الفصل 243 و 244 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


" أوڤيل "

استدارت ريبيكا و واجهت أوڤيل.

" ما هي رغبتك ؟ "

" هاه ؟ "

" ما هو الشيء الذي تتوق إليه بشدة ؟ "

ربما يكون السحر قد تلاشى بالفعل، حيث عاد وجه ريبيكا إلى طبيعته .

ابتلع أوڤيل لعابه، و رأى الوجه الجميل الذي كان بالضبط نوعه .

" لا أعرف … ربما العودة إلى الإقطاعية في أقرب وقت ممكن والعيش براحة معك ؟ "

" إذًا بعبارة لطيفة، الحب، و بكل بساطة أنت تعني الشهوة."

"ماذا؟"

" إنها رغبة بدائية و تافهة ولا قيمة لها."

كان صوت ريبيكا ناعمًا مثل رفرفة أجنحة الفراشة، لكن الكلمات التي تحدثت بها لم تناسب صوتها الجذاب على الإطلاق .

"ريبيكا؟"

" لذا، بغض النظر عن مدى صعوبة محاولتك، فإنك لن ترقى إلى مستوى طموحي أبدًا."

" ريبيكا، ماذا ..."

" مايكل."

نظرت ريبيكا إلى مايكل، و على الفور، استقام العمود الفقري لأوڤيل مع شعوره بالهلع ثم فتح أوڤيل فمه .

" انتظر …! "

— كسر .

وفي لحظة واحدة سريعة، انحنت رقبة أوڤيل بزاوية غريبة .

سقط أوڤيل على الأرض مثل دمية قُطعت خيوطها، ولم يستطع حتى الصراخ .

" …… "

قامت ريبيكا بإزالة السجادة التي كانت على الأرض، ثم قامت بسحب جثة أوڤيل إلى مركز تعويذة الاستدعاء .

أخرجت ريبيكا شفرة كانت تحملها.

تذكرت في رأسها محتوى المخطوطة التي قرأتها .

[ كيفية استدعاء مخلوق أقوى :

إذا كنت ترغب في استدعاء مخلوق أكثر خطورة ولكنه أقوى بكثير، فاتبع التعليمات الموضحة أدناه.

تحضير التضحية.

ضع التضحية الميتة فوق تعويذة الاستدعاء و اقطع عنقه.

امزج دمائه بدم المستدعي.

ويجب أن يكون طموح التضحية وهو على قيد الحياة أضعف من طموح المستدعي.

*تحذير : العملية خطيرة للغاية، لذا لا ينصح بها ]

قامت ريبيكا بمسح التحذير الأخير من ذاكرتها. 

كانت رغبة ريبيكا بسيطة … بسيطة، ولكنها عميقة للغاية و يائسة .

' أريد أن أقتلهم '

الدوق و الدوقة مايهارد اللذان أحبطا كل خططها وكادا يقتلانها.

أرادت قتلهم، أرادت الانتقام .

أرادت قتلهم بطريقة أو بأخرى !

بعد قطع عنق أوڤيل دون تردد، قطعت ريبيكا معصمها .

اختلط دمها بكمية الدم الهائلة التي كانت تسيل من جثة أوڤيل .

امتصت تعويذة الاستدعاء الدم ثم ظهر ضباب أسود من التعويذة .

"... ضباب ؟ "

لقد استدعت ريبيكا المخلوقات مرات لا تحصى، لكنها لم ترى مثل هذا الضباب من قبل.

تمتمت ريبيكا لنفسها كالحمقاء .

— بووم !

انفجر المصباح وانطفأ الضوء.

— انفجار !

ثم سمعت ريبيكا الطاولة تنهار .

— تحطم !

وفي الظلام، كان صوت انهيار الأبواب الحديدية الثقيلة عاليًا و واضحًا .

غريزيًا، تراجعت ريبيكا عن تعويذة الاستدعاء.

" شهيق ! "

في لحظة، سقطت ريبيكا على الأرض، وشعرت وكأنها تتعرض للخنق .

" آنستي الشابة … كوهك ! "

ترنح مايكل عندما حاول الاقتراب من ريبيكا، و سقط على ركبتيه.

" سعال ! "

سعل مايكل دمًا و أغمي عليه.

" ما الذي …. "

سمعت صوت هادئ منخفض في الغرفة الكئيبة تحت الأرض .

" إنه إنسان."

— حريق .

اشتعلت النيران في الجو، مما أدى إلى طرد الظلام .

عندها فقط رفعت ريبيكا رأسها وتمكنت من رؤية ما ظهر أمامها.

لم يبدو أنه إنسان، كان لديه جسد طويل وقوي وعيناه حمراء مثل الدم، وصل شعره الرمادي إلى كاحليه .

و …

' أجنحة '

كان للرجل عاري الصدر زوج من أجنحة الخفافيش يخرج من ظهره .

ارتجفت ريبيكا ضد إرادتها عندما نظرت إليه .

ثم تحدث ذلك الغريب  " همم ؟ … حسنًا، انظروا إلى ذلك "

عندما نظر إلى مايكل الذي كان فاقدًا للوعي، تسللت نظرة من الإثارة على وجهه .

" هذا الشيء هو نصف إنسان فقط، هل شرب من دمائنا ؟ "

عضت ريبيكا على لسانها بالقوة، طعم الدم المثير للاشمئزاز ملأ فمها ثم فتحت فمها و قالت .

" مـ، من … أنت ؟ "

" أنا ؟ "

لقد كان مختلفًا عن جميع المخلوقات الأخرى التي استدعتها ريبيكا حتى الآن، وليس فقط في المظهر، كل شيء عنه كان مختلفًا .

ضغط قوي أثقل كاهل جسد ريبيكا بأكمله .

كل ما استطاعت فعله هو رفع رأسها للأعلى لتنظر إليه، لقد ضعفت ساقيها ولم تستطع النهوض .

' لا أستطيع التنفس '

شعرت ريبيكا بالاختناق، وكأنها محاصرة تحت الماء.

تمامًا عندما تمكنت بالكاد من التقاط أنفاسها، فتح ذلك الشيء الغريب فمه و قال .

" الملك الشيطان "

****************************

الفصل : ٢٤٤


" الملك الشيطان …؟ "

لقد كان اسمًا غير مألوف .

كررت ريبيكا كلماته دون وعي.

" أو ملك الشياطين "

أتخذ خطوة إلى الأمام و أكمل .

" هذا ما يناديني به الناس "

داس ذلك الغريب على الشكل المتقن لتعويذة الاستدعاء المنقوشة .

" هذا ممتع، لقد قمتِ باستدعائي دون أن تعرفي حتى من أنا "

أبتسم و ظهرت أسنانه، وكشفت عن أنياب حادة مثل أنياب الوحش البري .

كانت ريبيكا متجمدة وغير قادرة على التحدث بكلمة واحدة .

قام الشيطان بفحص محيطه بسلوك خالي من الهموم قبل أن يغلق عينيه، ثم استنشق كأنه يستمتع بالهواء .

وعندما فتح عينيه مرة أخرى، تألق بريق خارق في عينيه .

" عالم البشر … أعتقدت أنني يجب أن أنتظر ألفية بأكملها حتى أخرج "

' ألفية ؟ '

الكلمات التي قالها لنفسه كانت غير مفهومة لريبيكا، لكن تفسير كلامه لم يكن مهما بالنسبة لها في الوقت الحالي.

لقد استوعبت الوضع أخيرًا .

" الحاكم العظيم … و الشريف "

ركعت ريبيكا على ركبتيها و انحنت له، وهي مهمة سهلة .

كل ما كان عليها فعله هو الانصياع للضغط الذي أثقل جسدها بالكامل .

" من فضلك استمع إلى طلب هذا الكائن المتواضع "

" لا ! "

في تلك اللحظة، تدخل مايكل .

في وقت سابق، كان قد أغمي عليه من الصدمة، لقد تمكن بالكاد من الاستيقاظ .

" سعال ! "

وتقيأ الدم مرة أخرى .

على عكس ريبيكا، التي شعرت فقط بالضغط الذي يثقل كاهل جسدها، كان مايكل حطامًا .

وذلك لأن نصف جسده كان مملوءًا بدماء الشياطين .

ارتفع الدم الشيطاني داخل جسد مايكل فجأة في حضور ملك الشياطين .

كانت المشكلة أن النصف الآخر من دم مايكل كان من البشر .

عندما اصطدم نوعان من الدم، أصيب مايكل بألم حاد بدا وكأنه سوف ينقسم إلى نصفين .

مع عدم وجود قوة في ساقيه، استخدم ركبتيه للزحف إلى ريبيكا .

ثم قال  " آنستي الشابة، هذا الشخص … خطير "

" مايكل "

" ليس لدي شعور جيد تجاهه، يجب أن لا تفكري في استخدام هذا الشخص، يجب عليك إلغاء الاستدعاء و إعادته مرة أخرى "

شاهد الشيطان بصمت قبل أن يرد على عبارة " إلغاء الاستدعاء "

مد يده بهدوء، خرجت مخالب حادة مثل أظافر الوحش البري، من أطراف أصابعه .

كان الشيطان على وشك أن يغرس أظافره في عنق ريبيكا و مايكل .

" آنستي الشابة، من فضلك استمعي لي … "

— طعنة !

تردد صدى صوت طعنة قبل أن يتمكن الشيطان من قطع حناجرهم .

اتسعت عيون مايكل .

" لماذا …؟ "

" آسفة "  ردت ريبيكا بجفاف وهي تسحب نصلها من رقبة مايكل .

انهار مايكل، وكان ضعيفًا بالفعل بسبب تقيؤ الكثير من الدماء .

انحنت ريبيكا للشيطان مرة أخرى .

" أعتذر عن وقاحة مرؤوسي "

نظر الشيطان إلى ريبيكا وكأنه يشاهد شيئًا ممتعًا لكنه لم يخفض مخالبه .

واصلت ريبيكا التي لم تتمكن من رؤية تلك المخالب المدببة و رأسها للأسفل، الحديث .

" أطلب مساعدتك مرة أخرى "

لمعت عيون ريبيكا بالهوس و الجنون .

" من فضلك … اقتل شخصين فقط "

لقد حذرها مايكل من أن هذا أمر خطير .

لقد أخبرها أنها لا يجب أن تستخدم هذا الشخص .

في الحقيقة، تعرف ريبيكا ذلك أيضًا .

لماذا لا تفعل ذلك ؟

كانت حواسها ترسل تحذيرات متواصلة في اللحظة التي قابلت فيها عيون الشخص الحمراء الزاهية لأول مرة، و تطلب منها الهرب .

أخبرها أنه لا يجب أن تتورط مع هذا الكائن .

' ولكن … ماذا سيحدث إذا هربت ؟ ماذا سيحدث لي إذا فقدت هذه الفرصة ؟ '

شدت ريبيكا قبضتها .

' ليس لدي ما أخسره على أي حال '

لقد فقدت ريبيكا كل شيء، لقد تدمرت عائلتها وكان هناك مكافأة للشخص الذي سيقتلها .

ما الفائدة من أن تعيش بقية حياتها هاربة ؟

لم يكن لديها ما تخاف منه الآن، فكل ما تبقى لريبيكا هو الحقد والمثابرة .

واصلت ريبيكا التوسل إلى الشيطان الذي لم يستجب بعد .

" أنا أتوسل إليك، لا أستطيع أن أفعل أي شيء حيالهم بقوتي الخاصة "

لقد تذكرت كايوين و يلينا في ذهنها .

" القوة الجسدية للشخص الأول قوية بشكل لا يصدق أما الشخص الآخر … "

يلينا .

عبست ريبيكا عندما تذكرت الدوقة .

" كانت محصنة ضد القوى الشيطانية "

" ماذا ؟ "

كان صوت الشيطان قريبًا فجأة في تلك اللحظة .

رفع ذقن ريبيكا بلمسة خشنة .

" ماذا قلتِ للتو ؟ كرري ما قلتيه "

" … حتى الآن، كنت أستخدم تعويذة الاستدعاء لاستدعاء جثث الشياطين، لقد كنت أستخدم دمائهم "

عرفت ريبيكا الآن أن المخلوقات التي كانت تستخدمها كانت تسمى الشياطين، بعد أن أكتشفت وجود هذا الكائن .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان