الفصل 203 و 204 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


رمشت يلينا و حدقت في اللوحة، كان هذا وضعاً غير متوقع .

' نظرًا لأنه لم يكن لديها لوحتي كمرجع لها أثناء رسمها، فإن لوحتها مختلفة قليلاً عن لوحتي لكن …. '

أعتقد أن ڤانا رسمت التقليد من ذكرياتها .

بغض النظر عما إذا كانت أفعال ڤانا صحيحة أم خاطئة كانت بلا شك ماهرة في ذلك .

" همم، يبدو أنه كان هناك رسام طموح موهوب في قلعة الدوق، هاهاها "

ضحك الماركيز ماركو الذي استوعب الموقف و أدلى تعليقه بشكل عفوي .

اتفقت معه يلينا ثم فجأة كان لديها سؤال .

" ولكن لماذا رسمت هذا و باعته من بين كل الأشياء ؟ بالتأكيد هناك العديد من اللوحات الشهيرة الأخرى التي كانت ستكسبها الكثير من المال …. " تمتمت يلينا بشك .

أجاب الماركيز ماركو " هذا لأنني نشرت خبر بأنني كنت أبحث عن صور لرجال جميلين "

" صور رجال جميلين ؟ "

" نعم، قلت أيضًا أنني سأعرض سعرًا أعلى كلما كان الرجل أجمل "

ارتعشت زوايا فم يلينا قليلاً .

' آها '

حسناً صحيح، أنا متأكدة من أنه لا توجد لوحة تناسب وصف " صورة لرجل جميل " بشكل مثالي أكثر من هذه .

' لديك ذوق ڤانا '

أعتقدت يلينا أنها يمكن أن تسامح ڤانا على أفعالها هذه المرة، طالما أنها ستبقى هادئة من الآن فصاعدًا .

أجبرت يلينا زوايا شفتيها التي أستمرت في الارتفاع إلى السماء على الإنخفاض و تحدثت .

" فهمت، أوه على أي حال قلت أنك أتيت إلى هنا لأنك أردت أن تعرف من رسم النسخة الأصلية، صحيح ؟ "

تذكرت يلينا ما قاله الماركيز ماركو عندما أخرج اللوحة لأول مرة .

" نعم هذا صحيح "

" إذا لم يكن من الوقاحة أن أسأل، فلماذا تبحث عن هذا الشخص …. ؟ "

' هل يريد طلب لوحة أخرى ؟ '

بعد كل شيء، سمعت أنه أحب الرسم و كان له إهتمام كبير به لدرجة أنه عُرف عنه بأنه مجنون به .

افترضت يلينا أنه ربما أعجبه أسلوبها في الرسم ثم تحدث الماركيز .

" لأكون صادقًا تمامًا ما أريد أن أعرفه هو الشخص الموجود في هذه الرسمة "

" عذرًا ؟ "

" لابد أن رسام اللوحة الأصلية يعرف من هو هذا الشخص لذلك أرغب في مقابلته و سؤاله "

أصبحت غرائز يلينا حذرة على الفور، لم يكن لديها شعور جيد حول تجاه هذه المحادثة .

" …. لماذا تريد أن تعرف من هو الشخص الموجود في اللوحة ؟ "

" أشعر بالخجل من إخبارك لكن …. أرغب في ترتيب زواج لأختي الصغرى "

" لا ! "

قفزت يلينا من مقعدها، ذهبت كل الأنظار إليها في لحظة .

" … الدوقة مايهارد ؟ "

" …… "

شاهدها الجميع بينما جلست يلينا ببطء و هزت يدها تشير لجميع الخادمات بمغادرة الغرفة .

خرجوا جميع الخادمات من غرفة الإستقبال بما في ذلك الخادمة التي جاءت مع الماركيز ماركو، بعد أن أشار لها الماركيز بعينه أن تتبعهم .

عندما هدأت الغرفة فتحت يلينا فمها .

" ماذا لو لم تكن تلك اللوحة صورة ؟ ماذا ستفعل إذا لم يرسم الفنان شخصًا حقيقيًا بل شخصية من مخيلته ؟ "

" هذا مستحيل "

" كيف يمكنك أن تكون متأكداً لهذه الدرجة ؟ "

تألقت عيون الماركيز ماركو البنيتين و أشرق وجهه بفخر .

" قد لا يبدو الأمر كذلك لكنني في الواقع كنت أدرس الفن منذ 20 عامًا تقريبًا، ليس لدي موهبة كبيرة في الرسم لكنني واثق في عيني للفن "

" …… "

" أنا متأكد من أن الشخص في هذه اللوحة موجود في الحياة الواقعية، يمكنك معرفة ذلك بمجرد النظر إليه، هذه ليست لوحة يمكن رسمها من الخيال "

كان هناك قناعة قوية في صوت الماركيز، فقد شعرت يلينا باليقين الذي يؤمن به بحكمه من خلال نبرته الحاسمة .

راقبته يلينا بهدوء ثم تنهدت و قالت .

" أعرف من هو الشخص الموجود في تلك اللوحة "

" حقًا ؟ إذا كان الأمر كذلك، من فضلك أخبريني من هو، فقط من …. "

" لكن أعتقد أنه يجب عليك التخلي عن خطتك لزواج أختك الصغرى من هذا الشخص "

" عـ … عذراً ؟ " تردد الماركيز .

" هذا الشخص متزوج بالفعل "

لمست يلينا الخاتم الذي على يدها اليسرى بشكل لا شعوري .

ولكن بعد ذلك، دحضها الماركيز ماركو بشدة " هذا مستحيل "

" همم ؟ "

" من فضلك لا تحاولي خداعي "

" … أنا لا أخدعك ماركيز ! لأخبرك بوضوح الرجل الجميل في تلك اللوحة متزوج …. "

" إذا كان مثل هذا الرجل الجميل متاحًا للزواج من قبل، فلن تفوت أختي الصغرى هذه الفرصة على الإطلاق ! أبداً ! "

أنتشر صوت الماركيز المليء بالثقة داخل غرفة الإستقبال .

****************************

الفصل : ٢٠٤

" … ماذا ؟ "

" أختي الصغرى دقيقة للغاية، أنا لا أقول هذا فقط لأننا عائلة لكنها كذلك حقًا "

" …… "

" إنها تبحث عن زوج جميل تماماً مثل هذا الرجل لكن أتخبريني أنها فقدته فقط ؟ "

نظر الماركيز ماركو إلى اللوحة و سخر .

" هذا مستحيل "

" …… "

' هل يمزح ؟ '

حدقت يلينا في الماركيز بغير تصديق، ولكن لم تكن هناك أي علامة على المزاح في وجه الرجل على الإطلاق .

هزت يلينا رأسها بعد أن رأت تعابيره الجادة ثم وقفت .

" لقد قلت لك الحقيقة فقط، ولكن بما أنك أخترت ألا تصدقني فليس هناك ما يمكنني فعله أكثر من ذلك "

" دوقة مايهارد "

" إنها الحقيقة، الرجل الجميل في اللوحة متزوج ولديه زوجة لذا أستسلم فقط و عد "

هل سيكون هذا غير ناضج إذا أضافت أن زوجته جميلة أيضًا و ساحرة بشكل لا يصدق ؟

بينما كانت يلينا تفكر داخلياً، تحدث الماركيز ماركو .

" …. إذا كان هذا هو الحال، فأرجوك إسمحي لي بمقابلته "

" تقابله لتفعل ماذا ؟ أختك لن تكون قادرة على الزواج منه "

" سأحاول إقناعه "

" ماذا ؟ "

" عائلتي منفتحة على الزواج مرة أخرى، لذلك أعتزم على تقديم له أفضل الشروط الممكنة "

هناك أوقات عندما يقول شخص ما شيئًا سخيفًا للغاية، فإنه يوقف جميع أفكار الشخص الآخر و كان هذا أحد تلك الأوقات .

توقف دماغ يلينا عن العمل للحظة ثم عاد بكامل قوته .

إذن ما يقوله الماركيز هو ….

" هل تريد أن تفرق الزوجين السعيدين المتزوجين حديثًا و تأخذ الرجل بعد أن تجعله رجلاً مطلقًا ؟ "

" آآه، إنهما زوجان تزوجان حديثًا، حسنًا سيكون الأمر قاسيًا بعض الشيء لكن … لا بأس لقد أعددت شروطًا يصعب رفضها، طالما يمكنك ترتيب لقاء معه …. "

أدارت يلينا رأسها دون الإستماع إلى بقية ما قاله ثم صرخت بصوت عالٍ للخادمات خارج الغرفة .

" أحضروا لي بعض الملح ! "

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

تم طرد الماركيز ماركو من القلعة و رأسه مغطى بالملح الذي قامت يلينا برميه عليه .

حتى بعد طرده لم تستطع يلينا أن تهدأ حتى اليوم التالي .

تذكرت ما قاله الماركيز ماركو بشعره المليء بالملح وهو يُسحب للخارج .

" لقد أعددت حقاً صفقة رائعة ! من فضلك اسمحي لي بإجراء محادثة معه على الأقل ! أرجوك أعطيني فرصة ! "

قطبت يلينا حاجبيها بإنزعاج .

فرصة ؟

' فقط مع من يعتقد أنه يتحدث ! و يطلب فرصة أيضاً ! '

كانت هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها يلينا شخصًا يسأل بجرأة عن فرصة لسرقة زوج شخص آخر .

كانت يلينا الآن متأكدة عن أي نوع من الأشخاص هو الماركيز ماركو .

' مجنون وقح '

لم يكن مجنونًا بالفن لقد كان مجنونًا فقط .

بينما كانت يلينا تظهر عداوتها تجاه الماركيز، سأل كايوين " … هل الطعام لا يناسب ذوقك ؟ "

كان الزوجان الدوقيان يتناولان حاليًا وجبة الإفطار معًا في غرفة الطعام .

كانت هذه الوجبة ذات مغزى كبير، لأن يلينا كانت تتجنب كايوين خلال الأيام القليلة الماضية .

لكن المشكلة كانت أنه بسبب ذلك الوغد، لم تستطع يلينا التركيز على وجبتها .

" أوه، لاا، كنت أفكر فقط في شيء ما … طبخ الشيف رائع كما هو الحال دائمًا "

عاد كايوين من الإخضاع في وقت متأخر من الليلة الماضية .

كانت يلينا مشغولة بموقف الماركيز ماركو، و بحلول نهاية اليوم كانت منهكة .

بعد أن تحققت من أن زوجها قد عاد بأمان دون أن يصاب بأذى في أي مكان، ذهبت مباشرة إلى السرير .

' أوه صحيح، أريد أن أخبره عن حلمي …. '

نظرت يلينا إلى وجه زوجها .

' …. لا يبدو أنه منزعج من ذلك بعد الآن '

التعابير التي وضعها كايوين عندما غادر من أجل الإخضاع كان يثقل قلب يلينا لكن بعد رؤيته الآن، لا يبدو أنه قد أخذ حركتها على محمل الجد .

' لكن مع ذلك قررت أنني سأخبره …. '

ابتلعت يلينا لعابها بتوتر .

لقد أوشكوا على الانتهاء من الإفطار .

بالعادة كانا ينتهيان من الإفطار بحلول هذا الوقت، ولكن اليوم يبدو أن وجبة الإفطار قد استغرقت وقتًا أطول بسبب عدم قدرة يلينا على التركيز .

يلينا التي كانت تحاول معرفة مزاج كايوين، فتحت فمها قليلاً كان عليها على الأقل لفت انتباهه أولاً .

" أمم …. "

في تلك اللحظة، دخلت ميري إلى غرفة الطعام .

" عذرًا "

أقتربت من يلينا و همست في أذنها .

" الماركيز الذي طرد بالأمس بعد أن رمي بالملح قد عاد "

اتسعت عيون يلينا .

" ماذا ؟ "

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان