الفصل ٩ : ‏Do Your Best to Regret

{ قطع ذيل السحلية }


انطلقت العربة .

عند رؤية الرجل الجالس على الجانب المقابل، هدأت موجة الغضب و داهمها الواقع .

ركوب العربة مع رجل لا تعرفه جيدًا . هذا التصرف المتهور لم يكن من شيمها .

حسنًا، كان الرجل غريبًا بنفس القدر . لقد أحضر العربة على الفور عندما قالت امرأة لا يعرفها جيدًا أنها تريد الذهاب إلى القصر الإمبراطوري .

ومع ذلك، كانت تشعر بالأمان بشكل غريب عند وجودها معه . ربما كان ذلك بسبب تصرفاته اللبقة . حتى عندما خرجت من المقهى، أعارها رداءه، لهذا لم يعلم أحد أنها الأميرة مادلين .

تلمست أوليڤيا الرداء الأسود الذي يغطي ركبتيها، و عادت باقة الزهور و البطاقة لتملأ رأسها بالكامل .

الهدايا التي انتحلت شخصية ليوبارد . عدد هائل من الزهور و الهدايا التي تملأ غرفة بأكملها .

كيف تجرأ، ومن يكون ؟ ما هو قصده بانتحال شخصية ولي العهد ؟ هل استخف بعائلة مادلين، وبي أنا ؟

" خذي."

" ماذا ؟ "

بينما كانت أوليڤيا ترمش بعينيها، مد الرجل صندوقًا مخمليًا بنفسجيًا . تلقت أوليڤيا الصندوق بخفة ثم توقفت للحظة .

" من أين حصلت عليه ؟ "

" حسنًا، من داخل هذه العربة ؟ "

" ما هذا ؟ "

"ستعرفين إذا فتحته، أليس كذلك؟"

ضحك الرجل بغموض و تمكن من التهرب ببراعة . فتحت أوليڤيا الصندوق بعد هذه المحادثة التي تشبه لعبة الكلمات .

ما كان في الصندوق هو …

" قفازات ؟ " تمتمت أوليڤيا .

كان تصميمًا فريدًا و جميلاً لم تره من قبل . كان الدانتيل المنسوج بإحكام يتألق كلما انعكس عليه الضوء .

" كح ! "

سعل الرجل سعالاً خفيفًا . عندما نظرت أوليڤيا التي كانت تنظر إلى القفازات إلى الرجل، غمز لها بعين واحدة بمودة .

" بهذا القدر، لن تتجاهلي كلامي الأخير، أليس كذلك ؟ أنا حقًا أملك كل شيء ثمين، فما عليك سوى أن تخبريني "

هل يمكن أن تكون هذه هدية ؟

ابتسمت أوليڤيا بسخرية و همّت بارتداء القفازات، لكنها لاحظت آثار الأظافر على ظهر يدها.

هل يعقل أنه رأى هذا ؟

ارتدت أوليڤيا القفازات بسرعة . كانت قلقة بشأن المقاس، لكن يدها انزلقت داخل القفاز تمامًا، وكأنها مفصلة لها خصيصًا .

رفعت يدها لتنظر إلى القفاز، و رأت الرجل عبر أصابعها . في اللحظة التي التقت فيها أعينهم، شعرت أوليڤيا بشعور غريب، فجمعت أصابعها .

— الصورة التوضيحية : هـنـا .

لم يكن الرجل ظاهرًا، لكن النظرة الواضحة كانت لا تزال محسوسة .

في غضون ذلك، دخلت العربة إلى الطريق الوحيد المؤدي إلى القصر الإمبراطوري . بدلاً من الشوارع الفخمة، قالت أوليڤيا بصوت منخفض عند رؤية الأسوار المتينة و فرسان الحرس الإمبراطوري المسلحين .

" من فضلك أنزلني على مسافة قصيرة من البوابة "

" كما تأمرين."

نقل الرجل كلام أوليڤيا نحو النافذة الصغيرة المتصلة بمقعد السائق . اتجهت العربة إلى مكان يبعد قليلاً عن بوابة القصر الإمبراطوري .

تباطأت العربة تدريجيًا حتى توقفت . كانت المسافة إلى البوابة ليست قريبة جدًا وليست بعيدة جدًا للمشي .

دون أن تطلب منه، رفع الرجل قبعة الرداء بالكامل . عندما لم يعد وجهه مرئيًا، بدا الرجل وكأنه فارس مرافق من العائلة النبيلة .

نزل الرجل من العربة أولاً، ثم مد يده نحو أوليڤيا وكأنه يقوم بمرافقتها . شعرت أوليڤيا بالحرج من المرافقة، فنظرت إلى يده الكبيرة للحظة ثم وضعت يدها عليها بخفة .

يد الرجل التي لامستها عبر طبقة رقيقة جدًا من القفازات الدانتيل، كانت أقوى و أكبر و أدفأ بكثير مما توقعت .

كان فرسان الحرس الإمبراطوري يقتربون . التفتت أوليڤيا إلى الرجل للحظة .

" … أنا أوليڤيا مادلين، هذا اسمي."

" أوليڤيا، إنه اسم جميل "

قال الرجل وكأن اسم العائلة الملحق بالاسم لا يهم . بدا الأمر وكأنه كان يعلم بالفعل أنها أميرة .

استجمعت أوليڤيا المزيد من الشجاعة بفضل موقف الرجل .

" عندما أخرج، هل ستخبرني باسمك ؟ "

لم يجب الرجل، لهذا أضافت أوليڤيا بصوت منخفض :

" … لن أكون ورقة سيئة بالنسبة لك "

لأن عائلة مادلين كانت دقيقة في المكافآت، وكانت أكثر وضوحًا في الانتقام .

" بالتأكيد ستكون ورقة رائعة جدًا، لكن للأسف، سيكون ذلك صعبًا اليوم "

اعتقدت بالطبع أنه سيرد بالإيجاب، لكن الرجل الذي كان لطيفًا وضع حدًا .

حاولت أوليڤيا بصعوبة إخفاء ارتباكها .

" حسنًا إذن، شكرًا لك على مساعدتك "

" ليس الأمر أنني لا أريد إخبارك باسمي، لكن عليّ الذهاب الآن "

بصوته الذي بدا آسفًا، تذكرت أوليڤيا عندها ما قالته للتو .

" عندما أخرج، هل ستخبرني باسمك ؟ "

بأي ثقة ظنت أن هذا الرجل سينتظرها بالطبع ؟ شعرت وكأن وجهها سيحمر خجلاً، فحاولت أوليڤيا أن تسحب يدها .

يد الرجل التي كانت تلامسها وكأنها مرافقة، لم تترك يدها . عندما استدارت أوليڤيا، قال الرجل بصوت ممزوج بالضحك :

" سأخبرك باسمي بالتأكيد في المرة القادمة، مع أثمن هدية."

" … ليس هناك الكثير من الهدايا التي لا يمكنني الحصول عليها كأميرة، أليس كذلك ؟ "

" إذن، يجب أن تكون هدية ثمينة لدرجة أن الجميع سوف يحسدونك عليها، على سبيل المثال … "

أطال الرجل كلامه ببطء .

" سيف فريد من نوعه في العالم يجمع بين السيف المقدس و الجواهر، وما إلى ذلك "

" … سأتطلع إلى ذلك."

بدلاً من الهدية التي وعد الرجل بإعطائها، هدأ الغضب الذي كان يعتلي أوليڤيا عند سماعها أنها ستتمكن من رؤية هذا الرجل مرة أخرى.

انفصلت يديهما، و سارت أوليڤيا نحو القصر الإمبراطوري .

انحنى الفارس الذي تعرف على أوليڤيا برأسه .

" مرحبًا بك يا أميرة، ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ "

" أرغب في الذهاب إلى قصر ولي العهد، هل يمكنني استعارة عربة للحظة ؟ "

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

" يا صاحبة السمو الأميرة، ما الذي أتى بك إلى هنا اليوم ؟ لقد ذهب صاحب السمو ولي العهد إلى شارع ليهرن لمقابلتك "

بمجرد وصولها إلى قصر ولي العهد، استقبلها كبير الخدم الواقف أمام الخدم المصطفين بوجه مرتبك .

سواء تاهت الطرق، أو لم يظهر ليوبارد في مكان الموعد . مرت مخاوف لا حصر لها على وجه كبير الخدم .

" لقد عدت للتو بعد مقابلة سمو ولي العهد، يا كبير الخدم، الأهم من ذلك، هناك شيء يجب عليّ التأكد منه."

" نعم يا صاحبة السمو الأميرة."

قام كبير الخدم المتمرس على الفور بإبعاد المحيطين و قاد أوليڤيا إلى غرفة الاستقبال .

أُغلق باب غرفة استقبال قصر ولي العهد التي لا تتسرب منها أدنى صوت، و جلست أوليڤيا على الأريكة أمام طاولة الشاي و نظرت مباشرة إلى كبير الخدم .

" ربما تعلم يا كبير الخدم، أن سمو ولي العهد كان يرسل دائمًا الزهور و الهدايا في الأيام التي لا يحضر فيها موعد الأربعاء."

" نعم يا سمو الأميرة، أعلم ذلك."

" ولكن … سمو ولي العهد لم يكن يعلم بذلك."

مرت نظرة مفاجأة على وجه كبير الخدم .

" هل أنت من حاول إهانتي يا كبير الخدم ؟ "

" يا سمو الأميرة، لا … إهانة ماذا ؟ أنا فقط …… "

لم يستطع كبير الخدم أن يكمل كلامه .

" هل أنت من أرسل البطاقة أيضًا يا كبير الخدم ؟ "

" أي بطاقة تقصدين ؟ "

انقطع كلام كبير الخدم لبرهة و بدا عليه الارتباك . ابتسمت أوليڤيا ببرود .

" لم تكن تعلم يا كبير الخدم أن بطاقات انتحلت شخصية سمو ولي العهد كانت مختلطة مع الهدايا المرسلة من قصر ولي العهد ؟ "

" مـ، ماذا ؟! "

اتسعت عينا كبير الخدم إلى أقصى حد .

تاركةً وراءها العاصفة التي كانت تدور في غرفة الاستقبال، عبرت إحدى خادمات قصر ولي العهد الفناء الخلفي بصمت و هدوء .

كانت الخادمة متجهة نحو قصر الإمبراطورة .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

" إذن … "

قامت أوليڤيا بعدّ أصابعها واحدًا تلو الآخر .

" صحيح أن الهدايا أُرسلت إليّ من قصر ولي العهد، لكن لا يمكنك الكشف عن هوية المرسل، ولا تعرف شيئًا على الإطلاق عن البطاقات "

" …… "

" … هل هذا كل ما يمكنك قوله يا كبير الخدم ؟ "

" … أنا آسف، يا سمو الأميرة."

" يا كبير الخدم."

" … نعم يا سمو الأميرة."

" سواء كنت تعلم أم لا، أنا أحب أشخاصًا مثلك يا كبير الخدم إلى حد ما."

بدلاً من الإجابة، حدّق كبير الخدم في أوليڤيا . كانت عيناه تقيّمان قصدها من كلامها المفاجئ .

كبير الخدم القوي الذي خدم ليوبارد منذ أن كان صغيرًا . ابتسمت أوليڤيا ابتسامة لطيفة .

" سواء كانت هدية أو زهرة، في الواقع، ما المهم ؟ بغض النظر عمن أرسلها وبأي نية، أعتقد أنها حققت قيمتها إذا هدأت قلبي بكونها مرسلة من قصر ولي العهد."

" يا سمو الأميرة."

" لكن البطاقات ليست كذلك."

عندما جاء ذكر البطاقات، اهتزت عينا كبير الخدم مرة أخرى . لم تستطع أوليڤيا أن تصدق نظرة عينيه التي بدا عليها الجهل التام . خاصة من شخص مخلص مثل كبير الخدم .

" … لا يمكنني أن أصدق، أن يحدث في هذا القصر أن يجرؤ أحدهم على إرسال بطاقة تنتحل شخصية أحد أفراد العائلة الإمبراطورية، و بالتحديد سمو ولي العهد، إلى صاحبة السمو الأميرة !! "

" حدث هذا بالفعل، يا كبير الخدم "

" …… "

" ومع ذلك، إذا لم تتقدم يا كبير الخدم، فهناك حدود لما يمكنني الكشف عنه، تعلم أنت خيرًا من أي شخص آخر أنني كأميرة، ولست خطيبة رسمية بعد، لا أملك السلطة لأمر كبير خدم سمو ولي العهد."

ابتسمت أوليڤيا بمرارة، ولم يجب كبير الخدم بشيء .

" ولكن ماذا لو تجاوزت سلطتي قليلاً مع خدم قصر تياجي الذين مُنحت السلطة عليهم ؟ في أسوأ الأحوال، سينتشر الخبر بأن الأميرة كانت تتصرف بوقاحة، وكما تعلم، قبل شهرين، دخل ابنك الأصغر القصر كمتدرب على منصب كبير الخدم في قصر تياجي."

" …… !!!!!! "

تحطم وجه كبير الخدم الذي كان يشبه القناع الصلب في لحظة . كان يجب عليه أن يدرك .

جمع كبير الخدم يديه المرتعشتين و ضغطهما بقوة .

قبل عام، مُنحت الأميرة السلطة الفعلية على قصر تياجي، قصر خطيبة ولي العهد . بالمقارنة مع الخطيبات السابقات اللواتي كن يحصلن على السلطة الفعلية على القصر في غضون عامين من الخطوبة، كانت هذه بداية متأخرة بكثير .

اتخذت الإمبراطورة نقص مهارات الأميرة ذريعة، لكن جميع كبير الخدم كانوا يعلمون أن الأميرة تملك مهارات كافية لتتولى شؤون الأميرة .

أول شيء فعلته الأميرة بمجرد حصولها على السلطة الفعلية هو اختيار متدربين على منصب كبير الخدم .

عند سماعهم أنه يمكن إرسال الأطفال الذين ليس لديهم خبرة إلى قصر تياجي، أرسل جميع كبير الخدم أفراد عائلاتهم .

أرسل كبير الخدم ابنه الأصغر، لأن الابن الذي ولد متأخرًا لن يرث لا لقبًا ولا ثروة تذكر .

اعتقد جميع كبير الخدم أنهم يزرعون أتباعهم في قصر خطيبة ولي العهد . لم يعلم أحد أن ذلك سيتحول في النهاية إلى قيد . تمامًا كما حسب كبير الخدم، قامت الأميرة بالحسابات أيضًا .

نظرت أوليڤيا إلى كبير الخدم بهدوء . تحت هذا الهدوء، انصبّ توبيخ بارد كالصقيع.

" لقد تجرأت على إهانة عائلة مادلين، هل لا يزال عليّ أن أبقى صامتة ؟ "

" سـ … سمو الأميرة "

انحنى كبير الخدم على عجل نحو أوليڤيا.

" سامحيني هذه المرة فقط، سمو الأميرة، أرجوك، اغفري لي لمرة واحدة فقط "

لذا تحدثت أوليڤيا بنبرة أكثر لطفًا .

" يا كبير الخدم، ليس عليك فعل كل هذا، كما قلت، أريد الحفاظ على علاقة جيدة معك، لذلك، لن أسأل عن هوية من أرسل الزهور و الهدايا لحفظ ماء وجهك يا كبير الخدم "

" شكرًا … شكرًا لك يا سمو الأميرة."

" بدلاً من ذلك، ابحث عن من دسّ البطاقة."

" نعم، نعم، يا سمو الأميرة."

" بالطبع، هذا طلب مني لك يا كبير الخدم."

ابتسمت أوليڤيا بخفة . خرج كبير الخدم على عجل من غرفة الاستقبال، و حافظت أوليڤيا على قوامها المستقيم حتى لحظة إغلاق الباب، ثم تنهدت بهدوء داخل غرفة الاستقبال الهادئة .

لقد كانت محظوظة . كان كبير خدم قصر ولي العهد هو الشخص الذي ينظر إليها بأكثر شفقة بين كبير خدم القصور الأربعة .

لو لم يكن يستخف بها، لما سارت الأمور بهذه السهولة، ثم فجأة، تذكرت وجه كبير الخدم الذي تحول إلى اللون الأزرق عندما ذكرت ابنه الأصغر، و شعرت بشعور غريب .

هل الآباء جميعًا كذلك ؟ هل سيحاولون حماية أطفالهم إلى هذا الحد ؟

ظهر والدها في ذهنها . مرّت أيام منذ أن رأته. والدها الذي كان دائمًا يقطب حاجبيه عند رؤيتها .

حركت أوليڤيا شفتيها و تمنت أن يمسك كبير الخدم بالجاني بسرعة، ولكن، على عكس توقعات أوليڤيا، فتحت الخادمة التي أحضرها كبير الخدم كجانية فمها بسهولة شديدة .

" لقد فعلت ما أمرتني به الكونتيسة تشيس فحسب ! أنقذيني، يا سمو الأميرة، لقد أخطأت ! "

الخادمة التي كانت تبكي و تتوسل على ركبتيها كانت صغيرة جدًا، ربما في الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة من عمرها فقط.

الكونتيسة تشيس، الكونتيسة التي كانت تستخف بها في قصر خطيبة ولي العهد . خادمة مقربة من الإمبراطورة .

لمست أوليڤيا رأسها الذي كان يؤلمها .

يبدو أن الإمبراطورة ستقطع ذيل السحلية .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

في ذلك الوقت، دخل الدوق جيوفاني مادلين إلى غرفة استقبال قصر الإمبراطورة .

استقبلته الإمبراطورة بابتسامة مرحبة .

كان وجهها جميلاً مثل الوردة، لكن الدوق كان يعلم جيدًا أن طبيعة الإمبراطورة كانت مثل شوكة سامة .

" أحيي قمر الإمبراطورية، أُحيّي جلالة الإمبراطورة "

عند تحية الدوق، قدم اللورد هُكسلي، المساعد، باقة زهور أمام الإمبراطورة .

" أوه، يا لها من زهور رائعة، شكرًا لك على زيارتك يا دوق، رغم أن الطلب كان مفاجئًا "

" سمعت أن لديك شيئًا لتقوليه "

دخل الدوق مباشرة في صلب الموضوع .

نظرت الإمبراطورة بوجه حائر إلى خلف الدوق . مع هذه النظرة الواضحة، شعر الدوق بالضيق ولكنه نظر إلى خلفه .

من بين خادمات الإمبراطورة الواقفات، كانت هناك امرأة واحدة شاحبة الوجه بشكل خاص و ترتجف بعنف .

كان وجهًا غريبًا حتى على الدوق الذي يعرف جميع أتباع الإمبراطورة .

إذن، هذه هي الكونتيسة تشيس التي قيل أنها وصلت حديثًا .

تحدثت الإمبراطورة وكأنها في موقف حرج :

" إنها شائعة محرجة، لكن الدوق بالتأكيد سمع بها أيضًا، عن أوليڤيا، تلك الفتاة الجميلة، تقضي ظهر الأربعاء وحيدة "

أوليڤيا … بمجرد ذكر هذا الاسم، تشنجت شفاه الدوق بشدة .

في نقطة الضعف الوحيدة هذه التي تكشف عن مشاعر هذا الرجل الشبيه بالتمثال، شعرت الإمبراطورة بسعادة غامرة .

يا إلهي، من كان يظن أن جيوفاني مادلين، الأكثر استقامة في الإمبراطورية و المخلص لزوجته، سيكون لديه طفلة غير شرعية .

تذكرت الإمبراطورة الشائعات التي هزت الإمبراطورية قبل أربعة عشر عامًا .

كان توتر عائلة مادلين، عمود الفصيل الإمبراطوري المعارض لعائلتها النبيلة، من القليل من المتع التي شعرت بها الإمبراطورة .

" هذا مؤسف حقًا، كان يجب أن أتحدث إلى ولي العهد بشكل أفضل "

" إذا كان هذا كل ما لديك لتقوليه، فسأعود الآن."

" حقًا، كيف يجب أن أقول هذا ؟ "

استمرت الإمبراطرة في إطالة الكلام وهي تقيّم ما يدور في خلد الدوق .

" قلت لكبير خدم قصر ولي العهد أن يعد هدية لتهدئة استياء أوليڤيا، فما كان من الخادمة إلا أن أضافت بعض كلمات المواساة على انفراد "

" …… "

" أتفهم مشاعرها، لكن إذا ثارت غضبًا بسبب استيائها هكذا، ألن تنتشر الشائعات المختلفة ؟ ومع ذلك، ستستمع إذا قال والدها شيئًا، لا أريد أن أرى أوليڤيا حزينة بسبب أمر تافه كهذا."

كانت كلماتها ملتوية، لكن النتيجة كانت واحدة … الضغط على أوليڤيا لتبقى هادئة .

برقت عينا الإمبراطورة بخبث .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان