الفصل ١٧ : شفاه على حافة السكين


أنا بالفعل وقعت في حبك


كل شيء ممكن باسم تيرنوجين .

أدركت آرني تمامًا معنى كلمات الماركيزة جيانا .

كان هذا تقديرًا لما فعله كاسيان باسم الدوق تيرنوجين .

— [ أوه ؟! طلب صهري فساتين لآرني من كل بوتيك في العاصمة ؟ يا إلهي، ما الذي يحدث ؟ ابنتي محبوبة ~ ما الذي يحدث حقاً ! لكن عندما يتعلق الأمر باختيار فستان، فإن هذه الأم مستعدة أيضًا للمساعدة …. ]

— تـحـطـم .

انطفأ ضوء الكرة السحرية بلا حول ولا قوة .

عند رؤية الكرة السحرية محطمة بشكل مروع في يد آرني، حذرتها إيڤا بجدية .

" آرني، هل يمكنك التعامل مع هذا الأمر ؟ "

لقد كان نتيجة حكمها السريع أضطرت إلى قطع الإتصال سريعاً، حتى لو كان هناك عواقب .

إذا لم أقطع الإتصال بوالدتي الآن، كان من الواضح أن اختيار الفستان سيستمر إلى وقت غير معروف .

عندما تلقت نظرة إيڤا القلقة، هزت آرني كتفيها .

" على الأقل، سأستطيع اليوم البقاء على قيد الحياة "

أجابت إيڤا بجدية  " أنا متأكدة أنك ستكونين قادرة على البقاء على قيد الحياة …. "

حاولت آرني الهروب لكنها فشلت في ثانية واحدة .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

كانت جريس مصممة واعدة للغاية .

لقد مضى نصف عام منذ أن افتتحت متجراً في العاصمة جروميوم، بعد أن عادت إلى الإمبراطورية الشمالية بعد أن درست بالخارج في يتنبورج، المكان المقدس للأزياء .

كان لديها طموحات كبيرة .

' ذات يوم، سيلبس كل شخص في هذا الشارع من ملابسي '

جاءت فرصة ذهبية لجريس التي اكتسبت عملاء منتظمين بمهاراتها التي بنتها ببطء و كانت تكتسب شهرة ببطء أيضًا .

[ ستطلب دوقة تيرنوجين الكبرى فستانًا، لذا يرجى إحضار جميع الفساتين التي يمكنك إحضارها و زيارة القصر غدًا ]

الناس الذين سمعوا هذا الخبر فوجئوا بأمرين : أولاً، حقيقة أن الأرشيدوق قد استدعاهم، و ثانيًا، أنه طلب حضورهم غدًا .

لن يستطيعوا حتى التعبير عن مدى ضيق الوقت مقارنة بإعطاء أسبوع على الأقل عند طلب الملابس من البوتيك .

" بهذه السرعة ؟ هل هناك شيء ما يحدث ؟ "

" إذا كان فستانًا … فهل سترتديه صاحبة السمو الدوقة الكبرى الغامضة ؟ "

اشتكى معظمهم أنها حتى لو كانت دوقة تيرنوجين فهذا يعد تعجرفًا لكن جريس فكرت بشكل مختلف .

من تكون الدوقة الكبرى تيرنوجين ؟

أرستقراطية تمتلك أعلى مكانة في الإمبراطورية بإستثناء العائلة الإمبراطورية و أي نوع من الأشخاص كان كاسيان دوق تيرنوجين الأكبر ؟

بين الأرستقراطيين، يُطلق عليه القوة الحقيقية للإمبراطورية وهو الزوج الأول الذي لا يتزعزع و يرغبن به جميع الآنسات !

لقد كان رجلاً يتمتع بشعبية كبيرة لدرجة أنني كنت متأكدة من أن دموع الآنسات أصبحت نهرًا عند خبر زواجه مؤخرًا .

كانت هذه فرصة للتواصل مع الدوق تيرنوجين الأكبر الملقب بأنبل النبلاء .

فرصة ذهبية للطرق على جدار تلك الدوقية العالية ! سأذهب إلى عائلة الدوق الأكبر بمثل هذا الطموح الكبير و دون تردد، لكن ….

' …. ماهذا ؟ '

عند دخولها الغرفة التي تم إرشادها إليها، تصببت جريس عرقًا باردًا .

قصر ضخم ينافس القلعة و خدم ماهرون و أجواء ثقيلة و مهيبة لكن أكتافها التي لم تتقلص تقلصت بمجرد دخولها غرفة الإستقبال .

' كلا، لماذا هم هنا ؟! '

امرأة تجلس في منتصف الغرفة و تشرب الشاي بأناقة .

لم تكن المرأة سوى سكيلا المصممة الأسطورية التي تتمتع بمهارة لدرجة أنه يجب أن تحجز لديها من قبل سنوات لتحصل على فستان .

ولم يكن هذا كل شيء .

كانت هناك المصممة كليتا التي صنعت مؤخرًا أسلوبًا جديدًا و أصبح شائعًا في العاصمة و بيتو التي لا تعمل عادةً و تصمم بمفردها عندما يأتيها الإلهام، كان لكل منهم مقعدًا .

إنها ليست مصممة واحدة أو أثنتين هناك الكثير منهم كانت الغرفة ممتلئة .

' هذا جنون …. '

اجتمع هنا أفضل المصممين في الإمبراطورية .

تم تكريم جريس بالفعل لوجودها هنا، لن يحدث مثل هذا الشيء أبدًا لولا اسم تيرنوجين .

بينما كانت جريس تذرف دموع العاطفة، كانت الغرفة محاطة بجو غريب .

' لقد وصل شخص آخر '

' هل استدعى شخص آخر أيضًا ؟ '

' لا أعلم إذا كانت هذه ثقة أم غطرسة …. '

سكيلا و كليتا و بيتو، الذي يمكن القول بأنهم المصممين الثلاثة العظماء للإمبراطورية الشمالية، نظروا إلى بعضهم البعض و أداروا رؤوسهم .

' سكيلا، لماذا هي هنا ؟ المصممة التي لن تتزحزح حتى لو عرضوا عليها مليارات …. '

' كليتا التي أكتسبت شهرة هذه الأيام، لابد أنها فخورة بتصميمها الذي أصبح شائعًا '

' لماذا هذه المصممة هنا ؟ إنها شخص بلا احتراف إطلاقاً …. '

بطريقة غير مرحب بها، تحمل الثلاثة بعضهم البعض دون إختلاط .

حتى أن البعض حاولوا تجنب المقعد الذي بجانبهم .

' لم أكن لأحضر لو لم يطلب الدوق الأكبر ذلك بنفسه '

' لولا المعروف الدي تلقيته من الدوق الأكبر لكنت قد غادرت في وقت سابق '

' جئت بسبب المال لكن يبدو أنني أتيت إلى المكان الخطأ '

في الوقت الذي نفذ فيه صبر الجميع مع الجو البارد الذي كان من حولهم .

" ستدخل الآن صاحبة السمو الدوقة الكبرى و الماركيزة جيانا "

في لحظة رائعة، انفتح الباب و ظهر أربعة أشخاص .

الماركيزة جيانا و المربية إيڤا و آرني الشخصية الرئيسية في كل هذا .

تغير الجو المحيط بالغرفة بمجرد أن دخلت و كان شعرها الفضي المتموج يتمايل و رفعت وجهها الرقيق و حدقت عينيها الحمراء التي كانت تبدو و كأنها مرصعة بالياقوت في الجميع .

المصممات الثلاثة الذين توقفوا عن التنفس في نفس الوقت فكروا دون أن يرمشوا .

' هل سيرتديه هذا الشخص ؟ '

كانت ستتألق بجمال حتى لو أرتدت حصيرة من القش .

الأشخاص الذين يصنعون أشياء جميلة يحبون الجمال الذي يلهمهم .

تغيرت عيون المصممين الذين كانوا على استعداد لمغادرة هذا المكان غير السار في أي لحظة .

فقد كانت هذه فرصة لا بد من اغتنامها .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

عند دخول الغرفة، شعرت آرني و كأنها سيد سيف، فقد كانت العيون المشرقة تنظر إليها .

' سوف يتم أكلي إذا بقيت هكذا '

أثناء مواجهة حشد الناس و الفساتين المكدسة، أستيقظت رغبتها في الهروب مرة أخرى .

كان لديها هاجس قوي يخبرها أنها ستندم بالتأكيد إذا لم تهرب الآن !

لكن عندما تراجعت آرني خطوة إلى الخلف أمسكت بها إيڤا …. لقد كان توقيتًا شبحيًا .

" إلى أين أنتِ ذاهبة ؟ "

" اتركيني إيڤا ! هذا مستحيل "

" إنه شيء يمر به الجميع مرة واحدة على الأقل "

" لست مضطرة لخوض هذا فقط لأن الجميع يمر به "

" هكذا يصبح كل شخص بالغًا "

" أنا بالغة بالفعل "

" لا يمكنك فقط أن تفعلي ما تريدين في الحياة "

" ليس علي أن أفعل شيء لا أحبه "

بينما كافحت إيڤا و آرني لإبقاء أصواتهما منخفضة، أخذ كريڤ الذي جاء متأخراً جانب إيڤا و أوقف محاولة آرني بالهرب .

" هذا مريح حقًا فقد جاء الكثير من المصممين لأن مهمتنا مهمة جدًا "

قدمت الماركيزة جيانا شرحًا موجزًا ​​للوضع .

في العادة، الأرستقراطيات رفيعات المستوى يطلبون فستانًا قبل أشهر لكن كان هذا ظرف استثنائي .

" الكل يعلم أن هناك حفلة في القصر الإمبراطوري بعد أيام قليلة، أليس كذلك ؟ لذا هل تستطيعون جعل سموها تلمع أكثر من غيرها في ذلك اليوم ؟ "

الموعد النهائي ضيق !

لقد كان طلبًا صعبًا بغض النظر عمن سمعه، ولكن بشكل غير متوقع كانوا المصممين يشتعلون بالحماس .

فلم يكن لديهم خيار آخر بوجود شخص يلهمهم بمجرد النظر إليه هكذا ….

كانت المصممة الأسطورية سكيلا أول من تقدمت .

" سأعطيك أنتِ فقط "

" ماذا ؟ "

" سأعطيك أي شيء أصنعه، من فضلك اقبلي بهذا "

قفزوا المصممون الآخرون من مقاعدهم أيضًا لم يرغبوا بالخسارة أمام سكيلا .

" من فضلك ارتدي من ملابسي ! "

" أفضل أن أقوم أنا بالدفع لك ! "

" سأعطيك كل ما أملك "

تفاجئت آرني عندما رأت المصممين فجأة يتنافسون على من سيعطيها من ملابسه .

ألم يدعوهم الدوق الأكبر لشراء الملابس و لكن لماذا يرغبون جميعهم فجأة بإعطائي الملابس فقط ؟

' هل إعطاء الملابس هوايتهم ؟ '

لا يمكن أن يكون الأمر كذلك، لكن آرني لم تكن سعيدة بهذا الموقف .

كان من الواضح أن جهد المحاولة فقط سيزداد إذا كان هناك الكثير من الملابس .

اندلع قتال بين المصممين في منافسة مفاجئة .

" لماذا تحاولين تجاوزي ؟ انتظري دورك ! "

" آه، ماذا تعنين بهذا ؟ هل نحن في المدرسة ؟ الجميع متساوون هنا "

" هذا صحيح، كل القرارات تتخذها صاحبة السمو الدوقة الكبرى ! "

" جميعكم ابتعدوا عن طريقي سأكرس لسموها جميع تصاميمي "

أثناء الفوضى المفاجئة نقلت آرني نظرتها إلى مربيتها .

" هل يمكنني العودة الآن ؟ "

" لا "

" ……. "

أمسكت آرني التي أرادت فقط الإستلقاء على السرير، رأسها بألم .

كيف حدث هذا ؟

ثم صفقت الماركيزة جيانا بيديها برشاقة و قالت .

" الآن، أنا أفهم رغبتكم لكن أنا من سأقرر و هناك شخص آخر أيضًا "

أعتقدت آرني بشكل طبيعي أن الشخص الذي كانت تعنيه ستكون هي لكن على عكس توقعات الجميع، أخرجت الماركيزة جيانا كرة سحرية و رفعتها .

— [ هوهوهو، من الجيد رؤيتكم متحمسين، لدي شعور بأنني سأتمكن من اختيار فستان جميل للغاية ~ ]

لماذا ظهر وجه والدتي فجأة ؟

— [ كما هو متوقع، الشخص الوحيد الذي يمكنني الوثوق به هي أجاثا خاصتنا ~ ]

" هوهو، لماذا تقولين هذا ؟ لم أفعل شيئًا يا روزي "

كان اسم أجاثا هو اسم الماركيزة جيانا و كان اسم روزي هو لقب الدوقة بريلهيت .

لقد قاما بتحية بعضهما بالأمس فقط، وفي اليوم التالي، أصبح الاثنان أفضل الأصدقاء .

دفنت آرني وجهها بيد واحدة و انتحبت .

" إيڤا، متى أصبحتا قريبتان هكذا ؟ "

" لا أعلم، أنا متفاجئة أيضًا "

المصممين الذين تلألأت عيونهم لأنهم كانوا يفيضون بالحماس و هاها هوهو، الماركيزة جيانا و والدتها اللتان كانتا على علاقة جيدة و تبتسمان .

كانت آرني تصرخ داخليًا بعذاب، أنقذوني ….

أكل كريڤ، الذي كان يشاهد هذا المشهد، الفشار .

ليس هناك شيء أكثر إثارة للإهتمام من هذا .

" قائدتي تشجعي ! "

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

بفضل جهود الجميع، كانت الاستعدادات لحضور الحفلة تسير بسلاسة .

" حاولي ذلك "

حنت آرني رأسها بأناقة وهي تمسك بفستانها برفق .

لقد دربت عددًا لا يحصى من الآنسات الشابات لكن لم يتقن أحد الآداب بشكل مثالي في مثل هذا الوقت القصير .

أُعجبت الماركيزة جيانا بالتحية الطبيعية التي كانت مثل تدفق المياه لدرجة أنها شكت فيما إذا كانت قد ولدت في الإمبراطورية الشمالية .

أعتقدت أنني سأضطر إلى الإستمرار في تعليمها لبضعة أسابيع .

" رائع، هذا مثالي ! "

أبتسمت آرني، لقد كانت جيدة في كل ما تفعله بجسدها مقارنة بارتداء و خلع الفستان و الذي كان يشبه التعذيب النفسي، كان هذا سهلاً .

ظهرت إبتسامة راضية على شفاه الماركيزة جيانا وهي تراقب آرني .

أخيرًا، جاء يوم حفلة القصر الإمبراطوري .

بتوجيه من الماركيزة جيانا، استيقظت آرني من الفجر و أستعدت للحفلة الإمبراطورية طوال اليوم .

أمسك كل من رأى آرني بقلبه و كان سعيدًا .

" كيااا، أعتقد أنني كنت على قيد الحياة حتى الآن لرؤية هذا الجمال "

" جميلة جدًا "

" أريد أن أراك لبقية حياتي …. "

كانوا المصممون يبكون على التحفة الفنية التي قاموا بصنعها و كانوا الخادمات المحدقين فيها مفتونون تمامًا .

كانت آرني تشك بأنهم كانوا يبالغون كثيرًا .

تحدثت الماركيزة جيانا التي لم تتمكن من التحدث لفترة من الوقت .

" بهذا المعدل، سيقع كاسيان في الحب مرة أخرى "

تساءلت آرني ماذا تعني بذلك، فمنذ البداية لم يقع كاسيان في حبها .

' فجأة أشعر بقليل من السوء '

لا أعرف لماذا أشعر بالسوء لكنني أشعر بالسوء قليلاً على أي حال .

مع ذلك، لقد امتدحها الجميع لذلك كان الأمر يستحق هذا العناء .

" الآن، دعينا نذهب ليراك صاحب السمو ! "

قادتها إيريكا التي كانت أكثر حماسًا من أي وقت مضى .

وعندما وقفت أمام الباب، شعرت آرني بالتوتر و تساءلت .

' لماذا أنا متوترة ؟ '

كان جسدها متوترًا دون أن تعرف لماذا و عندما فتح الباب، عضت آرني شفاهها بشكل لا إرادي .

أُظلمت العيون الزرقاء في لحظة ….

في اللحظة التي تتبعت فيها نظرة كاسيان جسد آرني، شعرت آرني بالخجل لسبب ما .

رفعت شعرها بشكل أنيق و الذي عادة ما يكون منسدلاً و كان مكياج خديها أكثر توردًا من المعتاد .

عندما أرتدت هذا الفستان، بدت و كأنها شخص مختلف تمامًا .

كان الفستان الذي أبتكره أفضل ثلاثة مصممين يمثلون الإمبراطورية الشمالية مع عدد لا يحصى من المصممين، رقيقًا و جميلًا لدرجة أنه كان من غير المعقول أنه تم صنعه في وقت زمني ضيق .

ومع ذلك، لفتت صاحبة الفستان إهتمامًا أكبر من الفستان الذي صُنع بشكل جميل .

" ما رأيك يا كاسيان ؟ أليست جميلة ؟ ألا تعتقد أنك ستقع في الحب من النظرة الأولى ؟ "

أستعاد كاسيان رباطة جأشه من حماس الماركيزة جيانا .

حاول إخفاء رغبته في الإستمرار بالنظر إليها و مد يده إلى آرني .

أُظلمت عيون كاسيان للحظة عندما وضعت يدها البيضاء الصغيرة فوق يده .

" عرّابتك تقول أشياء مضحكة يا آرني "

نظر إليها كاسيان الذي أخذ يدها و قبلها .

" فأنا بالفعل وقعت في حبك منذ فترة طويلة جدًا "


— رابط الصورة : هنا

****************************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان