الفصل ٤٨ : ‏Do Your Best to Regret

{ افعلي ما تريدين، و مهما كان }


— في العام الماضي، خلال مجاعة الربيع، ذهبت الأميرة إلى مزاد سري لشراء قلادة لوكارل، و أكدّ المخبر يورجن أنه رأى البارونة روهاس، مربية الأميرة .

في نهاية البرقية المكتوبة بخط اليد، كانت هناك مقالة من صحيفة مشهورة في العاصمة . نصّت المقالة على أن الأميرة قامت بعمل إغاثة خيري لإصلاح إقطاعية ريتايل التي عانت من مجاعة في الربيع الماضي .

نظر إدوين إلى صورة الأميرة المبتسمة كالقديسة و ضحك بسخرية .

" إذا لم تكن الأميرة هي من فعلت ذلك … فمن الذي قام بهذا العمل ببراعة و ينسب الفضل للأميرة ؟ "

عند هذه الكلمات، تذكر هوارد بوضوح ما حدث في قصر الدوق الأكبر في العاصمة .

" وصلت رسالة من القصر الإمبراطوري، هل هو الإمبراطور مرة أخرى ؟ يا له من إزعاج ! "

غضب هوارد، لكن سوبل، الذي كان دائمًا يوافقه الرأي، هز كتفيه .

" الإمبراطور، ولي العهد، وحتى الأميرة، وصلت ثلاث رسائل تدعوا إلى القصر."

" إذا كان ولي العهد، فمن المنطقي أن يرسل رسالة إلى الآنسة، لكن حتى الأميرة ؟ بالتأكيد لم تأمر سموه بالذهاب إلى القصر، هل أمرت الآنسة ؟ "

" هذا صحيح، أعتقد أن العائلة المالكة مترابطة جدًا "

انتهى حديثهما عندما هز سوبل رأسه .

اعتقد هوارد أن الأميرة كانت غير عادية، لكن هذا كل شيء . لم يبدو أن هوارد هو الوحيد الذي تذكر رسالة ذلك اليوم التي لم يعتبرها مهمة .

عندما نظر هوارد إلى الدوق الأكبر بشكل تلقائي . كان إدوين ينظر بالفعل إلى أوليڤيا.

شعرت أوليڤيا بالنظرة، فابتسمت ابتسامة مشرقة ولوحت بيدها .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

" … هل حدث شيء للسير كالتر ؟ "

مر وقت طويل منذ أن ركبوا العربة . عندما سألت أوليڤيا بحذر، اتسعت عينا إدوين وهز رأسه .

" الأمر ليس كذلك، كانت الأخبار تقول أن الأمور في العاصمة قد سُوّيت جيدًا، وإنه سيعود قريبًا."

إنه يكذب، رأيت تعبير إدوين وهو ينظر إليّ قبل قليل .

كانت تلك التعابير مختلفة تمامًا عن تعابير شخص سمع أخبارًا يومية مثل العودة . كان وجهه خانقًا وكأنه سمع قصة معقدة .

الأهم من ذلك، لو كانت أخبار عودته صحيحة، لكان هوارد قد أخبرني أيضًا .

كذب إدوين دون أن يغير تعابير وجهه . بالطبع، يمكن معرفة أن إدوين موهوب في التمثيل بمجرد التفكير في لقائهما الأول .

بطل الحرب الذي ذرف دمعة لمجرد أن مجموعة من البلطجية الأشرار أحاطوا به . بالتأكيد كان لديه سبب لإخفاء الأمر عني. حتى أنا لم أخبره بزيارتي للمنجم المهجور ولا إقطاعية ڤيكاندر بأمر من الأميرة .

من الطبيعي أن يكون لدى الدوق الأكبر إدوين أسرار أكثر و أشياء يخفيها أكثر مني .

بينما كانت أوليڤيا تهدئ نفسها، زمّت شفتيها، ومع ذلك … كان هناك شعور غريب بالحزن و الخيبة .

ضيّق إدوين عينيه كما لو أنه شعر بنظراتها .

" لماذا تنظرين إليّ هكذا ؟ هل تنوين أخيرًا أن تعامليني بلطف ؟ "

توقع إدوين كالعادة أن تحمر أوليڤيا و ترد عليه بالرفض، لكنها زمّت شفتيها بإحكام و أدارت رأسها لتنظر خارج النافذة . انعكست خيبة أمل عابرة على وجهها النقي .

" أوليڤيا ؟ "

نادى إدوين بحذر على أوليڤيا كما لو أنه شعر بشيء غير عادي، لكنها لم ترغب في الإجابة .

تجاهلته عمدًا و نظرت إلى الخارج . لو نظرت إلى إدوين الآن، لكان هذا الشعور بالاستياء قد دفعها إلى سؤاله .

" … إنني أشعر بالأسف لأن أول جولة في الإقطاعية قد انتهت، هل يمكننا العودة ببطء و التجول في الإقطاعية ؟ "

" بالتأكيد."

عند كلمات أوليڤيا، أمر إدوين السائق على الفور، و بدأت العربة التي كانت تسير بسرعة في إبطاء سرعتها .

في الوقت نفسه، انحرفت العربة التي كانت متجهة إلى قلعة الدوق الأكبر نحو الأطراف .

مرت القرى التي لم يتم تنظيمها بعد عبر النافذة . على عكس صورة الشمال الجافة و القاحلة، كانت منازل القرية ملونة و ذات طابع خاص .

" … بخلاف الأسف عن الجولة، هل هناك ما يزعجكِ مني ؟ "

كم هو سريع الملاحظة !

سمعت صوتًا مضطربًا، لكن أوليڤيا تظاهرت بعدم المعرفة .

" ما الذي يمكن أن يزعجني من إدوين ؟ "

أوه لا … حتى عندما قالت ذلك، بدت وكأنها تشعر بالاستياء .

شعرت بنظرة إدوين المستمرة، لكنها لم تواجهه. بدلاً من ذلك، قالت لنفسها : ' كم أنتِ حمقاء يا أوليڤيا '

ليس بالضرورة أن يشارك إدوين كل شيء معي، فلماذا أشعر بالاستياء ؟

بالتفكير في الأمر، كان الأمر مضحكًا بطريقة ما . لم يسبق لي أن أظهرت مثل هذا الاستياء لعائلتي الذين لم يهتموا بي قط، ولا حتى لخطيبي السابق .

متى أصبحت أعتمد على إدوين إلى هذا الحد ؟ ومتى وثقت به إلى هذا الحد ؟

لقد ذابت مشاعر الاستياء، و ارتفع شعورها بالحرج و الخجل، وتضخم شعورها بالدغدغة .

" انتظر لحظة، إدوين."

قالت أوليڤيا على عجل . بينما كانت على وشك أن تستدير لإدوين، لفت انتباهها شيء عبر النافذة .

" هل يمكنك إيقاف العربة للحظة ؟ "

بمجرد أن التقت أعينهما، تفاجأ الطفل و غطى نفسه بعباءة. كانت عينا الطفل خضراوين تشبهان عينيها .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

كانت بيثاني على حق، كان هذا الفستان مريحًا للحركة .

نزلت أوليڤيا من العربة و اتسعت عيناها وهي تنظر حولها . لم تلاحظ حتى أن المشهد خارج النافذة قد تغير بينما كانت تفكر في إدوين .

كانت الأكواخ الخشبية المتهالكة ملتصقة ببعضها البعض هنا وهناك . وكانت الأزقة ذات الرائحة الغريبة تمتد في كل الاتجاهات .

كان هذا المكان يشبه تورنينج بيل، الحي الذي عاشت فيه في شارع المشردين .

للحظة، شعرت أوليڤيا بالضيق و زمّت شفتيها، ثم سمعت صوت إدوين من الخلف .

" هذا يينيف، إنه شارع المتشردين و الرحالة في إقطاعية ڤيكاندر."

كيف يمكن أن يكون الوصف مشابهًا جدًا لتورنينج بيل ؟

وفي الوقت نفسه، تذكرت بوضوح العيون الخضراء التي رأتها قبل قليل والتي كانت متفاجئة .

شعرت أوليڤيا بالتوتر . لقد مضى وقت طويل جدًا منذ أن رأت عيونًا خضراء غير عيني والدتها .

في إمبراطورية فرانز هذه، كانت العيون الخضراء تُلقب بعيون الراقصات الوضيعات .

على الرغم من أنها كانت تُلقب باللون الأخضر المشين، إلا أن هذه العيون الخضراء كانت لأوليڤيا هي الأثر الوحيد الذي ورثته من والدتها .

كانت الوحيدة في المجتمع الارستقراطي التي لديها عيون خضراء، ولم ترَها حتى في العاصمة الكبيرة . أحيانًا كانت أوليڤيا تعتقد أنها الوحيدة التي لديها عيون خضراء، لكن عيني الطفل الذي التقت به فجأة كانتا خضراوين أيضًا .

في لحظة، غمر أوليڤيا شعور بالتشابه . وقفت عند مدخل الشارع و نظرت في كل الاتجاهات، لكن الطفل الذي اختفى بسرعة لم يظهر … لا، لم يكن هناك حتى أي أثر لشخص .

في تلك اللحظة …

" يا آنسة."

كان ديان . ديان، الذي كان يعبس حاجبه كلما التقت عيناهما، ناداها أولاً لسبب ما، لكن العثور على الطفل ذي العيون الخضراء كان أكثر إلحاحًا من الشعور بالسعادة.

" لماذا أنتِ هنا فجأة ؟ "

بدا صوت ديان مضطربًا بعض الشيء، لكن أوليڤيا لم تلاحظ ذلك حتى .

" أعتقد أنني رأيت شخصًا، لكنه اختفى للتو، هل يمكنك مساعدتي في العثور عليه ؟ "

" هل هذا الأخ ديان ؟ "

كان الصوت الذي قاطعها صغيرًا . نظرت إلى الأسفل بلا تصديق، فرأت عيونًا خضراء تنظر إلى ديان .

تنهد ديان بصوت منخفض، كما لو كان في ورطة .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

ملأت أصوات الأطفال الصاخبة الشارع . كان ديان، الذي غالبًا ما يكون قاسيًا معي، يؤدي دور القائد بإخلاص بين الأطفال .

نظرت أوليڤيا إلى الأطفال الذين يركضون هنا وهناك .

ثلاثة عشر طفلاً، كانت ملابسهم متسخة و شعرهم أشعث .

كانت عيون معظم الأطفال، التي تذكرها بطفولتها، خضراء . الأطفال ذو العيون الخضراء، الذين لم تكن تراهم في العاصمة، كانوا هنا .

تأملت أوليڤيا كل واحد منهم، وعندما رأت كدمة صفراء قديمة جدًا تحت القميص الواسع لأحد الأطفال الذي كان يركض، حبست أوليڤيا أنفاسها دون وعي .

لو كانت بهذه الشدة، لكانت مؤلمة للغاية، لكن لم يكن هناك أي حزن على وجوه الأطفال . بل كانوا يبتسمون ببراءة و يتجولون في هذا الشارع بانتظام .

" هل أنتِ متفاجئة ؟ "

" نعم، اعتقدتُ ذات مرة أنني الوحيدة في العالم التي لديها عيون خضراء."

ضحك إدوين بخفوت على صوت أوليڤيا المتردد .

" ما هو شعوركِ بعد رؤية هذا العدد الكبير من العيون الخضراء ؟ "

" … غريب."

كان الأمر غريبًا حقًا . أن يكون هناك هذا العدد الكبير من الأشخاص ذوي العيون الخضراء غير أمي وأنا.

"كيف وصل كل هؤلاء الناس إلى إقطاعية ڤيكاندر؟"

"لا أعرف كيف وصلوا، لكنني أعرف سبب استقرارهم هنا."

" ما هو ؟ "

رفع إدوين زاوية فمه بخجل للحظة . في اللحظة التي تحدث فيها إدوين، شعرت أوليڤيا بأن أذنيها احمرتا .

" في ڤيكاندر، تُعتبر العيون الخضراء جميلة، تمامًا مثل الألوان الأخرى للعيون "

بدا أن الوقت يمر ببطء . ابتسم إدوين مرة أخرى وهمس لأوليڤيا وكأنه يخبرها سرًا :

" في الواقع، أجد أن عينيكِ الخضراوين جميلتان بشكل خاص "

كل مقطع لفظي من كلماته أحدث صدى عميقًا في قلب أوليڤيا.

رمشت أوليڤيا ببطء، و تحركت شفتاها بشكل لا إرادي .

" ليستا وضيعتين ؟ "

ارتجف صوت أوليڤيا. أحيانًا كانت تتساءل في نفسها : لو كانت عيناي بلون الجمشت البنفسجي، ألم يكن بإمكاني أن أنتمي بشكل أفضل إلى عائلة مادلين الدوقية ؟ لو لم تكن عيناي خضراوين، هل كان ليوبارد ليحبني ؟

لو لم تكن عيناي خضراوين … لو لم تكن عيناي كعيني راقصة وضيعة .

لكنها كانت تهز رأسها في النهاية . قائلة إن هذه هي آخر أثر تركته أمي، وعليّ أن أحب عيني الخضراوين .

كانت تكرر هذه الكلمات كتعويذة، لتتظاهر بكبرياء هش و تخفي الجروح التي أحدثتها النظرات الحادة .

عندما بدت عينا أوليڤيا يائستين وكأنهما على وشك البكاء، أومأ إدوين برأسه و نظر إلى عينيها بلطف.

" … وضيعتين ؟ كيف ذلك ؟ وهما تتلألأن بهذا الجمال ! "

ماذا يعني ذلك الصوت اللطيف الممزوج بتنهيدة ؟ بدأت الشروخ تظهر في ذكريات أوليڤيا القديمة .

" عيون خضراء ؟ كيف يمكن أن تختلط دماء وضيعة كهذه بالدماء النبيلة لعائلة مادلين."

" انظروا إلى تلك العيون، إنهما خضراوان مشينتان تشبهان عيون راقصة متشردة."

اختلطت الكلمات المليئة بالازدراء و التحقير في رأسها . وأخيرًا، بدأت كل تلك النظرات تتفتت إلى قطع . بدأت الكلمات التي كانت تطعنها بقسوة دائمًا تذوب دون أن تترك أثرًا .

كيف يمكن لهذا الرجل أن يقول لي الكلمات التي أريد سماعها فقط ؟

" إدوين."

" أوليڤيا "

" لن أبكي، لذا، ابتسم معي "

— الصورة التوضيحية : هـنـا .

لم يكن هذا وقتًا للبكاء، بل كان عليها أن تبتسم بسعادة .

ابتسمت أوليڤيا بجرأة . على الرغم من أن الدموع الشفافة لمعت بوضوح في عينيها الخضراوين، تظاهر إدوين بعدم رؤيتها و ابتسم .

" كما هو متوقع من آنستي الشجاعة."

بعد مرور بعض الوقت، أوضح إدوين بصوت منخفض : " لقد وضعتُ خطة لإعادة تنظيم هذا الحي في يينيف، لكنني لم أتمكن من البدء في تنفيذها بعد "

بمجرد أن سمعت أوليڤيا أنه لا يمكنهم ترك الحي الذي يعيش فيه الكثير من الأطفال على حاله كحي فقير، نظرت إلى إدوين .

برزت إرادة قوية في نظرتها الثابتة . نظر إدوين إلى أوليڤيا وابتسم بلطف .

" هل لديكِ ما تقولينه ؟ "

" ما رأيك لو أردتُ القيام بعمل كبير من الآن فصاعدًا ؟ "

" …… "

" على سبيل المثال، إعادة تنظيم حي يينيف هذا."

حبست أوليڤيا أنفاسها وهي تنظر إلى إدوين.

مهما كانت ممتلكات الدوق الأكبر و الدوقة الكبرى مشتركة، فإنها لم تصبح دوقة رسمية بعد . إذا قامت بتنظيم حي يينيف هذا، فإن جميع التكاليف المتكبدة يجب أن تأتي من أموال قصر الدوق الأكبر .

لكنها كانت تستطيع تنظيم يينيف بشكل أفضل من أي شخص آخر .

بما أن تورنينج بيل كان المكان الذي عادت إليه عندما لم يكن لديها مكان تذهب إليه .

كانت تستطيع تغيير هذا المكان، موطن هؤلاء الأطفال، بشكل صحيح .

" أوليڤيا."

عند نداء إدوين الهادئ، ترددت أوليڤيا للحظة ثم بادرت بالقول : " … لن نحتاج إلى ميزانية كبيرة جدًا، لديّ من أعرفهم فيما يتعلق بالبناء و الهندسة المدنية."

" ليس هذا."

هز إدوين رأسه و ابتسم بلطف، ابتسامة توحي بالثقة الكاملة بها، رمشت أوليڤيا .

" … أنتِ لم تنسي كلامي بأن عليكِ أن توسّعي طموحكِ، صحيح ؟ "

" … حسنًا، ما لم يزد طموح أوليڤيا."

خطرت ببالها كلمات إدوين التي قالها في قصر الدوق الأكبر بالعاصمة . توقعت أوليڤيا بشكل غامض كيف ستنتهي هذه المحادثة .

وكما توقعت، عدّ إدوين على أصابعه وقال بلطف : " بما أنكِ تناولتِ طعامكِ جيدًا و نمتِ جيدًا اليوم، أوليڤيا، لديكِ مهمة واحدة فقط."

انتفخ صدر أوليڤيا وكأنه سينفجر، وكما توقعت، أومأ إدوين برأسه بابتسامة كسولة .

" افعلي ما تريدين، ولا تقلقي بشأن الميزانية "

غمّز إدوين بعينه .

" كما تعلمين، بفضل نصيحتكِ يا أوليڤيا، فإن ڤيكاندر، التي هي غنية بالفعل، ستتمكن من خفض الضرائب في المستقبل "

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

في هذه الأثناء، وفي نفس الوقت . في غرفة الاستقبال في قصر الأميرة .

أغمضت الخادمات أعينهن بإحكام . كانوا جميع الخادمات يعلمن أن هذا الصمت القاتل كان قاسيًا كعين الإعصار .

" مرة أخرى "

رفعت الأميرة زاوية فمها وقالت بلطف : " قل ذلك مرة أخرى "

على عكس صوتها الأنيق، كانت عينا الأميرة حادتين وهما تنظران إلى الكونت أوبلر، المدير المالي .

صلت الخادمات بقلب واحد .

أرجوك، دع الكونت أوبلر يتصرف كالمعتاد .

لكن الكونت أوبلر، الذي كان دائمًا يتردد أمام كلام الأميرة، قال بحزم :

" لا توجد طريقة لاستعادة منجم الكريستال الأبيض، الذي تم توثيقه بالفعل بختم سحري لنقل الملكية "

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان