في مكتب الدوق جيوفاني مادلين .
اخترق ضوء الشمس في منتصف النهار النافذة الزجاجية المستديرة .
ارتفع ضوء الشمس ببطء على المكتب، فشهق اللورد هُكسلي و أسرع لسحب الستائر . لحسن الحظ، لم يقل الدوق شيئًا، و ملأ صوت ريشة القلم الخافت المكتب .
كان يومًا عاديًا كأي يوم آخر، لكن اللورد جورج هُكسلي، الذي كان يخدم الدوق مادلين منذ عدة سنوات، أدرك غريزيًا أن حالة الدوق الآن تشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة .
وفي مثل هذه الحالة، كان اللورد هُكسلي يعرف جيدًا ما يجب عليه فعله كمساعد .
غادر اللورد هُكسلي المكتب بصمت، و بمجرد إغلاق الباب بهدوء، أطلق جيوفاني مادلين تنهيدة قوية .
كانت عيناه الحادتان تحدقان في الأوراق . تلاشت الحروف و أصبحت غير واضحة، لكن وجه الأرشيدوق ڤيكاندر الذي رآه في اجتماع النبلاء الأخير بدا واضحًا .
" لقد أخبرتك بلطف أن هذا هو الحد الأقصى، أيها الدوق."
كان ذلك بعد انتهاء اجتماع النبلاء، عندما كان جيوفاني يبحث عن أوليڤيا بأسنان مضغوطة .
بدلاً من أوليڤيا التي لم يظهر لها أثر، وجه صوت خافت و مريح بشكل مخيف إلى جيوفاني .
التفت جيوفاني بشكل انعكاسي، و وقف الأرشيدوق هناك وكأن الأمر طبيعي .
" هل إعلانك بالاقتراب أكثر من هذا يعني أنك تعلن نفسك عدو لي ؟ "
" … يا سمو الأرشيدوق، هل محاولة الأب لرؤية ابنته تعتبر تهديدًا ؟ "
حتى وهو ينطق الكلمات، شعر وكأن فمه مليء بالرمل، خشنًا و مزعجًا . في الوقت نفسه، انفجر الأرشيدوق بالضحك .
كانت عيناه، اللتان تبتسمان كما لو كان الأمر مُضحكًا، باردتين، ثم هز الأرشيدوق كتفه و تحدث بصوت منخفض يكاد لا يسمعه سوى جيوفاني :
" يا للعجب، أي أبٍ هذا الذي يترك ابنته تُسند نفسها بنفسها ؟ "
صمت جيوفاني، الذي صُدم من كلماته، و أغلق فمه . وكأن الأرشيدوق كان يريد هذه النتيجة، رفع زاوية واحدة من فمه بشكل مائل .
" … بما أنك لم تستمع إلى تحذيري بأن تقدر حظك، ولا إلى تحذيري بأن تتوقف عند هذا الحد، آمل أن تأخذ تحذير اليوم على محمل الجد."
مرت أيام، لكن الصوت ظل حيًا في ذهنه بشكل مخيف . جيوفاني، الذي كان يحدق في مكتبه المألوف، فجأة أخذ نفسًا عميقًا و عَبَسَ جبينه .
الأرشيدوق لا يعلم … لهذا السبب يقول مثل هذه الأشياء.
قبل واحد وعشرين عامًا، كانت أم تلك الفتاة، الراقصة التي يمكن شراؤها بالمال، معه وهو في حالة سكر .
لم يكن يعلم حينها أن ليلة لقائه الخاص مع الدوق إلكين وهو أحد نبلاء الحزب، عندما كان يشعر بدوار أكثر من المعتاد، أنها ستصبح أكبر ندم في حياته .
كان رأسه يؤلمه و تزايدت سرعة أنفاسه . في الآونة الأخيرة، ازدادت وتيرة شد رقبته و صداعه .
كان قد مضى بعض الوقت منذ أن رأى الطبيب، وبينما كان يفكر في ذلك …
" لقد برد الشاي، فأحضرت واحدًا جديدًا "
مع رائحة خفيفة، قدم اللورد هُكسلي إبريق شاي وكوب شاي جديدين . خففت رائحة الشاي البني الشفاف من أعصابه المتوترة .
" …… شكرًا لك."
رفع جيوفاني فنجان الشاي، كان الشاي دافئًا تمامًا حسب ذوقه.
استرخى تعبير الدوق تدريجيًا وهو يشرب الشاي . رأى اللورد هُكسلي ذلك وتنهد في داخله .
هذا الشاي الذي كان يهدئ غضب الدوق أحيانًا لم يتبقى منه الكثير الآن . لو كان يعلم، لكان قد سأل الأميرة الأولى منذ وقت طويل .
" هذا الشاي مفيد للقلب و الأوعية الدموية، و يشربه والدي أحيانًا، بالمناسبة، يجب أن تكون درجة حرارة فنجان الشاي ساخنة لدرجة تشعر بها عند وضعه على معصمك، هكذا سيعتبرها دافئة عند الشرب."
فجأة، تذكر الأميرة الأولى عندما أحضرت مجموعة الشاي عند تعيينه كمساعد .
الأميرة الأولى، التي لم تفكر أبدًا في تحضير الشاي بنفسها، كانت تنظر إلى هذا المكتب بعينين خضراوين مليئتين بالأمل بينما كانت تعلمه كيفية تحضير الشاي، ولكن الآن لم يعد بإمكانه رؤية ذلك المنظر بعد الآن .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
في وقت متأخر من ذلك المساء، في غرفة الاستقبال بقصر الدوق مادلين، تنهد كونراد .
كان الأمر كما قال كبير الخدم، مسألة عاجلة . لم تتطابق الفواتير و معاملات الدفع المكتوبة في دفتر الأستاذ للوهلة الأولى .
لم يغب عن ذهنه توتر إيسيلا التي كانت أمامه في تلك اللحظة .
" آسفة يا أخي، كان عليّ أن أتحقق عدة مرات."
هز كونراد رأسه وهو ينظر إلى وجه أخته الصغرى الخائفة، ثم ابتسم كما لو لم يكن هناك شيء .
" … كان من الصعب ملاحظة ذلك على الفور، لأنها دفاتر مدفوعات ربع سنوية."
" سيدي الدوق الشاب محق يا آنستي، من الصعب عليكِ في عمركِ أن تكتشفي الخطأ، لقد قمتِ بعمل جيد."
قال كبير الخدم ذلك محاولاً رفع معنويات إيسيلا، لكن بما أن تعبير الحزن لم يختفي، أضاف كلمة أخرى .
" في الواقع، لا بد أن الآنسة إيسيلا واجهت صعوبة في القيام بكل ما كان من المفترض أن يقوم به اللورد جايد "
لكن ……
ابتلع كونراد الفكرة التي خطرت بباله فجأة، و واسى إيسيلا مرة أخرى .
" لا بأس، فهذه أول مرة لكِ، لقد عملتِ بجد، سأتعامل مع هذا، لذا استمري في الدراسة بجد كما تفعلين الآن."
عندما سمعت إيسيلا صوته اللطيف، أومأت برأسها بصعوبة و غادرت غرفة الاستقبال .
عندها فقط ضغط كونراد على جسر أنفه . غمره التعب على الفور، مع اقتراب الاتفاق مع هڤرتي، كانت مهامه كمساعد لوزير الخارجية تتراكم كالجبال .
وإلى جانب ذلك، كان عليه أن يعتني بشؤون المنزل أيضًا .
لقد أوكل إليه عمل جديد في القصر الذي جاء إليه للراحة . أخذ كونراد نفسًا منخفضًا و تفقد الدفاتر .
بالإضافة إلى دفتر حسابات دفع الفواتير ربع السنوية، راجع أيضًا تفاصيل الميزانية و وضع إقليم مادلين .
صر كونراد على أسنانه وهو يتذكر جايد، ثم هز كتفه وكأنه استسلم . كانت الشائعات تنتشر في القصر بأن اللورد مادلين، نائب قائد فرقة الفرسان الثالثة، مجنون و مهووس بالملاكمة هذه الأيام .
يبدو أن الأمر كان مرتبطًا بزيارته بوجه شاحب قبل أيام قليلة، لكن كونراد لم يرغب في استدعاء جايد و التحدث معه مرة أخرى .
لو استطاع حل مشاكله حتى بتعذيب نفسه هكذا، لكان ذلك كافيًا .
أمسك كونراد قلمه مرة أخرى، و وجد سجل الموافقة النهائية الأخيرة . على عكس دفتر الأستاذ الملطخ أمامه، كان الجزء الأمامي من الدفتر، حيث أُكملت الموافقة النهائية، واضحًا للوهلة الأولى .
" كم سيكون رائعًا لو كان عليّ فقط التوقيع على دفاتر منظمة بوضوح هكذا "
توقف كونراد وكأنه تجمد للحظة وهو يرى سجلات المواد الغذائية، و متجر إيسيلا للأزياء، و العديد من المعاملات مع المتاجر الأخرى .
' متى توقفت عن الاهتمام بدفاتر المنزل ؟ '
كان والده الدوق مشغولاً جدًا بشؤون الدولة، لذا كان من الطبيعي أن يتولى كونراد، الدوق الصغير، شؤون المنزل، لكن تغير هذا الترتيب الطبيعي .
" أنـ، أنا الآن أستطيع قراءة الدفاتر جيدًا أيضًا، يا أخي ! "
قبل 5 سنوات . عندما كان في العشرين من عمره، وكان قد أصبح للتو مساعدًا . في ذلك الوقت، كانت أوليڤيا.
" … خمسة عشر "
تسرب صوت منخفض من بين أسنانه . دفاتر أوليڤيا، التي كانت فوضوية في البداية، تحسنت تدريجيًا .
من التحقق النهائي مرة واحدة في الشهر إلى المراجعة النهائية ربع سنوية .
هز كونراد رأسه . لم يكن لديه وقت للانغماس في هذه المشاعر الآن .
لقد غادر شخص واحد لفترة وجيزة فقط . لا يزال الإمبراطور يراقب أوليڤيا و إيسيلا، لذا فإن والده سيدفع أوليڤيا بالتأكيد للعودة إلى جانب ولي العهد .
بحلول ذلك الوقت، سيعود كل شيء إلى مكانه، لذا لا بأس .
حاول كونراد جاهدًا إقناع نفسه، لذلك، قرر أن يتجاهل هذا الموقف .
الزهور نفسها دائمًا في المزهرية على الرغم من اقتراب نهاية الربيع . الوجبات التي تبتعد عن ذوقه شيئًا فشيئًا .
جو القصر الذي كان كئيبًا كالشتاء … و اختفاء النظرة التي كان يشعر بها دائمًا من الجانب الآخر من الرواق .
شعر وكأن قوته قد استنزفت . صر كونراد على أسنانه و حدق في أرقام الدفتر .
تجاهل الخط الأنيق المألوف، و كتب أرقامًا جديدة، بينما تجاهل أيضًا الفراغ الذي يتسع في قلبه .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
من نافذة العربة، رأت أوليڤيا طريقًا مألوفًا .
أشجار كثيفة و زهور صغيرة . تحدثت أوليڤيا بصوت خافت : " آه " وهي ترى الطريق الذي مروا به .
كان هذا هو الطريق الذي سلكوه للذهاب إلى المنجم المهجور . في ذلك الوقت، شعرت بالأسف لمغادرة المكان، فظلت تنظر إلى الخلف من نافذة العربة .
بمجرد أن تذكرت، أصبحت الأشجار و الزهور التي رأتها في ذلك الوقت، و المنجم المهجور الذي دخلته عبر الطريق النائي، واضحة أمام عينيها وكأنها مرسومة .
جلست أوليڤيا بالقرب من النافذة، لكن الطريق المؤدي إلى المنجم المهجور كان قد مر منذ فترة طويلة، و تجمع الندم في عينيها .
' لو ذهبنا إلى هناك، لكان بإمكاني أن أري إدوين المنجم ' ترددت أوليڤيا للحظة .
' هل يجب أن أبحث عن طريقة لاستخدام المنجم المهجور ثم أتحدث ؟ أم أتحدث الآن ؟ '
في تلك اللحظة، تذكرت أوليڤيا وثيقة المنجم المهجور في حقيبتها .
" أوليڤيا، هل أنتِ غير مرتاحة ؟ "
عند رؤية إدوين ينظر إليها بوجه قلق، لوحت أوليڤيا بيدها على الفور .
" مستحيل."
" كان الفراش قاسيًا بشكل غير متوقع بالأمس، لكن لم تنسي أن تخبريني على الفور إذا شعرتِ بأي ألم، أليس كذلك ؟ "
قال إدوين ذلك وكأنه يوصيها . تمامًا كما فعل في كل محطة على الطريق إلى الدوقية .
ابتسمت أوليڤيا بخفة .
بصراحة، كان الطريق إلى الدوقية سلسلة من المتعة .
في نزهة الغداء، كانت هناك أطعمة جديدة مثل الحساء الدافئ و السلطة و الفواكه الطازجة، وكانت الفنادق في القرى التي أقاموا فيها كل ليلة جيدة أيضًا .
كان إدوين و اللورد هوارد إنترفيلد هما من كانا قلقين بشأن أماكن الإقامة .في نظرهما، كنت لا أزال أبدو لهما آنسة عزيزة لا تنام إلا على الفراش الجيد في منزل الدوق .
بينما أوليڤيا، فقد نامت على أسرة مصنوعة من القش منذ طفولتها، و جربت العديد من أماكن الإقامة المختلفة أثناء سفرها إلى مناطق أخرى بأمر من الأميرة، لكنها لم تقل شيئًا .
كانت تلك المعاملة التي تتلقاها وكأنها آنسة نبيلة ثمينة، محرجة ولكنها لطيفة . لم تعتقد أن موقفهم سيتغير إذا أخبرتهم عن ماضيها، لكنها لا تزال …
أرادت أن تستمتع بهذه السعادة التي أصبحت ملكًا لها .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" لابد أنكِ غير مرتاحة "
عندما قال إدوين ذلك بحزم، لم تستطع أوليڤيا أن تلوح بيدها كما فعلت من قبل .
' كان الأمر على ما يُرام قبل قليل ' تمتمت في سرّها وهي تفرك أطراف أصابعها ببعضها البعض .
حاولت جاهدة رفع زاوية فمها، لكنها لم تستطع كبح التوتر الذي يتزايد كلما اقتربوا من الدوقية .
" … أم أنكِ متوترة ؟ "
كان صوت إدوين مرحًا بطريقة ما. كانت أوليڤيا على وشك أن تدفع شفتيها إلى الأمام بسبب الغضب المفاجئ، لكنها رمشت للحظة عندما رأت وجه إدوين .
كان دائمًا يبتسم، لكنه كان يبتسم الآن بشكل أكثر إشراقًا . نظرت أوليڤيا إليه باهتمام بحثًا عن مصدر هذه الحيوية المتلألئة كالجواهر، ثم قالت بشك :
" هل أنت متوتر الآن يا إدوين ؟ "
" بالطبع، فقد مرّ وقت طويل "
مع إجابة إدوين السهلة، تنهدت أوليڤيا و لامت نفسها على عدم اهتمامها.
كانت تعلم جيدًا أنه كان يتنقل بين الحروب فقط، فلماذا لم تفكر في أنه هو أيضًا كان بعيدًا عن إقليم ڤيكاندر لفترة طويلة ؟
نظرت أوليڤيا إلى وجه إدوين مرة أخرى .
بالتفكير في الأمر، كان إدوين يعود إلى أرضه بعد فترة طويلة حقًا . شعرت بنوع من التماثل الغريب، وفي نفس الوقت شعرت ببعض الأسف لأنها لم تهتم بإدوين لأنها كانت تفكر فقط في التكيف بنفسها .
استرخى قلب أوليڤيا و نظرت إلى الخارج . في هذه الأثناء، ارتدى إدوين رداءً فوق زيه الرسمي .
هذا الرداء ذو الأنماط الغريبة و المزخرفة، الذي لم يكن بالتأكيد من صنع متجر تطريز فاخر . كان هو الرداء الذي كان يرتديه إدوين عندما رأته لأول مرة .
" هل هو رداء مميز ؟ "
"إذا لم أرتديه، فسوف يتم توبيخي، لذا فهو مميز، أليس كذلك؟"
توبيخ ؟ … تساءلت أوليڤيا من سوف يوبخ إدوين في هذا المكان الذي لا يوجد فيه سوبيل، و ابتسمت قليلاً .
مع اقتراب أسوار القلعة المهيبة و القوية، لفتت انتباهها الزهور الملونة المعلقة خارج الأسوار .
شعرت أوليڤيا بوضوح بالجو المفعم بالحيوية في إقليم ڤيكاندر الذي يستقبل الأرشيدوق العائد بعد غياب طويل .
فتحت البوابة الحديدية التي بدت وكأنها لن تفتح أبدًا، و دخلت العربة إلى إقليم ڤيكاندر .
تسارع نبض قلبها بقوة، وفي نفس الوقت، انطلقت هتافات مدوية نحو العربة .
نظرت أوليڤيا المذهولة إلى خارج العربة، و رأت صفًا طويلاً يمتد من بوابة القلعة على طول الطريق . كانت وجوه الناس مشرقة .
كانت هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها موكبًا ترحيبيًا كهذا . أومأت أوليڤيا، التي كانت مرتبكة، برأسها نحو إدوين .
' إنه بطل الحرب الذي حصل على مأدبة انتصار كبيرة، ربما كان هذا النوع من المواكب طبيعيًا في إقليمه '
" لوح بيدك بسرعة للخارج."
تذكرت أوليڤيا سالي وقالت لإدوين.
لا بد أن هؤلاء الناس الواقفين هناك أرادوا رؤية إدوين بقدر ما أرادت سالي رؤية بطل الحرب .
' لو كنت أعلم أن هذا سيحدث، لطلبت منه أن يركب حصانًا بدلاً من العربة '
بينما كانت أوليڤيا تحث إدوين بسبب الأسف الذي غمرها بشدة .
" الآنسة التي تلقت قسم سمو الدوق الأكبر ! مرحبًا بكِ في ڤيكاندر ! "
اتسعت عينا أوليڤيا من الصوت الشاب المدوي الذي جاء من الخارج. ابتسم إدوين بخبث و هز كتفه .
" ماذا تفعلين ؟ ألن تلوحي بيدكِ للخارج ؟ "
" الآن …… "
قبل أن تتمكن من أن تسأل إذا كانت قد سمعت خطأ، انطلق صوت قوي .
— بوووم .
و انفجرت الألعاب النارية في السماء الصافية . الكلمات التي رسمتها الألعاب النارية المتلألئة بشكل جميل كانت :
( نرحب بسمو الدوقة الكبرى المستقبلية )
لم ترى قط كتابة حروف هكذا بالألعاب النارية .
فتحت أوليڤيا فمها بذهول و نظرت إلى الحروف. ابتسم إدوين بخفة وتمتم :
" على أي حال، مهارة بيثاني لا تزال كما هي."
" … أليس هذا موكبًا لإدوين ؟ "
" أليس من الواضح أنه موكب لأوليڤيا ؟ "
" مهما نظرت، يبدو وكأنه احتفال نصر "
" لقد أقام سكان ڤيكاندر بالفعل احتفالات انتصار أكثر من عشر مرات، لذا لوحي بيدكِ بسرعة "
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
كان هذا الترحيب هو الأول بالنسبة لها .
بينما كانت أفكارها تتجمد من عدم معرفتها ماذا تفعل، نظر إدوين إلى أوليڤيا و فتح النافذة و لوح بيده إلى الخارج وكأنه يطلب منها أن تقلده، لذا رفعت أوليڤيا يدها و لوحت ببطء .
" واااه ! "
ثم ارتفعت الهتافات أكثر .
امتلأ صدرها بالامتنان لدرجة أنها شعرت بضيق في صدرها، في بداية مليئة بالتوتر في ڤيكاندر .
****************************