الفصل ١٨ : شفاه على حافة السكين


الزواج سياسي أما الحب علاقة غرامية


' هل وقع لي بالفعل ؟ '

تفاجئت آرني و فتحت عينيها على مصراعيها .

في البداية، شكت آرني في سمعها ظنت أنها سمعت ذلك بشكل خاطئ لكن لسوء الحظ لم تسمع ذلك خطأ .

" كان حبًا من النظرة الأولى "

" أوه …. "

أبتسم كاسيان عندما ألتقت أعينهما .

لقد سحرتني إبتسامته هذه لفترة وجيزة فقط .

' …. أيقول هذا لأننا أمام الآخرين فقط ؟ '

ألن يكون هذا هو التفسير الوحيد ؟

أومأت آرني برأسها .

حاول كاسيان كتم ضحكته عندما نظر إلى آرني التي أومأت برأسها بجدية بدافع الإنسجام مع الموقف .

فجأة لم يرغب كاسيان في الذهاب إلى الحفلة، لم يرغب في إظهار آرني لأي شخص .

لكن في نفس الوقت أراد التباهي بها للعالم .

' صحيح '

بعد كل شيء، قطتنا هي الأجمل .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

اليوم هو يوم الحفلة في القصر الإمبراطوري الذي كان الجميع ينتظره .

لطالما كانت الحفلات حدثًا رئيسيًا لجذب انتباه العالم الاجتماعي لكن هذا الحدث لفت الانتباه لسبب مختلف عن المعتاد .

" هل سمعتِ الأخبار ؟ "

" سمعت، صاحب السمو دوق تيرنوجين أخذ جميع مصممي العاصمة "

" لا أعرف ما حدث لكن فجأة اختفت جميع الفساتين التي في المتاجر و أُلغيت الحجوزات التي كنت أملكها "

" تسبب ذلك في نقص في الفساتين و يقال إن الآنسات الأخريات تعرضن لمشاكل "

" لقد ذهبت اليوم أيضًا و عدلت الفستان الذي كنت أرتديه من قبل "

الشيء غير المتوقع الذي حدث في الأيام القليلة الماضية .

تم وضع الفستان الذي تم الانتهاء منه بأمان في أحضان الآنسة الشابة التي طلبت ذلك، ولكن تم إلغاء جميع الفساتين بعد ذلك و حتى الفساتين التي في البوتيك اختفت .

لقد أبقوا كل شيء سرًا لكن لا توجد أسرار في الدوائر الإجتماعية .

بالنسبة للفساتين، لقد انتشرت شائعات بأن كاسيان قد دفع ثمن الفساتين و أخذ كل شيء .

" هل يمكن أن يكون صاحب السمو الدوق الأكبر قد فعل كل ذلك من أجل صاحبة السمو، كما يُشاع ؟ "

" أوه ~ ما مقدار حبه لها …. "

" إنه رومانسي حقًا ! "

كان الأمر مؤسفًا بالنسبة لبعض الآنسات الشابات اللاتي تم إلغاء طلبات لباسهن فجأة ولكن بالنسبة لمعظمهن كان شيئًا مثيرًا .

حالة يكون فيها الرجل صاحب المكانة النبيلة و الثروة و السلطة يهتم بزوجته هكذا .

لقد بدا هذا و كأنه حدث من رواية .

كان كل اهتمام المجتمع يتركز على الدوقة الكبرى تيرنوجين .

" مهلاً، انظروا هناك "

ثم صرخ أحدهم بصوت عالٍ .

في الوقت نفسه، تحولت أعين الجميع إلى مدخل قاعة الحفلة .

" صاحبا السمو دوق و دوقة تيرنوجين يدخلان ! "

الظهور الأول للدوقة الكبرى تيرنوجين التي يكتنفها الغموض .

أولئك الذين رأوا آرني برفقة كاسيان حبسوا أنفاسهم و اتسعت عيون الجميع على الجمال الذي بدا و كأنه أتى من عالم مختلف تمامًا .

كان شعرها الفضي مرفوع بأناقة و عينيها الحمراء بدت وكأنها مرصعة بالياقوت المصنوع جيدًا .

" قال الدوق الأكبر أنه كان حب من النظرة الأولى، أعتقد أن هذا حقيقي "

" أشعر أنني في حالة حب أيضًا "

" كيف يمكنها أن تكون هشة جدًا و جميلة …. "

بالإضافة إلى ذلك، لفت الفستان المصنوع خصيصًا لآرني انتباه النبلاء .

كان الفستان المطرز بخيوط ذهبية دقيقة على الحرير الأسود الداكن، أسلوبًا مختلفًا تمامًا لم يكن موجودًا من قبل .

فستان ظهر نتيجة منافسة بين ثلاثة مصممين عظماء .

" يا إلهي، هذا ….. "

" إنه فستان لم أرى مثله من قبل ! "

أندهش الجميع من مدى جمال الفستان الأسود الذي لا يتم ارتداؤه غالبًا لأنه يستخدم غالبًا في الحداد، كيف يمكن أن يكون جميلاً جدًا .

" لا تتوتري و استرخي "

أدارت آرني رأسها عندما همس كاسيان بذلك .

" على الأقل في هذه القاعة ليس هناك شخص تحني له رأسك "

وعندما ألتقت نظراتهما أبتسم كاسيان بخفة وهو يضع شعرها خلف أذنها و أضاف .

" لأن لدي الكثير من القوة "

كانت آرني تعلم أنه قال ذلك ليريحها لكنها لم تكن تشعر بالتوتر .

فقط …. كان الفستان غير مريح .

' أريد أن أخلعه '

أرادت أن ترتدي ملابس أكثر راحة .

كان هذا لكونها عاشت بزي الفرسان لنصف حياتها، لم تكن آرني معتادة على الفساتين .

ومع ذلك، بالعادة كانت ستقول أنها ستخلعه لكن كان هناك سبب لتستمر بإرتدائه بشكل مثير للإعجاب .

' إنه فستان عملوا بجد على صنعه لهذا علي أن أتحمله لفترة أطول قليلاً '

تذكرت جميع الأشخاص الذين عملوا على هذا الفستان وهم يقولون بفخر أنه أصبح جاهزًا بعد 3 أيام و 3 ليال فقط .

كان لدى آرني أيضًا الكثير من الضمير .

عندما وصل الاثنان بدأ الحفل كما لو كانوا ينتظرونهم .

كانت حفلة عادية و كانوا النبلاء يستمتعون بشكل طبيعي بالحفل بينما يتحدثون في مجموعات من ثلاثة و أربعة و خمسة أشخاص .

بالطبع كان هناك العديد من النبلاء الذين أرادوا الإقتراب من كاسيان لكنه ركز إهتمامه على آرني بدلاً من النبلاء .

" ماذا علمتك الماركيزة جيانا ؟ "

" ماذا ؟ "

تذكرت آرني ما تعلمه خلال الأيام القليلة الماضية وعن العائلة الإمبراطورية .

" آه، علمتني طريقة التحية و عن أفراد العائلة الإمبراطورية أيضًا "

" إذن أنتِ لا تعلمين عن النبلاء الآخرين "

" ماذا ؟ آه أجل لا أعلم "

أبتسم كاسيان و أومأ ثم علمها عن كل شخص رآه .

" ذاك الشخص هو الكونت سيلدن، على الرغم من أنه يتمتع بالسلطة إلا أنه لا يتمتع بسمعة جيدة لذلك يعامله بعض النبلاء على كالبيدق، من المحتمل أن يزعجك كثيرًا "

عندما رأته يُثير ضجة فقط بسبب تواصلهم البصري أدركت آرني سبب توقع كاسيان بأنه سيضايقها .

يبدو كنبيل عادي يحاول رفع اسمه من خلال ربط نفسه بنبيل عظيم .

حسنًا، يجب علي تجنبه .

" وهذا الشخص هو الكونت بورجيا، عائلته لديها تاريخ طويل لكنه يفتقر إلى السلطة الآن، ربما سيزعجك كثيرًا لأسباب أخرى "

يبدو أنه يحاول رفع مكانة عائلته و كان هذا مزعجًا أيضًا .

حسنًا، سأتجنب رجلين الآن .

أثناء الإستماع إلى شرح كاسيان لفترة طويلة، ملأت آرني ببطء القائمة السوداء بأشخاص لا ينبغي لها الإقتراب منهم .

فجأة، تساءلت بشأن شيء ما .

" بالمناسبة كاسيان "

" نعم آرني "

" لقد فكرت بهذا أثناء الإستماع لك …. ألا يوجد شخص يجب أن أُكون معه صداقة بصفتي الدوقة الكبرى ؟ "

تذكرت آرني والدتها، بصفتها دوقة بريلهيت كانت تُكون صداقات مع كل شخص تقريبًا في العالم الاجتماعي دون ترك أي شخص .

وكانت تتحدث عن أن التواصل الإجتماعي هو مصير الزوجة الأرستقراطية .

سألت ذلك بسبب أنه لم يكن هناك من يمكنها الإقتراب منه بمجرد الإستماع إلى شرح كاسيان .

' لم أكن أتوقع أن لديها مثل هذه الفكرة الجديرة بالثناء '

قطبت آرني حاجبيها وهي تنظر بإستنكار إلى كاسيان الذي ضحك دون إجابة ….

لماذا أشعر دائمًا أنني أتعرض للمضايقة ؟

" لا يوجد "

" حقاً ؟ "

" نعم "

أومأ كاسيان برأسه و أضاف :

" آرني يمكنك فعل ما تريدين … الإقتراب من الآخرين أو الحفاظ على مسافة بينك و بينهم "

سواء كان يقصد ذلك أم لا، كان من الصعب على آرني أن تتقبل ذلك .

بالتفكير في الأمر، بعد أن وصلوا إلى العاصمة كان الأمر نفسه في القصر، حرص كاسيان دائمًا على أن تشعر آرني بالراحة دون أن يطالبها بأي مطالب خاصة .

ربما سيحسدها الآخرون إذا سمعوا ذلك لكنها لم تكن سعيدة بهذا ….

كانت آرني تشعر بالراحة و عدم الراحة في نفس الوقت .

' هذا النوع من المراعاة ليس جيدًا، يبدو كما لو أن هناك شيء ما '

ظننت أنه سيكون هناك سبب آخر، تمامًا مثل كما لو كنت أربيه لتناوله .

مهما كان الأمر، كانت آرني بخير طالما لم يكن لديها واجبات كدوقة كبرى .

أخبرني كاسيان أن أفعل ما أريده لذا لو قال شيئًا آخر لاحقًا فسيكون لديّ ما أقوله .

" بالمناسبة كاسيان "

" نعم آرني "

" لا يمكنني رؤية صاحب الجلالة بأي مكان، لقد جئت لتحيته اليوم "

أبتسم كاسيان وهو ينظر إلى طاولة الشرف الفارغة .

' لم أكن أتوقع أنه سيكون بهذه الوضاعة '

" ……. ؟ "

تعمقت إبتسامة كاسيان بينما كانت آرني تميل رأسها .

" يبدو أن جلالته سيتغيب اليوم أيضًا "

" …… ماذا ؟ "

لم يحضر اللقاء من قبل و هذه المرة أيضًا ؟

بطريقة ما، أشعر و كأنني أتعرض للتنمر من قبل الإمبراطور .

أم أن هذا شعوري فقط ؟

حتى عندما نظرت إلى كاسيان لم أستطع فهم ما كان يحدث لأنه كان يبتسم فقط .

" كاسيان، يبدو أن جلالته يتجنبنا لكنه شعوري فقط، أليس كذلك ؟ "

عند سؤال آرني، أبتسم كاسيان بشكل غريب مرة أخرى .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

رمش إدوارد و نظر إلى السقف .

كان مساعد الأمير أوزي محبط فقد مضى وقت طويل منذ أن بدأ الحفل في القصر الإمبراطوري لكن الأمير لم يُظهر أي علامة على رغبته في حضور الحفل .

" سموك، إذا فعلت هذا فسيتم توبيخك مرة أخرى ! "

بغض النظر عما إذا غضب أم لا، كانت اهتمامات إدوارد كلها مركزة على شيء واحد .

قبل أيام قليلة، قابل امرأة ملائكية لأول مرة .

منذ ذلك اليوم، كان إدوارد يعاني من مرض الحب لأنه لم يستطع أن ينسى آرني .

لم يكن مذاق الطعام جيدًا، ولم يستطع النوم جيدًا و كان قلبه فارغًا، و كل ما كان يفكر فيه هو آرني .

عندما نظر إليه مساعده أخرج البطاقة الأخيرة في النهاية .

" حضر الدوق الأكبر و زوجته حفلة اليوم ! "

عادت عيون إدوارد التي كانت ميتة إلى الحياة .

هذا يعني أن آرني قد أتت إلى القصر الإمبراطوري !

قفز إدوارد و ضبط مظهر ملابسه الذي كان يرتديه .

" الدوق الأكبر و زوجته حضرا الحفلة ؟ إذن لا يمكنني تفويتها "

أعرب المساعد عن ندمه عندما نظر إلى الأمير إدوارد الذي تحرك على الفور، لأنه كان يجب عليه إبلاغه بذلك أولاً .

" صاحب السمو، دعنا نذهب معًا ! "

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

عند دخوله الحفلة، كان الأمير إدوارد يعلم بإهتمام النبلاء الذين جاءوا إليه لكنه تجاهل ذلك .

الشيء المهم بالنسبة له الآن لم يكن سوى الدوق الأكبر و زوجته .

' وجدتها '

لا أحد يستطيع أن يبرز حتى من مسافة بعيدة غيرها .

تفاجأ إدوارد بأن قلبه بدأ ينبض بسرعة منذ اللحظة التي حطت نظراته عليها .

إدوارد أبن الإمبراطورة السابقة أراد شخصًا ولأول مرة لكنها بالفعل ملك لشخص آخر !

تذمر جزء من قلبي  ' حب كهذا لن يأتي مرة أخرى '

أين سيستطيع إيجاد حب كهذا ؟

أتخذ إدوارد الذي عاش في حالة من لوعة الحب لعدة أيام و عانى من علاقة حب غير مسبوقة، قرارًا مهمًا و أقترب من آرني .

كانت آرني وحدها كما لو أن السماء تساعده .

" لقد مرت فترة منذ أن رأيتك يا أختي بالقانون "

عندما قام إدوارد بتحيتها حدقت آرني في وجهه بسعادة .

من بين الوجوه غير المألوفة التي رأيتها طوال اليوم، كان من حسن الحظ أن هناك وجهًا مألوفًا .

" آه، الأمير إدوارد "

" نعم، كما هو متوقع لقد تعرفتِ علي أيضًا …. ! "

أرتسمت إبتسامة على وجه إدوارد عندما رحبت به .

كما هو متوقع، لابد أنها معجبة به أيضًا و إلا فلن ترحب به بهذه الطريقة .

" لدي شيء أريد أن أخبرك به، هل يمكنك إعطائي بعض من وقتك ؟ "

" وقت …… ؟ "

أصبحت آرني مضطربة، فبعد لقاء الماركيزة جيانا و التعرف على بعض السيدات، ظهر إدوارد بينما كانت بمفردها لفترة من الوقت .

لقد ذهب كاسيان مع الكونت ثيسالاكا، ربما كانت هناك مشكلة كبيرة .

حسنًا، أومأت آرني برأسها معتقدة أن شيئًا سيئًا قد حدث .

" حسنًا أعتقد أنه لا بأس ببعض الوقت "

أشرقت تعابير إدوارد .

" إذًا دعينا ننتقل إلى الشرفة لبعض الوقت، فالنجوم جميلة جدًا اليوم، ما رأيك ؟ "

" ماذا …. ؟ "

لم أكن أرغب حقًا في رؤية النجوم لكن سيبدو الأمر و كأنني أرفض عرض إدوارد … أليس هو أحد أفراد عائلة زوجي ؟

' بالرغم من أن كاسيان أخبرني أن أفعل ما يحلو لي '

عندما قال ذلك، لم يسعني إلا أن أكون أكثر قلقًا .

إذا كان يثق بي و ترك لي الأمر فأنا سأريد أن أفعل جيدًا دون أن أعرف ذلك .

في النهاية، انتقلت آرني إلى الشرفة مع إدوارد .

ربما كان ذلك بسبب مشهد حاجز الحماية السحري التي رأته قبل أيام قليلة، كانت النجوم التي رأتها من القصر الإمبراطوري جميلة لكن لم يكن هناك شيء مميز عنها .

ثم خفض إدوارد صوته و قال .

" ما رأيك في الحب يا آرني ؟ "

لماذا يناديني هذا اللقيط باسمي فجأة ؟ ولماذا يتحدث عن الحب ؟

قطبت آرني قليلاً عندما سمعت إدوارد يناديها باسمها .

ثم واصل إدوارد  " أعتقد أن الحب شيء صادق و حقيقي حقًا "

لم تتوقع أن تسمع فجأة عن حب قريب زوجها ولي العهد لكن على أي حال، نظرًا لأن الأمر يتعلق بشخص آخر فقد تمكنت من الإستماع .

فجأة، أصبحت عيون إدوارد دامعة .

" آرني، لا يهم إذا كنت متزوجة بالفعل لأن لدي خطيبة أيضًا "

" ……. ؟ "

" أنا معجب بك "

تفاجئت آرني بالاعتراف المفاجئ .

أي نوع من المواقف هذا ؟

قدم الأمير إدوارد اعترافًا صادقًا من كل قلبه في اللحظة التي كانت تتساءل بها .

" منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها، لم أستطع رؤية أي شيء غيرك "

" أنا متزوجة "

" أليس الحب الحقيقي هو مانجده بعد الزواج ؟ "

لا أعرف أي نوع من الهراء هو هذا .

بالكاد قامت آرني بإستيعاب اقتراح إدوارد و ردت .

" لذا، تريد أن تكون بعلاقة غرامية معي …. ؟ "

" أجل "

ثم قال الأمير إدوارد بخجل .

" الزواج سياسي أما الحب علاقة غرامية "

عندما رأت عيونه تلمع بترقب، أرادت آرني وضع القمامة في سلة المهملات .


— رابط الصورة : هنا

****************************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان