الفصل ٢٣ : ‏Do Your Best to Regret

{ اللحظة التي تقترب فيها من الحقيقة }


أشرقت أشعة الشمس الساطعة من خلال النافذة .

كانت أوليڤيا مستلقية على السرير، تنظر إلى الوجوه بجانب سريرها بعيون متفاجئة قليلاً .

الدوق الأكبر ذو التعبير الجاد، و هانا التي بدت وكأنها على وشك البكاء، و الخادم سوبل بوجهه الخالي من التعبير كالمعتاد، و طبيب ذو مظهر حاد لم تره من قبل .

" ما مدى خطورة الأمر ؟ "

قال الدوق الأكبر بصوتٍ ثقيل . شعرت أوليڤيا بالخجل لدرجة أنها أرادت أن تغطي وجهها .

لقد شعرت بدوار بسيط فقط، ولم تكن مريضة . ربما كان ذلك بسبب بكائها طوال الليل . لقد استيقظت متأخرة عن المعتاد، مما أذهل هانا التي استدعت الدوق الأكبر و الطبيب .

بمجرد دخوله، منع الدوق الأكبر أوليڤيا من الكلام .

فحصها الطبيب، ثم قال بوضوح : " إنها مجرد نزلة برد سيئة بعض الشيء."

' هذا مستحيل '

كادت أوليڤيا أن تنفي ذلك على الفور، لكنها سعلت . شعرت بألم في حلقها وكأن شيئًا ما يخدشها .

على الرغم من أن رأسها كان يؤلمها اليوم وكان جسدها منهكًا، لكنها مجرد آلام في الجسم .

لقد قيل لها دائمًا أنها تتمتع بصحة جيدة منذ صغرها . لم تمرض أبدًا عندما كانت تعيش مع والدتها، فكيف يحدث ذلك الآن وهي كبيرة ؟

تحملت أوليڤيا ألم حلقها وقالت : " لقد قيل لي أنني بصحة جيدة جدًا."

عبس الدوق الأكبر عندما سمع صوتها المتصدع . رفع الطبيب نظارته و أجاب: " سمو الأميرة، أو بالأحرى، آنستي، إذا كان جسدك سليم حقًا، فلا ينبغي أن تعاني من أي آلام في جسمك "

" ماهي أسرع طريقة للتعافي ؟ "

" قسط كافٍ من الراحة، و نظام غذائي متوازن، و تناول الدواء في الوقت المحدد."

" قسط كافٍ من الراحة و نظام غذائي متوازن."

قال الدوق الأكبر بصوت خافت وهو ينظر إلى أوليڤيا.

قالت أوليڤيا وكأنها تبرر : " كنت أستريح بشكل جيد بما فيه الكفاية."

" برأيي كطبيب، لا يبدو الأمر كذلك يا آنستي."

تدخل الطبيب فجأة . أصبحت عينا الدوق الأكبر مخيفتين لسبب ما .

" … يجب أن أهتم براحتكِ و طعامكِ بشكل أفضل في المستقبل."

لقد كان يهتم بها جيدًا بالفعل، فهل سيهتم بها أكثر ؟ كيف يمكنه الاهتمام بها أكثر من هذا ؟

شعرت بالارتباك . دون أن تدرك، تظاهرت أوليڤيا بالمرض و سحبت اللحاف فوق رأسها .

سمعت صوت الدوق الأكبر بوضوح .

" سوبل، تحدث مع الطاهي لإعداد نظام غذائي أكثر تغذية "

" نعم."

" و هانا، تأكدي من إزالة أي شيء يزعج الآنسة لتتمكن من الحصول على بعض الراحة "

" حسناً …… "

على عكس سوبل الذي أجاب بجدية، كان صوت هانا مختنقًا بالبكاء . أرادت أن تطلب منها ألا تبكي، لكنها لم تستطع إنزال اللحاف .

" لقد أعددت الحساء و الدواء بالفعل، هل أحضرهما الآن ؟ "

كان هذا صوت سوبل. على الرغم من دوارها، مالت أوليڤيا أذنها خارج اللحاف . لم يكن هناك رد من الدوق الأكبر، لكن سمعت صوت فتح و إغلاق الباب .

هل غادر الجميع ؟

كان داخل اللحاف حارًا بالفعل بسبب تنفسها الحار . أنزلت أوليڤيا اللحاف بحذر، ثم في تلك اللحظة، التقت نظراتها بنظرات الدوق الأكبر الذي كان أمامها مباشرة .

شهقت أوليڤيا. بدا على وجه الدوق الأكبر تعبير مستاء .

" لماذا هذا التعبير المتفاجئ ؟! لا، لا تتحدثي، حلقكِ سيؤلمكِ "

أومأت أوليڤيا برأسها بعينيها المتفاجئتين، ثم عبست بألم .

" أنتِ تعانين من صداع بالفعل، لذا لا تتحدثي ولا تومئي برأسكِ."

" … إذن ماذا أفعل ؟ "

" قلت لكِ لا تتحدثي، أنتِ لا تستمعين لي."

هز الدوق الأكبر رأسه عند سماع صوت أوليڤيا الخافت، ثم قال بوجه صارم : " احصلي على قسط كافٍ من الراحة و تناولي نظامًا غذائيًا متوازنًا، سأجعلك تشعرين بالإرهاق بمجرد القيام بهذين الأمرين "

بدا صوت الدوق الأكبر خبيثًا لسبب ما. عندما شعرت بشعور سيء، وقبل أن تسأل أوليڤيا، فُتح الباب مرة أخرى .

" لقد أحضرت الحساء و الدواء."

كان هذا سوبل، و تنهدت أوليڤيا بارتياح .

*

*

*

" آآه، افتحي فمك "

لقد تراجعت عن تنهدها بارتياح .

نظرت أوليڤيا إلى الملعقة التي اقتربت من فمها، ثم نظرت إلى الدوق الأكبر بعينين مستاءتين.

الدوق الأكبر، الذي كان قد عدل وسادة أوليڤيا للتو لكي تجلس مستندة إلى رأس السرير، مال برأسه .

" هل هو ساخن جدًا ؟ "

يا لهذا الرجل الوقح ! لكن رائحة الحساء كانت لذيذة .

لقد كانت بالتأكيد لا تملك شهية، لكن بمجرد أن شمت الرائحة، شعرت بالجوع .

" أعتقد أن درجة الحرارة مناسبة الآن، هل تريدين أن تجربيها ؟ "

" … أعطني إياها، أستطيع أن آكلها بنفسي."

" قلت لكِ لا تتحدثي، حلقكِ يؤلمكِ."

ضمت أوليڤيا شفتيها احتجاجًا . لو كانت هانا هي من جاءت، لكان الأمر أسهل قليلاً .

هانا، التي كانت تبكي بعينيها المتورمتين، طُردت في النهاية بحجة أنها تزعج راحة المريضة، لكن لم يكن بإمكانها تناول الحساء من يد الدوق الأكبر … كان ذلك محرجًا للغاية .

عندما استمرت أوليڤيا في الرفض، تنهد الدوق الأكبر بصوت خافت .

شعرت بالأسف قليلاً، لكنها لم تستطع التراجع . أمسكت أوليڤيا بحافة اللحاف بقوة كأنها تعبر عن تصميمها .

" إذا استمريتِ برفض الأكل "

" …… "

" … حتى لو تعافيتِ، سأطعمكِ بنفسي مستقبلاً أيضًا "

— الصورة التوضيحية : هـنـا .

حدقت أوليڤيا بعينين واسعتين عند الإنذار الأخير .

كان وجهها المحمر من الحمى مثيرًا للشفقة و جميلاً، لكن الدوق الأكبر أخفى ابتسامته وبدا جادًا .

بعد تردد طويل، أغمضت أوليڤيا عينيها و تناولت الحساء .

مرة بعد مرة .

كان الحساء الذي برد قليلاً لذيذًا . كان الدوق الأكبر يرفع الملعقة إلى فم أوليڤيا باستمرار لتسهيل تناول الطعام .

في البداية، كان الأمر محرجًا و غريبًا، لكن بما أن الدوق الأكبر كان يتصرف بشكل طبيعي، شعرت وكأن الأمر لا شيء.

" لقد، شبعت."

قالت أوليڤيا بصوت خافت . نظر الدوق الأكبر بالتناوب إلى كمية الحساء المتبقية و إلى أوليڤيا.

هل سيطلب منها أن تأكل المزيد ؟

لكن أوليڤيا، التي كانت تأكل كميات قليلة عادةً، كانت قد شبعت بالفعل . بينما كانت تفكر فيما يمكنها قوله، دفع الدوق الأكبر وعاء الحساء جانبًا.

" إذن يبدو أن وجبتكِ انتهت، هل نأخذ الدواء ؟ "

ابتسم الدوق الأكبر و رفع طبق الدواء إلى أوليڤيا. كان الدواء الذي كانت تتناوله إيسيلا عندما تمرض سائلاً ذا رائحة مرة، لكن الذي على الطبق كان على شكل حبوب دائرية .

" يمكنكِ تناوله بدون ماء."

بناءً على كلمات الدوق الأكبر، رفعت أوليڤيا الحبة بحذر و تناولتها . توقعت أن تكون مرة، لكن بعد الطعم المر، جاء طعم حلو قوي .

" كيف هو ؟ هل أعجبكِ ؟ "

" نعم، إنه حلو."

" طلبت منهم أن يخلطوا بعض العسل فيه، هذا أمر جيد " ابتسم الدوق الأكبر قليلاً .

العسل . الآن بعد أن فكرت في الأمر، لقد مرت فترة طويلة جدًا منذ أن أكلت شيئًا حلوًا . منذ أن قال ليوبارد أنه يبدو وكأن وزني زاد .

تمتمت أوليڤيا ببطء عندما تذكرت ذلك .

" … الحلويات تزيد الوزن."

تصلب وجه الدوق الأكبر . كانت تلك هي اللحظة التي ابتسمت فيها أوليڤيا ابتسامة خفيفة وهي ترمش بعينيها ببطء .

" … لكنني سعيدة لأنه ليس مرًا "

" … هذا جيد."

" لكنني أشعر بالنعاس قليلاً."

رمشت أوليڤيا بعينيها . في كل مرة ترمش فيها، كانت رموشها الكثيفة ترفرف كأجنحة الفراشة . بينما كانت ترى وجهه يصبح أكثر ضبابية، عدل الدوق الأكبر لحاف أوليڤيا مرة أخرى .

" ربما بسبب الدواء، نامي قليلاً."

أصبحت وضعيتها مريحة . من خلال رؤيتها الضبابية، رأت الدوق الأكبر، و شعرت براحة غريبة .

هذا هو شعور وجود شخص ما بجانبك عندما تكون مريضًا . لم أعرف ذلك لأنني لم أمرض من قبل . كان شعورًا بالدفء و القوة، و لطفًا يدفع الدموع إلى عينيها .

و قبل أن تغمض عينيها تمامًا، تمتمت أوليڤيا حقيقة واحدة خطرت ببالها للتو .

" آه، الآن بعد أن فكرت في الأمر، لقد مرضت مرة واحدة فقط "

ربما لأنها فكرت في الأمر قبل النوم . ظهر ذلك اليوم في حلمها . كان ذلك في شتاء قبل أكثر من عشر سنوات، عندما كانت في الثامنة من عمرها .

إذا تذكرت، فقد شعرت بتوعك منذ صباح ذلك اليوم، لكن بعد أن بدأ جايد يكرهها مباشرة، كان جو المنزل محفوفًا بالمخاطر و مخيفًا .

في هذا الموقف، كان كل ما يمكن أن تفعله أوليڤيا هو الدراسة . لقد درست وهي تعاني من الألم، وفي النهاية مرضت في الليل .

في الغرفة التي لا تحتوي على حطب، غطت نفسها باللحاف وكانت تنفث الهواء الساخن .

كان البخار المحبوس داخل اللحاف يصطدم بوجهها وكان ساخنًا . عندما كانت تشعر بالحمى، بدا وكأن صوت فتح باب ما قد سُمع .

بدا أن شخصًا ما قد دخل …

هل هذا خيال يعرضه حلمها ؟ أم كان حقيقة ؟

ربما في ذلك الوقت أيضًا، استيقظت و فكرت بنفس التفكير .

فتحت أوليڤيا عينيها ببطء، و رأت شخصًا أمامها بشكل ضبابي .

كان الدوق الأكبر . بدا وجهه الذي يبتسم بخفة وكأنه يطلب منها أن تنام أكثر .

هذا صحيح …

ابتسمت أوليڤيا قليلاً . اعتقدت أنها قلقة بلا داعٍ . على أي حال، في ذلك الوقت، كان من الواضح أن لا أحد قد دخل، مثلما كان الحال دائمًا، كانت عائلتها … لا، بل هم … لم يكونوا مهتمين بها على الإطلاق .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

غادر الدوق الأكبر الغرفة بعد أن غطّت أوليڤيا في نوم عميق .

أغلق الباب بحذر حتى لا يُصدر صوتًا، و أومأ الطبيب براندون، الذي كان واقفًا أمام الغرفة، برأسه .

" ما هي حالة الآنسة الآن ؟ "

" إنها تعاني من قلة النوم، و قلة التغذية، نقص في كل شيء بشكل عام، آه، ويبدو أنها تعاني من نقص في السوائل أيضًا "

تحدث براندون وهو يصر على أسنانه، متذكرًا وجه أوليڤيا. على الرغم من مسح دموعها جيدًا، إلا أن عينيها كانتا حمراوتين و منتفختين بشكل لا لبس فيه، وكأنها كانت تبكي .

أوليڤيا مادلين، التي اشتهرت بصلابتها في الأوساط الاجتماعية، بوجهها النقي و اللطيف هذا !

توقف براندون، الذي كان غارقًا في أفكاره، فجأة . انبعث من حول الدوق الأكبر هالة قاتلة مظلمة .

فجأة، تذكر براندون نصيحة وينستر، الفارس المقرب منه : " إذا لم يكن الأمر سيئًا للغاية، فاخبره بطريقة لطيفة، وإلا، سترى نهاية الظلام."

لم يفهم ما قاله وينستر في ذلك الوقت، لكنه الآن أدرك الأمر بوضوح . مدى اعتزاز الدوق الأكبر بالآنسة في تلك الغرفة .

' بدلاً من أن أتحدث بشكل مبهم، يجب أن أتحدث بوضوح ! '

تصبب العرق من ظهر براندون وهو يضيف على عجل : " لكن، كما قالت الآنسة، إنها تتمتع بصحة جيدة بشكل عام، وإذا حصلت على قسط كافٍ من الراحة و تناولت طعامها جيدًا، فسوف تتعافى قريبًا دون مشاكل كبيرة."

" لقد كانت بخير عندما أتت إلى القصر، فما سبب مرضها المفاجئ ؟ "

" يبدو أن جسدها كان متيبسًا بعض الشيء، إذا لم يكن هناك سبب خاص، فربما كانت تتحمل الكثير من الألم الذي تراكم عليها، أو ربما تم تخفيف التوتر "

أصدر الدوق الأكبر صوتًا خافتًا استجابة لإجابة براندون، ثم نظر إلى باب الغرفة بعينين أكثر قتامة .

سواء خف توترها أو كانت تتحمل الألم، فكلاهما أمر مزعج للغاية .

كم تحملت في جسدها الصغير هذا ؟

ومع ذلك، كانت تشعر بالقلق عليه و تخبره أن يهتم بصحته جيدًا، عندما كانت ترسل الرسائل بصفتها " ليڤ جرين " مع هذه الفكرة، بدأ جزء من صدره يؤلمه.

ربما تستطيع بيثاني، مدبرة المنزل في إقليم ڤيكاندر، أن تجعل أوليڤيا صحية و تزداد وزنًا في وقت قصير .

كان عقل الدوق الأكبر يعمل بجد. للذهاب إلى إقليم الدوق الأكبر دون أي مشاكل، كان عليه أن يوضح علاقته الزوجية على الفور .

" … يجب أن أقابل الإمبراطور في أقرب وقت ممكن."

كان الصوت الذي خرج وكأنه يتم سحقه بالأسنان خبيثًا .

قام براندون بفرك القشعريرة التي ارتفعت على جلده بيده وكأنه معتاد على ذلك .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

منزل الدوق مادلين .

تسلل ضوء الشمس الساطع عبر الشرفة .

كانت إيسيلا، التي لم تنم ولو للحظة، تحدق فقط في قلادة الألماس الوردي . لمع الألماس في ضوء الشمس .

" في كل مرة، كانت سيدتي تفكر في الآنسة إيسيلا، حقًا."

كان صوت الخادمة سالي وهي تبكي يتردد في أذني إيسيلا . عضت إيسيلا شفتيها .

لقد مرت أيام قليلة منذ أن تلقت إيسيلا ملابس من المتجر التي أرسلتها أختها . طوال تلك الفترة، ظلت إيسيلا تفكر في أختها .

أختها التي تتظاهر بأنها عابسة، أختها التي تتجنبها، أختها التي لا تبتسم لها، لكنها كانت دائمًا أختها التي تعتني بها .

عرفت إيسيلا جيدًا أن ذلك كان صادقًا .

تداخلت جميع صور أوليڤيا في كل لحظة، مما أربك إيسيلا . عادت الدموع لتملأ عينيها البنفسجيتين الخاليتين من الحياة .

" … لماذا لم تبقى و تتحدث معي بدلاً من المغادرة ؟ " اهتز صوت إيسيلا وهي تتمتم .

لا … أختها حاولت التحدث، لكنها هي من دفعتها بعيدًا قبل أن تتمكن من التحدث.

كانت الكلمات التي قالتها بنفسها تتردد في ذهنها، مما جعلها تشعر بالألم .

لم تتذكر كيف كان تعبير أختها في ذلك الوقت . ومع ذلك، كل ما يمكن أن تفعله إيسيلا تجاه أوليڤيا الآن هو التذمر البائس .

سقطت الدموع الغزيرة على خديها . تركت الدموع التي سقطت على اللحاف بقعًا رطبة دائرية . ظلت ذكريات أختها وهي تعاملها بلطف تتبادر إلى ذهنها .

كلما عادت بذاكرتها إلى الوراء، كانت أختها أكثر لطفًا . تمسك بيدها و تلعب معها، وعندما كانت مريضة، كانت تتسلل إلى غرفتها لتعالجها .

… لماذا بدأت أختها فجأة في معاملتها ببرود في مرحلة ما ؟

هزت إيسيلا رأسها عند سؤال خطر ببالها فجأة .

ما فائدة ذلك كله ؟ يقال أن والدتها توفيت بسبب أختها .

هزت إيسيلا رأسها لتتوقف عن التفكير في أوليڤيا، لكن بمجرد أن بدأت الفكرة، لم تغادر عقلها .

هل ستشعر بتحسن إذا قامت بتهوية الغرفة ؟

كانت تلك هي اللحظة التي اقتربت فيها إيسيلا من الشرفة وفتحت النافذة .

" ماذا ؟ الأميرة الأولى ؟ "

فجأة، استمعت أذن إيسيلا . ارتفع صوت لا تعرف من أين أتى، متفاجئًا جدًا .

" أووش ! اهدئي ! إذا سمعت الآنسة إيسيلا، فسوف تُطردين على الفور."

" في هذه الأيام، لا تفتح الآنسة بابها ولا حتى نافذتها، على أي حال، هل هذا صحيح ؟ هل تلقت الأميرة الأولى عرض زواج من الدوق الأكبر ؟ "

غطت إيسيلا فمها بكف يدها دون وعي . لولا ذلك، لكانت صرخة من الدهشة قد هربت منها .

ما هذا بحق خالق الجحيم ؟

" ليس هذا ما حدث "

قال صوت آخر بجرأة .

" الدوق الأكبر قدم أمنيته إلى جلالة الإمبراطور، أليس كذلك ؟ وهو طلب الإذن بالزواج من الأميرة الأولى."

" ماذا تقولين ! "

صرخت إيسيلا بصوت حاد . سمعت شهيق من الطابق السفلي .

" اصعدي إلى هنا فورًا ! "

كان هذا أمرًا لا يُصدق، يجب أن يكون هذا كذبًا .

أختها … أختها تحب ولي العهد بصدق .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

أمسكت إيسيلا الصحيفة بيدين مرتجفتين.

كان كلام الخادمات صحيحًا . الدوق الأكبر تمنى الزواج من أختها، و طلب موافقة الإمبراطور !

كيف يمكن لشخص يُعرف ببطل حرب أن يفرق عشيقين بهذه الطريقة الجبانة !

في لمح البصر، تذكرت إيسيلا الشائعات حول الدوق الأكبر ڤيكاندر . شيطان، و قاتل وحشي في ساحة المعركة . لم تكن هناك أي شائعة إيجابية عنه .

امتلأ صدرها بالغضب، و شعرت وكأنها ستنفجر . كادت الدموع أن تنهمر عليها مرة أخرى من الظلم .

كان ولي العهد و أختها حبيبين رائعين . عرفت إيسيلا جيدًا كم تحب أختها ولي العهد . مهما كانت علاقتها بأختها سيئة الآن، فإن هذا لم يكن مقبولاً، كان عليها أن تعرف مكان أختها بسرعة و تُحضرها .

خرجت إيسيلا من الغرفة وهي تمسك بيديها المرتعشتين . اتسعت عيون الخدم عندما خرجت الآنسة الصغرى، التي كانت قد أغلقت باب غرفتها مرة أخرى لأيام .

" يا آنستي، هذا … هذا كل ما ذكر في الصحف، أرجوكِ سامحيني."

" أين أبي ؟ لا، أخي كونراد ؟ "

" كلاهما في غرفة الطعام."

أجابت الخادمة على عجل على صوت إيسيلا الملحة . هرعت إيسيلا بسرعة إلى غرفة الطعام، كانت ساقاها ترتجفان، لكن إبلاغ والدها كان الأولوية .

والدها، سيكون قادرًا على إنقاذ أختها من يد الدوق الأكبر .

في تلك اللحظة، كانت خادمة تدخل غرفة الطعام و تفتح الباب، وبينما كانت إيسيلا تهرع نحوها .

" لا يمكننا دفع إيسيلا إلى منصب ولية العهد بدلاً من أوليڤيا "

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان