الفصل 245 و 246 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


" لقد تأثر الجميع بالقوى الشيطانية، لكن لم يكن فعال … على المرأة التي أتحدث عنها "

تذكرت ريبيكا اليوم الذي حاولت فيه اختطاف يلينا.

كانت يلينا هي الوحيدة التي لم يتم تنويمها مغناطيسيًا بالجوهرة التي تحتوي على قوى شيطانية .

" … هل هي رئيسة السحرة أو لديها فنون في المبارزة ؟ "

" لا إنها ليست كذلك، إنها مجرد امرأة عادية."

تصلب وجه الشيطان، و بدا وكأنه يفكر للحظة، قبل أن ينهض و يرفع يده نحو السقف .

لقد كانت حركة يد بسيطة، لكن قوتها كانت مدمرة .

— بـوم !

تدمر السقف ولم يعد له أثرًا .

انفتح فم ريبيكا بسبب المشهد الذي شاهدته للتو، لكنها لم تصدق ذلك .

فتح الشيطان جناحيه و قال  " أخبريني بالمكان، خذيني إلى تلك المرأة التي تتحدثين عنها "

أبتسمت ريبيكا ردًا على كلماته .

* * * * * * * * * * * * * * * *


" ميلي "

توقفت ميلي في منتصف قطع زاوية كعكتها بالشوكة .

نظرت إلى يلينا التي كانت تجلس مقابلها.

عقدت يلينا ذراعيها على صدرها.

" لقد طلبتِ مني مساعدتك في الزواج … هل تعنين ذلك حقًا ؟ "

كانت رسالة ميلي قصيرة و موجزة .

[ يلينا من فضلك افعلي لي معروفًا، ساعديني بالزواج من آمبر، أنت الوحيدة التي تستطيع المساعدة ! سأكون بالانتظار ! ]

شعرت يلينا بيأس ميلي من خلال خطها، بالطريقة التي تم بها الضغط على كل حرف على الورقة .

وهكذا ذهبت يلينا إلى العاصمة للقاء ميلي .

' حسنًا، بصراحة أنا أضرب عصفورين بحجر واحد '

تصادف أن سيدريون كان يقيم معها، لذلك لم يكن من الصعب الانتقال من قلعة الدوق إلى العاصمة .

قبل أن تلتقي يلينا بميلي، قامت أيضًا بزيارة منزل عائلتها .

لقد تركت سيدريون في منزل عائلتها - حتى يتمكن من قضاء وقته بشكل مريح مع ليليانا - وأحضرت معها ثلاثة فرسان لزيارة ميلي .

تعهدت ميلي بأنها ستعامل يلينا التي أتت إلى العاصمة، بشكل لطيف، ولهذا أخذتها إلى محل حلويات مشهور .

أومأت ميلي رأسها .

" أجل، أعني ذلك."

"لماذا فجأة؟"

كانت علاقة أمبر و ميلي جيدة .

كانت يلينا على علم بذلك جيدًا، لكن الزواج كان مسألة مختلفة .

كان أمبر فارسًا عاديًا، و بسبب خلفيته فهو لا يستطيع الزواج من ميلي ابنة الماركيز .

' سيكون من الصعب على أمبر أن يصبح أكثر من مجرد حبيب، لا بد أن ميلي على علم بذلك أيضًا '

في الماضي، قالت ميلي أنها إذا تزوجت، فسوف تحضر أمبر معها إلى إقطاعية زوجها كحبيب لها .

" حسنًا، هااه … "

وضعت ميلي شوكتها جانباً وأطلقت تنهيدة ثم قالت .

" كان لدي حلم."

" مانوع الحلم ؟ "

" حلمت بأن والدي يزوجني من رجل نبيل قذر وكريه الرائحة وقبيح وعجوز ! "

كانت يلينا متفاجئة تمامًا.

" عن ماذا تتحدثين ؟ "

" فكري في الأمر، سيتم بيعي في النهاية كزوجة لشخص ما لصالح عائلتي، ولكن ماذا لو كان هذا الشخص عجوزًا و قبيحًا ؟ "

أصبحت ميلي شاحبة .

" أفضل الزواج من آمبر بأي وسيلة ممكنة ! ساعديني في إقناع والدي يا يلينا، همم ؟ "

صمتت يلينا للحظة وعقدت حاجبيها .

لا تصدق بأن ميلي طلبت حضورها لمثل هذا السبب السخيف .

" استيقظي ميلي، هل تعتقدين حقًا أن عمي سيزوجك إلى رجل نبيل قذر، و ذو رائحة كريهة، و قبيح و عجوز ؟ "

" لماذا لن يفعل ذلك ؟ إذا كان ذلك سيساعد العائلة، فهو ممكن جدًا ! "

" فقط ماذا تعتقدين والدك ؟ أنتِ تعلمين كم يحبك، بالتأكيد سيجد لك زوجًا لطيفًا … "

" آه، أنا لا أعرف ! لقد حاول تزويجي بوحش من قبل ! لكن هل تعتقدين أنه لن يتمكن من تزويجي لرجل عجوز ؟ "

صرخت ميلي بغضب ثم أغلقت فمها في وقت متأخر .

' أُوبس ' يبدو أن تعبيرها كان يقول ذلك، ولكن الكلمات قد خرجت بالفعل .

" أمم، يلينا، لم أقصد ذلك … "

" ميلي "

" أجل ؟ "

" تزوجي من السير أمبر أو لا تفعلي، تعاملي مع هذا بنفسك، وبينما أقول ذلك بشكل لطيف، لا تتصلي بي أولاً بعد الآن "

"يلينا ! انتظري ! "

نهضت يلينا وغادرت دون النظر إلى الوراء. 

أمسكت بمقبض باب المحل بعنف .

" …… ؟ "

' صراخ ؟ '

هل سمعت ذلك بشكل صحيح ؟

أعتقدت أنها سمعت صراخًا يصم الآذان من خارج المتجر .

' ماذا كان هذا ؟ '

فتحت يلينا الباب بنظرة محتارة وخرجت .

وفي تلك اللحظة .

" سيدتي، ابتعدي ! "

سمعت يلينا صوتًا عاجلًا، ثم سحبها فارس قوي بين ذراعيه .

في الوقت نفسه، اندفع وحش أسود إلى الأمام وحفر مخالبه في ظهر الفارس .

****************************

الفصل : ٢٤٦


" كـح كـح ! "

" …… ! "

سقط توماس على الأرض، و اتسعت عيون يلينا بصدمة .

" سيدتي ! توماس ! اللعنة."

قام كولين باللعن وهو يندفع للأمام حاملاً سيفه .

كليك !

أطلق الوحش الذي تم طعنه بسيف كولين صرخة مرعبة ثم انهار .

لوح كولين بسيفه مرة أخرى وقطع رأس الوحش .

عندها قامت يلينا بفحص الوحش بدقة، ثم تجمدت فلم تصدق عينيها .

شيطان .

كان ذلك شيطانًا .

" آآآآه ! "

صرخت ميلي التي تبعت يلينا خارج المتجر .

عادت يلينا إلى رشدها بعد أن سمعت صراخها .

التفتت بسرعة إلى كولين وسألت  " ما الذي حدث ؟ "

" نحن لا نعرف أيضًا، كنا ننتظرك أمام المتجر وفجأة ظهر هذا الوحش الغامض "

عض كولين شفته ثم واصل .

"هناك الكثير منهم، علينا أن نهرب الآن."

أهرب ؟ إلى أين ؟

بينما كانت يلينا تفحص محيطها، اندفع شيطان يشبه كلبًا ضالاً نحوها و نحو ميلي .

قطع كولين معدة الشيطان .

في تلك اللحظة، أسرع ماكس وصرخ  " العربة هناك ! "

" دعينا نذهب، في الوقت الحالي أعتقد أننا يجب أن نركب العربة و نهرب من هنا "

أومأت يلينا برأسها، ثم رفع كولين توماس المصاب على ظهره .

" يـ، يـ، يلينا … "

" دعينا نذهب "

قامت يلينا بسحب ميلي التي كانت مذعورة من ذراعها و سارت بخطوات سريعة .

" كياااا ! "

" آآآه ! "

كانت تسمع صراخًا يأتي من كل اتجاه أثناء سيرها .

وسمعت أيضًا أصوات تحطم الزجاج .

" لا تنظري للخلف ! "

في بعض الأحيان، يندفع شيطان نحو يلينا ومن معها، لكن ماكس يقوم بالتخلص منهم بسرعة .

بعد ذلك، صعد الجميع إلى العربة، بما في ذلك توماس الذي كان فاقدًا للوعي .

جلس ماكس على مقعد سائق العربة وأخذ السوط .

" لننطلق ! "

غادرت العربة .

ربما كانت الخيول خائفة من الشياطين، فقد ركضوا بسرعة مثيرة للقلق .

أصبح صرخات الناس و أصوات الشياطين أكثر خفوتًا .

" يلينا … مـ، ما الذي يحدث ؟ همم ؟ ما كل هذا ؟ "

سألت ميلي وهي تمسك بحاشية ملابس يلينا وهي ترتعش .

كانت قبضة يديها الشاحبتين قوية بما يكفي لقطع الدورة الدموية .

ظلت يلينا صامتة، فلن تكون قادرة على شرح الوضع بوضوح .

في الواقع، كانت مرتبكة أكثر من أي شخص آخر .

' فقط لماذا ؟ '

فهي لا تزال غير قادرة على تصديق ما رأته .

' لماذا كان هناك شياطين ؟ '

المخلوقات التي ظهرت في العاصمة كانت بلا شك شياطين .

لم تستطع يلينا أن تقول أن عينيها كانتا تخدعانها، فمن بين الشياطين التي شهدتها وهي في طريقها إلى العربة، كان هناك شيطان يشبه تمامًا ذلك الذي اخترق قلب يلينا بمخالبه .

" …… ! "

" سيدتي."

خفضت يلينا رأسها وأبقت فمها مغلقًا، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع نفسها من الصراخ .

" سيدتي، هل أنتِ بخير ؟ "

" … أنا بخير "  بالكاد تمكنت يلينا من الرد على كولين .

في تلك اللحظة، تذكرت عائلتها .

' أبي '

… ليليانا، إدوارد .

لقد غمرها شعور بالرعب .

هل ظهرت الشياطين هنا فقط ؟ ماذا لو لم يفعلوا ذلك ؟ ماذا لو ظهروا أيضًا حيث كانت عائلتها ؟

اختنقت يلينا من الخوف، ثم عاد لها حس العقل، فقد تذكرت أن سيدريون كان في منزل عائلتها .

' آآه '

أمسكت يلينا بصدرها.

يا للراحة، لقد كان هذا مريح حقًا .

عائلتها ستكون بخير لو كانوا مع سيدريون .

أعتقدت يلينا أنه سيكون قادرًا على حماية عائلتها .

لهذا شعرت بالارتياح لدرجة أنها كانت على وشك البكاء .

ثم ….

" سعال ! "

" توماس."

أصيب توماس الذي كان مستلقيًا فاقدًا للوعي على مقعد العربة، بالتشنج و تقيأ دمًا .

" كـح، كـح ! "

أعتقدت يلينا أنه ربما استيقظ، لكن كل ما فعله هو السعال المستمر .

كان الدم يخرج مع كل سعال، لهذا تسلل شعور القلق إلى يلينا ثم أدركت .

' رائحة الدم … '

كانت رائحة الدم داخل العربة كثيفة للغاية .

" كـح، كـح ! "

" توماس ! اللعنة … "

" ما الخطب ؟ هل حالته سيئة جدًا ؟ "  سألت يلينا بسرعة .

نقر كولين على لسانه بتعبير مظلم و قال .

" إنه يفقد الكثير من الدماء … أعتقد أنه ربما أصيب في رئتيه "

" رئتيه ؟ هل أصاب رئتيه ؟ إذن، أليس هذا خطر جدًا ؟ "

قامت يلينا بفحص توماس بنظراتها .

حتى من دون النظر إليه بدقة، شعرت أنه كان يعاني من صعوبة في التنفس .

" أتمنى لو كنا نستطيع أن نأخذه إلى الطبيب في هذه اللحظة، ولكن … "

" العربة … إلى أين تتجه هذه العربة ؟ "  سألت يلينا بسرعة .

أجاب ماكس من مقعد سائق العربة .

" نحن ذاهبون إلى القصر الملكي."

" القصر الملكي ؟ "

" إنه المكان الأكثر أمانًا في العاصمة."

" القصر الملكي … نعم، سيكون هناك أطباء في القصر الملكي، سيكون هناك الكثير منهم، أطباء القصر ماهرون بشكل خاص … "  تمتمت يلينا، كما لو كانت تحاول التخلص من قلقها .

" القصر الملكي ليس بعيدًا عن هنا، لذا … "

في تلك اللحظة، اتخذت العربة منعطفًا حادًا .

" كياااا ! "

ترنح جسد ميلي واصطدمت بجدار العربة .

صاح ماكس من مقعد السائق .

" آسف ! هل الجميع بخير ؟ "

" ما الذي حدث ؟ لماذا فجأة … "

" … حسنًا، لا أعتقد أننا سنكون قادرين على الوصول إلى القصر الملكي."

" ماذا ؟ ولم لا ؟ "

" هناك وحوش في طريقنا … "

فتحت يلينا نافذة العربة على الفور ونظرت إلى الخارج ثم تصلب وجهها .

لقد أُغلق الطريق، كان الطريق الذي كان من المفترض أن تدخله العربة في الأصل مليئًا بالشياطين المظلمة.

سيكون من المستحيل المرور عبرهم للوصول إلى القصر الملكي .

" إذا لم نتمكن من الذهاب إلى القصر الملكي، فأين يمكننا أن نذهب ؟ "

" في الوقت الحالي، أعتقد أننا يجب أن نهرب من العاصمة، لكن ليس لدي وجهة محددة في ذهني بعد … "

" كونت بينيل "

من أحد جوانب العربة، فتحت ميلي فمها وهي ترتعش من الخوف .

" اذهب إلى إقطاعية الكونت بينيل، إنها قريبة من العاصمة … القلعة حصن، لذا ستكون آمنة "

نظرت يلينا إلى ميلي .

عرفت يلينا بأمر الكونت بينيل، كان الكونت بينيل صديقًا عزيزًا للماركيز ليندن، ومن المؤكد أنه سيرحب بهم حتى لو حضروا دون سابق إنذار .

لكن …

" سوف يستغرق الأمر يومًا للوصول إلى إقطاعية الكونت بينيل "

" مما يعني أنه قريب ! "

كانت ميلي على حق، المكان الذي يستغرق الوصول إليه من العاصمة يومًا يعني أنه قريب .

في ظل الظروف العادية، كانت يلينا ستوافق .

نظرت يلينا إلى توماس الذي بدا كما لو كان على وشك التوقف عن التنفس .

" يجب أن تكون هناك إقطاعية أخرى، و أقرب … "

" ومع ذلك، سيستغرق الأمر عدة ساعات، يلينا ! إن الذهاب إلى إقطاعية الكونت بينيل في الحال هو خيارنا الأفضل "

كانت ميلي على حق لمرة واحدة، لكن يلينا لم تستطع أن تتفق مع رأيها .

كان عقلها وقلبها وعاطفتها يلعبان لعبتين مختلفتين .

" ثم، قبل أن نذهب إلى إقطاعية الكونت، دعونا نتجول في ضواحي العاصمة ونبحث عن طبيـ ..."

"سعال!"

" سير توماس ؟ "

أصيب توماس بالتشنج وتقيأ دماً، وكان هذا آخر ما في الأمر .

فبعد ذلك توقف عن التشنج، حتى أنه لم يسعل .

صمتت العربة .

"... سير توماس "

" …… "

" سير توماس ؟ "

غطت ميلي عينيها وابتعدت، حجب كولين رؤية يلينا بجسده .

" من فضلك لا تنظري يا سيدتي "

" ابتعد "

" لا أعتقد أنها فكرة جيدة بالنسبة لكِ أن تنظري."

" قلت ابتعد "

" سيدتي … "

" ابتعد ! "

دفعت يلينا كولين بقوة، وفي النهاية استسلم كولين .

" …… "

نظرت يلينا إلى توماس الشاحب، وهو مستلقي على المقعد وعيناه مغمضتان، دون حراك.

اهتزت يدي يلينا .

لا، هذه كذبة .

هذا مستحيل .

" هذا ليس صحيحًا."

" …… "

" هذا ليس صحيحًا … أليس كذلك ؟ هذا ليس صحيحا."

" سيدتي."

" لا … "

هذا مستحيل … يستحيل أن يحدث هذا .

اهتزت العربة .

حدقت يلينا في توماس البارد .

" سيدتي، ابتعدي ! "

تذكرت كيف سحبها بسرعة بين ذراعيه أمام محل الحلوى، بعدها اخترقته مخالب الشيطان .

كان ذلك بسببها .

كان يحميها، كان ينقذها، كان …

" لا يمكن لهذا أن يحدث … "

عضت يلينا شفتها.

" من فضلك لا."

تمتمت يلينا بصوت أجش منخفض .

سقطت الدموع من عينيها الورديتين الواسعتين .

وفي تلك اللحظة، أشرق ضوء ساطع من يدي يلينا .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان