" ما رأيكِ يا أوليڤيا، ما هو شعوركِ بتلقي أول قسم ؟ "
بينما كان ليوبارد ينادي على اسمها بلطف، كانت زاوية شفتيه تلتوي . كانت هذه علامة يظهرها ليوبارد كلما كان هناك شيء يزعجه .
في كل مرة، كانت أوليڤيا تتصرف دائمًا وكأنها المخطئة، و تراقب تعابير وجهه و تبذل قصارى جهدها لإسعاده .
كما لو كان الأمر عادة، كادت أوليڤيا أن تتحرك نحو ليوبارد، لكنها توقفت . أمسكت بيد الدوق الأكبر و هزتها بلطف، فاسترخى تعبير وجه الدوق الأكبر الذي كان بدأ يتصلب .
عند رؤية ذلك، ارتفع حاجب ليوبارد بشكل مائل . منذ فترة، لم تكن أوليڤيا تروق له . لا عندما تخلصت من يده، ولا عندما تجاهلت نظراته الآن … هذا لا يمكن أن يحدث .
كان من الطبيعي أن تأتي أوليڤيا إلى جانبه . كانوا أمام النبلاء، لكن لم تتخذ أوليڤيا أي إجراء، وكأنها ترفضه في وسط هذا الحشد .
شعر بالغثيان وكأن أحشاءه انقلبت . اشتدت حدة نظرة ليوبارد مع المشاعر التي اندفعت فجأة كالنار المشتعلة .
" يا سمو ولي العهد."
تحدث الدوق الأكبر بلطف شديد لدرجة أنه جعل لقبه "قاتل بلا رحمة" بلا معنى، وهو يخفي أوليڤيا خلفه كحماية .
كان هذا عكس ليوبارد تمامًا الذي كان واقفًا بقوة و تهديد .
" إذا لم يكن لديك عمل، فمن فضلك تنحّ جانباً الآن، كنتُ على وشك الرقص الرقصة الأولى مع الآنسة التي قدمت لها القسم "
" بما أن خطيبتي تلقت أول قسم، أود أن آخذ الرقصة الأولى، أيها الأرشيدوق "
على عكس صوته الجاف، نظر ليوبارد إليها و عيناه مرتاحتان بلطف .
" تعالي، ليڤ "
استخدم لقبها أثناء مناداتها بلطف . في تلك اللحظة، خفق قلب أوليڤيا . كانت هذه هي المرة الأولى التي يُنادى فيها على لقبها المستعار منذ والدتها .
ابتسم ليوبارد ابتسامة مشرقة . تمامًا كما حدث عندما كان عمره أحد عشر عامًا، عندما كان خلاصها المشرق، لذلك، كادت أوليڤيا أن تتحرك دون تفكير .
" لطالما أردتِ الرقص معي الرقصة الأولى "
لو لم تكن تلك الكلمات التي بدت كصدقة، لكانت فعلت ذلك حقًا .
عند كلمة "الرقصة الأولى"، تذكرت حفل تقديمها للمجتمع … هي، التي وقفت بجوار ليوبارد بشكل طبيعي، و ليوبارد الذي تركها و أمسك بيد الآنسة من عائلة الماركيز نورديان .
ومع ذلك، الآن، كان ليوبارد واثقًا من نفسه .
مظهر ليوبارد وهو يمد يده بشكل طبيعي دون طلب واحد، مظهر ليوبارد وهو يناديها باسمها المستعار دون طلب إذن .
عضت أوليڤيا شفتها الداخلية بهدوء .
… هل أنا سهلة جدًا بالنسبة لـليوبارد ؟
حقيقة أنه جاء مع ماريا إثيل ولكنه مع ذلك يدعوها خطيبته، و حقيقة أنه من المؤكد أنه سمع من كبير الخدم عن البطاقة و الزهور التي لم يرسلها، ولكنه يتظاهر بالجهل .
كونه يجعلها شخصًا بلا قيمة بهذه الطريقة أيضًا …
شعرت بأن مزاجها يهبط إلى أدنى مستوى . كافحت أوليڤيا للحفاظ على رباطة جأشها، و دون وقت للتفكير في العواقب، فتحت أوليڤيا شفتيها ببطء .
" … هذه مأدبة انتصار للاحتفال بأبطال الحرب، يا سمو ولي العهد "
" … ليڤ ؟ "
نادى ليوبارد على أوليڤيا مرة أخرى وكأنه لا يصدق .
رفعت أوليڤيا رأسها أكثر من أي وقت مضى . لم تكن تعلم ما إذا كان ما يتدفق في عين ليوبارد الزرقاوين غضبًا من هذا الموقف أم غضبًا منها، لكنها لم ترغب في الاهتمام، لقد كانت مرهقة للغاية اليوم .
" سأرقص الرقصة الأولى مع سمو الدوق الأكبر أولاً ثم أعود "
في توقيت مناسب، قام الدوق الأكبر بمرافقة أوليڤيا بلطف .
خطوة واحدة، خطوتان … آه صحيح، كما لو تذكرت متأخرًا، استدارت أوليڤيا للحظة نحو ليوبارد .
بالتأكيد، كما هو الحال دائمًا . تحدثت بلباقة إلى ليوبارد الذي كان ينظر إليها بغطرسة بعينيه التي تقول "إذن هذا ما يحدث".
" سمو ولي العهد، يمكنك أيضًا الذهاب و رقص الرقصة الأولى الممتعة مع الآنسة إثيل هناك في الخلف "
تغير وجه ليوبارد، و استمرت أوليڤيا في الإمساك بيد الدوق الأكبر و اتجهت نحو وسط قاعة المأدبة .
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
خفق قلبها وكأنه سينفجر … لأول مرة، دفعت ليوبارد بعيدًا .
مشاعر غير مفهومة ملأت قلب أوليڤيا.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" أليس ثقيلاً ؟ "
" ماذا ؟ "
" هذا السيف."
أشار الدوق الأكبر بوجه يمتلئ بالضحك . عندها فقط، أدركت أوليڤيا أنها كانت تحمل السيف بيد واحدة .
من المؤكد أنها اعتقدت أنه سيكون ثقيلاً لأنه مرصع بالجواهر، لكنه كان أخف مما توقعت .
رفعت أوليڤيا كتفيها .
" نعم، هذا صحيح، كنتُ أعتقد أنه سيكون ثقيلاً."
" إذا لم يكن ثقيلاً، فهذا يعني أنكِ اكتشفتِ موهبة عظيمة، ما رأيكِ في الانضمام إلى فرساننا ؟ "
عندما نظرت أوليڤيا إليه بنظرة حادة، تظاهر الدوق الأكبر بالبراءة .
" هل أمسكه لكِ للحظة أثناء الرقص ؟ "
عندما أومأت أوليڤيا برأسها، أمسك الدوق الأكبر بالسيف . جاء فارس الدوق الأكبر و تلقى السيف .
سمع صوت منخفض على ما يبدو، لكن الدوق الأكبر في خضم ذلك، انحنى باحترام نحو الإمبراطور .
" أشكر جلالة الإمبراطور على نعمته، هل يمكنني أن أبدأ الرقصة الأولى بعد أن قدمتُ القسم للآنسة ؟ "
" … بالتأكيد، في هذا الحدث السعيد، فلنستمر في المأدبة."
أومأ الإمبراطور برأسه بصعوبة و شفتيه مشدودتين .
بدأت الفرقة بالعزف مرة أخرى، و ملأت الألحان الرائعة قاعة المأدبة بتنوعها .
في هذه الأثناء، ابتسم الإمبراطور ابتسامة مصطنعة . كانت مسألة الإمساك برأسه المتألم تأتي لاحقًا .
كان النبلاء يتذمرون بالفعل . هذا الاضطراب سينتشر بالتأكيد بين النبلاء في لحظات، وبين النبلاء غير المدعوين إلى المأدبة، ثم تدريجيًا إلى عامة الناس .
أن الدوق الأكبر قدم قسم الفارس لخطيبة ولي العهد بدلاً من الأميرة المستعدة .
بالطبع، الأميرة و الإمبراطورة تركتا المكان بالفعل . عند تذكر وجه الأميرة التي احمر وجهها خجلاً، نظر الإمبراطور إلى الدوق الأكبر وهو يكبت رغبته في القتل .
كلبي الذي كان ينظر إليّ بوجه خالٍ من التعبير، كان يبتسم بجوار خطيبة ولي العهد .
كيف يجرؤ ذلك الوغد، كيف يجرؤ وهو لا يعرف قدره .
رفع الإمبراطور شفتيه المشدودتين بصعوبة . حتى لو استفز القصر الإمبراطوري هكذا، كان منجم الكريستال الأبيض الذي يرغب فيه أكثر من أي شيء لا يزال في يده.
كان هذا الوغد الذي خاض حروبًا من أجل هذا المنجم التافه، قائلاً أنه من بقايا زوجة الدوق الأكبر السابق .
فكر الإمبراطور في طريقة ليقيده . لا يزال لا يمكنه التخلي عن هذا الوغد .
" … حان الوقت للتفكير في زواج الأميرة "
عند كلمات الإمبراطور التي قالها بصوت منخفض وكأنه يجزّ على أسنانه، انحنى كبير الخدم المتفاني برأسه .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
في وسط قاعة المأدبة، تنفسّت أوليڤيا بهدوء، و مرّ التوتر على وجهها الخالي من التعبير .
" لماذا ترتعشين هكذا ؟ ترتعشين أكثر مما كنتِ عندما تلقيتِ قسمي ؟ "
" هل هناك شيء أكثر إثارة للتوتر من أول رقصة لي ؟ "
" أول رقصة ؟ "
كرر الدوق الأكبر كلام أوليڤيا وكأنه متفاجئ قليلاً .
ابتسمت أوليڤيا بخفة . كانت تشعر بالحرج قليلاً لأن هذا هو ثاني شخص بعد إيسيلا لا يعرف هذه الحقيقة .
نظر الدوق الأكبر إلى مكان آخر عبثًا ثم قال بفظاظة :
" أنا أيضًا، هذه أول رقصة لي اليوم "
" هذه مشكلة كبيرة "
أضافت أوليڤيا بجدية دون أن ترى طرف أذنه الذي احمر مغطى بشعره الأسود .
" لكن لا تقلق، لقد تدربتُ كثيرًا، لذا لن أطأ قدم سموك "
" حسنًا، أعتقد أنني لا أمانع إذا داس كعب هذا الحذاء على قدمي "
" … ماذا ؟ "
توقفت أوليڤيا عن عدّ الإيقاع و رفعت رأسها لتنظر إلى الدوق الأكبر .
" إذا أصبحت قدمي في حالة سيئة، حينها ستكونين مسؤولة عني، أليس كذلك ؟ "
ازدادت ابتسامة الدوق الأكبر عمقًا . بينما كانت أوليڤيا تحاول فهم ما إذا كانت هذه مزحة، بدأت الموسيقى .
قادها الدوق الأكبر بيده وهي لا تزال ممسكة بها بشكل طبيعي . مع حركته الطبيعية، نسيت أوليڤيا حتى تتابع الإيقاع و بدأت بالرقص .
كانت قيادة الدوق الأكبر رائعة لدرجة أنه كان من الصعب تصديق أنها المرة الأولى له، فقد كان لديه حتى القدرة على التقاء عينيها بين الحين و الآخر وكأنه يتحقق من وتيرتها .
" … لقد قلتَ أنها المرة الأولى لك، ولكن …… "
قالت أوليڤيا بفظاظة ثم أدركت ذلك . كان من المضحك أن تتذمر من براعة الدوق الأكبر في الرقص .
من أكون لأفعل ذلك ؟
سارعت أوليڤيا بالبحث عن شيء آخر لتقوله . ضيّق الدوق الأكبر عينيه و أجاب بابتسامة كما لو كان مستمتعًا .
" أخبرتك، أليس كذلك ؟ أنا ماهر في كل ما يتطلب جهدًا بدنيًا "
هذا صحيح بالطبع …
بالرغم من أنها وافقت بسهولة، شعرت أوليڤيا ببعض الغضب في جانب . على الرغم من ذلك، لم تكن تتوقع أن يقود شريكه ببراعة، على عكس نفسها التي كانت مرتبكة خلال أول رقصة لها .
" … لم أكن أعتقد أنك ستكون ماهرًا إلى هذا الحد."
" في الواقع، أنا أيضًا أشعر ببعض خيبة الأمل."
" ماذا ؟ "
" تمنيتُ قليلاً أن تداس قدمي بكعب حذائك، أنا بارعٌ جدًا في القيادة، أليس كذلك ؟ "
فقدت أوليڤيا الكلام للحظة . الدوق الأكبر، الذي كان يتحدث دون أن يتغير لون وجهه، تنهد حتى بتنهيدة خفيفة كما لو كان يشعر بخيبة أمل حقًا .
كان وقحًا حقًا لدرجة لا توصف . فقدت أوليڤيا لا إراديًا التوتر من وجهها و ابتسمت بخفة .
هل هذا الرجل حقًا هو الدوق الأكبر ڤيكاندر الذي يشاع عنه أنه قاتل لا يرحم ؟ فهو ماكر إلى هذا الحد، وأيضًا ……
" آه "
فجأة ارتفعت أوليڤيا في الهواء و أصدرت صوتًا صغيرًا في دهشة . رفعها الدوق الأكبر بالكامل و دار بها دورة كاملة . بعد هبوطها بخفة، فتحت أوليڤيا عينيها واسعتين مرة أخرى كالأرنب .
في اللحظة التي فكرت فيها أن عيني الدوق الأكبر الحمراوين اللتين كانتا تنظران إليها أصبحتا أغمق، همس الدوق الأكبر الذي اقترب منها بسرعة في أذن أوليڤيا .
" بماذا تفكرين هكذا ؟ "
عاد الدوق الأكبر، الذي اقترب فجأة ثم ابتعد، ليبتسم ببرود، بينما كافحت أوليڤيا للتخلص من الشعور بالحرارة في طرف أذنيها، ابتسمت بهدوء .
" أفكر في أنني تلقيتُ هدية ثمينة جدًا "
" أشعر بالفخر كشخص قدم الهدية، لأنكِ تقدرين قيمتي "
رفع الدوق الأكبر ذقنه . ظهر شعور بالفخر بشكل طبيعي على وجهه . كان وجهًا يثير الرغبة في مضايقته، فغيرت أوليڤيا كلامها متظاهرة بالجهل .
" كنتُ أتحدث عن السيف المقدس، 'إيرالوتين' "
" وآه، أنتِ تجعلين الشخص سعيدًا ثم تحبطينه ؟ "
" أنا الشخص الذي يُرفع، أليس كذلك ؟ "
في توقيت مثالي، أمسك الدوق الأكبر خصر أوليڤيا و رفعها .
لم أكن أعلم أن الشعور بالارتفاع يمكن أن يعطي شعورًا جيدًا إلى هذا الحد . لم أكن أعلم أن الشعور برقص الفالس مع الأنفاس المتقطعة سيكون منعشًا إلى هذا الحد .
بينما كان شعرها يتطاير ببطء، أغلقت أوليڤيا عينيها برقة . ابتسم الدوق الأكبر، الذي كان يلتقط جميع تعابير وجه أوليڤيا في عينيه، ابتسامة لطيفة .
" … أنتِ جيدة في المزاح أيضًا."
" أنا ؟ "
مع تشابك يديهما، فتحت أوليڤيا عينيها على وسعهما .
" هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها ذلك."
من بين العديد من الكلمات التي تصف أوليڤيا، لم تكن هناك كلمة تقول إنها جيدة في المزاح . على الأقل، بخلاف كونها جامدة وغير ممتعة .
" إذن ماذا عن كونكِ بارعة و ذكية ؟ "
" لم أسمعها لمرة واحدة."
" يا للأسف، لا بد أن عيون من حولكِ مصابة بالعمى "
ضحكت أوليڤيا على وجه الدوق الأكبر الجاد .
إنه حقًا أمر غريب . هل لأنها أول مرة تضحك فيها في مأدبة ؟ أم بسبب هذا الرجل الذي يجعلها تضحك مهما قال ؟
خلف الدوق الأكبر الذي كان يضحك معها، كانت وجوه النبلاء تتلصص . شعرت أوليڤيا ببرودة تهبط في جانب واحد من صدرها .
عندها فقط، أدركت أوليڤيا كم كان القسم الذي تلقته عظيمًا … الآن، أصبح شرفها مرتبطًا بشكل مباشر بشرف الدوق الأكبر .
اسمها الذي كان يُشاع عنه هنا وهناك، سيُذكر دائمًا بجوار الدوق الأكبر في نهايته .
لقد حافظت على مسافة من إيسيلا لتجنب ذلك . شعرت بالخوف عندما فكرت في أن الضرر سيلحق بالشخص الذي كان لطيفًا معها .
نظر الدوق الأكبر إلى أوليڤيا التي فقدت ابتسامتها . في هذه الأثناء، تمتمت أوليڤيا.
" … لا بأس إذا نقلت الأمر "
" ماذا ؟ "
" سمو الدوق الأكبر، فيما يتعلق بالقسم … إلغاؤه … "
ترددت أوليڤيا للحظة وهي تتحدث . كانت أفضل طريقة هي أن يعيد الدوق الأكبر النظر في زيها حتى يتمكن من سحب القسم، لكنها ترددت بشكل غريب .
إذا حدث ذلك، في النهاية، لن يكون هناك المزيد من هذا اللطف العفوي . كان من الواضح أن هذا اللقاء القصير سينتهي هنا .
لهذا شفتا أوليڤيا لم تنفتح بسهولة .
" اسمحي لي أن أبوح بسر، لم يكن لدي نية لتقديم القسم للآنسة منذ البداية، جئتُ ومعي خطتي الخاصة "
حبست أوليڤيا أنفاسها عند كلمات الدوق الأكبر . كان عليها أن تظهر بوجه لائق مهما قيل .
ظهرت نظرة ماكرة على وجه الدوق الأكبر الذي كان يواجهها .
" ولكن في اللحظة التي كنتُ سأقدم فيها السيف كهدية لك، خطرت لي الفكرة، آه، لقد وعدتُ بتقديم أغلى شيء كهدية، هذا السيف مجرد سيف ثمين، لكنه ليس الأغلى، إذن ماذا أفعل ؟ "
خلف كلمات الدوق الأكبر، وكأنها تقترب من النهاية، تسارعت أنغام الفالس .
ماذا يعني بماذا يفعل ؟
لم يكن لدى أوليڤيا وقت لتتساءل عما لم يُقال بعد . بلغت الموسيقى ذروتها، ومع تشابك أيديهما، دارت أوليڤيا و تفتح الفستان الأحمر و تغلق كزهرة .
شعرها الفضي الذي انسدل بدون دبابيس تألق في ضوء الثريا و جذب أنظار الناس .
أخيرًا انتهى الفالس، و التقطت أوليڤيا أنفاسها المتقطعة، و أمسكت بطرف فستانها بيد واحدة، و وضعت يدها الأخرى على صدرها، و قدمت التحية للدوق الأكبر .
وقف الدوق الأكبر أمامها، و انحنى برأسه نحو أوليڤيا، و قاد يد أوليڤيا بلطف، ثم قرب شفتيه من فوق قفازها .
لم تلمسها، لكن وسط الصمت الذي شمل الجميع بما في ذلك أوليڤيا بسبب التحية غير التقليدية، همس الدوق الأكبر في أذن أوليڤيا قبل أن يغادر مكانه .
في وسط هذا، بقيت أوليڤيا وحدها وهي تحدق في ظهر الدوق الأكبر شاردة الذهن، ثم فتحت عينيها واسعتين و نظرت إليه مرة أخرى .
الكلمات التي تركها الدوق الأكبر وهو يبتعد ترنّ في أذني أوليڤيا .
" إذن ماذا أفعل ؟ أنا الأغلى و الأثمن، لذا يجب أن أصبح هدية الآنسة "
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
على وجه الدوق الأكبر الذي كان يبتسم ببهجة كوردة تفتحت في الربيع، زال الابتسام .
عندما أصبح وجه الدوق الأكبر، الذي اعتقدت أنه وجه رائع، خاليًا من التعبير، شعرت بوهم أن درجة حرارة المكان المحيط تنخفض .
قدم الفارس هوارد إنترفيلد، البارون الذي تبع الدوق الأكبر، السيف المقدس إلى الدوق الأكبر . من السيف، انبثقت هالة باردة وكأنها ستجمد كل شيء .
" يا سمو الدوق الأكبر، تفضل "
لكن الدوق الأكبر، الذي كان الشخص الوحيد، أو الآن أحد الوحيدين، القادر على تهدئة هذا السيف، لم يهتم بالسيف و نظر إلى وسط قاعة المأدبة وهو يتمتم .
" لماذا وقت رقصة الفالس محدد بالضبط ؟ "
قال وينستر كالتر، ذو الشعر البني الذي ركض بوجه متلهف، بصوت منخفض بما يكفي ليسمعه الدوق الأكبر فقط .
" لأنه يجب علينا تغيير الشركاء، على أي حال، لماذا فعلت ذلك ؟ ألم تقل أنك ستنحني لمرة أخيرة من أجل المنجم ؟ "
" لماذا يجب تغيير الشركاء ؟ "
"ماذا ؟ والمنجم ؟ يا سمو الدوق الأكبر ! "
وكأنه لم يسمع كلمات وينستر المرتبكة، نظر الدوق الأكبر إلى وسط قاعة المأدبة بدلاً من الإجابة .
توجه ولي العهد بخطوات واثقة نحو أوليڤيا. ملابسه التي كانت بنفس لون فستان أوليڤيا جذب الانتباه .
أظلمت عينا الدوق الأكبر عند مظهره الذي بدا وكأنه يتفاخر بكونه الشريك، و ظهرت رغبة في القتل في السيف .
خطا وينستر الذي صُدم بضع خطوات بعيدًا، لكن نظرة الدوق الأكبر كانت متجهة بالكامل نحو شخص واحد .
" مستحيل …… "
عندما تمتم وينستر، أومأ هوارد برأسه قليلاً .
خطة مهاجمة الأميرة التي تمتلك منجم الكريستال الأبيض، وهي الخطة الأسهل، باءت بالفشل، لكن سمو الدوق الأكبر بالتأكيد وضع خطة أخرى .
اقتناص النصر في أي موقف … هذا ما كان يفعله الدوق الأكبر دائمًا .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
تغيرت الموسيقى مرة أخرى .
في وسط قاعة المأدبة، فردت أوليڤيا ظهرها باستقامة . كانت دائمًا في هذا الحفل تقف بالقرب من الحائط، لكن اليوم لم يكن كذلك .
" يبدو أنكِ استمتعتِ "
مدّ ليوبارد يده إلى أوليڤيا وكأن الأمر طبيعي .
" … نعم، يا سمو ولي العهد "
وضعت أوليڤيا يدها على يده، و نظرت إليه وسألته :
" هل استمتعتَ أيضًا، يا سمو ولي العهد ؟ "
****************************