" وفقًا للطبيب هناك بعض التحسن "
" …. هذا مريح "
" أنت "
" نعم ؟ "
" اجعل حضورك معروفًا عندما تتجول في المكان، أعلم أنك تدربت على إخفاء وجودك لكن في بعض الأحيان أشعر أنك لست إنسانًا، وهذا أمر مخيف "
" …. سأكون حذرًا من الآن فصاعدًا "
مشى أوڤيل أمام مايكل و أبتسم أوڤيل مارك الابن الأكبر للكونت مارك، إبتسامة ملتوية .
' سأضطر للتخلص منه بشكل منفصل في وقت لاحق، أعلم أنه مخلص تمامًا لريبيكا لكنه مزعج، على أي حال أنا الوحيد الذي يجب أن أكون بجانب ريبيكا …. '
ثم سرعان ما أحمر وجهه بشكل تدريجي .
' التفكير بأن ريبيكا وقعت في يدي '
لمعت عيون أوڤيل .
' هذه بلا شك السماوات تدعم ما يريده قلبي '
منذ أن كان طفلاً لم يكن هناك شيء لم يستطع أوڤيل الحصول عليه باعتباره الابن الأكبر لكونت قوي .
ولكن كان هناك شيء واحد، امرأة واحدة، لم تنحني لإرادته .
" أحبك يا آنسة ريبيكا، من فضلك اسمحي لي بمواعدتك "
" لا "
" عذرًا ؟ "
" قلت لا، آمل ألا نرى بعضنا البعض مرة أخرى "
في البداية، أثارت المرأة المتغطرسة التي تجرأت على رفضه فضوله .
بعد ذلك، أصبح هذا الفضول ارتباطًا طويل الأمد و الذي تحول أخيرًا إلى هوس .
' لقد خطبت امرأة أخرى لنسيان ريبيكا، لكن …. '
كان هذا بلا فائدة، لم تترك ريبيكا عقله أبدًا بغض النظر عما فعله مع خطيبته .
في النهاية، أنهى الخطوبة من جانب واحد .
ما شجع قراره هو خبر حادث إنكان ماريزون الأخ الأصغر لريبيكا .
' تقع النساء بسهولة إذا تواصلت معهن عندما يمرن بوقت عصيب، لقد كنت أبحث عن فرصة منذ أن سمعت الأخبار …. '
تذكر أوڤيل عندما جاء مايكل لأول مرة إلى هذا المكان، منذ أكثر من شهر بقليل .
' من كان يعلم أن ريبيكا ستأتي راكضة إلي بهذه السهولة '
كان مايكل قد طرق باب قلعة الكونت وهو يحمل ريبيكا عند الغسق .
في البداية، أعتقد أوڤيل أن مايكل قد أحضر جثة معه إلى أراضيه لذلك حاول طرده على الفور لكن بعد اكتشاف أن ريبيكا كانت لا تزال تتنفس تغير موقفه .
أعار لهما غرفة و استدعى الطبيب .
وبالطبع حرص على إلتزام الخدم بالصمت، فقد كان يعلم أن الأشخاص بالعاصمة يبحثون عن ريبيكا .
' كل شيء يسير بشكل جيد '
تباطأت خطوات أوڤيل مارك .
' لقد قدمت معروفًا لشخص مطلوب ليس لديه مكان يذهب إليه، الآن هي بالتأكيد لن تكون قادرة على رفضي '
كل ما تبقى هو أن تستعيد ريبيكا وعيها، رغم أنه لم يتضح متى سيحدث ذلك .
وصل أوڤيل إلى مكتبه و أمضى بعض الوقت هناك .
ولم يمضي وقت طويل قبل أن يأتي طبيب ريبيكا فجأة ليجد أوڤيل وهو يلهث لالتقاط أنفاسه .
" سـ … سيدي الشاب ! "
بعد لحظات قليلة، غادر أوڤيل مكتبه بابتسامة مشرقة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
كانت يلينا تُعامل مرة أخرى كما لو كان جسدها مصنوعًا من الزجاج بعد أن استيقظت من غيبوبتها، ولكن ليس لفترة طويلة .
كان هذا لأنها أظهرت علامات على أنها كانت بصحة جيدة … لا ، بصحة أفضل من ذي قبل .
' لا أعرف ماذا يعني التعب أو الإرهاق هذه الأيام '
كانت مليئة بالطاقة كل يوم وكأنها تتناول مكملات صحية .
شعر دوكر الذي كان يقوم بفحص جسدها بالحيرة لأنه لم يستطع معرفة سبب تمتع جسدها بصحة جيدة .
ومع ذلك، كان خبر سار أن جسدها في حالة جيدة و مليء بالحيوية .
وضعت يلينا ذراعيها على درابزين الشرفة و نظرت إلى الخارج .
" هممم ~ "
همهمت بشكل عفوي، خلال الأيام القليلة الماضية، كانت تعيش برضا شديد .
' هذا عظيم '
هذا الصباح أمسكت بزوجها الذي كان على وشك الذهاب إلى مكتبه لإنجاز عمله و قبلته بحماس شديد .
لقد قبلوا عدة مرات بالفعل لكن في كل مرة شعروا و كأنها أول مرة، جديدة و مثيرة، كان جسدها كله منتشيًا وارتفعت الحرارة إلى رأسها، و بالطبع تشنجت أصابع قدميها أيضًا .
" هل يجب أن أذهب إلى مكتبه لاحقًا … "
أشتاقت لزوجها بعد أن فكرت فيه، هو و شفتيه .
" احم "
قامت يلينا بالحمحمة بعد أن لمست شفتيها و التي لا تزال تشعر بالإحساس فيها .
' هل سيكون هذا كثيرًا بعض الشيء ؟ '
ثم هزت رأسها .
' لماذا قد يكون هذا مبالغًا فيه ؟ نحن زوجين، هذا في الواقع لطيف بالنسبة للزوجين ' أقنعت يلينا نفسها في رأسها .
" سيدتي "
" بن ؟ "
جاء بن إلى يلينا بوجه أبيض مثل الورق .
عند رؤية وجهه الشاحب، شعرت يلينا بإحساس غامض بالديجا فو ثم فتح بن فمه .
" وصلتك دعوة "
****************************
الفصل : ٢٢٢
" دعوة ؟ "
سلم بن بطاقة بيضاء ليلينا ولكن حتى ذلك الحين، لم تستطع يلينا أن ترفع عينيها عن بشرة كبير الخدم المسن الشاحب .
ثم قررت يلينا أن تسأله بحذر .
" بن ، تبدو مريضًا حقًا، هل تواجه مشكلة في الاستيقاظ في الصباح أو تعاني من فقدان الشهية أو هل تشعر بضعف في عينيك …. ؟ "
" مظهري المرضي هذا ليس بسبب الشيخوخة "
هز بن رأسه .
" قد لا أبدو كذلك لكنني بصحة جيدة نسبيًا بالنسبة لعمري لذلك لا داعي للقلق بشأن ذلك "
" أهذا صحيح ؟ "
إذن لماذا يبدو شاحبًا جدًا ؟
تابع بن .
" هل ترغبين في التحقق من ختم الدعوة ؟ "
عندها فقط فحصت يلينا البطاقة في يدها عن كثب .
" …. ماذا ؟ " صرخت بعدم تصديق مع عبوس .
إذا كانت يلينا ترى الأشياء بشكل صحيح، فإن الختم الموجود على البطاقة كان بلا شك لولي العهد .
لقد فهمت يلينا أخيرًا سبب شعورها بإحساس الديجا فو عندما رأت وجه بن شاحبًا .
— تشقق .
تردد صوت تشقق في حياة يلينا اليومية الهادئة في أذنيها مثل هلوسة سمعية .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
مكتب في قصر ولي العهد .
هناك هز ولي العهد كتفيه فجأة بعد الانتهاء من عمله … حسنًا على وجه الدقة، كان جالسًا ولا يفعل شيئًا .
لمعت عيناه بابتسامة خبيثة على وجهه .
' كما أعتقدت، أنا عبقري '
منذ أن سُرق السيف المقدس منه في إقطاعية الكونت مورجانا، لم يستطع ولي العهد بارتيز النوم ليلاً لأنه إذا فعل ذلك فقد كان يحلم بما حدث في الإقطاعية .
" هلا أكملنا ذلك ؟ "
النار التي اشتعلت بشكل غير واقعي في الغابة الكثيفة في وسط الجبال و صوت مليء بالنصر .
العيون الوردية المتغطرسة التي تجرأت على التحديق في وجهه مباشرة .
لم يستطع أن ينسى أيًا من هذه الأشياء، ولم تتلاشى من ذاكرته .
كلما واجههم مرة أخرى في أحلامه، كان يسترجع الذكريات بشكل أكثر وضوحًا و يدوس على كبريائه .
" آآآه ! سأقتلهم، لن يفلتوا من هذا ! "
لبعض الوقت كان ولي العهد يستيقظ من نومه يركل و يصرخ مثل شخص لديه مشكلة في السيطرة على غضبه .
وبفضل ذلك، تجول حول القلعة لعدة أيام محرومًا من النوم وعيناه محتقنة بالدماء .
' حسنًا، كل هذا في الماضي الآن '
أراح ولي العهد ذقنه على راحة يده .
' لأنني اكتشفت الطريقة المثالية لإعادة هذا الإذلال لتلك العاهرة و ذلك اللقيط '
لم يستطع التوقف عن الضحك .
لم يستطع ولي العهد إلا الإعجاب بنفسه لأنه توصل إلى مثل هذه الخطة المثالية التي لا تشوبها شائبة .
" هاها … هاها، هاهاها، هاهاها ! "
" …… "
كان مساعده يجلس على بعد مسافة قصيرة، و يراجع جميع الوثائق بنشاط ويتعامل مع جميع الأمور بدلاً من شخص معين .
ألقى مساعده بنظرة خاطفة على ولي العهد الذي اهتز كتفه وهو يضحك .
' لماذا يتصرف تريبل يو على هذا النحو ؟ '
تريبل يو .
كان هذا ما قام مساعده بتسمية ولي العهد في رأسه .
لم يكن لديه قدرات، و غير موهوب .
لم يكن لديه أي معرفة، و غير ذكي .
كما أنه لم يحاول معرفة كل تلك الأشياء، مما يعني أنه لم يفكر حتى، عديم الفائدة .
ومن ثم، فقد كان تريبل يو .
كان المساعد راضيًا بشكل لا يصدق عن اللقب الذي ابتكره، لقد شعر أنه لا يوجد مصطلح آخر يصف ولي العهدالأمير بارتيز بشكل أكثر دقة .
' رغم أنه لسوء الحظ، لا يمكنني الذهاب ومشاركة هذا اللقب مع شخص آخر '
في اللحظة التي سيكتشف فيها ولي العهد وجود هذا اللقب، سيسقط رأس مساعده .
" صاحب السمو "
وقف المساعد بعد أن انتهى من تنظيم الوثائق .
" لقد تركت بعض المستندات التي تتطلب الختم الخاص بك وقمت بالباقي، بعد إعطاء هذه المستندات قراءة سريعة، كل ما عليك فعله هو ختم توقيعك أو التوقيع عليه "
" حسنًا عمل جيد، اتركهم هناك و غادر "
" حسنًا ثم سأذهب "
الشيء الجيد الوحيد في ولي العهد كرئيس هو أنه يترك مرؤوسيه يغادرون العمل في الوقت المناسب .
كان المساعد باتريك مؤهلاً بدرجة كافية لدرجة أنه تمكن من ترك العمل في الوقت المحدد حتى مع وجود رئيس غير كفء، وكان عليه القيام بكل العمل من أجله .
شق طريقه إلى الباب بخطوات خفيفة ثم توقف، ضحك ولي العهد المخيف الذي شاهده للتو كان يشغل تفكيره .
' …. حسنًا، ربما ليس شيئًا مهمًا '
على الرغم من أنه كان غير موهوب و غير ذكي و عديم الفائدة لدرجة أنه حصل على لقب تريبل يو، إلا أنه كان لايزال إنسانًا .
يسبب البشر فقط الكثير من المتاعب التي يمكنهم التعامل معها .
' حتى لو فعل شيئًا مجنونًا، فيمكن إصلاحه لاحقًا، امتلاك السلطة يجعل كل شيء أسهل '
****************************