استدارت ريبيكا و واجهت أوڤيل.
" ما هي رغبتك ؟ "
" هاه ؟ "
" ما هو الشيء الذي تتوق إليه بشدة ؟ "
ربما يكون السحر قد تلاشى بالفعل، حيث عاد وجه ريبيكا إلى طبيعته .
ابتلع أوڤيل لعابه، و رأى الوجه الجميل الذي كان بالضبط نوعه .
" لا أعرف … ربما العودة إلى الإقطاعية في أقرب وقت ممكن والعيش براحة معك ؟ "
" إذًا بعبارة لطيفة، الحب، و بكل بساطة أنت تعني الشهوة."
"ماذا؟"
" إنها رغبة بدائية و تافهة ولا قيمة لها."
كان صوت ريبيكا ناعمًا مثل رفرفة أجنحة الفراشة، لكن الكلمات التي تحدثت بها لم تناسب صوتها الجذاب على الإطلاق .
"ريبيكا؟"
" لذا، بغض النظر عن مدى صعوبة محاولتك، فإنك لن ترقى إلى مستوى طموحي أبدًا."
" ريبيكا، ماذا ..."
" مايكل."
نظرت ريبيكا إلى مايكل، و على الفور، استقام العمود الفقري لأوڤيل مع شعوره بالهلع ثم فتح أوڤيل فمه .
" انتظر …! "
— كسر .
وفي لحظة واحدة سريعة، انحنت رقبة أوڤيل بزاوية غريبة .
سقط أوڤيل على الأرض مثل دمية قُطعت خيوطها، ولم يستطع حتى الصراخ .
" …… "
قامت ريبيكا بإزالة السجادة التي كانت على الأرض، ثم قامت بسحب جثة أوڤيل إلى مركز تعويذة الاستدعاء .
أخرجت ريبيكا شفرة كانت تحملها.
تذكرت في رأسها محتوى المخطوطة التي قرأتها .
[ كيفية استدعاء مخلوق أقوى :
إذا كنت ترغب في استدعاء مخلوق أكثر خطورة ولكنه أقوى بكثير، فاتبع التعليمات الموضحة أدناه.
تحضير التضحية.
ضع التضحية الميتة فوق تعويذة الاستدعاء و اقطع عنقه.
امزج دمائه بدم المستدعي.
ويجب أن يكون طموح التضحية وهو على قيد الحياة أضعف من طموح المستدعي.
*تحذير : العملية خطيرة للغاية، لذا لا ينصح بها ]
قامت ريبيكا بمسح التحذير الأخير من ذاكرتها.
كانت رغبة ريبيكا بسيطة … بسيطة، ولكنها عميقة للغاية و يائسة .
' أريد أن أقتلهم '
الدوق و الدوقة مايهارد اللذان أحبطا كل خططها وكادا يقتلانها.
أرادت قتلهم، أرادت الانتقام .
أرادت قتلهم بطريقة أو بأخرى !
بعد قطع عنق أوڤيل دون تردد، قطعت ريبيكا معصمها .
اختلط دمها بكمية الدم الهائلة التي كانت تسيل من جثة أوڤيل .
امتصت تعويذة الاستدعاء الدم ثم ظهر ضباب أسود من التعويذة .
"... ضباب ؟ "
لقد استدعت ريبيكا المخلوقات مرات لا تحصى، لكنها لم ترى مثل هذا الضباب من قبل.
تمتمت ريبيكا لنفسها كالحمقاء .
— بووم !
انفجر المصباح وانطفأ الضوء.
— انفجار !
ثم سمعت ريبيكا الطاولة تنهار .
— تحطم !
وفي الظلام، كان صوت انهيار الأبواب الحديدية الثقيلة عاليًا و واضحًا .
غريزيًا، تراجعت ريبيكا عن تعويذة الاستدعاء.
" شهيق ! "
في لحظة، سقطت ريبيكا على الأرض، وشعرت وكأنها تتعرض للخنق .
" آنستي الشابة … كوهك ! "
ترنح مايكل عندما حاول الاقتراب من ريبيكا، و سقط على ركبتيه.
" سعال ! "
سعل مايكل دمًا و أغمي عليه.
" ما الذي …. "
سمعت صوت هادئ منخفض في الغرفة الكئيبة تحت الأرض .
" إنه إنسان."
— حريق .
اشتعلت النيران في الجو، مما أدى إلى طرد الظلام .
عندها فقط رفعت ريبيكا رأسها وتمكنت من رؤية ما ظهر أمامها.
لم يبدو أنه إنسان، كان لديه جسد طويل وقوي وعيناه حمراء مثل الدم، وصل شعره الرمادي إلى كاحليه .
و …
' أجنحة '
كان للرجل عاري الصدر زوج من أجنحة الخفافيش يخرج من ظهره .
ارتجفت ريبيكا ضد إرادتها عندما نظرت إليه .
ثم تحدث ذلك الغريب " همم ؟ … حسنًا، انظروا إلى ذلك "
عندما نظر إلى مايكل الذي كان فاقدًا للوعي، تسللت نظرة من الإثارة على وجهه .
" هذا الشيء هو نصف إنسان فقط، هل شرب من دمائنا ؟ "
عضت ريبيكا على لسانها بالقوة، طعم الدم المثير للاشمئزاز ملأ فمها ثم فتحت فمها و قالت .
" مـ، من … أنت ؟ "
" أنا ؟ "
لقد كان مختلفًا عن جميع المخلوقات الأخرى التي استدعتها ريبيكا حتى الآن، وليس فقط في المظهر، كل شيء عنه كان مختلفًا .
ضغط قوي أثقل كاهل جسد ريبيكا بأكمله .
كل ما استطاعت فعله هو رفع رأسها للأعلى لتنظر إليه، لقد ضعفت ساقيها ولم تستطع النهوض .
' لا أستطيع التنفس '
شعرت ريبيكا بالاختناق، وكأنها محاصرة تحت الماء.
تمامًا عندما تمكنت بالكاد من التقاط أنفاسها، فتح ذلك الشيء الغريب فمه و قال .
" الملك الشيطان "
****************************
الفصل : ٢٤٤
" الملك الشيطان …؟ "
لقد كان اسمًا غير مألوف .
كررت ريبيكا كلماته دون وعي.
" أو ملك الشياطين "
أتخذ خطوة إلى الأمام و أكمل .
" هذا ما يناديني به الناس "
داس ذلك الغريب على الشكل المتقن لتعويذة الاستدعاء المنقوشة .
" هذا ممتع، لقد قمتِ باستدعائي دون أن تعرفي حتى من أنا "
أبتسم و ظهرت أسنانه، وكشفت عن أنياب حادة مثل أنياب الوحش البري .
كانت ريبيكا متجمدة وغير قادرة على التحدث بكلمة واحدة .
قام الشيطان بفحص محيطه بسلوك خالي من الهموم قبل أن يغلق عينيه، ثم استنشق كأنه يستمتع بالهواء .
وعندما فتح عينيه مرة أخرى، تألق بريق خارق في عينيه .
" عالم البشر … أعتقدت أنني يجب أن أنتظر ألفية بأكملها حتى أخرج "
' ألفية ؟ '
الكلمات التي قالها لنفسه كانت غير مفهومة لريبيكا، لكن تفسير كلامه لم يكن مهما بالنسبة لها في الوقت الحالي.
لقد استوعبت الوضع أخيرًا .
" الحاكم العظيم … و الشريف "
ركعت ريبيكا على ركبتيها و انحنت له، وهي مهمة سهلة .
كل ما كان عليها فعله هو الانصياع للضغط الذي أثقل جسدها بالكامل .
" من فضلك استمع إلى طلب هذا الكائن المتواضع "
" لا ! "
في تلك اللحظة، تدخل مايكل .
في وقت سابق، كان قد أغمي عليه من الصدمة، لقد تمكن بالكاد من الاستيقاظ .
" سعال ! "
وتقيأ الدم مرة أخرى .
على عكس ريبيكا، التي شعرت فقط بالضغط الذي يثقل كاهل جسدها، كان مايكل حطامًا .
وذلك لأن نصف جسده كان مملوءًا بدماء الشياطين .
ارتفع الدم الشيطاني داخل جسد مايكل فجأة في حضور ملك الشياطين .
كانت المشكلة أن النصف الآخر من دم مايكل كان من البشر .
عندما اصطدم نوعان من الدم، أصيب مايكل بألم حاد بدا وكأنه سوف ينقسم إلى نصفين .
مع عدم وجود قوة في ساقيه، استخدم ركبتيه للزحف إلى ريبيكا .
ثم قال " آنستي الشابة، هذا الشخص … خطير "
" مايكل "
" ليس لدي شعور جيد تجاهه، يجب أن لا تفكري في استخدام هذا الشخص، يجب عليك إلغاء الاستدعاء و إعادته مرة أخرى "
شاهد الشيطان بصمت قبل أن يرد على عبارة " إلغاء الاستدعاء "
مد يده بهدوء، خرجت مخالب حادة مثل أظافر الوحش البري، من أطراف أصابعه .
كان الشيطان على وشك أن يغرس أظافره في عنق ريبيكا و مايكل .
" آنستي الشابة، من فضلك استمعي لي … "
— طعنة !
تردد صدى صوت طعنة قبل أن يتمكن الشيطان من قطع حناجرهم .
اتسعت عيون مايكل .
" لماذا …؟ "
" آسفة " ردت ريبيكا بجفاف وهي تسحب نصلها من رقبة مايكل .
انهار مايكل، وكان ضعيفًا بالفعل بسبب تقيؤ الكثير من الدماء .
انحنت ريبيكا للشيطان مرة أخرى .
" أعتذر عن وقاحة مرؤوسي "
نظر الشيطان إلى ريبيكا وكأنه يشاهد شيئًا ممتعًا لكنه لم يخفض مخالبه .
واصلت ريبيكا التي لم تتمكن من رؤية تلك المخالب المدببة و رأسها للأسفل، الحديث .
" أطلب مساعدتك مرة أخرى "
لمعت عيون ريبيكا بالهوس و الجنون .
" من فضلك … اقتل شخصين فقط "
لقد حذرها مايكل من أن هذا أمر خطير .
لقد أخبرها أنها لا يجب أن تستخدم هذا الشخص .
في الحقيقة، تعرف ريبيكا ذلك أيضًا .
لماذا لا تفعل ذلك ؟
كانت حواسها ترسل تحذيرات متواصلة في اللحظة التي قابلت فيها عيون الشخص الحمراء الزاهية لأول مرة، و تطلب منها الهرب .
أخبرها أنه لا يجب أن تتورط مع هذا الكائن .
' ولكن … ماذا سيحدث إذا هربت ؟ ماذا سيحدث لي إذا فقدت هذه الفرصة ؟ '
شدت ريبيكا قبضتها .
' ليس لدي ما أخسره على أي حال '
لقد فقدت ريبيكا كل شيء، لقد تدمرت عائلتها وكان هناك مكافأة للشخص الذي سيقتلها .
ما الفائدة من أن تعيش بقية حياتها هاربة ؟
لم يكن لديها ما تخاف منه الآن، فكل ما تبقى لريبيكا هو الحقد والمثابرة .
واصلت ريبيكا التوسل إلى الشيطان الذي لم يستجب بعد .
" أنا أتوسل إليك، لا أستطيع أن أفعل أي شيء حيالهم بقوتي الخاصة "
لقد تذكرت كايوين و يلينا في ذهنها .
" القوة الجسدية للشخص الأول قوية بشكل لا يصدق أما الشخص الآخر … "
يلينا .
عبست ريبيكا عندما تذكرت الدوقة .
" كانت محصنة ضد القوى الشيطانية "
" ماذا ؟ "
كان صوت الشيطان قريبًا فجأة في تلك اللحظة .
رفع ذقن ريبيكا بلمسة خشنة .
" ماذا قلتِ للتو ؟ كرري ما قلتيه "
" … حتى الآن، كنت أستخدم تعويذة الاستدعاء لاستدعاء جثث الشياطين، لقد كنت أستخدم دمائهم "
عرفت ريبيكا الآن أن المخلوقات التي كانت تستخدمها كانت تسمى الشياطين، بعد أن أكتشفت وجود هذا الكائن .
****************************