الفصل 177 و 178 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


كان أنديدن مشغولاً طوال الأسبوع .

لقد أمضى يومًا يشاهد تدريب الفرسان في الساحة و يومًا آخر يفحص أراضي الدوقية الشاسعة و يومًا آخر يساعد و يتحدث مع العديد من الأشخاص المختلفين الذين عملوا في القلعة .

في هذه الأثناء، ركزت يلينا على شؤونها الخاصة بغض النظر عما يخطط له آندي .

' حفل زفافي الثاني '

كانت خطة يلينا لعقد حفل زفاف جديد في القلعة تسير جيدًا و بدأت تؤتي ثمارها .

كانت خطتها على النحو التالي : أولاً، ستبقى الاستعدادات للزفاف سرية عن زوجها .

و لكي يكون ذلك ممكنًا، أحتاجت يلينا إلى بن و رئيسة الخدم لولا ليكونا بجانبها .

بعد كل شيء، سيكون من الصعب على الخدم الآخرين تجنب أعين الاثنان بغض النظر عن مدى تحركهم سرًا .

' جُهزت قاعة المأدبة بالكامل تقريبًا '

كانت قاعة المأدبة في القلعة أحد الأماكن الرئيسية التي لا يهتم لها زوج يلينا عادةً .

لن يعرف أبدًا أن القاعة كانت مزينة دون أن يبلغه بن أو لولا بذلك .

وهكذا، تم تزيين قاعة المأدبة بإنتظام دون علم كايوين .

' و …. '

ثانيًا، بمجرد اكتمال الاستعدادات ستتقدم لكايوين .

قامت يلينا بشد قبضتيها .

' و أيضًا وصلت الأزهار في الوقت المناسب الليلة الماضية … '

بعد الحصول على الخاتم، أعدت يلينا الزهور التي كانت تستخدم عادة للإقتراح .

الزهور التي لا تذبل أبدًا بسبب السحر كانت نادرة ولكن لحسن الحظ، تمكنت يلينا من الحصول عليها في غضون أسبوع .

أبلغت آبي يلينا عن وضع قاعة المأدبة هذا الصباح .

بهذا المعدل، ستكتمل الاستعدادات للزفاف غدًا على أقصى تقدير .

بالإضافة إلى ذلك، قال بن أنه كان يتدرب سراً على الخطاب الرسمي في غرفته خلال اليومين الماضيين .

' عظيم، سأتقدم له اليوم '

كانت يلينا حازمة في قرارها حتى أنها قررت موقع محدد : البحيرة .

سيركبون قاربًا في البحيرة حيث كانت يلينا تتوق إلى الحصول على موعد لوقت طويل معه و بعد أن تُهيئ الحالة المزاجية، ستخرج الزهور و تتقدم له .

' إنه مثالي ! '

بعد تقييم خطتها، شقت يلينا طريقها نحو مكتب زوجها بنظرة تصميم .

عندها ظهر شخص ما فجأة و أعترض طريقها .

" آندي ؟ "

" يلينا "

" أنا آسفة، لكنني مشغولة بعض الشيء الآن، هل يمكننا التحدث لاحقًا …. "

" أنت ذاهبة في رحلة بالقارب في البحيرة اليوم مع زوجك، أليس كذلك ؟ "

حاولت يلينا التذكر لفترة وجيزة .

' هل أخبرت آندي عن هذا ؟ '

لم تفعل .

" …. كيف تعرف ذلك ؟ "

" لدي طرقي "

' لابد أنها ميري من أخبرته '

لم يكن هناك شك في ذلك .

كانت ميري ضعيفة فقط عندما يتعلق الأمر بأنديدن، يبدو أنه كان بسبب ذكرياتها عن أنديدن و يلينا التي كانت تعتني به عندما كان طفلاً ضعيفًا .

' أعتقد أنه لا يزال طفلاً في عيون ميري على الرغم من أنه كبر بشكل بغيض '

لم تكن تمزح، لقد أطلقت عليه لقب جنية و أمير الغابة وما إلى ذلك .

هزت يلينا رأسها و تحدثت .

" حسنًا صحيح، أنا ذاهبة في رحلة بالقارب و يجب أن أذهب و أخبر زوجي الآن، لذا هل يمكنك الإبتعاد من …. "

" دعيني أذهب معك إلى مكان القارب "

" ماذا ؟! "

رفعت يلينا صوتها فجأة و حدقت في أنديدن كما لو أنها سمعت شيئًا لا يصدق .

" إلى أين تريد الذهاب معي ؟ "

" لن أركب القارب، فقط خذيني إلى البحيرة "

" كلاا "

ارتجفت يلينا من ذكرى ما حدث على مائدة العشاء في يوم أنديدن الأول هنا .

" أصطحبك إلى البحيرة حتى تتمكن من تشويه سمعتي ؟ بالطبع لا، لا أستطيع، ابتعد "

" لن أعترض طريقك بل سأساعدك "

" ماذا ؟ "

" قلت إنني سأساعدك، سأجعل اقتراحك أكثر روعة مما تتخيلين "

حدقت يلينا في أنديدن، كان مشبوهًا لأسباب وجيهة .

" و كيف ستفعل ذلك ؟ "

" يلينا، ألا تشعرين بالفضول ؟ حول أين كنت وما كنت أفعله خلال السنوات الخمس الماضية "

" ……. "

" و ماهي المعارف التي عدت بها "

" هل هذا مرتبط بالمساعدة في اقتراحي ؟ "

" ستعلمين عندما ترين ذلك "

" ……. "

" يلينا ما رأيك ؟ ستأخذيني، أليس كذلك ؟ "

نظرت يلينا في عيون أنديدن البرتقالية، عيونه الدافئة ذكرتها بالسماء عند غروب الشمس .

تغيرت أشياء كثيرة عن صديق طفولتها لكن تلك العيون فقط بقيت كما هي .

تنفست يلينا الصعداء بعد فترة وجيزة و قالت .

" …. إذا وقفت في طريقي فلن تراني لفترة طويلة "

أبتسم أنديدن مثل الصبي من ذكريات يلينا .

" لا تقلقي، سعادتك هي الأهم بالنسبة لي "

****************************

الفصل : ١٧٨

" هل أنت متأكد أنه لا بأس بعدم ارتدائك القناع ؟ "

يلينا التي كانت مستعدة للخروج، حدقت في كايوين .

" نعم لا بأس، لأنني سأكون معك "

' حسنًا لن يكون هناك أي شخص آخر في البحيرة في هذه الساعة على أي حال '

أومأت يلينا برأسها .

" حسنًا إذًا "

سيذهبان إلى البحيرة بعد غروب الشمس .

كان ذهابهم متأخرًا لسببين : الأول هو لأن يلينا قد اختارت عمدًا وقتًا ستكون فيه البحيرة فارغة .

" اذهبي إلى البحيرة عندما يحل الظلام، مهما حدث يجب أن يكون بعد غروب الشمس حتى أتمكن من المساعدة بالتأكيد "

السبب الثاني كان بسبب إصرار أنديدن بعناد .

لكن منذ البداية كانت يلينا تخطط للذهاب في الليل لكنها شعرت بالفضول بسبب ما قاله أنديدن .

' ما الذي ينوي فعله ؟ '

ظهر أنديدن بعد الإنتهاء من الإستعداد .

" هل نذهب ؟ "

لم يكن يبدو مختلفًا كثيرًا عن المعتاد .

لا يبدو أنه أعد شيئًا مميزًا ولا يبدو أنه يحمل شيئًا .

' همم '

كانت يلينا متشككة لكنها في النهاية ركبت العربة .

كان قلبها ينبض حيث أمسكت بيد زوجها للصعود إلى العربة .

توجهت العربة بإتجاه بحيرة قريبة .

لم تستدعي يلينا سيدريون لأنه كان مشغولاً لذلك لم يتمكنوا من الذهاب بعيدًا لكن الإستمتاع برحلة على متن قارب صغير في البحيرة التي كانت قريبة من القلعة كان لا يزال ممكناً .

" لقد وصلنا "

كانت البحيرة في هذه الساعة المتأخرة من المساء هادئة و ساكنة .

القارب الصغير و الملاح الذي جهزته يلينا مسبقًا كانا ينتظران على الشاطئ .

أضاءت الأضواء التي زينت طرفي القارب بشكل خافت محيطهما .

" إحم "

أستدارت يلينا فجأة بعد أن أحضرت كايوين نحو القارب .

" انتظر هنا للحظة "

عادت يلينا بسرعة إلى العربة .

وقف كايوين بإمتثال وهو يراقب يلينا التي تبتعد أكثر فأكثر .

ثم تحدث أنديدن الذي كان يتبع الزوجين بهدوء .

" …. لقد كنت أراقب بعناية خلال فترة وجودي هنا في الأيام القليلة الماضية "

حول كايوين نظرته نحو أنديدن عندما بدأ في الحديث .

" لقد كنت أحاول معرفة ما إذا كان هذا المكان هو بيئة يمكن أن تكون يلينا سعيدة بها دون أي مشاكل "

" ……. "

" و إذا كانت يلينا سعيدة حقًا أم لا "

" إذًا، ما رأيك ؟ "

" ……. "

" ما النتيجة التي توصلت إليها ؟ "

أشار افتقار كايوين إلى ردة الفعل و نبرة صوته إلى أنه قد أكتشف بالفعل هدف أنديدن من البقاء في القلعة .

' هل يمكن أن يكون هذا هو السبب في أنه لم يوقفني و تركني فقط ؟ '

قطب أنديدن حاجبيه .

لقد كان يتساءل لماذا لم يسأله كايوين أبدًا عما يفعله و واصل عمله الخاص .

شعر أنديدن كما لو أن كايوين قد رأى نواياه بالكامل، ولم يكن هذا شعورًا لطيفًا .

لكن أنديدن لم يكن تافهًا لدرجة أنه سيسمح لمشاعره بتغيير إجابته المحددة مسبقًا .

" …. حسنًا، أعتقد أنها تبدو سعيدة "

" ……. "

" ولا تبدو بيئتها سيئة للغاية أيضًا "

شهد أنديدن بنفسه مهارة الفرسان و ولائهم أثناء مشاهدتهم في ساحة التدريب .

كما استمع إلى الأقوال حول علاقة يلينا و كايوين كزوجين من خدم القلعة .

و على الرغم من أنه قام بتفقد أماكن أخرى من القلعة إلا أنه لم يجد أي عيوب .

و الأهم من ذلك، هو أنه كان يرى السعادة الخالصة في وجه يلينا كلما أبتسمت .

وكان هذا يحدث في كثير من الأحيان .

" سعيد لسماع ذلك "

" ومع ذلك، لا يزال الوقت مبكرًا لأكون مرتاحًا "

أضاف أنديدن بسرعة " لقد انتهيت فقط من الجولة الأولى من عمليات التفتيش سأستمر بالمراقبة "

" ……. "

" لدي الحق في القيام بذلك، أنت تعلم ذلك صحيح ؟ لقد نشأت مع يلينا نحن مثل العائلة، حسنًا يمكنك حتى القول أنني مثل أخيها الأكبر "

عندما ضحك كايوين بهدوء، رفع أنديدن حواجبه .

" هل هناك شيء مضحك ؟ "

" كلا، لا شيء "

تذكر كايوين فجأة ما قالته يلينا .

" لقد اعتنيت به كما تفعل الأخت الكبرى "

إذا كانت قد سمعت أنديدن يدعو نفسه شقيقها الأكبر لكانت قد ظهرت و سألته عما يتحدث عنه .

مجرد تخيلها تفعل ذلك جعل كايوين يضحك دون أن يدرك ذلك .

ضيق أنديدن عينيه .

' هل يسخر مني ؟ '

كان غير قادر على التخلص من شكوكه و أصبح منزعجًا لكن أنديدن واصل حديثه .

" حسنًا على أي حال، لا أعتقد أنه يجب عليك السخرية من إخلاصي "

نظر إلى عيون كايوين و قال .

" على عكس عائلة يلينا التي في العاصمة ولا يمكنهم سماع أخبار الإقطاعية على الفور، يمكنني ذلك، يمكنني معرفة ما يجري هنا حتى عندما لا أكون في الجوار "

" ……. "

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان