" بالطبع، حتى لو حدث مكروه، يُمكن لابنة الدوق الأخرى أن تأتي، أليست هذه رابطة قوية حقًا ؟ "
تحدثت الإمبراطورة بوضوح .
كان شريك ليوبارد سيكون حتمًا فتاة من فصيل البلاط الإمبراطوري . المكان الأكثر شرفًا، وفي الوقت نفسه، مكان سيحتضر فيه المرء محبوسًا في قفص الإمبراطورة .
وكان الدوق هو الأب القاسي الذي قدم ابنته لهذا المكان الذي يخفي فيه الجميع بناتهم العزيزات .
الرجل البارد كالجليد الذي أخفى ابنته الصغرى الثمينة، و قدم ابنته غير الشرعية التي بحث عنها في جميع أنحاء الإمبراطورية، لذلك، سيتحرك الدوق كما ترغب، كقطعة شطرنج على اللوح .
" سأغادر الآن "
كان الجميع يعلمون أن كلمات الدوق لم تتضمن أي اتفاق .
ألقت الإمبراطورة كلمات ممزوجة بالضحك على ظهر الدوق وهو يغادر.
"إلى اللقاء يا دوق، بغض النظر عما يقوله الآخرون، نحن في نفس الجانب، أليس كذلك؟"
انتشر صوت ضحك رنان من غرفة الاستقبال التي تركها خلفه . جزّ الدوق، جيوفاني مادلين، على أسنانه .
أوليڤيا … ما الذي تفعله بحق خالق الجحيم لتجعل الإمبراطورة تذكر حتى إيسيلا ؟
كان عليه أن يذهب إلى القصر، قبل أن تفسد الأمور أكثر .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
بمجرد خروج الدوق، انهارت الكونتيسة تشيس على الأرض .
" جلالتك … جلالتك الإمبراطورة، أنا لم أفعل ذلك حقًا، صدقيني "
" أنا أيضًا أريد أن أصدق أنك لم تفعلي ذلك."
في اللحظة التي سمعت فيها صوتًا بدا آسفًا، رفعت الكونتيسة تشيس رأسها وكأنها وجدت بصيص أمل .
" لكن ماذا أفعل ؟ "
" جـ، جلالتك … ؟ "
" مع كل هذه الأدلة التي تظهر ضدك، ليس هناك داعي لأن أحتضنك و أصبح عدوة لعائلة مادلين، أليس كذلك ؟ "
" …… "
" بما أنك متعبة بعد صعودك إلى العاصمة مؤخرًا، فمن الأفضل أن تعودي إلى مقاطعة تشيس لتستريحي."
تم ترتيب كل شيء بدقة . لوّحت الإمبراطورة بخفة للكونتيسة تشيس التي كانت تُدفع للخارج .
عندما أغلق الباب، عادت الإمبراطورة لتبتسم كفتاة صغيرة .
" كان الأمر ممتعًا، تخويف كبير الخدم، تلك الوضيعة لديها بعض الجرأة."
ضاقت زاوية عين الإمبراطورة بشكل دقيق .
هل هذا لأنها من عائلة مادلين، حتى لو كانت نصف مادلين ؟ هاه، على أي حال، هي مجرد نصف .
" يسرني أن جلالتكِ استمتعتِ."
ابتسمت المركيزة أوفيم، المقربة من الإمبراطورة من بين وصيفات الشرف، و دلكت يد الإمبراطورة بمرهم عطري .
بعد التأكد من أن عيني الإمبراطورة قد استرختا، قالت المركيزة أوفيم وكأنها تذكرت شيئًا للتو .
" على أي حال، الآنسة إثيل ليست عادية أيضًا، كيف تجرؤ على انتحال شخصية سمو ولي العهد ؟ لكن جلالتكِ رائعة حقًا، كيف عرفتِ ذلك تمامًا و أرسلتِ الخادمة هكذا ؟ "
ابتسمت الإمبراطورة بتساهل و تذكرت ماريا إثيل . عشيقة ولي العهد ذات المظهر الجميل .
بصفتها من الفصيل النبيل نفسها، كان من المؤسف بعض الشيء أنها لم تستطع أن تصبح خطيبة ولي العهد، لكنها لم تكن تتوقع أنها ستعدّ مسرحًا ممتعًا بنفسها بهذا الشكل .
" الآنسة ماريا إثيل طلبت بطاقة "
تذكرت ما قالته الخادمة التي زرعتها في قصر ولي العهد . بما أنها غطّت عليها بهذا الشكل الكبير مرة واحدة، فإن تحول ماريا إثيل إلى بيدق في يدها كان مسألة وقت .
همهمت الإمبراطورة بلحن وهي تنظر إلى أظافرها .
حان الوقت لتجديد أظافرها، لتكون أطول و أكثر حدة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
عبر النافذة، كان كبير الخدم الذي انحنى رأسه مرئيًا، و بدأت العربة في الانطلاق ببطء .
قيل أن الكونتيسة تشيس قد غادرت القصر . في غضون أيام قليلة، ستعود السيدة إلى مقاطعتها . تمامًا بالطريقة التي كانت الإمبراطورة تستخدمها دائمًا .
في العادة، كانت أوليڤيا ستتجاهل الأمر أيضًا، ولكن، بما أنهم مسوا عائلة مادلين أيضًا . كان عليها إبلاغ والدها هذه المرة .
لو كان الأمر يتعلق بها فقط، لكان الوضع مختلفًا، لكن إذا كان الأمر يتعلق بعائلة مادلين التي يحبها كحياته، بدا والدها وكأنه سيغضب أيضًا .
… و ربما، ألن يغضب قليلاً من أجلي أيضًا ؟
ابتسمت أوليڤيا بسخرية . كان لديها أمل أكبر مما تعتقد، ولكن لم تستطع إلا أن تشعر بالترقب . مهما كان الأمر، فقد وجدت سببًا للتحدث مع والدها ولو قليلاً .
نظرت أوليڤيا إلى الخارج بوجه أصبح أكثر إشراقًا، ثم تفاجأت، و طرقت على نافذة مقعد السائق .
" توقف للحظة "
" يا آنستي ! "
عندما أبطأت العربة و توقفت تمامًا، صعدت سالي إلى العربة وهي تنادي أوليڤيا بصوت عالٍ .
" كيف جئتِ إلى هنا ؟ كيف علمتِ أنني هنا ؟ "
" آنستي، هذا ليس مهمًا الآن."
تنفست سالي بصعوبة . شعرت أوليڤيا بأن شيئًا غير عادي يحدث على وجه سالي المتوتر للغاية .
" هل هناك مشكلة ؟ "
" الدوق إنه يبحث عنكِ يا آنستي ! "
خفق قلب أوليڤيا بقوة . كانت هذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها أن والدها يبحث عنها منذ أن جاءت إلى قصر مادلين .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
أمام الباب البني الداكن المصنوع من خشب البلوط، استجمعت أوليڤيا أنفاسها .
مكتب والدها … المكان الذي كان محظورًا عليها لمدة 14 عامًا .
رفعت قبضتها المرتعشة قليلاً و طرقت الباب .
" أنا أوليڤيا "
فتح الباب الذي بدا وكأنه لن يفتح أبدًا . كان الدوق واقفًا أمام نافذة كبيرة تتدفق منها أشعة الغروب . بسبب قوة ضوء الغروب، لم يكن وجه الدوق ظاهرًا . لم تعرف أي تعبير هو عليه، فشدّت أوليڤيا قبضتها و فكتها عبثًا مرة واحدة .
كان مكتبه هادئًا . ضغطت أوليڤيا على منطقة قلبها النابض بيدها و تقدمت خطوة أخرى .
إلى أي مدى سمع والدي ؟ هل سمع عن ردة فعلي ؟
لم تكن تعرف من أين تبدأ بالحديث، فترددت أوليڤيا للحظة ثم فتحت شفتيها .
" أبـ … أبي "
" خطيبة ولي العهد."
قطع الصوت البارد كالجليد كلام أوليڤيا . نظر الدوق مباشرة إليها . كان وجهه المضاء من الخلف بأشعة الغروب باردًا كقطعة ثلج .
" أمرتكِ بشيء واحد فقط، وهو أن تصبحي خطيبة ولي العهد."
