الفصل ٢٤ : شفاه على حافة السكين


لقد خسرت أمام الجمال .


بمجرد ظهور كاسيان، خرج شخص ما من قصر الإمبراطورة .

قامت خادمة الإمبراطورة بتحية كاسيان و آرني و نقلت كلمات الإمبراطورة .

" جلالة الإمبراطورة تقول أنه يمكنك العودة الآن "

ثم قالت أن الإمبراطورة تود رؤية الأمير الذي كان يقف هناك بغباء و طلبت منه أن يتبعها .

نظر إدوارد إلى الخلف ليرى آرني التي سرقها كاسيان، ما إذا كانت تشعر بالندم لكن نظرة آرني كانت مثبتة على كاسيان .

شاهد كاسيان إدوارد وهو يُجر بعيدًا بعيون بلا عاطفة ثم ألتفت لينظر إلى آرني و تغيرت عيناه و تعابيره على الفور إلى اللطف و قال .

" لنعد الآن "

حدّقت آرني في كاسيان المبتسم بهدوء .

" هل يمكنني العودة هكذا ؟ لا يزال لا بد لي من توديعها …. "

" لا داعي للقلق بشأن ذلك "

" …. حقًا ؟ "

ولأنها من الإمبراطورية الغربية التي تقدر التحيات، شعرت آرني و كأنها ترتكب جريمة لكن كاسيان أبتسم و قاد آرني لذلك فاتها التوقيت .

فجأة فكرت آرني للحظة قبل أن تعرج ببطء .

كانت أطرافها الأربعة سليمة ولم تكن هناك إصابات أو ألم لكن آرني شعرت أنه كان عليها أن تعرج لأنها كانت تتظاهر بأنها سيدة ضعيفة .

' هذا ما يحدث عادةً عندما يجلس الشخص على ركبتيه لفترة طويلة، أليس كذلك ؟ '

أعتقدت ذلك لأن إيريكا كانت تسير وهي تعرج بجانبها .

آرني التي ألقت نظرة خاطفة على مظهر إيريكا، وضعت كل طاقتها في تمثيلها .

على أي حال، أنا جيدة بكل ما أفعله بجسدي .

" ……. "

تصلب تعبير كاسيان بشكل رهيب عندما لاحظ آرني التي كانت تعرج و تمشي بصعوبة ثم أوقفها قبل أن تمشي بضع خطوات أخرى .

" إنتظري "

" ماذا ؟ "

تفاجئت آرني بحمله لها كالأميرة، ولفت ذراعيها بشكل تلقائي حول رقبته .

في لحظة، أصبح وجهه قريبًا للغاية لدرجة شعورها بأنفاسه .

" ……. "

" ……. "

تجنبت آرني نظراته .

— بـادومـب .

شعرت بنبضات قلبها التي بدأت تتسارع، كانت بخير حتى عندما عاقبتها الإمبراطورة، فلماذا تتوتر الآن ؟

دفنت آرني رأسها و أغلقت عينيها بإحكام، عندها خفت تعابير كاسيان الباردة لقد ذاب الجليد في لحظة واحدة .

" يبدو أنك قد آذيت ساقك، لذا تحملي هذا للحظة "

" …… حسنًا "

" أم أنك تريدين شيئًا آخر ؟ "

رفعت آرني رأسها من تعليقه و نظرته اللعوبة و تجنبت نظره مرة أخرى .

" أوه لااا، بالطبع لا ! "

لم أكن أنوي فعل شيء أبدًا لكن … كانت ردة فعل آرني لطيفة للغاية وهي تتجنب النظر إلي بوجهها المحمر قليلاً و هذا جعلني أرغب بإزعاجها أكثر .

وفجأة تفاجأ كاسيان من أفكاره، هي شخص ثمين لهذا يجب علي معاملتها بإحترام أكثر وليس التنمر عليها .

' نعم، يجب أن أعاملها بإحترام إنها ثمينة للغاية '

شعر كاسيان بالإرتباك من المشاعر التي يشعر بها لأول مرة في حياته بسبب آرني ثم أخذها بين ذراعيها و وصل إلى العربة .

شعر كاسيان بالفراغ بعد أن وضعها في العربة و أنزل يده .

قامت آرني التي كانت جالسة أمامه في العربة بالحمحمة بوجه محمر قليلاً و قالت .

" …. شكرًا لك، لكن ما الذي تفعله هنا ؟ "

" توقفت في طريقي إلى القصر الإمبراطوري لأن لدي بعض الأعمال لأقوم بها "

" آه فهمت، أعتقد أنني محظوظة "

" أنا من كنت محظوظاً "

صدقت آرني كذبته المقنعة بسهولة .

ضحك كاسيان على نفسه لأنه لم يكره ذلك على الرغم من أنه كان يفكر في ما يجب فعله عندما تنخدع بمثل هذه الكذبة ببراءة .

حدق كاسيان بآرني التي بدت متعبة بعض الشيء إلا أنها أظهرت مظهرًا شجاعًا و كأنها لم تصب بأذى على الإطلاق .

" هل أنتِ بخير ؟ "

سؤال مهذب و طبيعي، أبتسمت آرني بشكل مشرق .

" نعم "

أُظلم وجه كاسيان عند رؤية آرني التي أومأت بقوة .

" جيد، هذا مريح "

أبتسم بسخرية لأنه لم يكن مرتاحًا على الإطلاق .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

- [ يبدو أن الإمبراطور جوزيبي استدعى الإمبراطورة بولكيريا ]

كان كاسيان يحدق في الفضاء بشرود حيث كانت الشمس تغرب ببطء خارج النافذة ثم أضيئت الكرة السحرية و أنتشر الصوت .

أخبره الرجل بالقصة الكاملة لما حدث في القصر الإمبراطوري اليوم .

- [ يقال أن الإمبراطورة أصيبت بحالة هستيرية بعد أن استدعاها الإمبراطور، ربما لهذا السبب استدعت صاحبة السمو الدوقة الكبرى اليوم ]

" ما سبب إستدعائها ؟ "

- [ لا أعرف التفاصيل لكن من المحتمل أن يكون ذلك بسبب الشائعة المنتشرة عن الأمير إدوارد و صاحبة السمو الدوقة الكبرى في القصر الإمبراطوري ]

صمت كاسيان و أخفض نظرته وهو يفك أزرار أكمام قميصه .

أخبره الرجل الموجود داخل الكرة السحرية بعض الحقائق الأكثر أهمية كما لو كان معتادًا بالفعل على هذا الموقف ثم أختفى .

ساد الصمت في الغرفة عندما أختفى الضوء من الكرة السحرية .

" …. إذًا هذا ما حدث "

لهذا السبب فعلت الإمبراطورة شيئًا لم تفعله عادةً ؟ لأن الإمبراطور جوزيبي كان وراء هذا .

" أكان الأمر كذلك ؟ "

تريد أن تقوم بإستفزاز آرني لتتخلى عن منصب الدوقة الكبرى بنفسها و تعود ؟

كانت استراتيجية الإمبراطور جوزيبي سخيفة لدرجة أنه أصبح عاجزًا عن الكلام .

ضحك كاسيان بإكتئاب و دفن وجهه في راحة يده ثم عندما أنزل كفه أصبحت عيناه باردة .

كل ما حدث في القصر الإمبراطوري اليوم كان بسبب إهماله، لقد أدى الوصول إلى العاصمة قبل الموعد المحدد و الهجوم غير المتوقع إلى زيادة عدد الأشياء التي يجب عليه القلق بشأنها، لذلك أغفلتها ولم أستطع الإعتناء بها .

كانت هذه هي حياة آرني في العالم الإجتماعي، توقع كاسيان بالطبع أن آرني لن تقوم بأي أنشطة، فآرني التي شاهدها حتى الآن هي من هذا القبيل .

' هذا خطأي '

لأنه كان شديد الثقة في حكمه، ذهبت آرني بسهولة خارج الحدود التي رسمها كاسيان .

كان يجب أن أتوقع ذلك لكن فاتني ذلك لأنها كانت مضحكة و لطيفة عندما كانت تحاول بجد، كان يجب أن أتخذ تدابير مسبقًا بشأن تحركات الإمبراطورة بولكيريا .

…. إنه شيء يمكن أن يحدث في أي وقت لكنه كان مبكرًا جدًا بحيث أنه لم يتوقع ذلك لكن كاسيان رفض هذا التبرير .

" آرني …. "

عندما ذهب إلى القصر الإمبراطوري و رأى جسد آرني الهزيل وهي جاثية على ركبتيها، سمع كاسيان شيئًا بداخله يتحطم .

كان هذا غريبًا فهو شيء لم يحدث في حياته من قبل .

لمعت عيون كاسيان العميقة و المظلمة .

حذره عقله أن هذا كان نذيرًا لشيء سيء لكن كاسيان على عكس المعتاد تجاهل همسات عقله ولم يعلم أنها كانت الخطوة الأولى نحو الأسوأ الذي من شأنه أن يهز حياته تمامًا .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

" ماذا عن آرني ؟ "

أجابت مارتي بأدب على السؤال الذي طرحه كاسيان الذي ظهر في الليل .

" لقد فحصها الطبيب ثم اغتسلت و خرجت للتو "

" ماذا قال الطبيب ؟ "

" قال أنها أصيبت بجرح في ركبتيها لأنها ركعت على الأرض العارية لفترة طويلة "

" جرح ؟ "

" نعم، إنه منتفخ قليلاً و ذلك لأنها كانت جاثية على ركبتيها لفترة طويلة و منذ أن جسدها ضعيف بالفعل فلا بد أن ركبتيها تأذت كثيرًا لذلك طلب منها توخي الحذر في الوقت الحالي و إلا فسوف تشعر بالألم أثناء المشي لباقي حياتها "

" ……. "

و عندما لم يتحدث كاسيان أظهرت له مارتي المرهم .

" قال أنه إذا قامت بوضع هذا و أرتاحت لبضعة أيام فسوف يشفى الجرح دون ترك أي أثر "

تحولت نظرة كاسيان إلى المرهم .

" هل أضع لها هذا المرهم فقط ؟ "

" ماذا ؟ آه نعم …. "

تلعثمت مارتي في حرج .

' مستحيل هل سيقوم بوضعه لها بنفسه …… ؟ '

أخذ كاسيان المرهم و وقف أمام غرفة الدوقة الكبرى دون أن ينبس ببنت شفة .

توتر قليلاً قبل أن يطرق الباب بنفسه .

.

.

.

تفاجئت آرني عندما فتح كاسيان الباب و دخل .

كان ذلك لأن المرهم الذي كان من المفترض أن تحضره مارتي كان في يد كاسيان .

" أوه …. هذا …… "

" سأضعه لك "

نظرت آرني إلى إيڤا كما لو كانت تطلب مساعدتها لكن إيڤا التي أُعجبت بموقف كاسيان الإيجابي، أبتسمت بسعادة .

قطبت آرني حاجبيها بإنزعاج عند رؤية إيڤا التي لا يبدو أنها ستساعدها على الإطلاق لكن إيڤا لم تهتم و قالت .

" هوهو، إذن فلتحظيا بوقت ممتع معًا ~ "

شعرت آرني بالإحباط بسبب مغادرة إيڤا بعد الخادمات .

إيڤا، لن أسامحك أبدًا !

أقترب كاسيان من الأريكة حيث كانت تجلس و ركع على ركبتيه .

كان من المدهش أن يركع شخص بمكانة الدوق الأكبر بسهولة ولكن بما أنها السبب لم تعرف كيف تتقبل ذلك و بقيت ساكنة للحظة .

أبتسم كاسيان بهدوء عندما ألتقت نظراتهما .

" أريني ركبتيك، سأضع لك المرهم "

" كـ … كلا … هذا … أنت لست بحاجة لـ …. "

" أريد أن أقوم بهذا "

انحنت زوايا عينيه كما لو كان مكتئبًا .

" ألا يمكنني ؟ "

لما لا يمكنك ؟ … حسنًا لقد خسرت أمام الجمال .


— رابط الصورة : هنا

عند رؤية نظرة كاسيان المثيرة للشفقة التي لامست قلبها، رفعت آرني فستانها قليلاً لتظهر ركبتيها .

بالرغم من أنهما كانا متزوجان بالفعل، إلا أن يدي آرني ارتجفت عندما رفعت فستانها قليلاً .

توهجت ساقاها الناعمتان بيضاء اللون في الضوء و تحولت نظرة كاسيان إلى الركبة المصابة .

أمالت آرني رأسها بتوتر من تعبير كاسيان المتصلب بشكل غريب .

نظر كاسيان إلى آرني و أبتسم بلطف .

" قد يؤلمك قليلاً "

بعد أن حذرها وضع الدواء بإصبعه و عندما لمس إصبعه ركبتها، عضت آرني شفاهها بشكل لا إرادي .

لا أعرف لماذا أشعر بالتوتر الشديد عندما يضع الدواء فقط .

" أوه "

" هل يؤلمك ؟ "

أومأت آرني برأسها على مضض .

كيف أخبره بالحقيقة، بأن هذا بسبب الطريقة التي تضع فيها الدواء ؟

' إلى جانب ذلك، الجرح الذي أحدثته بنفسي …. '

عندما رأت ركبة إيريكا مصابة بجروح، أعتقدت آرني أنه لا ينبغي أن تكون الوحيدة التي كانت على ما يرام ولكن عندما وضع كاسيان الدواء بعناية فائقة، تعرض ضميرها للطعن .

عندما شعرت آرني بالندم، كسر صوت كاسيان المنخفض الصمت .

" آرني "

" نعم ؟ "

" هل يمكنني أن أسألك شيئًا ؟ "

" نعم، لا تتردد بالسؤال "

خفض كاسيان عينيه و خلقت الرموش الطويلة ظلاً بحيث كان من المستحيل تحديد نوع نظرته في تلك اللحظة .

" هذه العقوبة، كان بإمكانك أن ترفضيها و تغادري فقط سواء أعطتك الإمبراطورة عقابًا أم لا لكن لماذا قبلت بحماقة هذه العقوبة ؟ "

" عندها سأضعك في مشكلة "

" ……. "

ردت بسرعة دون تأخير كما لو أنها ليست بحاجة للتفكير، عندها قبض كاسيان يديه بقوة .

حكت آرني خدها و أضافت بشكل محرج .

" بالطبع بما أنني أميرة الإمبراطورية الغربية كان بإمكاني إستخدام هذا العذر و المغادرة لكن … لأنني تزوجت منك و أصبحت دوقة تيرنوجين الكبرى كنت أرغب بأن أتعامل مع ذلك بطريقتي الخاصة، لا يمكنني مساعدتك لكن لا يجب أن أعترض طريقك "

أعتقدت آرني أنه لا ينبغي أن تسبب له المشاكل أكثر من ذلك لأنها خططت للطلاق و العودة بعد ثلاثة أشهر .

تردد كاسيان الذي لم يكن يعلم ما كانت تفكر فيه .

" ولم يكن الأمر يتعلق فقط بالعقاب، في الواقع حدث ذلك لأن جلالة الإمبراطورة لعبت مقلبًا طفوليًا و أنا بوقاحة قمت بإيقافها، ربما لو لم أتحرك لكان قد تم إعدام إيريكا على الأقل لذا أعتقد أنه من الجيد أن الأمر أنتهى على هذا النحو "

أخبرته آرني بما أنجزته بطريقتها الخاصة لكن كاسيان لم يكن يسمعها .

أغمض عينيه للحظة ثم فتحهما ببطء .

أمالت آرني رأسها و حدقت بكاسيان .

بطريقة ما، بدا الأمر مختلفًا تمامًا عن كاسيان المعتاد، عندما أبتسمت آرني بشكل محرج، أبتسم كاسيان بشكل لا إرادي .

" ……. ؟ "

هل ما حدث اليوم كان صادمًا إلى هذا الحد ؟

شعرت آرني التي لم تكن تعرف معنى أن تركع الآنسة، بالقلق .

' حسنًا لن أركع بعد الآن '

بينما كانت آرني مصممة على ذلك، توصل كاسيان أيضًا إلى إدراك شيء ما .

' دمية '

كل ما أردته هو دمية .

دمية محتجزة في قفص معد لها و عليها أن تملأ المساحة فقط، أعاملها بلطف و طيبة لكن هذا كل شيء، لذا لا يهم من ستأخذ هذا المكان ما دامت مؤهلة .

' لكن لم يعد هذا مهمًا بعد الآن … أليس كذلك ؟ '

الشخص الذي أراده أن يكون دمية هي حية و تتحرك و كانت تفكر و تفعل ما تشاء و تنظر إليه .

أعجبني ذلك، لدهشتي و استيائي على الرغم من أنه لم يكن ما أريده على الإطلاق .

هناك تقاطع بين الرغبة في أن تظل هناك بالطريقة التي يريدها و التناقض في أن الأمر سيكون على ما يرام كما هو .

كان الأمر مثل تموجات حصاة ألقيت في مياه هادئة، ظهر صدع غير مألوف، ومع ذلك أغلق كاسيان الفجوة و أغلقها حتى قبل أن يتعرف على الفجوة و أكثر إحكامًا من ذي قبل .

أبتسم و كأنه يحاول أن يخفي إضطرابه مثل إرتداء القناع .

" من الآن فصاعدًا يمكنك تجاهل أي دعوة تصلك من القصر الإمبراطوري "

" ماذا ؟ هل لا بأس بهذا لكنه لا يزال القصر الإمبراطوري ؟ إذا استدعاني جلالة الإمبراطور ألا يجب أن أذهب ؟ "

" يمكنك فقط أن تقولي أنك مريضة "

أهتزت عيون آرني من الإجابة المنعشة .

هل يمكنني الكذب هكذا حقًا ؟

" و …. "

للحظة، انخفض صوت كاسيان كما لو كان يخطط لشيء ما و همس بهدوء .

" سأفعل ذلك حتى لا تتمكن من استدعائك مرة أخرى بسهولة "

" ……. ؟ "

أمالت آرني رأسها و تساءلت عما يعنيه ذلك لكن إبتسامة كاسيان اللطيفة منعتها من السؤال أكثر .

وفي اليوم التالي، كان هناك مقال تصدر عناوين الصحف في الصحف الصباحية .

< الإمبراطورة الموقرة صاحبة الجلالة تعاقب الدوقة الكبرى تيرنوجين بقسوة ! هل تستخف بالإمبراطورية الغربية ؟ >

****************************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان