الفصل 11 : Becoming the Villain’s Family



' ألا يعني هذا انها ستكون وجبتي الأخيرة ؟ '

نظرت آريا مرة أخرى للرسالة التي تأمرها بالمغادرة عندما تشفى .

إذا تم طردها، فلن تكون قادرة على تذوق المزيد من الحلويات .

 ربما كان لويد يحاول أن يكون مراعي فطلب من الخادمات ان يجعلوا آريا تتذوق جميع أنواع الحلويات .

" إذا كنت ترغبين في تناول جميع أنواع الحلويات، فعليك أن تتحسني أولاً "

قالت دانا وهي تعطي حبة دواء لآريا، ابتلعتها آريا على الفور .

ثم قالت دانا بلطف " أنت تأخذين الحبوب بشكل جيد، انا فخورة بك "

ثم أعطت برطمان صغير لآريا .

' ….ما هذا ؟ '

كانت هناك حُبيبات صغيرة ملونة داخل البرطمان .

كانت تتألق بشكل جذاب في الضوء مثل الأحجار الكريمة العظيمة، مما يعطي توهجًا أثيريًا .

" هل تحبين حلوى النجوم ؟ "

' حلوى النجوم ؟ هل هذه حلوى ؟ '

نظرت آريا داخل البرطمان و فتحت الغطاء ثم أكلت قطعة من حلوى النجوم .

حلق طعم الحلوى على لسانها .

' سآكل واحدة أخرى '

كانت الحلوى تناديها بإغراء، تعِدها بلحظات من النعيم ستذوب على لسانها .

بمجرد أن اكلت واحدة أخرى تألم قلبها للمزيد .

لكن آريا أعادت الغطاء بسرعة و وضعته في الدرج، أرادت أن تتذوقهم لفترة طويلة .

' إنها تبدو و كأنها سنجاب تخفي جوزتها ... '

كانوا الخدم يضغطون على أسنانهم، ليس لأنهم كانوا منزعجين ولكن بسبب أفعال آريا اللطيفة الغير قابلة للإحتمال .

لقد أرادوا بشدة أن يربتوا على رأسها لكنهم لن يستطيعوا ذلك لأنه لا يُسمح إلا لرئيسة الخدم دانا بالتربيت على رأسها .

' لا نستطيع أن نربت على رأس الآنسة الصغيرة '

من المحتمل أنها ستخرج لهم بطاقة [ أنا لست طفلة ] مرة أخرى وهي عابسة مع خديها الممتلئين اللطيفين .

نظروا الخدم إلى الطفلة المحبوبة، على أمل أن يأتي دورهم في يوم من الأيام ليربتوا على رأسها .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

كانوا الخدم يجلبون الأزهار في كل مرة يزورون فيها آريا .

" هذه تسمى زهرة الداليا "

" هذه زهرة الربيع "

" هذه ياقوتية عنبية و بلغة الزهور تعني … "

سرعان ما أصبحت الغرفة التي تقيم فيها آريا مكتظة بمزهريات من أزهار مختلفة .

و أصبح الهواء معطرًا أيضًا بروائحهم الثقيلة .

' هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها هذا العدد الكبير من الزهور '

رفعت آريا عنقها مثل حيوان الميركات لتنظر خارج النافذة .

ثم قالت دانا وهي تحمل باقة زهور بين ذراعيها " آنستي الصغيرة، لا يجب ان تقفي بجانب النافذة بعد الآن لأن هناك الكثير من الزهور هنا بالفعل "

أومأت آريا براسها .

" ومن الآن فصاعدًا، سيصبح هؤلاء الفرسان بشكل مؤقت مرافقين لك "

عينت دانا مرافقين لها لأنها كانت تخشى أن تمرض آريا مرة أخرى عندما تكون بمفردها .

ألقوا الفرسان الذين وقفوا وراء دانا التحية لآريا الواحد تلو الآخر .

كانوا جميعهم مهذبين للغاية ... ما عدا شخص واحد .

' كان اسمه السير أنجو '

أن يجبر على ترك موقعه لأجل مرافقة طفلة فقط، لابد أنه فكر بأن هذا الأمر مزعج .

بدا الفارس غاضبًا جدًا .

عندما كانت آريا تراقبه عن كثب، بدأت تشعر بالحكة في أنفها .

"... آ آتشوو ! "

حدق الجميع في آريا بتعابير متفاجئة .

" آتشوو ! "

"……."

— إستنشاق .

أستنشقت آريا بعد ان توقف عطاسها، لم تكن تعاني من الحساسية لكن الروائح القوية كانت تجعلها تعطس .

أحمرت آريا خجلاً .

" رئـ … رئيسة الخدم ! " قاطعتهم بيتي وهي تحمل كتابًا بعنوان [ كيف تتعامل مع المرضى ]

من فضلك ألقي نظرة على هذا، قال الكتاب أن الزهور النضرة ممنوعة ! خاصة للأشخاص الذين من خارج الحدود ! "

" ماذا ؟ لماذا ؟ "

" لأن هناك إحتمالية الإصابة بالحساسية أو العدوى ! "

" ثم عندها …… ! "

' خارج الحدود ؟ '

قامت آريا بإمالة رأسها و فركت أنفها بأكمام فستانها .

تبادلت دانا و بيتي النظرات مع بعضهما البعض .

" ولكن، أليست الآنسة الصغيرة من الخارج أيضًا ؟ مع ذلك فأنا اغير الازهار التي في الإناء كل صباح "

" حسنًا، الناس لديهم أوضاع مختلفة، بعضهم أضعف من البعض الآخر " 

" لكن هذا يعني أن ... الآنسة الصغيرة أضعف من السيدة ! "

أمرت دانا " تخلصوا من الزهور على الفور "

أسرعت الخادمات في إزالة كل الزهور التي في الغرفة .

قطبت آريا حاجبيها على الزهور التي تم اخراجهم .

" هووه …. كاد أن يتحول ذلك إلى مشكلة كبيرة، أعتذر عن إهمالي، هذه هي المرة الأولى التي أعتني فيها بطفلاً من خارج الحدود "

[ خارج الحدود ؟ ]

لقد سمعت آريا ذلك عدة مرات من قبل، كان عليها أن تسأل لإرضاء فضولها .

" أنا أعني خارج الإقليم، تشير الحدود إلى جبال إنغو المحيطة بالدوقية الكبرى "

[ هل أنا ضعيفة ؟ ]

أبتسمت دانا و أجابت بلطف على السؤال .

" حسنًا، الناس الذين في الدوقية الكبرى أقوياء جدًا، الجميع هنا واثق من قدراتهم البدنية و نقاط قوتهم "

كانت محقة .

كانت الوحوش التي رأتها هنا عملاقة .

بالإضافة الى ذلك، البشر هنا لم يكونوا عاديين ايضًا .

كانوا على عكس آريا التي كانت ضعيفة و لكن لديها حواس ممتازة .

حدقت آريا في دانا بعيون فضولية ثم قالت دانا " حسنًا، بغض النظر عن مدى صعوبة تدريب الشخص، لن يكون ندًا أبدًا لڤالنتين "

سرت قشعريرة في العمود الفقري لدانا و حدقت في آريا بقلق .

" ولكن لماذا لم تنخفض حمتك ؟ "

فكرت آريا ' لأنه مر يوم واحد فقط '

" قال الكتاب انه إذا كنت تعاني من الحمى، فعليك تغطية جسدك ببطانية لتتعرق ! "

" هل تحاولين قتلها ؟ خاطئ ! كل ما عليك فعله هو أن تستحم بماء بارد ! "

" يا إلهي، كلا ! أنت سوف تجعلينها تتجمد حتى الموت ! أفضل طريقة هي رفع درجة حرارة الغرفة إلى أقصى حد و ... "

و هكذا، أستمر جدالهم ...

' لقد تناولت الدواء على أي حال، لذا ستنخفض الحمى في النهاية '

" آنستي الصغيرة، لقد صنعت شاي الزنجبيل "

" ماذا لو أدى الطعم الغريب للزنجبيل إلى تفاقم حالتها ؟ "

" لم أفكر في ذلك من قبل ! "

"……"

كان لدى الخادمات خيال مبتكر للغاية ...

" هوهوهو ! لا تقلقي، لقد أعددت هذا مسبقًا ! "

 قالت بيتي وهي تكشف عن وعاء كان على الطاولة .

كانت تحمل كتابًا آخر بعنوان [ أطعمة تقدم أثناء الحمى ]

" لقد صنعت هذا بخلط العسل و صفار البيض حتى تصبح رغوة ثم قمت بخلطهم مع الحليب و الزبدة بإستخدام خفاقة ! "

قالت بإنتصار و أخبرت الآخرين أن هذا هو ما يستخدمه الذين من خارج الحدود كعلاج .

سألت إحدى الخادمات " لكن، ألا يتعرض البيض النيئ لخطر التلوث ؟ "

" التـ التلوث ؟ "

" يمكن أن تصاب بالتسمم الغذائي ... "

تخلصت بيتي من الوعاء بسرعة .

بدأت الخادمات في التجمع .

" إذن ماذا يجب أن نفعل ؟ "  همست إحداهن " فقط نشاهدها حتى تتحسن ؟ "

تهامسوا الخادمات مع بعضهم البعض بأصوات منخفضة جدًا، لحسن الحظ تمكنت آريا من سماعهم بوضوح كوضوح النهار و ذلك بفضل حواسها القوية .

" هل لا بأس بذلك حقًا ؟ أنا أعني الأشخاص من خارج الحدود ضعفاء بشكل عام لكن ربما تكون الآنسة الصغيرة أضعف منهم جميعًا ! بهذا المعدل … من الأفضل أن نفكر فيها كطفلة رضيعة ! "

' … أنا لست طفلة '

لم تحب آريا أن تُعامل كطفلة رضيعة لكن بصدق، لم تعد تخجل من هذه الكلمة، كان هذا لأنهم يهتموا بها حقًا .

' أنا لست معتادة على ذلك بعد '

لم تكن آريا تريد أن تتلاشى هذه اللحظات كالدخان .

' الشعور بالإعتزاز '  لقد إحترموها كشخص .

بغض النظر عن مكانتها و بغض النظر عن قدرتها كحورية .

لم تستطع آريا ان تخفي إبتسامتها .

ثم أمسكت بأكمام دانا و سلمت لها بطاقة .

[ شكرًا لك ]

أعتقدت أنها ستستخدم هذه البطاقة يومًا ما، لذا فقد كتبتها مسبقًا .

' يجب أن يكون الأمر على مايرام بإضهار هذه البطاقة الآن '

" بفتت، يا لها من شخص ضعيف، لهذا السبب لا ينبغي أن نسمح للأشخاص من خارج الحدود بالدخول "

أستطاعت آريا سماع همسة خفيفة بين الأصوات الأخرى .

' السير أنجو '  كان أحد مرافقين آريا .

لم يسمع الخدم الآخرون كلماته لأنه كان يهمس بصوت منخفض جدًا .

لكن كان ذلك واضح لآذان آريا شديدة الحساسية .

" طبقتهم مختلفة جدًا لست متأكدًا حتى مما إذا كان بإمكانها أن تنجب وريثًا "

حدقت آريا في الفارس و عندما تقابلت نظراتهم، أصبح مرتبكًا بعض الشيء .

' مستحيل، أنا متأكد من أنها لا تستطيع سماعي '

كان من المستحيل أن تسمعه من هذه المسافة، حتى هو لن يكون قادرًا على سماع نفسه أيضًا .

بالإضافة إلى ذلك، لم ينظر الفرسان ولا الخدم إلى أنجو الذي كان واقفًا في زاوية الغرفة .

كانت آريا هي الوحيدة التي تحدق فيه .

' ... حسنًا و ماذا لو سمعت ذلك ؟ '  رفع الفارس ذقنه بوقاحة .

كان يعلم أنه من غير المجدي توجيه غضبه تجاهها لكنه لم يرغب في ترك منصبه لمجرد مرافقة طفلة .

و كان مستاء أكثر لأن أصلها غير واضح .

' سأفضل أن أجالس الأمير '

أصبحت خطيبة الأمير دون أن تفعل أي شيء .

' لم يكن هناك نقود ولا هدايا ولم يُحضروا حتى أوراق الزواج ! '

وقع والدها على التنازل عن السلطة الأبوية و أصبحت على الفور الدوقة الكبرى المستقبلية .

كان ذلك سخيفًا .

' قالوا أن الأمير هددها بسيفه '

نظر الفارس إلى الضمادة حول رقبة آريا و ضحك بغطرسة .

بغض النظر عن مدى إعتقادهم أنه زواج لمصلحة، إلا أن موافقة الطرفين كانت ضرورية للغاية لإقامة علاقة سليمة .

ومع ذلك، رفع الأمير سيفه على رقبتها المكشوفة، لذا لا بد أنه يكرهها أيضًا .

' لابد أنها تشعر بالإرتياح لأنه لم يتم طردها خارجًا، على الرغم من مدى كرهه لها '

كان من الواضح أنه سوف يتم طردها حتى قبل زواجهما .

لهذا السبب لم يكن أنجو خائفًا من التصرف بوقاحة مع خطيبة الأمير .

' طبقة '

سخرت آريا من هرائه السخيف .

تقسيم الناس إلى طبقات على أساس مكانتهم الإجتماعية .

' يا له من تفكير غبي '

سواء كانوا ڤالنتين أو الإمبراطور أو حتى البابا، لقد توافدوا في مجموعات بناءً على خلفياتهم المتشابهة لكن في الواقع، نحن جميعًا بشر …

البشر الذين لن يفعلوا شيئًا سوى النزيف عندما يطعنوا في ظهرهم .

كانوا ڤالنتين رائعين و أقوياء، كانت مهاراتهم لا مثيل لها في جميع أنحاء الإمبراطورية و خارجها .

و لكن إذا كان ذلك صحيحًا فكيف حدثت المجزرة ؟

' لماذا أصيب لويد بالجنون ؟ '

أعتقدت آريا أن جميع البشر بما في ذلك نفسها … ليسوا مثاليين .

لم يكن هناك شيء مثل الإنسان المثالي .

' هل كان من المهم أن نولد نبلاء أو من عامة الشعب أو حتى عبداً ؟ '

كلا .

نحن جميعًا بشر و نحن متشابهين .

أصبحت آريا منزعجة .

كانوا الخدم قد بذلوا كل جهدهم لجعلها تشعر و كأنها في منزلها، ولكن أن يأتي و يفسد جهودهم بقسوة .… أخرجت آريا قلم الحبر الخاص بها وكتبت على بعض البطاقات .

ثم أشارت بإصبعها نحو أنجو .

بدا منزعج لكنه أقترب منها على أي حال .

و قال " تحدثي فقط، أوه صحيح أنت لا تستطيعين ! اعذريني ..…. "

لقد كان يسخر منها .

**************************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان