الفصل ١٤ : ‏Do Your Best to Regret

{ جايد، الذي كان سيئًا، و قاسيًا، و مزعجًا، لكنني لطالما أنتظرته }


" … لا أعرف عما تتحدث، جايد "

" لقد سئمت من ذلك، توقفي عن مناداتي بهذا الشكل و أخبريني لماذا انتشر هذا الهراء بأن الدوق الأكبر أقسم لكِ، وكأن هذا الكلام يمكن أن يكون صحيحًا !! "

عضّت أوليڤيا شفتيها لا إراديًا .

لقد مر عام ونصف، منذ أن ذهب جيد إلى حرب هڤرتي ولم يأتي أبدًا، كانت هذه المرة الأولى التي يلتقيان فيها بعد عام ونصف .

كان لديها الكثير لتقوله . أرادت أن تتذمر و تسأله لماذا لم يرد على أي من رسائلها، ولماذا أعاد مواد الإغاثة .

أرادت أن تقول له شكرًا لعودته سالمًا، و تمنت لو ابتسم مرة واحدة لو قالت ذلك، لكن جايد، في الواقع، لم يتغير شيئًا عن العام والنصف الماضيين عندما كان يتجاهلها دائمًا .

هدأت نظرة جايد الحادة قليلاً .

" إنها كذبة، أليس كذلك ؟ اعتقدت ذلك، حسنًا، من قد يقسم قسم الفارس لكِ ؟ خاصة شخص مثل الدوق الأكبر، هذا المجـ …… "

" إنها الحقيقة "

" … ماذا ؟ "

نظر جايد إلى أوليڤيا بوجه لا يصدق، ثم سخر . فتحت أوليڤيا فمها ببطء، و تذكرت عادة جايد في إخبارها بعدم الكذب .

" لقد أقسم لي سمو الدوق الأكبر، يا جايد، وكما تعلم، كان قسم فارس لسيدة "

" هذا مستحيل ! "

" لماذا تتحدث بهذه الطريقة ؟ "

" ماذا ؟! "

صرخ جايد غاضبًا على كلمات أوليڤيا المتمتمة . بدا وكأن داخله يغلي ويكاد ينفجر .

من الواضح أن الموقف كان يستدعي أن يقسم للأميرة، فلماذا هي بالذات ؟ هل تعرف هذه الحمقاء حتى معنى ذلك ؟

لهث جايد لفترة طويلة، وفجأة كانت أوليڤيا هادئة جدًا . نسي جايد أن يتنفس للحظة وهو يحدق في أوليڤيا.

الآن بعد أن فكر في الأمر، ماذا قالت ؟

أضاء ضوء القمر الذي تسلل عبر النافذة فوق الباب أوليڤيا . تحت ضوء القمر البارد، كانت تخفض رأسها بهدوء .

تلألأ شعرها الفضي الذي يشبه شعر جايد تمامًا وكأنه سيختفي في أي لحظة .

هبط قلب جايد . لم تخفض أوليڤيا رأسها أبدًا . حتى عندما عرف جايد في العاشرة من عمره أن أوليڤيا ليست أخته الحقيقية .

" كان بسببك ؟ أمي ماتت بسببك !! "

جايد، الذي كان يعتني بأوليڤيا سرًا دون علم والده و كونراد، كره أوليڤيا أكثر من أي شخص آخر منذ ذلك الحين .

بدا أن أوليڤيا، التي كانت ترتدي ملابس بالية و تعض شفتيها فقط، قد قالت شيئًا، لكنه لم يرغب في سماع أي أعذار . حتى بعد عامين من وفاة والدته، اعتقد جايد أن أوليڤيا أخته .

ندم بشدة على رعايته لأوليڤيا خلال تلك الفترة . منذ ذلك الحين، استمر جايد في مضايقة أوليڤيا.

سواء أطلق مجموعات من الضفادع تحت سريرها، أو حبسها بالخارج تحت المطر في يوم خريف بارد، أو مزق كتبها المفضلة، أو دفعها دون سبب . حتى عندما كانت وحدها في المجتمع … في كل تلك الأمور، كانت أوليڤيا ترفع رأسها باستقامة، ولم تخفض رأسها هكذا .

بينما كان جايد لا يستطيع النطق بكلمة واحدة، رفعت أوليڤيا رأسها . كان وجهها يبتسم كالمعتاد .

" لماذا … لماذا تتحدث وكأن لا أحد سيقسم لي أبدًا ؟ "

" هذا …… "

" يمكنني الحصول على ذلك أيضًا، أنا أيضًا شخص بالغ وقد قمت بحفلة ظهوري الرسمية "

وكأنها تمزح، ابتسمت أوليڤيا بخجل و أمسكت بطرف فستانها و تظاهرت بأداء تحية . ضاقت عينا جايد وهو يحدق في مظهرها .

" هذا … إنه قفاز من هڤرتي "

" أوه ؟ "

أخفت أوليڤيا يديها خلف ظهرها لا إراديًا . أطلق جايد صوتًا مكبوتًا بين أسنانه .

" هل حصلتِ عليه من الدوق الأكبر ؟ "

" …… نعم "

" هل كنتِ تعرفينه قبل أن تتقابلان اليوم ؟ "

" …… نعم."

" هذه الحمقاء ! "

انطلق صوت كالصاعقة، بينما ارتجفت أوليڤيا قليلاً للحظة، صرخ جايد الذي كان يلهث وهو ينظر إليها و صعد الدرج .

بعد فترة، سمع صوت إغلاق الباب بقوة .

حدقت أوليڤيا في الجزء العلوي من الدرج قليلاً . كونراد كان الخبير في الكلمات القاسية، ولكن ربما بعد عودته من الحرب، أصبحت كلمات جايد أسوأ .

كيف يمكنه انتقاء الكلمات التي تؤذيني فقط ؟

خطر ببالها كلماته "لقد سئمت من ذلك" و رفضه الفوري للقسم، فقبضت أوليڤيا قبضتها بقوة أكبر .

تذكرت الآن علامات الأظافر التي ستترك على كف يدها تحت القفاز . بدأت قدماها تؤلمها مرة أخرى وكأنها تحترق .

صعدت أوليڤيا الدرج وهي تعرج .

هل كان الطريق إلى غرفتي بهذا الطول ؟

بعد مرورها بالممر الطويل و دخولها الغرفة، جلست أوليڤيا على الأرض فقط بعد التأكد من إغلاق الباب و إقفاله .

على وجهها الخالي من الابتسامة، كانت علامات الأذى باقية تمامًا .

لقد مر وقت طويل … يا له من لقاء فوضوي .

جايد السيء، جايد اللئيم، جايد الشنيع، ومع ذلك … جايد الذي لطالما انتظرته .

امتزج الفرح و الشوق و المودة و قليل جدًا من خيبة الأمل، وتمتمت أوليڤيا بصعوبة بكلمة واحدة .

" … أنا سعيدة على عودتك سالمًا يا جايد، لقد انتظرتك حقًا "

الكلمات التي أرادت بشدة أن تقولها لجايد، انتشرت في الغرفة التي كانت فيها أوليڤيا وحدها ثم اختفت .

عندما نامت أوليڤيا المتعبة، حلمت باليوم الذي أعطاها فيه جايد الدمية .

كان ذلك قبل 8 سنوات، خلال مهرجان إقطاعية مادلين .

في ذلك الوقت، عندما استيقظت أوليڤيا، وكانت تبلغ من العمر اثني عشر عامًا، على حركة خارج غرفتها .

هل جاء جايد مرة أخرى ليضع الضفادع في غرفتها ؟

لو كان يريد أن يكون لئيمًا، لكان فأر المجاري أفضل . السيد الصغير الذي لا يستطيع حتى لمس الفئران كان يبذل قصارى جهده لمضايقتي .

لم يعرف أحد أن جايد، الذي كان يبلغ من العمر ثماني سنوات إلى عشر سنوات وكان يعطيني أكاليل الزهور، و يبتسم لي، وحتى يعطيني الألعاب، سيصبح بهذا السوء في الرابعة عشرة من عمره.

على الرغم من أنني كنت أبذل قصارى جهدي دائمًا، لم يكن جايد يقدر أي شيء، بل كان يزيد من ضغائنه فقط .

كما لو أنه كان يكره أوليڤيا حتى الموت .

ابتلعت أوليڤيا مرارتها و انتظرت ضغينة جايد . ربما كانت هذه المضايقة أفضل … أفضل من والدها الذي لا ينظر إليها وكأنها غير موجودة، لكن مهما انتظرت، لم يدخل .

أوليڤيا، التي كانت تكتم أنفاسها و تنتظر فتح الباب، فتحت الباب بحذر في النهاية .

كان جايد في الممر المضاء بشكل خافت . كانت رائحة الكحول تفوح منه بقوة، كما لو كان قد سرق بعض النبيذ و شربه سرًا .

بوجه جامد استدار جايد ببطء لينظر إلى أوليڤيا، للحظة، شعرت أوليڤيا بالتوتر .

كان جايد، الذي كان أطول من أوليڤيا بثلاث شبرًا على الأقل، قد أصبح أقرب إلى جسد رجل بالغ أكثر من صبي وهو يتعلم المبارزة .

لم يضربها أبدًا من قبل، لكنها رأت مرات عديدة كيف يمكن أن يتغير البالغون وهم في حالة سكر في شارع تورنينج بيل، لكن جايد لم يفعل شيئًا .

وقف هناك وهو يحمل دمية أرنب كبيرة و دمية أرنب صغيرة في كل يد .

كما لو أنه تعرف على أوليڤيا ببطء، تجعد وجهه الشاب ببطء .

" …… ولكن … "

بعد فترة طويلة، صدر صوت متمتم . مالت أوليڤيا برأسها و خطت خطوة إلى الأمام لا إراديًا .

وفجأة، لم تستطع التنفس .

" … إنها أختي، فلماذا لستِ أختي …… ؟ "

" …… "

" اعتقدت أنكِ أختي."

" …… "

" لماذا لستِ أختي … ؟ "

امتلأت عيناه التي كانت تحدق في أوليڤيا بالدموع .

للحظة، تداخل فوق ذلك وجه جايد وهو أصغر سنًا من الآن .

جايد الذي كان يصنع لها أكاليل الزهور دائمًا، و يتعارك معها حول الألعاب، وفي النهاية يقدم لها الألعاب . جايد الذي كان يبتسم بسعادة وهو يتلقى قبلات الدوقة .

" أبي و أخي كانا قاسيين جدًا، ألم تتناولي الطعام ؟ "

جايد الذي كان يأتي سرًا بالخبز و الدمى لتهدئتها دون أن يعرف لماذا كان والده و كونراد يفعلان ذلك .

" كان بسببك ؟ أمي ماتت بسببك !! "

ثم جايد البالغ من العمر عشر سنوات الذي صرخ بغضب بعد أن عرف كل شيء .

عضّت أوليڤيا شفتيها بقوة . كانت أوليڤيا دائمًا تصر بعناد على أنها أخته الصغرى، لكنها لم تستطع قول أي شيء لجايد الآن .

بخطوات متأرجحة، ذهب جايد إلى أمام باب غرفة إيسيلا و وضع الدمية الكبيرة هناك، ثم رمى الدمية الصغيرة باتجاه أوليڤيا و اختفى في غرفته .

عندها فقط، مشت أوليڤيا ببطء نحو الدمية .

دمية أرنب جميلة . كانت الدمية التي احتضنتها دافئة و مريحة، تمامًا مثل الدمية التي أحضرها لها جايد عندما كانت طفلة .

— الصورة التوضيحية : هـنـا .

في تلك الليلة، واجهت أوليڤيا صعوبة في النوم .

كان شيء ما ينخز قلبها، عاد شعور السعادة الطفولي الذي تذوقته للحظة .

ربما كان جايد في زاوية من قلبه يعتبرها أخته الصغرى، فقط إذا بذلت جهدًا أكبر قليلاً .

" أوليڤيا هي الأميرة الزمردية."

اعتقدت أن تلك السعادة ستعود إليها مرة أخرى .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

— بـانق .

دوّى صوت الباب الذي أُغلق بقوة .

تجسدت صورة أوليڤيا وهي تخفض رأسها أمامه . هزّ جايد رأسه للتخلص من الصورة العالقة و تمتم بشتيمة .

" ذلك الرجل المجنون، لقد قيل أن عقله أصبح كالحجر، ولكن ما هذا ؟! "

لقد انتظرت هذا اليوم، لقد تحملت المشقة لعام ونصف وأنا أفكر في اليوم الذي سأذهب فيه إلى مأدبة النصر، ولكن بالذات، جاءت معلومات استخباراتية عن وجود فلول لهڤرتي .

توضيح : الفلول هم بقايا الجيش المنهزم أو المتفرق بعد الهزيمة .

وقد اختارني ذلك الدوق المجنون بالذات و طلب مني أن أذهب وأحل الأمر، لكن المعلومات الاستخباراتية كانت كاذبة .

ومع ذلك، الشخص الذي سكب الماء البارد على توقعاتي المتضخمة كان أحد الفرسان الذين التقيت بهم عند دخولي العاصمة .

كان الفارس، الذي قال أنه في طريق عودته إلى القصر بعد الذهاب إلى الوليمة، يتفوه بكلمات غريبة.

هل أقسم الدوق الأكبر قسم الفارس لسيدة ما ؟

سخر جايد . بدا الأمر وكأن الإمبراطور قد استخدم خدعة بارعة لربط كلبه، و بالتأكيد، لقد أقسم للأميرة .

" جلالة الإمبراطور قد حسم أمره، يبدو أنه سيقيم حفل زفاف وطني "

" لا يا نائب القائد، السيدة ليست الأميرة ! الشخص الذي أقسم له سموه هي …… "

قطع الفارس الذي كان يتحدث بحماس كلامه فجأة عندما رأى جايد وبدأ يتمتم .

" … الآن بعد أن فكرت في الأمر، إنها أختك يا نائب القائد … "

" ماذا ؟ "

أصبح كل شيء أبيض أمامي . أوليڤيا كانت أميرة مادلين الوحيدة التي يمكنها حضور المأدبة، حتى في القصر الذي عدتُ إليه غاضبًا، لم تكن أوليڤيا موجودة .

بعد أن صرف الجميع، جلس جايد على الدرجة الأولى، و وقف بمجرد عودة أوليڤيا، ثم سألها وهو يحبس غضبه، لكن الشخص الذي تلقى قسم الدوق الأكبر، كانت أوليڤيا بالفعل .

…… هذه الحمقاء .

أنا أعرف أي نوع من الرجال هو الأرشيدوق .

وصل الغضب إلى ذروته، و التقط جايد هدية كانت بجانبه و رماها على الحائط .

عندما سقط الصندوق، سقطت قفازات كانت بداخله . كانت نفس القفازات التي كانت أوليڤيا ترتديها .

تنهد جايد بعمق و نظر إلى الهدايا المتراكمة بجانبه . كانت هدايا اشتراها مماثلاً لهدايا إيسيلا، لكنه لم يتمكن أبدًا من إعطائها لأوليڤيا .

لم يستطع رميها أو إرسالها، فاستمرت في التراكم .

هذه الحمقاء التي اعتقدت أنها أختي، ولكنها لم تكن كذلك .

أغمض جايد عينيه . أصبح عقله مشوشًا لأنه لم يعرف سبب غضبه بهذا الشكل .

وراء رؤيته السوداء، رأى أوليڤيا .

في العاشرة من عمري، أنا الذي كنت أعادي أوليڤيا بعد معرفة وفاة والدتي، و أوليڤيا في الثامنة من عمرها التي كانت تحوم حولي .

توقعات تلك العيون الخضراء، جعلت جايد يشعر بالاختناق أكثر .

اعتقد أن هذه أمنية لا يمكن تحقيقها أبدًا .

لماذا كانت تلك الهدايا متراكمة هكذا ؟

لو فكر قليلاً فقط، لكان الأمر سهلاً، لكن في ذلك الوقت، لم يستطع جايد التفكير قليلاً فقط .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

الطابق الأول من قصر مادلين .

نظرت أوليڤيا إلى الشمس وهي تشرق . عصيرها الأخضر الذي أعدته لوالدها بدا وكأنه سيلقى بعيدًا مرة أخرى هكذا .

لقد انتظرت منذ الفجر . اعتقدت أن والدها أو كونراد أو أي شخص سيأتي و يسألها، عن قسم الأرشيدوق أو أي شيء، لكن الصباح في الواقع كان هادئًا هكذا .

" يا آنستي، الإفطار جاهز بالكامل، أعطيني هذا و تناولي إفطارك "

قالت سالي وهي تأخذ العصير .

وقالت أن جايد قد غادر منذ الفجر .

في غرفة الطعام الفارغة، كان إفطارها فقط موجودًا أمام مقعدها . كان الإفطار وحدها بلا طعم .

متى ستأتي إيسيلا التي ذهبت إلى قصر الماركيز هالكوين، أقربائها من جهة الأم ؟

استمرت أوليڤيا في محاولة التفكير في أشياء أخرى . كان ذلك الهروب الوحيد الذي يمكنها فعله الآن .

اقتربت سالي التي كانت تقف خلفها، و سكبت عصيرًا في الكوب الفارغ وقالت بحذر : " آنستي، هل لي أن أسأل سؤالاً واحدًا من فضلك ؟ "

" ماهو ؟ "

" هل حقًا تلقيتِ قسم الولاء من صاحب السمو الدوق الأكبر بالأمس يا آنستي ؟ "

" كيف عرفتِ ذلك ؟ "

ابتسمت سالي بوجه متورد بابتسامة عريضة .

" كان صحيحًا إذن ! كنت أعرف ذلك ! لقد كنتِ جميلة جدًا بالأمس يا آنستي ! حتى في الصحف، ذكروا كم كنتِ جميلة … "

" الصحف ؟ "

" نعم ! انتشرت مقالات عنكِ في كل الصحف ! "

شعرت أن أطراف أصابعها تتجمد .

الصحف ؟ كيف يجرؤ أحدهم على نشر ما حدث في القصر الإمبراطوري ؟

سألت سالي بوجه مليء بالإثارة : " هل أُحضِرها لكِ ؟ "

عندما أومأت أوليڤيا برأسها، سارعت سالي للخروج من غرفة الطعام . أغمضت أوليڤيا عينيها للحظة .

الأحداث التي تحدث في القصر الإمبراطوري، و خاصة في الولائم، كانت تُعتبر "غير رسمية" دائمًا .

لهذا كانت مجرد شائعات حول من كان شريك ليوبارد في المآدب، لهذا قصة احتلالي للصفحة الأولى في الجريدة كانت واحدة من اثنتين .

إما أن القصر الإمبراطوري هو من سمح بنشر المقال …

" … أو أن شخصًا ما سرب المقال عن قصد "

تمتمت أوليڤيا بصوت منخفض و فتحت عينيها .

" ماذا ؟ "

أحضرت سالي بعض الصحف المؤثرة فقط إلى أوليڤيا. العناوين الكبيرة على الصفحة الأولى كانت حقًا كلها عن أوليڤيا .

( البطل الأرشيدوق ڤيكاندر، يقسم قسم الفارس للأميرة مادلين ؟ )

( عاجل : بطل الحرب، أخيرًا يؤدي قسم الولاء للآنسة )

تصفحت أوليڤيا الصحف بسرعة . كان المحتوى كله يتعلق بأن الأرشيدوق أقسم لها، هذا كل شيء .

كان يبدو أنها ستضطر إلى العزلة، وهو أمر لم يكن في جدولها الزمني . تذكرت أوليڤيا بهدوء الأشياء التي كان عليها القيام بها .

ستبقى في المنزل باستثناء الذهاب إلى القصر، و ستحتاج إلى استدعاء شخص ما لإدارة شؤون مال قصر ولية العهد . حتى وهي ترتب أفكارها، كانت أفكار عن ليوبارد تتبادر إلى ذهنها فجأة .

هل رأى ليوبارد هذا المقال ؟ بماذا يفكر ؟ … سيهتم بالأمر، أليس كذلك .

كانت أوليڤيا تقلب الصحف بابتسامة مريرة .

" جاءت الكثير من الرسائل للآنسة منذ الصباح، تركت الباقي في الغرفة و أحضرت هذه فقط، تـادا "

مدّت سالي رسالة واحدة بوجه مليء بالتوقعات . أوليڤيا، التي كانت تخمن ما إذا كانت من إيسيلا أم ليوبارد، تلقت الرسالة و رمشت .

الختم الموجود على الظرف الفاخر كان واضحًا .

" شخص من قصر الدوق الأكبر جاء شخصيًا ! "

ڤيكاندر … سيف مزين بوردة فاخرة و أشواك حادة . بختم كانت تراه فقط في سجلات النبلاء، فتحت أوليڤيا الرسالة بحذر .

في اللحظة التي قرأت فيها الخط الأنيق، اتسعت عينا أوليڤيا .

[ — لم تأخذي السيف .
أعطني فرصة، و سأحضر لك هدية أكثر قيمة .
سوف أكون في انتظارك في أي وقت .
— إدوين ڤيكاندر ]

هل هذا حقًا كل شيء ؟

قرأت أوليڤيا الرسالة، ثم قرأتها مرة أخرى، وفي لحظة انفجرت بالضحك .

يا إلهي، أي نوع من الأشخاص هو ؟

لقد سمعت بوضوح أن الدوق الأكبر خطير و قاسي، لكن الرسالة كانت تحكي قصة مختلفة تمامًا، غير متأثرة بالمقالات الصاخبة .

إنه شخص غريب حقًا …

اختفى الاكتئاب الذي كان يلفها منذ الفجر المبكر كما لو أنه لم يكن موجودًا، وفجأة شعرت بالرغبة في تناول الطعام .

لسبب غريب، شعرت أن كل شيء سيكون على ما يرام، رفعت أوليڤيا الشوكة مرة أخرى و نادت سالي بصوت منخفض .

" سالي."

" نعم ؟ "

" لنخرج قليلاً بعد الظهر "

لقد كتبت أيضًا الكثير من الرسائل لإيسيلا . سيكون من الجيد إرسال واحدة منها على الأقل، و إذا كان لديها وقت، فقد يكون من الجيد الرد على الدوق الأكبر .

بطريقة ما، كان ضوء الشمس الذي دخل من خلال النافذة دافئًا .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

في نفس الوقت .

غادرت إيسيلا قصر الماركيز هالكوين، عائلتها من جهة الأم، في العربة .

كانت وجهتها قصر الأميرة في القصر الإمبراطوري .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان