الفصل 161 و 162 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


" هل تعرف حتى مقدار الضرر الذي لحق بالمعبد من تلك الحادثة ؟ وهي تعتقد أن اللوم يقع علينا، الشيء نفسه ينطبق على ذلك الخائن، كيف يجرؤ على إظهار وجهه بلا خجل هنا ؟ "

أرتفع صوت الكاهن الذي في منتصف عمره، كما لو أنه كلما أرتفع صوته أكثر، زاد تأجيج مشاعره . 

" من المريح أنه في ذلك الوقت، منع رئيس الكهنة وقوع حادث لولي العهد و كسب ثقته، لو لم يكن الأمر كذلك لكان المعبد على الأرجح .... "

" رئيس الكهنة ! "

تحدث عن الشيطان فيظهر .

فُتح باب غرفة الإستقبال و ظهر رئيس الكهنة .

وقف بيكا على الفور من مقعده و قال .

" هل أنتهيت من الصلاة ؟ كنت سأبحث عنك لتوصيل بعض الأخبار، الآن فقط .… "

" من كان هذا ؟ "

" عذراً ؟ "

" الشخص الذي غادر المعبد قبل قليل، من كان بحق ؟ "

كان هناك قلق في صوت رئيس الكهنة، كان مختلفًا عن المعتاد، كان ينظر إليه الآن وهو يلهث لإلتقاط أنفاسه و ملابسه غير مرتبة، كما لو كان يجري .

قطب بيكا حاجبيه و سأله .

" ما الأمر ؟ "

" شعرت بالقوة الإلهية "

" ماذا ؟ "

" كانت القوة تمامًا مثل ما هو مكتوب في سجلات المعبد، لقد كانت قوة إلهية ... أنا متأكد من ذلك "

ارتجف صوت رئيس الكهنة من الإثارة .

منذ زمن بعيد، كان هناك وقت كان فيه المعبد يتمتع بسلطة كبيرة، لا يمكن مقارنة سلطة المعبد الآن بما كانت عليه في ذلك الوقت .

لقد كانت فترة يمكن أن تسمى أعظم نهضة للمعبد، حتى العائلة الإمبراطورية أطاعت المعبد .

كان الإختلاف الوحيد بين المعبد في ذلك الوقت و المعبد الآن هو وجود كاهن ذكر و كاهنة أنثى .

الكاهن الذكر و الأنثى كانا مختارين من الإله و كانوا قادرين على إستخدام القوة الإلهية التي تم الترحيب بها على أنها قوة الإله .

أستخدموا القوة الإلهية لمطاردة الشر و شفاء أولئك الذين كانوا يحتضرون .

" هذه هي المرة الأولى منذ ٢٠٠ عام … كلا، بل ٣٠٠ عام يظهر فيها إنسان يتمتع بقوة إلهية، يجب أن نجده و نعظمه كقديس .... "

" ما الذي تتحدث عنه، يا رئيس الكهنة ؟ "

" ماذا ؟ "

" أنت مخطئ "

" .… مخطئ ؟ "

" نعم، أتقول القوة الإلهية ؟ هذا غير ممكن، أنت مخطئ بالتأكيد "

" هل تخبرني أنني مخطئ ؟ "

تصلب وجه رئيس الكهنة مع لمحة من الغضب، لكن وجه بيكا كان أكثر صلابة .

" نعم، لابد أنك مخطئ "

عندها تردد رئيس الكهنة و كأنه شعر بشيء غريب .

" .… ماذا تقصد ؟ "

" لقد سألت من غادر المعبد قبل قليل، أليس كذلك ؟ "

كانت نبرة بيكا قاسية مثل تعابيره .

" كانت الدوقة مايهارد "

" ماذا ؟ "

" تلك كانت زوجة الدوق مايهارد "

" ……. "

" القوة الإلهية ؟ من الدوقة ؟ مستحيل أن يكون هذا صحيحاً، ولا نريد أن يكون كذلك "

" ... بما أنه ليس الدوق نفسه، إذا تمكنا من إقناع زوجته ... "

" هل تعرف ما قالته الدوقة عندما جاءت إلى هنا اليوم ؟ سألتنا عما إذا كنا قد فكرنا في الحادث منذ 7 سنوات على الأقل "

بينما أغلق رئيس الكهنة فمه، واصل بيكا حديثه و أمتلأت نبرته بالإعتقاد .

" لن توافق أبدًا بالعمل مع المعبد "

" ……. "

" أنا متأكد من أنها ستفضل إستخدام قدرتها الإلهية و تنشئ معبد جديد .… حسنًا، هذا إذا كانت تمتلك بالفعل قوة إلهية "

حتى مع كل ما قاله بيكا، لا يزال رئيس الكهنة يبدو كما لو أنه لا يريد الإستسلام .

مستشعرًا تردد رئيس الكهنة، أضاف بيكا نقطته الأخيرة بدافع الإحباط .

" أتت الدوقة إلى المعبد مع سيدريون، كانا يبدوان مقربان جدًا "

سيدريون ؟

من بين كل ما قاله بيكا، كان اسم سيدريون هو أكثر ما هز رئيس الكهنة .

عندما رأى بيكا وجه رئيس الكهنة، فتح فمه .

" ... بمجرد خروجنا من هذه الغرفة، المحادثة التي أجريتها هنا مع رئيس الكهنة لم تحدث أبدًا "

" ……. "

" هل فهمت، أيها الكاهن ديلي ؟ "

" آه نعم، نعم بالطبع "

كان مقصده هو ' ابقي فمك مغلقًا ' أومأ الكاهن ديلي برأسه بسرعة، ثم حول بيكا نظره نحو رئيس الكهنة .

" من فضلك لا تفكر أكثر بهذا الموضوع، سيكون هذا بلا فائدة، لا بد أنك كنت مخطئًا حقًا و أيضًا كانت القوة الإلهية موجودة في الماضي لأنها كانت مطلوبة في ذلك الوقت، ولكن ماذا عن الآن ؟ "

" ……. "

" يمكن علاج المرضى بالأدوية ولم يعد هناك أي شر يجب طرده "

" ……. "

" بصدق، حتى لو كان هناك قوة إلهية، فما نفعها ؟ لن يعطي المعبد الهيبة التي أعتاد عليها "

" …. حسنًا "

كان رئيس الكهنة يحدق من النافذة و بالكاد أبعد نظره بعيدًا .

لم يعد هناك أمل باق في عينيه .

" أنت على حق، لا بد أنني كنت مخطئًا "

****************************

الفصل : ١٦٢

' تقرير عائلة الفيكونت ماريزون '

قطبت ريبيكا حاجبيها، غير قادرة على إخفاء غضبها .

" هاا .… "

" ……. "

" هاهاهاها "

كان الفيكونت ماريزون جالسًا على الأرض أمام ريبيكا .

فتح فمه وهو يضحك كالمجنون، كانت عيناه غير مركزة و يسيل اللعاب من فمه و كأنه طفل حديث الولادة .

قامت ريبيكا بشد جبهتها المجعدة بإبهامها و سبابتها .

" اللعنة "

في الآونة الأخيرة، تظاهرت ريبيكا بأنها ضحية من خلال إختلاق الظروف و الأدلة على أن إنكان قد مارس السحر الأسود بمفرده في السر .

و لعبت دور ضحية يرثى لها عانت من إساءة لا توصف من شقيقها الأصغر لسنوات .

كان سبب قيامها بذلك بسيطًا .

ظنت أن الدوق مايهارد سيشعر بالشفقة على الضحية المسكينة و يترك عائلتها وشأنها .

لكنها كانت مخطئة .

كان الدوق مايهارد يستمر بثبات في جلب الإفلاس المالي لعائلة الفيكونت ماريزون، كما لو أنه لا يهتم بما حدث لريبيكا .

' لقد قمنا بالفعل بتسليم تجارنا '

أدار العديد من العملاء ظهورهم لعائلة الفيكونت ماريزون، يمكنهم بسهولة أخذ أعشابهم الطبية إلى مكان آخر .

عندما يتعلق الأمر بالمال و السلطة، لم يكن أحد يريد أن يرى الخسائر بالبقاء مخلصًا لعائلة ماريزون .

إضافة إلى ذلك، لم يكن التوقيت رائعًا .…

بسبب جشع الفيكونت ماريزون لتوسيع أعماله، قام مؤخرًا بسحب أموال خارجية أكثر مما يستطيع إدارته، مما أدى إلى إخفاق تام .

مع إغلاق تعاملاتهم التجارية و ضغط ديونهم التي لا تحصى، يمكن أن تتعرض عائلة ماريزون إلى الإنهيار الشديد .

' منذ أن الكونت هاينر يدعم الدوق مايهارد، كما لو كان ينتظر هذه اللحظة '

كان الكونت هاينر منافس الفيكونت ماريزون في مجال توزيع الأعشاب .

مع الطريقة التي كانت تسير بها الأمور، كان الفيكونت ماريزون على وشك الجنون، لم يستطع الحفاظ على رباطة جأشه و يرمي نوبة غضبه عند أدنى هيجان، تمامًا كما فعل في وقت سابق .

أستدعى الفيكونت ريبيكا إلى مكتبه و ألقى عليها الأشياء التي على مكتبه بقسوة، و سألها كيف ستصلح هذه الفوضى .

لذا أستخدمت ريبيكا قوتها كالمعتاد لإخراسه، ولكن .…

كانت هناك آثار جانبية .

ربما كانت المشكلة هي لأنها استخدمت الكثير من القوة في فترة زمنية قصيرة أو ربما بسبب غضبها، ففشلت في السيطرة على قوتها دون أن تدرك ذلك .

" لقد تحول إلى معتوه "

تم إمتصاص الضوء القرمزي الذي كان يضيء أمام الفيكونت، إلى عقد ريبيكا السحري .

حدقت ريبيكا في الفيكونت الذي كان فاقد عقله بنظرة من الإنزعاج .

كانت قد خططت للتخلص منه بعد أن ورثت لقب الفيكونت، لكن لم تكن هذه هي الطريقة التي خططت للقيام بها على الإطلاق .

كان التوقيت و الطريقة مختلفين عما خططت له .

أستدارت ريبيكا وهي تعض شفاهها ثم غادرت الغرفة .

" لا تدع أي شخص يدخل هذه الغرفة حتى أخبرك بذلك "

رد الفارس الذي يحرس الغرفة بطاعة " مفهوم، يا آنستي "

ذهبت ريبيكا إلى منطقة معزولة، ثم نادت تابعها .

" مايكل "

" نعم "

ظهر رجل من الظلام .

" قلت أن الدوقة مايهارد موجودة حاليًا في العاصمة "

" ……. "

" ابلغني عن كل تحركاتها، أنا واثقة من أنك لن تخيب ظني هذه المرة "

" كما تأمرين "

بعد أن رحل الرجل، سارت ريبيكا إلى نهاية الممر الهادئ و دخلت الغرفة على اليسار .

كان هناك قفل ثقيل على الباب يلزم فتحه بمفتاح لكن الغرفة نفسها بدت عادية بشكل غير متوقع .

عندما غيرت ريبيكا ترتيب لوحة على الحائط، تحرك الجدار الذي على يمينها للخلف ببطء مثل الباب .

ما ظهر بعد ذلك كان درج يؤدي إلى الطابق السفلي .

تمكنت ريبيكا من النزول عبر الدرج حتى في الظلام، كانت على معرفة بذلك .

و سرعان ما وصلت إلى أسفل الدرج و توقفت عند باب آخر مغلق .

— طقطقة .

فتحت القفل و دخلت إلى مكان صغير و مظلم يشبه غرفة التخزين .

أشعلت ريبيكا مصباحًا و أضاءت الغرفة .

ثم أبعدت سجادة كانت مفروشة على الأرض و كشفت عن دائرة مليئة بالنصوص و الأشكال المعقدة .

ركعت ريبيكا على ركبتيها أمام الدائرة .

كانت تبلغ من العمر ١٧ عامًا عندما أكتشفت ذلك لأول مرة .

" هناك مخبأ سري لا يعرف عنه أحد ؟ "

" هذا ما قلته للتو، لقد عثرت عليه أثناء التنظيف، أنا الوحيدة التي تعرف ذلك، أراهن أنه حتى الفيكونت لا يعرف عن ذلك "

كانت قد سمعت عن طريق الصدفة خادمتان تتهامسان سرًا حول هذا الموضوع .

مخبأ سري .

في ذلك الوقت، صادف أن ريبيكا كانت تفكر في قتل شخص ما .

لم يكن سوى الشخص الذي أرسلته عائلة الكونت لطلب الزواج من ريبيكا .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان