"حسنًا … إذا كان هذا ما تريدينه "
أصبحت نظرة يلينا غريبة لفترة وجيزة ثم تمتمت بصوت منخفض .
" وهكذا كان من الممكن أن يتم الزواج في المستقبل "
"هاه؟"
" تبين أن صديق طفولتي كان السبب …. "
"ماذا قلتِ؟"
" لا شئ "
" مهلاً يلينا، أنتِ لم تسيئي فهم شيء ما، أليس كذلك ؟ لن أقدم لك دينان بهذه النية إلا إذا كنت مجنونًا …. "
" أجل، أعلم أن الأمر ليس كذلك "
لقد كانت حقيقة هي وحدها تعرف ذلك، وهو شيء لم تستطع تفسيره .
رفعت يلينا فنجان الشاي الذي قدمته الخادمة .
…. في وقت مبكر من الليل، مباشرةً بعد العشاء .
في غرفة نومهم، كانت يلينا تراقب كايوين باهتمام .
وبعد أن قبلها وكان على وشك أن ينزع عنها ملابسها الرقيقة، توقف .
"لماذا تنظرين إليّ هكذا؟"
" بدون سبب، لا تتوقف و أكمل "
لفت يلينا ذراعيها حول رقبته، و سحبته أقرب .
ثم قبلها كايوين مرة أخرى .
بالرغم من أنهما كانا حميمين بالفعل عدة مرات قبل ثلاثة أيام فقط، إلا أن سلوكه كان كما لو كانت المرة الأولى لهم.
نظرت يلينا إلى كايوين وهي مستلقية على السرير .
يبدو أن عينيه الزرقاوين اللامعتين تحفظان كل شبر من جسدها .
فقط من نظراته، نشأ دفء طفيف في جسدها .
مدت يلينا يدها لتداعب خد زوجها .
فجأة شعرت بسخافة أثناء التفكير في المستقبل .
' هل جننت ؟ '
كيف يكون لديّ مثل هذا الزوج و أذهب لأتزوج من رجل آخر و أنجب منه طفلين ؟
بغض النظر عن كيفية تفكيرها في الأمر، لم يكن الأمر منطقيًا .
وعلى الرغم من أن هذا المستقبل لم يعد موجودًا، إلا أن الفكرة كانت لا تزال سخيفة .
مع مزيج من الإحباط و بعض الغضب على نفسها المستقبلية المختفية، أمسكت يلينا فجأة بوجه كايوين و قربته منها .
" كايوين "
" …. نعم، يلينا؟"
ربما بسبب الإضاءة الخافتة في غرفة النوم، بدا اللون في عيني زوجها أعمق، نظرت يلينا بعمق في تلك العيون وقالت :
" بالحديث عن طفلنا المستقبلي "
بينما كان كايوين على وشك تقبيل رقبتها، توقف عند كلماتها و نظر في عينيها .
"هل تفضل الابنة أم الابن؟"
توقف كما لو أنه لم يتوقع السؤال .
" …. إنه خيار صعب "
سألته مرة أخرى :
" أو كلاهما ؟ "
اتسعت عيون كايوين قليلاً .
" كلاهما ….؟ "
" ماذا تعتقد ؟ قد يكون الحصول على شخصين أقل شعورًا بالوحدة من وجود شخص واحد، سيكون لديهم بعضهم البعض "
أمسك كايوين بيدها و قبلها .
" أنا بخير مع ذلك، ولكن زوجتي …. "
" هل أنت قلق على صحتي ؟ سأكون بخير، فأنا قوية "
ألم تلد طفلين في المستقبل الذي رأته بقوة الساحرة العجوز ؟
" اثنان … يبدو جيدًا "
تم الإدلاء بهذا البيان عن غير قصد، ربما بسبب شعورها بعدم الرغبة في أن تتفوق عليها شخصيتها المستقبلية، ولكن بعد قولها، بدا الأمر صحيحًا .
طفل يشبه زوجها وآخر يشبهها.
فكرة أنهم جميعًا سيكونون أربعة ملأت جزءًا من قلبها بالفرح .
' مهلاً، هل هذا يعني أنه سيكون هناك بطلين ؟ '
أو ربما واحد منهم فقط هو البطل .
فكرت يلينا في هذا للحظة لكنها غيرت أفكارها بسرعة .
كان ملك الشياطين قد مات بالفعل .
لم تكن هناك حاجة للاندفاع أو القلق بشأن ولادة البطل كما كان من قبل .
والأهم من ذلك أنهم أبناء لها ولزوجها، بالنظر إلى وجه زوجها، تحدثت يلينا :
" أن يكون لدينا طفلان …. "
" …… "
"سيتعين علينا أن نعمل بجد، أليس كذلك؟"
بالرغم من أنهم كانوا حميمين عدة مرات قبل بضعة أيام فقط في غرفة النوم، إلا أن الإحساس كان لا يزال جديدًا و ساحقًا في كل مرة .
****************************
الفصل : ٢٧٦
بعد أن أغلقت يلينا عينيها بإحكام و تمسكت بجسد كايوين القوي والحار .
استلقت على السرير بإنهاك .
و بينما كان كايوين يرتب شعر يلينا المبلل بالعرق، لاحظ فجأة قشعريرة صغيرة ترتفع على كتفيها الصغيرتين .
قام بسحب الملاءة لأعلى، و غطى يلينا بدقة حتى أسفل رقبتها، عندما نظرت إليه يلينا بتعبير محير، فتح فمه .
" ألا تشعرين بالبرد ؟ "
" كلا، لا أشعر بذلك "
" ولكن شعرت بقشعريرة على كتفيك …. "
" أوه، هذا ليس لأنني أشعر بالبرد، إنه لسبب آخر "
ما هذا ؟! هل يجب عليّ أن أشرح له ذلك بالتفصيل ؟
بعد أن فكرت في الأمر، بدأت يلينا بالتحدث :
" أوه "
ثم تذكرت شيء ما فجأة .
" لقد سألتني في مكتبك اليوم عما إذا كانت هناك أي تغييرات في جسدي بعد ذلك اليوم … لم أفكر في ذلك حينها، لكن بعد سؤالك الآن عن شعوري بالبرد، خطر في ذهني فجأة، أنا أقل تأثراً بالبرد من ذي قبل "
"البرد؟"
أومأت يلينا برأسها وهي تحاول أن تتذكر.
يوم اختفت البقع من وجه زوجها، في اليوم الذي أمضيا ليلتهما الأولى معًا و خرجا أخيرًا من غرفة النوم .
" آنستي ! "
عندما خرجت يلينا لاستنشاق الهواء النقي، اقتربت ميري على عجل، مذعورة .
لقد تفاجأت جدًا لدرجة أنها أشارت بعد فترة طويلة إلى يلينا باللقب القديم " آنستي "
" لماذا ترتدين هكذا في هذا الطقس ؟ ماذا ستفعلين لو مرضتِ من البرد ؟ انظري، إلى شفتيك تتحول إلى اللون الأزرق …… "
نظرت ميري عن كثب إلى يلينا، وهي لا تزال منزعجة، ثم خفضت صوتها، و أمالت رأسها من الارتباك .
" يجب أن تتحول إلى اللون الأزرق … لماذا بشرتك جيدة جدًا ؟ آنستي، لا، سيدتي، ألا تشعرين بالبرد ؟ "
عندها فقط أدركت يلينا، كانت الرياح الخارجية في ذلك اليوم باردة جدًا .
لم يكن الأمر أن الطقس قد أصبح دافئًا، بل لم تكن تشعر بالبرد .
****************************