الفصل ٤ : ‏Do Your Best to Regret


موعد في الساعة ٢ ظهرًا يوم الأربعاء .


ألن يأتي اليوم أيضًا ؟

تنهدت أوليڤيا، فقد برد الشاي منذ فترة طويلة، وكانت الساعة الثالثة والنصف بالفعل .

فنجان من الشاي الساعة ٢ ظهرًا يوم الأربعاء في الحديقة الخارجية لقصر ولي العهد، على الرغم من أنه تم تعيينه كموعد رسمي قبل ثلاث سنوات، إلا أنها لم ترى وجه ليوبارد إلا بضع مرات فقط في السنة .

عندما لا يأتي، فكل ما عليه فعله هو إرسال باقة رائعة من الزهور أو المجوهرات بعد يوم أو يومين .

قبل بضعة أسابيع، تمت إضافة بطاقة أيضًا إلى الباقة .

- أنا آسف يا أميرة، لدي إجتماع مفاجئ .

- لقد كان لدي محادثة طويلة مع صديق لم أره منذ وقت طويل .

- إنه لأمر مؤسف أنني لم أتمكن من رؤيتك لأن رأسي يؤلمني .

هزت أوليڤيا كتفيها لكن خيبة الأمل لم تختفي، فقد كان هذا يحدث في كل مرة، أن تتطلع إلى موعدهما لوحدها وتشعر بخيبة أمل لوحدها أيضًا .

حدقت بها الخادمات من بعيد بحدة .

حتى لو تظاهرت بالهدوء و اعتنت بتعابيرها، لم تستطع تجنب نظراتهم الحادة كما لو كانوا ينظرون إلى فريسه .

خاصة نظرة الكونتيسة تشيس التي أصبحت قطعة الشطرنج الجديدة للإمبراطورة قبل شهرين .

في المرة الأخيرة، تعرضت لانتقادات من قبل الإمبراطورة لفشلي في السيطرة على ولي العهد .

أريد حقًا رؤية ليوبارد اليوم فقد أشتقت إليه، خطيبي الذي لديه ابتسامة رائعة جدًا، على الرغم من أنني أكرهه للحظات إلا أنني أشتاق إليه مرة أخرى .

حسنًا، مهما جعل ليوبارد أوليڤيا تنتظر فلن تكرهه أبدًا .

في التاسعة من عمرها، أحبت أوليڤيا ليوبارد منذ المرة الأولى التي رأته فيها .

" عليك أن تصبحي ولية العهد "

قال الدوق ذلك لأوليڤيا الصغيرة بنبرة حادة مثل السكين، في ذلك اليوم كان عيد ميلاد ليوبارد الحادي عشر .

" مهما كنت غبية، عليك أن تكوني قادرة على القيام بشيء واحد صحيح على الأقل "

ضاقت عيون الدوق، كانت عيونه تبدو و كأنها تقيس فائدتها مثل عيون والدتها وهي تنظر إلى اللحوم في السوق، سقط قلب أوليڤيا .

" يمكنني فعل هذا ! "

أجابت أوليڤيا بقوة، على الرغم من أنها لم تفهم كلام الدوق .

فقد كانت المرة الأولى التي تحدث إليها الدوق أولاً .

كان لديها توقعات كبيرة بأن والدها سيستمر في التحدث معها في المستقبل، إذا قامت بعمل جيد لكن هذا التوقع تحطم عندما دخلوا قاعة الولائم الفخمة .

" هل أنت الابنة غير الشرعية لعائلة مادلين ؟ "

أصبح عقلها فارغًا، كما أستمرت الكلمات القاسية من الأطفال .

" سمعت أن الدوقة ماتت بسببك ؟ "

" صحيح ! لقد قالت أمي ذلك أيضًا "

" لماذا أتيت إلى هنا إذا لم تكوني عدوة ؟ "

قررت ألا أتذكر كيف مرت تلك اللحظة لكن تم إنقاذ ذلك الموقف المؤلم بكلمات ليوبارد الذي كان جميلاً مثل الملاك .

" أوليڤيا إنه أسم جميل "

حتى الآن في سن العشرين كانت أوليڤيا تتذكر بوضوح إبتسامة ليوبارد البالغ من العمر أحد عشر عامًا .

ملاك حقيقي ظهر في مكان لم يساعدها فيه أحد، و منذ ذلك الحين أحبته أوليڤيا .

لقد كانت إحدى عشرة سنة طويلة، لذا حتى لو جعلها تنتظر هكذا، فقد تحملت أوليڤيا ذلك .

يومًا ما سيأتي ذلك اليوم … لأنني أعتقدت أنه إذا بذلت قصارى جهدي فسوف يعتني بي ليوبارد مرة أخرى .

كانت الذكريات القديمة الباهتة لا تزال جميلة، أبتسمت أوليڤيا و نهضت من مقعدها ثم جاءوا السيدات في الانتظار .

قالت الكونتيسة تشيس التي كانت في المقدمة .

" هل ستغادرين القصر بالفعل ؟ سمو الأميرة قامت بإستدعاءك لذا من الأفضل أن تذهبي إليها بسرعة "

قامت الأميرة بإستدعائي ؟ ما الذي ستطلبه هذه المرة ؟ سيكون من الرائع لو كان تنسيق الزهور مثل المرة السابقة .

بحجة معرفة ما إذا كانت أوليڤيا تتمتع بصفات ولية العهد كانت الأميرة دائمًا تعطي عملها بفخر إلى أوليڤيا، منجم الكريستال الأبيض الذي يقال أنه قد أصبح مهجورًا و قلادة المملكة التي دمرت قبل ذلك، و حتى أنها أصرت على أوليڤيا ذات مرة لتحضر لها تنين صغير تم تناقله في الأساطير فقط .

كنت قلقة من إصدارها لأمر سخيف آخر .

" …. شكرًا لإخباري سيدتي لكن هناك شيء علي فعله لذا سأذهب لقصر ولي العهد لبعض الوقت ثم سأذهب لمقابلة الأميرة بعد ذلك على الفور "

" إلى قصر ولي العهد ؟ أليس هذا مكانًا لا يستطيع أحد الذهاب إليه يا أميرة ؟ بغض النظر عن مدى رغبتك في رؤية سموه، عليك أن تحفظي ماء وجهك "

" سيدتي "

فوجئت الكونتيسة تشيس للحظات بالصوت المنخفض الذي قاطع كلماتها، لم تصدق الكونتيسة ذلك .

الشخص الذي أمامي هي بالتأكيد أوليڤيا مادلين الابنة القذرة غير الشرعية لعائلة مادلين، كان لديها الآن جو يربك الناس و عيون خضراء باردة مثل الصقيع .

تأوهت الكونتيسة بهدوء دون أن تدرك ذلك، لقد كانت للحظة فقط ثم مالت عيون أوليڤيا بلطف .

" شكرًا لإهتمامك "

" آه ، أوه لا بأس "

تلعثمت الكونتيسة بإحراج عند تحية أوليڤيا الخفيفة ثم استدارت أوليڤيا بابتسامة .

ولم تدرك الكونتيسة أن أوليڤيا كانت تسير في إتجاه قصر ولي العهد إلا بعد أن ابتعدت أوليڤيا بعيدًا .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

" لقد مر وقت طويل منذ أن رأيتك يا أميرة، كيف كانت أحوالك ؟ "

بمجرد دخول أوليڤيا قصر ولي العهد، خرج الفارس، لقد بدا متفاجئًا للحظة لكنه بعد ذلك استقبل أوليڤيا بمهارة .

لقد تفاجأ فقط لأنه حتى لو لم يحضر ليوبارد لكل تلك المواعيد، فإن أوليڤيا لم تأتي أبدًا .

" شكرًا لك تشامبرلين، أنا هنا لأرى سمو ولي العهد "

توضيح : تشامبرلين هنا معناها مساعد ولي العهد الشخصي .

بدلاً من القول أنه سيرشدها إلى موقع ليوبارد أو يخبره بأنها أتت، تردد مساعده للحظة .

" هل سمو ولي العهد خارج القصر ؟ "

" هذا …… "

تردد تشامبرلين و ظهرت أفكار سيئة في رأسي لكن في تلك اللحظة، سمعت صوت لطيف و جميل .

" أوه ، ألست أنت الأميرة مادلين ؟ "

استدارت أوليڤيا عندما سمعت صوت امرأة تناديها .

" …. أميرة ؟ "

ثم قفز قلبي على صوت ليوبارد .

كان ليوبارد الذي كانت تنتظره طويلاً ولم يحضر للموعد يسير من الجانب الخلفي لقصر ولي العهد مع فتاة شابة شقراء جميلة .

" …. أوليڤيا مادلين تحيي شمس الإمبراطورية الشاب ولي العهد "

حبست أوليڤيا أنفاسها للحظة ثم رفعت زوايا فمها و تظاهرت بأنه لم يحدث شيء، بدت زوايا فمها ترتجف لكن أوليڤيا حاولت التحدث بلطف .

" …. و آنسة إثيل أيضًا، لم أرك منذ وقت طويل "

ابنة الماركيز ماريا إثيل، إنها أصغر فرد جميل في عائلة إثيل …. و عشيقة ولي العهد التي استُبعدت من خطوبة ليوبارد بسبب الماركيز إثيل الأرستقراطي .

شعرت وكأن عيني تتحول إلى اللون الأبيض .

ضغطت أوليڤيا يديها بإحكام في الفستان .

بدا ليوبارد بخير تمامًا، شعرت كأنني حمقاء لقلقي من أن شيئًا ما قد حدث له حقًا .

رفع ليوبارد حاجبًا واحدًا، لقد كانت عادة تظهر كلما كان هناك شيء لا يرضيه .

" …. ما الذي تفعلينه هنا ؟ "

— الصورة التوضيحية : هنا

لقد كان صوتًا وكأنه لا يعرف شيئًا حقًا .

للحظة تذكرت أوليڤيا نفسها التي كانت متحمسة منذ الأمس، لمجرد أنها كانت ستقابل ليوبارد، وكان الأمر محزنًا بعض الشيء .

" …. جئت لأنني كنت أتساءل إذا حدث شيء ما لأن سموك لم تأتي لكن لم أكن أعرف أن لديك زائرًا "

لم تكن أوليڤيا متأكدة مما إذا كان بإمكانها أن تدعوا ماريا إثيل بالضيفة، لقد حاولت أوليڤيا أن تلين صوتها الذي أستمر في الإرتجاف .

فقد كان ليوبارد و ماريا قريبين جدًا و كأنهما يتباهيان بعلاقتهما الودية .

إنه رجل لا يعطي جانبه لأي شخص، كان ليوبارد هو الذي حافظ دائمًا على مسافة معينة مني لكن ماريا كانت قريبة جدًا منه .

بمجرد أن أدركت ذلك، شعرت بقلبي يسقط .

" ما الذي أتى بك إلى هنا دون إشعار ؟ "

عضت أوليڤيا شفتها، لقد قام بقتلها بالتأكيد .

في غضون ذلك، اقترب مساعده على عجل و همس له، عندها فقط عبر الفهم وجه ليوبارد، و سرعان ما اختفت النظرة المضطربة من عيونه .

" بالتفكير في الأمر، اليوم هو الأربعاء بالفعل "

هل قال " بالفعل " ؟

تظاهرت أوليڤيا بعدم الاهتمام و أجابت .

" نعم، إنه الأربعاء بالفعل "

كان يوم من أيام الأسبوع الذي تنتظره أوليڤيا أكثر من غيره هو يوم الأربعاء .

لقد انتظرت يوم الأربعاء المقبل من وقت مغادرتها القصر بموعد لم يحضره، و انتظرت الأربعاء عندما استدعتها الإمبراطورة و الأميرة و عندما دخلت القصر للتعامل مع شؤون قصر ولية العهد، وعندما ضغطت على قلبها وذهبت لترى وجهه .

أعتقدت أن أسوأ الافتراضات هو أن ليوبارد الذي نادرًا ما يظهر على الرغم من وعده، قد لا يكون سعيدًا بقدومي إذا أتيت في يوم آخر …. لكن أن ينسى أنه كان يوم الموعد و ينظر إلي بوجه مضطرب كان أسوأ شيء فكرت فيه على الإطلاق .

و بينما كان عقلها مضطربًا، سار ليوبارد نحو أوليڤيا .

" لقد نسيت اليوم لأنني مشغولاً جدًا مؤخرًا، أوليڤيا هل انتظرت طويلاً ؟ "

" ليس لفترة طويلة "

" أُووبس، يبدو أن خطيبتي غاضبة "

ليوبارد الذي تحدث بهدوء وكأنه يشعر بالأسف تجاهها، مد يده و أبتسم إبتسامة لطيفة .

" أريد أن أعوض عن هذا من خلال موعد آخر، ماذا عن يوم الاثنين المقبل ؟ "

" أوليڤيا إنه أسم جميل "

هل لأن الشمس مشرقة ؟ أم بسبب الصوت الودود ؟ على الرغم من أنني كنت غاضبة و منزعجة بشكل واضح، إلا أنني تذكرت في تلك اللحظة الذكريات القديمة .

صرخ قلبي الحزين لأرفضه لكن ذلك الصوت الرقيق لم يفلت من قلبي .

كانت معركة خاسرة على أي حال، فأوليڤيا مادلين تحب ليوبارد فرانز، و ليوبارد فرانز يعرف ذلك جيدًا .

" …. سأكون سعيدة بهذا "

وضعت أوليڤيا يدها فوق يد ليوبارد، أبتسم ليوبارد بشكل مشرق و قبل ظهر يدها .

ألتقت العيون الزرقاء البراقة بعيون أوليڤيا .

لم تستطع أوليڤيا مساعدة نفسها على الرغم من النظرة المتغطرسة في عينيه، كما لو كان يعلم أنها ستوافق على ذلك .

كان قلبها يؤلمها لكن أوليڤيا كانت تواسي نفسها بأن الأمور ستكون على مايرام قريبًا و أن صاحب السمو يحاول بجد، لذا ستتحسن الأمور قريبًا .

شعرت بنظرة ماريا تحدق بها من بعيد بنظرات حادة لكن أوليڤيا تجاهلت ذلك و ابتسمت بشكل مشرق .

*
*

" سأجهز العربة على الفور "

قال تشامبرلين ذلك وهو يتجنب نظرة أوليڤيا، كانت مهمته هو القيام بتوديعها .

ابتسمت أوليڤيا بخفة، لماذا يتصرف وكأنه فعل شيئًا خاطئًا ؟

في الواقع، لقد عاد ليوبارد إلى القصر مع ماريا إثيل .

" لا بأس، لقد قامت صاحبة السمو باستدعائي منذ فترة و الشمس جميلة لذلك سأمشي "

" أليس هذا بعيدًا قليلاً عن القصر الأخضر ؟ "

" القصر الأخضر ؟ "

" نعم، لقد قالت أنها تريد إقامة حفل شاي خاص اليوم في القصر الأخضر "

تردد تشامبرلين في كلامه، كان حفل الشاي يقام عادة في قصر الأميرة، انطلاقًا من حقيقة أنها لم تقل شيئًا، يبدوأن الأميرة مصممة بشدة على لعب الحيل معي اليوم .

" شكرًا لإخباري، سوف أمشي على أي حال "

مشت أوليڤيا، كانت حدائق القصر جميلة وكان ضوء الشمس دافئًا .

حبست أوليڤيا أنفاسها بهدوء ثم زفرتها، كان هذا غريبًا … بالعادة إذا حبست أنفاسها و زفرتها فستكون على مايرام .

لم أستطع التغلب على إحباطي منذ الصباح، و بينما كنت أمشي كنت قد وصلت بالفعل إلى القصر الأخضر .

رأيت آنسات يستمتعن بحفل الشاي من بعيد، و الأميرة رينا الجالسة في المنتصف كانت تبتسم بشكل جميل كما لو كانت في مزاج جيد .

نظرت الأميرة حولها و رأت أوليڤيا، لابد أن الآنسات الشابات قد شعرن بوجودها أيضًا، لذلك توقفن عن الضحك وسرعان ما كانت هناك نظرات غير لطيفة .

" أحيي سمو الأميرة "

" …. لقد أتيتِ في وقت أقرب مما كنت أعتقد، يبدو أن لقاء أخي الأكبر لم يكن ممتعًا للغاية، أليس كذلك ؟ "

كانت الكلمات التي أُلقيت بنبرة مازحة قاسية .

" هذا مستحيل، لقد سمع ولي العهد أن سموك قد استدعيتني لذا طلب مني المغادرة "

كان الجميع يعلم أن هذه قصة مختلقة لكن لم يعترض عليها أحد .

ابتسمت الأميرة أيضًا و حدقت في جانب واحد من الطاولة، كان هناك مقعد شاغر بجانب الماركيزة ريڤورن .

لقد كان ترتيب المقاعد هو الذي أظهر النوايا الواضحة، رمشت الأميرة ببراءة كما لو أنها لا تعرف أي شيء .

" حان الوقت لكي يظهر شخص جديد في حفلة الشاي الخاصة بي، بالمناسبة هل تحسنت صحة الأميرة الصغيرة ؟ "

" … أنا آسفة، كما تعلمين إنها ضعيفة للغاية "

" أُووبس، هذا مؤسف "

تنهدت الأميرة بوجه لا يشعر بالأسف .

في الآونة الأخيرة، إزداد ذكر الأميرة لإيسيلا .

لابد أن الأميرة كانت تعلم جيدًا أن إيسيلا لن تأتي إلى هنا لأن الدوق كان يقدم أعذارًا مختلفة و يؤخر ظهورإيسيلا في العالم الاجتماعي .

فما الذي تقصده بفعل كل هذا ؟

" سيكون من الرائع لو كانت الأميرة معنا في حفلة الشاي هذه "

" آه ، صاحبة السمو، أليست هناك أميرة تقف أمامك مباشرة ؟ "

" آه ! "

وسعت الأميرة عينيها وكأنها متفاجئة، لمعت عيون جميلة مثل البحر بخبث أسود ثم ضحكت الأميرة وكأنها محرجة .

" لم أقصد ذلك يا أميرة، لقد برد الشاي بالفعل لكن هل ترغبين في الانضمام إلينا ؟ "

" أوه ، هذا أمر مؤسف ولكن يبدو من الصعب على الأميرة أن تنضم إلينا، موضوع اليوم هو يوم الربيع …. "

كانت الماركيزة ريڤورن مشغولة بفحص أوليڤيا، و أضافت آنسات أخريات من الجانب .

" هذا صحيح، هذا الفستان الرمادي الداكن …. "

" بالتفكير في الأمر، يبدو أن سموها تكره الأشياء البراقة، لم أرها أبدًا ترتدي أي شيء مبهرج "

" المعذرة يا مارجريت، قد لا تبدو جيدة في الألوان الزاهية "

كانوا جميعهم متفقين كما لو أنهم تدربوا على ذلك .

قامت الآنسات اللاتي كن يتحدثن لفترة من الوقت، بفحص أوليڤيا بدقة .

ابتلعت أوليڤيا ابتسامة مريرة من الآنسات اللواتي توقعن أن تشعر بالألم و الإهانة .

بالمقارنة مع نظرات الأشخاص في الحفلات، كان هذا الموقف مثل الحلوى، يمكنني ابتلاع إهانة الوقوف بمفردي .

" يا إلهي "

في تلك اللحظة، تحول أعين الجميع إلى جانب واحد، كانوا النبلاء يخرجون كما لو أن الاجتماع قد انتهى .

فتحت أوليڤيا فمها دون أن تدرك ذلك بعد أن رأت والدها أمام الحشد الذي يقترب .

" آه …. "

في اللحظة التي التقت فيها أعينهما، ابتعد والدها بشكل طبيعي عن أوليڤيا و نظر النبلاء الآخرون إلى أوليڤيا وهي تقف بمفردها .

كما يمكن لأي شخص أن يرى ذلك، ولم يتدخل أي أرستقراطي في ذلك الموقف الغريب .

عندما مر النبلاء، ضحكوا الآنسات مرة أخرى و همسوا بالرغم من أنهم كانوا يعلمون أنها تستطيع سماعهم .

" يبدو أن الدوق مشغول حقًا، يا أميرة "

قالت الأميرة بصوت ممزوج بالسخرية .

توقعت أنني قد نهضت لكن دون أن أدرك تلاشت توقعاتي العالية مثل الفقاعة .

كنت على ما يرام حتى لحظة مضت لكنني أصبحت بائسة كما لو كنت مغطاة بالقذارة .

تنهدت أوليڤيا مرة أخرى، حاولت أن تمرر الأمر قائلة لنفسها بأنها مريضة فقط مثل الزكام و بأنها ستصبح على مايرام سريعًا لأن قلبها لم يكن على مايرام .

كان يوما غير عادي حقًا .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان