لقد أتيحت لها أخيرًا الفرصة لإثبات قيمتها .
" إسمح لي أن أخرج من القلعة لفترة من الوقت فقط "
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
أخذت آريا لفافة سحرية من كارلين .
تحتوي اللفافة على سحر الإنتقال الآني .
نظر كارلين إلى اللفافة في يد آريا و بنظرات مليئة بالندم قال .
" هل يمكنني صنع دمية سحرية لتحل محلك عندما تكونين بعيدة ؟ "
أومأت آريا برأسها .
في الواقع، كان هذا هو السبب الثاني لكشفها عن هويتها لكارلين و إقناعه .
الآن يمكن لآريا أن تتجول بحرية خارج القصر دون أن يعلم أحد .
" يمكننا خداع أعين الآخرين، لكن سمو الدوق و الدوق الشاب سيلاحظان ذلك على الفور "
" سأعود قبل أن يلاحظ أحد "
" ها، لا أعرف ما إذا كان هذا أمرًا جيدًا أم لا، لكن لقد أخذتِ اللفافة بالفعل لذا إذا كنت في خطر عودي على الفور "
أومأت آريا و عندما كانت في منتصف تمزيق لفافة الإنتقال الآني، فجأة …
" كونغ ! "
سيلڤر الذي كان ينتظر بهدوء طوال محادثتهم، ركض نحوها فجأة بسرعة هائلة .
تم تفعيل السحر بالفعل ولم تكن هناك وسيلة لإيقافه .
وهكذا، انتقل سيلڤر معها بسحر الإنتقال الآني .
— فووش !
شعرت بإحساس غريب و كأن جسدها قد أنقسم إلى أجزاء ثم أُعيد بناؤه .
فتحت عينيها مرة أخرى و عندما أتضحت رؤيتها، وجدت نفسها واقفة في وجهتها .
في الإمبراطورية المقدسة جارسيا .
" سيلڤر … أخبرتك ألا تتبعني "
قالت آريا وهي تضرب رأس سيلڤر الذي أنتقل معها .
قام سيلڤر بالأنين ثم تذمر " أونغ …. "
أراد سيلڤر مساعدتها فقط .
غالبًا ما أخذ سيلڤر آريا من القلعة إلى القصر المنفصل و أخذها الى أماكن عديدة في القلعة و كان فخورًا بعمله هذا .
" كونغ ! "
ومع ذلك، شعر سيلڤر بالسوء بعد أن رأى أنها أصبحت صديقة لجاكوار مؤخرًا، لذلك لم يكن يريد أن يخسر .
أراد أن يكون وسيلة نقلها مرة أخرى بالإضافة إلى ذلك، لايوجد شيء في العالم يمكنه الركض أسرع منه .
' ومع ذلك، الذئب لا يمكن أن يكون أسرع من الجاكوار …. ' أعتقدت آريا ذلك لكنها تنهدت .
على أي حال، كانت ستتجول بدون أي وسيلة نقل لذا بالنظر إلى أنه ليس لديها الكثير من الوقت كان سيلڤر مفيدًا لها .
تبعت إحداثيات اللفافة .
" اركض في إتجاه شروق الشمس "
عندما صعدت آريا على ظهر سيلڤر، بدأت تتذكر الأشياء التي سمعتها في حياتها السابقة .
أينما يتواجد النور سيكون هناك ظلام أيضًا .
و الإمبراطورية المقدسة التي تسمى الأرض التي أختارها الإله ليست إستثناء .
حتى لو عمل البابا بلا كلل لمساعدة الفقراء فسيكون هناك في النهاية أناس يموتون جوعًا .
' القرية الواقعة في نهاية الشرق '
في الإمبراطورية المقدسة كان هذا المكان يُعرف باسم ' أدنى مكان '
كانت في السابق خرابًا فارغًا مع بقايا الموقع فقط و لكن عندما بدأ العديد من المتشردين و المجرمين في الإستقرار هناك سمعت أنها بدأت تنمو تدريجيًا و أصبحت قرية .
بإختصار، كانت منطقة خارجة عن القانون ولم يتمكن أحد من إدارتها .
' لقد وصلت … '
و عندما نزلت آريا من ظهر سيلڤر و كانت على وشك دخول القرية …
صرخ رجل اصطدم بها " لا تعبثي و ابتعدي من هنا ! "
ترنح المتشرد الذي كان يحمل زجاجة نبيذ ثم قال وهو يمد يده لخلع قلنسوة آريا .
" هاه، ماهذا ؟ لون شعرك فريد من نوعه، حتى إذا كان نصف وجهك فقط فسيتم بيعه بسعر جيد "
" غـرر … ! "
في تلك اللحظة، أنزل سيلڤر جسده و بدأ في الهدير .
كان على وشك مهاجمته و عض رقبته في أي لحظة .
" أرغغ ! "
كشف الذئب عن أسنانه بينما كان يعطيه وهجًا مهددًا .
عندما رآه المتشرد المخمور، أصيب بالذعر و هرب بعيدًا .
كانت آريا متصلبة .
' لم تطأ قدماي المدينة حتى الآن لكنني كدت أن أختطف بالفعل '
لو كانت طفلة عادية، لكانت قد بيعت بالفعل كعبدة .
أصبحت تعابير آريا متعبة بعض الشيء و فكرت أنها يمكنها الآن أن تفهم سبب تخلي البابا عن هذا المكان .
" سيلڤر، انتظر هنا حسناً ؟ "
" كيينغ ! " احتج سيلڤر .
لكن آريا قالت وهي تداعب رأس الذئب .
" أنت كبير الحجم و ستبرز إذا أخذتك معي، من المؤكد أن جميع أنواع المجرمين سيندفعون إلينا و سيحاولون بيعك إلى السوق السوداء أو شيء من هذا القبيل "
بغض النظر عن حجم سيلڤر، إذا قرر صياد محترف أو مهرب أو تاجر عبيد مهاجمته، فسيمسكون به .
قامت آريا بإخفاء سيلڤر بين الشجيرات ثم شدت الغطاء على رأسها .
كان هدفها أن تزور القرية بهدوء قدر الإمكان .
عندما بدأت الشمس تغرب، حل الظلام .
" أنـ أنقذوني ! "
" آههه ! "
" لقد تم بيعك كعبد، لذلك لا تكن كسولاً و أعمل بشكل جيد "
" سأقتلك ! "
" هاها، هل تعتقد أنك تستطيع الهروب ؟! "
" فلتمت ! مت فقط ! "
مع حلول الليل، سمعت كل أنواع الفظائع من جميع الإتجاهات .
واصلت آريا المشي وهي تحبس أنفاسها .
كان هناك معبد هنا .
تساءلت آريا عما إذا كان هناك شخص لا يزال يتذكر ذلك .
لقد فقدت هذه الأرض مجدها السابق تمامًا .
إلى الحد الذي لا يمكن لأحد أن يتخيل أن هناك شيء مقدس مخبأ هنا .
" من كان يتخيل أن شيء مقدس كهذا مخبأ في أنقاض معبد مهجور "
" هذا صحيح، لن يتمكن أحد من العثور عليه بإستثناء القديسة التي بحثت حتى في أدنى مكان "
عثرت القديسة فيرونيكا على الأثر المقدس في هذا المعبد و استعادتها .
' على الأقل، كانت قادرة على ذلك في الماضي '
وقفت آريا أمام جدار المعبد نصف المدمر و سارت حوالي خمس خطوات ثم طرقت على الأرض .
بعد ذلك، دارت حول المكان و كررت نفس السلوك مرارًا و تكرارًا .
إلى أن طرقت على الأرض و سمعت صوتًا أجوفًا .
' إنه هنا '
أزالت آريا الأوساخ بيديها وسرعان ما وجدت لوحًا خشبيًا .
لقد كان … مدخل الممر السري .
و عندما كانت تحاول رفع اللوح الخشبي سمعت فجأة صوت بشري .
" … ماهذا ؟ كم هذا مزعج … "
تصلبت آريا و بينما كانت تدير عينيها ببطء رأت متشردًا كان نائمًا مثل رجل ميت على الأرض لكنه فجأة أدار جسده في إتجاه آخر .
" همم " و سرعان ما نام مرة أخرى .
' شكراً يا إلهي …. '
تنهدت بإرتياح و رفعت اللوح الخشبي مرة أخرى .
ثم نزلت على السلم المثبت بحذر إلى الأسفل .
على الرغم من أن المكان كان مظلمًا جدًا، إلا أنها تمكنت من التجول بسهولة بفضل حواسها القوية .
' لا يوجد سوى الغبار و شبكات العنكبوت '
بعد فترة وجيزة، وجدت صندوقًا أسود .
فتحت غطاء الصندوق .
' دينونة الإله '
كما أنه كان مكتوب في المعبد .
أرسل الإله صاعقة لمعاقبة البشر الذين حاولوا تحدي سلطته و أصبح للغصن الذي ضربته الصاعقة قوة مقدسة .
' لقد وجدتها '
أغلقت آريا الغطاء بعد فحص محتوياته .
الآن الشيء الوحيد الذي كان عليها فعله هو مغادرة هذا المكان .
عندما كانت على وشك الوقوف ….
' ماهذا ؟ الآن فقط …. '
شعرت بشيء ما في اللحظة التي لمست فيها الحائط لدعم جسدها .
' إنه مجرد حائط عادي '
نقرت آريا على الحائط .
هل كان هناك شيء ما وراء هذا الجدار ؟
' لا يمكنني هدم الحائط '
بدأت بفحص الحائط ثم وجدت حجر يمكن إزالته .
أمسكت بالحجر المتحرك و سحبته بعناية .
كان هناك مساحة صغيرة تكفي يد آريا لإدخالها .
ترددت للحظة لكنها قررت أن تدخل يدها عبر المساحة الصغيرة .
و بينما كانت تبحث شعرت بشيء بأطراف أصابعها .
' هذا …. '
كان هناك صندوق مخملي بحجم كف اليد .
فتحت الصندوق الفاخر الذي لا يتناسب مع المكان على الإطلاق .
في الداخل كان هناك قلادة بتصميم أنيق مصنوعة على شكل قطرة ماء .
' القلادة التي كانت القديسة ترتديها دائمًا '
لماذا هذا هنا ؟
تساءلت عما إذا كان شيئًا مقدسًا، لكنه لا يبدو كذلك لأنه كان بالكاد يمكنها أن تشعر بالقوة المقدسة .
بدلاً من ذلك، تبقى آثار فقط في القلادة .
' لأي غرض هذا ؟ '
لم تكن تعتقد أن القديسين سيتركون هذه هنا .
' حسنًا، لا يمكنني حتى التخمين '
نهضت آريا و أرتدت القلادة حول رقبتها .
ستفكر بالأمر بعد أن تخرج من هذا المكان .
صعدت على السلم و رفعت اللوح الخشبي لكن عندما خرجت ….
" لقد خرجت أخيرًا "
وجدت نفسها محاطة بمجموعة من المتشردين .
****************************