رمش ليوبارد بعينيه مرة واحدة، لكن تعابير وجه أوليڤيا لم تتغير. وجهها كان صافيًا، خاليًا من أي سخرية أو ندم، مما جعله يشعر وكأن رائحة الدم تفوح من بين أسنانه المطبقة .
نظر إليها ليوبارد ناسيًا حتى أن يُرخي فكه، شعور غريب لم يعرفه من قبل كان يتسلل إليه ببطء .
' لا، هذا مستحيل ! '
حاول ليوبارد جاهدًا نفي أفكاره القلقة. ماذا يجب أن يقول لأوليڤيا أولاً ؟
" … صحيح، تهانينا حقًا على خطوبتك، يا سمو ولي العهد "
اخترق هذا الصوت الهادئ اللحظة التي كانت بين أوليڤيا و ليوبارد فقط .
" آه … "
أطلق ليوبارد زفيرًا حادًا. عيناه اللتان اتسعتا من الصدمة سرعان ما عادتا إلى لون أزرق حاد، و واجهتا الدوق الأكبر .
الرجل الذي كان خارج نطاق رؤيته قبل قليل أظهر وجوده بوضوح. تجرأ الدوق الأكبر على استفزاز ليوبارد بتقريب ذراعه التي كانت ترافق أوليڤيا إليه، وكأن المكان بجانبها له .
لوى ليوبارد طرف شفتيه. ارتفع غضب حاد، و تراجع الخوف الغريب. المكان بجانبها كان مُعدًّا له. لم يكن هذا شيئًا يمكن لأي "كلب" أن يطمع فيه .
" … خطوبة ؟ أنتِ تعلمين أكثر من أي شخص آخر أن الأمر ليس كذلك يا أوليڤيا."
احترق الغضب العنيف في قلبه دون أن يتمكن من الخروج، لكن لم يكن يهم. كبح ليوبارد قلقه و حاول الابتسام بلطف، و مد يده نحو أوليڤيا .
" يكفيكِ هذا العناد يا أوليڤيا "
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه أوليڤيا ثم اختفت. الابتسامة التي جاءت بعد أن انكسر تعبيرها الهادئ كانت مغرية للغاية .
تحدث ليوبارد نحو أوليڤيا مرة أخرى وكأنه مسحور : " تخلّي عن أي تأجيل أو شيء من هذا القبيل، و تعالي إلى قصري، لقد أمرت بتجهيز غرفة ولية العهد "
صمتت أوليڤيا.
" إنها الغرفة التي لطالما تمنيتها."
رفعت أوليڤيا رأسها ببطء. عيناها الخضراوان اللتان كانتا تنظران إليه، بدأت الآن تبدوان مألوفتين بعض الشيء. العيون التي كانت دائمًا تبتسم بلطف و تحبه .
ارتفع شعور خفيف بالابتهاج، و ارتفعت زاوية فم ليوبارد الوسيم بارتياح. في مواجهة وجهه، تقدمت أوليڤيا خطوة إلى الأمام، تاركة وراءها الدوق الأكبر الذي كان يرافقها. خفض الدوق الأكبر ذراعه بهدوء بعد أن مد يده لبرهة ليتبع حركتها .
" سمو ولي العهد، حقًا، لا يوجد شيء لا تعرفه، حتى حقيقة أنني أردت تلك الغرفة "
" بالتأكيد، إنه أمر يخصك."
" إذن سموك، ماذا تريد مني ؟ "
ما يريده ولي العهد ؟! تشابكت أفكار كثيرة في رأس ليوبارد، لكن جملة واحدة فقط خرجت مباشرة من بين شفتيه : " … أريد أن تعودي إلى جانبي مرة أخرى، يا ليڤ "
رمش ليوبارد بعينيه للحظة. بدأت تموجات الكلمات التي نطق بها تهز قلبه ببطء. شعر ذهنه الذي كان ضبابيًا وكأن الضباب قد تبدد تمامًا.
نعم، كان هذا هو السبب … السبب وراء رغبته في استدعائها إلى قصر ولي العهد بدلاً من قصر ولية العهد، و السبب وراء انزعاجه من التأجيل، و السبب وراء انقطاع كلامه عندما كان يتجول في قاعة المأدبة محاولاً إحباط إعلان خطوبة ماريا .
ربما، هل كان يكن لأوليڤيا بعض المودة ؟ ولهذا السبب يريد إبقاءها بجانبه ؟
فجأة، انفجرت أوليڤيا بالضحك. في صوت ضحكها الصاخب الذي شق سماء الليل، لم يتمكن ليوبارد من مواصلة أفكاره و نظر إليها .
" إذا منحتني يا سموك مرة أخرى لقب الخطيبة اسميًا فقط، فهل ستعود الآنسة إثيل التي تحبها كثيرًا لتصبح عشيقة مرة أخرى ؟ "
" … انتبهي لما تقولينه يا ليڤ "
عبس جبينه الوسيم على الفور. عاد صوته الذي كان كالعسل الحلو إلى لهجة تحذيرية. ضحكت أوليڤيا بسخرية .
ولي العهد لم يتغير، كيف له أن يكون وقحًا معي إلى هذه الدرجة من البداية إلى النهاية ؟
" أنا، حقًا، لم أحظى باحترام من سموك "
" ماذا تقولين فجأة يا أوليڤيا … ! "
ارتفع صوت ليوبارد بحده وكأنه مندهش . نظرت أوليڤيا إلى عينيه اللامعتين مباشرة وقالت: " لقد طلبت منك ألا تناديني بلقب ودي، وقلت لك أيضًا أنني سأصبح خطيبة سمو الدوق الأكبر هنا، والآن تطلب مني العودة ؟ إلى أين ؟ "
" أنتِ خطيبتي ! "
صرخ بصوت غاضب وكأنه يتحدى. ابتسمت أوليڤيا ابتسامة خفيفة بدلاً من الإجابة. بدأت تعابير وجه ليوبارد تضطرب ببطء كما لو أن هناك خطبًا ما.
هل يعقل أنه ما زال يعتقد أنني أحبه ؟
ماريا إثيل، الحمقاء، الحمقاء لدرجة يرثى لها . هل ماريا إثيل تعلم بهذا الموقف الآن ؟
" هل كان حبكِ سطحيًا إلى هذا الحد، لتتخلي عن خطوبة راسخة ؟ أنتِ …… "
بدا وجهه خائفًا نوعًا ما، و مليئًا بالعناد أيضًا. في النهاية، نظر ليوبارد إلى أوليڤيا لفترة طويلة ثم قال : " … أنتِ تحبينني "
ازدادت عينا ليوبارد اللتان نطقتا بما يشبه الإنذار الأخير، رغبة. تمامًا كما كانت أوليڤيا السابقة تنظر إلى ليوبارد، لذلك، ابتسمت أوليڤيا بلطف لولي العهد لأول مرة منذ أن غادرت إلى ڤيكاندر .
و أجابت بألطف ما يمكنها : " في المستقبل، وإلى الأبد، لن يحدث ذلك مرة أخرى "
علمت أوليڤيا جيدًا مدى الصدمة التي ستسببها له كلماتها. اهتزت عيناه بلون البحر بلا هدف، و اتجهت نظرة "هذا مستحيل" نحو وجه أوليڤيا، لكنها ظلت تبتسم بثبات .
" كاذبة، لا تكذبي، كنتِ تبتسمين وكأنكِ تحبينني في كل مرة أنظر إليكِ."
" لقد عرفت ذلك أيضًا، فلماذا لم تعلم يا سموك حتى أن الزهور كانت تأتيني باسمك ؟ "
" زهور ؟ هل تقصدين، عندما تحدثتِ عن الزهور في ذلك الوقت … "
لوت أوليڤيا شفتيها بابتسامة خفيفة. بدا وجه ليوبارد شاحبًا وكأن ذلك وحده كان كافيًا كإجابة .
آه، هذا صحيح، كيف تجرأت على أن أشفق على أي شخص ؟ ماريا إثيل لا تفعل أبدًا شيئًا يستحق الشفقة. هذا الاختيار الأحمق هو بالضبط ما كانت ماريا إثيل ترغب فيه بشدة .
أخفضت أوليڤيا يدها بهدوء. اليد التي كانت تتمنى أن يمسكها أحد، قبل أن تتحرك حتى، أصبح الآن يمسكها دفئ لطيف و ثابت .
" أنا أتذكر كل كلمة قلتها، يا سموك "
" …… "
" حتى مدى حبك الذي عبرت عنه للآنسة إثيل "
" أوليڤيا … ! "
لم يعد يستطع التحمل. بدت قبضته المضمومة ترتجف بشكل بائس. شعر ليوبارد بألم شديد في قلبه وكأنه سينفجر، و أصبحت أنفاسه الخارجة أكثر خشونة، لكن أوليڤيا أمامه كانت تبتسم بأناقة بلا رحمة .
" لذا، أجرؤ على أن أقول لك … "
كانت في غاية الجمال .
" لا تقل أنك تريد وجودي بجانبك مرة أخرى "
كانت ثابتة بلا حدود، تمامًا كما حدث عندما أعلنت إنهاء خطوبتها .
تكسر القلب الذي بدأ ينبض بالحب للتو، قبل أن يدرك نفسه ببطء. عض ليوبارد باطن فمه بشدة من العجز الذي شعر به لأول مرة في حياته .
كانت أوليڤيا التي ينظر إليها في موقف لا يشعر فيه حتى بالألم، في غاية الجمال . على عكس شفتيها المنحنية بأناقة، كانت عيناها الخضراوان باردتين و تحذران ليوبارد .
" حتى لو، حدث شيء نادر جدًا، و حملت لي يا سموك مشاعر أخرى، فلا تكشفها "
" …… "
" ومن فضلك "
" …… "
" عندما تركت ذلك المكان، اعتبر ذلك هو ردي الأخير لسموك "
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
للمرة الأولى، كان المشهد الخلفي لأوليڤيا هو الذي شعر فيه ليوبارد بالغرابة. لم يكن ينبغي أن يشعر بالفضول، بل كان يجب أن يشعر بـخطر داهم .
تدهور وجه ليوبارد تدريجيًا. نظرت أوليڤيا إليه بلا مبالاة وهو يكشف عن دواخله طبقة بعد طبقة، و تذكرت ما قالته : " لا أعود إلى مكان تخليت عنه." لقد عقدت العزم على ذلك في اليوم الذي أدارت فيه ظهرها له لأول مرة و غادرت .
الشخص الذي أمسك بيدها عندما كانت خطواتها متذبذبة كان يقف بجانبها الآن، إدوين . إنه الشخص الذي أرضى مشاعرها التي كانت تتمناها لعقد من الزمان بنظرة واحدة فقط، ولذلك فهي ترغب في أن تبذل قصارى جهدها لأجله .
" في ذلك المكان الرفيع، قمر الإمبراطورية … "
أما المكان الذي تخلت عنه …
" … فهناك بالفعل الآنسة إثيل التي تحبها يا سموك "
كانت الآنسة ماريا إثيل، التي كانت تتوق بشدة لذلك المكان، هي من يجب أن تجلس فيه .
كان وجه ماريا إثيل وهي تنظر إليها من النافذة المرتفعة يظهر بوضوح غريب. عيناها الزرقاوان اللتان كانتا تكنان لها الكراهية الصادقة .
نظرت أوليڤيا بعيدًا دون أي ندم .
فجأة، سُمعت همسات من كل مكان. كانت المأدبة على وشك الانتهاء، وقد خرج جميع النبلاء لينظروا إلى الوضع .
مأدبة صيفية خرجت عن السيطرة. الأميرة التي كانت واقفة أمامهما كانت تنظر إليها بوجه شاحب .
تمتمت أوليڤيا بلا مبالاة وهي تتحرك مع إدوين : " … في السابق، كنت أشعر بالقلق أولاً عندما يهمس النبلاء هكذا "
آه، كيف يجب أن أسيطر على المجتمع ؟ بالتأكيد، ستقوم جلالة الإمبراطورة باستدعائي غدًا. أبي، لا … الدوق سيوبخني مرة أخرى .
تذكرت أوليڤيا العديد من الأمور التي كان يجب السيطرة عليها سابقًا، و نظرت إلى إدوين .
" لكن الآن، أحب هذا … بل، أنا أتطلع إلى الغد "
لأن هذا لم يعد شأنها، بغض النظر عمن سيتولى تسوية الأمور .
تظاهرت أوليڤيا بالتباهي و تراجعت قليلاً، مظهرة الغطرسة. كان وجهها الذي تعلوه ابتسامة ماكرة ساحرًا بشكل لا يصدق .
" زواجنا لا يزال بعيدًا، ولكن ألا تبدو مؤهلاتي كـدوقة مستقبلية جيدة بما فيه الكفاية ؟ "
ابتلع إدوين تنهيدة، بينما كان يتحدث بصوت ماكر مليء بالتبجح. وبشيء قليل من الطمع، عانق كتفها المكشوف قليلاً .
" إنها أكثر من كافية، بل يجب أن نقيم الزفاف على الفور "
ابتسمت أوليڤيا بإشراق . لم تكن تهتم بالوجه المنهار لليوبارد الذي كان ينظر إليها من الخلف .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" يا له من عار ! "
هزّ غضبٌ مُدوّي قاعة الاستقبال في القصر الإمبراطوري . حتى الخدم الواقفون في الممرات خفضوا رؤوسهم من تلقاء أنفسهم بسبب الغضب الذي تسرب من خلال الباب المغلق .
الأميرة التي كانت تتلقى هذا الغضب بالكامل، انحنت بجسدها دون أن ترفع رأسها . لقد تم تعليمها دائمًا الحفاظ على كرامتها، لكنها لم تستطع منع جسدها من الارتعاش كشجرة حور رجراج .
لم يكن هذا مجرد خوف من الإمبراطور … بل كيف، كيف لأوليڤيا، تلك الوضيعة، أن ترفض أخيها .
تلاشت الرؤية أمام عينيها. كانت قد خرجت لتهدئة غضبها للحظة فقط، لكن جميع نبلاء المأدبة، الذين لم تتمكن من السيطرة عليهم، شاهدوا هذا المشهد .
أن يرون أخيها الذي كانت تعتقد أنه سيجعل أوليڤيا عاجزة، يخفض رأسه بوجه كأنه قد هُزم تمامًا .
قالت الإمبراطورة، التي لم تستطع تحمل رؤية ذلك، في محاولة لتهدئة الجو : " يا صاحب الجلالة، تمالك نفسك "
" أتمالك نفسي ؟ هل هذا أمر يمكن أن يُحل بالتمالك ؟ "
عض الإمبراطور شفتيه في غضب شديد . حتى لو عاقب الماركيز إثيل و حبسه، و زوّج ابنته بسرعة إلى مكان آخر، فإن وفود الدول الأجنبية قد رأت هذا المشهد المضحك بالفعل .
إن مستقبل ولي العهد الذي سيصبح الإمبراطور، و مكانة الأميرة في المجتمع، و إمبراطورية فرانز بأكملها، بدت وكأنها أصبحت مضحكة .
" كيف استطعتِ إقامة مأدبة يزورها حتى وفود الدول الأجنبية بهذه الطريقة ! كان بإمكانكِ فعل ذلك كعادتكِ فقط ! "
في تلك اللحظة، تصلب جسد الأميرة من التوتر، و عبس الإمبراطور بسبب شعوره بالقلق .
" ماذا تخططين لفعله ابتداءً من الغد ؟ "
" ذلـ، ذلك …… "
وجه الأميرة الذي كان في حيرة من أمره لامس حدس الإمبراطور الحساس .
هل يعقل ؟ لكن الإمبراطور هز رأسه على الفور . مهما يكن، لقد حلت الأميرة عددًا لا يحصى من المشاكل حتى الآن. كانت فكرة أنها استعانت بيد شخص آخر مجرد تكهنات .
لم يكن دفع الأميرة في هذا الوقت مفيدًا. أدار الإمبراطور وجهه عن الأميرة وكأنه لا يريد رؤيتها، وقال : " ابتداءً من مأدبة الغد، ستتولى الإمبراطورة زمام الأمور "
" ماذا ؟ "
" جلالة الإمبراطور ! "
صرخت الأميرة المذعورة بصوت عالي، لكن الإمبراطور كتم أنفاسه بصعوبة ولم ينظر إليها . وفي الوقت المناسب، دخل رئيس الخدم بعد أن طرق الباب .
" الدوق إلكين يطلب مقابلة جلالتك "
" … دعه يدخل، لتغادر الإمبراطورة مع الأميرة، بعد هذه المأدبة، سأفرض على الأميرة الإقامة الجبرية، لذا عليك أن تكوني حذرة، حذرة للغاية في تصرفاتك دائمًا "
صدر أمر صارم، و انهار جسد الأميرة ببطء وكأن العالم قد انهار عليها .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" … ماذا عن الماركيز ؟ "
" لقد احتجزناه في القصر، كانت الآنسة ترغب في أن تكون معه أيضًا، ولكن …… "
تردد الدوق إلكين في نهاية كلامه وكأنه في حيرة. شعر الإمبراطور وكأن النار تخرج من عينيه .
كيف يمكن لتلك الفتاة الوقحة التي أهانت فرانز أن تُحمى الآن في قصر ولي العهد الهادئ ؟ بل حتى الأميرة مادلين التي رفضت ولي العهد مرتين اليوم، قيل أنها دخلت بأمان إلى قصر الدوق الأكبر .
" هاه "
أطلق الإمبراطور زفيرًا يائسًا. تدفق أفكاره بشكل طبيعي ليُلقي باللوم على ابنه. على الرغم من صغر سنه، يجب أن يفكر في مكانته .
أن يفشل في السيطرة على امرأة في مكان عام و يُجلب العار على الإمبراطورية مرتين !!.
" ماذا يفعل الدوق مادلين حتى لا يحضر ؟ "
انتقل الانزعاج إلى مكان آخر. لو أن الدوق مادلين قد اعتنى بابنته بشكل أفضل، لما حدث هذا العار .
أومأ الدوق إلكين برأسه بالموافقة . كان عليهم أن يمحو هذه الفضيحة بأي ثمن .
في تلك اللحظة، لمعت عينا الإمبراطور. بما أن المشكلة قد ظهرت بسبب حفل الخطوبة، فإن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يغطي عليها هو حفل خطوبة أكبر .
" غدًا "
قال الإمبراطور بصوت خافت .
" قبل المأدبة، أدعو الدوق الأكبر إلى العشاء الملكي "
كان لا يزال هناك منجم الكريستال الأبيض. يجب استخدام هذا الطوق الأخير في مثل هذه الأوقات .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
في غرفة استقبال قصر الإمبراطورة .
غطت الأميرة وجهها بيديها وهي تذرف الدموع بحزن، و تساقطت الدموع على الأرض مع صوت بكائها .
لم تستطع الإمبراطورة التي كانت تنظر إليها كتم أنفاسها المتسارعة .
" أمي، أنا … ماذا أفعل حقًا إذا علم جلالة الإمبراطور بكل شيء ؟ أوليڤيا تلك، الجميع رأى أنها رفضت أخي ! "
يا لها من فضيحة لابني و ابنتي العزيزين .
كانت كلمات أخيها بأن عائلتها لن تكون مرتبطة بهذا الأمر، بمثابة نعمة في هذا المصاب .
لن تترك الماركيز إثيل و ماريا إثيل وشأنهما، ثم اتجه الغضب الذي احمرّ بلون الدم إلى أوليڤيا التي رفضت ابنها .
" كيف تجرؤ على تجاوز حدودها."
خرج غضب حاد من بين شفتيها .
التي يجب أن تُهان أمام الجميع هي أوليڤيا. كتمت الإمبراطورة غضبها و تحدثت إلى رئيسة الخدم .
" هل لا توجد أخبار بعد من الشخص الذي أرسلناه إلى مقاطعة ڤيكاندر ؟ "
" آسفة، يا جلالة الإمبراطورة، لا توجد أخبار من هناك، ولكن بدلاً من ذلك …… "
همست رئيسة الخدم للإمبراطورة وهي تميل بجسدها و وجهها الحائر. ظهرت علامات السرور على وجه الإمبراطورة التي كانت تستمع إليها بوجه حاد .
" هل هذا صحيح حقًا ؟ "
" نعم، قيل أن خادمة الأميرة مادلين المسؤولة عنها قالت أن الأميرة تبادلت رسائل مع رجل غريب باستخدام اسم مستعار ! "
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
كان الأمر كما توقعت أوليڤيا تمامًا .
تم إيقاف وسائل الإعلام، لكن لا يمكن إيقاف أفواه الدائرة الاجتماعية. بدأت دعوات حفلات الشاي تصل إلى قصر الدوق الأكبر في العاصمة في اليوم التالي .
خلف الرسائل المهذبة، كان يكمن فضول النبلاء الذين كانوا يتساءلون عن قصة "الأميرة مادلين" التي رفضت ولي العهد مرتين .
رفضت أوليڤيا جميع الرسائل، باستثناء واحدة. رسالة واحدة لم تستطع رفضها .
دعوة لحفل شاي من الإمبراطورة. في أسفل الرسالة، التي أُرسلت للجميع، كانت هناك ملاحظة مضافة خصيصًا لأوليڤيا.
ستشارك الأميرة مادلين الصغيرة، لذلك سيكون من الجيد أن تشاركي أيضًا .
كانت حيلة واضحة لأخذ إيسيلا كرهينة، لكن أوليڤيا قررت التغاضي عن الأمر هذه المرة .
توقفت العربة التي كانت تستقلها تمامًا. نظرت أوليڤيا من نافذة العربة. قصر الأميرة، الذي كانت أوليڤيا تديره دائمًا، استقبلها بشعور من الفوضى .
فجأة، تذكرت الكلمات الأخيرة لإدوين الذي انفصلت عنه للتو : " لستِ مضطرة للذهاب، يا أوليڤيا."
هل يعرف إدوين أن تلك الكلمات فقط كانت أكثر دعمًا لها ؟ ابتسمت أوليڤيا بسخرية و تقدمت نحو باب العربة المفتوح.
رحب بها خادم وكأنه ينتظرها. عند باب غرفة الاستقبال، صرخ الخادم نحو الداخل : " وصلت الأميرة أوليڤيا مادلين."
عندما فُتح الباب، رأت غرفة الاستقبال الفاخرة، السيدات النبيلات و الشابات اللاتي وصلن بالفعل كنّ يجلسن حول طاولة طويلة. اتسعت عينا إيسيلا التي كانت تجلس بالقرب من المقعد الرئيسي .
كان وجهها يوحي بأنها لم تتوقع قدوم أوليڤيا. ابتسمت الإمبراطورة الجميلة الجالسة على أعلى مقعد ابتسامة مشرقة .
" لقد مر وقت طويل منذ أن التقينا بهذا القرب، يا أميرة "
كان صوت الإمبراطورة المشرق هادئًا كالأفعى .
نظرت أوليڤيا إلى الإمبراطورة بهدوء . أوليڤيا، التي كانت تنكمش دائمًا تحت عينيها التي لا تبتسم ولكنها أنيقة، حبست أنفاسها بهدوء، ثم قالت بأدب كامل :
" المجد لقمر الإمبراطورية، أحيي جلالة الإمبراطورة."
****************************
حاسه الفصل طويل سيكا بس تحفة ✨♥️
ردحذف