الفصل 181 و 182 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


" مستحيل، الزواج منك ؟ إنه أمر غريب حقًا سيكون الأمر و كأنني أتزوج من أخي، كنت سأعترض بالتأكيد "

" لماذا ؟ عندما كنا أطفالاً كنا نلعب دور الزوج و الزوجة أثناء لعب لعبة المنزل ثم أخذتِ نقاء خدي لأول مرة …. "

" يـااا ! "

صرخت يلينا فجأة و نظرت حولها بسرعة .

لحسن الحظ، لم يكن هناك أحد في الجوار .

سارعت يلينا و تجاوزت أنديدن وثم حدقت في وجهه بنظرة مخيفة و أعطته تحذيرًا .

" هل تعتقد أن لعبة المنزل كانت حقيقية ؟ و كان ذلك عندما كنت صغيرة حقًا … فقط تجرأ و تحدث بهذا أمام زوجي …. "

" همم، لا أعلم، هذا يعتمد على كيفية تصرفك "

" ماذا قلت ؟ هل تريد إنهاء هذه الصداقة ؟ "

ضحك أنديدن بصوت عالٍ لكن يلينا كانت جادة .

لم يكن لديها أي نية للضحك معه .

عندما رأى أنديدن ذلك، رفع كلتا يديه بإستسلام .

" كنت أمزح فقط، لماذا سأقول هذا لزوجك ؟ أخبرتك أن سعادتك هي ما يهمني "

" ……. "

" ليس لدي نية للتدخل بينك و بين زوجك، على الرغم من أنني أعتقدت في البداية أنك أُجبرت على هذا الزواج و جئت إلى هنا لمعرفة ما إذا كان ذلك صحيحًا لكن …. "

" ……. "

" تبدين سعيدة حقًا، لذلك لن أحاول أبدًا أن أفصل بينكما "

" …. سعيدة لسماع أن نظرك جيد "

خف تعبير يلينا قليلاً .

هز أنديدن كتفيه ثم مد كلتا يديه في الهواء .

" لقد سألتِ كيف فعلت ذلك في البحيرة و أين كنت و ماذا كنت أفعل خلال السنوات الخمس الماضية، أليس كذلك ؟ "

" ……. ؟ "

" سأجيب على هذه الأسئلة "

تقريبًا في نفس الوقت الذي قال فيه أنديدن ذلك، ظهرت حوله جنية شفافة لديها أجنحة و بدأت تطير .

حدقت فيها يلينا بهدوء لبضع لحظات ثم فتحت فمها بدهشة .

" …. هل هذه روح ؟ "

" هذا صحيح "

" يا إلهي، آندي هل تعلمت السحر الروحاني ؟ "

كانوا السحرة الروحانيون نادرون بشكل لا يصدق و كان لديهم قوة من الدرجة العالية و كان عددهم أقل بكثير من عدد السحرة التقليديين .

لم ترى يلينا روحًا من قبل لكنها تمكنت من إدراك أنها كانت روحًا لأنها قرأت كتابًا يصف مظهرهم .

" نعم، هذه روح الرياح اسمها سيلفي، لقد تمكنت من إرسال اليراعات إلى القارب أمس بفضل مساعدة سيلفي "

" …. هل يمكنك التعامل مع أرواح أخرى ؟ "

" أتقصدين، الماء و النار و الأرض ؟ "

هذا يعني أنه يمكنه التحكم في جميع أنواع الأرواح التي قرأت عنها في الكتاب .

حدقت يلينا بهدوء في أنديدن قبل أن تفرك عينيها .

" …. كم هذا رائع "

" الروح ؟ أم أنني تعلمت السحر الروحاني ؟ "

" كلاهما "

أدار أنديدن عينيه و أبتسم، كانت نفس الابتسامة التي أظهرها عندما تقابلا لأول مرة في يومه الأول هنا .

" سأرسل سيلفي إلى هنا من وقت لآخر للإطمئنان عليك "

" ……. "

" إذا واجهت صعوبة في يوم ما فأخبريني بذلك، لأنني مستعد لمساعدتك في أي وقت "

الإمتنان الذي لم يسدده أنديدن لا يزال موجودًا في قلبه .

" حسنًا سأذهب الآن، بعد أن تأكدت من أنك سعيدة "

حرك النسيم البارد شعر أنديدن و حافة فستان يلينا .

و عندما استدار أنديدن نادته يلينا .

" آندي "

" ……. "

" لا تذهب "

" ……. "

" عليك أن تلتقط الباقة قبل أن تغادر "

" ماذا ؟ "

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

عندما كانت يلينا تحضر لحفل زفافها الجديد، علمت عن عادة زفاف أجنبية تسمى " رمي الباقة "

كان تقليدًا في نهاية حفل الزفاف، حيث ترمي العروس باقة زهورها و يلتقطها أحد الضيوف و عادةً ما يكون صديقًا مقربًا للعروس .

يقال أن زوجة مطلقة في الماضي قد عُرفت لأول مرة في العالم و أصبحت معروفة بسبب ذلك .

أثار هذا التقليد الفريد إهتمام يلينا .

ذهب أنديدن و وجد مكانًا بين الضيوف في حفل زفافها .

و سرعان ما بدأ حفل الزفاف .

كان مثل أي حفل زفاف آخر، حتى منتصف الحفل .

وقفت يلينا بجوار كايوين أمام بن مرتدية فستان زفافها الأبيض الذي صنعته ميري بمهارة رائعة .

أمتد طرف فستانها الطويل مثل موجة فوق ظلها و تألق شعرها الفضي المزين بالورود كما لو تم رشه بمسحوق اللؤلؤ .

دخل خطاب بن السلس الذي كان يتدرب عليه طوال الليل إلى أذن يلينا اليسرى ثم خرج من أذنها اليمنى .

لم يكن هذا حفل زفافها الأول ولكن بطريقة ما شعرت بالتوتر و الحماس أكثر من المرة الأولى .

في ذلك الوقت بعد خطاب رسمي طويل، تنحنح بن ثم قال .

" يمكنك الآن تقبيل العروس "

جذبت هذه الكلمات يلينا التي كانت تتجاهل حديثه .

****************************

الفصل : ١٨٢

نظرت يلينا المتفاجئة إلى بن الذي كان يقف على المنصة .

' تقبيل العروس ؟ '

لم يكن هذا جزءًا من الخطة .

غمز بن بعينه المليئة بالتجاعيد ليلينا المرتبكة .

" ……. ! "

أدارت يلينا رأسها تجاه كايوين الذي بدا مرتبكًا أيضًا، ولكن بعد ذلك تحركت يداه .

دعم كايوين خصر يلينا بيده اليسرى ورفع ذقنها برفق بيمينه .

وقفت يلينا مجمدة بعيون واسعة .

' هو سيفعل ذلك ؟ حقًا ؟ بهذه البساطة ؟ نحن سنقبل بعضنا …. '

اخفض كايوين وجهه و دغدغة أنفاسه الدافئة بشرة يلينا مع اقتراب وجهه .

قامت يلينا بتجعيد أصابع قدميها و أغلقت عينيها بتوتر .

ثم شعرت بلمسة ناعمة بجوار شفتيها .

" ……. "

اللمسة الخفيفة و الحذرة لمست بشرتها ثم تلاشى دفئها .

ارتجفت جفون يلينا عندما فتحت عينيها .

' آه '

ترنحت و فقدت القوة في ساقيها .

" يلينا ! "

أمسك بها كايوين على عجل .

" هل أنت بخير ؟ "

" …. أنا بخير "

بالكاد تمكنت يلينا من الرد و أخذت تتنفس بقوة، لم تكن تدرك أنها كانت تحبس أنفاسها .

لماذا هي متوترة جدًا ؟

كان قلبها ينبض بصوت عالٍ و بسرعة .

نظرت إلى الضيوف بعد أن تمكنت بالكاد من تهدئة نفسها .

ربما في نظر الضيوف بدا الأمر و كأنهما كانا يقبلان بعضهما البعض، فقد استطاعت رؤيتهم وهم يغطون أفواههم بتعابير مندهشة .

من ناحية أخرى، بدا أن بن الذي رأى كل شيء عن قرب، يشعر بخيبة أمل إلى حد ما .

ومع ذلك، واصل الإحتفال بإخلاص .

" الآن، سوف ترمي العروس باقة زهورها، الشخص الذي سيلتقط الباقة تقدم من فضلك "

تقدم أنديدن بشكل محرج من بين الضيوف و أبدى تعبيرًا محرجًا .

و ألقت يلينا الباقة عاليا في السماء .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

كانت الحديقة الخلفية حيث كان يقام حفل الإستقبال الصغير، صاخبًا .

تناوب فرسان القلعة و خدمها على حضور الحفلة كانوا يضحكون و يتحدثون وهم يستمتعون بالطعام و الشراب .

" روزالين، شكرًا لكونك وصيفتي اليوم "

" لا داعي للشكر "

أبتسمت روزالين بخفة و ردت على شكر يلينا بينما كانت تستمتع بكأس من الشمبانيا .

هذا الصباح، تلقت يلينا رسالة منها تفيد بأنها ستزور قلعة الدوقية .

لابد أنها غادرت بعد إرسالها للحمام الزاجل لأنها وصلت في حوالي الظهيرة .

" يلينا ! لقد تلقيت رسالتك متأخرة و علمت عن البحث عن ماريزون، حدثت أشياء كثيرة جدًا لك بينما كنت بعيدة عن المقاطعة، لا أعرف من أين أبدأ …. "

" فهمت، أنا سأتزوج اليوم، فلماذا لا تكونين وصيفتي بما أنك هنا بالفعل ؟ "

" ماذا ؟ "

" …. أول شيء قلته لي بمجرد وصولي هو أنك ستتزوجين، هل تعلمين كم كنت مندهشة ؟ لو كنت أعرف عن ذلك مسبقًا لكنت أتيت مع زوجي "

" انسي ذلك، لا بد أنه مشغول، ولا داعي لأن يخرج عن طريقه "

هزت يلينا رأسها ثم سألت فجأة " بالمناسبة، لماذا تركت المقاطعة لوقت طويل ؟ "

كانت روزالين بعيدة لفترة أطول مما كان متوقعاً .

لم تكن يلينا على إتصال بها منذ أن تم إختطافها من قِبل إنكان و الآن فقط رأوا وجوه بعضهما البعض أخيرًا .

" حسنًا … يلينا، أنت تعرفين ميليا قريبتي، أليس كذلك ؟ "

" أعرفها، ألتقينا لفترة وجيزة في حفلة منذ وقت طويل "

على الرغم من أن يلينا لم تستطع تذكر وجهها حقًا، إلا أنها تذكرت الاسم بسهولة .

أومأت روزالين برأسها و واصلت .

" لقد حاولت الإنتحار منذ وقت ليس ببعيد "

" حاولت الإنتحار ؟ "

شهقت يلينا وتجمدت حيث كانت تمد يدها للحصول على كأس الشمبانيا على الطاولة .

" تم فسخ خطوبتها "

" فسخ ؟ "

" على ما يبدو، كان لدى خطيبها عشيقة أخرى من قبل، لا أعرف من هي رغم ذلك "

تنهدت روزالين و قطبت حاجبيها .

" لكن لابد أن شيئًا سيئًا قد حدث لعائلة عشيقته و كانت ميليا تشعر بالقلق كل يوم، وثم …. "

" فسخ خطيبها الخطوبة ؟ "

" أجل، أخبرها أنه لا يستطيع الزواج منها و غادر "

" يا إلهي "

شعرت يلينا بحزن عميق .

بصدق، يحدث هذا كثيرًا بين النبلاء لكنه كان مختلفًا عندما حدث لشخص تعرفه .

" إنه قمامة، ما كان يجب أن يقوم بخطبتها منذ البداية إذا كان سيفعل ذلك "

" هذه أفكاري بالضبط، المشكلة هي أن ميليا تلك الفتاة الحمقاء لديها مشاعر تجاهه "

ضغطت روزالين على جبهتها بيدها الفارغة التي لم تكن تحمل كأس الشمبانيا و كأن التفكير في الأمر مرة أخرى جعل رأسها يؤلمها .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان