نظرت آريا مرة أخرى للرسالة التي تأمرها بالمغادرة عندما تشفى .
إذا تم طردها، فلن تكون قادرة على تذوق المزيد من الحلويات .
ربما كان لويد يحاول أن يكون مراعي فطلب من الخادمات ان يجعلوا آريا تتذوق جميع أنواع الحلويات .
" إذا كنت ترغبين في تناول جميع أنواع الحلويات، فعليك أن تتحسني أولاً "
قالت دانا وهي تعطي حبة دواء لآريا، ابتلعتها آريا على الفور .
ثم قالت دانا بلطف " أنت تأخذين الحبوب بشكل جيد، انا فخورة بك "
ثم أعطت برطمان صغير لآريا .
' ….ما هذا ؟ '
كانت هناك حُبيبات صغيرة ملونة داخل البرطمان .
كانت تتألق بشكل جذاب في الضوء مثل الأحجار الكريمة العظيمة، مما يعطي توهجًا أثيريًا .
" هل تحبين حلوى النجوم ؟ "
' حلوى النجوم ؟ هل هذه حلوى ؟ '
نظرت آريا داخل البرطمان و فتحت الغطاء ثم أكلت قطعة من حلوى النجوم .
حلق طعم الحلوى على لسانها .
' سآكل واحدة أخرى '
كانت الحلوى تناديها بإغراء، تعِدها بلحظات من النعيم ستذوب على لسانها .
بمجرد أن اكلت واحدة أخرى تألم قلبها للمزيد .
لكن آريا أعادت الغطاء بسرعة و وضعته في الدرج، أرادت أن تتذوقهم لفترة طويلة .
' إنها تبدو و كأنها سنجاب تخفي جوزتها ... '
كانوا الخدم يضغطون على أسنانهم، ليس لأنهم كانوا منزعجين ولكن بسبب أفعال آريا اللطيفة الغير قابلة للإحتمال .
لقد أرادوا بشدة أن يربتوا على رأسها لكنهم لن يستطيعوا ذلك لأنه لا يُسمح إلا لرئيسة الخدم دانا بالتربيت على رأسها .
' لا نستطيع أن نربت على رأس الآنسة الصغيرة '
من المحتمل أنها ستخرج لهم بطاقة [ أنا لست طفلة ] مرة أخرى وهي عابسة مع خديها الممتلئين اللطيفين .
نظروا الخدم إلى الطفلة المحبوبة، على أمل أن يأتي دورهم في يوم من الأيام ليربتوا على رأسها .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
كانوا الخدم يجلبون الأزهار في كل مرة يزورون فيها آريا .
" هذه تسمى زهرة الداليا "
" هذه زهرة الربيع "
" هذه ياقوتية عنبية و بلغة الزهور تعني … "
سرعان ما أصبحت الغرفة التي تقيم فيها آريا مكتظة بمزهريات من أزهار مختلفة .
و أصبح الهواء معطرًا أيضًا بروائحهم الثقيلة .
' هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها هذا العدد الكبير من الزهور '
رفعت آريا عنقها مثل حيوان الميركات لتنظر خارج النافذة .
ثم قالت دانا وهي تحمل باقة زهور بين ذراعيها " آنستي الصغيرة، لا يجب ان تقفي بجانب النافذة بعد الآن لأن هناك الكثير من الزهور هنا بالفعل "
أومأت آريا براسها .
" ومن الآن فصاعدًا، سيصبح هؤلاء الفرسان بشكل مؤقت مرافقين لك "
عينت دانا مرافقين لها لأنها كانت تخشى أن تمرض آريا مرة أخرى عندما تكون بمفردها .
ألقوا الفرسان الذين وقفوا وراء دانا التحية لآريا الواحد تلو الآخر .
كانوا جميعهم مهذبين للغاية ... ما عدا شخص واحد .
' كان اسمه السير أنجو '
أن يجبر على ترك موقعه لأجل مرافقة طفلة فقط، لابد أنه فكر بأن هذا الأمر مزعج .
بدا الفارس غاضبًا جدًا .
عندما كانت آريا تراقبه عن كثب، بدأت تشعر بالحكة في أنفها .
"... آ آتشوو ! "
حدق الجميع في آريا بتعابير متفاجئة .
" آتشوو ! "
"……."
— إستنشاق .
أستنشقت آريا بعد ان توقف عطاسها، لم تكن تعاني من الحساسية لكن الروائح القوية كانت تجعلها تعطس .
أحمرت آريا خجلاً .
" رئـ … رئيسة الخدم ! " قاطعتهم بيتي وهي تحمل كتابًا بعنوان [ كيف تتعامل مع المرضى ]
" من فضلك ألقي نظرة على هذا، قال الكتاب أن الزهور النضرة ممنوعة ! خاصة للأشخاص الذين من خارج الحدود ! "
" ماذا ؟ لماذا ؟ "
" لأن هناك إحتمالية الإصابة بالحساسية أو العدوى ! "
" ثم عندها …… ! "
' خارج الحدود ؟ '
قامت آريا بإمالة رأسها و فركت أنفها بأكمام فستانها .
تبادلت دانا و بيتي النظرات مع بعضهما البعض .
" ولكن، أليست الآنسة الصغيرة من الخارج أيضًا ؟ مع ذلك فأنا اغير الازهار التي في الإناء كل صباح "
" حسنًا، الناس لديهم أوضاع مختلفة، بعضهم أضعف من البعض الآخر "
" لكن هذا يعني أن ... الآنسة الصغيرة أضعف من السيدة ! "
أمرت دانا " تخلصوا من الزهور على الفور "
أسرعت الخادمات في إزالة كل الزهور التي في الغرفة .
قطبت آريا حاجبيها على الزهور التي تم اخراجهم .
" هووه …. كاد أن يتحول ذلك إلى مشكلة كبيرة، أعتذر عن إهمالي، هذه هي المرة الأولى التي أعتني فيها بطفلاً من خارج الحدود "
[ خارج الحدود ؟ ]
لقد سمعت آريا ذلك عدة مرات من قبل، كان عليها أن تسأل لإرضاء فضولها .
" أنا أعني خارج الإقليم، تشير الحدود إلى جبال إنغو المحيطة بالدوقية الكبرى "
[ هل أنا ضعيفة ؟ ]
أبتسمت دانا و أجابت بلطف على السؤال .
" حسنًا، الناس الذين في الدوقية الكبرى أقوياء جدًا، الجميع هنا واثق من قدراتهم البدنية و نقاط قوتهم "
كانت محقة .
كانت الوحوش التي رأتها هنا عملاقة .
بالإضافة الى ذلك، البشر هنا لم يكونوا عاديين ايضًا .
كانوا على عكس آريا التي كانت ضعيفة و لكن لديها حواس ممتازة .
حدقت آريا في دانا بعيون فضولية ثم قالت دانا " حسنًا، بغض النظر عن مدى صعوبة تدريب الشخص، لن يكون ندًا أبدًا لڤالنتين "
سرت قشعريرة في العمود الفقري لدانا و حدقت في آريا بقلق .
" ولكن لماذا لم تنخفض حمتك ؟ "
فكرت آريا ' لأنه مر يوم واحد فقط '
" قال الكتاب انه إذا كنت تعاني من الحمى، فعليك تغطية جسدك ببطانية لتتعرق ! "
" هل تحاولين قتلها ؟ خاطئ ! كل ما عليك فعله هو أن تستحم بماء بارد ! "
" يا إلهي، كلا ! أنت سوف تجعلينها تتجمد حتى الموت ! أفضل طريقة هي رفع درجة حرارة الغرفة إلى أقصى حد و ... "
و هكذا، أستمر جدالهم ...
' لقد تناولت الدواء على أي حال، لذا ستنخفض الحمى في النهاية '
" آنستي الصغيرة، لقد صنعت شاي الزنجبيل "
" ماذا لو أدى الطعم الغريب للزنجبيل إلى تفاقم حالتها ؟ "
" لم أفكر في ذلك من قبل ! "
"……"
كان لدى الخادمات خيال مبتكر للغاية ...
" هوهوهو ! لا تقلقي، لقد أعددت هذا مسبقًا ! "
قالت بيتي وهي تكشف عن وعاء كان على الطاولة .
كانت تحمل كتابًا آخر بعنوان [ أطعمة تقدم أثناء الحمى ]
" لقد صنعت هذا بخلط العسل و صفار البيض حتى تصبح رغوة ثم قمت بخلطهم مع الحليب و الزبدة بإستخدام خفاقة ! "
قالت بإنتصار و أخبرت الآخرين أن هذا هو ما يستخدمه الذين من خارج الحدود كعلاج .
سألت إحدى الخادمات " لكن، ألا يتعرض البيض النيئ لخطر التلوث ؟ "
" التـ التلوث ؟ "
" يمكن أن تصاب بالتسمم الغذائي ... "
تخلصت بيتي من الوعاء بسرعة .
بدأت الخادمات في التجمع .
" إذن ماذا يجب أن نفعل ؟ " همست إحداهن " فقط نشاهدها حتى تتحسن ؟ "
تهامسوا الخادمات مع بعضهم البعض بأصوات منخفضة جدًا، لحسن الحظ تمكنت آريا من سماعهم بوضوح كوضوح النهار و ذلك بفضل حواسها القوية .
" هل لا بأس بذلك حقًا ؟ أنا أعني الأشخاص من خارج الحدود ضعفاء بشكل عام لكن ربما تكون الآنسة الصغيرة أضعف منهم جميعًا ! بهذا المعدل … من الأفضل أن نفكر فيها كطفلة رضيعة ! "
' … أنا لست طفلة '
لم تحب آريا أن تُعامل كطفلة رضيعة لكن بصدق، لم تعد تخجل من هذه الكلمة، كان هذا لأنهم يهتموا بها حقًا .
' أنا لست معتادة على ذلك بعد '
لم تكن آريا تريد أن تتلاشى هذه اللحظات كالدخان .
' الشعور بالإعتزاز ' لقد إحترموها كشخص .
بغض النظر عن مكانتها و بغض النظر عن قدرتها كحورية .
لم تستطع آريا ان تخفي إبتسامتها .
ثم أمسكت بأكمام دانا و سلمت لها بطاقة .
[ شكرًا لك ]
أعتقدت أنها ستستخدم هذه البطاقة يومًا ما، لذا فقد كتبتها مسبقًا .
' يجب أن يكون الأمر على مايرام بإضهار هذه البطاقة الآن '
" بفتت، يا لها من شخص ضعيف، لهذا السبب لا ينبغي أن نسمح للأشخاص من خارج الحدود بالدخول "
أستطاعت آريا سماع همسة خفيفة بين الأصوات الأخرى .
' السير أنجو ' كان أحد مرافقين آريا .
لم يسمع الخدم الآخرون كلماته لأنه كان يهمس بصوت منخفض جدًا .
لكن كان ذلك واضح لآذان آريا شديدة الحساسية .
" طبقتهم مختلفة جدًا لست متأكدًا حتى مما إذا كان بإمكانها أن تنجب وريثًا "
حدقت آريا في الفارس و عندما تقابلت نظراتهم، أصبح مرتبكًا بعض الشيء .
' مستحيل، أنا متأكد من أنها لا تستطيع سماعي '
كان من المستحيل أن تسمعه من هذه المسافة، حتى هو لن يكون قادرًا على سماع نفسه أيضًا .
بالإضافة إلى ذلك، لم ينظر الفرسان ولا الخدم إلى أنجو الذي كان واقفًا في زاوية الغرفة .
كانت آريا هي الوحيدة التي تحدق فيه .
' ... حسنًا و ماذا لو سمعت ذلك ؟ ' رفع الفارس ذقنه بوقاحة .
كان يعلم أنه من غير المجدي توجيه غضبه تجاهها لكنه لم يرغب في ترك منصبه لمجرد مرافقة طفلة .
و كان مستاء أكثر لأن أصلها غير واضح .
' سأفضل أن أجالس الأمير '
أصبحت خطيبة الأمير دون أن تفعل أي شيء .
' لم يكن هناك نقود ولا هدايا ولم يُحضروا حتى أوراق الزواج ! '
وقع والدها على التنازل عن السلطة الأبوية و أصبحت على الفور الدوقة الكبرى المستقبلية .
كان ذلك سخيفًا .
' قالوا أن الأمير هددها بسيفه '
نظر الفارس إلى الضمادة حول رقبة آريا و ضحك بغطرسة .
بغض النظر عن مدى إعتقادهم أنه زواج لمصلحة، إلا أن موافقة الطرفين كانت ضرورية للغاية لإقامة علاقة سليمة .
ومع ذلك، رفع الأمير سيفه على رقبتها المكشوفة، لذا لا بد أنه يكرهها أيضًا .
' لابد أنها تشعر بالإرتياح لأنه لم يتم طردها خارجًا، على الرغم من مدى كرهه لها '
كان من الواضح أنه سوف يتم طردها حتى قبل زواجهما .
لهذا السبب لم يكن أنجو خائفًا من التصرف بوقاحة مع خطيبة الأمير .
' طبقة '
سخرت آريا من هرائه السخيف .
تقسيم الناس إلى طبقات على أساس مكانتهم الإجتماعية .
' يا له من تفكير غبي '
سواء كانوا ڤالنتين أو الإمبراطور أو حتى البابا، لقد توافدوا في مجموعات بناءً على خلفياتهم المتشابهة لكن في الواقع، نحن جميعًا بشر …
البشر الذين لن يفعلوا شيئًا سوى النزيف عندما يطعنوا في ظهرهم .
كانوا ڤالنتين رائعين و أقوياء، كانت مهاراتهم لا مثيل لها في جميع أنحاء الإمبراطورية و خارجها .
و لكن إذا كان ذلك صحيحًا فكيف حدثت المجزرة ؟
' لماذا أصيب لويد بالجنون ؟ '
أعتقدت آريا أن جميع البشر بما في ذلك نفسها … ليسوا مثاليين .
لم يكن هناك شيء مثل الإنسان المثالي .
' هل كان من المهم أن نولد نبلاء أو من عامة الشعب أو حتى عبداً ؟ '
كلا .
نحن جميعًا بشر و نحن متشابهين .
أصبحت آريا منزعجة .
كانوا الخدم قد بذلوا كل جهدهم لجعلها تشعر و كأنها في منزلها، ولكن أن يأتي و يفسد جهودهم بقسوة .… أخرجت آريا قلم الحبر الخاص بها وكتبت على بعض البطاقات .
ثم أشارت بإصبعها نحو أنجو .
بدا منزعج لكنه أقترب منها على أي حال .
و قال " تحدثي فقط، أوه صحيح أنت لا تستطيعين ! اعذريني ..…. "
لقد كان يسخر منها .
**************************