الفصل 193 و 194 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


لقد افترقت مباشرة عن أنديدن في قلعة الكونت .

لقد غادر بعد أن وعدته يلينا أنها ستقيم له حفلة كبيرة في المرة القادمة التي يزور فيها قلعة الدوقية لشكره على جهوده في التنقيب عن السيف المقدس .

في ذلك الوقت، نظر أنديدن إلى وجهها بحيرة كما لو كان يقول ' أنا حر أخيرًا '

' يجب أن أرسل تحياتي إلى عائلته قريبًا '

ثم فكرت يلينا أن أملاح الاستحمام التي اختارتها آبي لها مثالية للتعافي من تعب السفر .

توضيح : أملاح الاستحمام هي أملاح معدنية على شكل مسحوق قابل للذوبان في الماء، تُضاف إلى الماء لتستخدم للاستحمام، ومن المعروف أنها تساعد في تخفيف الألم .

بعد أن أنتهت من الإستحمام، استدعت بن .

أرادت أن تطلب منه أن يحفظ السيف المقدس في مكان آمن، ولكن الأهم من ذلك كان هناك شيء يدور في ذهنها تريد تأكيده .

' ما زلت أفكر في الطريقة التي عبس بها ولي العهد بمجرد أن نظر إلى زوجي '

كان رد فعله مبالغًا فيه .

كانت تعلم يلينا أن هناك الكثير من الناس كانوا غير مرتاحين مع زوجها بسبب شائعاته و البقع التي على وجهه لكن هذه كانت المرة الأولى التي ترى فيها رد فعل عنيف و واضح هكذا .

' ربما …. '

" سيدتي، هل استدعيتني ؟ "

" بن، لقد أتيت في الوقت المناسب، أستدعيتك لأنني أردت أن أسألك شيئًا … الأمر يتعلق بولي العهد الأمير بارتيز .… "

أرادت أن تسأل عما إذا كان هناك عداوة بين زوجها و ولي العهد ولكن قبل أن تسأل حتى، وسع بن عينيه و رفع يده إلى مؤخرة رقبته .

" آآهه ! "

" بن ؟ "

" ولي العهد … بارتيز … آآهه ! "

" بن، تمالك نفسك ! فلتهدأ ! "

بعد فترة وجيزة، عاد بن بالكاد إلى طبيعته .

" يا إلهي … أعتذر سيدتي، هل تتذكرين عندما أخبرتك أنه كلما سمعت أسماء معينة أصبح عاطفيًا ؟ "

نظرت إليه يلينا بقلق كان يمكن أن يحدث له شيء خطير بسبب تقدمه في السن .

وفي هذه الأثناء، بحثت في ذاكرتها و أعتقدت أنها تتذكر شيئًا ما بشكل غامض .

بالتفكير في الأمر، أعتقدت أنها سمعته يقول شيئًا مشابهًا عندما تحدثوا لأول مرة عن توماس .

" نعم أتذكر "

" ولي العهد بارتيز … هو الاسم الذي يثير أقوى رد فعل مني "

تصلب وجه يلينا، لا يمكن تفسير هذه الكلمات إلا بطريقة سيئة .

" كيف عامل ولي العهد زوجي ؟ "

" سنبقى هنا لفترة طويلة إذا سأخبرك بكل شيء، بإختصار كان كل كلمة يقولها و كل فعل يقوم به كان مليئًا بالإحتقار و الإزدراء للسيد "

أرتجف بن كما لو أن مجرد التفكير في الأمر يجعله غاضبًا .

" هل تعرفين ما هو الجزء الأكثر سخافة في هذا الوغد ؟ "

هذا الوغد … لقد كانت طريقة غير محترمة للغاية للتحدث عن ولي العهد لكن يلينا كانت الوحيدة التي سمعت ذلك على أي حال .

و بالطبع، لم تعلق على ذلك .

" ماهو ؟ "

" في الحقيقة، لدى ولي العهد بارتيز عقدة نقص تجاه السيد سيدريون "

" ماذا ؟ "

" أنا متأكد من أنك تعرفين بالفعل أن لون شعر و عين ولي العهد عادي للغاية "

" أجل هذا صحيح "

أومأت يلينا برأسها .

شعر بني و عيون بنية .

في حشد من الناس يمكن للمرء أن يرى شخصًا له نفس الشعر و العينين في كل ثلاث خطوات .

" لطالما كان ولي العهد بارتيز يعاني من عقدة نقص شديدة فيما يتعلق بهذه الحقيقة كان من المفترض أن يكون مميزًا لكنه لم يكن كذلك "

" همم …. "

" وبعد ذلك رأى السيد سيدريون "

" يمكنني توقع ما حدث "

فكرت يلينا في مظهر سيدريون .

كان لديه شعر ذهبي لامع و عينان ذهبيتان مشرقتان .

كان مظهره يبدو و كأنه ملاك نبيل و أعتقدت أيضًا أنه يبدو ' كأمير من قصة خيالية '

" نظرًا لأن مالك البرج الأسود كان لديه ما لا يملكه، فقد نشأت الغيرة و الشعور بالنقص "

" ولكن ما علاقة ذلك بمعاملته السيئة لزوجي …. " تمتمت يلينا و سرعان ما قطبت حاجبيها .

أيمكن أن يكون ؟

لم تكن تريد تصديق أن الأمر كان كذلك لكنها لم تستطع التفكير في أي سبب آخر غير ذلك .

" …. هل لأن مالك البرج الأسود و زوجي صديقان ؟ "

" نعم بالضبط "

" ماذا … لكن إذا كان لديه عقدة نقص تجاه مالك البرج الأسود فيجب عليه أن يتعامل معه بدلاً من ذلك "

" السيد سيدريون ليس من النوع الذي سيظل ساكنًا إذا عبث معه شخص ما "

تنهد بن وهو يهز رأسه، عبّرت النظرة على وجهه عن عدد من المشاعر إحداها الإحباط .

" ربما لم تري ذلك شخصيًا لكنني متأكد من أنك سمعت أن شخصية السيد سيدريون ليست عادية "

' بالتأكيد أعلم عن ذلك '

سمعت يلينا أن سيدريون دمر ملكية رجل ذا منصب رفيع لأنه أزعجه، من المؤكد أنه لم يكن مثل الآخرين .

" …. لم يستطع أن يعبث مع مالك البرج الأسود لأنه كان يعلم أنه سينتقم إذا فعل، لذلك أخرج غضبه على زوجي الذي بدا و كأنه هدف سهل لأنه لن يفعل أي شيء ؟ "

أومأ بن برأسه كما لو كان يقول أنها أصابت نقطة الهدف .

****************************

الفصل : ١٩٤

" بالضبط "

كانت يلينا عاجزة عن الحديث .

' إنه مغفل تمامًا '

كانت تعلم أن ولي العهد لم يكن شخصًا محترمًا لأنها أختبرت ذلك بشكل مباشر لكنها لم تكن تعتقد أنه سينحدر إلى هذا الحد .

كانت مصدومة و مذعورة .

بعد ذلك، شعرت يلينا بالشفقة .

' التفكير بأن سافل مثله سيصبح ملكًا .… '

هل ستكون هذه الدولة بخير حقًا ؟

من بين جميع البلدان لماذا ولدت في هذا البلد ؟

تنهدت يلينا وهي تشفق على نفسها و كانت منزعجة أيضًا .

' لا يمكنني حتى أن أفعل أي شيء بتهور لأنه من العائلة المالكة '

كان سيدريون قادرًا على التصرف وفقا لمزاجه أمام العائلة المالكة لأن البرج الأسود كان كيانًا مستقلاً .

تعاون البرج الأسود مع القلعة الملكية لكن لم يكن عليهم أن يطيعوهم و كان هذا مختلفًا عن يلينا و كايوين اللذان كانا إقطاعيتهما تابعة للعائلة المالكة .

' كان علي أن أضربه و أتظاهر بأنه كان حادثًا عندما كنا في الجبال '

كان من الممكن أن تضربه في مؤخرة رأسه مرة واحدة على الأقل دون أن يرى أحد وسط كل تلك الفوضى .

عندما شعرت يلينا بالندم المتأخر، نظرت فجأة إلى وجه بن .

نظرًا لعمره لم يكن لديه بالعادة بشرة جيدة لكنه اليوم بدا أكثر شحوبًا ربما بسبب ولي العهد …

حدقت يلينا في كبير الخدم بنظرة حزينة ثم فتحت فمها فجأة .

" بن، هل تريدني أن أخبرك بقصة مضحكة ؟ "

" قصة مضحكة ؟ "

" حدث ذلك قبل أن نحصل على السيف المقدس …. "

أخبرت بن كيف تنافسا و انتصروا على ولي العهد في التنقيب عن السيف المقدس في إقطاعية مورجانا .

أخبرته بكل التفاصيل حتى يشعر بن وكأنه كان موجود معهم .

و ركزت بالتحديد على الجزء الذي خلع فيه ولي العهد معطفه و ركض نحو النار بطريقة مضحكة و مثيرة للسخرية .

" هاهاها ! لا بد أن هذا كان مشهدًا رائعًا ! كان يجب أن أكون هناك لأرى كل شيء، هوهوهو ! "

عاد اللون إلى وجه بن وهو يضحك وكأن القصة جعلته يشعر بتحسن .

نظرت يلينا إلى وجهه المتجعد الذي بدا الآن صحيًا و سعيدًا .

كانت هذه لحظة ودية .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

كان أنديدن يحلق في السماء و قطع مسافات طويلة .

ثم أكتشف شيئًا على الأرض و فتح فمه .

" انتظر سيلفي "

ثم هبط ببطء على الأرض، كان هناك رجل يقف أمامه .

" مرحبًا، أنديدن "

" كيف عرفت أنني سأمر من هنا ؟ "

" أنت تعرفني، لدي أحيانًا القدرة على رؤية المستقبل "

" لذلك رأيتني بقدرتك ! يا إلهي، من المفاجئ دائمًا سماع هذا "

" أنت تبالغ في مدحي لأنني أعتقد أن سحرك الروحاني أفضل "

أبتسم الرجل .

كان شعره الطويل الذي تجاوز كتفيه حاليًا في شكل ذيل حصان و كان شعره بنيًا داكنًا و يبدو مختلفًا اعتمادًا على ما إذا كان هناك ضوء أم لا .

بدا بنيًا في الضوء و أسودًا في الظلام .

و يمكن أن يرى أنديدن انعكاس صورته في عيون الرجل الرمادية الفضية .

" على أي حال، هل كانت المعلومة التي قدمتها لك مفيدة ؟ "

" أوه، هذا …. "

قطب أنديدن حاجبيه و حك مؤخرة رأسه .

" تسربت المعلومة "

" …. حقًا ؟ "

" علم ولي العهد بالأمر، رغم أنني لا أعرف كيف علم بذلك "

تمتم الرجل بعيون حزينة " أعتقد أن أحد المخبرين كان جرذًا جشعًا بالمال "

تسربت المعلومة السرية، قام أحد مرؤوسيه ببيع المعلومة لتحقيق مصلحته الشخصية .

" شكرًا لك أنديدن، بفضلك أعلم الآن أن النقابة بحاجة إلى إعادة تنظيم داخلي "

" لا داعي للشكر "

" و أنا أشعر بالخجل، قصدت أن يكون لديك أنت فقط هذه المعلومة …. "

" انسى ذلك، لقد حصلنا على السيف المقدس في النهاية "

" حقًا ؟ "

" حسنًا، ليس أنا ولكن صديقتي "

صمت أنديدن للحظة بعد أن قال ذلك ثم فتح فمه .

" و شهدت أيضًا مشهد نادر و ثمين …. "

عندها تذكر أنديدن عملية التنقيب عن السيف المقدس و كايوين .

" سيتم تنشيط الفخ إذا تجاوزت الخط المحدد لذا سأنتظر هنا "

توقف الحوذي الذي قاد العربة التي أحضرت كايوين و أنديدن إلى الغابة حيث تم إكتشاف السيف المقدس و قال هذه الكلمات .

نزل الرجلان من العربة و سارا في الفخ .

تراكم ضباب كثيف فجأة بمجرد دخولهم .

من بعيد تمكنوا من رؤية سيف مدفون في الأرض ولم يظهر سوى مقبضه .

" لابد أن هذا هو السيف المقدس …. "

عندما اقتربوا من السيف ازداد الضباب، أصبح كثيفًا لدرجة أنهما لم يتمكنا من الرؤية أمامهما .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان