الفصل ١١ : ‏Do Your Best to Regret

{ عندما يقسم الأرشيدوق قسم الفارس }


هذا محال .

بينما كانت شفاه أوليڤيا مفتوحة قليلاً . مدّ الإمبراطور ذراعيه نحو الفرسان .

الرجل الذي عرفته أوليڤيا قام بالتحية نحو الإمبراطور كما لو كان يمثل الفرسان .

" إدوين لويل ڤيكاندر، يحيي جلالة الإمبراطور شمس الإمبراطورية "

" لقد وصل فرساني الفخورون أخيرًا، لماذا تأخرتم هكذا في المأدبة التي أعددتها لكم ؟ "

على كلمات الإمبراطور اللاذعة، أجاب الدوق الأكبر، ببرود .

" أعتذر، لا أستطيع استخدام سيف عادي لأداء القسم الذي تشرف عليه جلالتك، لذا أحضرت إيرالوتين، كنز العائلة من مقاطعة ڤيكاندر "

أشار الدوق الأكبر إلى غمد سيفه . انتشر صوت رائع في قاعة المأدبة، وفقد الناس كلماتهم للحظة، ثم سرعان ما أصبحوا صاخبين .

" هل ذلك هو السيف ؟ الكنز الذي توارثته عائلة لوڤيل الملكية المدمرة ؟ "

" لقد طمع جلالة الإمبراطور بذلك السيف كثيرًا، ألم يقل أنه سيضحي بمنجم الكريستال الأبيض العزيز عليه، لكنه لم يتخلى عن هذا السيف و احتفظ به ؟ "

" ولكن، ما القسم الذي سيشرف عليه جلالة الإمبراطور ؟ ألم تكن هذه مأدبة انتصار الحرب ؟ "

اندلع صخب مليء بالأسئلة . ضحك الإمبراطور ضحكة عالية و شفتيه مرتفعتان بشدة .

" هاهاها، أجل، الفارس الحقيقي يجب أن يكون له سيدة يقدم لها مجده، يسعدني أن دوقي الأكبر سيلتقي بالسيدة المناسبة اليوم، لذلك سأحقق له أمنية واحدة بالتأكيد "

أمنية يحققها الإمبراطور . اندلع صخب في أحد جوانب قاعة المأدبة، لكن الدوق الأكبر كان وجهه هادئًا .

أومأ الإمبراطور بلباقة نحو الأميرة . في تلك اللحظة، فهم الجميع . في النهاية، كان الغرض من هذه المأدبة هو إخضاع الدوق الأكبر للعائلة الإمبراطورية .

ضحك الإمبراطور ضحكة قوية .

" أليست هذه أخبارًا سعيدة ؟ أن دوقنا الأكبر الذي يحمي إمبراطورية فرانز سيقدم قسم الفارس لسيدته، حتى لو كان متأخرًا، هيا يا أرشيدوق، قدّم قسمك "

كانت الأميرة التي ترتدي فستانًا أبيض ناصعًا تحمل باقة زهور كبيرة في يديها .

كانت هذه هي اللحظة التي استدارت فيها الأميرة، التي كانت دائمًا تتلقى مجد جميع الفرسان في كل مراسم تنصيب فارس، نحو الدوق الأكبر، لكن الدوق الأكبر استدار و مسح المكان وكأنه يبحث عن شخص ما .

في لحظة ما، عندما التقت عيناه بعيني أوليڤيا . انحنت عينا الدوق الأكبر بشكل رائع .

تراجعت أوليڤيا، لكن الدوق الأكبر كان أسرع . في كل خطوة خطاها، أفسح النبلاء الطريق .

في النهاية، وقف أمام أوليڤيا .

" صاحبة السمو الأميرة أوليڤيا مادلين "

نادى صوت جذاب على اسم أوليڤيا. ركع الدوق الأكبر على ركبة واحدة أمام أوليڤيا بحركة رشيقة .

" يشرفني أن أكشف عن اسمي، أنا إدوين لويل ڤيكاندر "

مع تحطم تعبير وجهه الجامد الذي كان يواجه الإمبراطور، تألقت عيناه الحمراوان . في اللحظة التي ارتفعت زاوية شفتيه بابتسامة، سُمع صوت شهيق من مكان ما .

هناك أشخاص فهموا على الفور ما يقصده بالتعريف عن نفسه الذي كان غير ضروري .

" إنه السيف 'الأثمن'، الفريد من نوعه في القارة، الذي يجمع بين السيف المقدس و الجواهر "

كانت أوليڤيا و الدوق الأكبر هما الوحيدان اللذان فهما معنى هذه الكلمات الممزوجة بالفخر .

" أتسمحين لي، من فضلك، بشرف أن أكون سيفكِ ؟ "

كانت قاعة المأدبة هادئة كما لو سُكب عليها الماء البارد .

نظرت أوليڤيا إلى الدوق الأكبر . وجهه الرائع الذي يجعلك تحبس أنفاسك، و عيناه الحمراوان المليئتان بالحنان مثل الربيع، نظرا إلى أوليڤيا من الأسفل .

كان الأمر غريبًا … عندما التقت به لأول مرة في ليهرن، وعندما ذهبت إلى قصر ولي العهد يوم الاثنين الماضي، لا، حتى قبل لحظة عندما كان يمشي نحوها، كان عليها أن تنظر إليه لفترة طويلة .

الرجل طويل القامة الذي يحمل شرفًا مجيدًا، ذو مكانة نبيلة لدرجة أن أي شخص لا بد أن ينظر إليه، ركع على ركبة واحدة أمامها وكأن ذلك طبيعي .

حقيقة أنه مدّ إليها مقبض السيف الثمين لدرجة أنه بدا غير واقعي، كما لو أنه سيطيع اختيار أوليڤيا دون قيد أو شرط .

كانت أوليڤيا على وشك أن تفتح شفتيها الحمراوين ببطء .

" للأسف، يجب عليك سحب قسمك، أيها الدوق الأكبر "

لقد كان ليوبارد، و أحاط كتف أوليڤيا بذراعه .

توهجت عينا الدوق الأكبر في لحظة مع هذا التصرف الذي أعلنها ملكه .

" هل تتدخل الآن في القسم الذي أقدمه لصاحبة السمو الأميرة مادلين ؟ "

تردد الصوت الخافت في قاعة المأدبة . توجه صوت بارد لدرجة أنه يثير القشعريرة نحو ليوبارد وكأنه يهدده .

" وفي القسم الذي تم الموافقة عليه من قبل جلالة الإمبراطور ؟ "

ارتفعت زاوية شفة الدوق الأكبر بشكل مائل .

على الرغم من أنه كان يجب أن ينظر إليه من الأسفل، إلا أن عيني الدوق الأكبر نظرتا إلى ليوبارد وكأنهما تنظران من الأعلى .

كان الضغط الذي تسببه عيناه الحمراوان كبيرًا بشكل لا يصدق، فشدّ ليوبارد يده .

شعرت أوليڤيا بالألم في كتفها من قوة القبضة، و نظرت إلى ليوبارد لا إراديًا، لكن لم يكن ليوبارد يهتم بها على الإطلاق .

" … يجب أن أسمع لماذا تدخل ولي العهد "

تدخل الإمبراطور لتهدئة الجو المتوتر . انحنى ليوبارد نحو الإمبراطور ثم ابتسم بلطف نحو أوليڤيا، لكن أوليڤيا كانت تشعر بالمرارة تجاه ليوبارد الذي كان ينظر إليها فقط .

تمنت لو أنه يخفف على الأقل عن كتفها المتألم، لكن ليوبارد أحاط كتفها أكثر وكأنه يظهر علاقتهما المقربة .

للمرة الأولى، سمح ليوبارد لها بالاقتراب، لكن لسبب ما، شعرت بأن ليوبارد أبعد من أي وقت مضى .

" الأميرة هي خطيبتي الآن، ألا تعتقد أن قسم الدوق الأكبر غير المتزوج يمكن أن يجلب الفضائح لخطيبتي ؟ "

همهم النبلاء عند سماع صوت ليوبارد الجاف .

" إنه حقًا ليس منظرًا لطيفًا، خطيبة ولي العهد التي يجب أن تكون الأكثر وقارًا."

" أليست الشائعات التي تطارد الأميرة الآن أكثر من واحدة أو اثنتين ؟ "

"نعم، صحيح، وهي تحافظ على خطوبتها الآن بفضل لطف جلالة الإمبراطورة."

في لحظة ما، توقف كلام النبلاء . اخترقتهم موجة حادة من الغضب . عندما شعرت بأن طاقة باردة تنظر إلى النبلاء .

" كيف تجرؤون …… ؟! "

كلمة واحدة خافتة سيطرت على الجو . توهجت عينا الدوق الأكبر الحمراوان بحدة و أكمل كلامه .

" ما هي الفضيحة التي يمكن أن تطال الأميرة التي أقدم لها القسم ؟ "

" هـ … هذا …… "

لم يتقدم أي نبيل . غيّر الدوق الأكبر تعابير وجهه و ابتسم بلطف نحو أوليڤيا وقال :

" إذن هل تم حل الأمر ؟ "

" … إذا تم القسم، يجب عليكما أن ترقصا الرقصة الأولى، ألا تعتقد أن هذا وقاحة منك لأنني أرافق الأميرة ؟ "

عند كلمات ليوبارد الجافة، تشنج جسد أوليڤيا بشكل غير ملحوظ .

كان ليوبارد أقرب إلى ماريا إثيل من رفيقته . كانت لحظة سقوط نظر أوليڤيا إلى الأرض خوفًا من أن يُذكر مظهرها وهي لا تُعامَل كخطيبة في نظر أي شخص .

" آه، ظننتُ … "

تحدث بصوت خفيف بدا وكأنه يشعر بخيبة أمل، رفعت أوليڤيا رأسها .

" ظننتُ أن الأميرة جاءت وحدها عن قصد من أجلي "

انحنت زاوية عين الدوق الأكبر بمرح لفترة قصيرة جدًا، ثم، كما لو لم يحدث شيء، قال بهدوء لـليوبارد.

" ظننتُ أن سمو وليّ العهد سيرافقه شخصٌ آخر لا محالة، لكن اتضح أن الأمر كان خطئي "

" أيها الدوق الأكبر "

نادى ليوبارد على الدوق الأكبر وكأنه يحذره، لكن الدوق الأكبر لم ينظر إليه حتى .

" أتمنى أن لا يكون سمو ولي العهد الكريم يفعل هذا بسبب الرقصة الأولى "

جزّ ليوبارد على أسنانه . في هذه الأثناء، نظر الدوق الأكبر مباشرة إلى أوليڤيا و أضاف مازحًا .

" حسنًا، ما لم أكن أطلب يد الأميرة للزواج "

اتسعت عينا أوليڤيا .

ماذا ؟ ما الذي يقوله الدوق الأكبر الآن ؟

" أيها الدوق الأكبر ! "

صرخ ليوبارد بحدة، لكن الدوق الأكبر بدلاً من ذلك واجه ليوبارد مباشرة وكأنه يسأل ما المشكلة .

" يا أخي، لماذا لا تتحدث عن الزي الذي لا يتوافق مع الآداب ؟ "

انضم صوت رقيق إلى الجو المتوتر . كانت الأميرة .

الأميرة التي حدقت في أوليڤيا بوجه حاد، ابتسمت بسرعة و مشت متألقة .

" الآنسة التي تتلقى القسم يجب أن تتلقى القسم بملابس بيضاء ترمز إلى وفاء الفارس، كما يجب أن تسلم الزهور للفارس كعلامة على القبول و السعادة "

أنهت الأميرة حديثها بنبرة مترددة و نظرت إلى أوليڤيا وهي تميل رأسها . عيناها الزرقاوان كالسماء التي تشبه عيني ليوبارد واجهتا أوليڤيا بعداء شديد .

" يبدو أن الأميرة غير مستعدة اليوم "

" هذا صحيح، في مراسم تنصيب الفرسان، ترتدي جميع السيدات ملابس بيضاء ! "

" الآن وقد ذكرتِ ذلك، لماذا لم أفكر في ذلك ؟ بالتأكيد لن يكسروا التقاليد المتوارثة في هذا المكان."

اختلطت الضحكات الساخرة بين الأصوات العالية . نظرت أوليڤيا سريعًا إلى المكان الذي جاءت منه الضحكات .

الآنسة من عائلة الكونت شارمين، و الآنسة من عائلة البارون ستارين، و الآنسة من عائلة الماركيز ليبرون … كن جميعًا صديقات الأميرة في اللعب .

" ربما لأنها لم تتلقى قسمًا من قبل قط، لا يبدو أنها تعرف شيئًا عن الزي، حسنًا، هل هذا خطأ الأميرة ؟ "

الكلمات التي لم تكن سوى إهانة خرجت و تلاشت بين الضحكات . كلمات مؤلمة تمزق المشاعر .

وكما هو الحال دائمًا، لم يضف الأب و كونراد، الواقفين بعيدًا، أي كلمة، و ……

" حسنًا أيها الأرشيدوق، ماذا نفعل ؟ خطيبتي غير مستعدة "

… حتى ليوبارد وافق على كلام الأميرة .

بشكل غريب، كانت العيون الحمراء التي تنظر إليها بقلق تلفت انتباهها أكثر من كل ذلك .

كانت باردة جدًا عندما تنظر إلى المكان الذي جاء منه الكلام، ولكن دافئة عند النظر إليها، التي لم ترها إلا بضع مرات .

كان الأمر مضحكًا، مجرد هذه النظرة الواحدة … كل هذا كان يثير القشعريرة بشكل غريب .

فتحت أوليڤيا شفتيها ببطء .

" … ظهر قسم الفارس لأول مرة في كتب التاريخ في عهد ليام فرانز، الإمبراطور الأول للإمبراطورية، و الإمبراطورة أوليكا فرانز "

في هذا الموقف، تحدثت أوليڤيا بأكثر هدوء و رشاقة من أي شخص آخر . انجرف النبلاء في هذا الجو و أغلقوا أفواههم لا إراديًا .

تغيرت نظرة بعض النبلاء الذين كانوا يتساءلون لماذا تتحدث عن كتب التاريخ هنا .

" الإمبراطور الأول، الذي حدد حدود الإمبراطورية وقاد حرب أسبالتيرون إلى النصر، احتضن الإمبراطورة الأولى وهو لا يزال يرتدي درعه الملطخ بالدماء."

سحبت أوليڤيا كتفها بلطف . شد ليوبارد قبضته وكأنه يحبس أوليڤيا، لكن أوليڤيا أزاحت يده بعناية بيدها التي ترتدي القفاز .

" ذُكر أن فستان الإمبراطورة الأبيض، التي كانت تدعو و تصلي لعودة الإمبراطور سالمًا، تلطخ بالكامل بالدماء "

تاركة ليوبارد خلفها، تقدمت أوليڤيا خطوة نحو الدوق الأكبر . نظرت في عينيه اللتين كانتا تواجهانها حتى النهاية، و ابتسمت بابتسامة لطيفة .

" ويُقال أن الإمبراطورة التي بقيت قفازاتها فقط بيضاء نقية، قدمت الزهور إلى الإمبراطور "

لاحظ الجميع أن قفازات أوليڤيا البيضاء تتلألأ في ضوء الثريا الفاخر .

كان كلام الشابات صحيحًا، حتى بلغت العشرين، لم يقدم لها أي فارس قسمًا قط.

كانت تحضر كل مراسم تنصيب بفساتين بيضاء، لكن أوليڤيا كانت تقف دائمًا بهدوء كزهرة على الحائط . لم تكن تريد الذهاب إلى الحفلة، لكنها لم تستطع إلا أن تذهب، لأنها كانت خطيبة ولي العهد وفي الوقت نفسه أميرة .

صحيح أنها لم تتلقى قسمًا، لكن لا يمكنهم أن يقولوا أنها لا تعرف الآداب . كانت آدابها دائمًا مثالية، و ستظل مثالية .

كان هذا أفضل ما يمكن لأوليڤيا أن تفعله كفرد من عائلة مادلين .

" إذا اتبعت آداب الكتب القديمة، فلا يمكن أن يكون هناك إعادة تمثيل أكثر كمالاً من زيي الحالي."

رفعت أوليڤيا طرف فستانها قليلاً . في حين أن قفازاتها الدانتيل البيضاء النقية كانت تتلألأ، كان الفستان الأحمر الغامق كافيًا ليحل محل فستان الإمبراطورة الأولى الأبيض الملطخ بالدماء .

" شكرًا لكما، سمو ولي العهد، و صاحبة السمو الأميرة."

على عكس ليوبارد الذي كان يحدق في أوليڤيا ببرود، كان وجه رينا محمرًا بشدة .

" بفضل التنظيم الواضح من قبل سموكما الكريمين، تمكنتُ من تلقي القسم دون ضوضاء."

كان نصف كلامها غير حقيقي، لكن النصف الآخر كان صادقًا، بفضل ذلك، تم تبديد الجدل .

" ولكن، الزهور ! "

صرخت الآنسة من عائلة الماركيز ليبرون بدلاً من الأميرة .

" لا يمكنني تقديم زهور ستذبل في موسم واحد على إخلاص سمو الدوق الأكبر، لذا سأستبدلها بهذه الجوهرة."

أزالت أوليڤيا دبوس الجوهرة الذي كان يثبت شعرها، ثم انسدل شعرها الفضي اللامع بلطف . دبوس الشعر الذي على شكل زهرة بنفسجية مع أوراق خضراء تتلألأ في ضوء الثريا كان هدية من إيسيلا لهذه الحفلة .

لم تعلم أبدًا أن هدية إيسيلا ستُستخدم بهذه الطريقة، لكن لاحقًا، إذا طلبت، يمكنها استبدال دبوس الجوهرة بجوهرة أخرى . وبشكل غريب، بدا وكأن الدوق الأكبر سيحقق طلبها .

وضعت أوليڤيا دبوس الجوهرة على كف الدوق الأكبر و نظرت في عينيه .

" أنا أوليڤيا مادلين … "

أمسكت أوليڤيا بالسيف المقدس الذي كان في يد الدوق الأكبر .

عندما غطت مقبض السيف الذي بدا وكأنه سيكون باردًا بكف يدها، انتشرت دفء غريب في جسدها بالكامل على الفور .

" أقبل بكل سرور مجد سمو الدوق الأكبر، و أتمنى أن تعود بهجتي إلى مجد سموك مرة أخرى "

— الصورة التوضيحية : هـنـا .

احتضنت أوليڤيا السيف المقدس و انحنت برأسها نحو الدوق الأكبر . ومن مكان ما، بدأ تصفيق عالي يتردد .

ابتسم الدوق الأكبر ابتسامة مشرقة و وقف من وضعيته التي كان راكعًا فيها .

وفي تلك اللحظة …

" آه، عذرًا، يا أميرة."

سقط الأرشيدوق نحوها، ولف ذراعيه حول كتفيها .

قبل أن تشعر بالدفء الذي غمرها، ابتسم بلطف و أبعد جسده على الفور . سمعت صوتًا مشابهًا للشهقة من مكان ما، لكن أوليڤيا لم تهتم .

" بما أنني ركعت لفترة أطول مما توقعت، فإن ساقي تخدرت قليلاً "

رفع الرجل كتفيه وكأن الأمر لا مفر منه .

" سمعت أنك فارس عظيم، يبدو أن ساقيك أضعف مما توقعت."

" أجل، هذا صحيح، على أي حال، يا آنستي، أنتِ تنقذينني أنا الضعيف في كل مرة "

لقد أنقذتْه عندما كاد يسقط، و أنقذتْه عندما كاد أن يُسلب منه رسوم المرور .

" لذا بما أنكِ أنقذتِني، أنقذيني مرة أخرى، هل ستمنحينني شرف الرقص معكِ الرقصة الأولى ؟ "

مد الدوق الأكبر يده إلى أوليڤيا.

" شخص ساقاه متخدرة، هل يمكنه الرقص فورًا ؟ "

" لقد تحسنت على الفور."

قال الدوق الأكبر بوقاحة . بدت أوليڤيا محرجة للحظة و تحدثت بطريقة لا يسمعها إلا الأرشيدوق .

" … سأخبرك مسبقًا، أنا لا أجيد الرقص."

" بالنسبة لي، هذا رائع، أليس كذلك ؟ "

ابتسم الدوق الأكبر بابتسامة مشرقة .

" أنا ماهر في كل ما يتطلب جهدًا بدنيًا، لذا هذه المرة، يمكنني مساعدتكِ قليلاً "

أخذت أوليڤيا يد الدوق الأكبر ببطء . بين الشعور بالتوتر الغريب و الراحة في نفس الوقت، انضم صوت رائع من الخلف .

" تهانينا يا أوليڤيا، أخيرًا، كُرِّمت خطيبتي من قِبل أعظم فارس في الإمبراطورية "

كان ليوبارد . عينه الحادتان واجهت الدوق الأكبر وكأنها تشير إلى أن الأمر لم ينتهي بعد .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان