" ماذا فعلتِ بحق خالق الجحيم ؟ "
كان هذا اليوم الأخير من مأدبة النصر .
تلقت أوليڤيا كلمات حادة من والدها .
تابع الدوق مادلين ببرود كما لو أنه سيجمد كل شيء .
" بماذا همستِ ليقترح عليك الدوق الأكبر ڤيكاندر ؟ فالجميع يعلم أنك خطيبة ولي العهد "
انعكس الازدراء في عيون الجَمَشْت التي نظرت إلى أوليڤيا .
توضيح : الجمشت هو حجر كريم بنفسجي وهو يشمل عدة أنواع من الكوارتز البنفسجي الذي غالباً مايستخدم في صناعة المجوهرات .
" ألا يمكنكِ عدم إحداث ضوضاء حتى تصبحي ولية للعهد لمرة واحدة فقط ؟ "
تمامًا كما كان دائمًا .
في ذلك الوقت، انفجرت أوليڤيا التي كانت تستمع بصمت للنقد الحاد كالمعتاد، في الضحك .
رفع الدوق حاجبيه مستاءًا لكن أوليڤيا لم تستطع التوقف عن الضحك .
يا إلهي، كيف يمكنك وضع حد نهائي لمشاعري العالقة هكذا ؟
الدوق لن يعرف أبداً … كيف شعرت عندما تبعت الدوق في قاعة المأدبة ؟
في هذه اللحظة، تحطمت آمالي بشكل بائس .
" ألا يمكنكِ الإجابة على الفور ؟ "
" هل ستصدقني إذا أخبرتك الآن ؟ "
" ماذا ؟ "
حدقت نظرة شرسة في أوليڤيا .
لطالما تحملت تلك النظرة و فكرت أنه ذات يوم ستنظر إلي تلك العيون بلطف، و سوف يعترفون أنني أيضًا ابنة أبي، ولم أشك في ذلك أبدًا .
كان هناك وقت كنت سعيدة فيه لمجرد رؤية شعر الدوق الفضي الذي كان بنفس لون شعري، و لمشاركة خصائص دوق مادلين لكن ليس بعد الآن، لقد أنتهت جهودي هنا .
ابتسمت أوليڤيا بصرامة .
" ثم سأخبرك، لم أهمس أبدًا لسمو الأرشيدوق ليطلب يدي للزواج لكن بغض النظر عن عدد السنوات التي تحملتها فسمو ولي العهد يتجاهلني أنا خطيبته و يظل ودودًا مع الآنسة إثيل "
" فمكِ هذا، اطبقيه "
" الشخص الذي أرسلني إلى القصر بدلاً من إيسيلا لأصبح خطيبة ولي العهد هو أنت أيها الدوق "
" اخرسي ! "
هز زئير شرس الليل و سمعت صوت الطيور وهي تطير بعيدًا .
حدق الدوق مادلين في أوليڤيا كما لو أنه فقد أعصابه أخيراً .
أصبحت العيون الأرجوانية باللون الأحمر كما لو كانت الأوردة الدموية قد انفجرت .
" هذا بسببك … أنتِ … أنتِ السبب، لو لم تأتي لمنزلي لما حدث شيء، لقد جعلتني غير سعيد، هذا كله بسببك، كل شيء بسببك أنتِ "
كان كل مقطع لفظي مليء بالغضب .
أطلق الدوق نفساً ثقيلاً .
كانت هناك أوقات شككت فيها بنفسي عما إذا كان هذا خطأي حقًا أم لا لأن الكراهية كانت شديدة للغاية .
" الآن و سابقًا "
" …… "
" لم أفعل أي شيء حقًا "
" …… "
" أنا لم أجعل الدوق غير سعيد "
" أوليڤيا مادلين ! كيف تجرؤين ! "
لم تعد أوليڤيا تخفض رأسها على الرغم من غضب الدوق .
كان هذا غريباً، لم تعد تشعر بالخوف من الدوق .
بدا الأمر وكأن الوقت قد حان لإنهاء كل شيء .
" …. قلت أنك تريد محوي، أليس كذلك ؟ "
" لو كان بإمكاني فعل ذلك لكنت قد محوتك من حياتي "
على الرغم من أنها كانت ذكرى من أيام قليلة، إلا أن صوت الدوق الذي كان يتحدث كما لو كان يبصقها كان واضحًا جداً .
الكلمات التي آلمتني و جعلت قلبي يشعر وكأنه على وشك الإنهيار أصبح مخدرًا في غضون أيام قليلة .
" الأمر نفسه ينطبق علي، فأنا أيضًا لم أعد أريد أن أكون مرتبطة بمادلين "
مادلين … كانت القلعة التي كنت أتوق إليها و الأسرة التي تمسكت بها بكل قوتي، الأسرة التي أحببتها بلا مقابل طوال حياتي و الأشخاص الذين أحببتهم لكنهم لم ينظروا إلى الخلف أبدًا .
ابتسمت أوليڤيا بخفة على كل ذلك الحب غير المتبادل .
" مادلين و كل شيء … سأقوم بمحوها "
ببطء … انهارت العلاقة التي كنت أتمسك بها وحدي .
" أوليڤيا !! "
جنبًا إلى جنب مع صراخ الدوق، وميض من الحياة جاء إلى جسدها كله .
أبقت أوليڤيا جسدها منتصبًا على الرغم من الأجواء الشرسة التي جعلت تنفسها صعباً .
كان هذا آخر شيء أرادته أوليڤيا .
" توقف، هذا يكفي "
في تلك اللحظة، سمع صوت الخطوات .
" أي تهديد آخر لآنستي الثمينة، فستحول جميع أفراد ڤيكاندر إلى أعداء لك يا دوق "
أحاط الصوت الأنيق بأوليڤيا بحرارة .
صر الدوق على أسنانه و تمتم بتواضع .
" … سمو …. الأرشيدوق ڤيكاندر "
نظرت أوليڤيا إلى الوراء .
شعر أسود مثل ريش الغراب في الهاوية و عيون حمراء مثل الياقوت اللامع .
رجل وسيم رائع مليء بشكل لا يصدق بألقاب قبيحة مثل قاتل دموي و شيطان .
أبتسم وجهه الذي كان خالي من التعبيرات، بلطف في اللحظة التي واجه فيها أوليڤيا .
كان شيئًا غريبًا .
لا عائلة ولا خطيب ولم يحاول أحد من قبل أن ينظر إلى أوليڤيا بهذه الطريقة .
" بما أنكِ انتهيتي هنا، فأريدك الآن أن تمنحيني فرصة لمرافقتك إلى المنزل يا آنستي "
إنه لطيف جداً، كانت هذه النظرات التي رغبت أوليڤيا أن تتلقاها كثيرًا .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
في الصباح الباكر في منزل مادلين، سمع صوت على الدرج .
كان صوت إعلان رحيل الدوق مادلين إلى العمل .
" صباح الخير "
تماماً مثل أي صباح آخر، استقبلته أوليڤيا بعد أن أنهى حديثه مع مساعده .
عبس الدوق، كان هذا هو التعبير الذي رأيته طوال الأربعة عشر عامًا منذ أن كنت في السادسة من عمري لكنني لم أعتد أبدًا على ألم ضربات قلبي .
العيون التي هي أسوأ من النظر إلى الآخرين .
ابتسمت أوليڤيا التي تظاهرت بأنها لا ترى .
كالعادة في الصباح كان هناك عصير خضار .
" لقد صنعته بالخضروات المفيدة للأوعية الدموية "
تحرك الدوق مرة أخرى قبل أن تتمكن من إنهاء كلماتها .
أحنى المساعد الذي يتبع الدوق، اللورد هُكسلي، رأسه بوجه أكثر إحراجًا ثم تبع الدوق .
تمتمت أوليڤيا بالكلمات التي لم تستطع قولها وهي تنظر إلى ظهره البارد .
وداعاً أبي .
لم تنجح اليوم أيضاً بتسليم عصير الخضار الذي كانت تصنعه لسنوات و تقوم بتحيته و تناديه بأبي لكنه كان شيئًا قد ينجح يومًا ما .
كان هذا هو التوقع الذي حرك أوليڤيا لمدة 14 عامًا .
لأن والدتي قالت ذلك : إذا بذلت قصارى جهدك، فستتحقق هذه الأمنية يومًا ما .
رفعت أوليڤيا التي كافحت، رأسها و لفت انتباهها الصورة الضخمة المعلقة في منتصف الردهة في الطابق الأول .
يجلس الأب على الكرسي و الأول كونراد و الثاني جايد يقفان بثبات على اليمين، و الصغرى إيسيلا تقف على اليسار و تبتسم بشكل مشرق .
ابتسمت أوليڤيا وهي تنظر إلى نفسها واقفة في حرج بجانب إيسيلا .
ربما لا يكون السبب في أنني أبدو غريبة بشكل خاص في تلك الصورة بسبب المسافة التي بيننا فقط، الشعر الفضي الذي يبدو وكأنه مصنوع من بطانة فضية و العيون الأرجوانية المتلألئة .
على عكس خصائص مادلين طويلة الأمد، كانت عيني خضراء .
يقول الأشخاص في الدوائر الاجتماعية أنه لون أخضر مشين يشبه لون عيون الراقصة المتجولة لكن أوليڤيا كانت تحب عينيها .
كان هذا هو الأثر الوحيد الذي ورثته عن والدتها لكنها كانت حزينة بعض الشيء .
إذا كان لدي عيون أرجوانية مثل إيسيلا، فهل سيكون موقف عائلتي تجاهي مختلفًا قليلاً ؟
مر الحسد على عيون أوليڤيا الخضراء وهي تنظر إلى إيسيلا في الصورة لكن سرعان ما هزت أوليڤيا رأسها .
إيسيلا التي بدت تمامًا مثل الدوقة السابقة التي كانت تُدعى بزهرة المجتمع، كانت تتألق أكثر فأكثر كل يوم .
كان من المستحيل أن تصبح مثل إيسيلا حتى لو كان لديها نفس عينيها .
و قبل كل شيء، إيسيلا ….
" أختي هل أستيقظت بالفعل ؟ ماذا عن والدي ؟ "
كانت لطيفة و جميلة .
فركت إيسيلا التي كانت لا تزال تبلغ من العمر 17 عامًا، عينيها الناعستين و نزلت من الدرج .
تحدثت أوليڤيا ببرود عمدًا " …. ذهب إلى العمل "
" لقد نزلت حالما أستيقظت و ها أنا متأخرة اليوم أيضًا لكن بالمناسبة أختي "
نظرت إيسيلا إلى المدخل بأسف و أقتربت من أوليڤيا .
" سمعت أنه كان هناك تنسيق زهور فريدة و جميلة للغاية في حفل شاي صاحبة السمو هذه المرة، هل سمعت ذلك ؟ سمعت أن هذا التصميم تم تقديمه لأول مرة ولكن بعد أن سمعت عنه شعرت وكأنني رأيته في مكان ما "
أنخفض صوت إيسيلا .
غالبًا ما كانت الأميرة تجعل أوليڤيا تعمل، و كانت إحدى المهام الموكلة إليها هذه المرة هي تنسيق زهور جديدة .
أصبح التنسيق التي صنعتها أوليڤيا بعد التفكير فيها لعدة أيام شائعة كما هو الحال دائمًا باسم الأميرة .
قيل أنها كانت شائعة لكن يبدو أن القصة وصلت حتى لإيسيلا التي لم تحضر حفل الشاي أبدًا .
" ذلك الذي رأيته في غرفتك يا أختي "
" حصلت على البعض من صاحبة السمو قبل حفلة الشاي، إذا كنت ترغبين في ذلك فسأرسل بعض منهم إلى غرفتك "
قالت أوليڤيا بجفاف .
كأن الإجابة كانت مختلفة عما توقعت إيسيلا لذا أحمر وجهها لكن أوليڤيا تظاهرت بأنها لا تعرف .
" شكرًا لك … آه ، و أيضًا صديقتي ڤيرونيا ستقيم حفلة شاي اليوم لذا هل يمكنك القدوم معي ؟ إنها تتفاخر كثيراً بابنة عمها "
نظرت إليّ إيسيلا بنظرة ترقب كبير على وجهها .
بالنظر إلى العيون المتلألئة و الوجه المتورد، لم تظهر الكلمات التي كنت سأرفضها بها بلا رحمة .
" آه ، أنا …… "
" إيسيلا "
أرتفع صوت لطيف و غطى على صوت أوليڤيا .
نظرت إيسيلا إلى أعلى الدرج بعيون متلألئة، كان كونراد .
" أخي ! "
ركضت إيسيلا إلى كونراد و عانقته ثم واجه كونراد الذي عانق إيسيلا برفق و وضعها أرضًا، أوليڤيا بعيون باردة .
كانت أوليڤيا تعلم أكثر من أي شخص آخر أن تلك العيون كانت بمثابة تحذير .
تحذير بعدم البقاء مع إيسيلا .
سأل كونراد بلطف " عن ماذا كنت تتحدثين ؟ "
" آه ، كنت أطلب من أختي أن تأتي معي إلى حفلة شاي ڤيرونيا "
" حقًا ؟ لكن أوليڤيا إنه الأربعاء اليوم، ألم تغادري بعد ؟ "
" آه صحيح ! هل كان اليوم ؟ سمو ولي العهد في انتظارك ! "
قام كونراد بتغيير الموضوع بشكل طبيعي و أومأت إيسيلا برأسها أيضًا لأنها لم تعد تستطيع التوسل إليها بعد الآن .
" صحيح، شكرًا لك أخي "
تغير وجه كونراد قليلاً لكن أوليڤيا تظاهرت بأنها لا تعرف ذلك .
أحبت أوليڤيا أن تناديه بـ ' أخي الأكبر ' تمامًا مثل العائلة .
" إذًا أختي سأخذك معي بالتأكيد في المرة القادمة، ففي المرة القادمة سأتأكد من سؤالك مبكرًا ! "
نظرت إيسيلا إلى أوليڤيا بأسف و قالت ذلك .
تجنبت أوليڤيا نظرتها، فبغض النظر عن الوقت الذي تخبرها به مبكرًا في المرة القادمة فلن تتمكن من الذهاب مع إيسيلا .
" وااه ~ أنتِ لا تطلبين مني حتى أن أذهب معك يا إيسيلا ؟ "
" تشه، ماذا سأفعل إذا ذهبت معك يا أخي ؟ فالجميع سينظرون إليك فقط "
" هاهاها " ضحك كونراد بخفة .
استدارت إيسيلا التي كانت تصعد على الدرج و كأنها تعاني من ألم في القلب إلى أوليڤيا كما لو أنها تذكرت ذلك للتو .
" صحيح أختي ! أنت لم تنسي عشاء الليلة صحيح ؟ فلتعودي بسلام "
إيسيلا التي لوحت لها بقوة صعدت على الدرج مرة أخرى ثم تحدث كونراد الذي كان سيتبع إيسيلا .
" …. كوني وفية لواجبك ولا تفكري حتى في الاقتراب من إيسيلا "
صوت حاد طعن أوليڤيا .
حبست أوليڤيا التي نظرت إليهما من الخلف وهما يبتعدان وكأن شيئًا لم يحدث، أنفاسها و زفرت ببطء، لقد كانت هذه طريقتها الخاصة للتخلص من انزعاجها منذ أن جاءت أوليڤيا البالغة من العمر ست سنوات إلى قصر مادلين لأول مرة .
بالعادة كانت تنجح هذه الطريقة لكن هذه المرة بالرغم من أنها وصلت إلى غرفتها، إلا أن الانزعاج الذي تراكم لديها اليوم لم يختفي بسرعة .
فتحت أوليڤيا الدرج و أخرجت المذكرة التي كانت تكتب فيها حاليًا من بين المذكرات الخمس المكدسة و فتحتها ضاحكة .
" أوه، لم يعد هناك صفحات فارغة "
حان الوقت لشراء مذكرة جديدة في طريقي إلى المنزل .
لفت انتباهها مذكرتها الأولى ثم فتحت أوليڤيا مذكرتها .
- اليوم ناديت إيسيلا بطريقة غير رسمية لكن قيل لي أنه ليس موقفًا أرستقراطيًا على الإطلاق، لذلك كان علي تعديل ذلك .
من الآن فصاعدًا، لا تفعلي ذلك أبدًا .
- آداب تناول الطعام لم تكن أنيقة، قال والدي أنني أفسدت شهيته .
يجب ألا تفعلي ذلك أبدًا، دعينا نستمر في التفكير أوليڤيا، لا ترتكبي الأخطاء و استمري في بذل قصارى جهدك .
كان الحبر ملطخًا قليلاً من الدموع في ذلك الوقت .
ومع ذلك، بفضل هذه اليوميات تمكنت من التحسن، لقد قمت دائمًا بتدوين النقاط المشار إليها و حاولت عدم القيام بذلك مرة أخرى، لذلك لم تكن هذه العلامات مشكلة كبيرة .
توقفت يد أوليڤيا بينما كانت تقرأ مذكراتها .
— رابط الصورة : هـنـا
- ربما حقيقة أنني جئت إلى هنا هو أول شيء كتبته بعد أن قلقت كثيرًا ….
عضت أوليڤيا اللحم داخل فمها من الجملة غير المكتملة .
تذكرتُ الوقت الذي تغيرت فيه حياتي عندما كنت في السادسة من عمري .
بدأ كل شيء بوفاة والدتي ….
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
في شوارع المتشردين و الفقر ولدت أوليڤيا و عاشت هناك مع والدتها الجميلة .
كان يظهر فأر بحجم ساعدي من وقت لآخر، وحتى رغيف الخبز وحده يجعلني ممتنة لكن أوليڤيا كانت سعيدة .
غناء والدتي و رقصها جعل الوضع برمته ساحرًا .
لكن خرجت السعادة من الباب عندما كانت أوليڤيا في السادسة .
انهارت أمي التي كانت ذاهبة إلى العمل ولم يفدها أي دواء و أستمرت والدتي في الذبول .
وفي يوم ما، أمسكت الأم التي كانت تحدق في أوليڤيا بيد أوليڤيا .
هذه اليد لم تكن لأمي .
اليد التي كانت تمسكها بالعادة بقوة لطيفة كانت ضعيفة كما لو أنها ستنهار حتى في يد أوليڤيا .
بعد أن تحملت الأمر لعدة أيام، لم تعد قادرة على تحمل ذلك بعد الآن لذلك بكت أوليڤيا بقوة .
" ليڤ يا طفلتي لماذا تبكين، هاه ؟ "
كان صوتها المهدئ متقطع، لم يكن هناك حتى أثر لوالدتها التي كانت تغني بصوت حلو مثل صوت الكناري .
على الرغم من أنني كنت صغيرة لكن كان لدي نوع من الحدس، أعني ذلك الحدس بأنني لن أرى أمي مرة أخرى ويبدو أن هذا كان الحال مع والدتي أيضًا .
" ليڤ عليك أن تستمعي لي الآن يا طفلتي "
سرعان ما توقفت أوليڤيا عن البكاء و جلست بجانب والدتها على صوتها فقد كانت تتحدث بثبات لأول مرة منذ فترة .
" حسنًا "
" والدك سيأتي قريبًا "
" …. لكن والدي مات "
" كانت هذه كذبة، آسفة يا طفلتي "
" …… "
" آسفة يا ليڤ "
" لاا "
هزت أوليڤيا رأسها .
لم أفهم كل شيء كانت والدتي تقوله بذهني الصغير لكن لم يكن عليها أن تشعر بالأسف على الإطلاق، لأنني كنت سعيدة جداً بالعيش مع والدتي فقط .
" طفلتي، سيكون هناك إخوة أيضًا، قد لا يكونون على دراية بك لكن لا بأس فأنتِ تعلمين هذا صحيح ؟ "
كانت والدتي تتنفس بصعوبة قبل أن تتحدث ببطء .
" … إذا بذلت قصارى جهدك …. "
ثم أجابتها أوليڤيا بسرعة .
" فسيتحقق كل شيء "
اتسعت عيون والدتها كما لو كانت قد أجابت بشكل صحيح، و كانت تلك ضحكتها الأخيرة .
بعد أيام قليلة في الصباح، لم تعد والدتي تتحرك، و بعد العودة من جنازة بسيطة وقفت أمام المنزل عربة لا تتناسب مع الشارع على الإطلاق .
نظر الرجل الذي كان يقف بجانب العربة إلى أوليڤيا و أهتز كتف أوليڤيا من النظرة الباردة .
" بالنظر إلى لون شعرها، يبدو أنها على حق "
نقر الرجل على لسانه ومد يده نحو أوليڤيا .
في يد الرجل كان هناك خلخال من الخيط مماثل للذي تركته والدتها كتذكار .
" لقد تلقيت الأوامر لذا تعالي معي "
****************************
ملاحظة مهمة : راح نحط رابط للصور التوضيحية و كل فصل فيه صورة واحدة فقط .