" لكن، لم تعد هناك حاجة لذلك بعد الآن "
كان يتردد صوت أوليڤيا البارد في ذهن جايد .
في كل مرة يتذكر الكلمات التي تضرب قلبه كصدمة، كان جايد يسأل نفسه باستمرار : " لماذا ؟ "
لماذا لن تعود أوليڤيا ؟
وفي نهاية تفكيره، وجه جايد سهامه نحو الإمبراطورة .
' ربما مرت بمصاعب بسبب الإمبراطورة، أليس كذلك ؟ '
ربما كان الأمر كذلك . هكذا خمّن جايد .
فالإمبراطورة، وهي أرستقراطية حتى النخاع، لم تكن لتترك أوليڤيا، التي جاءت من فصيل الإمبراطور، وعليها وصمة العار كابنة غير شرعية، وشأنها .
لكنه لم يفكر أبدًا في معاناة أوليڤيا. كان من الصعب عليه كبح غضبه هو نفسه .
كان يكره أوليڤيا التي كانت تحوم حوله دائمًا وكأنها تتوقع شيئًا . في كل مرة يرى فيها أوليڤيا تناديه "أخي" كما لو أنها لم تكن تعلم شيئًا، على الرغم من أنها انتزعت منه والدته، كان الغضب يشتعل فيه .
لذلك كان يعذب أوليڤيا دائمًا، وكان يتمنى لو أنها تبتعد عنه .
حتى عندما يضع فأرًا ميتًا تحت سريرها، أو يطردها خارج المنزل في يوم ممطر، أو حتى يمزق كتابها المفضل .
" أخي ! "
كانت أوليڤيا دائمًا على حالها . كانت تلك الفتاة الغبية تبتسم دائمًا و تحوم حوله، وعندما أصبحت أوليڤيا خطيبة ولي العهد، اعتقد جايد من جهة أن ذلك كان جيدًا .
قد لا تحبها الإمبراطورة، لكنها لا تزال أميرة مادلين .
" عيون أخواتي مرصعة بالجواهر، إيسيلا لديها جمشت بنفسجي، و أوليڤيا لديها زمرد أخضر "
…… في وقت ما، لقد كانت أخته .
كان جايد يغمض عينيه في كل مرة يتردد فيها صوته الطفولي الفخور في رأسه .
في ذلك الوقت، اعتقد أن كل خياراته كانت الأفضل .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" ماذا … الآن … "
في تلك اللحظة، في قاعة الاستقبال بقصر الأميرة، لم يصدق جايد ما سمعه .
الأميرة، التي كانت تجلس على الأريكة المخملية الواسعة، ابتسمت بفتنة .
" أنا أعلم جيدًا أنك أيضًا لا تحب تلك النصفية، أليس كذلك ؟ "
اختنق جايد للحظة . ضربت كلمات الأميرة جايد بلا رحمة .
" لقد قبلت بتلك الفتاة الرثة بصفتي أميرة، لكنها، بخبث، أغوت الدوق الأكبر ڤيكاندر الذي كان من المفترض أن يتزوجني "
" …… "
" يقال أن الإنسان يشبه أصله، فكيف لابنة غير شرعية ولدت لراقصة وضيعة أن تبتعد عن أصلها ؟ "
على عكس الصوت الذي تحدث بأناقة وكأنها تشعر بالشفقة، كانت كل كلمة حادة : "وضيعة، غير شرعية، نصفية".
بما أن هذه الكلمات السامة كانت تشير إلى أوليڤيا نفسها، نظر جايد إلى الأميرة بصدمة .
ابتسمت الأميرة بابتسامة رقيقة، في هيئة أنيقة يحترمها الجميع .
" كيف …… "
كيف يمكنكِ أن تشيري إلى شخص بهذه الكلمات ؟
ارتفعت الكلمات التي أراد أن يسألها إلى طرف لسانه .
عندما لم يتمكن جايد من اكمال سؤاله، ضحكت الأميرة بحدة وقالت .
" ألا تسألني كيف عرفت أنك لا تحب تلك النصفية، أليس كذلك ؟ ألم يكن اللورد مادلين هو من أظهر الازدراء أولاً ؟ "
دفعت هذه الكلمات الواضحة جايد إلى حافة الجرف .
' أظهر الازدراء ؟ '
كان جايد على وشك النفي بشكل انعكاسي، لكنه فجأة عض بقوة على الجزء الداخلي من فمه .
ارتفعت رائحة معدنية في فمه، لكن جايد لم يستطع إرخاء قبضته .
لقد فعل ذلك حقًا ……
لقد علم أن الأميرة مادلين كانت بحاجة ماسة لقوته في تلك الدائرة الاجتماعية القاسية . تمنى أن تشعر أوليڤيا بالخجل و الألم، لذلك لم يلتفت إليها .
تذكر فجأة حفل ظهور أوليڤيا الأول . وجهها الذي نظر إليه عندما بدأ ولي العهد الرقص مع آنسة أخرى .
ذلك الوجه الذي تجاهله دون قصد أصبح أكثر وضوحًا . مع مرور السنين، تضاءل اليأس و التوق في عينيها الخضراوين تدريجيًا، و تعمق الاستسلام الخافت الذي كان موجودًا .
وفي النهاية .
" … أنا لم أتحمل ذلك بعناد "
" في يوم من الأيام، سيقبلونني كفرد من العائلة."
" لكن، لم تعد هناك حاجة لذلك بعد الآن."
تحولت الذكريات التي قالت فيها أوليڤيا أنها لم تعد ترغب في أن تكون مادلين إلى شظايا حادة طعنت جايد .
عندما ملأت تلك الأصوات الفارغة رأس جايد . قفز جايد واقفًا . نظرت الأميرة، التي كانت تبتسم بأناقة، إليه باستغراب، لكنه لم يهتم .
' أتمنى لو لم يكن رحيل أوليڤيا خطأي، عندها يمكنني أن أطلب منها العودة '
" …… أيها اللورد مادلين ؟ "
نادت الأميرة جايد، لكنه لم يسمع حتى صوتها و سار نحو خارج غرفة الاستقبال .
كانت خطوات جايد، التي كانت دائمًا حازمة، تتعثر قليلاً .
كان بحاجة لمن يخفف عنه هذا الشعور الغريب بالذنب .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
على الرغم من دعوة الأميرة، غادر جايد مادلين غرفة الاستقبال . رمشت الأميرة بتفاجؤ .
لم تصدق ما كان يحدث .
حتى وصيفاتها نظرن بذهول إلى باب غرفة الاستقبال المفتوح قبل أن يخفضن رؤوسهن .
" مـ، ما الذي يحدث الآن ؟ "
تمتمت الأميرة وهي تقبض قبضتيها بإحكام . ارتجفت أطراف أصابعها من الإهانة التي غمرتها متأخرة .
لقد استدعته لتسأله عن طريقة لاستعادة المنجم المهجور من تلك النصفية . فكيف يغادر غرفة الاستقبال هكذا و يتركها وحدها دون إذن ؟
أصبحت عينا الأميرة حادتين . في لحظة، تحول هواء غرفة الاستقبال إلى جو بارد .
نظرت الوصيفات إلى الأميرة بتردد، لا يعرفن ماذا يفعلن .
' زهرة القصر الإمبراطوري.' كانت الوصيفات في هذه الغرفة يعرفن جيدًا مدى حدة طبع الأميرة رينا فرانز، الأجمل و الأكثر أناقة من أي شخص آخر .
كانت أنفاسها القوية تخترق شفتيها الملونتين بدقة .
" كيف يجرؤ على فعل هذه الوقاحة بصاحبة السمو الأميرة ! "
سمعت الأميرة صوتًا يزمجر من خلفها . كانت البارونة روهاس . خففت عينا الأميرة قليلاً من كلمات البارونة التي كانت ترعاها منذ صغرها .
لاحظت البارونة ذلك بذكاء و تظاهرت بالغضب المبالغ فيه .
" سمو الأميرة، أرجوكِ لا تعيري اللورد مادلين أي اهتمام، إنه لا يستحق أن تعبسي بسببه "
مع تصرف البارونة التي جلست بجانبها و مشطت شعرها بفرشاة ناعمة، خفت حدة أعصاب الأميرة قليلاً .
" صحيح، إنه رجل لا يستحق أن أغضب منه، يمكنني استعادة المنجم المهجور بأي طريقة أخرى غير جايد مادلين."
عندما خف تعبير الأميرة قليلاً، اقتربت الوصيفات من الخلف و تحدثن بصوت خافت .
" صحيح يا سمو الأميرة، كم هو وقح ذلك الرجل، من العار أن يُطلق عليه لقب بطل حرب "
" …… يبدو أن كل من يحمل لقب بطل الحرب وقحون."
عندما تحدثت الأميرة ببطء، نظرت الوصيفات إلى بعضهن البعض بارتياح خفيف . على الرغم من أن علامات الانزعاج كانت واضحة، إلا أن موقفها الحاد قد اختفى إلى حد كبير .
انتهزت البارونة روهاس الفرصة و تحدثت بلطف وكأنها تغويها : " سمو الأميرة، من فضلكِ، امسحي ما تبقى من أفكار، سأستدعي الكونت أوبلر بسرعة، ما رأيكِ في مشاهدة عرض مسرحي في هذه الأثناء ؟ "
" عرض مسرحي ؟ "
" نعم، الفرقة المسرحية التي استمتعتِ بمشاهدتها في القصر الصيفي في انتظار سمو الأميرة."
"فرقة مسرحية." فجأة شعرت الأميرة بالبهجة . طار المنجم المهجور و تصرف جايد مادلين الوقح الذي كان يزعج رأسها وكأنه لم يكن موجودًا .
ومع وجود مربيتها البارونة روهاس و الوصيفات اللواتي يخلصن لها هكذا . لن يتغير شيء بمجرد اختفاء تلك النصفية، أوليڤيا . حتى لو كان المنجم المهجور ملكًا لأوليڤيا مادلين الآن .
أومأت الأميرة برأسها بوجه متسامح، ثم دخلت الفرقة المسرحية من الباب بسرعة .
و بدأ العرض .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
كانت عروض الفرقة المسرحية في منتصفها .
في زاوية غرفة استقبال الأميرة، نظرت إحدى الوصيفات إلى الممثلين بوجه مذهول فجأة، ثم سارت نحو قائد الفرقة الذي كان يقف بعيدًا .
" أيها القائد، لدي سؤال."
" نعم، تفضلي يا سيدتي الوصيفة."
" ألم يكن هناك ممثل ذو شعر بني بين الممثلين ؟ كان يبدو عاديًا، لكنه كان ممثلاً حسن المظهر للوهلة الأولى."
تحدثت الوصيفة بهدوء و نظرت إلى القائد بلمسة من التلميح . كان من الشائع أن تتخذ سيدات الطبقة النبيلة الممثلين عشاقًا في بعض الأحيان .
فكر القائد بعمق ثم قال : " آه ! ذلك الرجل ليس ممثلاً رسميًا، بل هو ممثل متجول كان يساعد في التدريبات لفترة وجيزة، لقد ظهر كبديل في القصر الصيفي عندما أصيب الممثل الرئيسي بألم في المعدة "
" ألم يأتي إلى هنا ؟ "
" نعم، نحن لسنا فرقة تجرؤ على دعوة مبتدئ كهذا إلى القصر "
نفى القائد بشدة، ولم يلاحظ التلميح الخفي . في النهاية، استسلمت الوصيفة بحزن و ابتعدت .
تنهد القائد بارتياح، و نظر إلى العرض بوجه حزين . الممثل المتجول الذي ظهر في الوقت المناسب تمامًا وكأنه سقط من السماء .
" لا يمكنني فعل شيء حتى لو شعرت بخيبة أمل، كان سيكون من الجيد لو استطعنا الذهاب إلى القصر معًا "
" لا بأس، أنا بخير "
تذكر القائد الوجه الحزين الذي رآه في حفلة الوداع الأخيرة .
غرقت ذاكرة القائد في ذكريات ذلك اليوم، و اختفت من ذهنه تمامًا ذكريات كم مرة استدعت الأميرة الفرقة عندما كانت في حالة سكر .
وكذلك حقيقة أن الأميرة كانت تتحدث عن قصص صغيرة مثل عدد الفرق المسرحية التي كانت تتبع الأميرة في كل رحلة لها تحت ذريعة النقاهة، وكم من المال كسبت الفرق التي تم اختيارها .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
عبس كونراد وهو يرى جايد يدخل إلى مكتبه .
" جايد، ألا يجب أن تكون في العمل الآن ؟ "
" …… أخي "
لكن عندما ناداه جايد بصوت منخفض، اعتقد كونراد أن هناك شيئًا غير عادي يحدث .
كان وجه جايد، الذي سمرته الشمس، شاحبًا . وضع كونراد الأوراق التي كان يقرأها و أومأ برأسه لمساعده .
خرج المساعد سريعًا من المكتب بمجرد أن أذن له، مع صوت إغلاق الباب، قال كونراد : " ما الذي يحدث ؟ لماذا تبدو هكذا ؟ "
كان شقيقه الأصغر لم يدخل الدوقية منذ أيام . حتى الآن، والجميع في القصر متوترون، كان كونراد قلقًا بشأن رد فعل أخيه المفاجئ وغير الطبيعي .
" أخي، أنت أيضًا لم تكن تعلم …؟ "
" ماذا ؟ "
" أوليڤيا، تلك المعاملة …… "
توقف جايد عن الكلام بعد أن تحدث بشكل متقطع، لكن كونراد رفع حاجبيه .
أوليڤيا … تفاعل كونراد بحساسية على الاسم الذي كان يجعل الدوقية متوترة هذه الأيام .
" ماذا سمعتَ لتتحدث هكذا ؟ ماذا فعلت تلك الفتاة ؟ "
لقد غادرت إلى إقليم ڤيكاندر اليوم، هل فعلت شيئًا آخر قبل أن تغادر ؟
لكن جايد تمتم بوجه خالي من التعبيرات : " الأميرة، لقد نادتها 'نصفية' "
" ثم ماذا ؟ "
" ثم ماذا ؟ أخي ! لم تكن الإمبراطورة فقط، بل الأميرة أيضًا ! إذن، لابد أن الجميع فعلوا ذلك ! نادوا أوليڤيا بـ'نصفية'."
" ثم ماذا، ما الأمر ؟ "
سقطت كلمات باردة فوق صوت جايد الذي كان يصرخ وكأنه يفرغ مشاعره .
كان كونراد مادلين أخوه، شخصًا عادلاً مع الجميع. بارد و قوي و شجاع مثل والده، وفي نفس الوقت دافئ .
" تركتها وشأنها لأنني أردتُ ذلك "
لذلك كان من الصعب تصديق ذلك . كان من الصعب حقًا تصديق أن كونراد علم بكل شيء و ترك أوليڤيا وحدها .
أن أخاه هو من تسبب في تعرض أوليڤيا لتلك الإهانات العديدة في ذلك المجتمع القاسي، أمام الإمبراطورة و الأميرة .
ابتسم كونراد ببطء : " أحقًا لم تكن تعلم ؟ "
كان الأمر واضحًا جدًا .
لم يستطع جايد أن يقول أي كلمة .
عادت حقيقة تجاهلها إلى ذهنه و شعر بألم شديد . بمجرد أن أدرك جايد ذلك، قبض قبضته بإحكام، لكنه لم يستطع منع عينيه من الاحمرار .
كونراد، الذي لم يرى تلك العينين، ابتسم بخفة وهز كتفه .
" على أي حال، المنزل صاخب بسبب أوليڤيا، إذا كنت قد انتهيت من ذلك، عد إلى المنزل الآن."
وكأن شيئًا لم يحدث .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
انتشر خبر عودة جايد مادلين إلى الدوقية بعد غياب طويل بسرعة في أرجاء الدوقية، لكن إيسيلا، التي ذهبت لزيارة جايد، أدركت على الفور من تصرفه بعدم حضوره حتى العشاء .
كان هناك جو من الخطر ينبعث من جايد وهو يغير ملابسه إلى الزي الرسمي، وكأنه اتخذ قرارًا حاسمًا .
بالضبط مثلها عندما كانت تترنح قبل أن تذهب لتطلب المغفرة من أختها .
" إلى أين أنت ذاهب ؟ "
" …… إلى أوليڤيا."
كتمت إيسيلا تنهيدة . لقد حدث ما كانت تتمناه متأخرًا جدًا .
قالت إيسيلا بصوت منخفض : " لقد غادرت أختي."
" ماذا ؟ "
اتسعت عيون جايد كما لو أنه لا يعرف ذلك حقًا . عندما اقترب جايد بخطوات واسعة، بدت الهالات السوداء تحت عينيه واضحة .
" إلى أين ؟ إلى إقليم ڤيكاندر ؟ "
كان صوته مليئًا بالثقة وكأنه لا يوجد مكان آخر، لكن إيسيلا هزت رأسها .
" لن أخبرك بذلك."
" إيسيلا ! "
على الرغم من القوة التي ناداها بها باسمها، نظرت إيسيلا إلى جايد بهدوء .
" كان عليك أن تفعل ذلك منذ وقت طويل."
اهتزت عينا جايد وكأنه قد صُدم . رؤيته هكذا جعل قلب إيسيلا يتألم أكثر .
لو كان أسرع قليلاً فقط … لا، لو أن جايد ذهب معها عندما ذهبت لرؤيتها، لكن الافتراضات التي لا تتحقق تلاشت كبقايا لا يمكن لمسها .
ضغطت إيسيلا على شفتيها المرتعشتين، و شعرت بوخز في أنفها .
" … أختي طيبة جدًا، لقد سامحتني حتى عندما ذهبت إليها متأخرة."
" …… "
" لذلك، لا أستطيع أن أخبرك يا أخي."
بعد أن أنهت إيسيلا كلماتها بصوت مرتجف بصعوبة، أدارت ظهرها لجايد دون تردد، وعندما خرجت من غرفته، تنهدت وكأنها تخفف عن نفسها .
" سوف أعطيها لأخي جايد في يوم آخر."
تذكرت إيسيلا الرسالة التي جاءتها من أوليڤيا.
" آنستي … لقد وصلت رسالة."
جاءت سالي إليها أولاً مع رسالة قيل إنها من دوقية ڤيكاندر في منتصف النهار . سرعان ما امتلأت عيناها بالدموع من التوقع .
قيل إن الرسالة التي أرسلتها أختها إلى سالي كانت مليئة بمشاعر أختها .
الرسالة التي جاءت إليها كانت مشابهة .
كلمات لطيفة مكتوبة بخط جميل، تقول أنها ستذهب إلى إقليم ڤيكاندر، و إذا أرادت مراسلتها، فيمكنها إرسال الرسالة إلى الدوقية أولاً .
الشيء الوحيد الذي كان مختلفًا عن رسالة سالي هو وجود رسالة أخرى مفصلة تتضمن كيفية كتابة الدفاتر و الميزانية و الاجتماعات مع مدير البنك .
وعلى هذه الرسالة، كانت هناك ملاحظة "سلميها إلى جايد مادلين".
جايد مادلين، وليس أخي .
عندما رأت إيسيلا هذه الجملة، فهمت بوضوح ما كانت أختها تحاول قوله .
في مجال رؤية إيسيلا وهي تدير رأسها، رأت مكان الصورة العائلية التي كانت معلقة في القاعة بالطابق الأول، وكان المكان بارزًا .
تمامًا كما لو أن شيئًا ما كان ملصقًا ثم تم نزعه، كان لون الحائط في ذلك المكان فقط أغمق بشكل خاص . تمامًا في ذلك المكان، شعرت إيسيلا بفراغ في جزء من قلبها .
والدها، الذي أمر بالتخلص من الصورة، لن يعلم أبدًا أن تلك الصورة ذهبت إلى غرفة إيسيلا .
نظرت إيسيلا حول القصر بعينين حزينتين .
الستائر التي تتغير مع كل موسم، و زخارف الزهور الجميلة، و النوافذ و الممرات النظيفة دائمًا .
دوقية مادلين التي كانت تحظى بإعجاب الجميع .
لن تتمكن من رؤية لمسات أختها في كل مكان في القصر بعد الآن .
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
****************************