تذكرت ريبيكا اليوم الذي حاولت فيه اختطاف يلينا.
كانت يلينا هي الوحيدة التي لم يتم تنويمها مغناطيسيًا بالجوهرة التي تحتوي على قوى شيطانية .
" … هل هي رئيسة السحرة أو لديها فنون في المبارزة ؟ "
" لا إنها ليست كذلك، إنها مجرد امرأة عادية."
تصلب وجه الشيطان، و بدا وكأنه يفكر للحظة، قبل أن ينهض و يرفع يده نحو السقف .
لقد كانت حركة يد بسيطة، لكن قوتها كانت مدمرة .
— بـوم !
تدمر السقف ولم يعد له أثرًا .
انفتح فم ريبيكا بسبب المشهد الذي شاهدته للتو، لكنها لم تصدق ذلك .
فتح الشيطان جناحيه و قال  " أخبريني بالمكان، خذيني إلى تلك المرأة التي تتحدثين عنها "
أبتسمت ريبيكا ردًا على كلماته .
* * * * * * * * * * * * * * * *
" ميلي "
توقفت ميلي في منتصف قطع زاوية كعكتها بالشوكة .
نظرت إلى يلينا التي كانت تجلس مقابلها.
عقدت يلينا ذراعيها على صدرها.
" لقد طلبتِ مني مساعدتك في الزواج … هل تعنين ذلك حقًا ؟ "
كانت رسالة ميلي قصيرة و موجزة .
[ يلينا من فضلك افعلي لي معروفًا، ساعديني بالزواج من آمبر، أنت الوحيدة التي تستطيع المساعدة ! سأكون بالانتظار ! ]
شعرت يلينا بيأس ميلي من خلال خطها، بالطريقة التي تم بها الضغط على كل حرف على الورقة .
وهكذا ذهبت يلينا إلى العاصمة للقاء ميلي .
' حسنًا، بصراحة أنا أضرب عصفورين بحجر واحد '
تصادف أن سيدريون كان يقيم معها، لذلك لم يكن من الصعب الانتقال من قلعة الدوق إلى العاصمة .
قبل أن تلتقي يلينا بميلي، قامت أيضًا بزيارة منزل عائلتها .
لقد تركت سيدريون في منزل عائلتها - حتى يتمكن من قضاء وقته بشكل مريح مع ليليانا - وأحضرت معها ثلاثة فرسان لزيارة ميلي .
تعهدت ميلي بأنها ستعامل يلينا التي أتت إلى العاصمة، بشكل لطيف، ولهذا أخذتها إلى محل حلويات مشهور .
أومأت ميلي رأسها .
" أجل، أعني ذلك."
"لماذا فجأة؟"
كانت علاقة أمبر و ميلي جيدة .
كانت يلينا على علم بذلك جيدًا، لكن الزواج كان مسألة مختلفة .
كان أمبر فارسًا عاديًا، و بسبب خلفيته فهو لا يستطيع الزواج من ميلي ابنة الماركيز .
' سيكون من الصعب على أمبر أن يصبح أكثر من مجرد حبيب، لا بد أن ميلي على علم بذلك أيضًا '
في الماضي، قالت ميلي أنها إذا تزوجت، فسوف تحضر أمبر معها إلى إقطاعية زوجها كحبيب لها .
" حسنًا، هااه … "
وضعت ميلي شوكتها جانباً وأطلقت تنهيدة ثم قالت .
" كان لدي حلم."
" مانوع الحلم ؟ "
" حلمت بأن والدي يزوجني من رجل نبيل قذر وكريه الرائحة وقبيح وعجوز ! "
كانت يلينا متفاجئة تمامًا.
" عن ماذا تتحدثين ؟ "
" فكري في الأمر، سيتم بيعي في النهاية كزوجة لشخص ما لصالح عائلتي، ولكن ماذا لو كان هذا الشخص عجوزًا و قبيحًا ؟ "
أصبحت ميلي شاحبة .
" أفضل الزواج من آمبر بأي وسيلة ممكنة ! ساعديني في إقناع والدي يا يلينا، همم ؟ "
صمتت يلينا للحظة وعقدت حاجبيها .
لا تصدق بأن ميلي طلبت حضورها لمثل هذا السبب السخيف .
" استيقظي ميلي، هل تعتقدين حقًا أن عمي سيزوجك إلى رجل نبيل قذر، و ذو رائحة كريهة، و قبيح و عجوز ؟ "
" لماذا لن يفعل ذلك ؟ إذا كان ذلك سيساعد العائلة، فهو ممكن جدًا ! "
" فقط ماذا تعتقدين والدك ؟ أنتِ تعلمين كم يحبك، بالتأكيد سيجد لك زوجًا لطيفًا … "
" آه، أنا لا أعرف ! لقد حاول تزويجي بوحش من قبل ! لكن هل تعتقدين أنه لن يتمكن من تزويجي لرجل عجوز ؟ "
صرخت ميلي بغضب ثم أغلقت فمها في وقت متأخر .
' أُوبس ' يبدو أن تعبيرها كان يقول ذلك، ولكن الكلمات قد خرجت بالفعل .
" أمم، يلينا، لم أقصد ذلك … "
" ميلي "
" أجل ؟ "
" تزوجي من السير أمبر أو لا تفعلي، تعاملي مع هذا بنفسك، وبينما أقول ذلك بشكل لطيف، لا تتصلي بي أولاً بعد الآن "
"يلينا ! انتظري ! "
نهضت يلينا وغادرت دون النظر إلى الوراء. 
أمسكت بمقبض باب المحل بعنف .
" …… ؟ "
' صراخ ؟ '
هل سمعت ذلك بشكل صحيح ؟
أعتقدت أنها سمعت صراخًا يصم الآذان من خارج المتجر .
' ماذا كان هذا ؟ '
فتحت يلينا الباب بنظرة محتارة وخرجت .
وفي تلك اللحظة .
" سيدتي، ابتعدي ! "
سمعت يلينا صوتًا عاجلًا، ثم سحبها فارس قوي بين ذراعيه .
في الوقت نفسه، اندفع وحش أسود إلى الأمام وحفر مخالبه في ظهر الفارس .
****************************
الفصل : ٢٤٦
" كـح كـح ! "
" …… ! "
سقط توماس على الأرض، و اتسعت عيون يلينا بصدمة .
" سيدتي ! توماس ! اللعنة."
قام كولين باللعن وهو يندفع للأمام حاملاً سيفه .
كليك !
أطلق الوحش الذي تم طعنه بسيف كولين صرخة مرعبة ثم انهار .
لوح كولين بسيفه مرة أخرى وقطع رأس الوحش .
عندها قامت يلينا بفحص الوحش بدقة، ثم تجمدت فلم تصدق عينيها .
شيطان .
كان ذلك شيطانًا .
" آآآآه ! "
صرخت ميلي التي تبعت يلينا خارج المتجر .
عادت يلينا إلى رشدها بعد أن سمعت صراخها .
التفتت بسرعة إلى كولين وسألت  " ما الذي حدث ؟ "
" نحن لا نعرف أيضًا، كنا ننتظرك أمام المتجر وفجأة ظهر هذا الوحش الغامض "
عض كولين شفته ثم واصل .
"هناك الكثير منهم، علينا أن نهرب الآن."
أهرب ؟ إلى أين ؟
بينما كانت يلينا تفحص محيطها، اندفع شيطان يشبه كلبًا ضالاً نحوها و نحو ميلي .
قطع كولين معدة الشيطان .
في تلك اللحظة، أسرع ماكس وصرخ  " العربة هناك ! "
" دعينا نذهب، في الوقت الحالي أعتقد أننا يجب أن نركب العربة و نهرب من هنا "
أومأت يلينا برأسها، ثم رفع كولين توماس المصاب على ظهره .
" يـ، يـ، يلينا … "
" دعينا نذهب "
قامت يلينا بسحب ميلي التي كانت مذعورة من ذراعها و سارت بخطوات سريعة .
" كياااا ! "
" آآآه ! "
كانت تسمع صراخًا يأتي من كل اتجاه أثناء سيرها .
وسمعت أيضًا أصوات تحطم الزجاج .
" لا تنظري للخلف ! "
في بعض الأحيان، يندفع شيطان نحو يلينا ومن معها، لكن ماكس يقوم بالتخلص منهم بسرعة .
بعد ذلك، صعد الجميع إلى العربة، بما في ذلك توماس الذي كان فاقدًا للوعي .
جلس ماكس على مقعد سائق العربة وأخذ السوط .
" لننطلق ! "
غادرت العربة .
ربما كانت الخيول خائفة من الشياطين، فقد ركضوا بسرعة مثيرة للقلق .
أصبح صرخات الناس و أصوات الشياطين أكثر خفوتًا .
" يلينا … مـ، ما الذي يحدث ؟ همم ؟ ما كل هذا ؟ "
سألت ميلي وهي تمسك بحاشية ملابس يلينا وهي ترتعش .
كانت قبضة يديها الشاحبتين قوية بما يكفي لقطع الدورة الدموية .
ظلت يلينا صامتة، فلن تكون قادرة على شرح الوضع بوضوح .
في الواقع، كانت مرتبكة أكثر من أي شخص آخر .
' فقط لماذا ؟ '
فهي لا تزال غير قادرة على تصديق ما رأته .
' لماذا كان هناك شياطين ؟ '
المخلوقات التي ظهرت في العاصمة كانت بلا شك شياطين .
لم تستطع يلينا أن تقول أن عينيها كانتا تخدعانها، فمن بين الشياطين التي شهدتها وهي في طريقها إلى العربة، كان هناك شيطان يشبه تمامًا ذلك الذي اخترق قلب يلينا بمخالبه .
" …… ! "
" سيدتي."
خفضت يلينا رأسها وأبقت فمها مغلقًا، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع نفسها من الصراخ .
" سيدتي، هل أنتِ بخير ؟ "
" … أنا بخير "  بالكاد تمكنت يلينا من الرد على كولين .
في تلك اللحظة، تذكرت عائلتها .
' أبي '
… ليليانا، إدوارد .
لقد غمرها شعور بالرعب .
هل ظهرت الشياطين هنا فقط ؟ ماذا لو لم يفعلوا ذلك ؟ ماذا لو ظهروا أيضًا حيث كانت عائلتها ؟
اختنقت يلينا من الخوف، ثم عاد لها حس العقل، فقد تذكرت أن سيدريون كان في منزل عائلتها .
' آآه '
أمسكت يلينا بصدرها.
يا للراحة، لقد كان هذا مريح حقًا .
عائلتها ستكون بخير لو كانوا مع سيدريون .
أعتقدت يلينا أنه سيكون قادرًا على حماية عائلتها .
لهذا شعرت بالارتياح لدرجة أنها كانت على وشك البكاء .
ثم ….
" سعال ! "
" توماس."
أصيب توماس الذي كان مستلقيًا فاقدًا للوعي على مقعد العربة، بالتشنج و تقيأ دمًا .
" كـح، كـح ! "
أعتقدت يلينا أنه ربما استيقظ، لكن كل ما فعله هو السعال المستمر .
كان الدم يخرج مع كل سعال، لهذا تسلل شعور القلق إلى يلينا ثم أدركت .
' رائحة الدم … '
كانت رائحة الدم داخل العربة كثيفة للغاية .
" كـح، كـح ! "
" توماس ! اللعنة … "
" ما الخطب ؟ هل حالته سيئة جدًا ؟ "  سألت يلينا بسرعة .
نقر كولين على لسانه بتعبير مظلم و قال .
" إنه يفقد الكثير من الدماء … أعتقد أنه ربما أصيب في رئتيه "
" رئتيه ؟ هل أصاب رئتيه ؟ إذن، أليس هذا خطر جدًا ؟ "
قامت يلينا بفحص توماس بنظراتها .
حتى من دون النظر إليه بدقة، شعرت أنه كان يعاني من صعوبة في التنفس .
" أتمنى لو كنا نستطيع أن نأخذه إلى الطبيب في هذه اللحظة، ولكن … "
" العربة … إلى أين تتجه هذه العربة ؟ "  سألت يلينا بسرعة .
أجاب ماكس من مقعد سائق العربة .
" نحن ذاهبون إلى القصر الملكي."
" القصر الملكي ؟ "
" إنه المكان الأكثر أمانًا في العاصمة."
" القصر الملكي … نعم، سيكون هناك أطباء في القصر الملكي، سيكون هناك الكثير منهم، أطباء القصر ماهرون بشكل خاص … "  تمتمت يلينا، كما لو كانت تحاول التخلص من قلقها .
" القصر الملكي ليس بعيدًا عن هنا، لذا … "
في تلك اللحظة، اتخذت العربة منعطفًا حادًا .
" كياااا ! "
ترنح جسد ميلي واصطدمت بجدار العربة .
صاح ماكس من مقعد السائق .
" آسف ! هل الجميع بخير ؟ "
" ما الذي حدث ؟ لماذا فجأة … "
" … حسنًا، لا أعتقد أننا سنكون قادرين على الوصول إلى القصر الملكي."
" ماذا ؟ ولم لا ؟ "
" هناك وحوش في طريقنا … "
فتحت يلينا نافذة العربة على الفور ونظرت إلى الخارج ثم تصلب وجهها .
لقد أُغلق الطريق، كان الطريق الذي كان من المفترض أن تدخله العربة في الأصل مليئًا بالشياطين المظلمة.
سيكون من المستحيل المرور عبرهم للوصول إلى القصر الملكي .
" إذا لم نتمكن من الذهاب إلى القصر الملكي، فأين يمكننا أن نذهب ؟ "
" في الوقت الحالي، أعتقد أننا يجب أن نهرب من العاصمة، لكن ليس لدي وجهة محددة في ذهني بعد … "
" كونت بينيل "
من أحد جوانب العربة، فتحت ميلي فمها وهي ترتعش من الخوف .
" اذهب إلى إقطاعية الكونت بينيل، إنها قريبة من العاصمة … القلعة حصن، لذا ستكون آمنة "
نظرت يلينا إلى ميلي .
عرفت يلينا بأمر الكونت بينيل، كان الكونت بينيل صديقًا عزيزًا للماركيز ليندن، ومن المؤكد أنه سيرحب بهم حتى لو حضروا دون سابق إنذار .
لكن …
" سوف يستغرق الأمر يومًا للوصول إلى إقطاعية الكونت بينيل "
" مما يعني أنه قريب ! "
كانت ميلي على حق، المكان الذي يستغرق الوصول إليه من العاصمة يومًا يعني أنه قريب .
في ظل الظروف العادية، كانت يلينا ستوافق .
نظرت يلينا إلى توماس الذي بدا كما لو كان على وشك التوقف عن التنفس .
" يجب أن تكون هناك إقطاعية أخرى، و أقرب … "
" ومع ذلك، سيستغرق الأمر عدة ساعات، يلينا ! إن الذهاب إلى إقطاعية الكونت بينيل في الحال هو خيارنا الأفضل "
كانت ميلي على حق لمرة واحدة، لكن يلينا لم تستطع أن تتفق مع رأيها .
كان عقلها وقلبها وعاطفتها يلعبان لعبتين مختلفتين .
" ثم، قبل أن نذهب إلى إقطاعية الكونت، دعونا نتجول في ضواحي العاصمة ونبحث عن طبيـ ..."
"سعال!"
" سير توماس ؟ "
أصيب توماس بالتشنج وتقيأ دماً، وكان هذا آخر ما في الأمر .
فبعد ذلك توقف عن التشنج، حتى أنه لم يسعل .
صمتت العربة .
"... سير توماس "
" …… "
" سير توماس ؟ "
غطت ميلي عينيها وابتعدت، حجب كولين رؤية يلينا بجسده .
" من فضلك لا تنظري يا سيدتي "
" ابتعد "
" لا أعتقد أنها فكرة جيدة بالنسبة لكِ أن تنظري."
" قلت ابتعد "
" سيدتي … "
" ابتعد ! "
دفعت يلينا كولين بقوة، وفي النهاية استسلم كولين .
" …… "
نظرت يلينا إلى توماس الشاحب، وهو مستلقي على المقعد وعيناه مغمضتان، دون حراك.
اهتزت يدي يلينا .
لا، هذه كذبة .
هذا مستحيل .
" هذا ليس صحيحًا."
" …… "
" هذا ليس صحيحًا … أليس كذلك ؟ هذا ليس صحيحا."
" سيدتي."
" لا … "
هذا مستحيل … يستحيل أن يحدث هذا .
اهتزت العربة .
حدقت يلينا في توماس البارد .
" سيدتي، ابتعدي ! "
تذكرت كيف سحبها بسرعة بين ذراعيه أمام محل الحلوى، بعدها اخترقته مخالب الشيطان .
كان ذلك بسببها .
كان يحميها، كان ينقذها، كان …
" لا يمكن لهذا أن يحدث … "
عضت يلينا شفتها.
" من فضلك لا."
تمتمت يلينا بصوت أجش منخفض .
سقطت الدموع من عينيها الورديتين الواسعتين .
وفي تلك اللحظة، أشرق ضوء ساطع من يدي يلينا .
****************************