الفصل 175 و 176 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


بعد العشاء، ذهبت يلينا في نزهة مع أنديدن بناءً على إقتراحه .

رمقته يلينا بنظرات كالخنجر و قالت .

" هل جننت ؟ "

" كلماتك القاسية تؤلمني يا يلينا "

" أيًا يكن، غادر، فلتعد من حيث أتيت، لم أرك منذ سنوات و هذا ما أخترت القيام به …. "

" يلينا "

" ماذا تريد ؟ "

" كنت أتباهى فقط أثناء العشاء "

" ماذا ؟ "

" كنت أتباهى بأني أعرفكِ جيدًا و أنني قضيت الكثير من الوقت معك "

حدقت يلينا في أنديدن غير قادرة على فهم ما كان يرمي إليه .

" …. ولماذا تفعل ذلك ؟ "

" من يعلم ~ "

ثم سألها أنديدن الذي لم يعطي إجابة واضحة، سؤالاً خاصًا " هل أنتِ سعيدة بهذا الزواج ؟ "

" ……. ؟ "

" أنا أسألك، هل أنتِ سعيدة بحياتك الزوجية ؟ "

كان سؤاله مفاجئًا للغاية لكن كان لديها الإجابة بالفعل .

" أجل "

" حقًا ؟ "

" أوه "

" أمتأكدة ؟ "

" آآه، قلت أجل "

قطبت يلينا حاجبيها من إستجوابه المتكرر .

حدق أنديدن في يلينا ثم تراجع خطوة إلى الخلف .

" حسنًا، علينا فقط أن ننتظر و نرى ما إذا كنت تقولين الحقيقة حقًا أم تكذبين من أجل عائلتك … فبعد كل شيء، خمس سنوات هي فترة طويلة حقًا "

في تلك اللحظة، هبت رياح عندما تحدث أنديدن لذلك لم تستطع يلينا سماعه بشكل جيد .

لذلك سألت " ماذا قلت ؟ "

أبتسم أنديدن و قال " سأبقى في الإقطاعية لبعض الوقت، سأكون في رعايتك يلينا "

عندما نظرت إليه يلينا تخيلت وجهًا آخر في رأسها …. إدوارد .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

' لا أصدق أن الطفل الخجول عاد بشخصية إدوارد …. '

صدمت يلينا للغاية .

بينما كانت مستلقية على السرير في غرفة نومها المظلمة رافضة تصديق هذه الحقيقة المؤلمة، تحدث كايوين الذي كان مستلقي بجانبها و يقابل وجهها .

" حول الماركيز الشاب كايل …. "

عند هذه الكلمات، تذكرت يلينا فجأة حقيقة أخرى فاجأتها اليوم .

" سعدت بلقائك أيها الدوق مايهارد، أنا أنديدن كايل يمكنك مناداتي بالماركيز الشاب كايل "

كانت هذه هي الطريقة التي قدم بها أنديدن نفسه عندما ألتقى بكايوين .

ومع ذلك، كان الابن الأصغر لعائلته و إذا تذكرت يلينا بشكل صحيح، فقد كانا في نفس الموقف مما يعني أنهما تم إستبعادهما من القتال من أجل الخلافة منذ ولادتهما .

لكنه فجأة، عاد بعد خمس سنوات و أصبح الماركيز الشاب !

' ما الذي حدث بحق خلال تلك السنوات الخمس ؟ '

كان اليوم فوضويًا للغاية بحيث لم تتمكن يلينا من الحصول على فرصة للسؤال عن ذلك .

قررت يلينا أن ماستفعله في اليوم التالي هو الإستماع لقصة أنديدن خلال السنوات الخمس الماضية ثم سألت .

" …. ماذا عن آندي ؟ "

" هل كنتما مقربان جدًا ؟ "

" بالتأكيد كنا كذلك، كانت عائلتينا تزور بعضها البعض كثيرًا "

كانت الكونتيسة سورت و الماركيزة كايل صديقتان مقربتان للغاية .

سمعت يلينا أنه قبل ولادتها كانت إحدى العائلتين تقدم مساعدة كبيرة للأخرى عندما كانت العائلة الأخرى في حالة تدهور .

' بالرغم من أن الزيارات أصبحت قليلة بعد وفاة والدتي …. '

لكنها ظلت صديقة لأنديدن .

" لم يكن هكذا دائمًا، لقد كان ضعيفًا و خجولاً …. لقد اعتنيت به كما تفعل الأخت الكبرى "

" فهمت "

" لكنه أصبح غريبًا جدًا في الوقت الذي لم أره فيه …. " تذمرت يلينا لا شعوريًا .

" يبدو أنكِ لم تريه منذ فترة، لماذا افترقتم ؟ "

" آه، بخصوص ذلك …. "

وُلد أنديدن ببنية بدنية ضعيفة، لقد بدا بخير الآن لكن في الماضي فقد وعيه بمجرد أن خرج تحت أشعة الشمس .

بحثا الماركيز و الماركيزة كايل عن طريقة تجعل طفلهما المريض يصبح بصحة جيدة ثم قررا السفر إلى الخارج لعلاجه .

" …. وهكذا غادر المملكة و سافر إلى الخارج، لا أعرف إلى أين ذهب بالضبط ولا أعلم حتى لماذا لم يخبرني بذلك "

" ……. "

" على أي حال، يبدو أنه يتمتع بصحة جيدة الآن و هذا أمر مريح "

لم تكن شخصية أنديدن هي الشيء الوحيد الذي تغير بل تغير مظهره أيضًا .

في الحقيقة، كان مظهره هو أكثر ما تغير، أصبح الآن طويل القامة و كبر جسمه و بدت بشرته جيدة أيضًا .

بصدق، لولا عينيه و شعره لكانت يلينا ستجد صعوبة في التعرف عليه .

فجأة حل صمت مفاجئ .

و عندما حدقت يلينا في كايوين، سألها كايوين شيئًا لم تكن لتتخيل أبدًا أنه سيخرج من فمه .

" هل يُمكنني إحتضانك ؟ "

****************************

الفصل : ١٧٦

" عذرًا ؟ "

" أريد إحتضانك "

…. فجأة ؟ وفي هذه اللحظة ؟

شعرت يلينا بالإرتباك بسبب الموقف غير المتوقع و لكن تم قمع هذا الشعور على الفور من خلال غرائزها التي قالت  ' لا تدعي هذه الفرصة تفلت من أيدينا '

ردت يلينا على الفور " حسنًا "

و تحركت نحو كايوين، مما أدى إلى تقليص المسافة بينهما .

لقد فعلت ذلك بسرعة خشية أن يلغي كايوين طلبه .

" ……. "

سرعان ما احتضن كايوين جسد يلينا بكلتا ذراعيه .

ألتفت الأذرع القوية بعناية و إحكام حول جسدها الرقيق و سحبها أقرب دون أن يترك مسافة فارغة بينهما .

كانت يلينا تحبس أنفاسها دون أن تدرك ذلك لأنها كانت محتجزة في حضنه الواسع و القوي .

' بالتفكير في الأمر، إنها المرة الأولى التي يحتضنني فيها زوجي و يدي تكون غير مقيدة '

كانت دائمًا مقيدة .

كان عنق كايوين و ياقة قميصه أمامها مباشرة .

نظرت إلى الأسفل قليلاً إلى صدره الصلب، كان مرتديًا ملابسه لكن بدا الأمر كما لو أن عضلاته المخفية كانت مرئية من خلاله .

' …. هل ألمسها ؟ '

تحركت أصابع يلينا من رغبتها الوقحة .

' قليلا فقط '

في النهاية، أنتصرت يلينا في المعركة ضد رغبتها، خوفًا من أنها إذا تصرفت وفقًا لذلك فقد لا يحتضنها زوجها هكذا مرة أخرى .

' هذا صحيح، لا يمكنني خيانة ثقته '

رمشت يلينا بينما ظلت بين ذراعي زوجها .

وبينما كانت تركز، سمعت صوت تسارع نبضات القلب .

با دومب، با دومب .

لم تستطع معرفة ما إذا كان هذا قلبها أم قلب زوجها .

ثم أجبرت يلينا نفسها على إغلاق عينيها .

وهكذا مرت الليلة الطويلة على نحو غير معتاد .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

سألت ميري " لقد أصبح وسيمًا جدًا، أليس كذلك ؟ "

توقفت يلينا التي كانت على وشك أن تأخذ قطعة من الكوكيز، للحظة لتفكر .

' حسنًا، هي محقة '

الشخص الوسيم الذي أشارت إليه ميري لم يكن سوى أنديدن .

تذكرت يلينا أنها كانت بنفس طوله قبل مغادرته المملكة .

و الآن كان عليها أن ترفع رأسها لتقابل عينيه و كان هذا جزءًا من السبب الذي جعلها تشعر أحيانًا بالحرج معه .

أجابت يلينا " لقد تغير كثيرًا "  و كانت تعني بها عدة أشياء .

ميري التي كانت تجلس على الجانب الآخر من يلينا أمام الطاولة، وضعت ذقنها على يديها و ضحكت .

كانت ميري مع يلينا منذ أن كانت طفلة، وبطبيعة الحال كانت تراقب صديق طفولتها أنديدن لفترة طويلة أيضًا .

كانت نبرة صوت ميري عندما ذكرت أنديدن مليئة بعاطفة ودودة كما لو كانت تتحدث عن فرد من عائلتها .

" كان يبدو مثل الجنية الصغيرة عندما كان أصغر …. "

" أوعع، جنية ؟ "

" الآن أصبح يبدو مثل أمير الغابة "

" ……. "

فركت يلينا ذراعيها من القشعريرة التي شعرت بها .

" ميري …. "

" حسنًا، بصراحة أنا سعيدة للغاية برؤيته يبدو بصحة جيدة "

" ……. "

" ألا تشعرين بالمثل يا سيدتي ؟ "

" …. بالطبع أفعل "

عندما كانوا أطفالًا، كانت يلينا تحضر دائمًا منديلاً كلما كانت ستقابل أنديدن .

كان هذا لأنها كانت تتوقع أن صديقها الضعيف الذي يكافح كل يوم و يجد أن المشي مهمة صعبة قد يتقيأ دمًا أثناء وجودهم في الخارج .

' وبما أنني صديقته، يجب علي بالطبع أن أمسح دمه '

كان هذا ما أعتقدته الطفلة يلينا .

وهكذا، كانت دائمًا تحتفظ بمنديل .

ثم تذكرت يلينا أنها كانت دائمًا تحضر معها منديلاً رخيص الثمن لأنها أعتقدت أنه سيكون إهدارًا إذا واصلت التخلص من المناديل باهظة الثمن .

تحدثت يلينا بعد أن استذكرت ذكريات الماضي .

" في المرة القادمة عندما تقابلين أمير الغابة الصحي، حاولي سؤاله "

" بماذا أسأله ؟ "

" ما الذي يخطط لفعله هنا بحق الجحيم "

لم تتمكن يلينا من رؤية وجه أنديدن بشكل صحيح منذ الصباح و كان هذا لأنه كان مشغولاً طوال اليوم .

فبمجرد بزوغ فجر اليوم، تجول أنديدن حول القلعة كما لو كان يبحث في كل زاوية و ركن .

في ساحة التدريب و المكتبة و القاعة المركزية و الحديقة، وما إلى ذلك ….

كان الأمر كما لو كان ينوي استكشاف جميع الأماكن التي يُسمح للغرباء بالدخول إليها .

إضافة إلى ذلك، وفقًا لشهود العيان، قالوا أنه لم يكن ينظر حوله فحسب بل كان يراقب و يفحص كل شيء .

لم يكن لدى يلينا أي فكرة عما يخطط له .

' هل يقوم بالمراقبة أو شيء من هذا القبيل ؟ '

لأي غرض كان يبحث في كل زاوية و ركن في حين أنه لم يكن منزله حتى، ولا المكان الذي سيعيش فيه ؟

' حسنًا، أنا فقط بحاجة إلى الإهتمام بعملي الخاص '

توقفت عن إبداء أي إهتمام لأفعال أنديدن .

لا يجب أن تدع تصرفات صديق طفولتها الغريبة تقف في طريق خطتها .

نظرت يلينا إلى ميري و قالت .

" ميري، سأتزوج قريبًا "

" عذرًا ؟ ماذا تقصدين ؟ "

ابتسمت يلينا بسعادة و نهضت لتسحب حبل الجرس .

وبعد أن دخلت آبي شاركت يلينا قرارها و خطتها مع الخادمتين الكفوئتين و الجديرتين بالثقة .

في البداية، كانت وجوههما متفاجئة لكنهما سرعان ما وافقا على ذلك .

" حسنًا، إذا كان هذا ما تريده سيدتي …. "

" سنفعل أفضل ما لدينا "

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان