الفصل 179 و 180 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


" أنا لا أقول أنني سأضع شخصًا ما هنا، قدرتي …. "

" هذا جيد "

" جيد ؟ "

تردد أنديدن كما لو أنه لم يتوقع أن يرد كايوين بهذه الطريقة .

واصل كايوين حديثه .

" من فضلك راقبنا جيدًا عن كثب، حتى لا أرتكب أي أخطاء و حتى تكون زوجتي سعيدة تمامًا "

" ……. "

" لأن سعادة زوجتي أهم من أي شيء آخر "

نظر أنديدن إلى عيون كايوين دون أن ينبس ببنت شفة .

" …. أنت تعني ذلك حقًا "

" ……. "

" ألست مصدر إزعاج لك ؟ "

" بلى أنت مزعج "

رد كايوين بسرعة كبيرة .

ضحك كايوين عندما بدا أنديدن مرتبكًا و قال .

" لكن هذا ليس أكثر أهمية من سعادة زوجتي "

في تلك اللحظة عادت يلينا التي ذهبت إلى العربة .

كانت تخفي يدها اليسرى خلف ظهرها بشكل محرج .

" احم، إذن هل نركب القارب ؟ "

أمسكت يلينا بكايوين بيدها اليمنى و قادته إلى القارب .

ثم ألقت نظرة حادة على أنديدن .

كانت نظرة هددته بعدم ركوب القارب معهم .

' ابتعد '

هز أنديدن كتفيه و تراجع .

سرعان ما أطلق الملاح القارب .

تحرك القارب ببطء و سلاسة بإتجاه وسط البحيرة .

" …. ركوب القوارب في الليل لها سحرها الخاص، يبدو الماء أكثر هدوءًا أيضًا "

" أجل "

" أحب الجو عندما يكون هناك رياح خفيفة، النجوم جميلة أيضًا …. "

كانت يلينا تتحدث بكل ما يخطر على ذهنها بينما كانت في الداخل تنتظر التوقيت المناسب .

كانت تخفي الزهور خلف ظهرها لهذه اللحظة بالذات .

' لماذا أنا متوترة للغاية ؟ '

لقد خططت لكل شيء بحماس شديد ولكن الآن بعد أن كانت تنفذ الخطة بالفعل، أصبحت متوترة فجأة .

كان قلبها يتسارع و فمها جاف .

لم تتذكر حتى أنديدن الذي أصر على مساعدتها في الإقتراح .

بينما كانت يلينا تأخذ نفساً عميقاً، أدار كايوين رأسه كما لو كان ينظر حوله إلى منظر البحيرة .

' هذا هو الوقت المناسب '

في اللحظة التي حشدت فيها شجاعتها و كانت على وشك إخراج الزهور .

" …. هاه ؟ "

رمشت يلينا بتفاجؤ .

فجأة، تجمعت كائنات مضيئة حول القارب .

' اليراعات ؟ '

لم يكن هناك عدد قليل منهم، حلقت العديد من اليراعات فوق البحيرة و أحاطت بالقارب .

حدقت يلينا في المنظر باندهاش ثم نظرت فجأة نحو الشاطئ .

' أيمكن أن يكون …. ؟ '

كان المكان مظلماً لكن يلينا استطاعت رؤية أنديدن من بعيد وهو يلوح بيديه ثم رفع إبهامه لأعلى .

' كيف فعل هذا بحق خالق السماء …. كلا، هذا ليس مهمًا '

عادت يلينا إلى رشدها و نظرت إلى كايوين، في وسط البحيرة الهادئة محاطة باليراعات المضيئة .

لم يكن هذا وقت التردد .

أخرجت يلينا الزهور .

" إنها …. "

" الزهور السحرية، وفقًا للتاجر لن يذبلوا لمئة عام بغض النظر عن المكان الذي ستضعهم فيه "

" ……. "

" كايوين "

هب نسيم لطيف، شعر يلينا دغدغ جبينها قليلاً .

واصلت يلينا حديثها وهي لا تزال ممسكة بالزهور .

" هل تقبل الزواج بي مرة أخرى ؟ "

لا بد أنها قد تخلت عن خجلها فقد خرج صوتها بلا رجفة .

" وهل ستعيش بسعادة معي لمئة عام …. كلا، إلى الأبد ؟ "

في الواقع، ربما كانت لا تزال خجولة بعض الشيء .

أبقت يلينا نظراتها على الزهور غير قادرة على النظر إلى كايوين .

قبل كايوين الزهور ثم رد .

" …. بالتأكيد "

ربما تخيلت يلينا ذلك لكن صوته بدا مهتزًا بعض الشيء .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

كانت القلعة صاخبة في صباح يوم الزفاف .

جاء أنديدن بحثًا عن يلينا بينما كانت تستعد لارتداء ملابسها .

" أيمكنك إعطائي دقيقة من وقتك ؟ "

" كيف فعلت ذلك في البحيرة ؟ "

سألته يلينا بمجرد وصولهم إلى الحديقة .

كانت تشعر بالفضول حيال ذلك منذ الليلة الماضية لكن لم يكن لديها الوقت لسؤاله .

" في الواقع، دعني أسألك هذا بينما نحن في هذا الموضوع بالفعل، فقط أين كنت و ماذا كنت تفعل في السنوات الخمس الماضية ؟ "

بغض النظر عن مدى تفكيرها في الأمر، لم تسمع أبدًا عن مكان يعلم الناس كيفية التحكم في اليراعات .

بدلاً من الإجابة على سؤالها، توقف أنديدن أمام شجرة ثم تسلقها في لحظة .

لم يستغرق الأمر سوى خطوتين لتسلق الشجرة .

نظرت إليه يلينا بنظرات متسائلة ' ما الذي يفعله فجأة ؟ '

" أتتذكرين عندما كنا صغارًا ؟ "

سأل أنديدن من مكانه وهو فوق الشجرة .

" ……. "

" كنا نتسلق الأشجار من حين لآخر عندما يكون القمر بدراً لرؤية القمر عن قرب "

" لقد فعلنا ذلك بالتأكيد و أنا فقط من تعرضت للتوبيخ "

****************************

الفصل : ١٨٠

كانت الذكرى عندما كانت يلينا في السادسة من عمرها، لكنها تذكرت ذلك بوضوح لأنها كانت ذكرى سيئة .

كان أنديدن هو من اقترح تسلق الشجرة أولاً لكن يلينا هي التي عوقبت لقيامها بشيء خطير للغاية .

' حسنًا … أعني، إذا سقط آندي لكان قد تعرض لأذى خطير بينما ربما كنت سأكون بخير '

بكل صدق، لم يكن عليها أن تتسلق الأشجار مع هذا الطفل الضعيف .

شعرت يلينا بالذنب من جديد عندما تذكرت أفعالها السابقة ثم تحدث أنديدن .

" كنتِ دائمًا تتسلقين أولاً ثم تساعديني "

" ……. "

" هل تريدين أن تصعدي ؟ "

مد أنديدن يده لكنها هزت رأسها على الفور .

" لا، لا أستطيع لايجب أن يتسخ شعري أو ملابسي، أنت تعلم ذلك "

كانت يلينا على وشك الزواج و كان عليها أن تمر بجلسة تجميل و تصفيف الشعر لفترة طويلة لتصبح أجمل من أي شخص آخر .

ولهذا قامت بسكب الكثير من الزيت المعطر على شعرها و جسمها منذ الصباح الباكر ثم غسلت شعرها و استحمت .

لم يبدو على وجه أنديدن أنه شعر بخيبة أمل بل أبتسم إبتسامة عريضة كما لو كان يعلم أنها سترفض ذلك .

" حسناً "

" ……. "

" يلينا "

" هم ؟ "

" عندما كنا أطفالاً … أعتقدت أننا سنتزوج عندما نكبر "

" ماذا ؟ "

رمشت يلينا ثم عادت بشكل غريزي ثلاث خطوات للوراء .

" هل ربما … أنت … تعترف … لي ؟ "

للعروس التي ستتزوج اليوم ؟

اتسعت عيناها و شحبت بشرتها .

عندما لم تستطع إخفاء صدمتها، هز أنديدن رأسه و قفز من الشجرة .

ثم حدث شيء مذهل .

نزل أنديدن إلى الأرض ببطء شديد كما لو كان جسده يتحدى الجاذبية .

" ……. ؟ "

' سحر ؟ '

في اللحظة التي فكرت فيها يلينا بهذه الكلمة، فتح أنديدن فمه .

" كلا، أنا لا أعترف لذلك لا تهربي و أستمعي لي "

" ……. "

" عندما أفكر في الأمر، لدي الكثير من الأشياء التي أنا ممتن لك فيها "

ظهرت ذكريات قديمة في ذهن أنديدن .

" لماذا تبكي ؟ "

" …. يلينا "

" لماذا تبكي بمفردك هنا ؟ هل هذا لأن ذلك الرجل القبيح سخر منك و وصفك بالضعيف ؟ "

" أنا …. "

" ياا ليس خطأك أنك ولدت ضعيفًا "

" ……. "

" تمامًا كيف أنه ليس خطأه - على الرغم من أنه مؤسف جدًا - أنه ولد بهذا الوجه "

تسللت إبتسامة على شفاه أنديدن .

' هل كان ذلك عندما كنا في الثانية عشرة من العمر ؟ '

كانت هناك مرات عديدة أخرى عندما كانت يلينا تواسي الطفل أنديدن الضعيف و الذي كان يفتقر إلى الثقة .

كانت يلينا التي يتذكرها واثقة دائمًا .

كانت لديها آراء قوية ولم تتراجع أبدًا عما أعتقدت أنه خاطئ .

لطالما وجدها أنديدن رائعة جدًا، ففي عينيه كانت دائمًا مشرقة جدًا .

كان هناك وقت شعر بأنه كان مفتونًا بها لكن ذلك لم يدم طويلاً .

فسرعان ما تم قمع هذا الشعور، وما شعر به بقوة كان ….

" أردت أن أصبح مثلك، لقد كنتِ قدوتي "

" ……. "

" و أعتقدت أنه بمجرد أن أصبح قويًا مثلك … يجب علي سداد ما تلقيته منك "

نظرت إليه يلينا بحيرة .

" تسديد ماذا ؟ لم يكن الأمر كما لو كان دينًا "

" لقد علمت ذلك، أعتقدت أنك ستردين هكذا لكن هذا ما شعرت به و بصراحة ما زلت أشعر بهذه الطريقة حتى الآن "

" أريد أن أذهب إلى مملكة كرول، أرجوك أرسلني إلى هناك "

" … كرول ؟ هل قلت للتو كرول ؟ "

" سمعت أنه إذا نجحت في إختبار الحكيم هناك فسأستطيع الحصول على قوى خاصة و هذه القوة ستشفي جسدي أيضًا "

" أنديدن، فكر في الأمر مرة أخرى هذا ليس شيئًا يمكنك تحديده بسهولة، يمكن أن تموت إذا حدث خطأ ما "

" لا أعرف أيهما أفضل الإستمرار بالعيش على هذا النحو أو الموت "

" ……. "

" أرجوك، وافق على هذا الطلب "

لم تكن تلك السنوات الخمس ذكريات جميلة .

أغمض أنديدن عينيه و أعاد فتحهما .

ومع ذلك، فإن ما حدث خلال تلك السنوات الخمس أصبح الآن من الماضي .

بالإضافة إلى ذلك، حقق أنديدن النتائج التي كان يريدها حتى عائلته أعترفت بإنجازاته لدرجة أنهم قرروا أنه سيكون وريث والده على شقيقيه الأكبر .

" أعتقدت أنه إذا تزوجنا … ستكونين سعيدة "

" سعيدة ؟ "

" عادةً ما نتزوج الشخص الذي تختاره لنا عائلتنا "

" ……. "

" أعتقدت أنني يمكن أن أكون زوجًا أفضل لك من شخص لم تريه من قبل، ناهيك عن عدم معرفة أي نوع من الأشخاص هو "

ضحكت يلينا بوجه مصدوم .

الزواج من أنديدن ؟

كان شيئًا لم تتخيله أبدًا .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان