انتقلت حرارة جسدها إلى جوهرة المانا، ثم سمعت الصوت الذي كانت تتوق لسماعه .
- " زوجتي "
" كايوين ! "
تردد صدى صوت يلينا المبتهج في المكتبة.
- " ماذا كنتِ تفعلين ؟ "
" كنت فقط … أفعل هذا وذاك في المكتبة."
- " فهمت، هل كل شيء بخير ؟ "
" نعم، أنا على ما يرام "
فكرت يلينا للحظة ثم فتحت فمها.
" بالمناسبة، لقد ظهرت في أحلامي مؤخرًا."
حلمت يلينا بزوجها الليلة الماضية، لقد كان حلماً جميلاً .
شعرت يلينا بخيبة أمل كبيرة عندما استيقظت وأجبرت نفسها على العودة إلى النوم، لكنها لم تستطع الاستمرار في نفس الحلم.
" ماذا عنك عزيزي ؟ هل ظهرتُ في أحلامك مؤخرًا ؟ "
- " …… "
" … أهذا الصمت يعني لا ؟ "
- " منذ البداية "
" همم ؟ "
- " لقد كنتِ في أحلامي منذ أول يوم افترقنا فيه "
رمشت يلينا وهي تحدق في جوهرة المانا اللامعة.
" … فهمت."
لم تستطع يلينا منع الكلمات من الخروج من فمها .
" إذًا، مالذي فعلناه ؟ "
- " ماذا ؟ "
" أنا فضولية بشأن ما فعلناه في أحلامك."
في حلم يلينا الليلة الماضية قبلت يلينا زوجها بشغف .
لقد كانوا في حقل مليء بالزهور، لقد حلمت بتقبيل زوجها الذي كان مستلقي على الأرض، دون أن تلاحظ حتى أن الرحيق كان يلطخ ظهره، محاطًا بالزهور المتفتحة، تحت كمية مناسبة من ضوء الشمس .
' آه، كان ذلك مثاليًا، يجب أن نفعل ذلك في الربيع المقبل '
وبينما كانت يلينا تخطط لتحويل حلمها إلى حقيقة، خرج صوت زوجها من سوارها.
- " … لم يكن هناك شيء مميز، فقط … "
" هل قبلنا بعضنا فقط ؟ "
- " …… "
" أو ربما أكثر من ذلك ؟ مهلاً، إذن هذا أمر غير عادي "
- " يلينا "
قال كايوين اسم يلينا بصوت محرج بدلاً من إنكاره.
بدا وكأنه كان يعترف بأن يلينا كانت على حق.
ضحكت يلينا، و شعرت بالرفرفة .
قالت بصوت هامس " أشتقت لك "
ثم أجاب الصوت في سوارها على الفور.
— " أشتقت لكِ أيضًا "
" ما مدى ذلك ؟ " سألت يلينا وهي تضع ذقنها في اليد التي لم تكن ترتدي السوار.
لقد أعطاها سيدريون حقًا هدية لائقة.
كان السوار يعمل بشكل جيد لدرجة أنها كلما تحدثت مع زوجها بهذه الطريقة، شعرت يلينا وكأنه بجانبها .
" ما مدى اشتياقك لي ؟ "
- " حسنًا، هذا …. "
سمعت يلينا صوتًا خافتًا ليس صوت زوجها من خلال السوار، يمكنها أن تقول أن الصوت كان يناديه.
" يبدو أن هناك من يبحث عنك."
- " سأتصل بكِ مرة أخرى قريبًا "
" حسنًا، لا تقلق بشأني و خذ وقتك مع كل ما عليك القيام به، اتصل بي عندما تنتهي "
- " أحبك يا يلينا "
للحظة، كانت يلينا عاجزة عن الكلام .
" … أنا أحبك أيضًا "
كان رد يلينا الناعم والتبادل الأخير بينهما قبل أن ينطفئ ضوء جوهرة المانا .
حدقت يلينا بشوق في السوار لبعض الوقت ثم واصلت فعل عملها الخاص الذي كانت مشغولة فيه .
' يجب أن أرد على الرسائل '
بالأمس واليوم، ولمدة يومين فقط، وصلت مجموعة من الرسائل إلى قلعة الدوقية، كما لو أن المرسلين خططوا لوصولها دفعة واحدة .
معظمها كانت شكليات، حيث كان الناس يرسلون تحياتهم فقط .
كانت هناك رسالة من عائلتها، و رسالة من أنديدن، و واحدة من روزالين …
« وهناك رسالة من ويل »
ويل، الشاعرة .
لقد مر وقت طويل حقًا، إنها الشاعرة التي كانت لديها أحلام تنبؤ و تعرف المستقبل الذي تعرفه يلينا.
لم تكتب ويل الكثير في هذه الرسالة .
مثل الرسائل الأخرى التي كانت ترسلها بين فترة وأخرى، كتبت عن أحوالها ثم سألت يلينا عن أحوالها .
بعد الرد على كل رسالة، نظرت يلينا إلى الرسالة الأخيرة التي لم تفتحها بعد.
[ من : ميلي ليندن ]
" همم … "
رسالة من ابنة عمها .
' لماذا كتبت لي رسالة ؟ '
لم تكن ميلي من النوع الذي يكتب رسائل حول كل شيء صغير كان يحدث في حياتها.
شعرت يلينا أن هناك شيئًا غير عادي، انتهى بها الأمر بدفع الرسالة جانبًا حتى أصبحت آخر رسالة متبقية .
فكرت يلينا حتى انتهى بها الأمر إلى إزالة الختم عن الرسالة .
ثم انخفض فكها بصدمة .
" … هاه ؟ "
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
ليلة حالكة السواد لم يضئ فيها حتى القمر.
كانت المزرعة التي أصبحت فارغة بعد فرار جميع الخدم، كئيبة وصامتة كما لو كان يطاردها شبح.
تحدث أوڤيل بسرعة مع تعبير متوتر .
" كما وعدتِ، ستعودين فورًا بعد أخذ ما تريدين "
كانت يدا أوڤيل ترتجفان قليلاً، لسبب وجيه.
قبل دخولهما، كان هو و ريبيكا قد تم القبض عليهما تقريبًا .
**************************
الفصل : ٢٤٢
تذكر أوڤيل ما حدث قبل فترة وجيزة .
" من أنت ؟ "
قام حراس البوابة الذين يحمون مدخل العقار بمنع أوڤيل و ريبيكا من الدخول .
" إبتعد عن طريقي ! لم أتمكن من الوصول إلى أسرة ماريزون، لذلك جئت لتحصيل ديونهم بنفسي " صرخ أوڤيل بثقة .
لقد قرر أن يتصرف كدائن، من أجل الدخول إلى ملكية عائلة ماريزون.
في الواقع، كان هناك العشرات من الأشخاص الذين استثمروا في عائلة ماريزون، ولكن بعد سقوط الأسرة، اختفى الفيكونت و ابنته.
' لن يكون الأمر غريبًا إذا ظهر مُحصّل الديون عند باب منزلهم الأمامي '
" همم … "
وكما أعتقد أوڤيل، يبدو أن حارس البوابة لم يجد أوڤيل مريبًا بشكل خاص .
لكن الشيء نفسه لا يمكن أن يقال عن ريبيكا.
" ومن تكون هذه الآنسة الشابة ؟ "
نظر حارس البوابة إلى ريبيكا التي كانت واقفة بجانب أوڤيل.
كانت ريبيكا قد صبغت شعرها و استخدمت السحر لإجراء تغييرات صغيرة على مظهرها.
" إنها خادمتي."
"هل هذا صحيح؟"
تهامس حراس البوابة فيما بينهم.
"لديها بنية مشابهة للمرأة التي نسعى إليها."
"لكنها لا تشبهها."
"لون شعرها مختلف أيضًا."
"إذن يجب أن تكون شخصًا آخر."
" انتظر للحظة … "
لمعت عيون أحد حراس البوابة بحدة، لقد بدا وكأنه رجل صعب الإرضاء.
" أعتذر، ولكن تلقينا تعليمات بإجراء فحص جسدي لأي امرأة شابة تحاول دخول العقار "
"ماذا؟"
"إذا استنتجنا أنها ليست الشخص الذي نبحث عنه بعد التفتيش، فسنسمح لها بالرحيل على الفور، من فضلك تعالي معنا."
عبس أوڤيل.
" هل تتهمني بأنني مجرم ؟ كيف تجرؤ ! "
" أعطنا خادمتك فقط، لا داعي لمرافقتنا يا سيدي، لكن … "
ضاقت عيون حارس البوابة .
" هل قلت أنني كنت أبحث عن مجرم ؟ "
" …… ! "
تردد أوڤيل لكنه لم يتراجع، و صرخ قائلاً " أنا أعرف بالفعل عمن تبحث ! العاصمة كلها تعرف عن ذلك، لذا خادمتي ليست المرأة التي تبحث عنها "
" نعم، سوف نؤكد ذلك بأنفسنا، لذا من فضلك دعها تذهب معنا "
أحكم أوڤيل قبضتيه.
' اللعنة '
على عكس صبغة شعرها، كان السحر الذي غيّر وجه ريبيكا مؤقتًا .
ستنتهي صلاحيته بعد ساعة ويكشف وجهها الحقيقي .
' لا أستطيع أن أترك ذلك يحدث، يجب أن أفعل شيئاً حيال هؤلاء الأوغاد … '
كان أوڤيل على وشك الصراخ على حراس البوابة مرة أخرى، ثم في تلك اللحظة فتحت ريبيكا فمها.
" مايكل "
" نعم، آنستي "
" تعامل معهم "
وما حدث بعد ذلك حدث في غمضة عين.
سقطت رؤوس حراس البوابة الثلاثة على الأرض، و تناثرت الدماء من أعناقهم بينما سقطت أجسادهم إلى الخلف .
" فلنذهب "
دخلت ريبيكا من بين بركة الدماء، دون أن تزعجها، و دخلت العقار و تبعها مايكل بصمت .
" … انتظريني ! "
وقف أوڤيل هناك بلا هدف، متتبعًا الاثنين بشكل متأخر .
' لقيط خطير '
حدق أوڤيل في مايكل و ابتلع لعابه بخوف .
كان لدى أوڤيل شعور بأن مايكل قد تم تدريبه بشكل مختلف عن الآخرين منذ أن رأى الرجل يتجول حولهم و وجوده مخفي لكن أعتقد أنه كان سلاح جريمة قتل .
' إنه خطير، تمامًا كما اعتقدت، سيتعين عليّ التخلص منه بمجرد عودتنا '
الحب أعمى أوڤيل، لهذا فشل في تذكر حقيقة أن ريبيكا هي التي أمرت مايكل بلا مبالاة بالقتل .
" … إلى أي مدى علينا أن نذهب ؟ "
" لقد وصلنا "
انتهى الممر المظلم والكئيب الذي بدا أنه سيستمر إلى الأبد بعد مسيرة طويلة.
دمر مايكل قفل الغرفة على اليسار و دخل الثلاثي إلى الداخل .
' لا أستطيع أن أصدق أنه كسر القفل بيديه العاريتين … هل هو حقًا مجرد إنسان عادي ؟ '
حدق أوڤيل في مايكل مرة أخرى .
في هذه الأثناء، قامت ريبيكا بتحريك اللوحة على الحائط لتكشف عن مدخل مخفي.
" هل هذه غرفة سرية ؟ "
شهق أوڤيل بهدوء، و بدلاً من الإجابة، سارت ريبيكا أمامه.
" انتظريني "
نزلوا درجًا طويلاً و واجهوا قفلاً آخر .
ثم ظهرت غرفة تبدو وكأنها غرفة تخزين تحت الأرض أمام أعين أوڤيل .
" … الشيء الذي تحتاجين إلى أخذه موجود هنا ؟ "
في نظر أوڤيل، بدت الغرفة مجرد مساحة قاتمة وفارغة.
أضاء مصباح الغرفة، ولكن لم يكن هناك أي شيء مميز على وجه الخصوص .
****************************