كانت هذه هي المرة الأولى التي تحضر فيها حفل شاي رسمي .
أبعدت إيسيلا شفتيها عن الكوب الذي يحتوي على شاي الورد . كان عبير الورد القوي مزعجًا، وكانت الأحاديث المتداولة على الطاولة مزعجة بنفس القدر .
" ما زلتِ جميلة كالعادة، يا صاحبة السمو الأميرة "
مع المديح المفرط، ابتسمت الأميرة برضى .
لقد مرت ساعة بالفعل و نفس الأحاديث تتكرر .
تذكرت إيسيلا الدعوة . لقد جاءت إلى حفل الشاي مترددة بعد تلقي رسالة تطلب منها الحضور لعرض صور أختها من المأدبة، لكن لم يُذكر أي شيء عن أختها في الحفل . بل على العكس، عندما حاولت إثارة موضوع أختها، توقفت الأحاديث فجأة مع نظرات غامضة .
لقد جاءت إلى حفل الشاي على الرغم من علمها بأن عائلتها ستوبخها، لكنها شعرت بالإرهاق بدلاً من ذلك .
هل يجب أن أذهب الآن ؟
كانت إيسيلا تفكر بذلك عندما …
" لم أكن أعرف أنها جميلة إلى هذا الحد، ماذا تظنين في أميرة مادلين ؟ "
" نعم، إنها جميلة "
كان الرد الصريح هو كل شيء . أخفت الأميرة ارتباكها و شربت الشاي . تبعتها السيدات الشابات و ضحكن بشكل محرج .
حدقت الأميرة في إيسيلا بعينين مليئتين بالشر .
قيل أنها نشأت وهي تتلقى حب الدوق فقط، لكن إيسيلا مادلين كانت غافلة . حتى قبل قليل، دمرت فجأة الجو الذي كانت تصنعه الأميرة بشكل طبيعي من خلال انتقاد فستان أوليڤيا.
" أنتِ مخطئة، أختي تبدو جميلة في أي فستان ترتديه لأن جميع الألوان تليق بها "
لم يكن ذلك فحسب .
" أختي تدير ميزانية قصر الدوق، وبالطبع ميزانية إقطاعية الدوق، بالإضافة إلى ذلك، تأتي أوراق مالية من قصر ولية العهد إلى المنزل كل يوم، إذا كانت أختي بالفعل مسؤولة، فهل كان هناك مسؤول نزيه و مجتهد إلى هذا الحد ؟ "
في كل محادثة، كانت إيسيلا تنحاز إلى أوليڤيا، تلك الابنة غير الشرعية . في كل مرة كانت المحادثة تتجه نحو قصص سيئة عن أوليڤيا، كانت تقطع الحديث، والآن لم تعد حتى لديها الرغبة في المشاركة في الحديث .
هل هذا هو حال كل من يحمل دم عائلة مادلين ؟
" ولكن يا صاحبة السمو …… "
فجأة نظرت إيسيلا إلى رينا.
" متى يمكنني رؤية صور المأدبة التي ذكرتها في الدعوة ؟ "
" صور المأدبة، حسنًا، على أي حال، كان هدف الآنسة هو الصور، أليس كذلك ؟ "
بينما كانت رينا تغمز للآنسة من عائلة الماركيز ليبرون، قالت إيسيلا بخفة .
" لقد كان بفضل سمو الأميرة التي تفضلت بعرض صور أختي أولاً "
بسبب تلك الكلمة الوحيدة المكتوبة في نهاية الدعوة، غادرت إيسيلا قصر الماركيز هالكوين، عائلتها من جهة الأم، وجاءت إلى القصر الإمبراطوري، حتى أنها استعدت لتلقي توبيخ من عائلتها .
لكنها أرادت حقًا رؤية صور أختها، لأن المقالات كانت كلها عن أختها و الدوق الأكبر الذي قيل أنه أقسم لها، ولم تكن هناك صور .
ابتسمت إيسيلا وهي تفكر في أوليڤيا.
هل ارتدت أختي دبوس المجوهرات الذي أهديته لها ؟
في غضون ذلك، تبادلت النظرات الغريبة فوق الطاولة . قالت السيدة الشابة ابنة الكونت شارمين أولاً بلطف :
" يبدو أنكِ قريبة جدًا من الأميرة الأولى يا آنستي "
" بالطبع، إنها أختي الوحيدة "
على الرد الذي بدا مليئًا بالفخر، تنهدت السيدات الشابات بإعجاب و ضحكن . كانت تلك الضحكات غامضة بعض الشيء . كن يتبادلن النظرات و ينظرن إلى إيسيلا بشفقة .
مر شعور غريب من تكرار الموقف في ذهن إيسيلا فجأة . كان مشابهًا للنظرات التي كانت الخادمات المسنات يرسلنها عندما كانت تلعب مع أختها وهي صغيرة .
شعور بعدم الارتياح ارتفع كتحذير . في اللحظة التي فكرت فيها بأنها يجب أن تذهب حقًا، هزت السيدة الشابة ابنة الكونت شارمين رأسها .
" كما توقعت، أنتِ عطوفة يا آنسة، هل ورثتِ ذلك من والدتك ؟ "
" … ماذا يعني ذلك ؟ "
" لا، لا شيء "
هزت السيدة الشابة ابنة الكونت شارمين كتفيها و نظرت إلى الجميع على الطاولة .
فجأة تلاقت عيناها مع الأميرة . صُدمت إيسيلا من الشر الذي انعكس في عينيها الزرقاوين و تجنبت النظر، ثم سمعت صوت لطيف و خبيث في آن واحد .
" كيف يمكنكِ معاملة ابنة راقصة قتلت والدتكِ كأختك الحقيقية ؟ لا يمكنني حتى تخيل ذلك "
لم تستطع معرفة ما كانت تقوله .
هذا مستحيل … كيف يمكن ألا تكون أختي أختي ؟
على الرغم من أنها ابتعدت قليلاً الآن، إلا أن أختي كانت لطيفة معي بوضوح . كانت تدخل غرفتي سرًا دون علم والدي و إخوتي، و تقرأ لي قصصًا خيالية و تجعلني أنام، و كانت تغني لي و تعلمني الرقص .
تذكرت أختي وهي ترقص وكأنها محطمة تحت ضوء القمر، و عينيها الخضراوين المختلفين عن عيني عائلتي .
فجأة شعرت بالاختناق ……
هزت إيسيلا رأسها كأنها تنفي الكلام و انحنت . تمنت لو أن شعرها غطى وجهها .
بدا وجه إيسيلا الذي لمحته فارغًا تمامًا، لهذا ابتسمت الأميرة بارتياح، ثم اقتربت من إيسيلا بينما تتظاهر بالأسف و عانقت كتفها .
" لم تكوني تعلمين بذلك ؟ كانت حقيقة يعرفها الجميع في الإمبراطورية "
" …… "
"سبب وفاة والدتكِ."
" …… "
" أنه كان بسبب تلك الفتاة ذات العيون الخضراء "
تألقت عينا الأميرة وهي تهمس بشر . وفي الوقت نفسه، انهار أحد أعمدة العالم التي شكلت إيسيلا .
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" اليوم، حتى لو سقطت ثريا في مسرح تشاندلر، فإن ذلك لن يسلب مقال آنستي التي تصدرت الصفحة الأولى "
" ليس إلى هذا الحد، على الأرجح."
" بالطبع، إنه أكثر من ذلك ! آنستي نالت شرفًا من بطل حرب عظيم ! "
ابتسمت أوليڤيا قليلاً لكلمات سالي المتحمسة .
بالطبع، المجتمع الراقي سيكون صاخبًا أيضًا، بسبب خطيبة ولي العهد التي تلقت قسمًا من رجل آخر .
" الآنسة لم ترى ذلك قبل قليل، لكن عمال التوصيل الذين جاءوا اليوم كانوا جميعًا يتماطلون ولا يغادرون من الباب الخلفي ! بفضل ذلك، أصبحت أنا أيضًا نجمة مشهورة منذ الصباح ! انظري إلى هذا، جمعتُ بطاقات عمل الصحفيين هكذا لأن بيتر، مدير الإسطبلات، طلب مني توصيلها "
مدّت سالي مجموعة من بطاقات العمل بوجه سعيد . كانت كلها صحف صفراء تتناول القيل والقال .
ألقت أوليڤيا نكتة : " إذن، ستتصلين بهم ؟ "
" يا آنسة، لن أفعل ذلك أبدًا ! لقد تلقيتُ تدريبًا جيدًا جدًا لأكون وصيفة مُخلصة "
ابتسمت أوليڤيا بلطف لرؤيتها تهز رأسها .
انعطفت العربة إلى شارع ليهرن .
عدّت أوليڤيا ما عليها فعله . عليها إرسال رسالة إلى إيسيلا، و التحقق مما إذا كانت هناك رسائل في صندوق البريد، وكان عليها أيضًا شراء هدية للدوق الأكبر لتحل محل دبوس الجوهرة .
تذكرت أوليڤيا الرد الذي لم تستطع كتابته في النهاية وهزت رأسها .
كان الحديث عن دبوس الجوهرة محرجًا، و إذا تحدثت عن السيف الثمين، فبدا أنه سيعطيها ذلك الشيء العظيم بالفعل . مهما كان الأمر، سيكون من الجيد أن أطلب منه مع هدية .
ماذا يجب أن أشتري ليتبادله مع دبوس مجوهرات إيسيلا ؟
بينما كانت تفكر، توقفت العربة . عندما كانت أوليڤيا على وشك النزول، أمسكت سالي الباب بسرعة، وقالت بوجه قلق :
" يا آنستي، بالطبع سيكون الفرسان حولنا، ولكن على أي حال، قد يتجمع الكثير من الناس حول الآنسة اليوم حقًا، لكن بالطبع، سأحميكِ ! "
" ما الذي يجب أن نكون حذرين منه إلى هذا الحد ؟ "
" آه يا آنسة، إنها الحقيقة."
لم تعر أوليڤيا قلق سالي اهتمامًا كبيرًا و نزلت من العربة . عندما كانت على بعد خمس خطوات بالضبط من العربة، اعترفت بأن سالي كانت على حق .
نصف الأشخاص الذين كانوا عادة ينظرون إليها بعداء، كانوا يحدقون بها بنظرات لم ترها من قبل.
ابتلعت أوليڤيا حيرتها من النظرات غير المألوفة و سعت جاهدة للمشي وهي تنظر إلى الأمام و تفكر في أشياء أخرى .
ماذا يحتاج رجل يمتلك كل شيء ؟
بجدية، الأرشيدوق ڤيكاندر يمتلك كل شيء … الشرف و المنصب، بالإضافة إلى ثروة هائلة .
تذكرت أوليڤيا الضرائب المتزايدة على إقطاعية ڤيكاندر كل عام . على الرغم من ارتفاع الضرائب بسبب استخراج الأحجار الكريمة بشكل متزايد، إلا أن إقطاعية ڤيكاندر لم تتأخر في دفع الضرائب أبدًا .
ما الذي سيكون جيدًا حقًا ؟
كانت لحظة تفكر فيها بهدوء وهي تمشي .
" عفوًا، يا آنسة "
نادتها بصوت صغير، نظرت أوليڤيا إلى الأسفل و تفاجأت قليلاً .
ربما كانت تبلغ من العمر خمس أو ست سنوات، فتاة صغيرة كانت تنظر إلى أوليڤيا.
في لحظة، أصبح الشارع هادئًا كما لو أن ماءً باردًا قد سُكب . شعرت أوليڤيا بالهدوء على بشرتها و نظرت إلى الطفلة .
حملت الطفلة ذات الشعر البني زهرة جميلة و نظرت إلى أوليڤيا بعينين مليئتين بالإعجاب .
قبل أن تقترب سالي التي كانت تقف خلفها من الطفلة، قالت الطفلة بعينين لامعتين : " أنتِ هي الأميرة، أليس كذلك ؟ "
" الأميرة ؟ "
" نعم ! الأميرة الجميلة مثل الجنية ! "
على كلام الطفلة البريء وهي تهتف، غطت أوليڤيا وجهها بيدها لا إراديًا .
الأميرة الجميلة مثل الجنية ؟
احمر وجهها عند هذا اللقب الذي تسمعه لأول مرة في حياتها .
ما الذي سمعته الطفلة لتناديها هكذا ؟
بشكل مضحك، ارتفعت زاوية فمها على الرغم من خجلها . شعرت بمذاق حلو في قلبها وكأنها شربت عسلاً .
هناك أشخاص غير إيسيلا و سالي يرونها جميلة . بينما كانت أوليڤيا لا تعرف كيف تتفاعل، مدت الطفلة الزهرة التي كانت تحملها .
زهرة برية وردية اللون، بدت وكأنها قُطفت من مكان ما … مجرد زهرة واحدة .
التقطت أوليڤيا الزهرة بيدين ترتجفان قليلاً .
" …… شكرًا لكِ "
أرادت أن تقول شيئًا آخر، لكن حتى هذه الكلمة الواحدة علقت في حلقها . جزء من صدرها الذي كان متوترًا ذاب بشكل لطيف .
ابتسمت الطفلة ببهجة و ركضت بعيدًا . تبعها الأطفال الآخرون من خلفها وهم يهتفون "واااه". عند هذا الصوت، أصبح شارع ليهرن التجاري صاخبًا مرة أخرى .
نظرت أوليڤيا إلى الزهرة بهدوء . بشكل غريب، مجرد حملها للزهرة جعلها لا تشعر بالانكماش بسبب النظرات بعد الآن .
نظرت سالي إلى أوليڤيا وهي تبتسم .
" يجب أن تكوني سعيدة، الأميرة الجميلة مثل الجنية، متى سأسمع شيئًا كهذا ؟ "
" … الطفلة قالت ذلك فقط "
حتى سالي الغافلة علمت أن آذان الآنسة التي تحدثت ببرود كانت محمرة .
حدّقت أوليڤيا بعينيها كالهلالين . لسبب ما، شعرت بدغدغة في قلبها وكأن نسيمًا لطيفًا هبّ .
تأرجحت الزهرة الوردية البرية في يد أوليڤيا.
" … سأطلب جوهرة، فربما جوهرة مماثلة ستكون أفضل ؟ "
" ماذا ؟ "
ابتسمت أوليڤيا و مشت إلى الأمام، نحو متجر مجوهرات السيدة ديتون .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
ركضت الطفلة ذات الشعر البني إلى الزقاق، وقالت للرجل ذو الشعر البني الواقف في الزقاق بتباهي :
" أعطيت الزهرة للأميرة ! "
قال الرجل ذو الشعر البني وينستر بنظرة متفاجئة قليلاً : " لم تستمعي للشرح، فكيف عرفتِ على الفور أن تلك هي الأميرة ؟ "
" سمعت الشرح كله، ألم تقل أنها أميرة جميلة مثل الجنية ؟ "
" هذا صحيح ! "
رد الأطفال الذين تبعوها كالكورس .
هل هذا صحيح ؟
مال وينستر رأسه قليلاً . تحدث الأطفال عن أوليڤيا بوجوه مليئة بالحماس .
" كانت حقًا مثل الجنية، ابتسامتها جميلة أيضًا "
" أنا أيضًا رأيت ذلك ! "
" يا للأسف، كنت أريد أن أعطيها زهرة أيضًا."
بين الأطفال المحبطين، رفعت الفتاة الصغيرة أنفها .
" قالوا أن الشجاع هو من يحصل على كل شيء، على أي حال ! لقد وفيت بوعدي، لذا يجب أن تفي بوعدك أيضًا يا عمي ! "
عمي ؟
قبل أن يشعر وينستر بالإحباط، نظر إليه خمسة أو ستة أطفال بأعين متلألئة .
" كما وعدت، هذه لكم."
وضع وينستر كرة جديدة كانت بجانبه في أحضان الأطفال . ابتسم الأطفال بسعادة و صرخوا و ركضوا بعيدًا .
" شكرًا لك ! "
في غضون ذلك، نهض الدوق الأكبر الذي كان يتكئ على الحائط ببطء .
" … الأطفال أذكياء حقًا ؟ لقد وجدوا الأميرة حتى دون معرفة لون شعرها."
" حسنًا، ألا يقال أن الأطفال يتمتعون بأفضل حس جمالي ؟ "
أجاب وينستر بفتور، ثم شعر فجأة ببرودة قاتلة . حتى وهو ينكمش غريزيًا، صرخ وينستر كما لو كان يشعر بالظلم :
" مـ، ماذا ؟ ما الذي … ما الذي تسبب في ذلك مرة أخرى ؟ "
منذ الصباح، قام بتوصيل الرسائل، ولم يكتفي بترتيب الصحفيين المنتشرين حول قصر مادلين، بل جند الأطفال لتوصيل الزهور أيضًا .
لقد عمل بجد من أجل سموه، ولكن ما عاد إليه في النهاية لم يكن حافزًا بل نية قتل !
تمتم الأرشيدوق غير آبه بنظرة وينستر المليئة بالظلم .
" … لا بأس، على أي حال، عينا الآنسة رفيعتا الذوق، فلن ترى غيري "
لم يطلب أحد من الأميرة أن تنظر إليّ، أليس كذلك ؟
عندما يصاب المرء بالذهول لا يستطيع التحدث، لذا ضرب وينستر على صدره بدلاً من الكلام .
حقًا، كان هو الأكثر معاناة هنا .
الشخص الذي لم يكن هكذا، يتغير تمامًا عندما يتعلق الأمر بقصة أوليڤيا مادلين . حقًا، عندما قرر في نفسه أنه لن يساعده مرة أخرى، استدار الدوق الذي ذهب بعيدًا فجأة، و ناداه بصوت لعوب :
" ألن تأتي ؟ "
' يا إلهي، لا أعرف … سأفرغ غضبي هذا في إقطاعية ڤيكاندر ! '
بينما كان يفكر في نفسه، ركض وينستر مرة أخرى اليوم .
" أنا قادم ! "
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
متجر مجوهرات السيدة ديتون .
" حسنًا، هل يمكنكِ إظهار ذلك أيضًا ؟ "
كانت هناك صناديق مخملية زرقاء رمادية مكدسة على طاولة غرفة الاستقبال .
عندما أشارت أوليڤيا، فتحت السيدة ديتون صندوقًا جديدًا .
تلألأت أزرار أكمام من حجر السبج .
" حقًا، ذوق الأميرة رائع، هذا مستورد من مملكة ويلتون ولم يتبقى منه سوى قطعة واحدة."
بالغت السيدة ديتون في الكلام، لكن أوليڤيا هزت رأسها . سيكون من الجيد أن تكون جوهرة تذكرها بالدوق أكثر من جوهرة نادرة .
فجأة تذكرت عيني الدوق . عينان قرمزيان و متلألئتان و لطيفان مثل الأحجار الكريمة تمامًا .
" أميرة ؟ "
" نعم، نعم ؟ "
رفعت أوليڤيا رأسها وهي مفزوعة عند سماع من يناديها . نظرت إليها السيدة بقلق .
" ما الذي تفكرين فيه كثيرًا ؟ هل تشعرين بالحر ؟ وجهكِ احمرّ."
" لا، فقط … ألا يوجد شيء آخر ؟ "
" هذه هي أفضل البضائع التي استوردناها هذا الشهر، يبدو أنها لم تعجب عين الآنسة، يجب أن أوبّخ المسؤول عن الاستيراد."
أدارت السيدة ديتون رأسها متظاهرة بالعبوس .
السيدة ديتون، التي بدأت عملها باسم جديد بعد الطلاق، كانت واحدة من الأشخاص القلائل الذين يمكن لأوليڤيا التعامل معهم بصدق .
" أو هل ترغبين في الخروج و البحث قليلاً ؟ "
أشارت السيدة ديتون إلى الخارج . بعد تردد قصير، خرجت أوليڤيا وحدها . بين المجوهرات التي كانت في واجهة العرض التي تشبه الحرف اليدوية الدقيقة والتي لفتت انتباهها، كانت هناك جوهرة واحدة لفتت انتباهها بشكل خاص .
لقد كان خاتمًا من الأحجار الكريمة الحمراء، وكأنه يشتعل . عندما رأت الجوهرة التي تحمل لهبًا داخل صندوق الكريستال، تذكرت الأرشيدوق لسبب ما .
عندما كانت أوليڤيا تنظر إلى مكان واحد فقط، اقتربت السيدة بسرعة .
" أميرة، هل أعجبكِ هذا ؟ "
ما أخرجته السيدة كان سوارًا من الياقوت الأزرق بجانب الخاتم .
" ليس ذلك، بل الخاتم الذي بجانبه."
" ماذا ؟ هذا الخاتم ؟ "
في اللحظة التي أصبح فيها تعبير السيدة غامضًا عند كلام أوليڤيا .
" كيف عرفتِ أن هذا الخاتم لكِ ؟ "
سمعت همسة منخفضة .
رفعت أوليڤيا رأسها عند الصوت الذي بدا مألوفًا . كان رجل ضخم يرتدي رداءً أسود قاتمًا واقفًا بجانبها .
متى أتى ؟ هذا الرداء بالتأكيد .
" الدو …… "
" آشش ! "
وجه جميل كان يظهر تحت الرداء أومأ للسيدة .
وسعت أوليڤيا عينيها المندهشتين و عضّت على شفتيها . في غضون ذلك، نظرت السيدة إلى الدوق الأكبر و أومأت برأسها بحيرة، ثم قالت بحذر :
" للأسف، هذا ليس للبيع، لقد كلفنا عميل آخر بخاتم الخطوبة هذا ونحن فقط نحتفظ به "
****************************