أيمكنك إعطائي بعضًا من وقتك ؟
عاصمة الإمبراطورية الشمالية جروميوم .
أُعجبت آرني التي كانت تنظر من نافذة العربة بمناظر جروميوم .
و أندهشت عندما رأت إرتفاع و صلابة الأسوار الضخمة المحيطة بكامل جروميوم و الخندق العميق و الواسع الذي يُحيط بالقلعة .
كما هو متوقع، يبدو من الصعب مهاجمتهم إذا كنا سنشن حصارًا فهي تشتهر بكونها قلعة منيعة .
' يبدو الهجوم من الخارج صعبًا حتى لو حشدت مجموعة من السحرة و سيكون من الأفضل إتخاذ منعطف بدلاً من الذهاب مباشرة و تحطيم الجدار، بعد كل شيء سيكون من الأسهل التسلل و هزيمتهم …. '
شعرت آرني بالدهشة أثناء محاولة معرفة كيفية مهاجمة هذه القلعة …. لماذا أفكر بهذا ؟
يبدو أن الأمراض المهنية مخيفة حقًا .
' كلا، سيدة عادية، سيدة عادية '
حاولت استعاد رباطة جأشها بتكرار الكلمات التي حفظتها من والدتها كما لو كانت تقرأ آيات من الكتاب المقدس .
لم يمر شهر واحد من الثلاثة أشهر حتى الآن، لكن عدم القيام بأي شيء هو شيء رائع ولكنه ممل و كانت هذه هي المشكلة الحقيقية .
شعرت آرني التي كانت تتساءل عما إذا كان من الجيد أن تجد هواية أخرى لقضاء وقت فراغها، بنظرات على وجهها .
أبتسم كاسيان الذي كان يراقبها طوال الوقت، أدارت آرني عينيها عندما ألتقت أعينهما .
" هاهاها "
ضحك كاسيان بخفة وهو يراقب آرني التي عادت تنظر من النافذة مرة أخرى .
ربما تشعر بالخجل من إلتقاء أعيننا .
كانت تبدو لطيفة وهي تنظر من النافذة كما لو كان كل شيء في جروميوم غريبًا .
' تمامًا مثل قطة حصلت على لعبة جديدة '
ضحك كاسيان الذي لم يدرك حتى أن القطة بدأت بحصار قلعة جروميوم في رأسها بنجاح .
كان من غير المألوف بالنسبة له أن يشعر بالمتعة لمجرد نظره إلى شخص هكذا فقط .
كما هو متوقع ……
' قيام آرني بذلك يجعلني أرغب بمضايقتها قليلاً '
كانت عيون كاسيان مليئة بالمتعة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
كان أول مكان وصل إليه كاسيان و آرني هو قصر العاصمة الذي يملكه دوق تيرنوجين الأكبر .
' وااه …. '
كنت أعلم منذ أن سمعت أنه الدوق الأكبر بأنه ليس من عائلة متواضعة .
لكن آرني أعجبت بحجم القصر الهائل الذي بدا ضعف حجم قصر دوق بريلهيت و الذي كان أيضًا منزلها و فجأة أعربت عن تعازيها لثروة والدها .
' أبي، لقد خسرت '
هزت آرني رأسها متذكرةً والدها الذي لم يكشف عن ذلك بشكل علني ولكن كان لديه فخر غير عادي بثروة دوق بريلهيت و أعتقدت أنه سيكون من الأفضل إبقاء هذا سرًا عن والدها قدر الإمكان .
لابد أنه يبلي بلاءً حسناً في الإمبراطورية الغربية، حيث لم يكن يعلم أن ثروته قد هزمت من قِبل صهره الذي أراده بشدة .
ثم نظرت إلى كاسيان الذي كان يمد يده لمرافقتها .
نظر إليها و أومأ برأسه يحثها .
كانت آرني تشعر بالغضب من جماله المدمر حتى مع مثل هذه الإيماءات البسيطة .
' كما هو متوقع، إنه وسيم للغاية '
لم يكن وسيمًا فقط، بل كان وسيمًا حقًا بشكل لا يصدق .
" هل هناك شيء على وجهي ؟ "
" كلا "
" إذن، هل يعجبك وجهي ؟ "
" حسنًا …… "
أومأت آرني برأسها .
في السابق لم تستطع إنكار ذلك، لكنها شعرت برغبة في إنكاره لكنها الآن لا تشعر بذلك .
عندما وافقت آرني على ذلك، ضحك كاسيان كما لو كان يستمتع بهذا .
ثم لم يكن أمام آرني خيار سوى الإعتراف بذلك بجدية .
' لا يمكنني مقاومة وجهه '
حتى لو كنت غاضبة، مع وجهه هذا سيخف غضبي .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
أنتشر خبر وصول الدوق الأكبر و زوجته بسرعة في جميع أنحاء العاصمة .
كانوا الجميع في العاصمة فضوليين منذ سماع خبر زواج الدوق الأكبر الأكثر شهرة في الإمبراطورية الشمالية ولكن خرج الأمر عن السيطرة عندما ظهرت الشخصيات الرئيسية للشائعات شخصيًا .
" هل رافقها الدوق الأكبر شخصيًا ؟ "
" لم أرى الدوق الأكبر يبتسم بهذه السعادة البالغة من قبل "
من أولئك الأشخاص الذين انتظروا لرؤية الزوجين إلى الأشخاص الذين رأوهما بالصدفة حتى أولئك الذين حضروا حفل الزفاف أتوا و انضموا إليهم، و هكذا انتشرت الشائعات أكثر .
" هل ألتقيا بالصدفة و وقعا في الحب ؟ "
" سمعت أن الدوق الأكبر وقع في حبها من النظرة الأولى و عرض عليها الزواج فورًا ! "
" من كان يتوقع أن سموه سيتزوج أميرة الإمبراطورية الغربية ! "
" ثم ماذا عن الآنسة هايلي ؟ "
" إنها مثل كلب يطارد دجاجة "
على أي حال، كانوا الجميع يتطلعون إلى حقيقة أنهم سيتمكنون عاجلاً أم آجلاً من رؤية الزوجين .
" أتساءل كيف كان رد فعل جلالة الإمبراطور على زواجهما …. "
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
في الوقت الذي كان فيه كل شخص تقريبًا في الدوائر الإجتماعية بالعاصمة يتحدثون عنها، كانت آرني تأخذ جولة في منزلها الجديد .
نظرت العيون الميتة في الإتجاه الذي كان يشير إليه كبير الخدم .
" الغرفة الموجودة في أقصى نهاية الردهة هي غرفة الدوقة الراحلة، إنها مغلقة الآن لذا لا أحد يستطيع الدخول و الخروج منها، في الأصل كان من المفترض أن تُستخدم تلك الغرفة من جيل إلى جيل و لكن بعد وقوع حادث ما، تم تغييرها إلى غرفة أخرى و الزخرفة المعلقة على هذا الباب لها تاريخ طويل …… "
أرادت آرني التي كانت تأخذ جولة في أرجاء القصر بإتباع توجيهات كبير الخدم الذي كان يدير قصر العاصمة، الهروب في هذه اللحظة .
الجولة التي بدأت فجأة بسبب قوله أن الدوقة الكبرى يجب أن تعرف المزيد عن القصر أكثر من أي شخص آخر لم تنتهي إلا بعد عدة ساعات .
في البداية، أعتقدتُ أنه سيشرح فقط هيكل القصر، لذلك تبعته لكن من كان يعلم ؟
لقد بدأت تتعب أكثر فأكثر من دروس كبير الخدم حيث كان يشرح كل شيء من مصدر زخرفة الغرفة إلى القصص القديمة المتعلقة بالغرفة .
" سموك، هل لديك المزيد من الأسئلة ؟ "
" كلا ! "
" إذن هل أفترض أنك حفظت هيكل القصر ؟ "
" نعم بفضلك "
أبتسم كبير الخدم جورج بعد أن رأى ردة فعل آرني الحماسية لرغبتها بإنهاء الدرس ثم أعلن نهاية الدرس .
" ارتاحي الآن "
" هووه، أخيرًا …. "
آرني التي أنهت تجولها الذي استغرق ثلاث ساعات في القصر، أنهارت على السرير و ذرفت دموع المشاعر، يمكنها أن ترتاح الآن .
" لقد كانت جولة مؤثرة للغاية "
" ……. "
شعرت المربية إيڤا التي أُجبرت على أخذ دروس معها، بسعادة غامرة .
أعتقدت آرني أن تفضيل مربيتها كان غريبًا .
بينما كانت آرني مستلقية على السرير، سألت مربيتها أثناء إحضار ملابس مريحة .
" هل أقوم بتجهيز الحمام لتستحمي ؟ "
" أجل "
آرني التي كانت تستمتع بالهدوء و وجهها مدفونًا في الوسادة، رفعت رأسها فجأة .
" عمي سارنو ؟ "
" بمجرد وصوله إلى قصر الدوق الأكبر توجه إلى القصر الإمبراطوري، يبدو أنه في عجلة من أمره كما لو أنه يريد العودة إلى الإمبراطورية الغربية بسرعة "
" …. هاه ؟ هل طلب بالفعل مقابلة الإمبراطور ؟ وهل وافق الإمبراطور بمقابلته بهذه السرعة ؟ "
" كلا، لابد أنه مازال ينتظر "
" ……. ؟ "
كنت أعرف شخصية الدوق سارنو لكنني لم أتوقع أن تكون على هذا النحو .
يبدو أن الهجوم كان صدمة كبيرة بالنسبة له .
تذكرت تذمر الدوق سارنو بأنه لا يرغب بالبقاء في هذه الإمبراطورية الشمالية الخطرة لفترة أطول، قبل وصولهم إلى مقر إقامة الدوق الأكبر .
" على أي حال، أعتقد أنه سيكون من الصعب مقابلته اليوم …… "
بعد التقدم للحصول على مقابلة الإمبراطور سيكون عليه الإنتظار لبضعة أيام للحصول على إذن .
تنهدت آرني من عمها الذي ذهب إلى القصر الإمبراطوري دون الحصول على إذن .
لم أستطع تخمين نوع المهمة التي أوكلها له سيكلون الرابع، ربما ما يقوم به الدوق سارنو له علاقة بهذا الزواج ….
' …. هل حقًا تم بيعي ؟ '
إذا قاموا بإعطاء شيء ما للإمبراطورية الشمالية دون إستلام شيء بالمقابل فلن يكون من الصعب فهم موقف الدوق سارنو .
لم أستطع تخيل ما سيعطي لوالداي و الإمبراطور مقابل الزواج .
ماذا لو قام بإعطائهم شيئًا ضخمًا ……
' إذا أخبرتهم بأنني ساحصل على الطلاق، ألن يصبح كل شيء بلا جدوى ؟ '
شكت آرني بوعد والدتها حول الثلاثة أشهر ثم هدأت، حتى لو كان الأمر كذلك، فإن الدوقة بريلهيت تعلم أكثر من أي شخص آخر في العالم أن آرني لم تكن ملزمة بمثل هذه الأشياء .
ومع ذلك، تذكرت فجأة أنه كان عليها الذهاب إلى هذا الحد و الزواج .
أعلم أن هموم والدتي تتركز على العيب الوحيد لإبنتها المثالية : وهو أنها لم تتزوج بعد …. لكن إذا حصلت حقًا على الطلاق، ألن يكون هذا عيبًا أكبر من عدم القدرة على الزواج ؟
' أليس كذلك …… ؟ '
— دق دق .
بينما كانت آرني تعاني من صداع، طرق أحدهم فجأة باب الشرفة .
أدارت آرني رأسها بشكل تلقائي، بتوتر فقد كانت هذه الغرفة بالطابق الرابع ولم تكن هناك غرفة متصلة بالشرفة .
ثم هل هذا شبح …… ؟
و عندما نظرت إلى الطارق تنهدت و قالت .
" مستحيل ! ادخل الباب مفتوح "
" هيهي، قائدتي ! "
فتح كريڤ الباب و دخل مبتسمًا بلطف .
كانت آرني متأكدة من أنه إذا كان لدى كريڤ ذيل فسيهزه بسعادة الآن .
" لما أتيت ؟ "
" بالطبع جئت لأبقى بجانبك يا قائدة "
" لم ترتدي زي الخادمة هذه المرة "
" آه هل هذا مؤسف ؟ "
" لا، ليس كذلك "
" إيـه ~ ليس عليكِ التظاهر هكذا "
ضحك كريڤ عندما قطبت آرني حاجبيها .
" في الوقت الحالي، ليس هناك خادمات جدد في قصر الدوق الأكبر ومن المحتمل أن يتم الإمساك بي إذا تنكرت الآن، لذا عندما يأتوا خادمات جدد سأحرص على التنكر كخادمة …. "
" لا تفعل ذلك "
" حسنًا، لن أفعل "
تنهدت آرني بشدة .
كان كريڤ يبتسم طوال الوقت، فقد كان سعيدًا لكونه بجوارها .
لطالما رأيت آرني تقاتل في ساحة المعركة أو تشرب حتى الموت في مقر إقامة الفرسان، لذلك كانت آرني التي تجلس مثل سيدة و ترتدي فستانًا كهذا غير مألوفة و مدهشة .
لقد كانت تبدو مثل سيدة عادية و بالنظر إليها بهذا الشكل، أعتقد أنها جميلة حقًا …. إنه وجه رأيته كثيرًا لدرجة أنني سئمت منه لكنني شعرت أنه جميل مرة أخرى .
كما هو متوقع، إن قائدتي مذهلة .
عندما تُبقي فمها مغلقًا، تبدو مثل السيدة العادية التي أرادتها الدوقة حقًا .
" بالمناسبة يا قائدتي، زوجك …… "
" ……. ؟ "
" ما الذي يفتقر إليه مثل هذا الشخص الحنون و الوسيم و الطيب و ذو المكانة الرفيعة ليتزوجك يا قائدتي ؟ "
" إخرس، أود أن أعرف هذا أيضًا "
أنزعجت آرني التي لم ترغب بمعرفة الحقيقة بسبب كبريائها، لذلك قامت بتجاهل هذا لكنها تعهدت أن تسأل كاسيان الحقيقة يومًا ما .
لكن الأمر الأكثر أهمية من ذلك ….
تحولت نظرة آرني إلى كريڤ .
" ما الذي ستفعله حقًا ؟ هل حقًا ستبقى بجانبي ؟ "
" أجل "
ابتسم كريڤ و أومأ برأسه .
" حسنًا، هل لديك طريقة ؟ "
" حسنًا، هذا …… "
لسبب ما، ابتسم كريڤ بشكل ماكر و أخفض صوته ليشرح لها كيف سيستطيع البقاء إلى جانبها بشكل طبيعي .
تنهدت آرني بعد سماع كل شيء و تساءلت عن سبب تفكيره هكذا لكنها شعرت بإرادته القوية بعدم ترك جانبها مطلقًا .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
" من الذي يتحدث عني ؟ "
نظر الفارس المرافق للدوق سارنو الذي كان فجأة يحك أذنيه بسبب شعوره بالحكة .
هذا هو القصر الإمبراطوري للإمبراطورية الشمالية، لقد كان مكانًا حتى العائلة الإمبراطورية للإمبراطورية الغربية عليها توخي الحذر .
لكن كان الدوق سارنو يهتم بشيء واحد فقط .
" ابنة أخي لا تستطيع تحمل ما تكرهه حقًا "
' هل ابنة أخي ستكون بخير ؟ '
شعر الدوق سارنو بالفضول بما حدث بعد مغادرته فقد رأى آرني التي أُجبرت على القيام بجولة في القصر بعد أن قبض عليها كبير الخدم .
هل فعلت آرني لكبير الخدم شيئًا لأنها لم تستطع تحمله ؟ أو هل تم جرها من قِبل كبير الخدم إلى أن شعرت بالإرهاق ؟
" ابنة أخي لا يمكنها حقًا تحمل شيئًا لا تحبه "
كانت آرني تبدو لطيفة في عيون الدوق سارنو .
بالنسبة إلى الدوق سارنو الغير متزوج، كانت ابنة أخيه ثمينة للغاية لأنه كان يشاهدها منذ ولادتها إلى الوقت الذي كبرت فيه .
لهذا قطع طريقًا طويلاً ليترأس حفل زفافها .
على أي حال، بعد أن تزوجت الآن يريدها أن تعيش بشكل مريح .
' لا أعتقد أنه رجل سيء على الإطلاق …. '
لمس الدوق سارنو ذقنه وهو يتذكر كاسيان الذي أصبح زوج آرني .
قال سيكلون الرابع أنه عريس مثالي، لكنه لم يستطع معرفة أفكاره الداخلية الغير معروفة .
بغض النظر عن مقدار ما يُقال أنه من المشكوك فيه أنه لا يوجد شيء مريب لشخص مشارك في السياسة .
كان كاسيان شخصًا يصعب فهمه حتى بعيون الدوق سارنو، فجأة استذكر المحادثة الخاصة التي أجراها معه في نهاية الهجوم .
" لا أعتقد أن المهاجمون كانوا رجال عاديون، أنت لديك أعداء أكثر مما كنت أعتقد "
أبتسم كاسيان بهدوء على كلماته اللاذعة ثم أجاب بهدوء كما لو أنه لم يتأثر .
" لا بأس، أعرف مسبقًا …. من قام بإرسالهم "
على حد علم الدوق سارنو لم تكن هناك أي آثار لتحديد هوية الجثث المتبقية .
لكنه يعرف بالفعل من أرسلهم !
في هذه الحالة، هناك شيء واحد محتمل …. أن هناك شخص يهدد حياته بالفعل .
" لاداعي للقلق، آرني …. مهمة بالنسبة لي أيضًا "
' هل كان من الجيد أن نجعل آرني تتزوج من رجل كهذا ؟ '
فجأة شعرت بالقلق من أنني قد أكون ضحية لمؤامرة ضخمة، لكن ……
' أمم، لا بأس ستكون على مايرام، لأنها آرني '
شعر الدوق سارنو بالإرتياح عندما تذكر أي نوع من الأشخاص هي آرني .
كانت آرني التي يعرفها ستعود حتى لو قتلت كاسيان .
لكن بإستثناء كل هذه الحقائق المعقدة، كان الإثنان يتوافقان بشكل جيد للغاية .
بالطبع، حدث هذا لأن آرني كانت تحاول العيش كسيدة لطيفة .
' هووه، آرني خاصتنا إلى متى ستستطيع الصمود ؟ '
كانت فترة المهلة ثلاثة أشهر ولكن بالنظر إلى الوضع الحالي، بدا الأمر و كأنها لن تستمر حتى أسبوعًا واحدًا .
على أي حال، لأنها آرني فلن أقلق لأنه لن يبقى أي شخص على قيد الحياة بعد أن يحاول الوقوف بطريقها .
' لكن علي إنهاء مهمتي أولاً '
اقترب خادم الإمبراطور من الدوق سارنو .
" لقد وافق جلالة الإمبراطور بمقابلتك، تفضل من هذا الطريق "
" هووه، يا للراحة، في الواقع كنت قلقًا للغاية من أن أُطرد "
ارتفعت زوايا فم الدوق سارنو .
ليس كما توقعت آرني بأنه أتى من أجل أن يأخذ مقابل آرني التي تم بيعها للقصر، لم تكن هذه الهدايا سوى رشوة من شقيقه الأكبر دوق بريلهيت و الإمبراطور سيكلون الرابع .
إنه يحمل معنى ' من فضلك اعتني جيدًا بـآرني ' وفي نفس الوقت، إنه تحذير صارم بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي إذا لمستها .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
كان كريڤ في مزاج جيد للغاية .
الآن يمكنه البقاء بجوار القائدة التي يحترمها كما يحلو له .
كان راضيًا جدًا عن الوضع الحالي لأنه في أسوأ الأحوال كان سيتنكر كخادمة طوال حياته لكي يبقى بجانبها .
كان تنكره كخادمة صادمًا لدرجة أن آرني شعرت بالإشمئزاز منه .
لقد مر وقت طويل منذ أن رأيت قائدتي تشعر بالإشمئزاز من شيء ما .
لذلك قرر كريڤ سرًا أن يرتدي زي الخادمة مرة أخرى إذا أتيحت له الفرصة لاحقًا .
— دق دق .
في تلك اللحظة، جاء ضيف إلى الغرفة .
" من أنت ؟ "
" هذا أنا "
حاول كريڤ بشكل لا إرادي أن يختبئ عند سماع صوت كاسيان القادم من الباب .
لكن آرني هزت رأسها، نظرًا لأن كاسيان كان شخصًا موهوبًا مثلها فلا بد أنه شعر بالفعل بوجود كريڤ و الإختباء دون سبب سيؤدي فقط إلى تضخيم شكوكه .
عندما دخل كاسيان شعر بالحيرة من وجود كريڤ .
" آه، جاء ليخبرني بما أراد عمي إخباري به "
" فهمت "
أصيب كريڤ بالقشعريرة عندما أبتسم كاسيان، لسبب ما .
لماذا هو مخيف لدرجة أنني أصاب بالقشعريرة دائمًا عندما يبتسم ؟
آرني التي لم تشعر بالطاقة الباردة الغريبة بين كاسيان و كريڤ، سألت .
" لما أتيت إلى هنا ؟ "
" أنا هنا لأخبرك بجدول الغد "
" …… ؟ كان يمكنك أن تطلب من أي شخص أن يخبرني بذلك "
" كان هذا عذر لأستطيع رؤية وجه زوجتي "
شعرت آرني بالإضطراب بعد رؤية إبتسامة كاسيان .
عندما تجنبت آرني نظراته شعر كاسيان بالمتعة و نظر إليها بإصرار أكبر .
و عندما بدأ وجهها يحمر قليلاً، فُتح الباب فجأة و عادت إيڤا .
و عندما تقابلت نظراتهم فتحت إيڤا التي شعرت بالجو المحيط بالغرفة، فمها أولاً .
" لقد قمت بتسخين الحمام، لكن هل قمت بإزعاجكم ؟ "
" أوه، أبدًا "
تشبثت آرني بإيڤا كما لو كانت تهرب .
" آه حسنًا، سوف أذهب لأستحم "
" حسنًا "
" سأغادر إذًا "
ضحك كاسيان وهو يراقب آرني التي أختفت بسرعة الضوء .
عندها أعتقد كريڤ أن عليه المغادرة أيضًا .
" ثم اعذرني، سأذهب أنا أيضًا "
عندما حاول التوجه إلى الباب بشكل طبيعي، أغلق كاسيان الباب المفتوح و استدار إليه .
" أيمكنك إعطائي بعضًا من وقتك ؟ "
تصبب كريڤ عرقًا باردًا بعد رؤية إبتسامته الرائعة بشكل غريب .
مستحيل، هل كُشفت ؟
****************************