الفصل ٢٨ : شفاه على حافة السكين


ليس الآن


يبدو أنني سمعت خطأ … لابد أنني سمعت خطأ .

" لابد أنني تفاجئت جدًا اليوم، فجأة سمعت بعض الهراء عن النوم معًا، يستحيل أن يقول كاسيان شيئًا كهذا "

" هذا ليس هراء يا آرني "

فشل هروب آرني اليائس من الواقع .

بإبتسامة عين لطيفة، أمسك كاسيان بيد آرني برفق .

" سأنام هنا أيضًا "

" ……. "

تغير تعبيرها بصمت .

" هاها، كاسيان مزحتك حقًا …. "

" أنا لا أمزح "

" ……. "

شعرت بالصدق في كلامه .

توقفت آرني فجأة و ذهبت مباشرة إلى السرير للحصول على وسادتها الخاصة .

عانقت آرني وسادتها و نظرت إليه .

" إذًا يمكنك النوم هنا و أنا سأنام في غرفة أخرى "

إذا كان كاسيان سينام في هذه الغرفة فليس لدي خيار سوى أن أنام في غرفة أخرى !

ليس وكأنه لا توجد غرف أخرى للنوم فيها في هذا القصر الكبير، ولم تكن مشكلة كبيرة إذا نمت في غرفة أخرى .

ألتقطت آرني الوسادة بهدوء و صمت و خرجت … كلا، كانت ستغادر ….

" آرني "

أمام باب الغرفة أمسك كاسيان بكتفي آرني التي كانت تمسك وسادتها بإحكام و جعلها تستدير و قبل أن تهرب لف ذراعيه حول خصرها و عانقها .

عندما نظرت لأعلى، كان وجه كاسيان المبتسم أمام أنفي مباشرة .

كما لو كان يعرف بالفعل أنها كانت ضعيفة بشكل رهيب أمام وجهه، رفع كاسيان زوايا عينيه و أبتسم بشكل مغرٍ .

وكما هو متوقع، هدأت آرني قليلاً .

" هل ستتركيني لوحدي ؟ "

" إذن، هل تريدنا أن ننام معًا هنا ؟ "

" نعم "

" ……. "

آرني التي صمتت للحظة أصبحت حذرة جدًا .

قمع كاسيان ضحكته على آرني التي كانت يقظة مثل قطة حذرة .

نظرت إلى كاسيان بهدوء و تحدثت .

" أنت وعدتني بالتأكيد في ذلك اليوم أنك لن تضع إصبعًا واحدًا على جسدي ما لم أسمح لك بذلك "

" نعم أتذكر "

استاءت آرني من موقفه الذي بدا و كأنه يسأل ما الخطأ .

" ثم الآن هذا …. "

همس كاسيان بهدوء  " ليس غريباً على الإطلاق أن ينام الزوجان معًا "

" هذا صحيح لكن …. "

" أم أنك تكرهينني ؟ "

جعلتها العيون الزرقاء المتألمة عاجزة عن الكلام للحظة .

وكان من المثير للشفقة أن يمسك بيد آرني كما لو كان يحثها على الإجابة .

تجنبت عيون كاسيان و نظرت بعيدًا و قالت .

" …… الأمر ليس كذلك "

عند سماع صوتها المنخفض لم يفوت كاسيان الفرصة و قدم وعدًا .

" لن يكون هناك أي شيء مما أنت قلقة بشأنه "

" …… حقًا ؟ "

أردت أن أصدق ذلك لكنني لم أستطع تصديقه .

لاحظ كاسيان أن قلبها كان يضعف و أومأ برأسه بإبتسامة لطيفة .

" لقد تم إختراق أمن القصر بالفعل ولا يمكنني تركك بمفردك و أنا أعلم أن هذه الليلة ربما ستكون خطيرة "

" آه "

فهمت آرني أخيرًا لماذا قال كاسيان ذلك .

تمنت لو أخبرها بهذا منذ البداية لأنها أساءت فهمه ….

ردت آرني بهدوء بعد أن تحمحمت لإخفاء إحراجها .

" لكن ليس عليك أن تفعل هذا بما أن كريڤ موجودًا …. "

" لا أريد أن أعهد سلامتك لرجل آخر "

تحدث بصوت منخفض و حازم و أختفت إبتسامته للحظة و أصبحت عيونه الزرقاء العميقة مظلمة .

سرعان ما أبتسم كاسيان بلطف كما لو لم يحدث شيء لكن آرني لم تستطع أن تنسى تلك النظرة .

لقد ألقى نظرة خاطفة على شيء ما لكنها لم تعلم ما الأمر .

" حسنًا آرني …. ؟ "

خفق قلبها عندما نظرت في عينيه، كان يبدو أنه يطلب الإذن منها .

" من فضلك، هل تسمحين لي بحمايتك الليلة ؟ "

بناءً على الطلب المهذب، تغير تعبير آرني بشكل غريب .

كانت هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها أحدهم حمايتها لأنها كانت من تحمي نفسها دائمًا .

استاءت آرني من الشعور المعقد بأنها لا تستطيع فهم ما إذا كان من الجيد أو السيئ أن تتحول فجأة إلى الموقف المعاكس .

و قبل أن تدرك ما كان هذا الشعور بحق خالق الجحيم، أضاف كاسيان كلمة مغرية جدًا .

" الليلة فقط "

" …… الليلة فقط ؟ "

هل هذا ما يهمس به الشيطان ؟

ابتلعت آرني لعابًا جافًا ولم تكن تعلم لماذا كان حلقها جافًا .

" حسنًا، لكن هذه الليلة فقط "

فكرت آرني عندما كانت تحدق في ابتسامته اللطيفة التي لا تزال ودية لكنها تبدو خطيرة أيضًا بطريقة ما .

' ألن يكون كل شيء على ما يرام إذا كانت الليلة فقط ؟ '

.

.

.

كلا، لم تكن الأمور على مايرام على الإطلاق .

تراجعت آرني عن ما قالته قبل نصف ساعة فقط .

' لماذا خطرت لي هذه الفكرة السخيفة أن الأمور ستكون على مايرام ؟ '

كان السرير كبيرًا بما يكفي لنوم ثلاثة بالغين معًا .

بالرغم من أنني كنت مستلقية على ظهري و متشبثة بالحافة لدرجة أنني سأسقط إذا انقلبت، إلا أنني كنت أشعر بوجود كاسيان بجانبي .

كان من الغريب أنها أصبحت واعية بمجرد أن استلقت بجانبه .

لم أشعر بهذا أبدًا من قبل حتى عندما كنت عالقة في ثكنة صغيرة مع مرؤوسي، لم أستطع معرفة الفرق بين الماضي و الحاضر .

كان ذلك عندما أعتقدت أنها لن تكون قادرة على النوم بهذا المعدل، ناداها كاسيان بصوت منخفض .

" آرني "

أغلقت آرني عينيها بشكل لا إرادي و تظاهرت بالنوم .

لم تستطع حتى معرفة السبب، لقد كان رد فعل لا إرادي تقريبًا .

" آرني "

أنا سأنام، أنا نائمة ….

حاولت آرني يائسة التظاهر بالنوم .

في اللحظة المتوترة عندما وقف حتى الزغب، صمت كاسيان .

و فجأة شعرت بلمسة غير مألوفة على عنقها .

فتحت آرني عينيها بتفاجؤ و أستدارت عندها ألتقت أعينهما و كانا قريبان جدًا حيث أستطاعت الشعور بأنفاسه .

" كما توقعت، أنتِ لم تكوني نائمة "

" ……. "

لقد تم الإمساك بي …. !

بينما حبست آرني أنفاسها، انتقلت نظرة كاسيان إلى عنقها .

لقد تم علاجها بالفعل و تغطيتها بضمادة لكنه كان يعلم أن هناك جرح .

" هل تعلم أنك كنت على وشك الموت ؟ "

" على يد من ؟ "

" يدي "

لقد تحرك جسدها قبل لحظات بشكل تلقائي لكنها توقفت بسرعة .

في كلمات آرني الصادقة، حدق بها كاسيان بهدوء و أبتسم .

" إذا كان على يديك فأنا مستعد للموت "

" ……. ؟ "

كان يدلي بتصريحات خطيرة بشكل لا مبالي .

" هل يمكنك تحمل مسؤولية هذه الكلمات ؟ "

" نعم، مرة واحدة على الأقل "

" ماذا تعني بتحديد رقم ؟ "

ماذا يعني بـ " مرة واحدة على الأقل " ألا يعيش الناس مرة واحدة فقط ؟

لم أستطع معرفة ما إذا كانت مزحة أم أنه جاد .

أرتفعت زوايا عينيه و أبتسم، كنت أعلم أنها إبتسامة تعني أن أدع الموضوع يمر لكن كان لديه السحر الذي يجعلني أتغاضى عن ذلك .

" لابد أنها كانت ليلة طويلة و مرهقة لكنك لا تستطيعين النوم "

" هذا …… "

" كما توقعت، هل هو بسببي ؟ "

أبقت آرني فمها مغلقًا، ضحك كاسيان على آرني التي لم تستطع قول نعم أو لا .

" ألا يمكنك حتى الكذب من باب المجاملة ؟ "

" …… لأن الكذب سيء "

لقد كان عذرًا سيئًا، أليس كذلك ؟

" صحيح، الكذب شيء سيء لقد تعلمت جيدًا "

أجابها كما لو كان فخورًا بها .

لم تستطع آرني معرفة ما إذا كانت هذه مجاملة أم سخرية .

ثم قام كاسيان من السرير، رفعت آرني الجزء العلوي من جسدها فقط و قالت .

" هل ستذهب ؟ "

أبتسم كاسيان بشكل لا إرادي من صوت آرني الممزوج بالترقب .

" هل تريدين مني أن أذهب ؟ "

" ليس هذا ما قصدته …. "

تجنبت آرني النظر إلى كاسيان الذي انحنت زوايا عينيه كما لو كان حزينًا .

" أعتقد أن زوجتي الغالية لن تكون قادرة على النوم إذا بقيت بجانبها لذلك سأنهض الآن "

" آه …. أوه …. "

" سأعمل هنا، لذلك نامي براحة يا آرني "

" ستعمل …. ؟ "

في هذا الوقت ؟

على طاولة الأريكة كانت هناك أوراق مكدسة عالياً مثل البرج .

" لقد كنت تعمل طوال الليل، ألست متعبًا ؟ "

" هذا القدر لا بأس به "

" لا أعتقد أنك إنسان …. "

ضحك كاسيان على تعجبها، فقد كان ذلك طبيعيًا بالنسبة له ولكن ليس لآرني .

' هل لدى الدوق الأكبر دائمًا هذا القدر من العمل ؟ كان والدي يلعب فقط …. '

راقبته آرني وهي تفكر بأن والدها سيهرب فورًا إذا سمع ذلك .

كانت مشاهدة كاسيان وهو يركز على أوراقه ممتعة للغاية .

كانت هذه هي المرة الأولى التي لاحظت فيها أن أصابع كاسيان طويلة و عندما يعمل يكون تعبيره مختلفًا عن المعتاد .

كان من الجيد أيضًا سماع صوت تقليب الأوراق .

أغمضت آرني عينيها من الشعور الغير مألوف بالهدوء .

أتمنى لو أستطيع النوم هكذا ….

' كما هو متوقع، لا أستطيع النوم '

فشلت محاولتها و عندما فتحت آرني عينيها مرة أخرى، سأل كاسيان بإبتسامة .

" هل أغني لك تهويدة ؟ "

" لا "

" سأقرأ لك قصة خيالية أيضًا "

" لا، شكرًا "

" من يعلم ؟ ربما إذا غنيت لك تهويدة فستنامين على الفور "

" هل تسخر مني ؟ "

فتح كاسيان عينيه على مصراعيه وكأنه يتساءل عما تتحدث عنه و ضحك .

كما هو متوقع، كان يسخر مني حقًا .

تخلت آرني عن النوم كانت تتمنى أن تنام ولكن لم يكن لديها مشكلة حتى لو لم تنم لمدة أسبوع و كان لديها جسد يصبح نشيطًا حتى لو نامت لمدة ساعتين تقريبًا .

ومع ذلك، تساءلت فقط لماذا لم تستطع النوم اليوم بينما كانت تنام جيدًا حتى في وسط ساحة المعركة .

هل بسبب كاسيان ؟

" كاسيان، هل ستبقى مستيقظًا ؟ "

" أجل "

" لكنك متعب "

" لا بأس "

أنت لا تبدو بخير على الإطلاق .

حدقت آرني بهدوء في كاسيان الذي وضع الورقة جانباً للحظة و جفلت عندما نظر إليها فجأة .

ثم تحمحمت و قالت .

" آه صحيح، لا تخبر أمي بما حدث اليوم سأخبرها أنا لاحقًا "

" حسنًا "

أبتسمت آرني بسعادة من موافقته السريعة .

أوه أجل ! لن أعاني بسبب إزعاج والدتي .

ظننت أنه سيسأل عن السبب لكن كان من الجيد أنه وافق على ذلك بصمت .

" أمي تقلق كثيرًا بشأن جسدي، لن تكون قادرة على البقاء ساكنة إذا سمعت بهذا "

" هذا لأن جسدك ضعيف للغاية لذا بالطبع ستقلق "

" …… هاها "

في الحقيقة كان ذلك بسبب شيء مختلف تمامًا لكن آرني لم تكلف نفسها عناء تصحيح سوء فهمه .

كانت تتساءل فقط إذا كان لا بأس بأن تترك الأمور كما هي، حتى لو كان ذلك غير مقصود فإن حقيقة أنها كانت تخدعه أزعجتها بشدة .

ما باليد حيلة حتى لو شعرت بالذنب لخيانة هذا الشخص مرة أخرى .

' حسنًا، لا بأس لأنه لن يكتشف ذلك على أي حال '

فأنا سأحصل على الطلاق في غضون ٣ أشهر على أي حال، لذلك تساءلت عما إذا كان من المقبول خداعه لفترة من الوقت .

إذا أكتشف أنها سيد السيف أو إذا أصبحت الأمور معقدة، فسيسبب هذا صداع فقط .

' لم يتغير قراري بالطلاق والعودة بعد ٣ أشهر، لكن …. '

كان هذا الشخص يزعجني ….

ماذا سيحدث لهذا الشخص إذا حصلت على الطلاق ؟ هل سيتزوج امرأة أخرى ؟

هذا نوعًا ما ….

شعرت آرني بالإرتباك .

إنه شيء مزعج لكني لا أعرف كيف أشعر … ما هذا الشعور ؟

و عندما كانت آرني في ورطة .

" بماذا تفكرين ؟ "

صوته أعادها إلى رشدها .

" أمم، كنت أفكر في شيء ما لفترة من الوقت "

" بماذا ؟ "

بدت عيون كاسيان الزرقاء تلمع في انعكاس الضوء .

ربما بسبب ذلك، فتحت آرني فمها عن غير قصد و سألت شيئًا كان يثير فضولها .

" كاسيان لماذا تزوجتني ؟ "

سؤال غير متوقع، تغير تعبير كاسيان بشكل غريب .

ثم سألها كاسيان بهدوء بنظرة عميقة لا تزال تجهل ما بداخلها .

" إذن لماذا قبلت الزواج بي ؟ "

" هذا بسبب أمي …… "

" أمك ؟ "

في تلك اللحظة، أقترب منها كاسيان و نظر إليها .

" لماذا تقترب فجأة ؟ "

" ألا أستطيع ؟ "

" ليس الأمر أنك لا تستطيع …. "

ارتسمت إبتسامة على وجهه .

لطالما رأيت هذه الإبتسامة لكني لا أعرف لماذا تبدو غريبة جدًا الآن .

تراجعت آرني للخلف .

" ……. "

أبتسم كاسيان بجفاف وهو ينظر إلى آرني التي كانت تتجنبه .

" لماذا تتراجعين ؟ "

" ماذا ؟ لكنني لم أتراجع ؟ "

" حقًا ؟ "

" نعم …… "

أبتسم كاسيان و أنحنى أكثر .

لا أعرف لماذا أشعر بالغرابة و الخوف عندما يقترب مني بإبتسامة على وجهه … مهلاً هل أنا خائفة ؟

حتى هذا الشعور كان غير مألوف لذلك كانت آرني مرتبكة فيما إذا كان صحيحًا بأنها خائفة من هذا الشعور .

لا يوجد سبب للخوف في المقام الأول، ولكن لماذا يأتي رد الفعل هذا ؟

— نبضات .

سمعت صوت نبضات عالية لكنها لم تعلم لمن كان .

ابتلعت لعابًا جافًا و نظرت إلى كاسيان الذي كان يقترب ببطء .

ظلت تتراجع حتى وصلت إلى نهاية السرير، أصبحت في ورطة لأنها لم تعد تستطيع التراجع أكثر .

نظرت إلى كاسيان الذي كان بالكاد يدعم نفسه بذراعيه و يقترب .

كان قريبًا جدًا لدرجة أنها شعرت بأنفاسه .

لم تستطع معرفة ما إذا كان التنفس غير المنتظم الذي تسمعه هو تنفسها أم تنفسه .

ضحك كاسيان الذي كان ينظر إليها بهدوء و شعرت آرني فجأة بشعور مشؤوم .

" أنت … أنت لن تلمسني، أليس كذلك ؟ لقد وعدتني بأنك لن تضع إصبعك علي دون إذني "

" لست متأكدًا "

لقد وعدني … فماذا يقصد بأنه ليس متأكدًا ؟

حاولت آرني العبوس لكن دون جدوى، فعندما ألتقت أعينهما لم تستطع التحرك كما لو كان جسدها مقيدًا .

كانت آرني متوترة من الجو الغريب و المجهول .

و كانت عيون كاسيان الزرقاء عميقة و مظلمة بشكل غريب مما جعل النظر إلى عينيه أمرًا صعبًا .

" كاسيان رجل نبيل، أليس كذلك ؟ "

لذلك من واجب الرجل النبيل أن يحافظ على وعده .

ارتسمت إبتسامة ملتوية على وجهه و قال .

" ليس الآن "

ثم تداخلت شفاه كاسيان مع شفاهها .


— رابط الصورة : هنا

****************************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان