الفصل ٥٤ و ٥٥ : ذهبت الأميرة إلى الشمال و أفسدت الأمور


ذُعر لوسيان من آداب السلوك التي لا تتناسب مع مكانتها و شخصيتها .

" أميرة، من فضلك لا تفعلي هذا."

" لماذا ؟ أليس هذا أسرع طريقة للتأقلم ؟ هيا، حاول أن تنادي باسمي بسرعة "

ضربت سيرفيليا ذراع لوسيان بخفة وهي تحثه. فتح فمه عدة مرات قبل أن يتمكن من إخراج صوته .

" …. سيل أونيكس "

ضحكت سيرفيليا وهي ترى لوسيان يتصبب عرقًا . هذا المزاح لا يمل منه مهما تكرر .

" ألا يجب أن تنتقلي إلى غرفة أخرى إذن ؟ "

سأل آرتشي. صحيح، سيكون مثيراً للشك أن يرى الناس حركة في غرفة الأميرة المتوفاة .

" نعم، سيكون من الأفضل البقاء في مبنى منفصل مع الفرسان ذوي الرتبة الأدنى "

" يمكنك مشاركتي غرفتي "

أومأت سيرفيليا موافقة على اقتراح آرتشي .

" لااا، هذا مستحيل تمامًا ! "

صرخ لوسيان وهو يقفز من مكانه مرة أخرى. سدت سيرفيليا أذنيها .

"ماذا الآن ؟ ما المشكلة هذه المرة ؟ "

" … سيكون من الصعب عليّ حمايتك هناك، لذا ابقي في غرفتك، سأمنع أي شخص من الوصول إلى الطابق الثالث "

" لكن ألن يرى الناس وجود شخص ما من خلال النافذة ؟ "

" هذا …. لا بأس به "

أمالت سيرفيليا رأسها في حيرة. كلامه لم يكن مقنعاً. من الطبيعي أن يكون مثيراً للشك رؤية شخص يتردد على غرفة شخص ميت، فلماذا يصر على شيء غير منطقي ؟

" حتى عندما لم تكوني هنا … كان هناك شخص يتردد على هذه الغرفة بانتظام، لذا لن يثير ذلك الشكوك."

قال لوسيان بصعوبة كما لو كان يعصر الكلمات .

" آه، تقصد حبيبتك "

هذا أمر جيد إذن. لن تكون هناك مخاوف من إثارة الشكوك حتى لو بقيت سيرفيليا في الغرفة بحرية .

" فقط تأكدي من عدم ظهور وجهك من النافذة، سأضيف اسمك إلى قائمة الفرسان ذوي الرتبة المنخفضة "

خرج لوسيان متجاهلاً كلامها تماماً بعد أن أنهى حديثه، و تبعه آرتشي قائلاً أنه سيذهب إلى غرفته .

بقيت وحيدة، ففتحت النافذة و سمحت للهواء البارد بالدخول .

لم تستطع حتى تخيل نوع الحياة التي تنتظر سيل أونيكس. اختلط خوف غريزي مع إثارة غريبة لا يمكن تفسيرها .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

بعد أن شدت صدرها و ارتدت ملابس آرتشي الفضفاضة قليلاً، اختفت خطوط جسدها الأنثوية . وبما أن هناك العديد من الفتيان في سن المراهقة بحجم صغير و نحيف مثلها، فيمكن أن تمر كشاب صغير إذا ادعت ذلك.

تسللت إلى الفناء الخلفي و حيت الفرسان المارين، ولحسن الحظ، رد الجميع التحية بشكل طبيعي و مضوا في طريقهم .

" كما توقعت، المكانة الاجتماعية مجرد مظهر خارجي."

بدون الملابس الفاخرة و الخدم، كانت مجرد شخص عادي .

المشكلة كانت مع آرتشي .

" أميرة "

رغم اختيار اسم جديد، استمر آرتشي في مناداتها "أميرة" و يتبعها أينما ذهبت .

بعد أن صبرت عدة مرات، انفجرت سيرفيليا أخيراً قائلة :

" من الآن فصاعداً، تظاهر بأنك لا تعرفني، هل تعرفني ؟ "

" لا، لا أعرفك."

هز آرتشي رأسه بطاعة .

" صحيح، إذا سألت أوليفيا عني، قل لها أنني مت "

" عفواً، متى متِ يا أميرة ؟ "

سألت أوليفيا التي ظهرت فجأة من خلفهم. مسحت سيرفيليا على صدرها بتفاجؤ .

" …. بالأمس ؟ وأنا لست الأميرة، أنا سيل أونيكس "

أمالت أوليفيا رأسها للحظة ثم ابتسمت بإشراق .

" آه ! إذن هذا هو دورك هذه المرة، سيد أونيكس."

رتبت الغسيل بهدوء ثم اختفت بكل بساطة .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

أبلغ الأرشيدوق بيرنز القصر الملكي على الفور بوفاة الأميرة سيرفيليا وأعلن ذلك في جميع أنحاء الشمال .

أخبر لوسيان العائلة المالكة أنه بعد وصولها إلى الشمال، استخدمت حجرًا سحريًا غير قانوني للذهاب إلى ما وراء الحاجز، وهناك تعرضت لحادث عند مواجهة الوحش .

واختلق قصة عن فرسان الحراسة الذين ذهبوا لإنقاذها ولم يعودوا أيضًا . كان الإعلان مزيجاً من الحقيقة و الكذب.

كانت العائلة المالكة في حيرة من أمرها بسبب وفاة سيرفيليا المفاجئة، ومع ذلك، فإن العائلة المالكة لم تحمل الشمال مسؤولية وفاة الأميرة .

وذلك لأنهم قرروا أنه سيكون من الأفضل التستر على وفاة الأميرة بدلاً من الكشف عن أن العائلة المالكة كانت تدعم التجارب السحرية غير القانونية .

وبناء على ذلك، تم نسيان وفاة الأميرة سيرفيليا بسرعة .

علقت الأقمشة السوداء في قصر لانغفول، مقر سيد الشمال .

كانوا الخدم يتحركون بنشاط في كل مكان، و ساد صمت مهيب في القصر . حتى أن الوصول إلى الممر في الطابق الثالث حيث غرفة نوم الأرشيدوق بيرنز كان محظوراً تماماً .

الذريعة الرسمية كانت أن الدوق الغارق في حزن عميق لا يريد مقابلة أي شخص. كان عذراً رومانسياً و عاطفياً، لكن سيرفيليا سخرت منه.

" أنت تجعلها تبدو وكأنها مشكلة كبيرة "

" لقد تعلمت ذلك منك "

استمتعت سيرفيليا و لوسيان بوقت الشاي تحت أشعة الشمس المتدفقة عبر النافذة .

كانت ترتدي قميصاً رجالياً أخذته من آرتشي و أصلحته أوليفيا، و حذاءً طويلاً، لذا بدت كمواطن عادي من عامة الناس .

ومع ذلك، كان المشهد غريباً حيث يخدمها فارس من أصل نبيل و يصغي لكلامها نبيل رفيع المستوى .

" لكي أكون قادرة على قضاء وقت ممتع مع وسيم مثلك، فإن فكرة إعلان موتي لم تكن فكرة سيئة "

كان هناك كعك و حلويات أمام سيرفيليا، بينما كانت أمام لوسيان أكوام من الوثائق . كان قد توقف عن العمل في المكتب عندما جرته سيرفيليا معها .

سأل لوسيان دون أن يرفع عينيه عن الأوراق : " ألا تشعرين بالندم ؟ "

" ندم على ماذا ؟ لا يمكن أن يكون الأمر أفضل من هذا، أشعر وكأنني أريد أن أقفز على المسرح و أرقص."

" …. هل أنتِ سعيدة لهذا الحد بفسخ خطوبتنا؟"

نظر بعينيه نحو الوثيقة المثبتة في وسط الطاولة .

كانت الوثيقة من المعبد الأعلى، إخطاراً بأن خطوبته أصبحت لاغية تلقائيًا نظراً لوفاة خطيبته .

" لا، ليس ذلك، أنا حزينة جداً جداً لفسخ خطوبتنا."

على عكس كلماتها، أطلقت سيرفيليا ألعاباً نارية صغيرة . وفي نفس الوقت، ظهر آرتشي من الجهة الأخرى حاملاً كعكة زفاف كبيرة وهو يغني .

" مبروك ~ مبروك ~ على فسخ خطوبتك …. "

نفخ لوسيان و أطفأ الشموع قبل أن تنتهي الأغنية .

" تهانينا، لقد حققتِ أخيراً ما كنتِ تريدين."

" شكراً لك، كل هذا بفضلك."

نفخت سيرفيليا في صافرة لعبة في وجهه. قطب لوسيان حاجبيه بشدة و أبعد الصافرة.

" ما رأيك ؟ إنها كعكة احتفالنا بفسخ الخطوبة."

لقد كانت كعكة زفاف جميلة حقًا، مغطاة بطبقة سميكة من الكريمة البيضاء ومزينة بشكل رائع. كان هناك عشر شموع على الكعكة، كما لو كانت تحتفل بالذكرى العاشرة للخطوبة .

كسرت سيرفيليا الشموع واحدة تلو الأخرى أمام لوسيان بتحدي .

رغم أنه كان فسخ الخطوبة الذي لطالما تمنته، إلا أنها لم تشعر بأي شيء خاص عندما تحقق .

على الرغم من أن آرتشي أثار ضجة كبيرة بشأن الاحتفال، إلا أنها تساءلت ما إذا كانت تشعر حقاً بالرغبة في الاحتفال .

ظنت أن فسخ الخطوبة سيحل كل شيء، لكن بدلاً من ذلك ظهرت المزيد من الأسئلة. وبشكل خاص، لم تستطع فهم ما يدور في ذهن لوسيان على الإطلاق .

الرجل الذي جعل قلب سيرفيليا مضطرباً هكذا جلس بتعبير جاف على وجهه، يوجه لها النقد المتواصل .

" أميرة، الآن ليس الوقت المناسب لتناول الكعك بشكل مريح."

"أعلم ذلك أيضًا، لكن، أليس من الجيد أن نأخذ استراحة قصيرة من كل ذلك؟"

ابتسمت سيرفيليا ابتسامة مريرة وهي تدفع الشمعة المكسورة جانبًا .

شعرت وكأنها ستنهار إذا لم تجبر نفسها على الضحك بهذه الطريقة .

كان أمامها الكثير لتفعله. بعد تزييف موتها و التنكر كرجل و الاختباء في الشمال .

بالتفكير في الغد المرهق الذي ينتظرها، كانت بحاجة إلى لحظة لالتقاط أنفاسها .

عندما لاحظ لوسيان تعابير سيرفيليا القاتمة، قطع قطعة من الكعك و وضعها أمامها. بدأت تقطع الكعكة بالشوكة بينما كانت تفكر في وضعها الحالي .

' الأرشيدوق على حق، أحتاج إلى معرفة من يقف وراء محاولة قتلي في أسرع وقت ممكن، أتساءل ما الذي يحدث في العائلة المالكة بالضبط ؟ '

عندما وصلت أفكارها إلى العائلة المالكة، ازدادت تعابير سيرفيليا كآبة .

تساءلت كيف يمكن أن يكونوا غير مبالين بحقيقة وفاة أميرة البلد، بغض النظر عن مدى تجاهلهم لها .

****************************

الفصل : ٥٥


بعد الإعلان عن وفاة الأميرة سيرفيليا، اعتقدت أن العائلة المالكة سترسل فريق تحقيق إلى الشمال أو على الأقل استدعاء لوسيان للاستجواب .

لقد قمت بجميع أنواع الاستعدادات استعدادًا لمثل هذا الحدث .

لكن، على غير المتوقع، انتهى كل شيء بهدوء، وكأن سيرفيليا لم توجد يومًا في هذا العالم .

' هل حدث شيء ؟ '

كانت سيرفيليا تعض أظافرها بقلق، ثم نظرت إلى لوسيان .

" أرشيدوق، هل كان هناك أي اتصال من العاصمة بعد ذلك ؟ أي أخبار خاصة ؟ ألم تتلقى أي اتصال من ليو ؟ "

" لا …. لم يكن هناك أي اتصال."

تردد لوسيان للحظة قبل أن يجيب، ثم بدا وكأنه يريد تغيير موضوع الحديث بسرعة .

"على أي حال، ما هو أول شيء أردتِ القيام به بعد فسخ خطوبتنا؟"

وضعت سيرفيليا يدها على ذقنها و فكرت بعمق في سؤاله، وذلك لأنها لم تفكر فيما سيحدث بعد فسخ الخطبة .

أجابت وهي تمد كلماتها .

"أولاً …. أريد أن أذهب إلى وسط المدينة "

" وماذا بعد ذلك ؟ "

" ثم أريد أن أحتضن أول شخص أقابله، و أقبل الشخص الثاني، و أقضي الليل مع الشخص الثالث "

" واو "

صفق آرتشي بحماس على إعلان سيرفيليا الجريء . بينما عبس لوسيان و انتقدها بعينيه .

" أميرة."

" ماذا ؟ لماذا ؟ بما أنني قد مت، سأعيش كما أريد الآن."

لم تكن مهتمة بعلاقات الحب في الأصل، لكنها شعرت بشيء من الظلم الآن . ٢٧ عامًا من حياتها دون أن تعيش تجربة الحب !

خصوصًا أنها رفضت عرض الزواج من العقيد الشهير جينتينوس المشهور بوسامته، كان ذلك خسارة كبيرة .

اللعنة، كان من الأفضل لو أمسكت بيده و رقصت معه لمرة واحدة على الأقل .

" كان عرض الزواج مجرد كذبة، أليس كذلك ؟ "

…. من الشخص الذي جعلها هكذا ؟! كيف يمكنه أن يسأل مثل هذا السؤال ؟

شعرت سيرفيليا بالدهشة .

" ليس عليك أن تصاب بخيبة أمل كبيرة، يا أرشيدوق، قلب المرأة مثل القصب، الآن، لأكون صادقة، أسلوبك الصارم ليس من ذوقي "

" إذًا، ما هو ذوقك ؟ "

فكرت سيرفيليا للحظة . لم يسبق لها أن أحبّت أحدًا على وجه الخصوص، لذا لم تكن تعرف ذوقها في الرجال .

نظرت إلى آرتشي و أجابت بشكل غير محدد .

" رجل لطيف و مطيع وليس لديه غرور "

سرعان ما ندمت على قول ذلك، لأن آرتشي بدأ في نفخ فقاعات الصابون . كان يضحك ببراءة وهو يرسل فقاعات فوق رأس سيرفيليا .

سقطت الفقاعات على أوراق لوسيان و لطخت الحبر، ثم عبس لوسيان وبدأ يلوح بيده ليتخلص من الفقاعات .

" أميرة، لماذا تبقي السير آرتشي على قيد الحياة ؟ "

"ماذا؟"

استغربت سيرفيليا من هذا السؤال المفاجئ. نظرت في عيني لوسيان الزرقاوين وهي ترفع حاجبها . بينما كان آرتشي مندهشًا للغاية لدرجة أنه توقف عن نفخ الفقاعات وفتح فمه على نطاق واسع .

وضعت شوكتها جانبًا للحظة و نظرت إلى آرتشي من أعلى إلى أسفل . كانت الفقاعات مزعجة بعض الشيء، لكنها لم تكن كافية لقتله .

' هل هناك سبب لقتل آرتشي ؟ لأن هناك أسباب أكثر لإبقائه على قيد الحياة '

يبدو أن لوسيان يعتقد أن آرتشي متحالف مع الخونة. لقد كان شكًا مفهومًا، لكن سيرفيليا هزت رأسها.

" آرتشي شاب طيب و لطيف "

" كونه طيبًا و لطيفًا ليس له علاقة بهذا الأمر "

" ما أعنيه هو أنه يجب أن يكون هكذا."

يبدو أن لوسيان قد فهم بوضوح كلماتها الغامضة، لذلك أغلق فمه للحظة .

على الرغم من أنها كانت تحاول ألا تظهر ذلك، إلا أنها كانت لا تزال تحت تأثير صدمة خيانة أتباعها .

وكان الشك في آرتشي يمثل عبئًا نفسيًا كبيرًا عليها. حتى أنها وصلت إلى فكرة أنه إذا كان آرتشي خائنًا حقيقيًا، فستفضل أن تتظاهر بعدم معرفتها حتى النهاية .

نظرت سيرفيليا إلى لوسيان وقالت بوضوح :

" أثق بآرتشي مهما كانت الأسباب، لذا، أتمنى أن تثق به أيضًا."

أغلق آرتشي فمه بيده وهو يشعر بالدهشة. رفعت سيرفيليا يدها كعلامة على انتهاء الحديث، لكن لم يبدو أن لوسيان كان ينوي التراجع .

" إذًا، هل تثقين بي ؟ "

هذا السؤال مرة أخرى …

يبدو أنها قد سمعت هذا السؤال عدة مرات، لكنه لا يزال غير راضٍ عن إجاباتها. تألقت عينا سيرفيليا وهي تقول :

" بالطبع أثق بك."

في الواقع، لم تكن تثق به.

" بمن سأثق في هذا الموقف غير خطيبي السابق الحبيب ؟ "

ابتسمت سيرفيليا بوقاحة و نهضت فجأة .

أمسكت بفكه و وضعت قدمها ذات الكعب العالي على فخذه .

عندما اقتربت من وجهه، تردّد لوسيان قليلاً، لكنه لم يتراجع، بل واجه تحديها بهدوء .

"وماذا عنك؟"

" بالطبع أثق بك."

نظر إليها بنظرة مليئة بالشك .

نعم، هذا طبيعي، لا يوجد بينهما حب أو ثقة. لم يتبقى سوى سلسلة قديمة من خطوبة دامت لعشر سنوات .

" أنت لا تجيد الكذب "

" أما أنتِ، فأنت ماهرة جدًا في ذلك "

نظرت سيرفيليا إليه بنظرة حادة للحظة قبل أن تترك فكه، ثم قامت بارتداء معطفها و استعدت للخروج .

نظر إليها لوسيان باستغراب وسأل : " إلى أين تذهبين؟"

" يجب أن أبدأ في التحرك أيضًا، لا يمكنني البقاء مختبئة هنا إلى الأبد، أليس كذلك ؟ أعتقد أنني سأذهب إلى برج السحر في الشرق "

كانت علامة أوريس المتبقية على جسده بالتأكيد لعنة، لذا كان من المنطقي أن تبدأ التحقيق في مكان يجتمع فيه السحرة .

علاوة على ذلك، لم يكن بعيدًا من شمال لانغفول إلى برج السحر في الشرق، لذا كان بإمكانها العودة سريعًا .

" أتحدث عن علامة أوريس، أريد أن أبحث في ذلك."

" سأقوم بذلك، لذا يجب عليك أن تبقي في الغرفة و تستريحي."

لكن سيرفيليا كانت قد استراحت بما فيه الكفاية. لقد كانت محبوسة في هذه الغرفة لعدة أيام وكأنها في تابوت .

" أرشيدوق، أنا أقدر اهتمامك، لكن لا أستطيع أن أترك كل شيء لك و أختبئ خلفك "

" من الخطر الخروج الآن."

" ما الخطر الذي يوجد ؟ هل تعتقد أن القاتل سيأتي لقتل شخص ميت مرة أخرى ؟ بالإضافة إلى ذلك، لقد تنكرت كفتى لأتمكن من التجول بحرية."

احتجت سيرفيليا وهي تُظهر ملابسها البسيطة. في هذه النقطة، لم يكن لدى لوسيان عذر آخر لإيقافها .

لكن لوسيان لم يرد، بل تجنب النظر إليها قليلاً. شعرت بشيء مريب في تصرفه .

" أرشيدوق، هل هناك شيء تخفيه عني ؟ "

" لا، ليس هناك شيء."

هز لوسيان رأسه بحزم وهو يصب المزيد من الشاي في كوبها .

في اللحظة التي كانت ستفتح فيها فمها مرة أخرى، سُمِعَ طرقٌ على الباب .

" انتظر قليلاً "

أجاب لوسيان بصوت عالي، ثم أشار إلى سيرفيليا و آرتشي للاختباء .

احتج آرتشي وهو يتذمر عن سبب حاجته للاختباء، لكنه زحف تحت المكتب، بينما اختبأت سيرفيليا خلف الخزانة .

قام لوسيان بإزالة أكواب الشاي و تأكد من أن كلاهما مخفي تمامًا قبل أن يفتح الباب.

"ما الأمر؟"

" سموك، هناك أمر عاجل."

كان الضيف هو مساعد لوسيان، هيوز، وكان يبدو أنه في حالة من الجدية، لكن لم يكن بإمكان سيرفيليا سماع مايقوله على الإطلاق .

استمعت بتركيز لكنها في النهاية استسلمت لفكرة التجسس .

" انتظر في الخارج، سأخرج قريبًا."

مع صوت إغلاق الباب، خرجت سيرفيليا من خلف الخزانة .

مشَى لوسيان بخطوات أنيقة ولف عباءة سميكة حول كتفيه. فقط بعد وضع القفازات على كلتا يديه تحدث إلى سيرفيليا .

" يجب أن أذهب، لذا عليكِ أن تظلي هنا، ولا تخرجي إلى الخارج أبدًا "

"من أعطاك الحق في ذلك؟"

لكن لوسيان لم يستمع إلى كلام سيرفيليا .

" سأذهب الآن، آرتشي، تعال معي."

زحف آرتشي ببطء من تحت المكتب، متسائلاً عن نظرات سيرفيليا .

"إلى أين؟"

" أميرة، أحتاج إلى أخذ آرتشي معي."

" حسنًا، استخدمه بحذر و أعده لي."

" أميرة ! " 

صرخ آرتشي بقلق. غطت سيرفيليا أذنيها و أشارت له ليخرج .

قال لوسيان وهو يودعها :

" لقد وضعت فرسان في الردهة، لذا لا تفكري في الخروج من الغرفة، يا أميرة "

"لماذا؟"

" الأمر خطير بالخارج "

يبدو أنهم سيكررون نفس القصة مرة أخرى .

" لا، الأمر لا يتعلق بمنعي من الخروج، لماذا تبالغ الآن في رد فعلك ؟ "

بغض النظر عن الطريقة التي فكرت بها في الأمر، كان الأمر مريبًا للغاية بالنسبة لها.

****************************

[ أمسكت بفكه و وضعت قدمها ذات الكعب العالي على فخذه ] … ذي الوضعية صورة غلاف الرواية . ( الصورة على حسابنا … هـنـا )

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان