استُوفيت شروط تفتيش الإقطاعية التي ذكرها إدوين : خادمة مخصصة و فارس حارس .
كان يومًا مثاليًا لجولة في الإقطاعية، حتى السماء كانت صافية منذ الصباح، لكن هناك شيئًا آخر كان يجعل أوليڤيا في حيرة الآن .
" هل هذا مناسب ؟ "
نظرت أوليڤيا إلى نفسها في المرآة . فستان أصفر فاتح و قبعة عريضة الحواف .
لم ترتدي فستانًا كهذا من قبل عند تفقد الإقطاعية بناءً على أوامر الأميرة . كانت جولة إقطاعية. ومع ذلك، عندما أعربت عن قلقها من أن الملابس الثقيلة قد تكون أفضل، هزت بيثاني رأسها بحزم .
" للتفقدات الرسمية، سأعد فساتين أنيقة و مهيبة، لكن اليوم، بما أنكِ ستتفقدين كل ركن من أركان الإقطاعية، سيكون الفستان المريح أفضل."
كانت بيثاني على حق . كان هذا الفستان الأصفر الفاتح خفيفًا و مريحًا للحركة. كان بإمكانها التنقل بحرية حتى لو نزلت من العربة .
وكأنها تثبت أنها خادمة مخصصة للدوقة الكبرى السابقة، اعتنت بيثاني بأوليڤيا بعناية .
ضفرت شعرها بضفائر سميكة، و أكملت مكياجها بمهارة، ثم أحضرت صندوق مجوهرات عتيق و فتحته قائلة : " وهذا …… "
كانت قلادة من الكوارتز الأبيض لم ترها من قبل معلقة في صندوق المجوهرات . كانت بلورات الكوارتز الأبيض الصغيرة بحجم الأظافر تلمع باللون الأخضر الشفاف مع كل حركة .
لم تبدو كوارترز بيضاء عادية، ولكن قبل أن تتمكن أوليڤيا من النظر مرة أخرى، وضعت بيثاني القلادة حول عنقها .
بمجرد أن استقرت سلسلة البلاتين حول عنقها، اتسعت عينا أوليڤيا.
" بيثاني، هل ألقيتِ عليّ تعويذة ما ؟ "
حتى الرياح الباردة التي كانت تشعر بها أصبحت منعشة الآن . شعرت بأن جسدها كله أصبح دافئًا. هزت بيثاني رأسها .
" بسبب هذه القلادة، إنها حجر سحري."
" حجر سحري ؟ "
حتى عندما كانت تعيش كأميرة، كان عدد المرات التي رأت فيها حجرًا سحريًا معدودًا على الأصابع .
أن ترتدي هذه التحفة الثمينة كقلادة، وهي التي لم يبقى منها الكثير . بينما كانت أوليڤيا في حيرة، أصبحت عينا بيثاني مليئتين بالحنين .
" إنها قطعة تعود إلى الدوقة الكبرى السابقة."
" هل يمكنني أن أرتدي شيئًا ثمينًا كهذا ؟ "
دهشت أوليڤيا، فابتسمت بيثاني بلطف وهزت رأسها.
" لا بأس، حتى لو كانت الدوقة الكبرى السابقة موجودة، لكانت قد أهدتها لكِ، الدوقة الكبرى السابقة أيضًا، عندما جاءت إلى ڤيكاندر لأول مرة، وجدت صعوبة في التكيف مع هذه الأرض الباردة، والآن، يجب عليكِ التكيف هنا للأبد."
على الرغم من أن بيثاني كانت تتحدث عن مستقبلها في هذا المكان كأمر مسلم به، إلا أن أوليڤيا عبثت بالقلادة بصمت .
كانت الجوهرة الصغيرة التي تلامس أطراف أصابعها صلبة . تمامًا مثل الإيمان الراسخ الذي أظهرته بيثاني.
ابتسمت بيثاني في وجه أوليڤيا بابتسامة مشرقة وقالت : " إذن، هل نذهب الآن في جولة لتفقد الإقطاعية ؟ "
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
عربتان تحملان شعار عائلة الدوق الأكبر، و خمسة فرسان حراس .
ربما كانت ترتيبات متواضعة لجولة في الإقطاعية، لكن أوليڤيا فضلت هذا التكوين .
" القليل منّا يعني أننا نستطيع زيارة المطاعم دون عناء، هل تتذكرين المكان الذي ذكرته ونحن في طريقنا ؟ "
تذكرت أوليڤيا صوت إدوين المتحمس من الليلة الماضية . ارتفعت زاوية فم أوليڤيا، فابتسم إدوين الجالس أمامها مباشرة .
" وجهكِ مشرق اليوم يا أوليڤيا، لا يبدو أن السبب هو الفستان الفاتح فحسب، أليس كذلك ؟ "
" جولة الإقطاعية ممتعة، وأنا متشوّقة للمطعم، بالإضافة إلى ذلك …… "
أضافت أوليڤيا وهي تشير من النافذة : " الفارس الذي تمنيتُ حقًا أن يكون بجانبي أصبح فارسي المُرافق "
من النافذة، رأت ديان يقود الحصان بوجه خالٍ من التعبير . كان وجهه متجهمًا بالأمس عندما حيته و طلبت منه القيام بعمل جيد كفارس حارس .
" ألم أكن أنا أول فارس لك ؟ "
بدا إدوين مستاءً . فأومأت أوليڤيا برأسها بسرعة و أجابت : " بالطبع، إدوين هو أول فارس أقسم لي الولاء."
ضيّق إدوين عينيه بارتياح لكلمات أوليڤيا. استغلت أوليڤيا الفرصة وسألت بتكتم : " لكن يبدو أن السير سيزيلين يكره الإمبراطور أكثر من غيره "
في الحقيقة، بدا أنه يكرهها هي بالذات، لكن أوليڤيا ألقت باللوم على الإمبراطور بشكل عام . ضحك إدوين بخفة .
" بالتأكيد لا يمكنه أن يحبه، أليس كذلك ؟ "
" لأنه فارس تابع لإقطاعية ڤيكاندر ؟ أم هناك سبب شخصي آخر … ؟ "
هل هو بسبب العداوة القديمة بين عائلة الدوق الأكبر و العائلة الإمبراطورية ؟ أم لسبب شخصي ؟ سألت أوليڤيا بطريقة غير مباشرة .
" إذا أردتِ تلميحًا، فالسبب الشخصي كبير جدًا … "
سبب شخصي ؟ قال ديان بالأمس أنه يبلغ من العمر واحدًا وعشرين عامًا . فارس شاب لم يمضي على بلوغه سوى بضع سنوات، ولديه عداء شخصي تجاه العائلة الإمبراطورية .
اتسعت عينا أوليڤيا وهي تنتظر أن يكمل إدوين كلامه . في تلك اللحظة، خفض إدوين صوته كثيرًا .
" … لكن يا أوليڤيا، أين ذهب الشخص الذي قال إنه سيتدبر الأمر بنفسه ؟ "
" هذا … صحيح."
رفعت أوليڤيا كف يدها . كان اعترافًا صريحًا . كما قال إدوين، لم يكن لديها خيار سوى أن تثق في قوتها الخاصة .
القوة التي تفتح قلوب الناس جيدًا . بينما كانت أوليڤيا تردد كلمات إدوين، نظرت إلى ديان، ثم ألقت تعويذة في سرها نحو الشخص الذي لم ينظر إليها حتى : " افتح قلبك، افتح قلبك."
هل كان ذلك بسبب التعويذة أم بسبب نظرتها ؟ فجأة، رفع ديان رأسه الذي كان يسير بهدوء .
عندما التقت نظراتهما فجأة، عبس بشدة و أدار رأسه بسرعة . ابتسمت أوليڤيا ببطء .
كان موقف ديان الحالي يشبه موقف نبلاء العاصمة الذين كرهوها في سنوات مراهقتها .
فجأة، غطت يد إدوين مجال رؤيتها . في الوقت نفسه، توجه صوت مرهق نحو أوليڤيا.
" لكن لا تظهري الكثير من الاهتمام بديان "
في اللحظة التي تلاقت فيها عينيها بعيناه الحمراوان، حبست أوليڤيا أنفاسها .
تلك العيون التي تنظر إليها وكأنها ترغب بها بصدق . الشخص الذي ينظر إليها بالعيون التي أرادتها أوليڤيا حقًا .
حتى لو حاولت عدم الانتباه، استمر إدوين في جذب انتباهها . كان هواء العربة دافئًا بعض الشيء، و نظراته الحنونة كانت تجذبها .
ابتلعت أوليڤيا ريقها . دون أن تدري، نمت آمالها هكذا . قلبها الذي انهار بسبب عائلتها و خطيبها السابق، عاد ليتألق و ينبض بالحياة و يميل نحو إدوين .
يا ليتني أستطيع التعبير عن هذه الكلمات التي تدور في فمي .
شعور غامض كان لا يزال يجعل أوليڤيا تتردد .
" القلادة جميلة."
" آه، هذه "
عندما قال إدوين ذلك، نظرت أوليڤيا إليه للحظة .
إرث والدته … لا بد أنها قطعة ثمينة، لكن إدوين ابتسم بابتسامة عريضة وكأنه لا يبالي .
" إنها تناسبكِ تمامًا "
عند هذه الكلمات، ابتلعت أوليڤيا مشاعرها المعقدة . كان نبض معصمها الداخلي، حيث قبّله إدوين بالأمس، ينبض بقوة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
كانت المحطة الأولى في جولة الإقطاعية شارع سوناري، الشارع النابض بالحياة في إقليم ڤيكاندر .
على وجه التحديد، كان مطعم <حيث تمر الرياح> في شارع سوناري .
أبواب خشبية مصقولة و مفرش طاولة مُربّع على طاولة خشنة .
" الطلب هنا ! "
صوت النادل المرح، و الحساء الخفيف برائحة الفلفل … كان تمامًا كما وصفه إدوين .
تناولت أوليڤيا الحساء بعيون فضولية .
" إنه لذيذ."
ابتسم إدوين بفخر لإجابتها .
وقت الغداء . في هذا المكان المزدحم، اندمج إدوين بشكل طبيعي . نظر سكان الإقطاعية إلى إدوين بإعجاب و احترام بسبب مظهره اللافت للنظر .
" الحساء لذيذ، لكن هذا المكان مشهور بديكه الرومي "
تصاعد البخار من ديك رومي مطبوخ جيدًا و محمر على طبق كبير . مع رائحة غنية و لذيذة، قطع إدوين فخذ الديك الرومي المطهو جيدًا .
اتسعت عينا أوليڤيا وهي تمسك بالشوكة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" ها هو طلبك أيضًا."
قال ديان فجأة وهو ينظر إلى لحم الديك الرومي الذي وضعه النادل .
" كان لحم الديك الرومي الذي أرسله راعينا العزيز خلال الحرب لذيذًا حقًا "
لم يتخيل أنه سيأكل الديك الرومي في ساحة المعركة. وعلاوة على ذلك، ديك رومي سمين .
" هل ليڤ جرين بخير ؟ "
نظر ديان إلى هوارد طلبًا للموافقة، لكن هوارد استدار بدلاً من الإجابة .
لحسن الحظ، بدا أن "الراعي العزيز" الذي أرسل الديك الرومي خلال الحرب لم يسمع صوت ديان، حيث كانت تأكل طعامها بشهية .
أخذ هوارد نفسًا خفيفًا وقال لديان : " أنت … إذا استمتعت بالديك الرومي، فتوقف عن الثرثرة."
كان هذا تلميحًا كبيرًا جدًا . لقد تصرف طوال الحرب وكأنه من أشد المخلصين للراعي ليڤ جرين، لكنه الآن يتصرف بوقاحة تجاهها .
كان من الواضح مدى الندم الذي سيشعر به.
" لكنني لم آكل بعد "
لكن للأسف، لم يفهم ديان . أكل لحم الديك الرومي بتمزيقه و استمتع به وهو يفكر .
على أي حال، هوارد، و الدوق الأكبر، وحتى بيثاني … لقد تغير كل شيء منذ مجيء الأميرة .
كيف يمكنهم ألا يقولوا شيئًا و يستديروا فقط عندما أذكر قصة الراعي ليڤ جرين الذي قدم المساعدة اللطيفة طوال الحرب ؟
لم يكن هناك سوى الأميرة التي كانت تأكل لحم الديك الرومي بشهية .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
بعد الانتهاء من تناول الطعام، انطلقت العربة بسرعة عبر شارع سوناري .
لم يكن بمثل فخامة شارع ليهرن في العاصمة، لكنه كان مزدهرًا و غنيًا بما يكفي .
كانت أوليڤيا قد زارت هذا الشارع من قبل. استمرت المناظر الطبيعية التي كانت مشابهة لذكرياتها و مختلفة عنها في الظهور .
" إقطاعية ڤيكاندر ليست منظمة جيدًا مثل العاصمة، باستثناء شارع سوناري هنا، لا يزال معظمها طرق ترابية."
كان كلام إدوين صحيحًا . بمجرد أن غادروا الشارع قليلاً، امتدت الصحراء الشمالية القاحلة .
لم يكن من الممكن رؤية كل إقطاعية ڤيكاندر الواسعة في يوم واحد، لذا قادها إدوين أولاً إلى المناجم .
إقطاعية ڤيكاندر الشمالية القاحلة . كان المصدر الرئيسي للدخل هنا هو تعدين الأحجار الكريمة. لذلك، كان من الطبيعي الذهاب لرؤية مصدر الدخل هذا .
ولكن عندما وصلوا إلى منجم الماس الوردي، فتحت أوليڤيا فمها قليلاً من شدة الحجم الهائل .
" أحيي دوقنا الأكبر البطل العظيم، و الآنسة أيضًا، أنا ستون، المسؤول عن المنجم."
كان البارون ستون، أحد التابعين القلائل المتبقين لعائلة الدوق الأكبر ڤيكاندر، رجلاً نبيلاً في منتصف العمر ذو بنية بدينة .
بينما كان يفرك رأسه الأصلع، تحدث عن المنجم و أحضر جوهرة قائلاً أنها أجمل ماس وردي تم استخراجه هذا العام .
كان الماس الوردي بحجم قبضة طفل يلمع بشفافية تحت أشعة الشمس .
" إنه من أجود الأنواع، أفضل حتى من الذي اشتراه أمير مملكة ويلتون في المزاد."
كان من المعروف أن أمير ويلتون قدم قلادة من الماس الوردي للأميرة رينا وهو يطلب يدها للزواج .
أن يكون هناك شيء أجود من ذلك، لو علمت الأميرة بهذا، لكم ستشعر بالغيرة .
في تلك اللحظة، قدم إدوين الماس الوردي .
" خذيه، إنه لكِ يا أوليڤيا."
" هل هو لي ؟ "
ابتسمت أوليڤيا بخجل وهي تتلقى الماسة بشكل لا إرادي . شعرت بثقلها في يدها، لكنها لم تشعر بأنها ملكها .
" لديّ بالفعل عقد من الألماس الوردي، تلك التي اهديتني إياها "
" هذه شيء آخر، وهذا أفضل، كما تعلمين."
الأفضل …؟
كانت كلمة غريبة بعض الشيء، فنظرت أوليڤيا إلى الماس الوردي بدلاً من الرفض . وفي هذه الأثناء، أشار إدوين إلى المنجم و واصل حديثه .
" يوجد العديد من المناجم في ڤيكاندر، بالإضافة إلى منجم الماس الوردي هذا، يوجد منجم ذهب، وفي جبل أنتريل الغربي، يوجد منجم ياقوت أزرق."
" هل تتباهى بثروتك ؟ "
ابتسمت أوليڤيا قليلاً . ابتسم إدوين بلطف وهز رأسه .
" هذا يعني أن كل هذا سيصبح ملككِ يا أوليڤيا."
" ماذا ؟ "
لم تستطع فهم ما قاله . بدا وكأنه أمر عظيم حقًا . ابتسم إدوين بابتسامة خفيفة و واجه أوليڤيا.
" لا يوجد فرق بين ممتلكات الدوق الأكبر و الدوقة الكبرى في ڤيكاندر."
" …… "
" لذا، إذا تزوجتني، فكل هذا سيصبح ملككِ أيضًا "
منجم الماس الوردي، منجم الذهب، منجم الياقوت الأزرق، وجميع ممتلكات ڤيكاندر الأخرى .
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
قائمة الممتلكات التي تلاها بصوته الرائع كانت هائلة . منظر إدوين وهو يتحدث عن هذه الثروات كملكية مشتركة، كان أمرًا يبعث على الرهبة بغض النظر عن حجم الثروة .
سعل إدوين ليصفي حلقه . عندما رأت وجهه يبتسم بخجل، تأكدت أوليڤيا أنها اللحظة المناسبة .
" أنا أيضًا، لديّ ثروة "
" حقًا ؟ "
أومأت أوليڤيا برأسها . عرف إدوين جيدًا أن أوليڤيا خرجت من عائلة مادلين مفلسة، لكن مع وجهها الذي يؤكد الصدق، سأل إدوين بخبث :
" انتظري لحظة، إذا سمعت ذلك الآن، فستصبح ملكية مشتركة، هل أنتِ موافقة ؟ "
" لقد أحضرتها كمهر، لذلك كانت ملك لك، إذا كانت ملكية مشتركة، فهذا أكثر فائدة لي "
" هل هذا صحيح ؟ "
" نعم، آه، لكن لا يمكنني أن أريكَ إياها الآن، سأريكَ إياها بعد أن أقوم ببعض الاصلاحات "
" ما هو الشيء الذي يتطلب اصلاح ؟ "
" قد لا تكون ذات قيمة كبيرة بحد ذاتها … "
عبثت أوليڤيا بأصابعها . في تلك اللحظة، تجمد تعبير إدوين للحظة .
فجأة، تذكر اليوم الذي ذهب فيه إلى القصر الإمبراطوري، و تذكر أن أوليڤيا أحضرت شيئًا بعد لقاء الأميرة .
جف حلق إدوين من الخوف . لم يكن من الممكن أن تحدث مثل هذه الصدفة . مهما كانت الأميرة تجهل قيمته، فلن تسلمه لأوليڤيا وهي تعلم أنه مقيد بمنجم الكريستال الأبيض .
ولكن، ماذا لو … إذا كان هناك "ماذا لو" حقًا .
أخفى إدوين توتره ولم يستعجلها . كانت لحظة تحرك فيها حلق إدوين ببطء وهو ينتظر كلمات أوليڤيا التالية بصبر .
" صاحب السمو، لدي تقرير عاجل "
اقترب هوارد الذي كان يقف بعيدًا، في هذه اللحظة المهمة . كبت إدوين غضبه المتهور . كان على وشك أن يفتح فمه بهدوء ليقول له أن يأتي بعد قليل .
" يبدو أن الأمر عاجل، اذهب وعد."
ابتسمت أوليڤيا بخجل . كان وجهها مختلفًا تمامًا عن وجهها عندما كانت مترددة و تتحدث منذ قليل .
" ليس عاجلاً، أنا أكثر فضولاً لمعرفة ثروة أوليڤيا."
" ساصلحه و أعرضه عليكَ بشكل رائع."
ابتسمت أوليڤيا بمرح . كان قلبه ينبض شوقًا، لكن إدوين لم يرغب في استعجال أوليڤيا. أو بالأحرى، أراد أن يحافظ على آماله التي نمت بشكل لا يمكن السيطرة عليه لفترة أطول قليلاً .
حتى لو كان ذلك مستحيلاً .
دفعت أوليڤيا ظهر إدوين قليلاً نحو هوارد قائلة إن الأمر ليس عاجلاً . قال إدوين الذي دفع قسراً بصوت منخفض، لدرجة أن هوارد فقط هو من سمعه :
" إذا لم يكن الأمر عاجلاً، فستخوض مبارزة معي بمجرد عودتنا."
كانت المبارزة مع إدوين واحدة من التدريبات التي يتجنبها الجميع . بدا كلامه طفوليًا، وكأنه يريد الانتقام لتعطيل هذه اللحظة بالذات، لكن هوارد قدم البرقية بلا مبالاة وكأن لا شيء سيحدث .
" إنها برقية، يقال أنها تتعلق بتحركات الأميرة التي ذكرتها آنذاك."
كان الأمر عاجلاً، لكن التوقيت لم يكن مناسبًا .
تنهد إدوين بخفة وفتح البرقية التي قدمها له هوارد .
****************************