سوء الفهم يؤدي إلى سوء الفهم
لم يكن الأمر أن إيريكا كانت تشك في كريڤ منذ البداية، على العكس من ذلك كانت معجبة به .
لكنها لم تكن الوحيدة المعجبة به ….
" أليس السيد كريڤ رائعًا ؟ "
لقد كسر الفكرة المسبقة القائلة بأنه سيكون رجلاً مغرورًا بمظهر جيد و أنيق فقد كان رجلاً لطيفًا و لديه شخصية ودودة .
بفضل هذا، أكتسب كريڤ على الفور استحسان الجميع في القصر و حظى بشعبية كبيرة بين الخادمات .
" كنت أنزل إلى الطابق السفلي مع سلة الغسيل في ذلك اليوم لكن السيد كريڤ مرّ بجانبي و حملها من أجلي، لقد كان لطيفًا جدًا ! "
" كيااا، هذا رائع كم أنت محظوظة "
" أنا أيضًا أمسك بي بالأمس عندما كدت أسقط أثناء التنظيف و أخبرني أن أكون حذرة … كان صوته رائعًا جدًا "
" في وقت سابق، كنت أحمل أمتعة كبيرة ولم أستطع الرؤية أمامي لذلك كدت أصطدم به لكنه أنقذني ! "
تنافسوا الخادمات اللواتي تسارعت دقات قلوبهم أثناء التفكير بكريڤ، مع بعضهن البعض للإشادة به .
كانت شعبيته ترتفع بالفعل و لكن فجأة قال أحدهم ذلك .
" هل تعلمون ذلك يا رفاق ؟ "
" ماذا ماذا ؟ "
" عندما تعرضت صاحبة السمو الدوقة الكبرى للهجوم من قبل، قيل أن السيد كريڤ تعاون مع الفرسان لهزيمتهم ولكن في الحقيقة كان السيد كريڤ هو من قام بإنقاذها بمفرده ! "
" !!! "
كانت حالة يمكن أن يموت فيها الجميع بما في ذلك صاحبة السمو الدوقة الكبرى .
فارس حسن المظهر و لطيف و يتمتع بمهارات ممتازة ! بهذه الطريقة، صعد كريڤ على فرسان الدوق الأكبر تيرنوجين و ترقى ليصبح الشخص الأكثر شعبية .
' لكنه أنقذنا في ذلك الوقت وحده ؟ '
سمع الجميع القصة كما لو كانت قصة بطولية لكن إيريكا التي كانت هناك أثناء الهجوم أخذت هذه الحقيقة بشكل مختلف تمامًا .
زاد شخص آخر لأرد له الجميل .
أعتقدت إيريكا أنه من الأدب إظهار صدقها حتى لو لم يكن الشخص الآخر يعتقد ذلك .
هكذا أصبحت مهتمة بكريڤ …. و كانت هذه بداية كل شيء .
' مشبوه '
كريڤ الذي كان مألوفًا إلى حد ما، قام طوال اليوم بمطاردة آرني .
كانت هناك خادمة كبيرة من الإمبراطورية الغربية كانت تتبع آرني في القلعة و بدت مشابهة له، فجأة أغلقت إيريكا عينيها بإحكام وهزت رأسها في محاولة لتبديد الوهم .
" تلك الخادمة التي نظرت إلي بإزدراء …. أنا لن أنسى ذلك "
فكرت في الخادمة التي قالت أنها أعطت بالفعل ولاءها للدوقة الكبرى لذا عليها أن تقسم بولاءها في الحياة القادمة .
بمجرد أن فكرت إيريكا فجأة في الخادمة أصبح وجه كريڤ الوسيم بغيضًا بالنسبة لها .
إلى جانب ذلك، كان كل عمل يقوم به مزعجًا .
" مشكوك بأمره "
بالرغم من أنه الحارس الشخصي، فهل من المقبول البقاء هكذا ؟
بالنظر إلى الفرسان الآخرين كان كريڤ قريبًا جدًا من سمو الدوقة الكبرى .
علاوة على ذلك، كان يُظهر أحيانًا سلوكيات مثل إلقاء النكات على سموها دون تردد، وفي بعض الأحيان يظهر سلوكيات غير محترمة مثل الصراخ عليها .
كيف تجرؤ أمام صاحبة السمو …. !
" إضافة إلى ذلك، تلك العيون مريبة لابد أن هناك شيء ما ! "
بعد مراقبة الأمر لعدة أيام، توصلت إيريكا إلى إستنتاجها الخاص .
" ربما …. ؟ هل هو معجب بسمو الدوقة الكبرى ؟! "
دوقتنا الكبرى هي بالفعل ملك لصاحب السمو !
هرعت إيريكا إلى آرني وهي قلقة بشأن الحقيقة المروعة لكن بعد سماع كل هذا، أكتفت آرني بالتربيت على رأسها ؟
لكن كانت إيريكا سعيدة .
' من الواضح أنها أشادت بإنجازاتي '
في ذلك اليوم، أتخذت إيريكا قرارها .
سأحمي بالتأكيد صاحبة السمو الدوقة الكبرى من عديم الضمير ذاك .
【 أيها العبد، ما تلك الذبابة بحق الجحيم ؟ 】
" ذبابة ؟ سيدة نيڤرمور، إنها خادمة السيدة آرني "
【 إنها تستمر بمراقبتك، مستحيل ربما …. 】
" ……. ؟ "
【 ربما هي معجبة بك ؟! 】
كانت نيڤرمور المحبة للرومانسية سعيدة .
ضحك كريڤ و أوقف حماس نيڤرمور .
" الأمر ليس كذلك، هنا تفضلي بالدخول سيدة نيڤرمور "
【 لا تلمس جسدي بلا مبالاة أيها العبد الذي لا قيمة له ! 】
" نعم نعم، العبد سيغادر الآن "
معجبة بي ؟ هذا مستحيل .
نظراتها تبدو و كأنها تريد أكلي حيًا وليست نظرات إعجاب .
حك كريڤ رأسه من الخلف متظاهرًا بعدم ملاحظة عيون إيريكا التي كانت تراقبه .
" هل أكتشفت هويتي حقًا …. ؟ "
أعتقد أنه يجب علي أن أقوم بتحضير شيء ما .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
داخل القصر الإمبراطوري في قصر الإمبراطور، ألقى رجل في منتصف العمر و قوي المظهر الأوراق أثناء الإستماع إلى التقرير .
تطايرت الأوراق و أحدث ضوضاء عالية، ألتقط الخادم الأوراق بسرعة لكن الرجل في منتصف العمر أسقط جميع مافي المكتب بذراع واحدة كما لو أن ذلك وحده لم يخفف من غضبه .
" لماذا أحضرت لي هذا ؟ أترغب بالموت ؟! كيف تجرؤ على إحضار لي شيء كهذا "
" جلالة الإمبراطور، اهدأ "
" هل تعتقد أنه يمكنني أن اهدأ الآن ؟ "
شعر بني ذهبي و عيون زرقاء صافية لا يمكن تمريره إلا من خلال سلالة عائلة تهليس .
كان هذا الشخص هو الإمبراطور جوزيبي مالك إمبراطورية تيهلبرو و التي تسمى أيضًا الإمبراطورية الشمالية .
جبينه المتجعد و نظراته الحادة كان وجه الإمبراطور جوزيبي مليئًا بالغضب .
محتويات التقرير الذي وضعه كبير الخدم على المكتب مرة أخرى كان موجزًا .
< لقد مات 201 من أصل 201، السبب غير معروف، فشلت العملية >
أدرك الإمبراطور جوزيبي أن العملية قد فشلت منذ أن وصلت الدوقة الكبرى التي كان من المفترض أن تكون ميتة أو مفقودة إلى العاصمة و طلبت مقابلته .
لكن كان يعتقد أنه يجب أن يكون هناك سبب وجيه للفشل، سواء كان ذلك الحد الأدنى من الضرر أو كانت هناك ظروف لا يمكن تجنبها .
حتى لو فشلت أعتقد أن تأخر التقرير كان فقط بسبب مماطلة المرؤوسين …. ولكن إبادة ؟
" …… هذا لا معنى له "
كانت هذه عملية لا يمكن أن تفشل أبدًا .
من أجل تقليل إحتمالية الفشل بشكل كبير، أختار فقط النخبة التي كان يعتز بهم و أرسلهم سراً لكنهم ماتوا جميعًا !
لقد كانت تلك فرصة ذهبية !
شعر فجأة بشد في مؤخرة رقبته عندما أدرك أن الضرر الذي أصاب ورقته الرابحة كان كبيرًا .
" جلالة الإمبراطور، اهدأ من فضلك و أشرب هذا "
ضيق الإمبراطور جوزيبي عينيه بعد إبتلاع الدواء الذي أعطاه إياه كبير الخدم و بالكاد تمكن من تهدئة غضبه .
لقد كان الأمر هكذا منذ أن كان صغيرًا، أعتقد الإمبراطور جوزيبي أن كاسيان سيقف ذات يوم في طريقه .
كنت سأتركه يعيش إذا كان قد حبس أنفاسه و عاش بهدوء لكن ….
" كيف يجرؤ على الذهاب إلى الإمبراطورية الغربية للعثور على عروس و رفض الزواج الذي رتبته له ؟ "
أراد الإمبراطور جوزيبي أن يضع كاسيان في موقف يمكنه السيطرة عليه .
لهذا السبب أراده أن يتزوج آنسة أرستقراطية من عائلة تدعم الإمبراطور لتراقبه عن كثب لمدة 24 ساعة لكن كاسيان أحبط تلك الخطة .
" تجرأ على ترتيب زواج وطني بإجراء لقاء مع الإمبراطور سيكلون الرابع شخصيًا ؟! "
ارتجفت قبضة الإمبراطور المشدودة .
لم تتفق الإمبراطورية الشمالية و الإمبراطورية الغربية بشكل جيد كانت علاقتهم سيئة نوعًا ما .
على وجه الخصوص، كره الإمبراطور جوزيبي سيكلون الرابع، كان يكره الارتباط بإمبراطور غير كفء .
لكن كاسيان التقى شخصيًا بسيكلون الرابع و أختار عروسًا ؟
و بسبب ذلك تم السلام و التجارة بينهم لذلك أصبح من الصعب على الإمبراطور جوزيبي أن يتقدم و يعارض هذا الزواج .
لو كانت ابنة لعائلة نبيلة مقبولة لكان سيستطيع إلغاء الزواج لكنها كانت من أفراد العائلة الإمبراطورية .
" ذلك اللقيط الشبيه بالثعبان لابد أنه كان يعرف كل شيء ولهذا أحضرها "
كان يجب أن أتخلص منه منذ فترة طويلة لكنني خُدعت من قِبل كاسيان الذي كان يعيش بهدوء .
غضب الإمبراطور جوزيبي من فكرة أن كاسيان أستغل إهماله و نما حجمه فجأة و أصبح عملاقًا لا يمكن هزيمته بسهولة .
" …… لاا، لا تزال هناك فرصة "
لم يتم توثيق هذا الزواج بعد من قِبل العائلة الإمبراطورية .
لا تزال هناك فرصة طالما أنه لم يقابله .
هدأ الإمبراطور جوزيبي .
حتى عندما تعتقد أنه لا يوجد حل، فهناك دائمًا حيلة لتغيير الوضع .
على أي حال، كانت هذه مشكلة بسيطة للغاية .
" كل ما علي فعله هو قتلها و إذا أختفت فلا يهم، كل ما علي فعله هو التخلص منها ثم سيتم تسوية كل شيء بهدوء و دقة "
كان من المؤسف أن تتزوج الدوقة الكبرى في بلد أجنبي و تموت دون أن تعرف السبب لكن كان هذا شيء لا مفر منه .
أتخذ الإمبراطور جوزيبي قراره و نهض .
في تلك اللحظة، تحدث كبير الخدم بتعبير جاد .
" جلالة الإمبراطور، هناك شيء تحتاج إلى معرفته بشكل عاجل "
" ماذا ؟ "
ثم همس للإمبراطور .
برزت العروق على جبين الإمبراطور عندما سمع الشائعة التي تنتشر في القصر الإمبراطوري .
" ماذا ؟ تسبب إدوارد في مشكلة أخرى ؟ ذلك الوغد الغبي المثير للشفقة ! "
أمر الإمبراطور الذي كان في نوبة من الغضب، كبير الخدم .
" استدعي الإمبراطورة على الفور ! "
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
في أحد الأيام بعد أن أنتهى الحفل في القصر الإمبراطوري بسلام و بينما كانت آرني تقضي أيامًا هادئة تم إرسال دعوة إلى آرني .
" أوه، إنها دعوة من الماركيزة ميلاسينوڤ، تقول أنها تريد دعوة صاحبة السمو الدوقة الكبرى إلى حفل شاي "
" حفلة شاي ؟ "
دفعت إيڤا التي كانت عيناها تلمعان ظهر آرني و قالت " يجب أن تذهبي ! ما هو التاريخ ؟ بعد ثلاثة أيام ؟ هذا رائع فلتذهبي أرجوك ! "
" إيه ؟ لماذا …. إنه أمر مزعج "
" ماذا ؟ أمر مزعج ! ألم تخبرك الدوقة أن التواصل الإجتماعي هو مصير الزوجة الأرستقراطية ! ماذا تعلمت من الدوقة ؟! "
" أوه، ليس عليك أن تغضبي من ذلك "
بإستثناء العائلة الإمبراطورية لم يكن هناك العديد من النبلاء الذين يمكنهم إرسال دعوة إلى الدوقة الكبرى الأعلى مرتبة .
إذا فقدت هذه الفرصة، فإن سيدتي ستبقى وحيدة بدون أي شخص في المستقبل، لابد لي من إيقاف ذلك من الحدوث .
" يجب عليك الذهاب و إلا سأخبر الدوقة "
" آآهه "
بطاقة إيڤا الرابحة كانت تعرف نقطة ضعف آرني أكثر من أي شخص آخر !
في النهاية، أجابت آرني بأنها ستقبل الدعوة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
' لماذا أنا هنا …. '
وصلت آرني التي كانت ملاءمة لحياة العزلة أكثر من أي شخص آخر إلى مقر إقامة الماركيزة ميلاسينوڤ بحالة نصف مفعمة بالحيوية .
كان هناك شخص واحد فقط في العالم الإجتماعي كانت مقربة منه وهي الماركيزة جيانا لكن فجأة أصبحت هناك عقبة كبيرة جدًا بسبب حفل الشاي الإجتماعي .
' أثارت إيڤا ضجة و طلبت مني الذهاب بغض النظر عن مكانتها لذلك أتيت …… '
بعد كل شيء، كانت آرني ضعيفة في مهارات التواصل الإجتماعي و المحادثات، فقد كانت تستعمل القبضات بدلاً من الكلمات و المعارك بدلاً من المحادثات .
تم إستقبال آرني التي وصلت بتعبير قاتم، بحرارة من الماركيزة ميلاسينوڤ .
" مرحبًا بك يا صاحبة السمو، أشكرك على مجيئك إلى هذا المكان المتواضع "
" نعم …. "
عندما أهتزت إبتسامة الماركيزة ميلاسينوڤ من الإجابة القصيرة، أدارت إيڤا عينيها و تنهدت .
بعد أن تذكرت آرني الأسطر التي أُجبرت على حفظها، فتحت فمها بلا روح .
" أشكرك على دعوتي لمثل هذا الحدث المهم لقد تأثرت بفكرة الماركيزة "
" تـ تأثرتي …… ؟ "
تنهدت إيڤا و هزت رأسها و أدركت فشل التعليم و بينما كانت آرني تفكر في كيفية تعديل خطأها، قادت الماركيزة ميلاسينوڤ ذات الخبرة آرني أولاً .
" من فضلك تعالي من هنا أولاً، جميعهم حضروا بلا استثناء لأن صاحبة السمو الدوقة الكبرى ستأتي، هوهوهو "
بعد توجيهات الماركيزة ميلاسينوڤ، توجهو إلى الحديقة حيث أقيم حفل الشاي و كانت العديد من السيدات الأرستقراطيات جالسين بالفعل .
شعرت آرني بالضيق بمجرد أن جلست في مقعدها بسبب النظرات التي كانت مثبتة عليها .
هل هذا بسبب أنها لم تكن بمثل هذه التجمعات من قبل ؟
كرهت آرني هذا .
لا تتحدثوا معي، اتركوني لوحدي، لا تتظاهروا بأنكم تعرفوني …. أكره جذب انتباه الغرباء .
كان من الصعب التحدث أثناء الضحك مثلهم كـ هاها هوهو .
أرادت آرني الاختباء و أخذ قيلولة .
' أريد العودة إلى المنزل '
بدأت السيدات في تقديم أنفسهن و بعد التحية الخالية من الروح، تم تقديم الحلويات و الشاي ذو الرائحة الجيدة على الطاولة .
تبادلت السيدات النظرات مع بعضهن البعض .
" عندما رأيتها في وقت سابق أعتقدت أنها لا تحب أشياء مثل حفلات الشاي "
أعتقدت السيدات أن آرني كانت إلى حد ما غير مبالية و متعجرفة بشكل مفرط .
هل لأنها من العائلة الإمبراطورية من الإمبراطورية الغربية ؟
' ومع ذلك، هذه ليست الإمبراطورية الغربية '
حتى لو كانت فرد من العائلة الإمبراطورية لبلد آخر كان عليها إتباع آداب السلوك الخاصة بالإمبراطورية الشمالية .
أثناء النظر إلى آرني، بدأت السيدات يتحدثن واحدة تلو الأخرى .
تحدثوا بموضوع لا تستطيع آرني الإنخراط فيه بسهولة .
" أوه، هل سارت الأمور على ما يرام بالأمر الذي حدث مؤخرًا ؟ "
" آآه، عن ذلك الأمر ؟ لقد كان هناك بعض المشاكل لكن لحسن الحظ لقد نجح الأمر "
" يا للراحة، تهانينا "
" تهانينا "
أصبحت آرني محتارة من التهاني المفاجئة .
هل أقوم بتهنئتها كذلك ؟ ولكن أليس من الغريب أن اهنئها بشيء لا اعرفه ؟
بعد مرور العقبة الأولى، بدأت السيدات بشكل طبيعي في الضحك بـ هاها هوهو فيما بينهن .
تشدد تعبير إيڤا التي كانت تقف خلف آرني من التنمر الخفي و الواضح لكن آرني الشخص المعني بذلك، كانت تركز حقًا على شيء آخر .
' هذه الكيكات لذيذة '
كان مربى التفاح و مربى التين لذيذًا أيضًا .
" آرني "
في النهاية نبهت إيڤا التي لم تستطع تحمل ذلك، آرني .
ولم يكن أمام آرني خيار سوى الإستماع إلى قصص السيدات بسبب إيڤا التي طلبت منها الانضمام إلى المحادثة .
" بالمناسبة، كيف حال السيدة هايلي ؟ "
" سمعت أنها انهارت من خبر زواج سموه، هل هي بخير ؟ "
" لحسن الحظ، إنها تتعافى لكن ما زالت تعاني من صعوبة "
" فهمت، فقد كانت السيدة هايلي معجبة جدًا بسمو الدوق الأكبر "
" حسنًا، لقد كان هذا خبرًا يعرفه جميع الأرستقراطيين "
كانت السيدات يتحدثن عن قصة غير مريحة بينما تجلس الدوقة الكبرى هنا .
توقعت السيدات سرًا أن تكشف آرني عن مشاعرها غير المريحة .
إذا حدث ذلك، فسيستطيعون الإشارة إلى الموقف الوقح للدوقة الكبرى قائلين أنهم لا يمكنهم حتى التحدث عن هذا، لكن ….
' من هي هايلي ؟ '
لسوء الحظ، لم تكن آرني مهتمة بمحادثتهم لذا فشلت السيدات مرة أخرى في إستفزاز آرني .
" ماذا ؟ هاها، نعم "
" صحيح، هاها "
" هوهوهو "
حان وقت الضحك المحرج .
نظرت آرني ببطء حولها .
' هذه هي العلاقات الإنسانية على أي حال '
سبعون بالمائة من الأشخاص الذين قابلتهم في الحياة كانوا يمرون فقط و يفقدون بعضهم البعض .
بعد كل شيء، تدار الحياة من قِبل 30 بالمائة المتبقية من الناس .
بالنسبة إلى آرني التي كانت تهدف إلى علاقة صغيرة و عميقة، بدا هذا النوع من الأحداث الاجتماعية كحدث مزعج .
ومع ذلك، لم تكن آرني تجهل النوايا الواضحة للسيدات .
منذ فترة، كانوا يحاولون بصراحة إبعادها من المحادثات .
' هذا غريب '
ضيقت آرني عينيها و نظرت إلى السيدات .
مستحيل ……
' هل إكتشفوا بالفعل أنني غير مرتاحة في مكان كهذا ولا أريد التحدث معهم ؟ '
ماهذا ؟ هل هم أشخاص طيبون ؟
****************************