ليس الآن
يبدو أنني سمعت خطأ … لابد أنني سمعت خطأ .
" لابد أنني تفاجئت جدًا اليوم، فجأة سمعت بعض الهراء عن النوم معًا، يستحيل أن يقول كاسيان شيئًا كهذا "
" هذا ليس هراء يا آرني "
فشل هروب آرني اليائس من الواقع .
بإبتسامة عين لطيفة، أمسك كاسيان بيد آرني برفق .
" سأنام هنا أيضًا "
" ……. "
تغير تعبيرها بصمت .
" هاها، كاسيان مزحتك حقًا …. "
" أنا لا أمزح "
" ……. "
شعرت بالصدق في كلامه .
توقفت آرني فجأة و ذهبت مباشرة إلى السرير للحصول على وسادتها الخاصة .
عانقت آرني وسادتها و نظرت إليه .
" إذًا يمكنك النوم هنا و أنا سأنام في غرفة أخرى "
إذا كان كاسيان سينام في هذه الغرفة فليس لدي خيار سوى أن أنام في غرفة أخرى !
ليس وكأنه لا توجد غرف أخرى للنوم فيها في هذا القصر الكبير، ولم تكن مشكلة كبيرة إذا نمت في غرفة أخرى .
ألتقطت آرني الوسادة بهدوء و صمت و خرجت … كلا، كانت ستغادر ….
" آرني "
أمام باب الغرفة أمسك كاسيان بكتفي آرني التي كانت تمسك وسادتها بإحكام و جعلها تستدير و قبل أن تهرب لف ذراعيه حول خصرها و عانقها .
عندما نظرت لأعلى، كان وجه كاسيان المبتسم أمام أنفي مباشرة .
كما لو كان يعرف بالفعل أنها كانت ضعيفة بشكل رهيب أمام وجهه، رفع كاسيان زوايا عينيه و أبتسم بشكل مغرٍ .
وكما هو متوقع، هدأت آرني قليلاً .
" هل ستتركيني لوحدي ؟ "
" إذن، هل تريدنا أن ننام معًا هنا ؟ "
" نعم "
" ……. "
آرني التي صمتت للحظة أصبحت حذرة جدًا .
قمع كاسيان ضحكته على آرني التي كانت يقظة مثل قطة حذرة .
نظرت إلى كاسيان بهدوء و تحدثت .
" أنت وعدتني بالتأكيد في ذلك اليوم أنك لن تضع إصبعًا واحدًا على جسدي ما لم أسمح لك بذلك "
" نعم أتذكر "
استاءت آرني من موقفه الذي بدا و كأنه يسأل ما الخطأ .
" ثم الآن هذا …. "
همس كاسيان بهدوء " ليس غريباً على الإطلاق أن ينام الزوجان معًا "
" هذا صحيح لكن …. "
" أم أنك تكرهينني ؟ "
جعلتها العيون الزرقاء المتألمة عاجزة عن الكلام للحظة .
وكان من المثير للشفقة أن يمسك بيد آرني كما لو كان يحثها على الإجابة .
تجنبت عيون كاسيان و نظرت بعيدًا و قالت .
" …… الأمر ليس كذلك "
عند سماع صوتها المنخفض لم يفوت كاسيان الفرصة و قدم وعدًا .
" لن يكون هناك أي شيء مما أنت قلقة بشأنه "
" …… حقًا ؟ "
أردت أن أصدق ذلك لكنني لم أستطع تصديقه .
لاحظ كاسيان أن قلبها كان يضعف و أومأ برأسه بإبتسامة لطيفة .
" لقد تم إختراق أمن القصر بالفعل ولا يمكنني تركك بمفردك و أنا أعلم أن هذه الليلة ربما ستكون خطيرة "
" آه "
فهمت آرني أخيرًا لماذا قال كاسيان ذلك .
تمنت لو أخبرها بهذا منذ البداية لأنها أساءت فهمه ….
ردت آرني بهدوء بعد أن تحمحمت لإخفاء إحراجها .
" لكن ليس عليك أن تفعل هذا بما أن كريڤ موجودًا …. "
" لا أريد أن أعهد سلامتك لرجل آخر "
تحدث بصوت منخفض و حازم و أختفت إبتسامته للحظة و أصبحت عيونه الزرقاء العميقة مظلمة .
سرعان ما أبتسم كاسيان بلطف كما لو لم يحدث شيء لكن آرني لم تستطع أن تنسى تلك النظرة .
لقد ألقى نظرة خاطفة على شيء ما لكنها لم تعلم ما الأمر .
" حسنًا آرني …. ؟ "
خفق قلبها عندما نظرت في عينيه، كان يبدو أنه يطلب الإذن منها .
" من فضلك، هل تسمحين لي بحمايتك الليلة ؟ "
بناءً على الطلب المهذب، تغير تعبير آرني بشكل غريب .
كانت هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها أحدهم حمايتها لأنها كانت من تحمي نفسها دائمًا .
استاءت آرني من الشعور المعقد بأنها لا تستطيع فهم ما إذا كان من الجيد أو السيئ أن تتحول فجأة إلى الموقف المعاكس .
و قبل أن تدرك ما كان هذا الشعور بحق خالق الجحيم، أضاف كاسيان كلمة مغرية جدًا .
" الليلة فقط "
" …… الليلة فقط ؟ "
هل هذا ما يهمس به الشيطان ؟
ابتلعت آرني لعابًا جافًا ولم تكن تعلم لماذا كان حلقها جافًا .
" حسنًا، لكن هذه الليلة فقط "
فكرت آرني عندما كانت تحدق في ابتسامته اللطيفة التي لا تزال ودية لكنها تبدو خطيرة أيضًا بطريقة ما .
' ألن يكون كل شيء على ما يرام إذا كانت الليلة فقط ؟ '
.
.
.
كلا، لم تكن الأمور على مايرام على الإطلاق .
تراجعت آرني عن ما قالته قبل نصف ساعة فقط .
' لماذا خطرت لي هذه الفكرة السخيفة أن الأمور ستكون على مايرام ؟ '
كان السرير كبيرًا بما يكفي لنوم ثلاثة بالغين معًا .
بالرغم من أنني كنت مستلقية على ظهري و متشبثة بالحافة لدرجة أنني سأسقط إذا انقلبت، إلا أنني كنت أشعر بوجود كاسيان بجانبي .
كان من الغريب أنها أصبحت واعية بمجرد أن استلقت بجانبه .
لم أشعر بهذا أبدًا من قبل حتى عندما كنت عالقة في ثكنة صغيرة مع مرؤوسي، لم أستطع معرفة الفرق بين الماضي و الحاضر .
كان ذلك عندما أعتقدت أنها لن تكون قادرة على النوم بهذا المعدل، ناداها كاسيان بصوت منخفض .
" آرني "
أغلقت آرني عينيها بشكل لا إرادي و تظاهرت بالنوم .
لم تستطع حتى معرفة السبب، لقد كان رد فعل لا إرادي تقريبًا .
" آرني "
أنا سأنام، أنا نائمة ….
حاولت آرني يائسة التظاهر بالنوم .
في اللحظة المتوترة عندما وقف حتى الزغب، صمت كاسيان .
و فجأة شعرت بلمسة غير مألوفة على عنقها .
فتحت آرني عينيها بتفاجؤ و أستدارت عندها ألتقت أعينهما و كانا قريبان جدًا حيث أستطاعت الشعور بأنفاسه .
" كما توقعت، أنتِ لم تكوني نائمة "
" ……. "
لقد تم الإمساك بي …. !
بينما حبست آرني أنفاسها، انتقلت نظرة كاسيان إلى عنقها .
لقد تم علاجها بالفعل و تغطيتها بضمادة لكنه كان يعلم أن هناك جرح .
" هل تعلم أنك كنت على وشك الموت ؟ "
" على يد من ؟ "
" يدي "
لقد تحرك جسدها قبل لحظات بشكل تلقائي لكنها توقفت بسرعة .
في كلمات آرني الصادقة، حدق بها كاسيان بهدوء و أبتسم .
" إذا كان على يديك فأنا مستعد للموت "
" ……. ؟ "
كان يدلي بتصريحات خطيرة بشكل لا مبالي .
" هل يمكنك تحمل مسؤولية هذه الكلمات ؟ "
" نعم، مرة واحدة على الأقل "
" ماذا تعني بتحديد رقم ؟ "
ماذا يعني بـ " مرة واحدة على الأقل " ألا يعيش الناس مرة واحدة فقط ؟
لم أستطع معرفة ما إذا كانت مزحة أم أنه جاد .
أرتفعت زوايا عينيه و أبتسم، كنت أعلم أنها إبتسامة تعني أن أدع الموضوع يمر لكن كان لديه السحر الذي يجعلني أتغاضى عن ذلك .
" لابد أنها كانت ليلة طويلة و مرهقة لكنك لا تستطيعين النوم "
" هذا …… "
" كما توقعت، هل هو بسببي ؟ "
أبقت آرني فمها مغلقًا، ضحك كاسيان على آرني التي لم تستطع قول نعم أو لا .
" ألا يمكنك حتى الكذب من باب المجاملة ؟ "
" …… لأن الكذب سيء "
لقد كان عذرًا سيئًا، أليس كذلك ؟
" صحيح، الكذب شيء سيء لقد تعلمت جيدًا "
أجابها كما لو كان فخورًا بها .
لم تستطع آرني معرفة ما إذا كانت هذه مجاملة أم سخرية .
ثم قام كاسيان من السرير، رفعت آرني الجزء العلوي من جسدها فقط و قالت .
" هل ستذهب ؟ "
أبتسم كاسيان بشكل لا إرادي من صوت آرني الممزوج بالترقب .
" هل تريدين مني أن أذهب ؟ "
" ليس هذا ما قصدته …. "
تجنبت آرني النظر إلى كاسيان الذي انحنت زوايا عينيه كما لو كان حزينًا .
" أعتقد أن زوجتي الغالية لن تكون قادرة على النوم إذا بقيت بجانبها لذلك سأنهض الآن "
" آه …. أوه …. "
" سأعمل هنا، لذلك نامي براحة يا آرني "
" ستعمل …. ؟ "
في هذا الوقت ؟
على طاولة الأريكة كانت هناك أوراق مكدسة عالياً مثل البرج .
" لقد كنت تعمل طوال الليل، ألست متعبًا ؟ "
" هذا القدر لا بأس به "
" لا أعتقد أنك إنسان …. "
ضحك كاسيان على تعجبها، فقد كان ذلك طبيعيًا بالنسبة له ولكن ليس لآرني .
' هل لدى الدوق الأكبر دائمًا هذا القدر من العمل ؟ كان والدي يلعب فقط …. '
راقبته آرني وهي تفكر بأن والدها سيهرب فورًا إذا سمع ذلك .
كانت مشاهدة كاسيان وهو يركز على أوراقه ممتعة للغاية .
كانت هذه هي المرة الأولى التي لاحظت فيها أن أصابع كاسيان طويلة و عندما يعمل يكون تعبيره مختلفًا عن المعتاد .
كان من الجيد أيضًا سماع صوت تقليب الأوراق .
أغمضت آرني عينيها من الشعور الغير مألوف بالهدوء .
أتمنى لو أستطيع النوم هكذا ….
' كما هو متوقع، لا أستطيع النوم '
فشلت محاولتها و عندما فتحت آرني عينيها مرة أخرى، سأل كاسيان بإبتسامة .
" هل أغني لك تهويدة ؟ "
" لا "
" سأقرأ لك قصة خيالية أيضًا "
" لا، شكرًا "
" من يعلم ؟ ربما إذا غنيت لك تهويدة فستنامين على الفور "
" هل تسخر مني ؟ "
فتح كاسيان عينيه على مصراعيه وكأنه يتساءل عما تتحدث عنه و ضحك .
كما هو متوقع، كان يسخر مني حقًا .
تخلت آرني عن النوم كانت تتمنى أن تنام ولكن لم يكن لديها مشكلة حتى لو لم تنم لمدة أسبوع و كان لديها جسد يصبح نشيطًا حتى لو نامت لمدة ساعتين تقريبًا .
ومع ذلك، تساءلت فقط لماذا لم تستطع النوم اليوم بينما كانت تنام جيدًا حتى في وسط ساحة المعركة .
هل بسبب كاسيان ؟
" كاسيان، هل ستبقى مستيقظًا ؟ "
" أجل "
" لكنك متعب "
" لا بأس "
أنت لا تبدو بخير على الإطلاق .
حدقت آرني بهدوء في كاسيان الذي وضع الورقة جانباً للحظة و جفلت عندما نظر إليها فجأة .
ثم تحمحمت و قالت .
" آه صحيح، لا تخبر أمي بما حدث اليوم سأخبرها أنا لاحقًا "
" حسنًا "
أبتسمت آرني بسعادة من موافقته السريعة .
أوه أجل ! لن أعاني بسبب إزعاج والدتي .
ظننت أنه سيسأل عن السبب لكن كان من الجيد أنه وافق على ذلك بصمت .
" أمي تقلق كثيرًا بشأن جسدي، لن تكون قادرة على البقاء ساكنة إذا سمعت بهذا "
" هذا لأن جسدك ضعيف للغاية لذا بالطبع ستقلق "
" …… هاها "
في الحقيقة كان ذلك بسبب شيء مختلف تمامًا لكن آرني لم تكلف نفسها عناء تصحيح سوء فهمه .
كانت تتساءل فقط إذا كان لا بأس بأن تترك الأمور كما هي، حتى لو كان ذلك غير مقصود فإن حقيقة أنها كانت تخدعه أزعجتها بشدة .
ما باليد حيلة حتى لو شعرت بالذنب لخيانة هذا الشخص مرة أخرى .
' حسنًا، لا بأس لأنه لن يكتشف ذلك على أي حال '
فأنا سأحصل على الطلاق في غضون ٣ أشهر على أي حال، لذلك تساءلت عما إذا كان من المقبول خداعه لفترة من الوقت .
إذا أكتشف أنها سيد السيف أو إذا أصبحت الأمور معقدة، فسيسبب هذا صداع فقط .
' لم يتغير قراري بالطلاق والعودة بعد ٣ أشهر، لكن …. '
كان هذا الشخص يزعجني ….
ماذا سيحدث لهذا الشخص إذا حصلت على الطلاق ؟ هل سيتزوج امرأة أخرى ؟
هذا نوعًا ما ….
شعرت آرني بالإرتباك .
إنه شيء مزعج لكني لا أعرف كيف أشعر … ما هذا الشعور ؟
و عندما كانت آرني في ورطة .
" بماذا تفكرين ؟ "
صوته أعادها إلى رشدها .
" أمم، كنت أفكر في شيء ما لفترة من الوقت "
" بماذا ؟ "
بدت عيون كاسيان الزرقاء تلمع في انعكاس الضوء .
ربما بسبب ذلك، فتحت آرني فمها عن غير قصد و سألت شيئًا كان يثير فضولها .
" كاسيان لماذا تزوجتني ؟ "
سؤال غير متوقع، تغير تعبير كاسيان بشكل غريب .
ثم سألها كاسيان بهدوء بنظرة عميقة لا تزال تجهل ما بداخلها .
" إذن لماذا قبلت الزواج بي ؟ "
" هذا بسبب أمي …… "
" أمك ؟ "
في تلك اللحظة، أقترب منها كاسيان و نظر إليها .
" لماذا تقترب فجأة ؟ "
" ألا أستطيع ؟ "
" ليس الأمر أنك لا تستطيع …. "
ارتسمت إبتسامة على وجهه .
لطالما رأيت هذه الإبتسامة لكني لا أعرف لماذا تبدو غريبة جدًا الآن .
تراجعت آرني للخلف .
" ……. "
أبتسم كاسيان بجفاف وهو ينظر إلى آرني التي كانت تتجنبه .
" لماذا تتراجعين ؟ "
" ماذا ؟ لكنني لم أتراجع ؟ "
" حقًا ؟ "
" نعم …… "
أبتسم كاسيان و أنحنى أكثر .
لا أعرف لماذا أشعر بالغرابة و الخوف عندما يقترب مني بإبتسامة على وجهه … مهلاً هل أنا خائفة ؟
حتى هذا الشعور كان غير مألوف لذلك كانت آرني مرتبكة فيما إذا كان صحيحًا بأنها خائفة من هذا الشعور .
لا يوجد سبب للخوف في المقام الأول، ولكن لماذا يأتي رد الفعل هذا ؟
— نبضات .
سمعت صوت نبضات عالية لكنها لم تعلم لمن كان .
ابتلعت لعابًا جافًا و نظرت إلى كاسيان الذي كان يقترب ببطء .
ظلت تتراجع حتى وصلت إلى نهاية السرير، أصبحت في ورطة لأنها لم تعد تستطيع التراجع أكثر .
نظرت إلى كاسيان الذي كان بالكاد يدعم نفسه بذراعيه و يقترب .
كان قريبًا جدًا لدرجة أنها شعرت بأنفاسه .
لم تستطع معرفة ما إذا كان التنفس غير المنتظم الذي تسمعه هو تنفسها أم تنفسه .
ضحك كاسيان الذي كان ينظر إليها بهدوء و شعرت آرني فجأة بشعور مشؤوم .
" أنت … أنت لن تلمسني، أليس كذلك ؟ لقد وعدتني بأنك لن تضع إصبعك علي دون إذني "
" لست متأكدًا "
لقد وعدني … فماذا يقصد بأنه ليس متأكدًا ؟
حاولت آرني العبوس لكن دون جدوى، فعندما ألتقت أعينهما لم تستطع التحرك كما لو كان جسدها مقيدًا .
كانت آرني متوترة من الجو الغريب و المجهول .
و كانت عيون كاسيان الزرقاء عميقة و مظلمة بشكل غريب مما جعل النظر إلى عينيه أمرًا صعبًا .
" كاسيان رجل نبيل، أليس كذلك ؟ "
لذلك من واجب الرجل النبيل أن يحافظ على وعده .
ارتسمت إبتسامة ملتوية على وجهه و قال .
" ليس الآن "
ثم تداخلت شفاه كاسيان مع شفاهها .
****************************