الصوت المشحوذ حادًا، و النظرة الخالية تمامًا من أي ذرة من المودة مرة أخرى، طعنا أوليڤيا .
" لم تستطيعي الحفاظ على هذا الشيء الوحيد، و تسببتِ في تلك الفضيحة القذرة، و تجرأتِ على قلب قصر ولي العهد رأسًا على عقب ؟ "
" لا، ليس كذلك."
من المؤكد أن هناك سوء فهم .
" سمعت أن الإمبراطورة أرسلت لكِ هدايا مواساة لأنكِ كنتِ دائمًا وحيدة، ولكنكِ تهددين كبير الخدم بسبب بطاقة تافهة كانت بينها ؟ هل ما زلتِ تعتقدين أنكِ مؤهلة لتكوني خطيبة ولي العهد بعد ذلك ؟ "
هاجمها الصوت الثقيل بحدة، لكن أوليڤيا شعرت براحة أكبر . والدها الآن، كان يفهمها بشكل خاطئ فقط .
" لم تكن مجرد بطاقة بسيطة، كانت بطاقة تنتحل شخصية سمو ولي العهد لتهزأ بي، وكانت تهين عائلة مادلين."
" لماذا كانت هذه إهانة لعائلة مادلين ؟ "
" ماذا ؟ "
" ألم تسمعي ؟ سألتكِ لماذا كانت إهانة لعائلة مادلين، وليس مجرد سخرية منكِ "
كانت عيناه البنفسجيتان الثاقبتان خاليتين من المشاعر وكأنه ينظر إلى شخص غريب . مع كلماته الباردة التي قطعت حديثها، شعرت أوليڤيا وكأنها طُعنت في أعماق رئتيها وكاد نفسها ينقطع .
لقد مر وقت طويل منذ أن رأت والدها، كل صباح كان يقطب حاجبيه عند رؤية وجهها، ولم يستدعها إلى مكتبه ولو لمرة واحدة، لكن هذا كان فقط لأن جهودها لم تصل إلى والدها بعد .
ومع ذلك، أحضرها والدها إلى هنا وهي وحيدة . سمح لها بالعيش مع زوجته الرائعة لبعض الوقت، و سمح لها بمقابلة إخوتها، و سمح لها بارتداء فساتين حريرية جميلة، و سمح لها بتناول طعام لذيذ، وأيضًا … آه، صحيح، أجلسها بجوار ليوبارد، المكان الذي قيل أنه الأثمن .
كان والدها يعلم أنها تحب ليوبارد . قال أنه مكان ثمين، مكان لن تجلس فيه لو لم تكن أميرة عائلة مادلين، كلما عدّت، زادت الأسباب .
" أنا أيضًا …… "
لسبب ما، اهتز صوتها، فشدّت أوليڤيا قبضتها بإحكام .
" أنا أيضًا، من عائلة مادلين، أليس كذلك ؟ "
اهتز صوتها الذي انفجر نحو الدوق .
في اللحظة التي نظر فيها الدوق إلى أوليڤيا بدون مشاعر، أدركت أوليڤيا …
" إذا كنتِ تريدين أن تدعي أنكِ من عائلة مادلين، فتصرفي باستقامة كفرد من عائلة مادلين "
… لا يزال هناك خط بين والدها و بينها .
" تصرّفي بشكل صحيح، وتلك الشائعات القذرة، لا تجيبيها إلى عائلة مادلين مرة أخرى "
عيناه الباردة، كلماته التي تبدو وكأنها تكرهها، كما لو أن كل شيء خطأها . كان كل هذا نفس الوضع الذي عاشته في طفولتها عندما أمسك بذراعها ولم تستطع قول أي شيء.
آنذاك والآن، لم يكن لديها سوى شيء واحد يمكن قوله .
همست أوليڤيا بصوت خافت وكأنها تعتصر كلماتها :
" … أنا، لم أفعل أي شيء "
" لا تفعلين شيئًا، ومع ذلك تغطيكِ تلك الشائعات ؟ "
" … نعم."
" إذن، ما هو الشيء الذي فعلتيه في قصر ولي العهد ؟ "
" هذا، فقط …… "
… كانت محاولاتي لحماية عائلة مادلين، حتى لو تم تجاهلي، عائلة مادلين لا يجب أن يتم تجاهلها .
إذا حميت عائلة مادلين، ظننتُ أنني سأقترب من أبي ولو شبرًا واحدًا .
نظر الدوق إلى أوليڤيا بتوبيخ . كل ما كانت تتمناه هو شبر واحد، لكنها ابتعدت عشرة أشبار .
" …… غادري "
نظر الدوق إلى أوليڤيا باشمئزاز . استدارت أوليڤيا و حدقت في المكتب شاردة الذهن .
في كل مرة كانت تنظر إلى الباب المصنوع من خشب البلوط، كانت تتساءل ما الذي يوجد بالداخل .
كانت اللوحة المعلقة فوق المدفأة هي نفس الصورة التي تم رسمها منذ 14 عامًا، قبل أن أنتقل إلى هنا .
الدوقة تبتسم بمرح، و الأب الحنون، و كونراد و جايد يضحكان بمرح كالأطفال، و إيسيلا التي تبدو وكأنها جنية .
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
كما لو أن الزمن قد تجاهلها، بقي هذا المكان على حاله كما كان قبل 14 عامًا .
فقط، كان مليئًا بالكره تجاهي …
تنفسّت أوليڤيا بقوة، فقد شعرت وكأنها ستختنق .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
لم تعلم كيف صعدت إلى غرفتها .
استلقت أوليڤيا على السرير وهي ترتدي فستانها، و حدقت في السقف . كانت المظلة الحريرية المليئة بالدانتيل الفاخر معلّقة بسلاسة، وفي كل مكان نظرت إليه كانت أشياء ثمينة، ولكن … شعرت بفراغ في صدرها .
سرعان ما هزت رأسها و عادت لتدفن وجهها في وسادتها .
في حالة بدا فيها وكأن جميع الأصوات قد اختفت، فكرت أوليڤيا ببساطة أن ما كانت تتمناه كان شيئًا صغيرًا جدًا.
حتى لو لم يكن حبًا يكفي ليخاطر بأي شيء مثل كبير الخدم . توقعت أنها قد تسمع كلمات مثل "عمل جيد" أو " أحسنت".
على الأقل، اعتقدت أن أفضل ما لديها، الذي أخفت فيه يديها المرتعشتين، يستحق على الأقل هذا القدر .
رفعت أوليڤيا يدها و نظرت إليها، وفكرت فجأة .
كانت محظوظة لأنها استمرت في ارتداء القفازات التي تلقتها من الرجل . على الأقل، لن يرى والدها اهتزاز يديها، كان القفاز المتلألئ أول ما سيراه، ثم ضحكت أوليڤيا .
عند التفكير في الأمر، لم يكن هناك سبب لأن يلاحظ والدها اهتزاز يدها، عندها، بدأت تضحك .
ضحكت بصوت عالي، و عندما توقف ضحكها العالي، تغير وجهها قليلاً ثم غُطّي بالكامل باللحاف .
دون أن يتسرب صوت واحد، ارتجف ظهرها برقة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
قاعة مأدبة النصر المليئة بالأيدي التي تتشابك كأزواج، كانت أوليڤيا مادلين وحيدة اليوم أيضًا .
أشار النبلاء إلى الأميرة مادلين بابتسامات خفية .
" يا للعجب، ما الذي تفكر فيه، لترتدي ملابس متطابقة بينما هي وحيدة ؟ "
" نعم، هذا صحيح، يا ليتها لم ترتدي هذا الفستان، ألا يعني هذا أنها تعلن عن أن الآنسة إثيل قد خطفت منها سمو ولي العهد ؟ "
كان كلام النبلاء صحيحًا، كان ليوبارد، يرتدي ملابس حمراء، بجوار ماريا إثيل التي كانت ترتدي فستانًا ورديًا، وليس بجوار أوليڤيا، التي كانت ترتدي فستانًا أحمر، متناسقًا مع ملابسه الحمراء كزي حبيبين .
التقطت عينيها عيني ليوبارد من بعيد . ارتفعت زاوية شفة ليوبارد بابتسامة، ابتسامة عينية رائعة كأنها مرسومة، و موقف مائل ولكنه جذاب .
ليوبارد كان يعرف أوليڤيا جيدًا، لهذا السبب، بدا هذا الأمر سهلاً جدًا . كونه مع ماريا إثيل، وكل ما حدث في قصر ولي العهد .
نظرت أوليڤيا إلى الأمام كما لو لم يحدث شيء، إذا اعتقدت أن الأمر لا يهم، فإنه حقًا لم يكن يهم . وإلا، شعرت وكأنها ستُبتلع في هذا الشعور بالخجل و الإهانة الذي أخفته بعناية .
على مسافة مناسبة، كان والدها و كونراد مرئيين . من المؤكد أنهم كانوا يسمعون الحديث، لكنهما لم يلتفتا إليها ولو لمرة واحدة .
عند رؤيتهما في قاعة المأدبة الكبيرة هذه، شعرت وكأنهما غريبان حقًا، وقع نظرها المنخفض على القفازات الدانتيل .
كانت ترتدي الجواهر و الفساتين المرسلة من القصر الإمبراطوري، لكنها ارتدت هذه القفازات بالذات، التي أعطاها إياها الرجل .
رفعت أوليڤيا يدها التي ترتدي القفاز ببطء .
لقد كان رجلاً غريبًا جعلني أشعر بالارتياح عندما كنت معه .
في تلك اللحظة … طغى صوت البوق الثقيل على قاعة المأدبة .
" جلالة الإمبراطور، و جلالة الإمبراطورة، و صاحبة السمو الأميرة يدخلون ! "
صرخ الفارس بصوت عالي . و انحنى الجميع نحو الإمبراطور و الإمبراطورة و الأميرة .
خلف الإمبراطور و الإمبراطورة اللذان كانا يرتديان الملابس بشكل فاخر، ظهرت الأميرة رينا وهي ترتدي فستانًا أبيض نقيًا .
لم يكن فستاناً يليق بأميرة كانت تحب دائماً الأشياء الفاخرة .
" نحيي شمس و قمر الإمبراطورية، نحيي جلالة الإمبراطور و صاحبة الجلالة الإمبراطورة "
" هاهاها، إنه يوم سعيد للجميع، فلتنهضوا بسرعة."
كما لو كان يبعث الحياة في الجو، ضحك الإمبراطور بشدة و رفع كأسه، ثم نظر حول قاعة المأدبة بشكل واضح وقال بصوت واضح :
" لكن … أين أبطال اليوم ؟ "
" هذا … حسنًا …… "
همس كبير خدم القصر الإمبراطوري، الذي كان الأقرب، للإمبراطور بنبرة محرجة . و عبس الإمبراطور عندما سمع ذلك .
" ماذا ؟ لم يأتوا بعد ؟ "
خيم الصمت على الجميع في قاعة المأدبة . على الرغم من أنها كانت وليمة انتصار، إلا أنه كان من غير المقبول أن يتأخروا عن الإمبراطور و الإمبراطورة .
كان ذلك عندما كان الإمبراطور على وشك أن يطلق عنانه لطبيعته النارية .
" صاحب السمو الأرشيدوق إدوين لويل ڤيكاندر و فرسان القصر الإمبراطوري، و فرسان ڤيكاندر يدخلون ! "
مع صوت المضيف الذي تردد صداه في قاعة المأدبة و فتح الأبواب على مصراعيها، دخل الفرسان بملابسهم الرسمية بفخر و عظمة .
نظرت أوليڤيا أيضاً إلى موكب الفرسان بحثاً عن جايد . فقد كان من السهل العثور على الشعر الفضي، لكنه لم يكن مرئياً ربما بسبب كثرة الناس .
فجأة، هدأ الأشخاص الذين كانوا ينظرون إلى الموكب، و استدارت أوليڤيا أيضاً عند رد فعل الناس .
اتسعت عينا أوليڤيا، و رمشت بصدمة .
ذلك الرجل بالزي الأسود في مقدمة موكب الفرسان …… رجل طويل و شعره الأسود الداكن الذي يعكس الظلام أيضاً . عيناه بلون الياقوت مائلتان للحمرة، و وجهه الجميل الذي يجعل المرء يحبس أنفاسه من الإعجاب .
هذا الرجل بالتأكيد … كان الرجل الذي رأته في ليهرن و الذي كانت تفكر به قبل قليل .
****************************