الفصل 189 و 190 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


" لماذا هناك حريق فجأة …. ! "

تردد ولي العهد المرتبك ثم ظهر وجه يلينا في ذهنه .

' أيمكن أن يكون …. ؟ '

" اتبعوني ! "

شق ولي العهد طريقه بسرعة نحو مصدر الدخان .

' هل تحاول جذب إنتباه الوحوش بالنار ؟ '

أخذوا الفرسان زمام المبادرة لإزالة الشجيرات الكثيفة ليسهلوا الطريق لولي العهد .

ركض ولي العهد عبر الطريق الذي قطعه الفرسان و عبس .

' هل تحاول جمع الوحوش و القضاء عليهم بهذه الطريقة ؟ تلك الحمقاء …. ! '

كانوا في الجبال وليسوا في مكان آخر فقد كان من الواضح أنه بمجرد أن يبدأ الحريق بالإنتشار سيصبح الوضع خارج السيطرة .

" الوحوش ! "

" هاجموهم من الجانبين و أقتلوهم ! "

في الطريق واجه ولي العهد وحشين ثم هجموا عليهم الفرسان الخمسة معًا و قطعوا رؤوسهم بسرعة .

بعد فترة وجيزة، وصلوا إلى المكان الذي كان يتصاعد منه الدخان لكن ما شاهدوه لم يكن ما تخيلوه وهم يشقون طريقهم إلى هنا .

كلا، كان هذا صحيحًا، ولكن ….

قال أنديدن بهدوء " وحشان في إتجاه الساعة الثالثة "

سحب كايوين قوسه على الفور و أطلق .

— طعنة !

" أمم، هناك وحش يقترب في إتجاه الساعة السابعة "

— طعنة !

" ما … ما الذي يحدث …. "

رمش ولي العهد الأمير بارتيز بحيرة تمامًا .

كان هناك حريق … أندلع حريق هائل أمام ولي العهد .

ولكن على عكس ما كان قلق بشأنه، لم يكن يبدو أن الحريق سينتشر أبدًا و ذلك لأن المياه كانت تتدفق في دائرة حول اللهب .

أبتسمت يلينا عندما لاحظت إندهاش ولي العهد .

' هيه '

كانت هذه خطة يلينا : أولاً، أستخدم أنديدن روح النار لإشعال جثة الوحش ثم أستخدم روح الماء لمنع الحريق من الإنتشار في كل مكان .

' وبعد ذلك، أستخدم روح الرياح لنشر الرائحة المختلطة بالدخان إلى أقصى حد ممكن '

و تمامًا كما توقعت يلينا، أندفعت الوحوش التي تفاعلت مع رائحة جثة زميلهم الوحش المحترق بإتجاههم .

والخطوة الأخيرة : طلبت من أنديدن الذي يمكنه الرؤية عبر مسافات شاسعة من خلال روح الريح، إبلاغ كايوين في كل مرة يقترب فيها وحش .

" بإتجاه الساعة السادسة تمامًا …. "

— طعنة !

ثم فجأة سأل أنديدن كايوين " … سموك، إسمح لي أن أسألك هذا، في الحقيقة أنت يمكنك رؤيتهم يأتون قبل أن أخبرك، أليس كذلك ؟ "

" نظري ليس سيئًا للغاية "

" رائع "

' ليس الأمر كما لو أننا في مرج منبسط، نحن في غابة جبلية كثيفة … أنا متأكد من أنه حتى الوحوش لا تتمتع بنظر جيد هكذا '

أو ربما كان الدوق قادرًا على الإحساس بالوحوش بدلاً من رؤيتهم فعلاً ؟

مهما كان الأمر، كان من الصعب وصفه بأنه عادي، أندهش أنديدن منه داخلياً .

أطلق كايوين السهام على الوحوش قبل أن يصلوا إلى مجال رؤية يلينا .

و بفضله، كانوا خدم الكونت مشغولين جدًا .

" هوف، هوف، من فضلك أمسك بهم بشكل أبطأ قليلاً ! "

" السكين يشحذ فقط من قطع كل هذه الآذان ! "

بدا خدم الكونت مورجانا و كأنهم على وشك البكاء .

بهذا المعدل، كانت أرجلهم و الأكياس التي كانت تحمل آذان الوحوش على وشك التحطم .

" ماذا، كيف …. ! "

بعد فترة وجيزة، أدرك ولي العهد الموقف و خرج صوته مرتجفًا .

" لا يصدق ! "

للحظة، فقد ولي العهد كل عقلانيته و خلع رداءه الخارجي و ركض نحو النار ليحاول إخماد الحريق بملابسه .

ومع ذلك، كانت نار أشعلتها الروح وليست نار عادية، مع إقتراب ولي العهد أشتعلت النيران بشكل أكبر كما لو كانت تنتظر مما منع ولي العهد من الإقتراب .

" ……. ! "

تعثر ولي العهد من الحريق الهائل ثم فتحت يلينا فمها عندما رأت النظرة اليائسة على وجهه لقد تحدثت و كأن لديها كل الوقت في العالم .

" هل علينا أن نستمر ؟ "

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

بذل ولي العهد قصارى جهده بطريقته الخاصة ولكن لم يكن هناك طريقة تمكنه من اللحاق بكايوين الذي كان يتعامل مع الوحوش بأعداد كبيرة في وقت واحد .

في مرحلة ما، حاول حتى قتل الوحوش في المنتصف لكن دون جدوى، كانت سهام كايوين سريعة و دقيقة أكثر بكثير من سيوف نخبة فرسان القصر الذين أحضرهم ولي العهد معه .

" لن أنسى هذا أبداً "

كانت تلك الكلمات الأخيرة لولي العهد الأمير بارتيز قبل أن يختفي وهو يرتجف من الذل .

لقد غادر بشكل مفاجئ دون ضجة، ربما بسبب العقد .

ضحكت يلينا .

' إفعل ما تشاء '

كانت مندهشة من كيف أن ولي العهد بصق تلك الكلمات كما لو كانت تمثل تهديدًا كبيرًا .

ومع ذلك، كان هناك شيء واحد كانت يلينا راضية عنه : كانت النظرات على وجوه فرسان القصر الذين شاركوا في إبادة الوحوش .

****************************

الفصل : ١٩٠

لمعت عيون الفرسان بإعجاب لكايوين حتى اللحظة التي غادروا فيها قلعة الكونت .

لقد رأوا كايوين يقتل الوحوش - نفس الوحوش التي قتلوها بالكاد من خلال مهاجمتهم من كلا الجانبين - بسهم واحد، لهذا لم يسعهم سوى إحترامه و حسده .

' هيهي '

أرتفعت أكتاف يلينا إلى الأعلى بفخر .

' هاها ! '

و أعادت رأسها إلى الخلف بفخر .

كان الأمر كما لو أنه كلما تم الإعتراف بكايوين لمهاراته كلما شعرت يلينا بفخر أكثر .

لكن معنوياتها العالية هذه لم تدم طويلاً .

" ماذا قلت للتو ؟ "

حدقت يلينا في كايوين بعدم تصديق .

" هل ستذهب بدوني ؟ "

في صباح اليوم التالي بعد مغادرة ولي العهد لقلعة الكونت، كانت يلينا و الآخرون يستعدون للذهاب للتنقيب عن السيف المقدس .

بطبيعة الحال، أعتقدت يلينا أنها ستكون جزءًا من تلك الرحلة ولكن قبل مغادرتهم أعرب كايوين عن رغبته في بقاء يلينا في القلعة .

" قد يكون الأمر خطيراً كما قالت الآنسة مورجانا، لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث أثناء التنقيب عن السيف المقدس "

" لكن …. "

أهتزت عيون يلينا، فهمت في رأسها قرار زوجها لكن في قلبها لم تستطع قبول حقيقة انفصالها عن زوجها .

" لهذا السبب أحضرت آندي، ألن يكون الأمر على ما يرام إذا ذهبنا ثلاثتنا ؟ "

" ستكونين أكثر أمانًا هنا "

" هل تعتقد حقًا أن هناك مكانًا أكثر أمانًا من جانبك ؟ "

إتسعت عيون الكونت مورجانا الذي كان يشاهد الوضع و ظهر الإعجاب على وجهه .

' المتزوجون حديثاً …. ! '

ثم أصبحت عيناه دامعة فقد كان هناك وقت كان فيه هو و زوجته مثل الدوق و الدوقة أيضًا، ولكن بعد قتال شرس بين الزوجين فقدت الكونتيسة أعصابها و عادت إلى منزل والديها .

' في الواقع … كان هناك وقت أحببنا فيه بعضنا البعض حقًا … ولم أرغب في الإنفصال عنها ولو للحظة، أوه عزيزتي ~ أعدك بأنني سأكون جيدًا معك إذا عدتِ '

لم تكن يلينا مدركة للمساعدة الكبيرة التي قدمتها للمصالحة بين زوجين في منتصف العمر و أخفضت رأسها .

كانت تعلم أنها كانت عنيدة .

لكن مع ذلك ….

" …. هذا لا يبدو صائبًا "

" زوجتي "

" أنا من أردت التنقيب عن السيف المقدس في المقام الأول لذا لا يبدو صحيحًا أن أقوم بإرسالك إلى مكان خطير بينما أبقى في مكان آمن …. "

" يلينا "

مد كايوين يده و قام بوضع شعرها خلف أذنها بلمسة ناعمة .

حبست يلينا أنفاسها و ركزت على شعور أصابعه خلف أذنها .

جعلتها اللمسة الحذرة التي أصلحت شعرها تشعر بالدغدغة .

توترت يلينا و شدت ظهرها دون أن تدرك ذلك ثم سحب كايوين يده و قال .

" لا بأس، يمكنني أن أعدك بأنني سأعود بأمان "

" ……. "

" سأعود سريعًا، سالمًا معافى لذا أرجوك انتظري هنا قليلاً فقط "

للحظة، فكرت يلينا في الفرسان الثلاثة الذين تركتهم في قلعة الدوقية : توماس و كولين و ماكس، على الرغم من أن إصاباتهم قد شفيت كثيراً إلا أنهم لم يتعافوا تماماً بعد لذلك تركتهم هناك عمداً .

' أتمنى لو كان بإمكاني إرسالهم مع زوجي …. '

فكرت يلينا بذلك لكنها هزت رأسها بعد فترة وجيزة .

كلا، حتى لو كانوا الفرسان هنا سيختار زوجها الذهاب بمفرده .

في الحقيقة، من وجهة نظر زوجي قد يكون هذا هو الخيار الأفضل .

بالنظر إلى قوته، فإن أي شخص آخر إذا ذهب معه فسيكون عبئًا عليه في الحالة الطارئة .

فتحت يلينا المحبطة فمها .

" إستخدم آندي بشكل جيد، سيكون مفيدًا لأنه ساحر روحاني …. "

" سأفعل "

" إذا أصبحت الأمور خطيرة، اترك الأمر لآندي و أهرب "

" مهلاً، ماذا عني ؟ ماذا عن سلامتي ؟ "

فتح أنديدن الذي كان ينتظر بصمت، فمه بذهول لكن تجاهلته يلينا و أعطت كايوين نظرة مليئة بالتعلق الطويل .

أبتسم كايوين كما لو كان يخبرها بألا تقلق .

" سأعود "

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

' كان علي أن أترك ولي العهد يستخرج السيف المقدس ثم أسرقه منه بعد ذلك '

حدقت يلينا من نافذة قلعة الكونت بإنزعاج .

كانت مليئة بالندم المتأخر و كان هذا كله لأن ولي العهد كان بغيضًا جدًا .

' لو كان ذلك الأحمق أقل كراهية لكنت أخترت الخيار المربح بشكل مناسب '

جلست يلينا في غرفة الشاي في الطابق الثاني و أطلقت تنهيدة طويلة .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان