الزواج سياسي أما الحب علاقة غرامية
' هل وقع لي بالفعل ؟ '
تفاجئت آرني و فتحت عينيها على مصراعيها .
في البداية، شكت آرني في سمعها ظنت أنها سمعت ذلك بشكل خاطئ لكن لسوء الحظ لم تسمع ذلك خطأ .
" كان حبًا من النظرة الأولى "
" أوه …. "
أبتسم كاسيان عندما ألتقت أعينهما .
لقد سحرتني إبتسامته هذه لفترة وجيزة فقط .
' …. أيقول هذا لأننا أمام الآخرين فقط ؟ '
ألن يكون هذا هو التفسير الوحيد ؟
أومأت آرني برأسها .
حاول كاسيان كتم ضحكته عندما نظر إلى آرني التي أومأت برأسها بجدية بدافع الإنسجام مع الموقف .
فجأة لم يرغب كاسيان في الذهاب إلى الحفلة، لم يرغب في إظهار آرني لأي شخص .
لكن في نفس الوقت أراد التباهي بها للعالم .
' صحيح '
بعد كل شيء، قطتنا هي الأجمل .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
اليوم هو يوم الحفلة في القصر الإمبراطوري الذي كان الجميع ينتظره .
لطالما كانت الحفلات حدثًا رئيسيًا لجذب انتباه العالم الاجتماعي لكن هذا الحدث لفت الانتباه لسبب مختلف عن المعتاد .
" هل سمعتِ الأخبار ؟ "
" سمعت، صاحب السمو دوق تيرنوجين أخذ جميع مصممي العاصمة "
" لا أعرف ما حدث لكن فجأة اختفت جميع الفساتين التي في المتاجر و أُلغيت الحجوزات التي كنت أملكها "
" تسبب ذلك في نقص في الفساتين و يقال إن الآنسات الأخريات تعرضن لمشاكل "
" لقد ذهبت اليوم أيضًا و عدلت الفستان الذي كنت أرتديه من قبل "
الشيء غير المتوقع الذي حدث في الأيام القليلة الماضية .
تم وضع الفستان الذي تم الانتهاء منه بأمان في أحضان الآنسة الشابة التي طلبت ذلك، ولكن تم إلغاء جميع الفساتين بعد ذلك و حتى الفساتين التي في البوتيك اختفت .
لقد أبقوا كل شيء سرًا لكن لا توجد أسرار في الدوائر الإجتماعية .
بالنسبة للفساتين، لقد انتشرت شائعات بأن كاسيان قد دفع ثمن الفساتين و أخذ كل شيء .
" هل يمكن أن يكون صاحب السمو الدوق الأكبر قد فعل كل ذلك من أجل صاحبة السمو، كما يُشاع ؟ "
" أوه ~ ما مقدار حبه لها …. "
" إنه رومانسي حقًا ! "
كان الأمر مؤسفًا بالنسبة لبعض الآنسات الشابات اللاتي تم إلغاء طلبات لباسهن فجأة ولكن بالنسبة لمعظمهن كان شيئًا مثيرًا .
حالة يكون فيها الرجل صاحب المكانة النبيلة و الثروة و السلطة يهتم بزوجته هكذا .
لقد بدا هذا و كأنه حدث من رواية .
كان كل اهتمام المجتمع يتركز على الدوقة الكبرى تيرنوجين .
" مهلاً، انظروا هناك "
ثم صرخ أحدهم بصوت عالٍ .
في الوقت نفسه، تحولت أعين الجميع إلى مدخل قاعة الحفلة .
" صاحبا السمو دوق و دوقة تيرنوجين يدخلان ! "
الظهور الأول للدوقة الكبرى تيرنوجين التي يكتنفها الغموض .
أولئك الذين رأوا آرني برفقة كاسيان حبسوا أنفاسهم و اتسعت عيون الجميع على الجمال الذي بدا و كأنه أتى من عالم مختلف تمامًا .
كان شعرها الفضي مرفوع بأناقة و عينيها الحمراء بدت وكأنها مرصعة بالياقوت المصنوع جيدًا .
" قال الدوق الأكبر أنه كان حب من النظرة الأولى، أعتقد أن هذا حقيقي "
" أشعر أنني في حالة حب أيضًا "
" كيف يمكنها أن تكون هشة جدًا و جميلة …. "
بالإضافة إلى ذلك، لفت الفستان المصنوع خصيصًا لآرني انتباه النبلاء .
كان الفستان المطرز بخيوط ذهبية دقيقة على الحرير الأسود الداكن، أسلوبًا مختلفًا تمامًا لم يكن موجودًا من قبل .
فستان ظهر نتيجة منافسة بين ثلاثة مصممين عظماء .
" يا إلهي، هذا ….. "
" إنه فستان لم أرى مثله من قبل ! "
أندهش الجميع من مدى جمال الفستان الأسود الذي لا يتم ارتداؤه غالبًا لأنه يستخدم غالبًا في الحداد، كيف يمكن أن يكون جميلاً جدًا .
" لا تتوتري و استرخي "
أدارت آرني رأسها عندما همس كاسيان بذلك .
" على الأقل في هذه القاعة ليس هناك شخص تحني له رأسك "
وعندما ألتقت نظراتهما أبتسم كاسيان بخفة وهو يضع شعرها خلف أذنها و أضاف .
" لأن لدي الكثير من القوة "
كانت آرني تعلم أنه قال ذلك ليريحها لكنها لم تكن تشعر بالتوتر .
فقط …. كان الفستان غير مريح .
' أريد أن أخلعه '
أرادت أن ترتدي ملابس أكثر راحة .
كان هذا لكونها عاشت بزي الفرسان لنصف حياتها، لم تكن آرني معتادة على الفساتين .
ومع ذلك، بالعادة كانت ستقول أنها ستخلعه لكن كان هناك سبب لتستمر بإرتدائه بشكل مثير للإعجاب .
' إنه فستان عملوا بجد على صنعه لهذا علي أن أتحمله لفترة أطول قليلاً '
تذكرت جميع الأشخاص الذين عملوا على هذا الفستان وهم يقولون بفخر أنه أصبح جاهزًا بعد 3 أيام و 3 ليال فقط .
كان لدى آرني أيضًا الكثير من الضمير .
عندما وصل الاثنان بدأ الحفل كما لو كانوا ينتظرونهم .
كانت حفلة عادية و كانوا النبلاء يستمتعون بشكل طبيعي بالحفل بينما يتحدثون في مجموعات من ثلاثة و أربعة و خمسة أشخاص .
بالطبع كان هناك العديد من النبلاء الذين أرادوا الإقتراب من كاسيان لكنه ركز إهتمامه على آرني بدلاً من النبلاء .
" ماذا علمتك الماركيزة جيانا ؟ "
" ماذا ؟ "
تذكرت آرني ما تعلمه خلال الأيام القليلة الماضية وعن العائلة الإمبراطورية .
" آه، علمتني طريقة التحية و عن أفراد العائلة الإمبراطورية أيضًا "
" إذن أنتِ لا تعلمين عن النبلاء الآخرين "
" ماذا ؟ آه أجل لا أعلم "
أبتسم كاسيان و أومأ ثم علمها عن كل شخص رآه .
" ذاك الشخص هو الكونت سيلدن، على الرغم من أنه يتمتع بالسلطة إلا أنه لا يتمتع بسمعة جيدة لذلك يعامله بعض النبلاء على كالبيدق، من المحتمل أن يزعجك كثيرًا "
عندما رأته يُثير ضجة فقط بسبب تواصلهم البصري أدركت آرني سبب توقع كاسيان بأنه سيضايقها .
يبدو كنبيل عادي يحاول رفع اسمه من خلال ربط نفسه بنبيل عظيم .
حسنًا، يجب علي تجنبه .
" وهذا الشخص هو الكونت بورجيا، عائلته لديها تاريخ طويل لكنه يفتقر إلى السلطة الآن، ربما سيزعجك كثيرًا لأسباب أخرى "
يبدو أنه يحاول رفع مكانة عائلته و كان هذا مزعجًا أيضًا .
حسنًا، سأتجنب رجلين الآن .
أثناء الإستماع إلى شرح كاسيان لفترة طويلة، ملأت آرني ببطء القائمة السوداء بأشخاص لا ينبغي لها الإقتراب منهم .
فجأة، تساءلت بشأن شيء ما .
" بالمناسبة كاسيان "
" نعم آرني "
" لقد فكرت بهذا أثناء الإستماع لك …. ألا يوجد شخص يجب أن أُكون معه صداقة بصفتي الدوقة الكبرى ؟ "
تذكرت آرني والدتها، بصفتها دوقة بريلهيت كانت تُكون صداقات مع كل شخص تقريبًا في العالم الاجتماعي دون ترك أي شخص .
وكانت تتحدث عن أن التواصل الإجتماعي هو مصير الزوجة الأرستقراطية .
سألت ذلك بسبب أنه لم يكن هناك من يمكنها الإقتراب منه بمجرد الإستماع إلى شرح كاسيان .
' لم أكن أتوقع أن لديها مثل هذه الفكرة الجديرة بالثناء '
قطبت آرني حاجبيها وهي تنظر بإستنكار إلى كاسيان الذي ضحك دون إجابة ….
لماذا أشعر دائمًا أنني أتعرض للمضايقة ؟
" لا يوجد "
" حقاً ؟ "
" نعم "
أومأ كاسيان برأسه و أضاف :
" آرني يمكنك فعل ما تريدين … الإقتراب من الآخرين أو الحفاظ على مسافة بينك و بينهم "
سواء كان يقصد ذلك أم لا، كان من الصعب على آرني أن تتقبل ذلك .
بالتفكير في الأمر، بعد أن وصلوا إلى العاصمة كان الأمر نفسه في القصر، حرص كاسيان دائمًا على أن تشعر آرني بالراحة دون أن يطالبها بأي مطالب خاصة .
ربما سيحسدها الآخرون إذا سمعوا ذلك لكنها لم تكن سعيدة بهذا ….
كانت آرني تشعر بالراحة و عدم الراحة في نفس الوقت .
' هذا النوع من المراعاة ليس جيدًا، يبدو كما لو أن هناك شيء ما '
ظننت أنه سيكون هناك سبب آخر، تمامًا مثل كما لو كنت أربيه لتناوله .
مهما كان الأمر، كانت آرني بخير طالما لم يكن لديها واجبات كدوقة كبرى .
أخبرني كاسيان أن أفعل ما أريده لذا لو قال شيئًا آخر لاحقًا فسيكون لديّ ما أقوله .
" بالمناسبة كاسيان "
" نعم آرني "
" لا يمكنني رؤية صاحب الجلالة بأي مكان، لقد جئت لتحيته اليوم "
أبتسم كاسيان وهو ينظر إلى طاولة الشرف الفارغة .
' لم أكن أتوقع أنه سيكون بهذه الوضاعة '
" ……. ؟ "
تعمقت إبتسامة كاسيان بينما كانت آرني تميل رأسها .
" يبدو أن جلالته سيتغيب اليوم أيضًا "
" …… ماذا ؟ "
لم يحضر اللقاء من قبل و هذه المرة أيضًا ؟
بطريقة ما، أشعر و كأنني أتعرض للتنمر من قبل الإمبراطور .
أم أن هذا شعوري فقط ؟
حتى عندما نظرت إلى كاسيان لم أستطع فهم ما كان يحدث لأنه كان يبتسم فقط .
" كاسيان، يبدو أن جلالته يتجنبنا لكنه شعوري فقط، أليس كذلك ؟ "
عند سؤال آرني، أبتسم كاسيان بشكل غريب مرة أخرى .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
رمش إدوارد و نظر إلى السقف .
كان مساعد الأمير أوزي محبط فقد مضى وقت طويل منذ أن بدأ الحفل في القصر الإمبراطوري لكن الأمير لم يُظهر أي علامة على رغبته في حضور الحفل .
" سموك، إذا فعلت هذا فسيتم توبيخك مرة أخرى ! "
بغض النظر عما إذا غضب أم لا، كانت اهتمامات إدوارد كلها مركزة على شيء واحد .
قبل أيام قليلة، قابل امرأة ملائكية لأول مرة .
منذ ذلك اليوم، كان إدوارد يعاني من مرض الحب لأنه لم يستطع أن ينسى آرني .
لم يكن مذاق الطعام جيدًا، ولم يستطع النوم جيدًا و كان قلبه فارغًا، و كل ما كان يفكر فيه هو آرني .
عندما نظر إليه مساعده أخرج البطاقة الأخيرة في النهاية .
" حضر الدوق الأكبر و زوجته حفلة اليوم ! "
عادت عيون إدوارد التي كانت ميتة إلى الحياة .
هذا يعني أن آرني قد أتت إلى القصر الإمبراطوري !
قفز إدوارد و ضبط مظهر ملابسه الذي كان يرتديه .
" الدوق الأكبر و زوجته حضرا الحفلة ؟ إذن لا يمكنني تفويتها "
أعرب المساعد عن ندمه عندما نظر إلى الأمير إدوارد الذي تحرك على الفور، لأنه كان يجب عليه إبلاغه بذلك أولاً .
" صاحب السمو، دعنا نذهب معًا ! "
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
عند دخوله الحفلة، كان الأمير إدوارد يعلم بإهتمام النبلاء الذين جاءوا إليه لكنه تجاهل ذلك .
الشيء المهم بالنسبة له الآن لم يكن سوى الدوق الأكبر و زوجته .
' وجدتها '
لا أحد يستطيع أن يبرز حتى من مسافة بعيدة غيرها .
تفاجأ إدوارد بأن قلبه بدأ ينبض بسرعة منذ اللحظة التي حطت نظراته عليها .
إدوارد أبن الإمبراطورة السابقة أراد شخصًا ولأول مرة لكنها بالفعل ملك لشخص آخر !
تذمر جزء من قلبي ' حب كهذا لن يأتي مرة أخرى '
أين سيستطيع إيجاد حب كهذا ؟
أتخذ إدوارد الذي عاش في حالة من لوعة الحب لعدة أيام و عانى من علاقة حب غير مسبوقة، قرارًا مهمًا و أقترب من آرني .
كانت آرني وحدها كما لو أن السماء تساعده .
" لقد مرت فترة منذ أن رأيتك يا أختي بالقانون "
عندما قام إدوارد بتحيتها حدقت آرني في وجهه بسعادة .
من بين الوجوه غير المألوفة التي رأيتها طوال اليوم، كان من حسن الحظ أن هناك وجهًا مألوفًا .
" آه، الأمير إدوارد "
" نعم، كما هو متوقع لقد تعرفتِ علي أيضًا …. ! "
أرتسمت إبتسامة على وجه إدوارد عندما رحبت به .
كما هو متوقع، لابد أنها معجبة به أيضًا و إلا فلن ترحب به بهذه الطريقة .
" لدي شيء أريد أن أخبرك به، هل يمكنك إعطائي بعض من وقتك ؟ "
" وقت …… ؟ "
أصبحت آرني مضطربة، فبعد لقاء الماركيزة جيانا و التعرف على بعض السيدات، ظهر إدوارد بينما كانت بمفردها لفترة من الوقت .
لقد ذهب كاسيان مع الكونت ثيسالاكا، ربما كانت هناك مشكلة كبيرة .
حسنًا، أومأت آرني برأسها معتقدة أن شيئًا سيئًا قد حدث .
" حسنًا أعتقد أنه لا بأس ببعض الوقت "
أشرقت تعابير إدوارد .
" إذًا دعينا ننتقل إلى الشرفة لبعض الوقت، فالنجوم جميلة جدًا اليوم، ما رأيك ؟ "
" ماذا …. ؟ "
لم أكن أرغب حقًا في رؤية النجوم لكن سيبدو الأمر و كأنني أرفض عرض إدوارد … أليس هو أحد أفراد عائلة زوجي ؟
' بالرغم من أن كاسيان أخبرني أن أفعل ما يحلو لي '
عندما قال ذلك، لم يسعني إلا أن أكون أكثر قلقًا .
إذا كان يثق بي و ترك لي الأمر فأنا سأريد أن أفعل جيدًا دون أن أعرف ذلك .
في النهاية، انتقلت آرني إلى الشرفة مع إدوارد .
ربما كان ذلك بسبب مشهد حاجز الحماية السحري التي رأته قبل أيام قليلة، كانت النجوم التي رأتها من القصر الإمبراطوري جميلة لكن لم يكن هناك شيء مميز عنها .
ثم خفض إدوارد صوته و قال .
" ما رأيك في الحب يا آرني ؟ "
لماذا يناديني هذا اللقيط باسمي فجأة ؟ ولماذا يتحدث عن الحب ؟
قطبت آرني قليلاً عندما سمعت إدوارد يناديها باسمها .
ثم واصل إدوارد " أعتقد أن الحب شيء صادق و حقيقي حقًا "
لم تتوقع أن تسمع فجأة عن حب قريب زوجها ولي العهد لكن على أي حال، نظرًا لأن الأمر يتعلق بشخص آخر فقد تمكنت من الإستماع .
فجأة، أصبحت عيون إدوارد دامعة .
" آرني، لا يهم إذا كنت متزوجة بالفعل لأن لدي خطيبة أيضًا "
" ……. ؟ "
" أنا معجب بك "
تفاجئت آرني بالاعتراف المفاجئ .
أي نوع من المواقف هذا ؟
قدم الأمير إدوارد اعترافًا صادقًا من كل قلبه في اللحظة التي كانت تتساءل بها .
" منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها، لم أستطع رؤية أي شيء غيرك "
" أنا متزوجة "
" أليس الحب الحقيقي هو مانجده بعد الزواج ؟ "
لا أعرف أي نوع من الهراء هو هذا .
بالكاد قامت آرني بإستيعاب اقتراح إدوارد و ردت .
" لذا، تريد أن تكون بعلاقة غرامية معي …. ؟ "
" أجل "
ثم قال الأمير إدوارد بخجل .
" الزواج سياسي أما الحب علاقة غرامية "
عندما رأت عيونه تلمع بترقب، أرادت آرني وضع القمامة في سلة المهملات .
****************************