الفصل 237 و 238 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


لقد تخيلت يلينا أن سيدريون سوف يذبل تمامًا لأنها كلما قامت بإستدعاءه، كان الرد الذي تتلقاه دائمًا هو أنه كان مشغولاً بسبب تحليل مسحوق الجوهرة .

تفاجأت يلينا بمظهر سيدريون الذي يناقض خيالها.

" لا، أنا لا أعني أي شيء، سمعت فقط أنك كنت تعمل بجد للغاية "

" لا، ليس لهذه الدرجة، لقد أجريت في كثير من الأحيان بحثًا كهذا في الماضي لكنني كنت أتعامل مع شيء غير مألوف تمامًا، لذلك كان صحيحًا أنني كنت مشغولاً "

" حقًا ؟ حسنًا، من الجيد أن أسمع أنك لم ترهق نفسك في العمل … "

منذ فترة قصيرة، كانت تشعر بشعور فارغ غامض.

من أين يأتي هذا الشعور بالفراغ بحق الخالق ؟

فكرت يلينا ثم وجدت إجابتها.

" أين أختي الكبرى ؟ "

" ماذا ؟ "

" ألم تأتي أختي معك ؟ سمعت أنها زارت البرج الأسود منذ وقت ليس ببعيد "

لا، هذا لم يكن صحيحًا.

أدركت يلينا ذلك فقط بعد أن نطقت الكلمات بصوت عالٍ .

لم يكن " منذ وقت ليس ببعيد " … لقد مر شهر تقريبًا منذ أن سمعت الأخبار من إدوارد. 

كان شهر واحد وقت أكثر من كافي لعودة أختها إلى المنزل بالفعل .

' منذ متى … لا، الأهم من ذلك، لماذا اعتقدت أنه من المسلم به أن يجتمع مالك البرج الأسود و ليليانا معًا ؟ '

لقد ربطت هذين الاثنين معًا دون أن تدرك ذلك، كما لو كانا حبتين من نفس قرون البازلاء.

فتحت يلينا فمها مرة أخرى بهدف تصحيح كلامها، لكن تحدث سيدريون أولاً .

" إذا كنتِ تتحدثين عن الآنسة ليليانا، فقد أخذتها إلى قصر الكونت قبل مجيئي إلى هنا "

" …… "

أغلقت يلينا فمها بصمت.

إجابته لم تكن طويلة، ولكن كانت هناك ثلاثة أشياء لم تتمكن يلينا من التغاضي عنها في جملته المختصرة.

واحد .

' يناديها باسمها '

لقد دعاها بالتأكيد الآنسة ليليانا، كان بإمكانه أن يناديها بالآنسة سورت إذا أراد أن يكون أكثر رسمية.

اثنين .

' إذا أخذها إلى المنزل قبل مجيئه إلى هنا، فهذا يعني أنهما أمضيا شهرًا واحدًا على الأقل معًا '

شهر واحد ؟

لم تكن رحلة ليليانا إلى البرج الأسود قصيرة، لقد كانت إقامة استمرت لمدة شهر كامل .

و أخيرًا، ثلاثة .

' عندما قال أنه أعادها إلى المنزل … هل هذا يعني أنه أعادها شخصيًا إلى المنزل ؟ '

ضاقت عيون يلينا، ثم فتحت فمها .

" مالك البرج الأسود، ما الذي يحدث بيـ … "

" …… ؟ "

" لا، لا تهتم "

عضت يلينا لسانها بخفة، لقد كادت أن تسأل سيدريون عن رأيه في أختها الكبرى .

' الوقت ليس مناسبًا '

كان الوقت لا يزال مبكرًا جدًا، كل شيء كان مجرد تكهناتها.

كان الوضع مشبوهًا للغاية، لكنه غير مؤكد مع ذلك.

' لا ينبغي لي أن أقفز إلى الاستنتاجات '

بالرغم من أنها علمت أنه لا ينبغي لها ذلك، إلا أن خيال يلينا تجاوز حدوده من تلقاء نفسه .

إذا، بأقل فرصة ممكنة، اجتمعت شقيقتها الكبرى و سيدريون معًا، فماذا سيحدث بعد ذلك ؟

إذا أصبح سيدريون زوج ليليانا … فهل سيصبح سيدريون جزءًا من عائلة يلينا ؟

" لماذا تنظرين إليّ بهذا التعبير ؟ "

" تعبيري ؟ ما الخطأ في تعبيري ؟ "

" لست متأكداً، فهذا يصعب شرحه … "

يبدو أن سيدريون فكر طويلاً بجدية، ثم وكأنه وجد التعبير المناسب، استمر في الكلام.

" هل يجب أن أقول أنكِ تبدين كما لو أن وحشًا طلب أن يكون صديقك في أول لقاء بينكما ؟"

" …… "

" لقد شعرت بشعور هائل بالاشمئزاز ينبع منكِ "

" لا، هذا … "

إحم … تحمحمت يلينا، فقد شعرت بالحرج لأنها أظهرت هذا القدر من الازدراء.

' وحش ؟ أنا لن أذهب إلى هذا الحد '

حسنًا، من وجهة نظر موضوعية، أن يصبح مالك البرج الأسود زوج ليليانا … لن يكون أمرًا فظيعًا.

يمكن للمرء أن يقول أنه بناءً على مواصفاته فقط، كان في الواقع اختيارًا ممتازًا .

مكانته ؟

لقد كان سيد البرج الأسود كيان مستقل لا تستطيع حتى العائلة المالكة العبث معه .

مظهره ؟

كان صحيحًا أنه كان رجلاً جميلاً وكان من الصعب الحصول عليه.

الشخصية … ؟

حسنًا، كانت هذه مشكلة إلى حدٍ ما.

' لكن نظرًا لمدى تهذيبه عند التعامل معي، فمن المحتمل أنه يعرف كيف يتصرف مع أختي أيضًا '

بغض النظر عن مدى سوء مزاجه، سيصبح لطيفًا أمام الشخص الذي يحبه .

' وهو صديق لزوجي … مع أخذ ذلك في الاعتبار، حسنًا … '

خرجت يلينا من أفكارها، لقد قالت هذا من قبل، لكن لا شيء مؤكد بعد .

' أنا أستبق الأحداث، يجب أن أتوقف عن التفكير في هذا '

هزت يلينا رأسها، وتخلصت من أفكارها التافهة ثم غيرت الموضوع .

" على أية حال، ما الذي أتى بك إلى قلعة الدوق ؟ هل ظهرت نتائج تحليل مسحوق الجوهرة ؟ "

" لا، ليس كذلك "  أجاب سيدريون و وضع زوجًا من الأساور على الطاولة. 

" لدي شيء لأعطيكِ إياه "

" ما هذا ؟ "

" سمعت أن كايوين سوف يذهب إلى الحدود الشمالية قريبًا "

أشرق الحجر الكريم الذي تم وضعه في السوار.

" يمكنكِ التواصل معه بالرغم من المسافة الطويلة باستخدام هذه الأساور "

****************************

الفصل : ٢٣٨


تركز اهتمام يلينا على الفور على الأساور .

" نتواصل في نفس الوقت ؟ "

" نعم، يمكنكِ فقط التحدث إليه كما لو كنت تجرين محادثة "

" و كيف يمكنني استخدامه ؟ "

" إذا وضعت يدك على جوهرة المانا … "

كانت تعليمات سيدريون بسيطة، حملت يلينا الأساور و نظرت إليها بهدوء .

كانت القطعة السحرية القادرة على الاتصال لمسافات طويلة تتطلب أجهزة اتصال كبيرة و ثقيلة، لذلك لم تكن سهلة في الحمل.

علاوة على ذلك، كانت القطع عادةً على شكل خرز زجاجي، لذا كانت عرضة للتشقق أو الكسر بسهولة.

لقد استنفدوا أيضًا مخزون المانا الخاص بهم بسرعة، لذلك لم يدوموا طويلاً .

لكن سوارًا مثل هذا أتاح ليلينا التواصل بسهولة مع زوجها أينما و متى أرادت، حتى عندما يكونا منفصلين .

" يمكنكِ استخدامه بقدر ما تريدين، و سوف يستمر في العمل حتى عودة كايوين "

" مالك البرج الأسود … "

لم تعتقد أبدًا أنه سيعطيها مثل هذه الهدية المثالية. 

اتخذت يلينا قرارها، و تغلبت العاطفة على صوتها.

" أنت مقبول "

" ماذا ؟ "

" أعطيكما مباركتي … أنتما الاثنان، في الواقع، أود أن يكون لدي فرد جديد في عائلتي "

" عن ماذا تتحدثين ؟ "

جمعت يلينا الأساور بمودة بدلاً من الرد .

لقد بذلت قصارى جهدها لعدم السماح لمشاعرها بالظهور، لكنها كانت تشعر بالقلق الشديد مع اقتراب موعد مغادرة كايوين.

وبفضل الأساور، شعرت بالارتياح.

" شكرًا لك يا مالك البرج الأسود."

تردد سيدريون لفترة وجيزة عندما شعر بصدقها ثم أجاب .

" حسنًا "

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

جاء موعد رحيل كايوين في لمح البصر.

سيتم التوديع في العاصمة، لذا وصل الزوجان الدوقيان إلى العاصمة بمساعدة سيدريون .

" و التالي كلمة من سمو الملك الذي يدعو لكم بالنصر "

شاهدت يلينا كايوين، وهو يمتطي حصانًا و يرتدي بدلة مدرعة، من بين الأشخاص الآخرين الذين خرجوا لإرسال قوات التعزيز .

كان هناك حوالي 100 فارس مسلح مصطفين خلف زوجها.

" …… "

شددت يلينا قبضتيها.

لم تستطع النوم وانتهى بها الأمر بالبقاء مستيقظة طوال الليل.

ومع ذلك، طوال الحفل بأكمله، لم تشعر بالنعاس على الإطلاق.

" وبهذا يختتم الحفل ! "

" رحلة آمنة ! "

" عليك العودة بأمان ! "

" أحبك ! أليكس ! "

" دعنا نتزوج عندما تعود ! عليك أن تصبح والد طفلي ! "

وسط الوداع الصاخب، تواصلت عيون كايوين و يلينا قبل أن تستدير التعزيزات .

نظر إليها كايوين بنظرات لطيفة خلف قناعه .

كان الأمر كما لو كان يخبر يلينا ألا تقلق، فسوف يعود سالمًا معافى .

بقيت يلينا حيث كانت لفترة طويلة بعد رحيل قوات التعزيز .

بالكاد أستطاعت استجماع شتات نفسها للمغادرة .

" … فلنذهب "  قالت لسيدريون الذي سيتنحى مؤقتًا عن عمله في البرج الأسود ليكون حارس يلينا الشخصي في غياب كايوين .

" يلينا ؟ "

في تلك اللحظة، جذب صوت مألوف انتباه يلينا ثم أدارت رأسها .

" آندي ؟ "

" ما الذي تفعلينه … آه، الدوق مايهارد هو قائد التعزيزات "

فرك أنديدن مؤخرة رأسه كما لو أنه طرح سؤالاً لا معنى له .

" لماذا أنت هنا ؟ "  سألت يلينا.

" لقد جئت لتوديع شخص ما، مثلك تمامًا "

" ومن يكون ؟ "

" صديقي "

نظر أنديدن إلى المكان الذي حدث فيه الوداع حتى فترة قصيرة مضت.

" إنه صديق يحتاج إلى تقديم مساهمات رائعة … أتمنى أن تسير الأمور على ما يرام "

" لديك أصدقاء ؟ "

" ماذا ؟ "

" هل لديك أصدقاء غيري ؟ "

" ألا ينبغي أن يكون لدي ؟ "

أعتقدت يلينا أنه لن يفعل ذلك، فلم يسبق لها أن رأته وهو يتواصل مع أشخاص آخرين قبل مغادرته المملكة .

" آه، لا بد أنه صديقًا تعرفت عليه خلال السنوات الخمس التي كنت فيها بعيدًا عن المملكة، أليس كذلك ؟ "

" … نعم، يا إلهي أنتِ مثل الشبح "

" عليك أن تقدمني إليه لاحقًا، أنا فضولية لمعرفة أي نوع من الأشخاص هو صديقك "

" سأفعل ذلك "

قطب أنديدن حاجبيه ثم أكمل .

" سأقوم بتقديمكما لبعض إذا عاد بسلام "

" بالطبع سيعود بسلام "

واصلت يلينا بصوت حازم ونظرت في عينيه بثقة.

" هل نسيت من يقود التعزيزات ؟ "

كانت تتحدث إلى أنديدن، ولكن في نفس الوقت كانت تتحدث إلى نفسها.

" سيعود الجميع دون أن يشعروا بوخزة في إصبعهم "

" …… "

" لذا يجب أن تفكر في كيفية تقديمي لصديقك مسبقًا "

" … حسنًا "

ضحك أنديدن و عبث بشعره، ثم سقطت غرته على وجهه وهو ما يناسب هالته الخالية من الهموم .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان