عندما دخلت العربة إلى حديقة قصر الدوقية الكبرى بعد موكب الترحيب، جلست أوليڤيا في مقعد العربة وكأنها فقدت كل طاقتها .
فركت خديها بأصابعها. كان خداها يؤلمانها من كثرة الابتسام . كان الألم موجودًا، لكنه كان شعورًا جيدًا .
كانت زاوية فم أوليڤيا ترتفع باستمرار . لم تتوقع أبدًا أن يكون أول انطباع عن دوقية ڤيكاندر، التي واجهتها بتوتر شديد، جيدًا بهذا الشكل .
بوجه محمر، نظرت أوليڤيا عبر النافذة . كانت تنتظرها دوقية ضخمة لم ترها حتى في كتب النبلاء .
' كيف ستكون الحياة في دوقية ڤيكاندر الكبرى ؟ '
مهما كان الأمر، كان من الواضح أنها ستحب هذا المكان كثيرًا .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" … الجميع في إقليم ڤيكاندر مستعدون لخدمة الآنسة بكل إخلاص "
ولكن عندما نزلت عند مدخل القصر الرئيسي، تذكرت أوليڤيا كلمات سوبيل، و تذكرت أيضًا وهو لا يجيب على سؤالها عندما قالت أنها سألت عن الولاء .
اصطف الخدم أمام المدخل . كانت كبيرة الخدم، امرأة في منتصف العمر، تقف أمامهم مباشرةً، و تنظر إلى أوليڤيا بوجه خالي من التعبيرات دون أن تنحني .
ارتعشت عيناها الزرقاوان الفاتحتان اللتان تشبهان سماء الخريف قليلاً .
' هل هذه علامة احتجاج موجهة إليّ ؟ '
بينما كانت أوليڤيا تراقب بيثاني بهدوء، تفاجأت فجأة . هذه العيون لم تكن تعبر عن احتجاج، بل عن حنان … لا، أكثر من ذلك .
" …… بيثاني "
عندما ناداها إدوين، تفاجأت كبيرة الخدم بيثاني وكأنها استفاقت فجأة و رمشت بعينيها .
لم تكن بيثاني وحدها التي تفاجأت بصوت إدوين . تظاهرت أوليڤيا بالهدوء ونظرت إلى بيثاني .
" يا إلهي، لقد كنتُ وقحة بالنظر إليكِ هكذا، أنا آسفة، يا سيدتي، أنتِ جميلة جدًا."
بيثاني، التي بدأ شعرها بلون القش يشيب، وكان مربوطًا بدبوس مجوهرات، أمسكت بطرف فستانها الأخضر الأنيق و انحنت بأدب .
" تشرفت بلقائكِ يا سيدتي، لابد أنكِ عانيتِ كثيرًا في هذه الرحلة الطويلة، أنا بيثاني، كبيرة الخدم في قلعة ڤيكاندر."
كان صوت بيثاني يحمل نبرة رقيقة بطريقة ما، لكن قبل أن تتمكن أوليڤيا من النظر إليها مرة أخرى، نقرت بيثاني أصابعها .
" تُعرف بيثاني بمهارتها الممتازة في التطريز و تُلقب بساحرة الشمال."
في نفس اللحظة، انبعثت شرارات مبهرة من أطراف أصابع بيثاني، و اتسعت عينا أوليڤيا بتفاجؤ .
' ساحرة الشمال ' لقد سمعت هذا اللقب من قبل . الساحرة البارعة بيثاني، التي كانت تعتقد أنها مختبئة في برج السحر . حتى عندما تم توظيف العديد من السحرة البارعين للتحقيق في المنجم المهجور، لم تسمع كلمة واحدة عنها .
' لقد كانت ساحرة ڤيكاندر ! '
حاولت أوليڤيا جاهدة استعادة رباطة جأشها . إذا كانت ساحرة، لكان من المفترض أن تعاملها باحترام، لكن بما أنها قدمت نفسها ككبيرة الخدم أولاً، لم تستطع أوليڤيا معرفة كيف يجب أن تخاطبها .
وكأن بيثاني لاحظت ذلك، قالت بلطف أولاً : " من فضلك قومي بمناداتي بيثاني، يا سيدتي، لا أحد هنا يراني ساحرة، أنا مجرد خادمة ماهرة في التطريز."
أشارت بيثاني إلى إدوين بعينيها بفخر . من صوتها المتباهي، نظرت أوليڤيا فجأة إلى الرداء الذي كان يرتديه إدوين .
هذا التطريز الغريب و الفاخر، هل من الممكن … ؟
" … النقوش الزهرية على الرداء جميلة جدًا و تسر العين، هل من الممكن أن تكون بيثاني هي من طرزتها ؟ "
في نفس اللحظة، أصبح تعبير بيثاني أكثر فخرًا .
لم يستطع إدوين، الذي كان ينظر إلى أوليڤيا و بيثاني، إلا أن يبتسم .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" لا بد أنكِ متعبة، لقد أعددتُ لكِ حمامًا ساخنًا، لا بد أن أهل الشمال كانوا نشيطون و صاخبون، لذا سنترككِ لتسترخي في الحوض "
ملأت الأبخرة الساخنة الحمام . نظرت أوليڤيا حولها بعينين مذهولتين قليلاً .
زُيّنت حواف حوض الاستحمام، الذي أقيمت أعمدته من العاج الضخم، بنقوش جميلة، و زينت جدرانه بالرخام الأبيض و الأسود .
تطايرت بتلات الورد على سطح الماء مع تموجاته، و انبعثت رائحة عطرية من الماء المعطر بالزيوت . لم تعتقد أبدًا أن الرحلة كانت شاقة، لكن جسدها استرخى في الماء الدافئ .
استمرت دوقية ڤيكاندر في إظهار جوانب غير متوقعة .
الموكب الذي استقبلها، و كبيرة الخدم التي أخبرتها أنها بذلت جهدًا كبيرًا .
النظرات التي كانت كلها دافئة تجاهها على الرغم من أنها كانت تراهم لأول مرة .
شعرت بنوع من الوخز في أنفها . على الرغم من أن ماء الاستحمام لم يدخل أنفها . غمرت أوليڤيا جسدها تحت الماء . سخنت الحرارة عينيها، و أصبحت رؤيتها ضبابية تدريجيًا .
ربما …… ربما كان هذا هو المكان .
مكان مليء بأشخاص سيقبلون أفضل ما لديها .
تمامًا مثل إدوين، و ……
" …… أمي "
لقد مر وقت طويل جدًا . كان الصوت الذي خرج من فمها رقيقًا و هادئًا .
بوجه أحمر، هزت أوليڤيا رأسها و ابتسمت بوضوح .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
في حانة عادية مع كؤوس النبيذ المعلقة رأسًا على عقب . كان وينستر، الذي يرتدي قميصًا و سروالاً أنيقين، ينظر باستمرار إلى الأوراق .
مرت دهشة على وجهه المبتسم دائمًا .
من الواضح أن سجلات الأميرة التي تم التحقيق فيها سابقًا كانت مثالية، ولكن كلما أعاد التحقيق في سجلات الأميرة بناءً على أمر سمو الدوق الأكبر، كلما ظهرت الثقوب المخفية وراء تلك المثالية .
كانت قصة الأميرة التي قدمت إغاثة كريمة لإعادة بناء إقليم ريتايل الذي غرق في فترة المجاعة قصة حسنة السمعة على نطاق واسع، لكن ……
" … هل هذا الشخص هو من حاول شراء عقد لوكال في أوائل مارس من العام الماضي ؟ "
قدم وينستر الصورة التي كان يحملها .
كانت المرأة في منتصف العمر ذات الشعر الأزرق الداكن المربوط بأناقة هي البارونة روهاس، مربية الأميرة .
الرجل الذي على خده الأيسر ندبة سيف كبيرة خطف الصورة بحدة و ابتسم ابتسامة عريضة . التوت ندبة خده بشكل مائل، لكن وينستر واجهه بهدوء .
" لقد أخبرتك بذلك، السيدة العجوز التي كانت تتباهى كثيرًا وهي تبحث عن عقد لوكال، كانت برفقة آنسة شابة كانت تعتني بها و تخفيها بعناية فائقة، لا أعرف ما إذا كانت ابنتها أو السيدة التي تخدمها "
توقف الرجل عن الكلام وكأنه يتذكر، ثم أومأ برأسه عندما تذكر .
" سمعت أن تلك الآنسة الشابة استدعت فرقة مسرحية أيضًا، فرقة راغويل، كانت فرقة ناجحة ثم فجأة انهارت، هل تعلم ؟ كانت معروفة بمرافقة النبلاء في رحلاتهم."
إذا كانت فرقة راغويل، فقد كانت واحدة من الفرق المسرحية التي اختفت دون أثر الصيف الماضي .
لقد سمع ذلك من قائد الفرقة الذي قابله في القصر الصيفي .
" لقد قال صديقي، أن فرقة راغويل، حصلوا على ثروة كبيرة بعد مقابلة سمو الأميرة "
" هل المعلومة مؤكدة ؟ "
" يا سيدي، هل سأكذب على سمو الدوق الأكبر الذي يجمع المعلومات ؟ ربما لو كان اللورد كالتر فسأفعل "
أومأ الرجل برأسه بلامبالاة وكأنه كان يقول شيئًا غريبًا . على الرغم من أن الكلمات الأخيرة كانت مزعجة، إلا أن كلام الرجل كان صحيحًا .
يورجن، تاجر المعلومات الذي يدين بحياته لسمو الدوق الأكبر، لم يخبر سمو الدوق الأكبر إلا بالحقيقة .
مسح وينستر الابتسامة التي كانت على وجهه و نظر في الأوراق بهدوء .
سلوك الأميرة مختلف عن سلوكها الرسمي .
" إذن، من صنع هذه 'السجلات المثالية' ؟ "
تذكر كلمات الدوق الأكبر الذي أمره بالإبلاغ عن كل ما يثير الشكوك .
" ورق رسائل ! "
صرخ وينستر على عجل، فأحضر يورجن الورق و القلم بسرعة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" سأخبركِ مُسبقًا، هذا ليس عشاء ڤيكاندر الرسمي على الإطلاق اليوم، إنها مجرد وجبة، لذا يرجى الاستمتاع بها على راحتك يا سيدتي "
كانت كلمات بيثاني كاذبة . كافحت أوليڤيا لكي لا تفتح فمها وهي تنظر إلى قاعة المأدبة الواسعة .
كانت قاعة المأدبة، التي يمكن أن تستوعب مئتي شخص بسهولة، مليئة بالفرسان و التابعين، و عززت الطاولات المزينة بالزهور و الأضواء المتلألئة على أطراف القاعة الأجواء .
على مفرش المائدة الكريمي الأنيق، وُضع عشاء فاخر … إن لم تكن هذه مأدبة، فما هي إذن ؟
دون خطاب طويل، قال إدوين بكلمة واحدة "لقد عملتم بجد" ليثني على جهود الجميع، ثم دفع طبقًا عليه ساق دجاج مغطاة بالعسل الذهبي نحو أوليڤيا و ابتسم .
لم تكن هناك أي رسمية في المأدبة .
نظرت أوليڤيا إلى إدوين بوجه مرتبك قليلاً .
" أليس لديك المزيد لتقوله ؟ "
" أتظنين أن أفخاذ الدجاج هذه لذيذة ؟ "
ابتلعت أوليڤيا كلماتها وهي ترى إدوين يتحدث عن شيء آخر، وافقت بيثاني التي بجانبها على كلام إدوين .
" مهارة مارثا في العاصمة ممتازة، لكن مهارة أنثوني في ڤيكاندر أيضًا استثنائية "
وكان هذا صحيحًا بالفعل . كانت قطعة الدجاج التي ذابت في الفم بمجرد وضعها فيه، حلوة و مالحة بشكل رائع، ونتيجة لمهارة مذهلة .
عندما برقت عينا أوليڤيا و أمسكت بالشوكة، انشغل إدوين و بيثاني أيضًا .
بدا أن الفرسان كانوا متحمسين للغاية لتناول الطعام في قاعة الولائم بهذه الطريقة بعد فترة طويلة .
كان الفرسان، الذين احمرت وجوههم بسبب تأثير الكحول، يلقون نظرات خاطفة على السيدة الجالسة على المنصة .
السيدة النبيلة ذات الشعر الفضي الذي يشبه ضوء القمر، و الهشة كأنها ستنكسر، وقبل كل شيء، السيدة ذات العينين الخضراوين الجميلتين .
في البداية، عندما سمعوا الفرسان الشائعات عن الأميرة، أطلقوا عليها كل أنواع الشتائم، لكنهم غيروا موقفهم منذ فترة طويلة عندما علموا أنها السيدة التي أقسم لها الدوق الأكبر الذي أقسموا له بالولاء .
" حتى لو لم يكن عشاءً رسميًا، لكان من الجيد أن تقول كلمة "
لكن هوارد قال ببرود وكأنه يكسر هذه الفكرة : " اخفضوا أعينكم، قبل أن أتحدث إلى بيثاني "
" إذا أثقلتم على السيدة في يومها الأول، فسوف تتذوقون طعم الألعاب النارية بشكل صحيح ! "
ثم تذكروا تهديد بيثاني الحازم، و خفض الفرسان أعينهم على الفور .
فالولاء الراسخ كان أحد القواعد الصارمة لفرسان ڤيكاندر .
ثم في لحظة ما، بدأ الفرسان الذين كانوا يتناولون الطعام بالصمت تدريجيًا . في هذا الصمت المفاجئ، نظرت أوليڤيا إلى الفرسان .
كانوا الفرسان ينظرون إلى بيثاني بعيون متلألئة . بدا على وجه أوليڤيا علامات الحيرة وهي ترى الأنظار تتجه نحو بيثاني التي كانت تساعدها في تناول الطعام .
" …… إن الأمر صعبًا حقًا."
كان هوارد أول من تحدث، تحدث بوجه بارد وكأنه يتذمر . وفي جو مريح، أضاف شخص آخر :
" إنه أول يوم لوصول السيدة الغالية."
" لا يمكننا الاستغناء عن الكحول في مثل هذا اليوم المميز."
نظر الفرسان إلى بيثاني بجدية، وهم يتحدثون بهدوء واحدًا تلو الآخر .
بالحديث عن الكحول، كانت هناك العشرات من براميل البيرة و أوعية النبيذ مكدسة بجانبهم .
بينما كانت أوليڤيا تميل رأسها في حيرة، همس إدوين : " بيثاني تصنع الكحول كهواية، نبيذ الفاكهة الخاص بها لذيذ حقًا."
كانت أوليڤيا معتادة على شرب الكحول بشكل جيد، لكي تصمد في المجتمع الراقي الذي يشبه المشي على الجليد، كان عليها أن تشرب الكحول بسهولة .
لذا، عندما تلقت أوليڤيا نبيذ الفاكهة من بيثاني لأول مرة، ابتسمت بثقة، لكن هذا كان مختلفًا عن النبيذ الحلو في العاصمة .
" … يبدو أنكِ ثملة، هل نذهب لاستنشاق بعض الهواء النقي ؟ "
بوجهها الأبيض المحمر، أومأت أوليڤيا برأسها، و ارتفعت زاوية فم إدوين وهو يبتسم بخفة .
اصطحب إدوين أوليڤيا التي كانت تترنح بخطوات سلسة، وعندما غادرا قاعة الولائم، ساد الصمت للحظة في المكان وكأن الماء البارد قد ألقي عليهم، ثم أصبح صاخبًا مجددًا .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
لامست الرياح وجنتيها الساخنتين، و هزت أوليڤيا رأسها وهي تشعر بالدوار .
وصل إحساس الحجر البارد للشرفة التي تستند عليها إلى ذراعها بالكامل .
ارتعشت أوليڤيا من البرد المفاجئ، و ابتسم إدوين بخفة ولف الرداء حولها . غمرها الدفء على الفور .
رفعت أوليڤيا ذراعيها و نظرت إلى الرداء . كان ذلك الرداء الذي طرزته بيثاني .
" قصر الدوقية دافئ، لكن لا يجب أن تستهيني بليالي الشمال، يا أوليڤيا "
" هل لا بأس أن تلف عليّ رداءً ثمينًا كهذا ؟ "
رفع إدوين زاوية فمه بخفة . انحنت زاوية عينيه العميقتين بشكل مستدير، و نظرت عيناه الحمراوان إلى أوليڤيا .
" بالطبع، يمكنني أن أقدم لكِ كل شيء، حتى هذا الرداء "
عندما نظرت إلى وجه إدوين وهو يومئ برأسه كما لو كان لا شيء، نبض قلبها بقوة .
' لابد أنه بسبب الكحول '
على الرغم من أنها ردّدت ذلك في ذهنها كتعويذة، إلا أن نظرات أوليڤيا كانت تتجه نحو إدوين باستمرار .
في اللحظة التي التقت فيها النظرات، تجمدت أوليڤيا كحيوان عاشب أمام مفترس .
كانت العيون الحمراء، التي يغمرها الجشع بشكل كثيف، تفحص أوليڤيا بدقة . مؤخرة عنقها البيضاء التي ظهرت بشكل عابر، و شحمة أذنها الصغيرة التي كشفت عنها خصلات شعرها .
كان صوت نبضات القلب العنيف يتردد من مكان ما … لم تستطع معرفة ما إذا كان صوت قلب إدوين أم قلبها .
عندما بدأت نظراته الخاملة ترتفع تدريجيًا، صرخت أوليڤيا دون وعي :
" ماء ! "
امتلأت عينا إدوين بالضحك من التعليق غير المتوقع .
خفضت أوليڤيا رأسها بعمق و تمتمت، كان احمرار وجهها كله بسبب الكحول .
" … أريد أن أشرب الماء، أشعر بالعطش "
" … من حسن حظك أنك شربت الكحول اليوم، يا أوليڤيا "
دغدغ الصوت الثقيل المنخفض أذنيها . أومأت أوليڤيا برأسها وهي تخفضه . مع صوت ضحكة خفيفة، قال إدوين أن تنتظر قليلاً و سار بعيدًا .
اقتربت الخادمات، اللواتي كن ينتظرن على بعد مسافة، من خلفها وكأن الأمر طبيعي، و انحنوا أمام أوليڤيا بوجوهٍ مُتحمسة .
' لماذا إقليم ڤيكاندر مكان مثالي هكذا ؟ لو كنتُ أعلم أنه سيكون مُرحّبًا بي إلى هذا الحد، لكنتُ أقل قلقًا '
ابتسمت أوليڤيا ببطء . في تلك اللحظة، شعرت بانقباضة في قلبها بسبب إحساس مألوف بالريبة .
كان هذا قلقًا .
" هل حقًا بسبب أختي …… "
الكلمات التي قالتها إيسيلا في اليوم الذي كانت فيه سعيدة وهي ترتدي قلادة الألماس الوردي التي أعطاها لها إدوين، لن تمحى أبدًا .
لأنها سبق وأن جربت أن الأشياء السيئة تحدث عندما تكون في قمة سعادتها، لذلك، إذا كانت حذرة، فسيكون كل شيء على ما يرام .
ضيقت أوليڤيا عينيها في النسيم اللطيف و نظرت حولها، ثم، عندما رأت جانبًا من الحديقة، رمشت ببطء .
شعرت وكأنها استفاقت من تأثير الكحول .
كان هناك فارس يقف على جانب من الحديقة يحدق بها . فارس ذو شعر أحمر كثيف و عينين بنيتين .
" ما الأمر ؟ "
سمعت صوت إدوين من خلفها . التفتت بشكل تلقائي، ثم نظرت إلى الأمام مرة أخرى، فكان الفارس قد اختفى .
' هل كنت ثملة ؟ أم …… '
" لا، لاشيء "
أخفت أوليڤيا صوتها الحائر و أخذت الماء .
ربما تستطيع العثور عليه لاحقًا إن أرادت .
فارس يُظهر عدائه بوضوح …
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
لكن لم يكن هناك حاجة للبحث عنه بشكل منفصل .
" إنهم فرسان ڤيكاندر، باستثناء الفرسان الذين ذهبوا إلى الحدود لإخضاع الوحوش، تجمع الجميع هنا."
اتسعت عينا أوليڤيا وهي ترى العديد من الفرسان المصطفين . وكان الفارس ذو الشعر الأحمر الكثيف، يقدم لها الاحترام .
" … سررتُ بلقائكِ يا سيدتي، أنا ديان سيزيلين، فارس ڤيكاندر الذي أقسم الولاء لسمو الدوق الأكبر "
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
وعند سماع ذلك الصوت العميق، تذكرت أوليڤيا تعريفها لإقليم ڤيكاندر .
مكان مليء بالترحيب و الاحتفال .
يجب أن أضيف شيئًا آخر .
و ……
مكان يتعايش فيه العداء .
****************************