كان الأمر أشبه بضربي بمطرقة على رأسي .
" آآه …. "
تأوهت و أنا أكافح من أجل فتح عيني، فقد كان لدي صداع شديد .
ماذا فعلت الليلة الماضية ؟
أوه صحيح، ألم أحضر حفلة عيد ميلاد سويون ؟
كنت متحمسة للغاية لدرجة أنني لم أستطع منع نفسي من الشرب و أنتهى بي الأمر بشرب الكثير من الكحول أكثر مما يمكنني تحمله .
' إلهي، هل أنت تعاقبني الآن ؟ '
شعرت وكأن رأسي سينفجر كان هذا أسوأ آثار ثمالة مررت بها على الإطلاق .
حسنًا لنشرب بعض الماء أولاً .
أخيرًا فتحت عيني بالكامل .
' هاه ؟ '
عندما اتضحت رؤيتي، لم يكن ورق الحائط الطفولي المطبوع بالزهور لمنزل سويون هو الذي استقبلني ولا السقف الأبيض لمنزلي .
" مـا …. هاه ؟ "
" مـ … مـ … من ؟ "
ظهرت أكتاف رجل عارٍ أمام بصري .
' آآآه ! '
تراجعت قليلاً إلى الخلف و أغلقت فمي، امتلأت رؤيتي بصدر و كتفين و عظم الترقوة و أكتاف عريضة، مع عضلات محددة تحت الجلد الناعم .
ما الذي …. أنظر إليه ؟
ماذا يفعل … هذا الرجل ذو عضلات البطن المثالية في سريري ؟
' ماذا حدث لي الليلة الماضية ؟ '
أفضل عضلات بطن رأيتها على الإطلاق كانت تنثني مرة أخرى ثم أخترق صوت بارد أذني في نفس الوقت .
" …. من أنتِ ؟ "
' آآه ! '
كتمت أنفاسي في حلقي عندما رفعت رأسي بتفاجؤ .
تقابلت نظراتي مع العيون الزرقاء التي كانت أكثر زرقة من سماء الشتاء و فجأة تلعثمت بشكل لا إرادي .
" … مـر … مرحبًا ؟ "
" مرحبًا ؟ "
عبس الرجل الوسيم الغامض وفي اللحظة التالية، انقلب عالمي .
— حفيف .
لم يُسمع حتى زقزقة الطيور في الصمت المخيف الذي حلّ بنا ثم فجأة، تم وضع شيء بارد على رقبتي .
" أتمزحين معي ؟ ماذا تفعلين في سريري ؟ "
تحدث الرجل بصوت منخفض .
مهـ … مهلاً، هذا الشيء تحت رقبتي الآن … خنجر، أليس كذلك ؟ أهذا سكين حقيقي ؟
" اهـ … اهدأ … أرجوك فلتهدأ "
" يااا، لا أريد أن ألعب لعبة الكلمات معك، عرّفي عن نفسك الآن "
تم الضغط على النصل البارد بالقرب من رقبتي .
كان هذا سيقودني للجنون .
كان رأسي لا يزال ينبض من صداع الكحول ولم أكن مستيقظة تمامًا بعد .
إضافة إلى ذلك، كان للرجل الذي يهددني وهو يثبتني بإحكام وجهًا جميلاً بشكل غير واقعي، وهو ما لم يكن مناسبًا لهذا الموقف الدموي .
' ما الذي يجري هنا بحق خالق الجحيم ؟! '
أليس هذا حلمًا ؟ صحيح هذا هو ! لابد أنني لازلت أحلم، صحيح فهذا الوضع غير الواقعي لا يمكن أن يكون حقيقيًا .
ثم تمتمت .
" يا له من حلم غريب، هاهاها، هاها "
قطب الرجل الوسيم حاجبيه مرة أخرى و قال .
" لابد أنك ترغبين بالموت "
ضغط الجانب العريض من الخنجر على حلقي .
— هوف .
أخرجت لهاثًا صغيرًا، كان الألم الخانق واضحًا جدًا كما لو كان حقيقيًا .
" أيتها الدخيلة، لا أريد إجراء مناقشة طويلة، أخبريني الآن من وراء هذا، أو …. "
ومض نصل الخنجر الذي أنعكس في عيونه الزرقاء ثم أدركت بالفطرة … كان هذا وضعًا حقيقيًا .
لم يكن لدي أي فكرة عما حدث قبل الإستيقاظ لكن حياتي كانت حاليًا في خطر .
أغمضت عيني بإحكام بمجرد أن أدركت مدى أهمية تحركاتي التالية .
ثم ومض في ذهني فجأة مقطع فيديو بعنوان " كيف تتعامل مع شخص غريب " شاهدته ذات يوم .
عندما يهددك شخص غريب فإن أول شيء يجب عليك فعله هو عدم الإنخراط في الدفاع السطحي عن النفس .
و أول شيء يجب على الناس العاديين فعله هو ….
" كياااااااا !! "
أصرخ بصوت عالٍ لطلب المساعدة !
جفل الرجل من الصرخة العالية .
هذه فرصتي !
عندما كنت على وشك قلب جسدي ….
" سير إيان ! هل أنت بخير ؟ "
— بـوم .
فتح الباب .
" هاه ؟ "
نظرت إلى الباب بدهشة، صرخت طلبًا للمساعدة لكنني لم أتوقع أن تأتي بهذه السرعة .
رآنا الرجل الذي فتح الباب و تصلب كالحجر ثم الرجل الوسيم الذي كان يهاجمني بصق بكلمات بذيئة بهمس .
" اللعنة "
" ما الذي يحدث ! "
" هل هناك دخيل ؟ "
في لحظة، أندفع الناس بسيوفهم إلى الغرفة ثم تجمدت أجسادهم فور رؤيتنا .
" سـ … سير إيان، هذا …. "
" هل هي … ليست دخيلة ؟! "
" أنا … أنا آسف سير إيان ! سأغادر الآن ! "
" انتظر ! "
صرخ الرجل الوسيم بسرعة و وقف، عندها أنزلقت البطانية التي كانت تغطينا في نفس الوقت .
" الأمر ليس كذلك على الإطلاق ! انتظر …. "
" آآه ! "
إتسعت عيون الناس بدهشة .
نظرت إلى جسدي بحيرة و أنكشف مظهري الذي كان مخفي تحت البطانية .
فستان الحرير الأرجواني الفاتن الذي أرتديته الليلة الماضية و ….
' مهلاً ؟ ما هذا ؟ '
لم أرتدي شيئًا كهذا من قبل !
لقد شعرت بالذهول من البيجاما المثيرة التي لم أرها من قبل، ولم يكن هذا فقط كانت هناك علامات حمراء مرئية على جزء مكشوف من جلدي ….
" آآآه ! ما كل هذا ؟ "
" نـ … نحن سنغادر "
" أنا آسف سير إيان ! "
غطى الناس أعينهم و غادروا على عجل .
سرعان ما أُغلق الباب .
عندها تمكنت من سماع صوت طحن الأسنان في الصمت .
" أكانت هذه خطتك "
" ماذا ؟ كلاا إنتظر دقيقة، أنا لا أعلم حتى ما الذي يحدث …. "
" أنت ذكية جدًا، لذا أخبريني بسرعة من وراء كل هذا ؟ "
نظر إليّ الرجل بعينين صارمتين و أشتعلت النيران في عينيه الزرقاوتين .
" أنا إيان إستيبان، سوف أدمر الشخص الذي قرر العبث معي "
إيان إستيبان ؟
قطبت حاجبيها في اللحظة التي سمعت فيها اسمه الكامل، فقد كان اسمًا مألوفًا للغاية .
عاد الحلم الذي حلمت به الليلة الماضية في رأسي، لقد كنت أحلم بأحلام غريبة منذ فترة .
حبكة الرواية الرومانسية { القديسة لا تعرف عن الحب } التي أنتهيت من قراءتها، أستمرت في تكرار نفسها في حلمي .
{ القديسة لا تعرف عن الحب }
هي رواية رومانسية عاطفية بين البطلة التي كانت قديسة و البطل الذي كان فارسًا .
كانت الأحداث هادئة و لطيفة للغاية حتى ظهر الشرير الأخير سيء السمعة .
' الشرير الأخير '
بالرغم من أنه نجح في الإستيلاء على العرش بالتمرد إلا أنه تعرض للعن وتحول إلى طاغية يتصرف بجنون .
" مهلاً، إهدأ أرجوك "
تأخرت ردة فعلي الخائفة قليلاً لذلك ضحكت بشكل محرج و تعرقت عرقًا باردًا .
لا يمكن أن يكون الأمر كذلك … لا أعتقد ذلك .
من المستحيل أن يكون الرجل الذي أمامي هو ' إيان إستيبان '
أعتقد أنني لم أستيقظ تمامًا من حلمي بعد لأنني أعاني من الهلوسة .
أنا متأكدة من ذلك .
" أيها القائد ! هذا أنا ! "
شخص ما طرق على الباب على عجل .
" تفضل بالدخول "
" ما الذي يحدث بحق خالق الجحيم ؟! الرجال الذين غادروا للتو تحدثوا عن هراء أن القائد نام مع امرأة …. آآه ! "
الشاب الذي أقترب مني فتح عينيه على مصراعيهما وكأنهما كانا على وشك الخروج .
" قـ … قائد، لقد أحضرت امرأة حقًا …. "
" كلا، الأمر ليس كذلك، هذا مستحيل ! "
زمجر إيان بغضب وهو يرجع شعره إلى الخلف بقوة .
" شخص ما أمر هذه المرأة أن تأتي إلى سريري، أعتقد أن هذا ما أراده ذلك الشخص "
ثم فتح الشاب فمه و سرعان ما غطى جبهته بكفه و كأنه يعاني من صداع .
" صحيح، يا إلهي …. ! الآن ستواجه مشكلة ولن تصبح الكاردينال إذا لم تصحح الشائعات بشكل صحيح ! "
" الكرادلة يجب أن يكونوا عفيفين من جيل إلى جيل …. اللعنة "
عندما حدق إيان في وجهي بحدة، شعرت بقشعريرة على ظهري .
" من هو ؟ من الذي أرسلك ؟ "
كان هذا يقودني للجنون .
بدا كل شيء خيالي لكن الرغبة المتعطشة للدماء من هذا الرجل كان حقيقي بشكل جنوني .
' هل سأموت هكذا حقًا ؟ '
نقر إيان على لسانه و نظر إلي بشدة بنظرة صلبة كالحجر .
" لوسيان أحضر سيفي "
" نعم قائد "
لوسيان … عندما سمعت هذا الاسم، ابتلعت لعابي الجاف .
من الواضح أن لوسيان كان أسم المرؤوس المخلص لإيان إستيبان في الرواية .
بالتفكير في الأمر، حتى شعره النيلي يتوافق مع وصف لوسيان في الرواية .
لقد تفاجئت من وجود المزيد من الأدلة على أن هذه لم تكن هلوسة .
في هذه الأثناء، سحب إيان ببطء السيف الذي أعطاه إياه لوسيان و سرعان ما تم رفع ذقني بواسطة طرف السيف البارد .
" تحدثي من جعلك تفعلين هذا "
همس إيان بصوت منخفض مثل الشيطان .
" تحدثي إذا كنت تريدين العيش "
' هو جاد ! '
عندها أدركت بشكل غريزي أن هذه الحياة كانت حقيقية .
لنفكر … ! لنفكر … ! يجب أن أفكر في طريقة لمنعه من قتلي !
فتحت فمي بغريزة بقاء قوية .
إذا كان هذا حقًا هو العالم في القديسة لا تعرف عن الحب، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكنني النجاة بها هي ….
" مهلاً … قديسة ! أنا قديسة ! "
" …. ماذا ؟ "
أغمضت عيني و صرخت و عندما فتحت عيني ببطء مرة أخرى، رأيت إيان و لوسيان يحدقان بي بحدة .
أخذت نفسًا وصرخت مرة أخرى .
" أنا قديسة استدعاها الإله و سقطت للتو في الكنيسة ! "
كانت هناك قديسة في عالم الرواية " القديسة لا تعرف عن الحب " كان قد استدعاها الإله و عاشت سعيدة حتى تلقت الوحي وتم استدعاؤها إلى الكاتدرائية .
و أنتشر الخبر أنه يمكن أن تقع القديسة في أي مكان في الكنيسة سواء في الردهة أو الحمام أو في أي مكان .
ومع ذلك، فإن القديسة التي تم استدعاؤها بهذه الطريقة كانت تُعامل بإحترام كبير كشخص مقدس .
' إذا كان هذا الشخص الذي أمامي هو إيان حقًا، فسيكون هذا المكان في الكاتدرائية أيضًا ! '
لقد كانت خدعة ذكية و سريعة و يبدو أنها منطقية .
شعرت ببصيص أمل عندما نظرت إلى إيان لكن كانت العيون الزرقاء تحدق بي بإرتياب .
" لا تكذبي "
" ……. "
هل أكتشف ذلك بالفعل ؟
" لم أسمع قط عن قديسة تظهر بقطعة قماش صغيرة فقط "
أوه، كانت ملابسي قليلاً ….
نظرت إلى جسدي، الملابس الحريرية التي كنت أرتديها كانت كاشفة بما يكفي لتجعلني أحمر خجلاً بمجرد النظر إليها .
أقسم أنني لم أنفق نقودًا على مثل هذه الملابس المثيرة .
' من أين أتت هذه الملابس بحق خالق الجحيم ! '
****************************