كان لديه سيفاً فاخراً على خصره، يبدو أنه سرقه من أحد النبلاء .
" ماذا ؟ ماهذا الغصن الذي أحضرته ؟ "
تساءلوا عما إذا كانت آريا تبحث عن كنز ما لأنها زحفت سرًا إلى هذا الممر السري .
ألقى الرجل بالصندوق بغضب و خلع غطاء الرأس عن آريا و قال .
" يمكننا بيع هذه الفتاة الصغيرة "
لكن بمجرد أن رأوا وجهها، بدأت عيونهم تتوهج من الجشع .
تحت غطاء الرأس كانت هناك جوهرة جميلة يمكنها إغراء حتى النبلاء رفيعي المستوى .
" رائع ! أعتقد أنه يمكننا بيعها لدوق أو ملك دولة أخرى "
" أيتها الطفلة، كيف أتيتِ إلى هذا المكان ؟ "
" أن ترتدي مثل هذه الملابس الفاخرة، هل خرجت في نزهة ليلية ؟ "
" من السهل على الرجال الأشرار الإمساك بك إذا تجولتِ في الليل "
قال أحدهم مازحًا " أتقصد رجالاً مثلنا ؟ "
ثم أنفجر بالضحك مع بقية الرجال الآخرين .
عبست آريا من كلماتهم .
لقد كانت قلقة منذ البداية لأن الأمن هنا سيء ولم ترغب أيضًا بفعل أي شيء ملحوظ لكن بما أن الأمر أصبح هكذا ليس لديها خيار سوى الغناء .
على الرغم من أنها لم تستطع غناء أغاني الشفاء و الدمار، لكنها لا تزال تستطيع غناء أغنية تمحو ذكرياتهم .
لكن قد يكون الأمر صعبًا بعض الشيء لأن هناك العديد من الأشخاص .
" الآن … ابقي هادئة أيتها الطفلة "
عندما مد الرجل يده نحو آريا، فتحت شفتيها على الفور .
لكن في تلك اللحظة ….
" أنتم هناك ! ما الذي تفعلونه ؟ "
أقترب منهم صبي يرتدي زيًا أبيض .
كان الصبي أبيض من رأسه إلى أخمص قدميه .
كانت بشرته شاحبة و شعره الأبيض الثلجي يتلألأ تحت ضوء القمر و عيناه زرقاء مثل سماء منتصف الشتاء .
لقد كان يبرز كثيرًا لدرجة أنه يمكن رؤيته على الفور حتى في الظلام الحالك .
" ما هذا ؟ طفل آخر ؟ "
" هممم …. هل يمكننا بيعه أيضًا ؟ "
" انتظر، أليس هذا زي الفرسان ؟ "
إنه زي الفرسان الذين ينتمون لقصر البابوي .
أصبح المتشردون متوترون و عادوا خطوة للخلف .
ومع ذلك، لم يهربوا على الفور لأن الصبي لم يبدو أنه يمثل تهديدًا على الإطلاق .
كان كله جلد على عظام، بدا ضعيفًا جدًا و صغير الحجم .
" هل هو حقًا فارس ؟ "
كان صبي صغيرًا و ناعمًا و جميلاً، إذا نظر إليه شخص ما للمرة الأولى فقد يخطئ في كونه فتاة .
" لا أعتقد أنه سيكون مشكلة كبيرة، أليس كذلك ؟ "
تبادل الرجال النظرات مع بعضهم البعض .
بينما كان إنتباه الرجال في مكان آخر، قامت آريا على الفور برفع الغطاء فوق رأسها و تراجعت ببطء .
" هل يضايق العديد من الأشخاص طفلة وحيدة الآن ؟ "
" هذا واضح، ألا ترى ذلك ؟ هل تريد منا أن نضايقك أيضًا ؟ "
ضحكوا على الصبي الذي أقترب منهم و حاول تهديدهم .
" الإتجار بالبشر غير قانوني "
" مهلاً أيها الفارس، هل تعرف ماهو القانون خارج الإقليم ؟ "
" حتى لو كان هذا مكان لا يصله القانون، فإن الإتجار بالبشر أمر غير أخلاقي و غير إنساني، الإله يراقبنا دائمًا لذا من الأفضل أن تتوقف الآن "
" بواهاها ! "
ضل المتشردون صامتين للحظة ثم في نفس الوقت أمسكوا بطونهم و انفجروا بالضحك .
كانت هذه أول مرة يسمعون فيها هذا منذ أن أستقروا في أدنى مكان .
" هذا مضحك جدًا، لقد أتيت إلى أدنى مكان و تريد نشر الدين ! "
" إذا كان الإله يراقب بالفعل، فعليه أن يأتي إلى هنا الآن و يعاقبنا "
كان من الواضح للصبي أن الحديث معهم لن يجدي نفعًا، لذلك سحب سيفه بصمت و أتخذ وضعية القتال .
عندها ابتسموا المتشردون و سحبوا سيوفهم .
لكن ….
" تشه، يا لسوء الحظ …. "
تمتمت آريا وهي ترى الصبي الذي تعرض للضرب و كان ممددًا على الأرض بلا حراك .
' لماذا أتى إلى هنا ؟ '
لقد أعتقدت أنه يستطيع القتال لأنه سحب سيفه بلا تردد ….
' ما كان يجب أن أجعل توقعاتي عالية جداً '
بالإضافة إلى ذلك، كان يرتدي زي فرسان البابا .
' ألا يجب أن يتمكن الفرسان من هزيمة هؤلاء المتشردين بسهولة ؟ '
ثم أدركت آريا أن زي الصبي كان زي فارس متدرب .
' صحيح، في جارسيا يمكن لأي شخص يرغب في أن يكون فارسًا أن يصبح فارسًا متدربًا '
قصدت الإمبراطورية المقدسة أن تمنح الجميع فرصًا متساوية .
كان هذا عديم الفائدة للأشخاص الذين كان لديهم فقط أحلام كبيرة بدون أي موهبة لأنهم لم يتمكنوا من الصمود حتى أقل من شهر .
فكرت آريا ' يبدو أنه لم يمضي وقت طويل منذ أن أصبح متدربًا '
ولكن مع مهاراته الحالية حيث لم يستطع الفوز على هؤلاء المتشردين ….
' قد لا يتمكن من الصمود لفترة طويلة …. '
ومع ذلك، قررت آريا ألا تضحك على حلم الصبي .
لأنها كانت تعتقد أن أولئك الذين لديهم الإرادة سينجحون في يوم من الأيام .
" اللعنة، وجهه ملطخ بالدماء تمامًا، لقد انخفضت قيمته الآن ! "
" ماذا لو قمنا بضربه فقط ؟ فهذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها شيئًا سخيفًا جدًا، الضرب شيء طبيعي فقط لأشخاص مثله "
" كلا يا رجل …. هذا الطفل لا يستطيع حتى أن يتحمل لكمة أخرى و نحن بحاجة للمال أيضًا "
قال الرجل الآخر وهو ينقر على لسانه " حسنًا "
' حسنًا …. بما أنني تلقيت مساعدته '
بالرغم من أنه لم يساعدها على الإطلاق لكنها قررت مساعدته على أي حال لأنه حاول مساعدتها .
أخذت نفسًا عميقًا و وضعت إصبعين في فمها ثم أطلقت صفيرًا .
عند سماع صفير آريا، قفز سيلڤر الذي كان مختبئًا بهدوء بين الشجيرات على الفور و قام بمهاجمتهم .
" آهه ! ماذا …. ؟! "
" مهلاً إنه وحش، وحش ! "
في تلك اللحظة، تذكرت آريا كلمات دوق ڤالنتين الأكبر الذي قال أنه يجعل البشر طعام لكلاب صيده .
أغمضت عينيها على الفور و أدارت رأسها .
لم ترغب في رؤية شخص يُؤكل حياً أمام عينيها .
ومع ذلك، على عكس توقعاتها أبتعدت صرخات المتشردين تدريجيًا .
' هل هربوا …. '
" لهاث، لهاث "
فتحت آريا عينيها ببطء .
كان سيلڤر يقضم قطعة قماش .
كانت الملابس التي كان يرتديها المتشردون و كانت هناك سيوف كثيرة متناثرة على الأرض .
' كان من الجيد أنني أغمضت عيني '
ربما هؤلاء المتشردون يركضون في الشوارع عراة الآن .
في المنطقة الغير خاضعة للقانون … قد تحدث أشياء مروعة للأشخاص الذين يركضون عراة بدون سلاح .
ربتت آريا على رأس سيلڤر لفترة من الوقت، مشيدة به على العمل الجيد الذي قام به .
" لنعد الآن، سيلڤر "
" ووف ! "
و عندما كانت على وشك الصعود على ظهر سيلڤر .
لفت نظرها الصبي الصغير الذي كان فاقد للوعي .
تنهدت و وضعت الصبي على ظهر سيلڤر .
' سأضيع الكثير من الوقت بسبب هذا، لكن …. '
إذا تركته في مثل هذا المكان الخطير، فقد يسرق بعض الحمقى الآخرين أعضائه أو يبيعونه في سوق العبيد .
كانت نقطة ضعفها هم الأشخاص الضعفاء .
" لنذهب إلى قصر البابوي "
وهكذا، أخذت آريا الصبي الذي أغمي عليه إلى قصر البابوي .
عندما وصلوا، أسندته على جدار حيث يمكن للناس رؤيته .
' يجب أن يكون هذا كافيًا '
بعد ذلك، بحثت في حقيبتها لتجد لفافة الإنتقال الآني .
كانت على وشك تمزيق اللفافة و العودة ….
لكنها توقفت، كانت قلقة من أن الصبي سيصاب بالإحباط و الإنهيار بسبب ما حدث اليوم .
' الصبي الذي حافظ على إيمانه حتى النهاية خسر القتال، بينما أولئك الذين حاولوا إشباع جشعهم بالتضحية بالآخرين انتصروا في النهاية '
كان العالم مليئًا بالظلم .
ومع ذلك، حتى لو بدا أن كل شيء قد انتهى، فإن التالي سيستمر في الوجود و النهاية غير معروفة ….
أخرجت بطاقتها و كتبت .
[ أنت على حق، لا تشك في المسار الذي تسلكه ]
' لن نلتقي مرة أخرى على أي حال … '
لذا أرادته أن يعرف ذلك حقًا .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
حددت آريا إحداثيات الإنتقال الآني إلى برج الساحر .
كان وجه كارلين هو أول ما رأته بعد تمزيق اللفافة .
قالت آريا وهي تدفع وجهه بعيدًا بكفها " آه، أشعر بالضغط "
بدا كارلين الذي كان لا يزال متكئًا، حزينًا و متألمًا .
ثم تحدث بعد أن صمت للحظة " لقد تأخرت "
سألت آريا " هل حدث شيء ما ؟ "
" حسنًا، لم يحدث شيء بإستثناء حقيقة أن القلعة أنقلبت رأسًا على عقب عندما وجدوا دليل على أن السيد الشاب الثاني كان في الواقع جاسوسًا من الحضيض "
كان هذا أسرع مما توقعت .
أعتقدت أن الأمر سيستغرق يومًا أو يومين .
أومأت آريا برأسها رداً على ذلك .
ثم نظرت إلى الصندوق الذي كانت تمسكه بإحكام بين ذراعيها .
لقد كان شيئًا مقدسًا و الدينونة الإلهية .
سأل كارلين " هل كنت تعلمين بالفعل ؟ "
" أجل "
" أهذا هو المستقبل الذي كنت تحاولين منعه "
حتى لو علمت آريا بذلك، فهل يمكنها حقًا منع حدوثه ؟
حدقت آريا في كارلين الذي بدا أن نظرته تقول هذا .
إذا كانوا قد قاموا بالفعل بتأطير فينسنت، فإن الوقت ينفد .
" هل أنتِ قريبة من السيد الشاب الثاني ؟ "
لم يكونا مقربان .
في السابق، أرادت أن تلكم فينسنت على وجهه لكمة قوية لمرة واحدة على الأقل .
لكنهم لم يتجادلوا هذه الأيام، لذلك لم تعد تفكر بذلك .
هزت آريا رأسها بالنفي .
" إذن لماذا …. " لم يستطع كارلين فهمها على الإطلاق .
هذا ليس من شأنها .
حتى لو أتضح أن فينسنت بريء، لم يكن هناك شيء يمكنها كسبه .
ساعد فقط إذا كان هناك شيء تكسبه ولا تتورط في أمور ليس لها فوائد .
كان هذا شعار كارلين في الحياة .
لقد عاش حياة بسيطة و واضحة بدون أي خسارة .
' التورط مع هذا النوع من الأشخاص أمر مرهق …. '
لكن هذا هو السبب في أن الأشخاص مثلها الذين يقفزون على الفور إلى ما يعتقدون أنه صحيح، يتألقون أكثر .
لأنها لا تستطيع أن تعيش هكذا أبدًا و تتغاضى عن ظلم العالم .
لوح كارلين بيده للسماح لها بالذهاب، كما لو أنه لا يريد أن يشارك بعمق .
و قال " بمجرد تحديد موعد المحاكمة و التأكد في المحاكمة أن السيد الشاب الثاني هو بالفعل جاسوس، فسيكون من الصعب التخلص من وصمة العار "
عندما تبدأ المحاكمة، لن يكون من السهل قلب الوضع .
لذلك كان يعني أن اليوم هو فرصتها الأخيرة لمساعدته .
" لقد فهمت "
صعدت آريا على ظهر سيلڤر .
ثم قالت " مالكك …. "
ثم توقفت و فكرت للحظة ثم قررت تغيير إتجاهها .
" خذني إلى ثاني أقوى شخص بعد مالكك "
****************************