل أن يعرفوا ذلك، كنتِ بالنسبة للجميع، بما في ذلك الأطفال ذو العيون الخضراء، أكثر من مجرد قديسة."

تردد صوتها الجاد في أعماق قلب أوليڤيا. لم تجد أوليڤيا ما تقوله، فابتسمت وهي تحرك شفتيها فقط .

" … بيثاني، كيف يمكنكِ أن تقولي مثل هذه الكلمات الدافئة ؟ "

" حسنًا، ربما بسبب طول العمر ؟ "

هزت بيثاني كتفيها بلا مبالاة .

وفي منتصف النهار، بينما كانت الشمس ساطعة، توقفت أوليڤيا عن الكلام للحظة، وهي تنظر عبر بوابة القلعة التي كانت مفتوحة بالفعل .

لقد اعتقدت أن الهتافات القادمة من بعيد قد ازدادت قوة .

" أيتها الآنسة ! نحن سعداء بعودتكِ بأمان ! "

" لقد عادت آنسة الدوق الأكبر المنتظرة ! "

" انظروا، إنهم فرسان ڤيكاندر ! "

اصطف الحشود على جانبي الطريق الواسع، ولم تكن نهاية لموكب الترحيب. كان الناس يهتفون و يرمون زهورًا زاهية .

لقد توقعت أوليڤيا وجود موكب ترحيب، لكن هذا الشعور بالفيض لم يقلّ لمجرد أنها قد اختبرته مرة واحدة من قبل .

ومع ذهولها وعدم معرفتها بما يجب عليها فعله أولاً، أخذت أوليڤيا تنظر إلى وجوه سكان مقاطعة ڤيكاندر الذين كانوا يرحبون بها، وكأنها تريد أن تخلد كل وجه في ذاكرتها .

" ماذا تفعلين ؟ ألن تلوحي بيدكِ للخارج ؟ "

تذكرت أوليڤيا بوضوح ذلك اليوم الأول من دخولها، و الصوت الماكر لإدوين في ذلك اليوم. فلوحت بيدها بقوة .

" واااو ! "

ارتفعت الهتافات أكثر .

— بانغ !

المفرقعات الجميلة اللامعة التي رسمت عبارات الترحيب في الهواء .

" أيتها الآنسة ! "

و الأطفال ذو العيون الخضراء الذين كانوا يضحكون، و يبدون أكثر ملاءمة لهذا الشارع من أي شخص آخر .

كل هذا كان منظرًا كانت تحلم به في أحد الأيام، ولمعت عينا أوليڤيا الخضراوان الصافيتان، اللتان كانتا تلمعان بإشراق، تحت ضوء الشمس .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

" كما قالت الآنسة، سيتم إقامة مأدبة رسمية عند عودة سموه."

مرة أخرى، كانت كلمات بيثاني كاذبة .

" يا إلهي، سمعت أن السيدة بيثاني فتحت برميل نبيذ الفاكهة ؟ "

" عودة الآنسة، و وليمة، و نبيذ فاكهة ؟ يا له من يوم مميز."

" ألم تسمع ؟ يبدو أن الآنسة كانت قديسة في الواقع ! يقال إن الأميرة كانت تستغل الآنسة و تنسب الأعمال الجيدة لنفسها ! "

من نافذة الغرفة، كان صوت الفرسان الصاخب يصل إلى أوليڤيا.

في غرفتها التي عادت إليها بعد غياب طويل، ابتسمت أوليڤيا بخفة وهي تسمع أصواتهم المتحمسة قبل أن تتمكن من أخذ قسط من الراحة .

تساءلت للحظة عما حدث للأميرة. وبينما كانت تفكر فيما إذا كان عليها أن تأتي بمفردها، سمعت طرقًا على الباب .

" يشرفني مرافقتكِ يا آنسة، وقد أتيتُ لأخذكِ "

ابتسم ديان بإشراق وقدم احترامه. كان يرتدي زيه الرسمي و شعره مصفف بدقة .

نظرت أوليڤيا إلى وجهه المفعم بالحيوية وقالت مازحة : " وجهك الباكي اختفى بهذه السرعة يا سير سيزيلين."

" آنستي ! "

احمرّ وجه ديان تمامًا مثل لون شعره الأحمر، و انفجرت أوليڤيا بالضحك، مستمتعة برد فعله البريء .

" على أي حال، هل سمعتِ يا آنستي ؟ السيدة بيثاني وضعت برميل نبيذ الفاكهة في قاعة الولائم أولاً اليوم ! "

في الطريق إلى قاعة الولائم، كان ديان لا يخفي حماسه، متحدثًا بلا توقف . كان هذا نتيجة لمزيج من التوتر الناتج عن مرافقته لها بمفرده لأول مرة، و حماسه للنبيذ، و فرحته بالعودة إلى ڤيكاندر بعد غياب طويل .

آه، كان هناك شيء آخر .

" وبالمناسبة، يا آنستي ؟ "

لم يكن هناك أي وجود آخر في الرواق سوى الخادمات. كانت هذه إحدى الفرص النادرة التي يكون فيها بمفرده مع الآنسة .

خفض ديان صوته وسأل : " إذا كان لديكِ سر لم تفصحي عنه بعد، يمكنكِ إخباري في أي وقت، أنا دائمًا في صفكِ، مهما كان ! "

لم يمر سوى بضعة أشهر منذ أن اعتقد ديان أنه يعرف الآنسة أفضل من أي شخص آخر في مقاطعة ڤيكاندر بأكملها، فقد جمع كل ما يخص الأميرة ذي العيون الخضراء، حتى من فرسان العاصمة .

" لدي الكثير من الأسرار."

ارتفعت معنويات ديان أكثر من صوتها الغامض. حتى لو أقسم اللورد وينستر كالتر بالولاء لها ثانيًا بعد الدوق الأكبر، فإن حراسة الآنسة كانت مهمته .

" هناك أسرار لا يعرفها سوانا."

وكان هناك أيضًا رابط كونهما من نفس سلالة لوڤيل. أومأ ديان برأسه منتصرًا .

في تلك اللحظة، ضيقت الآنسة عينيها وكأنها وجدت فرصة .

" وادي سينوا، لم تنسى أننا سنذهب إلى هناك، أليس كذلك ؟ "

في تلك اللحظة، تلاشى حماس ديان. شعر بدمه يتجمد … يا إلهي، لقد نسي الأمر .

وكأنها أدركت ذلك، قالت الآنسة بلطف و حزم : " لذا، يؤسفني أن أقول لك إنك لن تشرب اليوم، يا ديان."

" عذرًا، لم أسمع جيدًا ؟ "

شك ديان في أذنيه بصدق . ابتسمت أوليڤيا و همست شيئًا لديان وحده، ثم دخلت قاعة الولائم أولاً .

وفي وسط ضوء الثريات المتلألئ، انطلقت تصفيقات مدوية هزت قاعة الولائم بأكملها .

" أود أن أشكر الجميع على تحمل مسؤوليتهم و مكانهم بشكل رائع على الرغم من غياب الدوق الأكبر."

ملأ صوت ناعم ولكنه مهيب قاعة الولائم. كان الخطاب الذي جذب انتباه الجميع قصير ولكنه قوي .

عندما انتهى خطاب الآنسة التي بدت صغيرة ولكنها كانت أكبر من أي شخص آخر، انطلق تصفيق مدوٍ.

لم يستطع ديان، الذي كان ينظر إليها عادةً بأقصى احترام من الأمام، التركيز .

" قابلني في الشرفة أسفل غرفتي، في الرواق في الطابق الأول، بعد منتصف الليل بساعتين."

الكلمات التي تركتها الآنسة وهي تمر كانت تتردد في رأسه .

' هل … هل حقًا ستذهب إلى وادي سينوا الخطير ؟ '

لا، هذه مشكلة، ولكن كيف يمكن للآنسة أن تتجاوز الحراسة المشددة لقلعة الدوق الأكبر و تنزل إلى رواق الطابق الأول ؟

هز ديان رأسه بقوة .

' مستحيل، سيكون من الصعب عليها الخروج من غرفتها، ناهيك عن النزول إلى الشرفة، ففرسان ڤيكاندر مشهورون بحراستهم المشددة.'

للتخلص من قلقه، تناول قطعة كبيرة من ديك رومي و أكلها. ملأت النكهة الرائعة فمه .

" حقًا، لحم الديك الرومي كان دائمًا الأفضل، بغض النظر عما يحدث."

ولكن في وقت متأخر من الليل، ذهب ديان إلى أسفل غرفة أوليڤيا، ولم يستطع أن يصدق عينيه .

" يا آنستي، كيف خرجتِ إلى هنا ؟ "

لقد كانت الآنسة تنتظر ديان أسفل غرفتها، بعد أن تجاوزت تلك الحراسة المشددة .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان