الفصل 149 و 150 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


في ذلك المساء، أقام منزل الكونت وليمة فاخرة و بالطبع لم تكن هناك وليمة بدون كحول .

بعد أن شربت يلينا كمية كافية - أرادت أن تشرب أكثر لكن إدوارد خاف و أخذ الزجاجة بعيدًا عنها - ذهبت للخارج لتتنزه و تفيق .

أثار الفرسان الثلاثة ضجة حول مرافقتها لكنهم لم يتمكنوا من الفوز على الأجواء الإحتفالية و شربوا بقدر ما يرضي قلوبهم .

لم تعتقد يلينا أن الرجال الثلاثة المخمورين سيساعدونها كثيرًا لذلك تركتهم و خرجت إلى الحديقة بمفردها، لن يحدث أي شيء لها داخل منزل الكونت على أي حال لأن سيدريون قد وضع حدودًا غير مرئية حول الملكية بأكملها .

جلست يلينا على صخرة مسطحة بدلاً من مقعد و نظرت إلى القمر .

ثم سمعت أصوات خطوات، قالت يلينا دون أن تنظر " إدوارد "

" …. كيف علمت ؟ "

" فقط أعتقدت أنه سيكون أنت "

تساءلت يلينا عما إذا كان هناك شخص آخر غير إدوارد سيتبعها بصمت لأن إدوارد شخص كثير القلق .

" كما تعلم إدوارد "

" ماذا ؟ "

" ما رأيك ؟ "

" عن ماذا ؟ "

" زوجي "

" ……. "

" اخبرني الحقيقة، يبدو كشخص جيد، أليس كذلك ؟ "

أسندت يلينا ذقنها على ظهر يدها و نظرت إلى إدوارد وهي تضحك برقة .

" لديك حكم جيد عندما يتعلق الأمر بالناس هذه هي قوتك الوحيدة، بفضل ذلك لا تزال قادرًا على التنافس مع أختي الكبرى على الخلافة بالرغم من أنها أفضل منك في كل شيء "

" يااا "

أندفع إدوارد و فتح فمه ثم أغلقه كما لو أنه لا يرى فائدة من الجدال مع شخص ثمل .

بعد فترة وجيزة، جلس بجانب يلينا .

" شخص جيد …. "

حك إدوارد رأسه و فكر بالمحادثة التي أجراها مع كايوين في القلعة .

" لدي فضول بشأن شيء ما، لماذا لا تطردني من هنا ؟ "

رد كايوين " ماذا تقصد ؟ "

" … جئت إلى هنا بدون إذن و أنت تعلم أيضًا أنني لم أكن مهذبًا تمامًا تجاهك لكن هل ترحيبك بي بسبب أنني الأخ الأكبر ليلينا فقط ؟ "

يعرف إدوارد كيف يفكر في أفعاله بموضوعية أكثر مما يعتقده الآخرون، إذا كان هو الدوق لكان قد طرد نفسه ولن يوفر له غرفة و طعامًا جيدًا .

لكن كايوين لم يقم حتى بطرد إدوارد من مكتبه الذي أقتحمه إدوارد دون سابق إنذار ومع ذلك ألتزم كايوين الصمت للحظة قبل أن يجيب .

" بالتأكيد أنت على علم بشائعاتي "

" ……. "

" بغض النظر عما إذا كانت صحيحة، أنت تعلم كيف أبدو في عيون الآخرين و أنا متأكد من أنه لا يختلف كثيرًا عما تراني "

لم يستطع إدوارد أن يجادل في ذلك، بعد كل شيء كان صحيحًا أنه على علم بشائعاته و أنه غير مرتاح حول كايوين بسببها .

أكمل كايوين حديثه " إذا كنت منزعجًا من هذه الشائعات، كنت ستتجنبني في غرفة الإستقبال في اليوم الأول الذي وصلت فيه إلى هنا كنت ستخشى أن تنتشر اللعنة عليك إذا لمستني "

" حسنًا هذا …. "

" لكنك لم تتجنبني في ذلك الوقت، بدلاً من ذلك تصرفت و كأنك تعلن الحرب "

" ……. "

" لقد رحبت بك لأنك الأخ الأكبر المحبوب لزوجتي، هل هذا يجيب على سؤالك ؟ "

في ذلك الوقت، أستنتج إدوارد ببساطة أن كايوين يعتز بيلينا كثيرًا، فجأة ظهر هذا السؤال في ذهنه .

ماذا لو لم يكن إدوارد هو الأخ الأكبر المحبوب ليلينا ؟ ماذا كان سيفعل الدوق بعد ذلك ؟

" ……. "

توقف إدوارد عن حك رأسه، لسبب ما لم يرغب حقًا بالتفكير في الأمر .

" …. لا أعلم ما إذا كنت سأذهب إلى حد وصفه بأنه شخص جيد لكنني أعتقد أنه يمكن أن يكون زوجًا صالحًا لك "

أبتسمت يلينا بشكل مشرق لإتفاقهم .

لمع شعرها الفضي تحت ضوء القمر .

و قالت " هذا أكيد "

* * * * * * * * * * * * * * * * *

في وقت متأخر من الليل، كان المنزل هادئًا بينما كان الجميع نائمين .

تجول سيدريون حول المنزل دون أن يصدر أي صوت .

' كل شيء آمن '

لم يكن هناك أي أثر للتطفل ولم يكن هناك إشارة على محاولة ذلك أيضًا .

' لأن كايوين توسل لي …. '

وضع سيدريون حدودًا مضاعفة حول الملكية بأكملها، لم تكن المهمة سهلة بسبب مدى إتساع الملكية ولكن لم يكن لدى سيدريون أي خيار سوى بذل جهد إضافي بناءً على طلب صديقه .

" يا إلهي "

بعد فحص الحدود، شعر بالإرهاق قليلاً ثم عاد .

عند عودته شعر بعيون تراقبه، أدار رأسه و تقابلت نظراته مع امرأة عند النافذة .

" ……. "

حدقت به المرأة و ذقنها كان على ظهر يدها بشكل شبه مخيف .

تذكر سيدريون اسمها .

ليليانا .

كانت الشقيقة الكبرى للدوقة .

أبتسم سيدريون إبتسامة مهذبة، كان على وشك أن يسأل ' ما الأمر ' عندما تحدثت ليليانا .

" سيدري ~ "

***************************

الفصل : ١٥٠

" ……. "

" سيدري تعال إلى هنا "

هل سمع سيدريون بشكل غير صحيح ؟ لا لا لم يكن كذلك، سمع مرارًا و تكرارًا نفس الشيء بوضوح .

إذا لم يكن الأمر أنه يعاني فجأة من مشاكل في السمع، فمن المؤكد أنه لم يكن يسمع بشكل خاطئ .

" ……. "

استدار سيدريون و قام بالنظر حوله، لم يكن هناك أحد في الجوار بالطبع .  

عداهما .

" ... هل تتحدثين إلي ؟ " سأل سيدريون مشيرًا إلى نفسه بنظرة متفاجئة .

أبتسمت ليليانا .

" نعم أنت، سيدري "

" ……. "

" أجل سيدري، بما أنك سيدريون "

‏" حسنًا، أعني … لماذا أنتِ ... "

" سيدري، أسرع و تعال إلى هنا "

جعد سيدريون جبينه .

اللعنة على هذا اللقب، حتى لو كانت ليليانا تتحدث معه بشكل عرضي لأنها نبيلة إلا أن سيدريون وجد لقب ' سيدري ' مُسيئًا .

لسبب ما، بدا أنه يجب عليه الإستماع إلى ما ستقوله .

تنهد سيدريون ثم أقترب منها، كان ينوي أن ينظر في عينيها عن قرب و يواجهها بشأن اللقب السخيف .

ولكن عند الإقتراب منها فعليًا، أدرك سيدريون أنه مهما كان ما سيقوله، فلن يكون له أي فائدة .

' إنها ثملة '  للوهلة الأولى، كانت تبدو على مايرام لكن عينيها كانتا غير مركزة، كانت ليليانا ثملة .

" هووه " تنفس سيدريون الصعداء بدلاً من كبحه عندما علم أن ليليانا لم تكن واعية .

تحدثت ليليانا " تعال و اجلس هنا "  نقرت على حافة النافذة التي كانت تستند عليها ذراعيها .

' كيف لي أن أجلس على ذلك ؟ '

هل كانت ثملة لدرجة أنها أعتقدت أن سيدريون حيوان صغير ؟ سيكون من الصعب أن نتوقع أن يفكر شخص ثمل بعقلانية .

وقف سيدريون في مكانه و ذراعيه متقاطعتين و أجاب .

" سأبقى هنا فقط "

" لماذا ؟ "

" فقط، هل لديك ما تقوليه ؟ هيا تحدثي سأستمع من هنا "

" ……. "

ليليانا التي كانت تحدق في سيدريون بهدوء، أومأت برأسها بعد فترة وجيزة .

" حسنًا، استمع إلي من هناك "

" ……. "

" كما تعلم، لدي شقيق أصغر … "

' إدوارد سورت ؟ أو الدوقة ؟ '

" و قبل عدة أشهر، تزوجت "

' إذًا هي تتحدث عن الدوقة '

" لقد تزوجت، لكن ... "

" ...…. "

" أنا لا أعلم لماذا فعلت ذلك "

" ...…. ؟ "

" مضحك، أليس كذلك ؟ لن تخبرني بالسبب الحقيقي لماذا ... تزوجت ... أو لماذا يجب أن تكون هي، أرى أنها تخفي شيئًا ما، لذلك لا يمكنني حتى أن أسأل "

' حسب ما أعرفه، كان زواجًا لأغراض تجارية لكن أليس هذا هو الأمر ؟ '

أستمع سيدريون إليها بهدوء .

واصلت ليليانا " ما الذي تفكر به بحق ؟ "

" ...…. "

" ما هو العبء الذي تتحمله بنفسها، بجسدها الهزيل ... "

" ...…. "

" هل من المقبول حقًا ألا أعلم ؟ أنا أختها الكبرى ... "

" ... لا أعرف عن الأشياء الأخرى، لكن "

فتح سيدريون فمه .

لم يرغب في تقديم نصيحة ودية لشخص ثمل لكنه أعتقد أنه يمكنه أن يخبرها بهذا على الأقل .

" مما رأيته في قلعة الدوقية كانت الدوقة تبدو سعيدة "

" … حقًا ؟ "

" نعم "

لم يكن يختلق هذا من أجل إراحة ليليانا، كانت الحقيقة .

فكر سيدريون في كايوين و يلينا، لم يمضي وقت طويل منذ أن ألتقى الإثنان ببعضهما البعض لكنهما كانا مناسبين لبعضهما البعض كما لو كان من المفترض أن يكونا معًا منذ البداية .

يمكن للمرء أن يقول فقط من خلال النظر إليهم، أن هناك شيئًا مثل العلاقة حيث يحتاج شخصان إلى بعضهما البعض و أنهما يجعلان الآخر سعيدًا و راضيان فقط من خلال كونهما بجانب بعضهما البعض .

' هذا ما يسميه الناس بالشريك المقدر '

هل لدى الجميع شريك مقدر ؟ أم أنها نعمة مُنحت لأقلية محظوظة بشكل خاص ؟

إذا كان الأمر هو الأخير، لم يعتقد سيدريون أنه سيكون جزء من المجموعة المحظوظة من الناس .

" سعيدة …. "

أخرجه صوتها من أفكاره .

" إنها سعيدة ... فهمت ... "

" ...…. "

" … هذا جيد "

أبتسمت ليليانا بشكل مشرق، كانت إبتسامة شخص سعيدًا و مرتاحًا و مطمئنًا حقًا .

‏" شكرًا لك "

" … لا عليك "

" كما تعلم، أنت لطيف حقًا .… سيدري شخص رائع، سيدري ودود و لطيف و وسيم ... "

' هكذا فجأة ؟ '

توقفت مجاملات ليليانا حول سيدريون فجأة لكن هذا لم يكن كل شيء .

لم تتزحزح ليليانا شبرًا واحدًا حيث كانت تضع رأسها على ذراعها التي كانت على الحافة .

كسر سيدريون الصمت .

" آنسة سورت "

" ….... "

" آنسة ليليانا ؟ "

" ….... "

لم تعطي أي رد .

************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان