الفصل 171 و 172 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


كذب سيدريون عندما قال أن شيئًا ما حدث في البرج الأسود .

لو سارت الأمور وفقًا لخطة ليليانا الأصلية لكانت قد أختلقت أعذارًا مختلفة ليلينا لتجربة ثلاثة أو أربعة فساتين .

و بمجرد أن تصبح يلينا منهكة، كانت ستحاول جعلها ترتدي آخر فستان و عندما تخرج من غرفة التبديل كان من المفترض أن تفاجئ كايوين .

كانت هذه هي الخطة التي كانا ليليانا و إدوارد يفكران بها .

" التفكير بأنه كان بفضل هذين الإثنين …. "

أومأت يلينا برأسها بعد سماع القصة بالتفصيل أثناء الإفطار .

في هذه الأثناء، وضع كايوين على طبق يلينا السمك المشوي و الخضروات التي قام بتقطيعها .

ألتقطت يلينا الطعام بيدها اليسرى بدلاً من يدها اليمنى المصابة و أكلت طعامها .

راقبها كايوين عن كثب عندما كانت يلينا تكافح من أجل إلتقاط الطعام القاسي أو المستدير حتى قرر إطعامها بنفسه .

حولت يلينا نظراتها بين الفطر المستدير الذي تم إحضاره إلى شفتيها و تعبير زوجها الهادئ .

بعد لحظات، فتحت فمها و تركت زوجها يطعمها .

في البداية كان الأمر محرجًا بالنسبة لها لكن مع إستمراره في إطعامها أصبح الأمر طبيعيًا بالنسبة لها .

" ……. "

ضيق إدوارد عينيه و قال .

" هل يجب عليك فعل هذا ؟ "

" فعل ماذا ؟ "

" هل علي قول هذا حقًا ؟ "

رفعت يلينا يدها المصابة عند سماع صوت إدوارد الغاضب و قررت أن تكون وقحة منذ أن الأمور كانت على هذا النحو على أي حال .

" إذا كانت لديك مشكلة، أحضر لي طبيبًا خارقًا يمكنه أن يشفي جرحي في يوم واحد "

بالطبع، بغض النظر عن مدى مهارة الطبيب سيكون ذلك مستحيلاً .

حتى السحر لا يشفي الجروح على الفور لكن ربما تكون الأمور مختلفة إذا كان الأشخاص ذو القوة الإلهية لا يزالون موجودين .

" وما الخطأ إذا فعل الزوجان هذا ؟ أعتاد أبي و أمي على فعل هذا كثيرًا عندما كنت صغيرة "

كرسا ليليانا و إدوارد نفسيهما لدراستهما عندما كانا أصغر سناً بسبب التنافس بينهما و لذلك أمضيا أوقات وجباتهم منغمسين في دراستهم .

بطبيعة الحال، غالبًا ما كانوا يأكلون أفراد الأسرة الثلاثة المتبقون معًا .

سرعان ما نقل إدوارد و ليليانا نظراتهما إلى الكونت سورت .

وضع الكونت يده بهدوء على فمه .

" إحم "

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

بعد أن أنتهت يلينا من تناول الطعام، ذهبت إلى الفرسان الثلاثة .

" سيدتي ! "

" اثبت مكانك، لا تتحرك "

كان لدى كل من كولين و ماكس و توماس سريرهم الخاص و كان الجزء العلوي من أجسادهم ملفوفًا بالضمادات .

' لابد أن الطبيب حظى بوقت حافل معهم '

وفقًا لإدوارد، أصيب جميع الفرسان بإصابات متشابهة في الأضلع المكسورة و الأعضاء الداخلية المتضررة .

و أضاف الطبيب أنهم كانوا محظوظين للغاية لأنهم لم يصابوا بأذى في رئاتهم .

بعد تهدئة الفرسان الثلاثة الذين حاولوا النهوض عندما رأوا يلينا، تحدثت .

" …. كيف تشعرون ؟ "

" أنا على مايرام ! "

" أنا بخير، هذه الضمادات هي فقط للعرض، في هذه اللحظة بالذات يمكنني النهوض و …. كـح كـح ! "

ربما كان ماكس متحمسًا قليلاً، فقد سعل ممسكاً بصدره .

ثم صرخ توماس " ياا ! هل تحاول أن توضح بأنك مصاب ؟ "

" آسـ … آسف … "

ضحكت يلينا من سلوكهم الفوضوي .

كان لديها الكثير لتقوله لهم قبل مجيئها، لكن الآن بعد أن أصبحت هنا، لم يخطر ببالها سوى شيء واحد .

" شكرًا "

" ……. "

" …. أنا ممتنة لكم جميعًا "

نظرت يلينا إلى كل فارس و توقفت عند كولين .

" أيها الوغد …. ابقى بعيدًا عن الدوقة …. "

تذكرت يلينا عندما أمسك كولين بكاحل شريك ريبيكا و أبطأ الرجل، حتى عندما كان مستلقيًا على الأرض يتألم .

" لقد كنت رائعًا "

" ……. "

" أشعر بالفخر لكونكم حراسي الشخصيين "

" أنـ … أنت لطيفة جدًا … "

" نحن نفتقر …. "

" لو كنا أكثر كفاءة قليلاً …. "

" لا تتحدثوا بالهراء، ركزوا فقط على التعافي لا تفكروا حتى بالتحرك إلى أن تتحسنوا تمامًا "

حذرتهم بشدة و ذكرتهم كيف كافحوا جميعًا من أجل النهوض لإستقبالها و أضافت " ستكونون في مشكلة كبيرة إذا سمعت أن إصاباتكم ازدادت سوءًا لأنكم أجهدتم أنفسكم "

غادرت الغرفة للسماح للفرسان الثلاثة بالراحة .

عندها أعتقدت أنها سمعت شهيقًا أثناء مغادرتها .

" ……. ؟ "

أستدارت يلينا و فكرت لفترة وجيزة في فتح الباب مرة أخرى لكنها قررت ألا تفعل .

يبدو أن لديها ثلاثة حراس شخصيين عاطفيين للغاية .

لكن لم يكن هذا أمرًا سيئًا .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

شُفي الجرح في يد يلينا اليمنى تمامًا في غضون أسبوع .

لم يستطع الطبيب الذي فحص جرحها إخفاء دهشته .

" شفائك سريع جدًا "

" حقًا ؟ "

" عادةً ما يستغرق أسبوعين للشفاء "

****************************

الفصل : ١٧٢

قصد الطبيب أن يقول أن يلينا شفيت أسرع مرتين من الشخص العادي .

نظرت يلينا إلى يدها بإندهاش، لم يكن هناك سبب يجعل قدرتها على التعافي أفضل بكثير من قدرة الآخرين .

' يجب أن يكون الجرح أقل عمقًا مما أعتقده الطبيب '

لم يقدم الأطباء دائمًا آراء دقيقة، قد يكون هذا الطبيب بالغ في تقدير شدة جرحها .

في نفس الوقت الذي ألتئم فيه جرح يلينا، تمكنوا الفرسان الثلاثة أيضًا من التحرك مرة أخرى .

لم يتعافوا تمامًا لكن كان الأمر على ما يرام إذا تحركوا بإعتدال .

كان زوج يلينا قلقًا بشأن ترك قلعة الدوقية فارغة لفترة طويلة جدًا و بمجرد أن تمكنوا الفرسان من التحرك، أستعدت يلينا للعودة إلى الدوقية معهم .

" وداعًا يلينا، قومي بزيارتنا كثيرًا "

" إحم، ابقي بصحة جيدة "

احتضنا يلينا و ليليانا بعضهما لفترة طويلة .

كان الكونت سورت و إدوارد و كبير الخدم و رئيسة الخدم جميعهم في الخارج لرؤية يلينا .

بعد توديع كل شخص، أمسكت يلينا بيد كايوين و خطت لداخل ختم سيدريون السحري .

' لا تزال ليليانا تنظر بإتجاهي '

أكتشفت يلينا أن ليليانا كانت لا تزال تراقبها عندما استدارت .

شعرت بالتشوش من الداخل و لوحت بيدها ثم شعرت بشيء غريب .

' همم ؟ '

الغريب أن نظرة ليليانا كانت مائلة بعيداً عنها، لم تكن تنظر إليها .

أدارت يلينا رأسها لتتبع نظرة ليليانا ثم أهتزت عينيها .

' مالك البرج الأسود ؟ '

نقلت نظراتها بين ليليانا و سيدريون بحيرة .

" ما الخطب ؟ "

" … لاا، لا شيء "

" إذاً، سنذهب "

ظهر ضوء من داخل الختم السحري .

ظلت يلينا تنقل نظراتها بين سيدريون و ليليانا بنظرة مرتبكة حتى حجب الضوء نظرها تمامًا .

' … ربما لدي فكرة خاطئة '

كان هناك العديد من الأشخاص يقفون داخل الدائرة الضيقة .

ربما كانت ليليانا تنظر إلى أحد الفرسان وليس سيدريون و حتى لو كانت تنظر إلى سيدريون فإن ذلك لا يعني شيئًا على وجه التحديد .

' …. صحيح ؟ '

بعد فترة وجيزة، تغير المنظر أمام يلينا من منزل الكونت في العاصمة إلى قلعة الدوقية في الإقطاعية .

تلقت القلعة خبرًا بوصولهم في وقت مبكر من صباح هذا اليوم، لذلك كان بن و الخدم الآخرون ينتظرون بالفعل في الخارج .

" سيدتي ! "

" سيدي، سيدتي، مرحبًا بعودتكم "

ابتسمت يلينا التي نست إرتباكها بشأن سيدريون و ليليانا .

لقد عادت .

كانت قد تبادلت الوداع مع عائلتها، لكنها شعرت أنها عادت إلى المنزل بدلاً من مغادرته .

قالت يلينا وهي لا تزال تمسك بيد زوجها بإحكام

" دعونا ندخل "

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

" ليليانا "

نادى إدوارد أخته الكبرى التي صادف مرورها بينما كان ينظر من النافذة .

" ماذا ؟ "

" يلينا ستكون بخير، أليس كذلك ؟ "

أستقرت ذراعيه على الحافة و كان ذقنه مرفوع بكلتا يديه .

قطبت ليليانا حاجبيها، كما لو كانت منزعجة من نظرة أخيها العاطفية و عيونه الدامعة .

" أعتقد ذلك "

" بالتفكير في الأمر، كان زواج يلينا مفاجئًا لدرجة أنني شعرت بأنه لم يكن حقيقيًا لكن الآن بعد أن أدركت أخيرًا أنها أصبحت الدوقة …… "

" ما قصته ؟ "

غادرت ليليانا التي لم تكن تريد سماع المزيد من مشاعر إدوارد العاطفية .

واصل إدوارد التحديق من النافذة بعيون دامعة، بغض النظر عما إذا كانت ليليانا بقيت أم غادرت .

ثم لمعت عينيه فجأة .

" هاه ؟ "

أخيرًا ترك إدوارد مكانه بالقرب من النافذة و نزل بسرعة على الدرج و ركض للخارج ثم سحب بسعادة رجلاً كان يخرج من العربة و عانقه .

" أنديدن ! "

" إدوارد "

" رأيت شعار العربة ولكن كان لا يزال لدي شكوك … فقط متى عدت ؟ "

سمح إدوارد للشاب بالذهاب بعد عناقه بشدة .

أجاب الشاب الذي كان بمستوى طول إدوارد، بصوت واضح .

" لقد وصلت هنا اليوم، لم أخبرك بذلك مسبقًا لأنني أردت أن أفاجئك، هل نجح الأمر ؟ "

" نعم، كثيرًا، لأكون صادقًا أشعر و كأنني أهذي "

" هاهاها " ضحك الرجل بصوت عالٍ و تجعدت عيون الرجل، مما منحه مظهرًا لطيفًا .

" كان الأمر يستحق ذلك، إذن هل باقي أفراد عائلتك بالداخل ؟ "

" نعم، والدي و أختي الكبرى هنا، سوف يتفاجئون و سيسعدون برؤيتك مثلي تمامًا "

" ماذا عن يلينا ؟ "

" يلينا …. "

عندها تردد إدوارد الذي كان يثرثر بحماس " إنها … إحم، إنها ليست هنا في الوقت الحالي …. "

" هل ذهبت في نزهة ؟ "

" كلا، الأمر ليس كذلك …. "

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان