' تلك النظرة الحادة و الغير مبالية على وجهها، تشبه نظرة أخي …. '
سمعتُ أنها تتمتع بشخصية لطيفة و محبوبة مثل الأطفال في عمرها .
' إذًا، لماذا تتصرف بهذه الطريقة ؟ '
تعامله آريا بشكل مختلف عن الآخرين و بالتأكيد لم يكن ذلك وهمًا .
" إذًا، ماهو هدفك ؟ "
[ أن أقوم بحماية شخص ما ]
أجابت دون أي تردد .
كان فينسنت عاجزًا عن الكلام .
كانت كلمات آريا مثل قسم الفارس .
ثم ألقت أوراقها في المدفأة، ولم تترك أي أثر لمحادثتهم .
عندما يحين الوقت، تعهدت بإستخدام قدراتها لحماية هذا الشخص بأي ثمن .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
لقد طورت آريا مؤخرًا هواية صغيرة .
كانت تميل إلى التجول في الحديقة أثناء انتظار رسالة من سابينا .
' لكم من الوقت أستمر ذلك ؟ '
بعد لحظات قليلة، رأت حمامة تطير إليها من مسافة بعيدة .
فكرت آريا بحماس بينما أصبح تعبيرها أكثر إشراقًا ' أخيرًا، رسالة ! '
ومع ذلك، عندما وقفت الحمامة على يدها أختفت السعادة المؤقتة التي شعرت بها للحظة .
' إنها …. ليست رسالة ؟ '
لسوء الحظ، لم تكن رسالة .
كانت هناك أيام لم تكن فيها سابينا ترسل رسائل ولكن بدلاً من ذلك ترسل إليها الزهور و تجعل الحمامة تحملها في فمها .
' هل من الممكن أنه لم يعد لديها الطاقة الكافية لكتابة رسالة بعد الآن ؟ '
رفعت آريا يدها بوجه قلق و أخذت الزهور من فم الحمامة .
' أشعر أنها ستكون في حالة حرجة أخرى قريبًا '
شعرت آريا بالحزن حتى عندما تلقت هذه الزهور الجميلة التي تراها لأول مرة من سابينا .
ثم، بينما كانت تداعب رأس الحمامة، فجأة طارت بعيدًا .
' ماذا ؟ لقد فاجأني ذلك '
أستدارت آريا بنظرة محتارة متسائلة عن سبب هروب الحمامة .
عندها، رأت لويد و جاكواره يتجولان بالقرب منها .
سرعان ما عبس عندما نظر إليها هو الآخر و عندما لاحظت آريا نظرته المنزعجة تجاهها فكرت ' هل سيحاول طردي مرة أخرى ؟ '
لكن بما أننا قد ألتقينا بالفعل لن أستطيع تجنبه .
أنتظرت آريا بصبر أن يقترب لويد منها أولاً .
على عكس المالك، أقترب منها الجاكوار دون تردد .
' مرحباً '
الجاكوار الأسود .
لقد كان نمرًا غريبًا كان جسمه كله مغطى بالفراء الأسود .
' إنه نفس لون شعر لويد '
مدت آريا يدها لتمسد على شعره، لكن أدار الجاكوار رأسه لتجنب لمستها .
لقد كان مختلفًا عن النمور التي عندما تقترب منهم يهزوا ذيولهم بسعادة .
لم يسبق لجاكوار أن ابتعد عنها أولاً .
' لماذا أقتربت مني أولاً إذا كنت ستتجنب لمستي ؟ '
سحبت آريا يدها .
إذا حاولت لمسه مرة أخرى، فسوف يستمر في تجنبها .
' ماذا علي أن أفعل ؟ '
و هكذا، أختارت أن تتجاهله .
ثم أقترب لويد منهم ببطء .
" سمعت أنكِ لم تستخدمي مطلقًا سلطة الدوق الشاب التي أعطيتك إياها "
" ……. "
" سأستعيد هذه السلطة الآن "
بعد أن سمعت كلمات لويد اومأت آريا على الفور، في المقام الأول، لم تكن تنوي إستخدامها .
رفع لويد حاجبيه و قال بسخرية " ها، فهمت، أنت تريدين أن تُطردي من دون أن يكون لديكِ فلس واحد و هذا يعني أنك تفضلين العيش في الشوارع بدلاً من أن يكون لديك منزل لتبقي فيه …. "
وفي اللحظة التي أنهى فيها كلماته، آريا التي مدت يدها إلى الجاكوار ضُربت يدها .
' أوتـش ! '
لقد تعرضت للصفع .
حدقت آريا في معصمها الذي كان ينبض من الألم .
لحسن الحظ لم يُصبها بشكل صحيح و إلا لكان قد كسر إحدى عظامها لكنه كان مجرد إلتواء فقط .
رفعت آريا رأسها الذي كان منحنيًا و تفاجئت .
كان ذلك لأن لويد أصبح قريبًا منها و كان ينظر إلى يدها .
" ……. "
هل هذا بسبب أنه كان يدير ظهره للشمس ؟ كان وجهه المظلل قاتمًا و دمويًا أكثر من أي وقت مضى و كانت نظراته حادة في الظلام .
ثم صرخ " هل جننتِ ؟ لماذا تلمسين وحشاً … ! "
بعد ذلك، تنهد و مسح وجهه ثم قال بلطف " اعطني معصمك "
مدت آريا يدها برفق و فعلت مايريد .
لم تفكر حتى أنه قد يفعل شيئًا أسوأ لها .
كان لويد غاضباً من موقفها فقد كانت مهملة، لكنه نظر فقط إلى معصمها بهدوء .
" أنتِ جيدة حقًا في إثارة إستيائي "
لم تكن يدها مكسورة، لكنها كانت منتفخة و حمراء بالفعل .
إذا كان لديها دماء ڤالنتين فإن إصابة بسيطة كهذه لن تكون مشكلة كبيرة لكن آريا لم تكن كذلك .
أخرج لويد خنجرًا و قطع غصنًا من شجرة و صنع منها جبيرة .
ثم مزق حافة قميصه ولفه حول معصم آريا .
' إسعافات أولية ؟ أعني …. لم تُكسر، لذا أليس هذا مبالغًا فيه ؟ ' أعتقدت آريا أنه لا ينبغي أن تتلقى علاجًا كهذا .
سأل لويد بصراحة أثناء لف القماش بعناية كما لو كان يتعامل مع وعاء زجاجي هش " هل هذه إحدى حيلك ؟ "
أمالت آريا رأسها ثم حركت شفتيها .
- حيل ؟
" تمرضي أو تصابي عندما أحاول طردك "
- وكيف تكون هذه حيلة ؟
" إنها حيلة لتجعليني أهتم بك ؟ "
- هل تهتم بي ؟
" ……. "
أغلق لويد فمه .
كان تعبيره مثل تعبير شخص تم القبض عليه في المصيدة ثم ترك يدها وهو يرمش ببطء للحظة .
" …. لاا " قال ذلك ثم أشار بإصبعه إلى غرفة العيادة كما لو كان يقول ' لا أريد التحدث معك بعد الآن، لذا اذهبي لتلقي العلاج بمفردك '
تم تجبير معصمها بعد فترة وجيزة من تعرضها للضرب، لذلك لم يكن مؤلمًا جدًا .
' لم أُضرب بقوة على أي حال '
" بعد أن تتحسني، يجب أن تغادري حقًا هذه المرة "
حدقت آريا في لويد بصمت .
" بماذا تفكرين ؟ "
لم يستطع إلا أن يسأل لأنه أعتقد أنها كانت تفكر في شيء غير سار .
حركت شفتيها .
- الجاكوار يشبه مالكه تمامًا .
" ماذا يعني ذلك ؟ "
- ذلك هو ما أعنيه حرفيًا .
لكن مازال لويد لم يفهم المعنى الكامن وراء كلماتها .
لقد كان تعبيره يقول ' ما الذي أشترك فيه أنا الإنسان مع الحيوان '
ومع ذلك، هزت آريا رأسها كما لو كانت تطلب منه أن ينسى الأمر .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
بدأت آريا في الهمهمة .
كان هناك عدد لا نهائي من أغاني السيرين لكنها كانت مقسمة بشكل أساسي إلى سبع فئات رئيسية .
حاولت أن تغنيهم الواحد تلو الآخر .
أغاني الحياة و أغاني السلام و أغاني السحر و أغاني النوم العميق و أغاني النسيان و أغاني الشفاء و أخيرًا أغاني الدمار .
" أورغغ …. ! "
تستطيع أن تغني الأغاني في الفئات الأخرى أغنية أو أغنيتين بدون ترتيب بسهولة شديدة، ولكن بمجرد أن تحاول غناء أغنية الشفاء أو أغنية الدمار يصبح حلقها ساخنًا و مؤلمًا كأن نار تشتعل بالداخل .
لم تبدأ بغنائها حتى بشكل صحيح .
" كـح ! هوف هوف …. "
أمسكت آريا بصدرها و سقطت على الأرض و تنفست بقوة لفترة من الوقت .
' مازلت لم أتحسن …. '
مازال جسدي لا يتحمل ذلك .
على الرغم من أنها كانت تأكل جيدًا في كل وجبة و تتجول في الحديقة من وقت لآخر .
لكن لم يستطع جسدها تحمل غناء هاتين الأغنيتين !
لم يكن الأمر كما لو أنه لم يكن هناك أي تقدم على الإطلاق، لكن تحسن غنائها قد نما لدرجة أنه سيكون محرجًا إذا أخبرت الناس أن مهاراتها قد تحسنت بالفعل .
' لكن ليس لدي خيار آخر …. '
فعلت آريا ما كانت تفعله في حياتها السابقة، تدربت في غرفة مغلقة مرارًا و تكرارًا حتى أصبح صوتها أجشاً و متشققاً ولم يعد يخرج صوتها .
' لأنني وصلت بالفعل إلى هذا المستوى في حياتي السابقة، أعتقدت أنه يمكنني في النهاية القيام بذلك مرة أخرى إذا تدربت بإستمرار '
هل كانت طريقتها بهذا السوء ؟
ومع ذلك، عرفت آريا كيفية التدرب فقط بهذه الطريقة لأنها لم تتلقى التعليم المناسب من الكونت كورتيز .
إذا أستمرت بالتدرب على هذا النحو، فستتمكن من غناء الأغنيتين يومًا ما .
' متى سيأتي هذا اليوم ؟ '
في حياتها السابقة، وصلت إلى هذا المستوى عندما كان عمرها ١٤ عامًا فقط .
أعتقدت أنها يمكن أن تُقصر المدة لعامين إذا تدربت بشكل أكبر .
ولكن عندها سيكون قد فات الأوان بالفعل .
' أليست هناك طريقة أكثر فعالية ؟ '
طريقة لإستعادة مهاراتها القديمة التي بقيت في ذاكرتها فقط في فترة زمنية قصيرة .
عندما أستلقت على الأرض و أغمضت عينيها و سقطت في تفكير عميق .
" آه ! "
نهضت فجأة .
' حاجز وهمي ! '
يجب أن يكون هناك حاجز سحري في قصر ڤالنتين .
تذكرت آريا الحاجز الذي رأته عند مدخل جبال إنغو .
كان الأشخاص الذين يتحكمون في الحاجز هم من يتمتعون بقدرات سحرية عالية ولديهم القدرة على التلاعب بالطاقة .
" الطاقة تختلف من شخص لآخر لكن الجوهر هو نفسه "
ألن تكون الطريقة متشابهة ؟
لم تكن تعرف ما إذا كان ذلك قرارًا حكيمًا .
' لكن على الأقل سيكون أفضل شخص يقدم لي النصيحة '
ركضت آريا و غادرت المكتبة على الفور .
كانت تريد إكتشاف الشخص الذي صنع الحاجز عند مدخل سلسلة الجبال .
' لكن مانوع الطاقة التي يتعامل معها ؟ إنه نوع غير مألوف بالنسبة لي …. '
أنغمست آريا بتفكير عميق .
كانت الطاقات الأكثر شيوعًا في إمبراطورية فينيتا هي ' القوة المقدسة ' و ' المانا ' ولكن كانت هناك أيضًا طاقات أخرى مختلفة، تمامًا مثل السيرين التي تمارس قوى سحرية .
فجأة ….
بينما كانت آريا تسير ذهابًا و إيابًا عند مدخل المكتبة وهي غارقة في التفكير، لم يرها الرجل الذي غادر المكتبة و أصطدم بها .
" أوتـش ! "
كانت لمسة خفيفة، لكنه صرخ لأنها أسقطت بعض الوثائق التي كان يحملها في يديه .
فركت آريا ذراعها و حدقت في الأوراق التي ترفرف .
لم تقتصر الحواس الخمس للسيرين على السمع فقط .
نظرت إلى جميع الأوراق التي سقطت في لحظة .
وفي تلك اللحظة، أتسعت عيناها عندما رأت الرجل الذي أصطدم بها .
' هذا …. '
****************************