شعر قلب أوليڤيا بالاضطراب وهي ترى العربة تبتعد .
هل كان ذلك بسبب رؤية إيسيلا التي لم تتوقع رؤيتها مرة أخرى ؟ أم لأنها سامحت إيسيلا ؟ أم لأنها سمعت أن كونراد قد جاء ؟
لم تستطع أوليڤيا التمييز بسهولة .
" … هل هناك شيء نسيتيه بسبب لقائكِ بأختكِ ؟ "
كانت تلك اللحظة التي ابتلعت فيها مشاعرها المتضاربة . اتسعت عينا أوليڤيا عند سماع الصوت اللطيف .
"منذ متى وأنت هنا؟"
" منذ فترة، أوليڤيا، لا تغيري الموضوع و تذكري ما نسيتيه بسرعة."
منذ فترة ؟ لم أشعر بوجوده على الإطلاق .
لكن إدوين كان ينظر إلى أوليڤيا بوجه حزين وكأنه يقول لها ألا تفكر في أي شيء آخر .
شيء نسيته …
فكرت أوليڤيا مليًا، لكن لم يخطر ببالها شيء .
نظرت إلى سوبيل خلفها و أومأت برأسها له لتطلب تلميحًا، لكن سوبيل رفع كتفيه فقط .
" …… ماذا نسيت ؟ "
" واو، هذا قاسٍ جدًا، لم أتجاوز غضبي بعد."
أدار إدوين رأسه ببرود .
بالتفكير في الأمر، كنا نتحدث عن عدم ارتداء القلادة التي أهداني إياها إدوين سابقًا، ثم انتقلنا للحديث عن قدوم إيسيلا .
لكن أوليڤيا لم تقلق من كلام إدوين عن غضبه .
إذا أراد التظاهر بالغضب، فعليه أن يظهر على الأقل بعض الاستياء في عينيه، لكن كانت نظرته إليّ دائمًا حنونة، لدرجة أنني أردتُ مضايقته .
لذا، تظاهرت أوليڤيا بأنها لا تعرف و أمالت رأسها بشكل مبالغ فيه .
" … هذا غريب، متى غضب إدوين ؟ "
" إذا فعلتِ ذلك، سأجعل صائغي المجوهرات يصطفون أمام البوابة الرئيسية بدءًا من صباح الغد، حقًا ؟ "
هزت أوليڤيا رأسها رفضًا على لهجة التهديد، و رفعت كفيها علامة على الاستسلام، وكأنها استسلمت .
" أنت لئيم يا إدوين، هل عليكَ حقًا أن تهزمني هكذا ؟ "
" عندما تتذوقين طعم النصر فقط، هكذا تصبحين يا أوليڤيا، كم هو شعور جميل هذا، أنتِ تعلمين ذلك أيضًا."
أومأ إدوين بعينيه إلى أوليڤيا وكأنه يطلب موافقتها . ضحكت أوليڤيا بخفة و أومأت برأسها .
لقد تذكرت بوضوح مدى سعادتها في اليوم الذي لم تخضع فيه للأميرة لأول مرة .
" هذا صحيح، ولكن ليس هناك فائدة تُذكر من هزيمتي، أليس كذلك ؟ "
"على الأقل يُمكنني أن أطلب منكِ الخروج في نزهة، أليس كذلك؟"
ابتسم إدوين بمرح و مد يده. ضحكت أوليڤيا بخفة و وضعت يدها على يده .
" بالتأكيد."
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
كان هواء الليل البارد منعشًا أكثر مما توقعت . بدا أن الرياح الباردة تلطف عينيها المُحمرّتين .
سمعت صوت دوران عجلات العربة . كانت العربة التي أقلت إيسيلا تعود من الاتجاه المعاكس . ابتسمت أوليڤيا بخفة .
" بهذا الشكل، ستصبح بوابة قصر الدوق الأكبر مكان تجمع لعائلة مادلين."
جايد جاء مرة، و إيسيلا مرة، وحتى كونراد، لذا يمكن القول حقًا أنه أصبح مكان تجمع .
كانت مزحة، لكن إدوين اتسعت عيناه و رمش .
" كيف تقولين ما قلته بالضبط ؟ "
" هل فكرت بنفس الشيء يا إدوين ؟ "
" بالتأكيد، لقد جاءوا أفراد عائلة مادلين ثلاث مرات بالفعل."
ثم نظر إدوين إلى تعابير وجه أوليڤيا بسرعة.
" … هل أنتِ بخير يا أوليڤيا ؟ "
" ماذا ؟ "
" فقط سألت، لا تقلقي."
غير إدوين الموضوع بسرعة .
ماذا ؟ … فكرت أوليڤيا بعمق، ثم ضيقت عينيها و ابتسمت قليلاً .
" … مهما فكرت، أنتَ مراعٍ يا إدوين، هل كنت قلقًا عليّ لأن الدوق الشاب جاء ليأخذ إيسيلا ؟ "
لم يجب إدوين، ثم انحنت زوايا فم أوليڤيا .
" كنت بخير."
لطالما كان الأمر كذلك . لذا، لم يكن الأمر يهمها كثيرًا … لا، بتعبير أدق، كان هناك سبب آخر لكونها بخير .
ابتسمت أوليڤيا بمرح و وقفت في طريق إدوين، و قبل أن يسأل إدوين عن السبب، هزّت كتفيها وقالت .
" الآن، إذا خرجت، ستأتي أنتَ لاصطحابي."
في أي مكان، في أي وقت .
كان لديها إيمان راسخ بأن إدوين سيأتي لاصطحابها .
لذلك، كانت بخير، لأن إدوين قد استحوذ على جزء أكبر بكثير من انتباهها في مرحلة ما مقارنة بكونراد الذي لم يأتي أبدًا لاصطحابها .
انحنت عينا إدوين الحمراوان ببطء . شعرت أوليڤيا بالحرج من التقاء نظراتهما، فأشاحت بنظرها بعيدًا دون سبب .
" ماذا أفعل يا أوليڤيا ؟ "
" ماذا ؟ "
" حتى لو هززتني هكذا دون وعي."
واجه إدوين أوليڤيا بحنان، كان صوته المليء بالتنهدات لطيفًا للغاية .
" ليس لدي خيار سوى أن أتبعكِ بلا حول ولا قوة."
" …… "
" ما هذا ؟ "
كان تعبير إدوين الذي بدا حائرًا بصدق لطيفًا للغاية. ضحكت أوليڤيا بصوت خافت .
الرياح التي كانت تشعرها بالبرودة فقط، أصبحت الآن تهب بلطف بشكل يداعب الحواس .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" … لذلك، أخطط لطلب حضور الدوق الأكبر و الأميرة مادلين للاجتماع غدًا، حينها، سنتحدث عن 'مهلة العام الواحد'، لذا على الجميع أن يعلم بذلك."
قال الإمبراطور بوقار في قاعة اجتماع النبلاء .
بمجرد أن أنهى الإمبراطور كلامه، قبض الدوق جيوفاني مادلين على قبضته بإحكام . حاول كبت الغضب الجامح من الهياج، لكن دون جدوى .
كان النبلاء الجالسون بجانبه قد لاحظوا بالفعل حالة الدوق مادلين الغاضبة، و بدأوا يتهامسون فيما بينهم .
" إذن، هذا ما قاله جلالته الآن، أليس كذلك ؟ خلال فترة السماح التي تبلغ عامًا واحدًا، إما أن تعود الابنة الكبرى إلى مكانها، أو أن تصبح الابنة الصغرى ولية العهد."
" باختصار، هذا هو ما سيحدث."
" لا، هل يعقل أن الدوق سيضحي بابنته الصغرى ؟ تلك الابنة التي يعتز بها إلى هذا الحد ؟ "
" وهل تعتقد أن الابنة الكبرى التي تلقت عرض زواج من الدوق الأكبر ستعود ؟ "
" لا أعرف، لكن ألم نكن جميعًا نعلم مدى حب الابنة الكبرى لولي العهد ؟ "
عندما بدأت الأصوات المتهامسة تتعالى، ضرب الإمبراطور الطاولة بقبضته، ومع الصوت العالي، ساد الصمت في قاعة الاجتماعات وكأن الماء البارد قد سكب عليها .
" الجميع صاخبون، هذا يكفي لاجتماع اليوم، اذهبوا جميعًا."
ارتعش حاجب الإمبراطور بغضب، وعندما أظهر علامات انزعاجه، غادر النبلاء قاعة الاجتماعات دون تمييز بين حزب الإمبراطور و حزب النبلاء، باستثناء شخص واحد، الدوق جيوفاني مادلين.
" … أيها الدوق، لماذا لا تغادر ؟ "
على الرغم من أنه كان يعلم أن هذا سيحدث، قال الإمبراطور للدوق بوجه غير مبالٍ عمدًا .
فك الدوق تعابير وجهه المتصلبة بصعوبة وقال للإمبراطور : " جلالة الإمبراطور، مهلة عام واحد ؟ أرجوك أعد النظر."
" بماذا أعد النظر ؟ ألم يتم الانتهاء من هذا الأمر بالفعل في الاجتماع ؟ "
" يا جلالة الإمبراطور، ألم تنهي الحديث الذي دار بيننا قبل أربعة عشر عامًا في ذلك الوقت أيضًا ؟ "
أصبح صوت الدوق باردًا و حادًا . عبس الإمبراطور و نظر إلى الدوق بغضب .
" أيها الدوق ! ما هذا التعبير الوقح تجاهي الآن ! "
" … أنا آسف يا جلالة الإمبراطور، ولكن أرجوك حافظ على وعدك بولاء عائلة مادلين، ألم تقل أنك ستستبعد ابنتي الصغرى من قائمة المرشحين لولية العهد ؟ "
مع ذلك، كان الإمبراطور نفسه يعلم جيدًا أن تعبير الدوق لن يلين في هذه المرحلة .
" … إنها من نسل مادلين، إن قبلتَ تلك الطفلة أميرةً لعهدك، فسيظل ولاء مادلين ملازمًا لجلالتك."
أومأ الإمبراطور برأسه ببطء . لقد وعد الدوق بالفعل .
" … هذا صحيح، لكن ماذا عساي أن أفعل ؟ لقد تغير الوضع."
" جلالة الإمبراطور ! "
" لذا، كان يجب أن تدير شؤون ابنتك بشكل أفضل أيها الدوق."
قال الإمبراطور بهدوء، و خفض الدوق رأسه . كان من الواضح أن تعابير وجهه الغاضبة كانت مخبأة تحت رأسه المنحني، لكن الإمبراطور، بدلاً من توبيخه على وقاحته، تحدث عن شيء مفيد .
" كيف يمكن لخطيبة ولي العهد أن تقبل عرض زواج الدوق الأكبر ؟ لا أرغب في قول ذلك، لكن لا أستطيع أن أفعل شيئًا حيال هذا العار."
"......."
" يا للعجب، هل هذا معقول أيها الدوق ؟ أن تقبل خطيبة ولي العهد الذي سيقود الإمبراطورية عرض زواج من الدوق الأكبر ؟ "
استهزأ الإمبراطور و قلب عينيه.
أن تستمر العداوة مع عائلة الدوق الأكبر ڤيكاندر حتى جيل ابنهما، كان أمرًا مضحكًا، لكنه لم يستطع السماح لليوبارد بأن يتبع نفس خطاه .
كان عليه أن يدوس على الدوق الأكبر بطريقة أفضل . كلما كان الأمر أكثر فاعلية بحيث لا يمكنه التعافي، كان ذلك أفضل، لذلك، ابتسم الإمبراطور بتساهل للدوق .
" … أنا أيضًا لا أريد أن أخلف وعدي مع الدوق، فأنا أعلم جيدًا مدى اعتزازك بابنتك الصغرى."
"......."
" أنا أمنحك فرصة أخرى الآن، حتى أنني أؤجل تحقيق أمنية باسم الإمبراطور "
بدأت القوة في كتفي الدوق تتلاشى تدريجيًا . في تلك اللحظة، واجهت عينا الإمبراطور الدوق بتحذير .
" لذا أيها الدوق، لا تخيب أملي، إذا كان لديك وقت لهذا، أليس من الأفضل أن تتحدث مع الابنة الكبرى قبل اجتماع الغد ؟ "
" … سأمتثل لأمرك يا جلالة الإمبراطور."
انحنى الدوق بوجه متجهم أمام الإمبراطور . أومأ الإمبراطور برأسه بعطف، وعندما غادر الدوق قاعة الاجتماعات، انفجر الإمبراطور في ضحكة عالية .
" هاهاها، كيف يُمكن أن تكون الأمور مُمتعة إلى هذا الحد ؟ "
ربما يكون النبلاء الذين غادروا قبل قليل قد نشروا الكلمات بالفعل، وإذا أضيفت بعض التوابل إلى القصة، فمن المؤكد أن شيئًا ممتعًا سيحدث .
مهلةٌ مدتها عامٌ واحد …
إنها طريقة لطيفة لقول بأن هذا يهدف لتوضيح وريث المرأة التي كانت بعلاقة من العائلة المالكة، لكن في الواقع لم يكن الأمر سوى افتراءٍ على عفة المرأة .
أوليڤيا مادلين كانت مخطوبة لولي العهد لمدة أحد عشر عامًا، كان من الغريب ألا ينتشر الحديث عنها .
فضيحة جديدة لأميرة مليئة بالفضائح . أصبحت فضوليًا للغاية لمعرفة ما إذا كانت الأميرة ستبقى بجانب الدوق الأكبر، حتى لو كانت الكلمات ستختفي دون أثر إذا جاءت بجانب ليوبارد .
" … يا كبير الخدم."
" نعم يا جلالة الإمبراطور."
اقترب كبير الخدم الذي كان يقف بجانبه . ارتفعت زوايا فم الإمبراطور بشكل مائل .
" اكتب رسالة إلى الدوق الأكبر، على أي حال، يجب أن نخبره بوجود اجتماع، أليس كذلك ؟ "
" سأرسل شخصًا على الفور … "
" لا."
انحنى كبير الخدم عند سماع الكلمات التي تحمل ضحكة كسولة . ارتفعت عينا الإمبراطور ببرود.
" خذ وقتك، غدًا، قبل ساعة من بدء الاجتماع سيكون جيدًا."
على الرغم من أن ذلك الوقت كان من الصعب فيه حتى الحضور إلى الاجتماع بشكل صحيح .
لم يجب كبير الخدم، بينما ابتسم الإمبراطور بقسوة عند الإيماءة الواضحة .
كان وكأنه يتمنى دمار شخص ما .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
خيّم الغروب الذهبي على قصر تياجي .
ضمت ماريا إثيل يديها و وضعتهما قرب صدرها، في تلك اللحظة، قال ليوبارد بلطف : " ماريا، سأجعلكِ خطيبتي "
" آه ! "
أطلقت ماريا تعجبًا خفيفًا من خلال شفتيها المفتوحتين، و لمعت عيناها الزرقاوان الجميلتان بانفعالٍ غامر، ثم امتلأتا بالدموع .
خطيبة ليوبارد !
لقد شعرت بهذا منذ أن ابتسم ليوبارد بابتسامته الجميلة، قائلاً أن لديه أخبارًا سعيدة، لكن الواقع الذي واجهني كان شيئًا يفوق أي مقارنة .
يبدو أن ماريا إثيل التي كانت تبكي من التأثر، كانت جميلة في عيني ليوبارد، فاحتضنها و ربت على ظهرها .
" هاهاها، هل أعجبكِ الأمر إلى هذه الدرجة ؟ "
" … بالتأكيد يا صاحب السمو، حقًا، لا تعلم كم انتظرتُ هذا اليوم "
انقطع صوت ماريا، المفعم بالفرح، بشكل متقطع .
الآن، سيصبح ليوبارد حقًا حبيبها، وأكثر من ذلك، ستصبح علاقتهما رسمية .
كيف لا تشعر بالانفعال ؟ فمنذ أن رأت ليوبارد لأول مرة، كانت تلك النصفية، أوليڤيا، تحتل مكان الخطيبة .
لكنها تختلف عن تلك النصفية، هي، التي تحمل دم عائلة إثيل النبيلة، تستطيع خدمة جلالة الإمبراطورة و توسيع نفوذ حزب النبلاء .
رسمت في مخيلتها سريعًا صورتها وهي ترتقي من ولية عهد إلى إمبراطورة .
ليوبارد وهي، سينجحان أكثر من أي إمبراطور و إمبراطورة سابقين، لأنهما كانا يحبان بعضهما البعض بقوة .
" هل أنتِ سعيدة جدًا ؟ إذن، ستتمكنين من أداء دور الخطيبة جيدًا لمدة عام، أليس كذلك ؟ "
" ماذا ؟ "
في تلك اللحظة، لم تصدق ماريا أذنيها .
لمدة عام ؟ من المؤكد أن ليوبارد قد أخطأ في الكلام .
" ليو … ليوبارد … هذا، ما الذي تقصده ؟ "
الآن، كان عليها أن تتصرف بذكاء كولية عهد مستقبلية، لكنها تلعثمت في الكلام .
لم تفعل شيئًا كهذا من قبل خشية أن تبدو حمقاء، لكنها لم تستطع النطق بكلمات بسهولة بسبب الارتباك .
" ماذا يا ماريا ؟ "
" ماذا تقصد بـ 'لمدة عام' ؟ "
عندها فقط، ابتسم ليوبارد وكأنه فهم، و شعرت ماريا ببعض الارتياح لأن تلك الابتسامة كانت ابتسامة عاشق مُحب، ثم تحدثت بثقة .
" خطيبة لمدة عام واحد فقط ؟ لقد أخطأت في الكلام، أليس كذلك ؟ "
" لقد قلتها بشكل صحيح يا ماريا."
" ماذا ؟ "
شحب وجه ماريا . ابتسم ليوبارد ببطء و مرر يده على خدها .
" أوليڤيا ستغيب لمدة عام كفترة سماح، وبدلاً من ذلك، ستحتلين أنتِ مكانها رسميًا خلال هذا العام."
الشعور الجميل الذي كان يركض على الغيوم، هبط فجأة إلى الأرض .
رمشت ماريا بعينيها . كانت تعتقد بدون أدنى شك أن هذا سيكون أسعد يوم في حياتها، لكن هذا الآن كان كابوسًا .
كانت ماريا، وهي ترمش، جميلة كدمية حقًا، لهذا قبل ليوبارد شعرها .
" الأميرة مادلين … "
ابتسمت ماريا بصعوبة . ليوبارد، الذي لطالما أحبها، بدا بعيدًا عنها بشكل غريب اليوم .
" ماذا لو لم تعد الأميرة ؟ ألن أصبح أنا زوجة سموك عندها ؟ "
" ماريا."
كانت عينا ليوبارد اللتان تنظران إليها بتوبيخ باردتين .
— تحطم .
بينما كان قلب ماريا يهوي إلى الأسفل، كسر ليوبارد تعبيره البارد و ابتسم بمرح .
" …… هذا مستحيل."
لقد حطم آمال ماريا المتضخمة دفعة واحدة .
ماذا يعني " هذا مستحيل " ؟ هل يعني أن الأميرة ستعود بالتأكيد ؟ أم أنه يعني أنني لا أستطيع أن أصبح زوجته ؟
" أؤمن أنكِ ستؤدين دور خطيبتي جيدًا لمدة عام على الأقل، أليس كذلك ؟ "
العلاقة التي حددها ليوبارد كانت واضحة و محددة . علاقة رسمية لمدة عام واحد، إذن ماذا سيحدث بعد ذلك ؟
مرة أخرى، هل سأعود إلى مجرد عشيقة ؟
ربت ليوبارد بلطف على رأسها، و بقيت ماريا متصلبة، ولم تفعل سوى الرمش .
لم تصدق … لقد اعتقدت دائمًا أن تلك النصفية هي التي تعيق حبها هي و ليوبارد، لكن ليوبارد، حتى بعد اختفاء تلك النصفية، لم يدعمها .
بدا غريبًا، وكأنه شخص لم تره من قبل .
من هذا الشخص الذي يحتضنها الآن و يظهر وجه حبيبها ؟
تحطمت آمال ماريا إلى قطع صغيرة . جرحت الشظايا الحادة المتكسرة قلب ماريا بشكل لا يمكن إصلاحه .
قبل أن تدرك ذلك، غربت الشمس و عاد قصر تياجي يلمع باللون الفضي مرة أخرى، وكأن القمر البارد يسخر من آمالها المحطمة، فجأة تذكرت ماريا أوليڤيا .
" هل تريدين أن تصبحي عشيقة ؟ "
تذكرت تلك الكلمات فجأة، فهزت ماريا رأسها .
لم ترغب في التخلي عن ذلك أبدًا، ستحول هذا العام الواحد إلى الأبد، وكانت ماريا واثقة من ذلك .
انتشرت رغبة عميقة في عينيها الزرقاوين .
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
****************************